• أصابنا ونحن مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مطرٌ . قال : فحسَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثوبَه . حتى أصابه من المطرِ . فقلنا : يا رسولَ اللهِ ! لم صنعت هذا ؟ قال : لأنه حديثُ عهدٍ بربِّه تعالى .

    شرح الحديث

    هذا الحديثُ يَصِفُ حالًا مِن أحوالِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وما كانَ يَفعلُه عندَ نُزولِ المطرِ مِن حيثُ تَعرُّضُه له؛ ليُبلِّلَ ثِيابَه ويُصيبَ جَسدَه؛ لأنَّ المطرَ عندَ نُزولِه يكونُ حديثَ عهدٍ برَبِّه.
    "أَصابَنا ونحنُ مَع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مَطرٌ"، أي: هَطلَ المطرُ ونَزلَ ونَحنُ معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "فحَسَرَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثَوبَه، حتَّى أَصابَه منَ المطرِ"، أي: كَشَفَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَعضَ بَدنِه حتَّى يُبلِّلَه ماءُ المطرِ النَّازلِ منَ السَّماءِ، "فقُلنا: يا رَسولَ اللهِ! لِمَ صَنعتَ هذا؟ "، وهذا استِفهامٌ منَ الصَّحابةِ لِيعلَموا ويَتعلَّموا الحِكمةَ مِن فعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم؛ لأنَّه فِعلٌ جَديدٌ منَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم معَ نُزولِ المطرِ، وكُلُّ أَفعالِه سُنَّةٌ يُقتدَى بها، فَكان جَوابُه عنْ سُؤالِهم بتَعليلِه: "لأنَّه حديثُ عَهدٍ برَبِّه تَعالى"، أي: فَعلتُ الفِعلَ؛ لأنَّ المطرَ حَديثُ عَهدٍ بربِّه، أي: قَريبُ عَهدٍ بخَلقِ اللهِ إيَّاه.
    وفي الحديثِ: كَشفُ البَدنِ غيرَ العورةِ عندَ نُزولِ المطَرِ لِيُصيبَ الجَسدَ.
    وفيه: أنَّ المَفضولَ إذا رأَى منَ الفاضلِ شيئًا لا يَعرفُه أنْ يَسألَه عنهُ ليَعلمَه فيَعمَلَ به ويُعلِّمَه غيرَه.

    صحيح مسلم

    أصابنا ونحن مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مطرٌ . قال : فحسَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثوبَه . حتى أصابه من المطرِ . فقلنا : يا رسولَ اللهِ ! لم صنعت هذا ؟ قال : لأنه حديثُ عهدٍ بربِّه تعالى .

    شرح الحديث

    هذا الحديثُ يَصِفُ حالًا مِن أحوالِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وما كانَ يَفعلُه عندَ نُزولِ المطرِ مِن حيثُ تَعرُّضُه له؛ ليُبلِّلَ ثِيابَه ويُصيبَ جَسدَه؛ لأنَّ المطرَ عندَ نُزولِه يكونُ حديثَ عهدٍ برَبِّه. "أَصابَنا ونحنُ مَع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مَطرٌ"، أي: هَطلَ المطرُ ونَزلَ ونَحنُ معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "فحَسَرَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثَوبَه، حتَّى أَصابَه منَ المطرِ"، أي: كَشَفَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَعضَ بَدنِه حتَّى يُبلِّلَه ماءُ المطرِ النَّازلِ منَ السَّماءِ، "فقُلنا: يا رَسولَ اللهِ! لِمَ صَنعتَ هذا؟ "، وهذا استِفهامٌ منَ الصَّحابةِ لِيعلَموا ويَتعلَّموا الحِكمةَ مِن فعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم؛ لأنَّه فِعلٌ جَديدٌ منَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم معَ نُزولِ المطرِ، وكُلُّ أَفعالِه سُنَّةٌ يُقتدَى بها، فَكان جَوابُه عنْ سُؤالِهم بتَعليلِه: "لأنَّه حديثُ عَهدٍ برَبِّه تَعالى"، أي: فَعلتُ الفِعلَ؛ لأنَّ المطرَ حَديثُ عَهدٍ بربِّه، أي: قَريبُ عَهدٍ بخَلقِ اللهِ إيَّاه. وفي الحديثِ: كَشفُ البَدنِ غيرَ العورةِ عندَ نُزولِ المطَرِ لِيُصيبَ الجَسدَ. وفيه: أنَّ المَفضولَ إذا رأَى منَ الفاضلِ شيئًا لا يَعرفُه أنْ يَسألَه عنهُ ليَعلمَه فيَعمَلَ به ويُعلِّمَه غيرَه.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 39 Views 0 Reviews
  • رخَّصَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لآلِ حزمٍ في رُقيةِ الحيَّةِ . وقال لأسماءَ بنتِ عُمَيسٍ ما لي أرى أجسامَ بني أخي ضارعةً تُصيبهم الحاجةُ قالت : لا . ولكنَّ العينَّ تُسرِعُ إليهم . قال ارقِيهم قالت : فعرضتُ عليه . فقال ارْقيهم .

    شرح الحديث

    «رخَّص النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لآلِ حَزْمٍ» أي: بَنُو عَمْرِو بنِ حَزْمٍ «في رُقْيَةِ الحَيَّةِ» أي: مِن لَدْغِ الحيَّةِ وعَضِّها، والرُّخْصَة إنَّما تكونُ بعدَ النهيِ، وكان صلَّى الله عليه وسلَّم قد نَهى عن الرُّقَى؛ لِمَا عَسَى أنْ يكونَ فيها من الألفاظِ الجاهليَّةِ، فانتَهَى الناسُ عن الرُّقَى، فرخَّص لهم فيها إذا عَرِيَتْ عن الألفاظِ الجاهليَّةِ. «وقال لِأَسْمَاءَ بنتِ عُمَيْسٍ» وكانتْ في ذلك الوقتِ امرأةَ جَعْفَرِ بنِ أبي طالِبٍ رضِي اللهُ عنه وأُمَّ أبنائِه: «ما لي أَرَى أجسامَ بَنِي أخِي ضَارِعَةً؟» أي: نَحِيفَةً «تُصِيبُهم الحاجَةُ؟» أي: الفَقْر والجُوع، فأجابَتْ: «لا، ولكنِ العَيْنُ تُسرِعُ إليهم»، أي: تُصِيبُهم العَيْنُ، «قال: ارْقِيهِمْ»، أي: عَوِّذِيهِمْ بالرُّقيَةِ الشرعيَّةِ، «قالت: فعَرَضْتُ عليه، فقال: ارْقِيهِمْ».
    في الحديثِ: إثباتُ العَيْنِ، وأنَّها حقٌّ.
    وفيه: بيانُ التداوِي بالرُّقَى الشرعيَّةِ.
    وفيه: بيانُ التداوِي مِن العَيْنِ وغيرِها .

