فوائد الصيام

0
7K
1- الصيام خير معين على تقوى الرحمن

فالصيام عبادة جليلة وله ثمار عظيمة، ومنها التقوى الله جل وعلا، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ ﴾ [الْبَقَرَةُ:185].
فهو خير عون على تقوى الرحمن؛ لما للصوم من تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة، والقوى الباطنة، وحمايتها من العوارض والفساد.
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله في «زاد المعاد» (2/27-28): فَهُوَ لِجَامُ الْمُتّقِينَ، وَجُنّةُ الْمُحَارِبِينَ، وَرِيَاضَةُ الْأَبْرَارِ وَالْمُقَرّبِينَ، وَهُوَ لِرَبّ الْعَالَمِينَ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْأَعْمَالِ؛ فَإِنّ الصّائِمَ لَا يَفْعَلُ شَيْئًا، وَإِنّمَا يَتْرُكُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِ مَعْبُودِهِ، فَهُوَ تَرْكُ مَحْبُوبَاتِ النّفْسِ وَتَلَذّذَاتِهَا إيثَارًا لِمَحَبّةِ اللّهِ وَمَرْضَاتِهِ، وَهُوَ سِرّ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبّهِ لَا يَطّلِعُ عَلَيْهِ سِوَاهُ. وَالْعِبَادُ قَدْ يَطّلِعُونَ مِنْهُ عَلَى تَرْكِ الْمُفْطِرَاتِ الظّاهِرَةِ، وَأَمّا كَوْنُهُ تَرْكَ طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ وَشَهْوَتِهِ مِنْ أَجْلِ مَعْبُودِهِ فَهُوَ أَمْرٌ لَا يَطّلِعُ عَلَيْهِ بَشَرٌ، وَذَلِكَ حَقِيقَةُ الصّوْمِ.
فَهُوَ مِنْ أَكْبَرِ الْعَوْنِ عَلَى التّقْوَى، كَمَا قال تعالى: ﴿ يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ ﴾ [الْبَقَرَةُ:185].
وَقَالَ النّبِيّ ﷺ : «الصّوْمُ جُنّةٌ». وَأَمَرَ ﷺ مَنْ اشْتَدّتْ عَلَيْهِ شَهْوَةُ النّكَاحِ وَلَا قُدْرَةَ لَهُ عَلَيْهِ بِالصّيَامِ، وَجَعَلَهُ وِجَاءَ هَذِهِ الشّهْوَةِ.
وَالْمَقْصُودُ أَنّ مَصَالِحَ الصّوْمِ لَمّا كَانَتْ مَشْهُودَةً بِالْعُقُولِ السّلِيمَةِ، وَالْفِطَرِ الْمُسْتَقِيمَةِ؛ شَرَعَهُ اللّهُ لِعِبَادِهِ رَحْمَةً بِهِمْ وَإِحْسَانًا إلَيْهِمْ، وَحِمْيَةً لَهُمْ وَجُنّةً.ـ

2- الصيام شعار الأبرار الكرام

والصيام شعار الأبرار، حلية الأولياء الكرام، ولذلك كان النبي ﷺ إذا اجتهد لقوم بالدعاء قال: «جعل الله عليكم صلاة قوم أبرار، يقومون الليل ويصومون النهار، ليسوا بأَئَمَةٍ ولا فُجَّار». رواه عبد بن حميد (147/2) عن أنس رضي الله عنه في «الصحيحة» (1810).
فانظر إلى شعار الأبرار كما وصفهم رسول الله ﷺ : قيامهم بالليل، وصيامهم بالنهار، والأبرار سادات المتقين.

3- الصيام جُنَّة ووقاية من النار

والصيام جُنَّة ووقاية لصاحبه من نار جهنم، ففي «مسند أحمد» (16273)، وغيره من حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : «الصيام جُنَّة من النار كَجُنَّة أحدكم من القتال». «الصحيح المسند».
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في «التمهيد» (19/54): وحسبك بهذا فضلاً للصائم.اهـ
وقال المناوي رحمه الله: وقاية في الدنيا من المعاصي بكسر الشهوة وحفظ الجوارح، وفي الآخرة من النار.ـ

4- للصيام أجور وثواب وحسنات بلا حساب

وأجر الصائم بغير حساب، ففي «صحيح البخاري» (1904)، و«صحيح مسلم» (1151) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : «قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ. وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ».
وفي رواية للبخاري (7492) بلفظ: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ».
وفي رواية البخاري: «كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصوم؛ فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي».

