• أنه نهى أن يُقامَ الرجلُ من مَجلِسِه ويَجلِسَ فيه آخَرُ، ولكن تَفَسَّحوا وتَوَسَّعوا . وكان ابنُ عُمَرَ يَكرَهُ أن يقومَ الرجلُ من مَجلِسِه ثم يَجلِسَ مكانَه .

    شرح الحديث

    مِن مَبادِئِ الاسلامِ العظيمِ: العَدْلُ بينَ الناسِ، ومن هذا: نَهيُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن أن يُقامَ الرَّجُلُ من مَجلِسِه ومكانِه (وهذا عامٌّ في كلِّ مجلِس) لأجْلِ أنْ يَجلسَ فيه غيرُه مِمَّن يُعَدُّون مِن عِلْية الناس، ثُمَّ دلَّهم رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم على أدبٍ آخَرَ مِن آداب المجلِس، وهو التوسيعُ والإفساحُ لِمَن أتَى ولم يَجِدْ مكانًا للجُلوس، وفي هذا: إظهارُ التقديرِ والاحتِرام للقادِم مِمَّا يَزرَع المحبَّةَ بينَ الناس.
    وكان ابنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنهُما لهذا يَرَى أنَّ المرءَ أحقُّ بمجلِسه-وإن قام عنه لحاجتِه- لو أراد أن يَعُودَ إليه، فكَرِه أن يُجلَس في مكانِه عندَ قِيامِه.

    صحيح البخاري

    أنه نهى أن يُقامَ الرجلُ من مَجلِسِه ويَجلِسَ فيه آخَرُ، ولكن تَفَسَّحوا وتَوَسَّعوا . وكان ابنُ عُمَرَ يَكرَهُ أن يقومَ الرجلُ من مَجلِسِه ثم يَجلِسَ مكانَه .

    شرح الحديث

    مِن مَبادِئِ الاسلامِ العظيمِ: العَدْلُ بينَ الناسِ، ومن هذا: نَهيُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن أن يُقامَ الرَّجُلُ من مَجلِسِه ومكانِه (وهذا عامٌّ في كلِّ مجلِس) لأجْلِ أنْ يَجلسَ فيه غيرُه مِمَّن يُعَدُّون مِن عِلْية الناس، ثُمَّ دلَّهم رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم على أدبٍ آخَرَ مِن آداب المجلِس، وهو التوسيعُ والإفساحُ لِمَن أتَى ولم يَجِدْ مكانًا للجُلوس، وفي هذا: إظهارُ التقديرِ والاحتِرام للقادِم مِمَّا يَزرَع المحبَّةَ بينَ الناس. وكان ابنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنهُما لهذا يَرَى أنَّ المرءَ أحقُّ بمجلِسه-وإن قام عنه لحاجتِه- لو أراد أن يَعُودَ إليه، فكَرِه أن يُجلَس في مكانِه عندَ قِيامِه.

    صحيح البخاري
    0 Comments 0 Shares 428 Views 0 Reviews
  • كان عُتبَةُ بنُ أبي وَقَّاصٍ ، عهِد إلى أخيه سعدِ بنِ أبي وَقَّاصٍ ، أنَّ ابنَ وَليدةِ زَمعَةَ مني ، فاقبِضْه إليك ، فلما كان عامُ الفَتحِ أخَذه سعدٌ فقال : ابنُ أخي ، قد كان عهِد إليَّ فيه ، فقام إليه عبدُ بنُ زَمعَةَ فقال : أخي وابنُ وَليدةِ أبي ، وُلِد على فِراشِه ، فتَساوَقا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقال سعدٌ : يا رسولَ اللهِ ، ابنُ أخي كان عهِد إليَّ فيه ، وقال عبدُ بنُ زَمعَةَ : أخي وابنُ وَليدَةِ أبي ، وُلِد على فِراشِه ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( هو لك يا عبدُ بنُ زَمعَةَ ) . ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( الولَدُ للفِراشِ ، وللعاهِرِ الحجَرُ ) . ثم قال لسَودَةَ بنتِ زَمعَةَ : ( احتَجِبي منه ) . لما رأى من شَبَهِه بعُتبَةَ ، فما رآها حتى لقِي اللهَ تعالى .