    صحيح مسلم

    رخَّصَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لآلِ حزمٍ في رُقيةِ الحيَّةِ . وقال لأسماءَ بنتِ عُمَيسٍ ما لي أرى أجسامَ بني أخي ضارعةً تُصيبهم الحاجةُ قالت : لا . ولكنَّ العينَّ تُسرِعُ إليهم . قال ارقِيهم قالت : فعرضتُ عليه . فقال ارْقيهم .

    شرح الحديث

    «رخَّص النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لآلِ حَزْمٍ» أي: بَنُو عَمْرِو بنِ حَزْمٍ «في رُقْيَةِ الحَيَّةِ» أي: مِن لَدْغِ الحيَّةِ وعَضِّها، والرُّخْصَة إنَّما تكونُ بعدَ النهيِ، وكان صلَّى الله عليه وسلَّم قد نَهى عن الرُّقَى؛ لِمَا عَسَى أنْ يكونَ فيها من الألفاظِ الجاهليَّةِ، فانتَهَى الناسُ عن الرُّقَى، فرخَّص لهم فيها إذا عَرِيَتْ عن الألفاظِ الجاهليَّةِ. «وقال لِأَسْمَاءَ بنتِ عُمَيْسٍ» وكانتْ في ذلك الوقتِ امرأةَ جَعْفَرِ بنِ أبي طالِبٍ رضِي اللهُ عنه وأُمَّ أبنائِه: «ما لي أَرَى أجسامَ بَنِي أخِي ضَارِعَةً؟» أي: نَحِيفَةً «تُصِيبُهم الحاجَةُ؟» أي: الفَقْر والجُوع، فأجابَتْ: «لا، ولكنِ العَيْنُ تُسرِعُ إليهم»، أي: تُصِيبُهم العَيْنُ، «قال: ارْقِيهِمْ»، أي: عَوِّذِيهِمْ بالرُّقيَةِ الشرعيَّةِ، «قالت: فعَرَضْتُ عليه، فقال: ارْقِيهِمْ». في الحديثِ: إثباتُ العَيْنِ، وأنَّها حقٌّ. وفيه: بيانُ التداوِي بالرُّقَى الشرعيَّةِ. وفيه: بيانُ التداوِي مِن العَيْنِ وغيرِها .

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 42 Views 0 Reviews
  • حجَجْتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حجّةَ الوداعِ . فرأيتُه حين رمى جمرةَ العقبةِ وانصرف وهو على راحلتِه . ومعه بلالٌ وأسامةُ . أحدُهما يقودُ به راحلتَه . والآخرُ رافعٌ ثوبَه على رأسِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من الشمسِ . قالت : فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قولًا كثيرًا . ثم سمعتُه يقول إن أُمِّر عليكم عبدٌ مُجدَّعٌ ( حسبتُها قالت ) أسودُ ، يقودُكم بكتاب اللهِ تعالى ، فاسمَعوا له وأَطيعوا .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ تُخبِرُ أُمُّ الحُصَينِ رضِي اللهُ عنها أَنَّها حَجَّت مَع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَجَّةَ الوَداعِ فرَأَتْه حينَ رَمَى جَمرةَ العَقبةِ وانصرَفَ وهوَ عَلى راحلَتِه، وَمعه بِلالٌ وأُسامةُ رَضي اللهُ عَنهما؛ أَحدُهما يَقودُ به راحلَتَه، والآخرُ رافعٌ ثوبَه عَلى رأسِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منَ الشَّمسِ. قالت أُمُّ الحُصينِ: فَقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَولًا كثيرًا، ثُمَّ سمعتُه يَقولُ: إنْ أُمِّرَ عَليكُم، أي: جُعِلَ أَميرًا، عبدٌ مُجدَّعٌ، وهوَ مَقطوعُ الأَنفِ والأُذُنِ- قال أحدُ رُواةِ الحديثِ: حسِبتُها قَالت- أَسودُ، يَقودُكم بكِتابِ اللهِ، فَاسمَعوا لَه وأَطيعوا، يعني: أنَّ السَّمعَ والطَّاعةَ واجبةٌ لِهذا الأَميرِ معَ هَذه الصِّفاتِ الَّتي فيهِ، ما دامَ مُتمسِّكًا بالإسلامِ والدُّعاءِ إلى كِتاب اللهِ سُبحانَه وتَعالى.

    صحيح مسلم

    حجَجْتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حجّةَ الوداعِ . فرأيتُه حين رمى جمرةَ العقبةِ وانصرف وهو على راحلتِه . ومعه بلالٌ وأسامةُ . أحدُهما يقودُ به راحلتَه . والآخرُ رافعٌ ثوبَه على رأسِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من الشمسِ . قالت : فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قولًا كثيرًا . ثم سمعتُه يقول إن أُمِّر عليكم عبدٌ مُجدَّعٌ ( حسبتُها قالت ) أسودُ ، يقودُكم بكتاب اللهِ تعالى ، فاسمَعوا له وأَطيعوا .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ تُخبِرُ أُمُّ الحُصَينِ رضِي اللهُ عنها أَنَّها حَجَّت مَع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَجَّةَ الوَداعِ فرَأَتْه حينَ رَمَى جَمرةَ العَقبةِ وانصرَفَ وهوَ عَلى راحلَتِه، وَمعه بِلالٌ وأُسامةُ رَضي اللهُ عَنهما؛ أَحدُهما يَقودُ به راحلَتَه، والآخرُ رافعٌ ثوبَه عَلى رأسِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منَ الشَّمسِ. قالت أُمُّ الحُصينِ: فَقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَولًا كثيرًا، ثُمَّ سمعتُه يَقولُ: إنْ أُمِّرَ عَليكُم، أي: جُعِلَ أَميرًا، عبدٌ مُجدَّعٌ، وهوَ مَقطوعُ الأَنفِ والأُذُنِ- قال أحدُ رُواةِ الحديثِ: حسِبتُها قَالت- أَسودُ، يَقودُكم بكِتابِ اللهِ، فَاسمَعوا لَه وأَطيعوا، يعني: أنَّ السَّمعَ والطَّاعةَ واجبةٌ لِهذا الأَميرِ معَ هَذه الصِّفاتِ الَّتي فيهِ، ما دامَ مُتمسِّكًا بالإسلامِ والدُّعاءِ إلى كِتاب اللهِ سُبحانَه وتَعالى.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 40 Views 0 Reviews
  • رأيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رمى الجمرةَ ، بمثلِ حصى الخذْفِ .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُخبرُ الصَّحابيُّ الجليلُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضي اللهُ عنهُما أنَّه رَأى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم رَمى الجَمرةَ، أي: في الحجِّ، بمِثلِ حَصى الخَذَفِ، وهوَ أَكبَرُ منَ الحِمَّصِ وأَصغرُ مِن البُندقِ، وفي هذا إشارةٌ إلى النَّهيِ عن الغُلوِّ في الدِّينِ كاعتقادِ أنَّ الرَّميِ بالحجارةِ الكَبيرةِ أبلغُ مِن الرمي بالصَّغيرة