5- الصيام لا مِثْلَ له في الثواب

والصيام لا مثل له، ولا نظير له في الثواب والأجر، ففي «مسند أحمد» (22140)، عن أبي أمامة رضي الله عنه، قال: أنشأ رسول الله ﷺ جيشاً، فأتيته، فقلت: يا رسول الله، ادع الله لي بالشهادة، قال: «اللَهمَّ سَلمهم وغَنِّمهم». فغزونا، فسلمنا وغنمنا، حتى ذكر ذلك ثلاث مرات، قال: ثم أتيته، فقلت: يا رسول الله، إني أتيتك تترى ثلاث مرات، أسألك أن تدعو لي بالشهادة، فقلت: «اللَّهمَّ سلمهم وغنمهم»، فسلمنا وغنمنا يا رسول الله، فمرني بعمل أدخل به الجنة، فقال: «عليك بالصوم، فإنه لا مثل له».
فكان أبو أمامة رضي الله عنه لا يرى في بيته الدخان نهاراً إلا إذا نزل بهم ضيف، فإذا رأوا الدخان، عرفوا أنه قد اعتراهم ضيف.
وفي رواية للنسائي (2221): مُرْني بأمر ينفعني الله به، قال: «عليك بالصيام؛ فإنه لا مثل له». «الصحيح المسند».

6- خُلُوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك

وخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، ويقسم رسول الله ﷺ تأكيدا على ذلك، وهو الصادق المصدق، فيقول: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ». كما تقدَّم في «صحيح البخاري» (1904)، و«صحيح مسلم» (1151) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي «مسند أحمد» (17170)، وغيره عن الحارث الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : «وآمركم بالصيام، فإن مثل ذلك كمثل رجل في عِصَابة (أي جماعة من الناس) معه صُرَّة فيها مسك وكلهم يعجبه ريحها، وإن ريح الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك».

7- للصائم فرحتان يفرحهما

وللصائم فرحتان: الأولى في الدنيا عند فطره، والثانية في الآخرة عند لقائه بربه، كما تقدَّم في «صحيح البخاري» (1904)، و«صحيح مسلم» (1151) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ..»
أما فرحة الصائم عند فطره، فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشرب ومنكح، فإذا منعت من ذلك في وقت من الأوقات، ثم أبيح لها في وقت آخر؛ فرحت بإباحة ما مُنعت منه، خصوصاً عند اشتداد الحاجة إليه.

8- صيام يوم واحد في سبيل الله يُنَجِّي من نار جهنم

وصيام يوم واحد يُبَعِّد الصائم وينحيه من نار جهنم مسيرة سبعين سنة، ففي «صحيح البخاري» (2840)، ومسلم (1153) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا».
وفي رواية لمسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا».
ومعنى (سبعين خريفاً): سنة. وإنما خص الخريف دون غيره من فصول السنة؛ لأنه وقت بلوغ الثمار وحصول سعة العيش.

9- الصيام من المكفرات

وبالصيام تُكفر السيئات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وفي «صحيح البخاري» (525)، و«صحيح مسلم» (144) عن حذيفة رضي الله عنه قال ﷺ قال: قال رسول الله ﷺ : «فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره، يكفرها الصيام، والصلاة، والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».

10- للصائمين في الجنة باب الريان

وقد أعدَّ الله تبارك وتعالى للجنة بابا يُسمَّى الريان، لا يدخله أحد إلا الصائمون:
1- ففي «صحيح البخاري» (1896)، و«صحيح مسلم» (1152) عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ. يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ».

2- وفي (1897)، و«صحيح مسلم» عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا خَيْرٌ. فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ». فقال أبو بكر رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: «نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ». بمعنى أنت منهم.
قال أبو حاتم: (عسى) من الله واجب، و(أرجو) من النبي ﷺ حق.
والريان على وزن فعلان أي كثير الري، ضد العطش؛ سمي به جزاءً وتبشيرا للصائمين على عطشهم وجوعهم.

11- بشرى لمن جمع في يومه صيامه: الصدقة وشهود الجنازة وعيادة المريض

عن أبي هريرة رضي الله عنه في «صحيح مسلم» (1028) قال: قال رسول الله ﷺ : «من أصبح منكم اليوم صائماً؟» فقال أبو بكر: أنا. فقال: «من أطعم منكم اليوم مسكيناً؟» قال أبو بكر: أنا. فقال: «من تبع منكم اليوم جنازة؟». فقال أبو بكر: أنا. قال: «من عاد منكم اليوم مريضاً؟» قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله ﷺ : «ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة».
وبوَّب له ابن خزيمة في «صحيحه»: باب: ذكر إيجاب الله عز وجل الجنة للصائم يوماً واحداً إذا جمع مع صومه صدقة، وشهود جنازة، وعيادة مريض.

12- للصائم دعوةٌ لا تُرَدُّ

وللصائم دعوةٌ لا ترد، قال رسول الله ﷺ : «ثلاث لا تُرَدُّ دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والمسافر، ودعوة المظلوم». رواه ابن ماجه (1752) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. «الصحيح المسند»، وله شواهد.