    شرح الحديث

    كانَت عادةُ الجاهليَّة إلحاقَ النَّسبِ بالزِّنى، وكانوا يَستأجِرون الإماءَ للزِّنى فمَن اعترَفَت الأُمُّ بأنَّه له ألحَقوه به، فجاءَ الاسلامُ بإبطالِ ذلِك وبإلحاقِ الوَلَدِ بالفِراشِ الشَّرعيِّ، فلمَّا تَخاصَم عبدُ بنُ زَمْعَةَ وسَعْدَ بنُ أبي وقَّاص وقام سَعْدٌ بما عَهِدَ إليه أخوه عُتْبةُ مِن سيرة الجاهليَّة ولم يَعلَم سَعْدٌ بُطلانَ ذلِك في الإسلامِ، ولم يكُن حَصَل إلحاقُه في الجاهليَّة؛ إمَّا لِعَدَمِ الدَّعوى وإمَّا لِكَونِ الأُمِّ لَم تَعتَرف به لِعُتبةَ، فلمَّا كانَ عام الفَتْحِ أَخَذَ الَوَلَدَ سَعدُ بنُ أبي وقَّاص، وقال: هو ابنُ أخي عُتبةَ قد عَهِد إليَّ فيه أن أَستَلحِقه به، فقامَ عبدُ بنُ زَمْعَةَ فقالَ: هو أخي وابنُ وَليدةِ أَبي، أي: جاريته، وُلِدَ على فِراشِه "فتَساوَقا"، أي: فتَدافَعا بَعدَ تَخاصُمِهما وتَنازُعِهما في الولَدِ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وحَكَيا إلَيه، فقالَ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: هو، أي: الولَدُ، لَكَ يا عبدُ بنَ زَمْعَةَ. الولَدُ تابِع للفِراشِ، أي: لصاحِبِ الفِراشِ، زوجًا أو سيِّدًا. "ولِلعاهِر"، أي: الزَّاني، الحَجَرُ، أي: الخَيبةُ ولا حَقَّ له في الولَدِ، وأمَّا قولُه صلَّى الله علَيه وسلَّم :(واحْتَجِبي منه يا سَودةُ)، أي: مِن ابنِ زَمعةَ المُتنازَعِ فيه، فأمَرَها به نَدبًا واحتياطًا؛ لأنَّه في ظاهِر الشَّرع أخوها؛ لأنَّه أُلْحِق بأبيها لكِن لَمَّا رأى الشَّبَهَ البَيِّنَ بِعُتبةَ بنِ أبي وقَّاص خَشي أن يَكونَ مِن مائِه فيكون أجنبيًّا منها، فأمَرَها بالاحتِجابِ منه؛ احتياطًا، فما رآها حتَّى لَقي اللهَ عزَّ وجلَّ، أي: ماتَ.

    صحيح البخاري

    كان عُتبَةُ بنُ أبي وَقَّاصٍ ، عهِد إلى أخيه سعدِ بنِ أبي وَقَّاصٍ ، أنَّ ابنَ وَليدةِ زَمعَةَ مني ، فاقبِضْه إليك ، فلما كان عامُ الفَتحِ أخَذه سعدٌ فقال : ابنُ أخي ، قد كان عهِد إليَّ فيه ، فقام إليه عبدُ بنُ زَمعَةَ فقال : أخي وابنُ وَليدةِ أبي ، وُلِد على فِراشِه ، فتَساوَقا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقال سعدٌ : يا رسولَ اللهِ ، ابنُ أخي كان عهِد إليَّ فيه ، وقال عبدُ بنُ زَمعَةَ : أخي وابنُ وَليدَةِ أبي ، وُلِد على فِراشِه ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( هو لك يا عبدُ بنُ زَمعَةَ ) . ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( الولَدُ للفِراشِ ، وللعاهِرِ الحجَرُ ) . ثم قال لسَودَةَ بنتِ زَمعَةَ : ( احتَجِبي منه ) . لما رأى من شَبَهِه بعُتبَةَ ، فما رآها حتى لقِي اللهَ تعالى .