    صحيح مسلم

    رأيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رمى الجمرةَ ، بمثلِ حصى الخذْفِ .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُخبرُ الصَّحابيُّ الجليلُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضي اللهُ عنهُما أنَّه رَأى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم رَمى الجَمرةَ، أي: في الحجِّ، بمِثلِ حَصى الخَذَفِ، وهوَ أَكبَرُ منَ الحِمَّصِ وأَصغرُ مِن البُندقِ، وفي هذا إشارةٌ إلى النَّهيِ عن الغُلوِّ في الدِّينِ كاعتقادِ أنَّ الرَّميِ بالحجارةِ الكَبيرةِ أبلغُ مِن الرمي بالصَّغيرة

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 41 Views 0 Reviews
  • رمى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الجمرةَ يومَ النَّحرِ ضُحًى . وأما بعد ، فإذا زالتِ الشمسُ .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُخبِرُ الصَّحابيُّ الجليلُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضي اللهُ عنهُما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم رَمَى الجَمرةَ وهيَ العَقبةُ، يومَ النَّحرِ، وهوَ يومُ العيدِ ضُحًى، أي: بعدَ طُلوعِ الشَّمسِ إلى الزَّوالِ، وأمَّا بعدُ، يعني بعدَ هذا اليَومِ، وهيَ أَيَّام التَّشريقِ، فإذا زالتِ الشَّمسُ، يَعني: رَمَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في أَيَّامِ التَّشريقِ الَّتي بعدَ يَومِ العيدِ بعدَ الزَّوالِ، أي: زوالِ الشَّمسِ مِن كَبَدِ السَّماءِ، وبِدايةُ الزَّوالِ منَ الظُّهرِ.

    صحيح مسلم

    رمى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الجمرةَ يومَ النَّحرِ ضُحًى . وأما بعد ، فإذا زالتِ الشمسُ .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُخبِرُ الصَّحابيُّ الجليلُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضي اللهُ عنهُما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم رَمَى الجَمرةَ وهيَ العَقبةُ، يومَ النَّحرِ، وهوَ يومُ العيدِ ضُحًى، أي: بعدَ طُلوعِ الشَّمسِ إلى الزَّوالِ، وأمَّا بعدُ، يعني بعدَ هذا اليَومِ، وهيَ أَيَّام التَّشريقِ، فإذا زالتِ الشَّمسُ، يَعني: رَمَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في أَيَّامِ التَّشريقِ الَّتي بعدَ يَومِ العيدِ بعدَ الزَّوالِ، أي: زوالِ الشَّمسِ مِن كَبَدِ السَّماءِ، وبِدايةُ الزَّوالِ منَ الظُّهرِ.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 40 Views 0 Reviews
  • أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يكن على شيءٍ من النَّوافلِ ، أشدَّ معاهدةً منه ، على ركعتَينِ قبلَ الصبحِ .

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ تَقولُ أُمُّ المُؤمنِينَ عائشَةُ رَضيَ اللهُ عَنها: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَم يَكنْ عَلى شَيءٍ، أي على مُحافظَةِ شَيءٍ مِنَ النَّوافلِ، أي: مِن صَلاةِ النَّوافلِ، وهيَ الزَّائدَةُ على صَلاةِ الفَريضةِ، أشدَّ مُعاهدَةً، أي: مُحافظَةً ومُداومَةً ومُواظبَةً وإسراعًا، مِنه عَلى رَكعتَينِ قَبلَ الصُّبحِ، أي: سُنَّةُ الفَجرِ.
    في الحَديثِ: عِظَمُ فَضلِ رَكعَتيِ الفَجرِ.

    صحيح مسلم

    أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يكن على شيءٍ من النَّوافلِ ، أشدَّ معاهدةً منه ، على ركعتَينِ قبلَ الصبحِ .

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ تَقولُ أُمُّ المُؤمنِينَ عائشَةُ رَضيَ اللهُ عَنها: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَم يَكنْ عَلى شَيءٍ، أي على مُحافظَةِ شَيءٍ مِنَ النَّوافلِ، أي: مِن صَلاةِ النَّوافلِ، وهيَ الزَّائدَةُ على صَلاةِ الفَريضةِ، أشدَّ مُعاهدَةً، أي: مُحافظَةً ومُداومَةً ومُواظبَةً وإسراعًا، مِنه عَلى رَكعتَينِ قَبلَ الصُّبحِ، أي: سُنَّةُ الفَجرِ. في الحَديثِ: عِظَمُ فَضلِ رَكعَتيِ الفَجرِ.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 43 Views 0 Reviews
  • كنتُ في المسجدِ . فدخل رجل يصلِّي . فقرأ قراءةً أنكرتُها عليه . ثم دخل آخرُ . فقرأ قراءةً سوى قراءةِ صاحبِه . فلما قضَيْنا الصلاةَ دخلْنا جميعًا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقلتُ : إنَّ هذا قرأ قراءةً أنكرتُها عليه . ودخل آخرُ فقرأ سوى قراءةِ صاحبِه . فأمرَهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقرآ . فحَسَّنَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شأنَهما . فسقط في نفسي من التَّكذيبِ . ولا إذ كنتُ في الجاهلية . فلما رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما قد غَشِيني ضرب في صدري . ففِضتُ عرَقًا . وكأنما أنظرُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ فرَقًا . فقال لي يا أُبيُّ ! أُرْسِلْ إليَّ : أنِ اقرأِ القرآنَ على حرفٍ . فرددتُ إليه : أن هوِّنْ على أمَّتي . فردَّ إليَّ الثانيةَ : اقرأْه على حرفين . فرددتُ إليه : أن هوِّن على أُمَّتي . فردَّ إليَّ الثالثةَ : اقرأْه على سبعةِ أحرُفٍ . فلك بكل ردَّةٍ رددتُها مسألةً تسألنيها . فقلتُ : اللهمَّ ! اغفِرْ لأمَّتي . اللهمَّ ! اغفِرْ لأمَّتي . وأُخِّرتِ الثالثةُ ليومٍ يرغب إليَّ الخلقُ كلُّهم . حتى إبراهيمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . وفي روايةٍ : أَخبَرني أبيُّ بنُ كعبٍ ؛ أنه كان جالسًا في المسجدِ . إذ دخل رجل فصلَّى . فقرأ قراءةً . واقتصَّ الحديثَ بمثلِ حديثِ ابنِ نُمَيرٍ .

