غزوة تبوك
كان فتح مكة ايذانا بدخول الجزيرة العربية كلها فى الاسلام ، فقد أدرك العرب بعد فتح مكة و بعد إسلام قريش أنه لا مفر لهم من دخول الإسلام إن عاجلا أو آجلا ، فما هي إلا دورة العام حتى صارت جزيرة العرب موئل الإسلام و صار أهلها من العرب هم أهله و حماته
فلما ظهر الاسلام فى جزيرة العرب و أخذ يوحد كلمة العرب و يجمع صفوفهم تحت لوائه ، أيقن الروم أن خطرا يوشك أن يواقعهم فقد كانت لهم مصالح شتى بالجزيرة العربية و كانت الظروف فى الجزيرة العربية من قبل تساعد على بقاء هذه المصالح ، فقد كان العرب بطبيعة حياتهم قبائل متفرقة و لم تكن لهم و حدة جامعة تلم شملهم و تجمع كلمتهم ، و كانت كل قبيلة إنما يهمها أمر أفرادها أو أمر حلفائها ، و من هنا كانت كلمة العرب فى تفرق دائم و كان من صالح الروم أن يستمر هذا التفرق بين العرب ليستمر سلطانهم مبسوطا على اتباعهم منهم لذلك وجدوا أنه لابد من عمل سريع لدرء هذا الخطر الذى استفحل أمره ، و كانت دولة الروم فى عنفوانها و قوتها و لم يكن قد مضى على انتصارها على دولة الفرس غير بضع سنين و كان لديها القوة و العتاد ما تظن أنها قادرة به على تحطيم امة الاسلام ، من أجل ذلك أعد الروم عدتهم و أرادوا أن يهاجموا المسلمين فى عقر دارهم ليقطعوا دابرهم و يفرغوا منهم
و بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الروم قد جمعت جموعا كثيرة بالشام ، فدعا إلى تجهيز جيش قوي يصد غزو الروم
أحداث الغزوة
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن الظروف التى يمر بها صعبة ، وأن الأيام أيام قيظٍ وقحط
فبعث الرجال يحثون القبائل على الاشتراك فى الجيش ، وحث الأغنياء على أن يجودوا بمالهم ، فتبرع عثمان بن عفان بعشرة آلاف دينار وتسعمائة بعيرٍ ، ومائة فرس
كما تبرع أبو بكرٍ الصديق بكل ماله
وتبرع عبد الرحمن بن عوف بأربعين ألف دينار
وتبرعت النساء بحليهن وزينتهن من الذهب
و تحرك جيش المسلمين إلى تبوك في شهر رجب من العام التاسع بقيادة الرسول ، وكان عددهم ثلاثين ألفاً تقريباً
و أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم اللواء لأبي بكرٍ الصديق
وعسكر النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه في ثنية الوداع
وكان الحر شديداً للغاية ، وعانى المسلمون من عسرة الماء والزاد ، حتى اضطروا لذبح إبلهم وإخراج ما فى كروشها فيعصرونه ويشربونه
لذلك سميت الغزوة بغزوة العسرة
وقضى المسلمون فى تبوك حوالي عشرين يوماً ، ولكن لم يجدوا هناك أحداً من الروم الذين رجعوا من حيث أتوا ، حينما علموا بمسير الجيش المسلم الذي يؤثر الموت على الحياة
واستشار الرسول أصحابه فى مجاوزة تبوك إلى ما هو أبعد منها من ديار الشام
فأشار عليه الفاروق عمر بالعودة إلى المدينة
فاستحسن الرسول رأيه فصالح أهل تبوك، وأمّن حدوده بعقد معاهدات مع الإمارات التى تقع هناك، وقفل راجعًا إلى المدينة حامدين شاكرين
غزوة تبوك
كان فتح مكة ايذانا بدخول الجزيرة العربية كلها فى الاسلام ، فقد أدرك العرب بعد فتح مكة و بعد إسلام قريش أنه لا مفر لهم من دخول الإسلام إن عاجلا أو آجلا ، فما هي إلا دورة العام حتى صارت جزيرة العرب موئل الإسلام و صار أهلها من العرب هم أهله و حماته
فلما ظهر الاسلام فى جزيرة العرب و أخذ يوحد كلمة العرب و يجمع صفوفهم تحت لوائه ، أيقن الروم أن خطرا يوشك أن يواقعهم فقد كانت لهم مصالح شتى بالجزيرة العربية و كانت الظروف فى الجزيرة العربية من قبل تساعد على بقاء هذه المصالح ، فقد كان العرب بطبيعة حياتهم قبائل متفرقة و لم تكن لهم و حدة جامعة تلم شملهم و تجمع كلمتهم ، و كانت كل قبيلة إنما يهمها أمر أفرادها أو أمر حلفائها ، و من هنا كانت كلمة العرب فى تفرق دائم و كان من صالح الروم أن يستمر هذا التفرق بين العرب ليستمر سلطانهم مبسوطا على اتباعهم منهم لذلك وجدوا أنه لابد من عمل سريع لدرء هذا الخطر الذى استفحل أمره ، و كانت دولة الروم فى عنفوانها و قوتها و لم يكن قد مضى على انتصارها على دولة الفرس غير بضع سنين و كان لديها القوة و العتاد ما تظن أنها قادرة به على تحطيم امة الاسلام ، من أجل ذلك أعد الروم عدتهم و أرادوا أن يهاجموا المسلمين فى عقر دارهم ليقطعوا دابرهم و يفرغوا منهم
و بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الروم قد جمعت جموعا كثيرة بالشام ، فدعا إلى تجهيز جيش قوي يصد غزو الروم
أحداث الغزوة
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن الظروف التى يمر بها صعبة ، وأن الأيام أيام قيظٍ وقحط
فبعث الرجال يحثون القبائل على الاشتراك فى الجيش ، وحث الأغنياء على أن يجودوا بمالهم ، فتبرع عثمان بن عفان بعشرة آلاف دينار وتسعمائة بعيرٍ ، ومائة فرس
كما تبرع أبو بكرٍ الصديق بكل ماله
وتبرع عبد الرحمن بن عوف بأربعين ألف دينار
وتبرعت النساء بحليهن وزينتهن من الذهب
و تحرك جيش المسلمين إلى تبوك في شهر رجب من العام التاسع بقيادة الرسول ، وكان عددهم ثلاثين ألفاً تقريباً
و أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم اللواء لأبي بكرٍ الصديق
وعسكر النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه في ثنية الوداع
وكان الحر شديداً للغاية ، وعانى المسلمون من عسرة الماء والزاد ، حتى اضطروا لذبح إبلهم وإخراج ما فى كروشها فيعصرونه ويشربونه
لذلك سميت الغزوة بغزوة العسرة
وقضى المسلمون فى تبوك حوالي عشرين يوماً ، ولكن لم يجدوا هناك أحداً من الروم الذين رجعوا من حيث أتوا ، حينما علموا بمسير الجيش المسلم الذي يؤثر الموت على الحياة
واستشار الرسول أصحابه فى مجاوزة تبوك إلى ما هو أبعد منها من ديار الشام
فأشار عليه الفاروق عمر بالعودة إلى المدينة
فاستحسن الرسول رأيه فصالح أهل تبوك، وأمّن حدوده بعقد معاهدات مع الإمارات التى تقع هناك، وقفل راجعًا إلى المدينة حامدين شاكرين