    شرح الحديث

    كانَت عادةُ الجاهليَّة إلحاقَ النَّسبِ بالزِّنى، وكانوا يَستأجِرون الإماءَ للزِّنى فمَن اعترَفَت الأُمُّ بأنَّه له ألحَقوه به، فجاءَ الاسلامُ بإبطالِ ذلِك وبإلحاقِ الوَلَدِ بالفِراشِ الشَّرعيِّ، فلمَّا تَخاصَم عبدُ بنُ زَمْعَةَ وسَعْدَ بنُ أبي وقَّاص وقام سَعْدٌ بما عَهِدَ إليه أخوه عُتْبةُ مِن سيرة الجاهليَّة ولم يَعلَم سَعْدٌ بُطلانَ ذلِك في الإسلامِ، ولم يكُن حَصَل إلحاقُه في الجاهليَّة؛ إمَّا لِعَدَمِ الدَّعوى وإمَّا لِكَونِ الأُمِّ لَم تَعتَرف به لِعُتبةَ، فلمَّا كانَ عام الفَتْحِ أَخَذَ الَوَلَدَ سَعدُ بنُ أبي وقَّاص، وقال: هو ابنُ أخي عُتبةَ قد عَهِد إليَّ فيه أن أَستَلحِقه به، فقامَ عبدُ بنُ زَمْعَةَ فقالَ: هو أخي وابنُ وَليدةِ أَبي، أي: جاريته، وُلِدَ على فِراشِه "فتَساوَقا"، أي: فتَدافَعا بَعدَ تَخاصُمِهما وتَنازُعِهما في الولَدِ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وحَكَيا إلَيه، فقالَ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: هو، أي: الولَدُ، لَكَ يا عبدُ بنَ زَمْعَةَ. الولَدُ تابِع للفِراشِ، أي: لصاحِبِ الفِراشِ، زوجًا أو سيِّدًا. "ولِلعاهِر"، أي: الزَّاني، الحَجَرُ، أي: الخَيبةُ ولا حَقَّ له في الولَدِ، وأمَّا قولُه صلَّى الله علَيه وسلَّم :(واحْتَجِبي منه يا سَودةُ)، أي: مِن ابنِ زَمعةَ المُتنازَعِ فيه، فأمَرَها به نَدبًا واحتياطًا؛ لأنَّه في ظاهِر الشَّرع أخوها؛ لأنَّه أُلْحِق بأبيها لكِن لَمَّا رأى الشَّبَهَ البَيِّنَ بِعُتبةَ بنِ أبي وقَّاص خَشي أن يَكونَ مِن مائِه فيكون أجنبيًّا منها، فأمَرَها بالاحتِجابِ منه؛ احتياطًا، فما رآها حتَّى لَقي اللهَ عزَّ وجلَّ، أي: ماتَ.

    صحيح البخاري
    0 Comments 0 Shares 431 Views 0 Reviews
  • غزوة تبوك


    كان فتح مكة ايذانا بدخول الجزيرة العربية كلها فى الاسلام ، فقد أدرك العرب بعد فتح مكة و بعد إسلام قريش أنه لا مفر لهم من دخول الإسلام إن عاجلا أو آجلا ، فما هي إلا دورة العام حتى صارت جزيرة العرب موئل الإسلام و صار أهلها من العرب هم أهله و حماته


    فلما ظهر الاسلام فى جزيرة العرب و أخذ يوحد كلمة العرب و يجمع صفوفهم تحت لوائه ، أيقن الروم أن خطرا يوشك أن يواقعهم فقد كانت لهم مصالح شتى بالجزيرة العربية و كانت الظروف فى الجزيرة العربية من قبل تساعد على بقاء هذه المصالح ، فقد كان العرب بطبيعة حياتهم قبائل متفرقة و لم تكن لهم و حدة جامعة تلم شملهم و تجمع كلمتهم ، و كانت كل قبيلة إنما يهمها أمر أفرادها أو أمر حلفائها ، و من هنا كانت كلمة العرب فى تفرق دائم و كان من صالح الروم أن يستمر هذا التفرق بين العرب ليستمر سلطانهم مبسوطا على اتباعهم منهم لذلك وجدوا أنه لابد من عمل سريع لدرء هذا الخطر الذى استفحل أمره ، و كانت دولة الروم فى عنفوانها و قوتها و لم يكن قد مضى على انتصارها على دولة الفرس غير بضع سنين و كان لديها القوة و العتاد ما تظن أنها قادرة به على تحطيم امة الاسلام ، من أجل ذلك أعد الروم عدتهم و أرادوا أن يهاجموا المسلمين فى عقر دارهم ليقطعوا دابرهم و يفرغوا منهم