    شرح الحديث

    يَحكي أُبَيُّ بنُ كعبٍ رضِي اللهُ عنه أنَّه كان في المسجدِ النَّبويِّ، فدخَل رجلٌ يُصلِّي، فقرَأ قِراءةً أنكرتُها عليه، أي: بالقلبِ أو باللِّسانِ، ثمَّ دخَل آخَرُ فقرأ قراءةً سوى قراءةِ صاحبِه، فلمَّا قضَيْنا الصَّلاة دخَلْنا جميعًا، أي: كلُّنا أو مجتمعين على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أي: في حُجرةٍ مِن حُجراتِه، فقلتُ: إنَّ هذا قَرَأ قراءةً أنكرتُها عليه، ودخَل آخرُ فقرأ سوى قراءةِ صاحبِه، فأمَرهما رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقرَأَا، فحسَّن شأنَهما، أي: قال: كلاكُما مُحسِنٌ، أو قال لكلِّ واحدٍ منهما: أحسَنْتَ، فسقَط في نفْسِه مِن التَّكذيبِ، أي: خطَر في قلبِه مِن التَّكذيبِ مِن جِهةِ تَحسينِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قراءتَهما؛ ظنًّا منه أنَّ كلامَ اللهِ الواحدِ يكونُ على وجهٍ واحدٍ، ولا يجوزُ أن يقرأَه كلُّ رجلٍ كيفما شاء، ولا إذ كنتُ في الجاهليَّةِ، ومعناه: وسوَس لي الشَّيطانُ تكذيبًا للنُّبوَّةِ أشدَّ ممَّا كنتُ عليه في الجاهليَّةِ؛ لأنَّه في الجاهليَّةِ كان غافلًا أو متشكِّكًا، فوسوَس له الشَّيطانُ الجزمَ بالتَّكذيبِ، فلمَّا رأى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما قد غَشِيه، أي: ما حصَل له مِن وسوسةِ الشَّيطانِ ونَزْغتِه، ضرَب في صَدرِه تثبيتًا له حين رآه قد غَشِيه ذلك الخاطرُ المذمومُ، ففاض عَرَقًا، أي: فجرَى وسال عرقُه مِن جميعِ بدَنِه، وكأنَّما ينظرُ إلى اللهِ "فَرَقًا"، أي: خوفًا وخَجَلًا ممَّا غشِيَه مِن الشَّيطانِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأُبَيٍّ تسكينًا وتبيينًا: أُرسل إليَّ أن أقرأَ القُرْآنَ على حرفٍ، فردَدْتُ إليه، أي: جبريلَ، إلى اللهِ تعالى أن هوِّنْ، أي: سهِّلْ ويسِّرْ، فردَّ إليَّ الثَّانية، أي: ردَّ اللهُ إليَّ الإرسالةَ الثَّانيةَ: اقرَأْه على حرفينِ، إلى أن هوَّن اللهُ على الأمَّةِ بقراءتِه على سبعةِ أحرُفٍ، ثمَّ قال ربُّ العزَّةِ لنبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لك بكلِّ ردَّةٍ ردَدْتُكها مسألةٌ تسألُنيها، أي: إجابةُ مسألةٍ، أيَّ مسألةٍ كانت، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اللَّهمَّ اغفِرْ لأمَّتي، اللَّهمَّ اغفِرْ لأمَّتي مرَّتينِ، وأخَّر الثَّالثةَ، أي: المسألةَ الثَّالثةَ، وهي الشَّفاعةُ الكبرى، إلى يومٍ يرغَبُ إليه، أي: يحتاجُ إلى شفاعتِه، الخَلقُ كلُّهم حين يقولونَ: نَفْسي نفْسي، حتَّى إبراهيمُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
    في الحديثِ: تيسيرُ الله على الأمَّةِ، ورحمتُه بهم.
    وفيه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أفضلُ الأنبياء والخَلْقِ أجمعين.
    وفيه: رِفعةُ إبراهيمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على سائرِ الأنبياءِ، غيرَ نبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
    وفيه: شفقتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أمَّتِه.
    وفيه: مدَى عِنايةِ الصَّحابةِ بالقُرْآنِ، والذَّبِّ عنه، والمحافظةِ عليه وعلى لفظِه، كما سمِعوه مِن غير عدولٍ عنه.
    وفيه: العفوُ عن نزَغاتِ الشَّيطانِ، وعدمُ المَؤاخذةِ عليها.
    وفيه: ثبوتُ الشَّفاعةِ.

    صحيح مسلم

    كنتُ في المسجدِ . فدخل رجل يصلِّي . فقرأ قراءةً أنكرتُها عليه . ثم دخل آخرُ . فقرأ قراءةً سوى قراءةِ صاحبِه . فلما قضَيْنا الصلاةَ دخلْنا جميعًا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقلتُ : إنَّ هذا قرأ قراءةً أنكرتُها عليه . ودخل آخرُ فقرأ سوى قراءةِ صاحبِه . فأمرَهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقرآ . فحَسَّنَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شأنَهما . فسقط في نفسي من التَّكذيبِ . ولا إذ كنتُ في الجاهلية . فلما رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما قد غَشِيني ضرب في صدري . ففِضتُ عرَقًا . وكأنما أنظرُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ فرَقًا . فقال لي يا أُبيُّ ! أُرْسِلْ إليَّ : أنِ اقرأِ القرآنَ على حرفٍ . فرددتُ إليه : أن هوِّنْ على أمَّتي . فردَّ إليَّ الثانيةَ : اقرأْه على حرفين . فرددتُ إليه : أن هوِّن على أُمَّتي . فردَّ إليَّ الثالثةَ : اقرأْه على سبعةِ أحرُفٍ . فلك بكل ردَّةٍ رددتُها مسألةً تسألنيها . فقلتُ : اللهمَّ ! اغفِرْ لأمَّتي . اللهمَّ ! اغفِرْ لأمَّتي . وأُخِّرتِ الثالثةُ ليومٍ يرغب إليَّ الخلقُ كلُّهم . حتى إبراهيمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . وفي روايةٍ : أَخبَرني أبيُّ بنُ كعبٍ ؛ أنه كان جالسًا في المسجدِ . إذ دخل رجل فصلَّى . فقرأ قراءةً . واقتصَّ الحديثَ بمثلِ حديثِ ابنِ نُمَيرٍ .