13- الصيام وِجَاء

ومن فضائل الصيام: تهذيب النفس، وكسر شهواتها، وقد وصَّى النبي ﷺ من عجز عن الزواج بالصوم؛ لأنه قامع لشهوته النكاح، وقاطع لشر المني كالوجاء، ففي «صحيح البخاري» (1905)، و«صحيح مسلم» (1400) عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال ﷺ : «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ. وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ».
*تنبيه:
أيها المسلم -وأنت أيتها المسلم- إذا كانت هذه الفضائل في صوم النافلة، فما بالك بصوم الفريضة الذي هو أحد أركان الإسلام؟
لا شك أن شهر رمضان، شهر فريضة الصيام يحوز هذه الفضائل المتقدمة وأكثر، ويوضحه الآتي:

14- من صيام رمضان غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه

عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». رواه البخاري (38)، ومسلم (760).

15- من صام رمضان دخل الجنة

1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: «تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ». قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا شَيْئًا أَبَدًا وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُ. فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا». رواه البخاري (1397)، ومسلم (14).
2- عن أبي هريرة رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ؛ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، هَاجَرَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا». رواه البخاري (2790).
3- وفي «سن الترمذي» (616)، و«مسند أحمد» (22161) بإسناد صحيح عن سُلَيم بْن عَامِرٍ قَال: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَ: «اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ؛ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ».
قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ،؛ مُنْذُ كَمْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ هَذَا الْحَدِيثِ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً. «الصحيحة» (867).
قوله: «وصلوا خمسكم»، أضافه إليهم؛ ليقابل العمل بالثواب في قوله «جنة ربكم»، ولينعقد البيع والشراء بين العبد والرب، كما في قوله تعالى: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم} الآية . وقال الطيبي: حكمة إضافة هذا وما بعده إليهم: إعلامهم بأن ذوات هذه الأعمال بكيفيتها المخصوصة من خصوصياتهم التي امتازوا بها عن سائر الأمم. وحثهم على المبادرة للامتثال بتذكيرهم بما خوطبوا به، وتذكيرهم بأن هذه الإضافة العملية يقابلها إضافة فضيلة هي أعلى منها وأتم، وهي الجنة المضافة إلى وصف الربوبية المشعر بمزيد تربيتهم وتربية نعيمهم بما فارقوا به سائر الأمم. «وصوموا شهركم»: المختص بكم -وهو رمضان- وأبهمه الدلالة على أنه صار من الظهور عندهم إلى حد لا يقبل الشك والتردد. «تحفة الأحوذي».

16- من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر

1- عن أبي أيوب رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ؛ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ». رواه مسلم (1164).
2- وفي «سنن الدارمي» (1755) واللفظ له، «سنن ابن ماجه» (1715)، و«مسند أحمد» (22412) عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «صِيَامُ شَهْرٍ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَسِتَّةِ أَيَّامٍ بَعْدَهُنَّ بِشَهْرَيْنِ، فَذَلِكَ تَمَامُ سَنَةٍ». يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ وَسِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَهُ. «صحيح ابن ماجه» (1392)، و«صحيح الترغيب والترهيب» (1007)، و«الإرواء» (4/107).
*فائدة:
حديث: «من صام ستة أيام بعد الفطر متتابعةً؛ فكأنما صام السَّنَة».
منكر بهذا اللفظ:
فقد أخرجه الطبراني في «الأوسط» (1/ 103/ 1) عن أبي هريرة مرفوعاً. وقد تفرد بلفظة: «متتابعة»: سعيد بن الصلت، مجهول لا يُعرف، وخالف غيره بذكرها. «الضعيفة» (5189).

Love
1
Search
Categories
Read More
الاسلام
وصايا لشهر رمضان
أيها الصائم الكريم 1ـ صُمْ رمضان إيماناً واحتساباً لله تعالى؛ ليغفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك.2ـ...
By شبكات الاسلامية 2025-02-27 07:22:13 0 7K
الاسلام
فوائد الصيام
1- الصيام خير معين على تقوى الرحمن فالصيام عبادة جليلة وله ثمار عظيمة، ومنها التقوى الله جل وعلا،...
By رمضان كريم 2025-02-27 07:01:17 0 7K
منوعات مختلفة
رجل حكيم و كيد النساء
خرج رجل حكيم فى يوم من الايام يبحث عن معنى كيد النساء و ماهيته و فى طريقة وجد امراه واقفة بجانب...
By الحكواتي الدمشقي 2025-03-12 00:01:01 1 5K
الاسلام
خصائص شهر رمضان
لحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد ﷺ قال تعالى: ﴿ يَا أَيّهَا الّذِينَ...
By رمضان كريم 2025-02-27 06:58:54 0 7K
صحة
نظام رجيم الأسبوع الواحد
مقدمه الريجيم الجديد صمم بمنحة من الإدارة الأمريكية للزراعة والغذاء والدواء وجرب في مراكز أبحاث...
By الغذاء الصحي دات 2025-03-12 00:30:31 0 5K