    و بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الروم قد جمعت جموعا كثيرة بالشام ، فدعا إلى تجهيز جيش قوي يصد غزو الروم



    أحداث الغزوة


    وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن الظروف التى يمر بها صعبة ، وأن الأيام أيام قيظٍ وقحط

    فبعث الرجال يحثون القبائل على الاشتراك فى الجيش ، وحث الأغنياء على أن يجودوا بمالهم ، فتبرع عثمان بن عفان بعشرة آلاف دينار وتسعمائة بعيرٍ ، ومائة فرس

    كما تبرع أبو بكرٍ الصديق بكل ماله

    وتبرع عبد الرحمن بن عوف بأربعين ألف دينار

    وتبرعت النساء بحليهن وزينتهن من الذهب


    و تحرك جيش المسلمين إلى تبوك في شهر رجب من العام التاسع بقيادة الرسول ، وكان عددهم ثلاثين ألفاً تقريباً

    و أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم اللواء لأبي بكرٍ الصديق

    وعسكر النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه في ثنية الوداع

    وكان الحر شديداً للغاية ، وعانى المسلمون من عسرة الماء والزاد ، حتى اضطروا لذبح إبلهم وإخراج ما فى كروشها فيعصرونه ويشربونه

    لذلك سميت الغزوة بغزوة العسرة


    وقضى المسلمون فى تبوك حوالي عشرين يوماً ، ولكن لم يجدوا هناك أحداً من الروم الذين رجعوا من حيث أتوا ، حينما علموا بمسير الجيش المسلم الذي يؤثر الموت على الحياة


    واستشار الرسول أصحابه فى مجاوزة تبوك إلى ما هو أبعد منها من ديار الشام

    فأشار عليه الفاروق عمر بالعودة إلى المدينة

    فاستحسن الرسول رأيه فصالح أهل تبوك، وأمّن حدوده بعقد معاهدات مع الإمارات التى تقع هناك، وقفل راجعًا إلى المدينة حامدين شاكرين


    غزوة تبوك

    كان فتح مكة ايذانا بدخول الجزيرة العربية كلها فى الاسلام ، فقد أدرك العرب بعد فتح مكة و بعد إسلام قريش أنه لا مفر لهم من دخول الإسلام إن عاجلا أو آجلا ، فما هي إلا دورة العام حتى صارت جزيرة العرب موئل الإسلام و صار أهلها من العرب هم أهله و حماته
    فلما ظهر الاسلام فى جزيرة العرب و أخذ يوحد كلمة العرب و يجمع صفوفهم تحت لوائه ، أيقن الروم أن خطرا يوشك أن يواقعهم فقد كانت لهم مصالح شتى بالجزيرة العربية و كانت الظروف فى الجزيرة العربية من قبل تساعد على بقاء هذه المصالح ، فقد كان العرب بطبيعة حياتهم قبائل متفرقة و لم تكن لهم و حدة جامعة تلم شملهم و تجمع كلمتهم ، و كانت كل قبيلة إنما يهمها أمر أفرادها أو أمر حلفائها ، و من هنا كانت كلمة العرب فى تفرق دائم و كان من صالح الروم أن يستمر هذا التفرق بين العرب ليستمر سلطانهم مبسوطا على اتباعهم منهم لذلك وجدوا أنه لابد من عمل سريع لدرء هذا الخطر الذى استفحل أمره ، و كانت دولة الروم فى عنفوانها و قوتها و لم يكن قد مضى على انتصارها على دولة الفرس غير بضع سنين و كان لديها القوة و العتاد ما تظن أنها قادرة به على تحطيم امة الاسلام ، من أجل ذلك أعد الروم عدتهم و أرادوا أن يهاجموا المسلمين فى عقر دارهم ليقطعوا دابرهم و يفرغوا منهم
    و بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الروم قد جمعت جموعا كثيرة بالشام ، فدعا إلى تجهيز جيش قوي يصد غزو الروم