    شرح الحديث

    يَحكي أُبَيُّ بنُ كعبٍ رضِي اللهُ عنه أنَّه كان في المسجدِ النَّبويِّ، فدخَل رجلٌ يُصلِّي، فقرَأ قِراءةً أنكرتُها عليه، أي: بالقلبِ أو باللِّسانِ، ثمَّ دخَل آخَرُ فقرأ قراءةً سوى قراءةِ صاحبِه، فلمَّا قضَيْنا الصَّلاة دخَلْنا جميعًا، أي: كلُّنا أو مجتمعين على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أي: في حُجرةٍ مِن حُجراتِه، فقلتُ: إنَّ هذا قَرَأ قراءةً أنكرتُها عليه، ودخَل آخرُ فقرأ سوى قراءةِ صاحبِه، فأمَرهما رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقرَأَا، فحسَّن شأنَهما، أي: قال: كلاكُما مُحسِنٌ، أو قال لكلِّ واحدٍ منهما: أحسَنْتَ، فسقَط في نفْسِه مِن التَّكذيبِ، أي: خطَر في قلبِه مِن التَّكذيبِ مِن جِهةِ تَحسينِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قراءتَهما؛ ظنًّا منه أنَّ كلامَ اللهِ الواحدِ يكونُ على وجهٍ واحدٍ، ولا يجوزُ أن يقرأَه كلُّ رجلٍ كيفما شاء، ولا إذ كنتُ في الجاهليَّةِ، ومعناه: وسوَس لي الشَّيطانُ تكذيبًا للنُّبوَّةِ أشدَّ ممَّا كنتُ عليه في الجاهليَّةِ؛ لأنَّه في الجاهليَّةِ كان غافلًا أو متشكِّكًا، فوسوَس له الشَّيطانُ الجزمَ بالتَّكذيبِ، فلمَّا رأى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما قد غَشِيه، أي: ما حصَل له مِن وسوسةِ الشَّيطانِ ونَزْغتِه، ضرَب في صَدرِه تثبيتًا له حين رآه قد غَشِيه ذلك الخاطرُ المذمومُ، ففاض عَرَقًا، أي: فجرَى وسال عرقُه مِن جميعِ بدَنِه، وكأنَّما ينظرُ إلى اللهِ "فَرَقًا"، أي: خوفًا وخَجَلًا ممَّا غشِيَه مِن الشَّيطانِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأُبَيٍّ تسكينًا وتبيينًا: أُرسل إليَّ أن أقرأَ القُرْآنَ على حرفٍ، فردَدْتُ إليه، أي: جبريلَ، إلى اللهِ تعالى أن هوِّنْ، أي: سهِّلْ ويسِّرْ، فردَّ إليَّ الثَّانية، أي: ردَّ اللهُ إليَّ الإرسالةَ الثَّانيةَ: اقرَأْه على حرفينِ، إلى أن هوَّن اللهُ على الأمَّةِ بقراءتِه على سبعةِ أحرُفٍ، ثمَّ قال ربُّ العزَّةِ لنبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لك بكلِّ ردَّةٍ ردَدْتُكها مسألةٌ تسألُنيها، أي: إجابةُ مسألةٍ، أيَّ مسألةٍ كانت، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اللَّهمَّ اغفِرْ لأمَّتي، اللَّهمَّ اغفِرْ لأمَّتي مرَّتينِ، وأخَّر الثَّالثةَ، أي: المسألةَ الثَّالثةَ، وهي الشَّفاعةُ الكبرى، إلى يومٍ يرغَبُ إليه، أي: يحتاجُ إلى شفاعتِه، الخَلقُ كلُّهم حين يقولونَ: نَفْسي نفْسي، حتَّى إبراهيمُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. في الحديثِ: تيسيرُ الله على الأمَّةِ، ورحمتُه بهم. وفيه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أفضلُ الأنبياء والخَلْقِ أجمعين. وفيه: رِفعةُ إبراهيمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على سائرِ الأنبياءِ، غيرَ نبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. وفيه: شفقتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أمَّتِه. وفيه: مدَى عِنايةِ الصَّحابةِ بالقُرْآنِ، والذَّبِّ عنه، والمحافظةِ عليه وعلى لفظِه، كما سمِعوه مِن غير عدولٍ عنه. وفيه: العفوُ عن نزَغاتِ الشَّيطانِ، وعدمُ المَؤاخذةِ عليها. وفيه: ثبوتُ الشَّفاعةِ.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 38 Views 0 Reviews
  • أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان عند أضاةِ بني غِفارٍ . قال فأتاه جبريلُ عليه السلامُ . فقال : إنَّ اللهَ يأمرك أن تُقرِأَ أُمَّتَك القرآنَ على حرفٍ . فقال أسأل اللهَ معافاتَه ومغفرتَه . وإنَّ أُمَّتي لا تُطيقُ ذلك . ثم أتاه الثانيةَ . فقال : إنَّ اللهَ يأمرك أن تُقرأ أمَّتَك القرآنَ على حرفَين . فقال أسأل اللهَ معافاتِه ومغفرتَه . وإنَّ أُمَّتي لا تطيق ذلك . ثم جاءه الثالثةَ فقال : إنَّ اللهَ يأمرك أن تُقرأ أمَّتَك القرآنَ على ثلاثةِ أحرفٍ . فقال أسأل اللهَ معافاتَه ومغفرتَه . وإنَّ أمَّتي لا تُطيق ذلك . ثم جاءه الرابعةَ فقال : إنَّ اللهَ يأمرُك أن تُقرئ أمَّتَك القرآنَ على سبعةِ أحرفٍ . فأيُّما حرفٍ قرءوا عليه ، فقد أصابوا .

