Recent Updates
  • 0 Comments 0 Shares 609 Views 0 Reviews
  • اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصبه اجمعين
    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصبه اجمعين

    محمد صلى الله عليه وسلم القائد العسكري


    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قائدًا فذًّا فى المجال العسكرى، وما حدث فى غزوة بدر خير شاهد على هذه العبقرية فى القيادة، فقَبْل المعركة بدأ النبي صلى الله عليه وسلم فى تنظيم صفوف جنوده؛ ليكونوا على استعداد تامٍّ فى مواجهة مشركى قريش، ولمَّا ابتدأت المعركة بالمبارزة، اختار رسول الله ثلاثة من جنده الأشدَّاء فى مواجهة خصومهم، وقد كان اختياره موفَّقًا لأبعد حدٍّ؛ لِعِلْمِه -وهو القائد- بحقيقة جنده وحالهم، فقال رسول الله: قُمْ يَا عُبَيْدَة بْنَ الْحَارِثِ، وَقُمْ يَا حَمْزَةُ، وَقُمْ يَا عَلِيُّ 
    فقَتَل اللهُ عتبةَ وشيبةَ ابني ربيعة، والوليدَ بن عتبة، وجُرِحَ عبيدةُ، فسبَّب ذلك هزيمة نفسيَّة للمشركين قبل لقائهم الفعلى مع المسلمين، فقتل المسلمون منهم سبعين، وأسروا سبعين آخرين


    رسول الله القائد المبدع


    كان صلى الله عليه وسلم يغرس فى صحابته مبدأ (المبادرة والإبداع) ، وخاصة فى الأمور التى تحتاج إلى قرار سريع حاسم، ونظر ثاقب، وقدَّم رسول الله القدوة والمثل فى ذلك، فلننظر إلى صلحه مع مشركي قريش فى الحديبية، فهو يدلُّ -ولا شكَّ- على حُنْكَة وحسن سياسة من الرسول القائد؛ إذ كانت من النتائج المترتِّبة على هذا الصلح أن اعْتُبِر المسلمون فى درجة مساوية لقريش، وهو أوَّل اعتراف بالدولة الإسلاميَّة من أشدِّ أعدائها وأقواهم فى الجزيرة العربية، بل وأدَّى أيضًا إلى محالفة مجموعة من القبائل لرسول الله، ثم أدَّى كذلك إلى الاستقرار الأمنى الذى أعان المسلمين على نشر دعوتهم ودينهم فى القبائل والقرى المجاورة؛ فكان هذا الصلح دليلاً على عمق نظرته 

    ولننظر إلى إبداع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطِّط للهجرة؛ بداية من اختياره للرفيق وهو خير أصحابه أبو بكر الصديق ، ثم للطريق الذى يسلكه؛ حيث اختار رسول الله طريقًا غير معهود لقريش، وهو طريق السواحل، وكذلك مكثه فى غارٍ بجبل ثور ثلاث ليالٍ؛ حتى تهدأ الأمور، ثم اختيار عبد الله بن أُرَيْقِط المشرك دليلاً، وإرساله عبد الله بن أبى بكر ليأتي بخبر قريش، وانتهاءً برعي عامر بن فهيرة للغنم حول الغار حتى يوفِّر الأمان، ثم تتجلَّى عظمته القيادية فى توكُّله بعد ذلك على الله، واطمئنانه إلى معيَّته ، فيقول لأبى بكر: مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟


    رسول الله القائد القدوة


    لم يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على غرس هذه القيم والمبادئ بالكلمات الجوفاء والأحاديث الرنَّانة، ولكنه كان قدوة ومثلاً فى كل شيء، فكان رسول الله يؤثِّر فى الآخرين بأقواله وأفعاله فى تواضعه وحلمه، ورحمته وصبره 

    ففى غزوة الأحزاب نجده يرفع معنويَّات جنوده، ويُدخل السرور عليهم عندما يشاركهم بنفسه فى حفر الخندق، وهو يرتجز بكلمات ابن رواحة للتراب، وقد وارى التُّراب بياض بطنه أثناء نقله
    فكان لهذا التبسُّط والمرح من رسول الله أثره فى التخفيف عن الصحابة ممَّا يعانونه أثناء هذه الغزوة، كما كان له أثره فى بعث الهمَّة والنشاط، وإنجاز المهمَّة قبل وصول عدوِّهم، فكان بذلك خير قائد
    رسول الله القائد الحازم العادل
    غرس رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أصحابه مبدأ الحزم، وكان النبي القمَّة فى هذه الصفة أيضًا؛ فلننظر إلى حزمه عندما نادى فى صحابته بعد انتهاء غزوة الأحزاب: أَنْ لاَ يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلاَّ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ
    فكان قرارًا حازمًا من القائد لجنوده، فخرج الجميع لمواجهة مَنْ خان العهد وتعاون مع الأعداء


    رسول الله القائد العادل


    أمَّا عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جنوده فقد ضرب فيه المثل الذى لا يُضَاهَى؛ ففى غزوة بدر كان رسول الله ينظِّم صفوف أصحابه وفى يده قدح يعدل به القوم، فمرَّ بسواد بن غزيَّة وهو مُسْتَنْتِل من الصفِّ، فطعنه فى بطنه بالقدح، وقال: اسْتَوِ يَا سَوَادُ 
    فقال: يا رسول الله، أوجعتنى، وقد بعثك الله بالحقِّ والعدل
    وقال: فأَقِدْنِى
    فكشف رسول الله عن بطنه
    وقال: اسْتَقِدْ
    فاعتنقه فقبَّل بطنه، فقال رسول الله: مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا يَا سَوَادُ؟ قال: يا رسول الله، حضر ما ترى، فأردتُ أن يكون آخرُ العهد بك أن يمسَّ جلدي جلدك
    فدعا له رسول الله بخير
    هكذا كانت تعاملات رسول الله مع جنوده، فكان بحقٍّ قائدًا إنسانًا فى كل موقف من مواقف حياته، وفى كل غزوة من غزواته
    فكانت تعاملاته هذه سمة قياديَّة جديدة تستمدُّ عونها وتوفيقها من الله؛ حتى يتأسَّى بها مَنْ يأتى بعده من القادة إلى يوم الدين


    "

    0 Comments 0 Shares 609 Views 0 Reviews
  • 0 Comments 0 Shares 666 Views 0 Reviews
More Stories