    أحداث الغزوة

    وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن الظروف التى يمر بها صعبة ، وأن الأيام أيام قيظٍ وقحط
    فبعث الرجال يحثون القبائل على الاشتراك فى الجيش ، وحث الأغنياء على أن يجودوا بمالهم ، فتبرع عثمان بن عفان بعشرة آلاف دينار وتسعمائة بعيرٍ ، ومائة فرس
    كما تبرع أبو بكرٍ الصديق بكل ماله
    وتبرع عبد الرحمن بن عوف بأربعين ألف دينار
    وتبرعت النساء بحليهن وزينتهن من الذهب
    و تحرك جيش المسلمين إلى تبوك في شهر رجب من العام التاسع بقيادة الرسول ، وكان عددهم ثلاثين ألفاً تقريباً
    و أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم اللواء لأبي بكرٍ الصديق
    وعسكر النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه في ثنية الوداع
    وكان الحر شديداً للغاية ، وعانى المسلمون من عسرة الماء والزاد ، حتى اضطروا لذبح إبلهم وإخراج ما فى كروشها فيعصرونه ويشربونه
    لذلك سميت الغزوة بغزوة العسرة
    وقضى المسلمون فى تبوك حوالي عشرين يوماً ، ولكن لم يجدوا هناك أحداً من الروم الذين رجعوا من حيث أتوا ، حينما علموا بمسير الجيش المسلم الذي يؤثر الموت على الحياة
    واستشار الرسول أصحابه فى مجاوزة تبوك إلى ما هو أبعد منها من ديار الشام
    فأشار عليه الفاروق عمر بالعودة إلى المدينة
    فاستحسن الرسول رأيه فصالح أهل تبوك، وأمّن حدوده بعقد معاهدات مع الإمارات التى تقع هناك، وقفل راجعًا إلى المدينة حامدين شاكرين

    0 Comments 0 Shares 584 Views 0 Reviews
  • تأسيس الدولة الإسلامية

    تأسيس الدولة الإسلامية
    و بدخول رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بدأت الدعوة للاسلام تأخذ شكلا جديدا ، فقد أصبحت المدينة معقل الإسلام ومشعل الهداية ومنطلق الدعوة إلى الله عز وجل

    و قد كان يسكن المدينة المهاجرون والأنصار واليهود فكان على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبدأ فى وضع الأسس التي تجعل من هذه الجماعات مجتمعًا قويًا متحدًا على أسس إسلامية ومبادئ دينية؛ فقام الرسول بمجموعة من الخطوات تحقيقًا لهذه الغاية :

    أولاً: بنـاء مسجـد المدينـة
    كان أول ما حرص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة هو بناء المسجد لتظهر فيه شعائر الإسلام التى طالما حوربت، ولتقام فيه الصلوات التى تربط المرء برب العالمين ولم يكن هدف رسول الله صلى الله عليه وسلم إيجاد مكان للعبادة فقط؛ فالدين الإسلامى يجعل الأرض كلها مسجدًا للمسلمين، ولكن مهمة المسجد كانت أعمق من هذا لقد أراد رسول الله أن يبني بيتًا لله وبيتا لجميع المسلمين يجتمعون فيه للعبادة والمشاورة فيما يهم أمر الإسلام والدولة الإسلامية ، ويتخذون فيه قراراتهم ، ويناقشون فيه مشاكلهم ، ويستقبلون فيه وفود القبائل وسفراء الملوك والأمراء من هنا وهناك ، وبأسلوب العصر الحديث اتخذ مقرًا للحكومة بالمدينة، فكان المسجد بهذا الوضع أشبه بمدرسة يتعلم فيها المسلمون، وتمتزج فيها نفوسهم وعقلياتهم


    وقد اشترى رسول الله أرض المسجد من الغلامين- صاحبي المربد- الذي أناخت رسول الله عنده، وأبى رسول الله أن يقبله منهما هدية، وعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء المسجد، فكان ينقل اللبن والحجارة بنفسه، واقتدى به المسلمون وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم ارحم الأنصار والمهاجرة لا عيش إلا عيش الآخرة
    وكان المسلمون مسرورين سعداء يضاعف حماسهم فى العمل رؤيتهم النبي يجهد كأحدهم ويكره أن يتميز عليهم