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يَقولُ أُبَيُّ بنُ كَعبٍ رَضيَ اللهُ عنه: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ عِندَ أضاةِ بَني غِفارٍ، وَالأضاةُ المَاءُ المُستنقَعُ، قال: فَأتاهُ جِبريلُ عليه السَّلامُ بِالوَحيِ، فقال: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَأمُرُك أنْ تُقرِئَ أُمَّتَك القُرآنَ على حَرفٍ، أي: عَلى لُغةٍ واحِدةٍ، فقال: "أسألُ اللهَ مُعافاتَه ومَغفرَتَه، أي: أسألُ اللهَ تَعالى أنْ يَتجاوَزَ عَن أُمَّتي عَنِ القِراءةِ عَلى حَرفٍ واحدٍ، وَيَغفرُ لَها، وإنَّ أُمَّتي لا تُطيقُ ذَلكَ"، أي: إنَّ أُمَّتي لا تُطيقُ أنْ يَتَّفِقوا عَلى حَرفٍ واحدٍ لِاختِلافِ لُغاتِها، فَجَمْعُهُم عَلى لُغةٍ واحِدةٍ فيه مَشقَّةٌ عليهم. ثُمَّ أتاهُ الثَّانيَةَ، فَلمْ يَزلْ يَستزيدُهُ في الحَرفِ مِن أَجْلِ التَّوسعَةِ وَالتَّخْفيفِ عَلى أُمَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، إلى أنْ قال: ثُمَّ جاءَهُ الرَّابعَةَ، أي: جِبريلُ عليه السَّلامُ فقال: إنَّ اللهَ يَأمُرُك أنْ تُقرِئَ أُمَّتَك القُرآنَ عَلى سَبعةِ أحرُفٍ، أي: عَلى سَبعِ لُغاتٍ، فَيَقرأُ كُلٌّ بما يُناسبُه ويَسهُلُ عليه؛ فأيُّما حَرفٍ قَرَؤوا عليه، فَقدْ أصابوا، أي: وافَقُوا الصَّوابَ.
    في الحَديثِ: حِرصُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَلى التَّخفيفِ وَالتَّيسيرِ عَلى أُمَّتِه.
    وفيه: رَحمَةُ اللهِ تَعالى بعِبادِه بأنْ خَفَّف عنهم، وأنزَلَ القُرآنَ عَلى سَبعَةِ أحرُفٍ.

    صحيح مسلم

    أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان عند أضاةِ بني غِفارٍ . قال فأتاه جبريلُ عليه السلامُ . فقال : إنَّ اللهَ يأمرك أن تُقرِأَ أُمَّتَك القرآنَ على حرفٍ . فقال أسأل اللهَ معافاتَه ومغفرتَه . وإنَّ أُمَّتي لا تُطيقُ ذلك . ثم أتاه الثانيةَ . فقال : إنَّ اللهَ يأمرك أن تُقرأ أمَّتَك القرآنَ على حرفَين . فقال أسأل اللهَ معافاتِه ومغفرتَه . وإنَّ أُمَّتي لا تطيق ذلك . ثم جاءه الثالثةَ فقال : إنَّ اللهَ يأمرك أن تُقرأ أمَّتَك القرآنَ على ثلاثةِ أحرفٍ . فقال أسأل اللهَ معافاتَه ومغفرتَه . وإنَّ أمَّتي لا تُطيق ذلك . ثم جاءه الرابعةَ فقال : إنَّ اللهَ يأمرُك أن تُقرئ أمَّتَك القرآنَ على سبعةِ أحرفٍ . فأيُّما حرفٍ قرءوا عليه ، فقد أصابوا .

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يَقولُ أُبَيُّ بنُ كَعبٍ رَضيَ اللهُ عنه: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ عِندَ أضاةِ بَني غِفارٍ، وَالأضاةُ المَاءُ المُستنقَعُ، قال: فَأتاهُ جِبريلُ عليه السَّلامُ بِالوَحيِ، فقال: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَأمُرُك أنْ تُقرِئَ أُمَّتَك القُرآنَ على حَرفٍ، أي: عَلى لُغةٍ واحِدةٍ، فقال: "أسألُ اللهَ مُعافاتَه ومَغفرَتَه، أي: أسألُ اللهَ تَعالى أنْ يَتجاوَزَ عَن أُمَّتي عَنِ القِراءةِ عَلى حَرفٍ واحدٍ، وَيَغفرُ لَها، وإنَّ أُمَّتي لا تُطيقُ ذَلكَ"، أي: إنَّ أُمَّتي لا تُطيقُ أنْ يَتَّفِقوا عَلى حَرفٍ واحدٍ لِاختِلافِ لُغاتِها، فَجَمْعُهُم عَلى لُغةٍ واحِدةٍ فيه مَشقَّةٌ عليهم. ثُمَّ أتاهُ الثَّانيَةَ، فَلمْ يَزلْ يَستزيدُهُ في الحَرفِ مِن أَجْلِ التَّوسعَةِ وَالتَّخْفيفِ عَلى أُمَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، إلى أنْ قال: ثُمَّ جاءَهُ الرَّابعَةَ، أي: جِبريلُ عليه السَّلامُ فقال: إنَّ اللهَ يَأمُرُك أنْ تُقرِئَ أُمَّتَك القُرآنَ عَلى سَبعةِ أحرُفٍ، أي: عَلى سَبعِ لُغاتٍ، فَيَقرأُ كُلٌّ بما يُناسبُه ويَسهُلُ عليه؛ فأيُّما حَرفٍ قَرَؤوا عليه، فَقدْ أصابوا، أي: وافَقُوا الصَّوابَ. في الحَديثِ: حِرصُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَلى التَّخفيفِ وَالتَّيسيرِ عَلى أُمَّتِه. وفيه: رَحمَةُ اللهِ تَعالى بعِبادِه بأنْ خَفَّف عنهم، وأنزَلَ القُرآنَ عَلى سَبعَةِ أحرُفٍ.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 44 Views 0 Reviews
  • أنَّ أمَّ الفضلِ بنتَ الحارثِ بعثَتْه إلى معاويةَ بالشامِ . قال : فقدمتُ الشامَ . فقضيتُ حاجتَها . واستهلَّ عليَّ رمضانُ وأنا بالشامِ . فرأيتُ الهلالَ ليلةَ الجمعةِ . ثم قدمتُ المدينةَ في آخرِ الشهرِ . فسألني عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ رضي اللهُ عنهما . ثم ذكر الهلالَ فقال : متى رأيتُم الهلالَ فقلتُ : رأيناه ليلةَ الجمعةِ . فقال : أنت رأيتَه ؟ فقلتُ : نعم . ورأه الناسُ . وصاموا وصام معاويةُ . فقال : لكنا رأيناه ليلةَ السَّبتِ . فلا تزال نصومُ حتى نكمل ثلاثينَ . أو نراه . فقلتُ : أو لا تكتفي برؤيةِ معاويةَ وصيامِه ؟ فقال : لا . هكذا أمرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . وشكَّ يحيى بنُ يحيى في : نكتفِي أو تَكتفي .