    ثانيًا: المؤاخــاة
    وكانت الخطوة التالية هي صلة الأمة بعضها بالبعض الأخر، وتمثل ذلك فى المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وإحلال رابطة الإخاء ورابطة الدين محل رابطة القبيلة والعصبية القبلية مصداقًا لقوله تعالى: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) وفيها قرب بين بعض قبائل المهاجرين والبعض الأخر، كما قرب بين الأوس والخزرج؛ إذ كانت الحروب بينهما قبل الإسلام قوية ، وليس هذا فحسب بل آخى بين العرب والموالي فمثلاً آخى بين حمزة عمه وزيد بن حارثة وبين أبى الدرداء وسلمان الفارسى


    وكانت نتيجة ذلك أن تكونت أسرة إسلامية واحدة فلا حمية إلا للإسلام، وسقطت فوارق النسب واللون والوطن وتحققت وحدة المدينة وضرب المسلمون المثل الأعلى فى التعاون والاتحاد، يقول ابن إسحاق: وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، فقال عليه السلام:تآخوا فى الله أخوين أخوين ثم أخذ بيد علي بن أبى طالب فقال هذا أخى
    وكان الأنصار يتسابقون فى مؤاخاة المهاجرين حتى كان الأمر يؤول إلى الاقتراع بل الإيثار، فكان من الأنصار السماحة والإيثار ومن المهاجرين التعفف وعزة النفس والنبل


    روى البخاري أنهم لما قدموا المدينة آخى رسول الله بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، فقال سعد لعبد الرحمن: إنى أكثر الأنصار مالاً فاقسم مالى نصفين ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فسمها لى أطلقها فإذا انقضت عدتها فتزوجها ، قال عبد الرحمن ابن عوف: بارك الله لك فى أهلك ومالك، أين سوقكم؟ فدلوه على سوق بنى قينقاع فما انقلب إلا ومعه فضل من إقط وسمن ثم تابع الغدو، ثم جاء يومًا وبه أثر صفرة(أي زينة) فقال النبي: مهيم؟ (سؤال عن حاله)قال:تزوجت ، قال:كم سقت إليها؟، قال: نواة من ذهب


    و يقول بن القيم: وكان الذين آخى رسول الله بينهم تسعين رجلاً، نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار آخى بينهم على المواساة ، ويتوارثون بعد الموت دون ذوى الأرحام إلى حين وقعة بدر، فلما نزل قول الله تعالى ( وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ ) رد التوارث إلى الرحم دون عقد الأخوة



    ثالثًا: المعاهدة بين المسلمين و اليهود
    أما الأمر الثالث وهو صلة الأمة بالأجانب عنها الذين لا يدينون بدينها، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عن طيب خاطر وجودهم ، وعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة مع اليهود الموجودين فى المدينة فقد كان بالمدينة يهود بنى قينقاع ، و يهود بنى النضير ، و يهود بنى قريظة ،و قد أقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها على دينهم وأموالهم وشرط لهم واشترط عليهم ، وكان أساس هذه المعاهدة الأخوة فى السلم ، والدفاع عن المدينة وقت الحرب ، والتعاون التام بين الفريقين إذا نزلت شدة بأحدهما أو كليهما