    شرح الحديث

    هذا الحديثُ يَتناوَلُ قَضِيَّةَ اختِلافِ مَطالِعِ القَمَرِ مِن مكانٍ لِآخَرَ عندَ تحديدِ بدايات الأشهُرِ القَمَرِيَّةِ، وخاصَّةً بِدايَة شهرِ رَمَضَانَ ونِهايَته.
    وفي هذا الأثَرِ: يَذكُر كُرَيْبٌ أنَّ أُمَّ الفَضْلِ بنتَ الحَارِثِ (وهي زوجةُ العَبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ، وأُمُّ عبدِ الله بنِ العَبَّاسِ) "بَعَثَتْه إلى مُعاوِيَةَ بالشَّامِ، قال: فقَدِمْتُ الشامَ، فقَضَيْتُ حاجتَها، واستَهَلَّ عليَّ رَمَضَانُ وأنا بالشامِ، فرأيتُ الهلالَ ليلةَ الجُمُعَةِ"، وهذا مَطْلَع الهِلالِ في الشَّامِ، وبينها وبين المدينةِ أكثرُ مِن سَبْعِ مِئَةِ مِيل، أي: أكثرُ مِن كيلومتر، وكانت الشامُ قَلْبَ الخلافةِ في عهدِ مُعَاوِيَةَ بنِ أبي سُفْيَانَ، ومنها تُدارُ الدَّوْلَةُ، وتَتْبَعُها كلُّ الأقاليمِ الإسلاميَّةِ.
    يقول كُرَيْبٌ: "ثُمَّ قَدِمْتُ المدينةَ في آخِرِ الشَّهرِ، فسألني عبدُ الله بنُ عَبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما"، أي: سألني عبدُ الله بنُ عَبَّاسٍ عن الرِّحلَةِ وقضاءِ حاجةِ أُمِّه، "ثُمَّ ذَكَر" ابنُ عَبَّاسٍ "الهلالَ فقال: متَى رأيتُم الهلالَ؟ فقلتُ: رأيناه ليلةَ الجُمُعَةِ، فقال: أنتَ رأيتَه؟ فقلتُ: نعم، ورَآه الناسُ، وصاموا، وصام مُعَاوِيَةُ"، أي: صام أهلُ الشَّامِ مع رؤيةِ الهلالِ ليلةَ الجُمُعَةِ في أوَّلِ الشهرِ، وقد ذَكَر كُرَيْبٌ أنَّه رَأَى الهلالَ بنفسِه ليلةَ الجُمُعَةِ وهو في الشامِ، فقال ابنُ عَبَّاسٍ: "لَكِنَّا رأيناه ليلةَ السَّبْتِ، فلا نَزَالُ نصومُ حتَّى نُكمِلَ ثلاثين، أو نرَاه" أي أنَّ أهلَ المدينةِ رَأَوْا هِلالَ رَمَضَانَ في ليلةِ السَّبتِ متأخِّرًا عن رؤيةِ أهلِ الشامِ بليلةٍ، وهذا مِن اختِلافِ مَطالِعِ الأَهِلَّةِ باختِلافِ المكانِ، فهُم يصومون حتَّى يَرَوْا هلالَ شَوَّال، فإن غُمَّ عليهم الهلالُ أَكْمَلُوا عِدَّةَ صيامِ الشهرِ ثلاثين يومًا.
    "فقُلْتُ"، أي: قال كُرَيْبٌ لابنِ عَبَّاسٍ: "أَوَلَا تَكتفِي برؤيةِ مُعَاوِيَةَ وصيامِه؟ فقال: لا، هكذا أمَرَنا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم"، أي: ألَا تَكتفِي برؤيةِ أهلِ الشامِ ومعهم مُعَاوِيَةُ بنُ أبي سُفْيَانَ الخليفةُ؟! فتصوم بصومِهم وتُفطِر بفِطْرِهم، فقال ابنُ عَبَّاسٍ: لا، أي: لا نَكتفِي بِرُؤْيتِهم، ورُبَّما قال ذلك للبُعدِ المَكانِيِّ الذي يَسمَحُ باختِلافِ مَطالِعِ الأَهِلَّةِ، ولا يمكن أن يَبلُغَ الخبرُ مِن الشامِ إلى المدينةِ في الليلةِ نفسِها، فيكونُ اعتمادُهم على أمرِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالصيامِ والإفطارِ برؤيةِ الهلالِ، كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم: "صُومُوا لِرُؤْيَتِه وأَفطِروا لِرُؤيَتِه، فإنْ غُمَّ عليكُم فأَكمِلوا العِدَّةَ ثلاثين".
    وقد شكَّ يَحْيَى بنُ يَحْيَى في لَفْظَةِ: (نكتفي) أو (تكتفي) أي: شكَّ الرَّاوِي في هذه اللَّفظَةِ: هل هي بالنُّونِ أم بالتَّاءِ في بِدايَتِها، وهل هو بالخِطابِ لابنِ عَبَّاسٍ، أم بِنُونِ الجَمْعِ للمتكلِّم؟
    وفي الحديثِ: الاعتِمادُ على رُؤيةِ الأهِلَّةِ في معرفةِ بِداياتِ ونِهاياتِ الأَشْهُرِ القَمَرِيَّةِ.
    وفيه: صيامُ أهل الشامِ بِحَسَبِ رُؤْيَتِهِم، وصيامُ أهلِ المدينةِ بِحَسَبِ رُؤيتِهم الهلالَ بفارِق ليلة

    صحيح مسلم

    أنَّ أمَّ الفضلِ بنتَ الحارثِ بعثَتْه إلى معاويةَ بالشامِ . قال : فقدمتُ الشامَ . فقضيتُ حاجتَها . واستهلَّ عليَّ رمضانُ وأنا بالشامِ . فرأيتُ الهلالَ ليلةَ الجمعةِ . ثم قدمتُ المدينةَ في آخرِ الشهرِ . فسألني عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ رضي اللهُ عنهما . ثم ذكر الهلالَ فقال : متى رأيتُم الهلالَ فقلتُ : رأيناه ليلةَ الجمعةِ . فقال : أنت رأيتَه ؟ فقلتُ : نعم . ورأه الناسُ . وصاموا وصام معاويةُ . فقال : لكنا رأيناه ليلةَ السَّبتِ . فلا تزال نصومُ حتى نكمل ثلاثينَ . أو نراه . فقلتُ : أو لا تكتفي برؤيةِ معاويةَ وصيامِه ؟ فقال : لا . هكذا أمرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . وشكَّ يحيى بنُ يحيى في : نكتفِي أو تَكتفي .