    تأسيس الدولة الإسلامية

    تأسيس الدولة الإسلامية و بدخول رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بدأت الدعوة للاسلام تأخذ شكلا جديدا ، فقد أصبحت المدينة معقل الإسلام ومشعل الهداية ومنطلق الدعوة إلى الله عز وجل
    و قد كان يسكن المدينة المهاجرون والأنصار واليهود فكان على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبدأ فى وضع الأسس التي تجعل من هذه الجماعات مجتمعًا قويًا متحدًا على أسس إسلامية ومبادئ دينية؛ فقام الرسول بمجموعة من الخطوات تحقيقًا لهذه الغاية : أولاً: بنـاء مسجـد المدينـة كان أول ما حرص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة هو بناء المسجد لتظهر فيه شعائر الإسلام التى طالما حوربت، ولتقام فيه الصلوات التى تربط المرء برب العالمين ولم يكن هدف رسول الله صلى الله عليه وسلم إيجاد مكان للعبادة فقط؛ فالدين الإسلامى يجعل الأرض كلها مسجدًا للمسلمين، ولكن مهمة المسجد كانت أعمق من هذا لقد أراد رسول الله أن يبني بيتًا لله وبيتا لجميع المسلمين يجتمعون فيه للعبادة والمشاورة فيما يهم أمر الإسلام والدولة الإسلامية ، ويتخذون فيه قراراتهم ، ويناقشون فيه مشاكلهم ، ويستقبلون فيه وفود القبائل وسفراء الملوك والأمراء من هنا وهناك ، وبأسلوب العصر الحديث اتخذ مقرًا للحكومة بالمدينة، فكان المسجد بهذا الوضع أشبه بمدرسة يتعلم فيها المسلمون، وتمتزج فيها نفوسهم وعقلياتهم
    وقد اشترى رسول الله أرض المسجد من الغلامين- صاحبي المربد- الذي أناخت رسول الله عنده، وأبى رسول الله أن يقبله منهما هدية، وعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء المسجد، فكان ينقل اللبن والحجارة بنفسه، واقتدى به المسلمون وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم ارحم الأنصار والمهاجرة لا عيش إلا عيش الآخرة وكان المسلمون مسرورين سعداء يضاعف حماسهم فى العمل رؤيتهم النبي يجهد كأحدهم ويكره أن يتميز عليهم
    ثانيًا: المؤاخــاة وكانت الخطوة التالية هي صلة الأمة بعضها بالبعض الأخر، وتمثل ذلك فى المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وإحلال رابطة الإخاء ورابطة الدين محل رابطة القبيلة والعصبية القبلية مصداقًا لقوله تعالى: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) وفيها قرب بين بعض قبائل المهاجرين والبعض الأخر، كما قرب بين الأوس والخزرج؛ إذ كانت الحروب بينهما قبل الإسلام قوية ، وليس هذا فحسب بل آخى بين العرب والموالي فمثلاً آخى بين حمزة عمه وزيد بن حارثة وبين أبى الدرداء وسلمان الفارسى
    وكانت نتيجة ذلك أن تكونت أسرة إسلامية واحدة فلا حمية إلا للإسلام، وسقطت فوارق النسب واللون والوطن وتحققت وحدة المدينة وضرب المسلمون المثل الأعلى فى التعاون والاتحاد، يقول ابن إسحاق: وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، فقال عليه السلام:تآخوا فى الله أخوين أخوين ثم أخذ بيد علي بن أبى طالب فقال هذا أخى وكان الأنصار يتسابقون فى مؤاخاة المهاجرين حتى كان الأمر يؤول إلى الاقتراع بل الإيثار، فكان من الأنصار السماحة والإيثار ومن المهاجرين التعفف وعزة النفس والنبل
    روى البخاري أنهم لما قدموا المدينة آخى رسول الله بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، فقال سعد لعبد الرحمن: إنى أكثر الأنصار مالاً فاقسم مالى نصفين ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فسمها لى أطلقها فإذا انقضت عدتها فتزوجها ، قال عبد الرحمن ابن عوف: بارك الله لك فى أهلك ومالك، أين سوقكم؟ فدلوه على سوق بنى قينقاع فما انقلب إلا ومعه فضل من إقط وسمن ثم تابع الغدو، ثم جاء يومًا وبه أثر صفرة(أي زينة) فقال النبي: مهيم؟ (سؤال عن حاله)قال:تزوجت ، قال:كم سقت إليها؟، قال: نواة من ذهب
    و يقول بن القيم: وكان الذين آخى رسول الله بينهم تسعين رجلاً، نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار آخى بينهم على المواساة ، ويتوارثون بعد الموت دون ذوى الأرحام إلى حين وقعة بدر، فلما نزل قول الله تعالى ( وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ ) رد التوارث إلى الرحم دون عقد الأخوة
    ثالثًا: المعاهدة بين المسلمين و اليهود أما الأمر الثالث وهو صلة الأمة بالأجانب عنها الذين لا يدينون بدينها، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عن طيب خاطر وجودهم ، وعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة مع اليهود الموجودين فى المدينة فقد كان بالمدينة يهود بنى قينقاع ، و يهود بنى النضير ، و يهود بنى قريظة ،و قد أقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها على دينهم وأموالهم وشرط لهم واشترط عليهم ، وكان أساس هذه المعاهدة الأخوة فى السلم ، والدفاع عن المدينة وقت الحرب ، والتعاون التام بين الفريقين إذا نزلت شدة بأحدهما أو كليهما

    0 Comments 0 Shares 417 Views 0 Reviews