    شرح الحديث

    هذا الحديثُ يَتناوَلُ قَضِيَّةَ اختِلافِ مَطالِعِ القَمَرِ مِن مكانٍ لِآخَرَ عندَ تحديدِ بدايات الأشهُرِ القَمَرِيَّةِ، وخاصَّةً بِدايَة شهرِ رَمَضَانَ ونِهايَته. وفي هذا الأثَرِ: يَذكُر كُرَيْبٌ أنَّ أُمَّ الفَضْلِ بنتَ الحَارِثِ (وهي زوجةُ العَبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ، وأُمُّ عبدِ الله بنِ العَبَّاسِ) "بَعَثَتْه إلى مُعاوِيَةَ بالشَّامِ، قال: فقَدِمْتُ الشامَ، فقَضَيْتُ حاجتَها، واستَهَلَّ عليَّ رَمَضَانُ وأنا بالشامِ، فرأيتُ الهلالَ ليلةَ الجُمُعَةِ"، وهذا مَطْلَع الهِلالِ في الشَّامِ، وبينها وبين المدينةِ أكثرُ مِن سَبْعِ مِئَةِ مِيل، أي: أكثرُ مِن كيلومتر، وكانت الشامُ قَلْبَ الخلافةِ في عهدِ مُعَاوِيَةَ بنِ أبي سُفْيَانَ، ومنها تُدارُ الدَّوْلَةُ، وتَتْبَعُها كلُّ الأقاليمِ الإسلاميَّةِ. يقول كُرَيْبٌ: "ثُمَّ قَدِمْتُ المدينةَ في آخِرِ الشَّهرِ، فسألني عبدُ الله بنُ عَبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما"، أي: سألني عبدُ الله بنُ عَبَّاسٍ عن الرِّحلَةِ وقضاءِ حاجةِ أُمِّه، "ثُمَّ ذَكَر" ابنُ عَبَّاسٍ "الهلالَ فقال: متَى رأيتُم الهلالَ؟ فقلتُ: رأيناه ليلةَ الجُمُعَةِ، فقال: أنتَ رأيتَه؟ فقلتُ: نعم، ورَآه الناسُ، وصاموا، وصام مُعَاوِيَةُ"، أي: صام أهلُ الشَّامِ مع رؤيةِ الهلالِ ليلةَ الجُمُعَةِ في أوَّلِ الشهرِ، وقد ذَكَر كُرَيْبٌ أنَّه رَأَى الهلالَ بنفسِه ليلةَ الجُمُعَةِ وهو في الشامِ، فقال ابنُ عَبَّاسٍ: "لَكِنَّا رأيناه ليلةَ السَّبْتِ، فلا نَزَالُ نصومُ حتَّى نُكمِلَ ثلاثين، أو نرَاه" أي أنَّ أهلَ المدينةِ رَأَوْا هِلالَ رَمَضَانَ في ليلةِ السَّبتِ متأخِّرًا عن رؤيةِ أهلِ الشامِ بليلةٍ، وهذا مِن اختِلافِ مَطالِعِ الأَهِلَّةِ باختِلافِ المكانِ، فهُم يصومون حتَّى يَرَوْا هلالَ شَوَّال، فإن غُمَّ عليهم الهلالُ أَكْمَلُوا عِدَّةَ صيامِ الشهرِ ثلاثين يومًا. "فقُلْتُ"، أي: قال كُرَيْبٌ لابنِ عَبَّاسٍ: "أَوَلَا تَكتفِي برؤيةِ مُعَاوِيَةَ وصيامِه؟ فقال: لا، هكذا أمَرَنا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم"، أي: ألَا تَكتفِي برؤيةِ أهلِ الشامِ ومعهم مُعَاوِيَةُ بنُ أبي سُفْيَانَ الخليفةُ؟! فتصوم بصومِهم وتُفطِر بفِطْرِهم، فقال ابنُ عَبَّاسٍ: لا، أي: لا نَكتفِي بِرُؤْيتِهم، ورُبَّما قال ذلك للبُعدِ المَكانِيِّ الذي يَسمَحُ باختِلافِ مَطالِعِ الأَهِلَّةِ، ولا يمكن أن يَبلُغَ الخبرُ مِن الشامِ إلى المدينةِ في الليلةِ نفسِها، فيكونُ اعتمادُهم على أمرِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالصيامِ والإفطارِ برؤيةِ الهلالِ، كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم: "صُومُوا لِرُؤْيَتِه وأَفطِروا لِرُؤيَتِه، فإنْ غُمَّ عليكُم فأَكمِلوا العِدَّةَ ثلاثين". وقد شكَّ يَحْيَى بنُ يَحْيَى في لَفْظَةِ: (نكتفي) أو (تكتفي) أي: شكَّ الرَّاوِي في هذه اللَّفظَةِ: هل هي بالنُّونِ أم بالتَّاءِ في بِدايَتِها، وهل هو بالخِطابِ لابنِ عَبَّاسٍ، أم بِنُونِ الجَمْعِ للمتكلِّم؟ وفي الحديثِ: الاعتِمادُ على رُؤيةِ الأهِلَّةِ في معرفةِ بِداياتِ ونِهاياتِ الأَشْهُرِ القَمَرِيَّةِ. وفيه: صيامُ أهل الشامِ بِحَسَبِ رُؤْيَتِهِم، وصيامُ أهلِ المدينةِ بِحَسَبِ رُؤيتِهم الهلالَ بفارِق ليلة

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 130 Views 0 Reviews
  • أقبلْنا مُهلّين مع رسولِ اللهِ صلَّى الله ُعليه وسلَّمَ بحجٍّ مفردٍ . وأقبلت عائشةُ رضي اللهُ عنها بعمرةٍ . حتى إذا كنا بسَرِفٍ عَرَكتْ . حتى إذا قدمنا طفنا بالكعبةِ والصفا والمروة ِ. فأمرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن يحلَّ منا من لم يكن معه هديٌ . قال فقلنا : حلَّ ماذا ؟ قال الحِلُّ كلُّه فواقعنا النساءَ . وتطيَّبْنا بالطِّيبِ . ولبسنا ثيابَنا . وليس بيننا وبين عرفةَ إلا أربعُ ليالٍ . ثم أهلَلنا يومَ الترويةِ ثم دخل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على عائشةَ رضي اللهُ عنها . فوجدها تبكي . فقال ما شأنُكِ ؟ قالت : شأني قد حِضتُ . وقد حلَّ الناسُ . ولم أحللْ . ولم أطفْ بالبيتِ . والناس يذهبون إلى الحجِّ الآن . فقال إنَّ هذا أمرٌ كتبه اللهُ على بناتِ آدمَ . فاغتسِلي ثم أَهلِّي بالحجِّ ففعلتْ ووقفت المواقفَ . حتى إذا طهرتْ طافت بالكعبة ِوالصفا والمروةِ . ثم قال : قد حللتِ من حجِّكِ وعمرتِك جميعًا فقالت : يا رسولَ اللهِ ! إني أجدُ في نفسي أني لم أَطُفْ بالبيتِ حتى حججتُ . قال : فاذهب بها يا عبدَالرحمنِ ! فأَعمِرْها من التَّنعيمِ وذلك ليلةَ الحصبةِ . وفي رواية : دخل النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على عائشةَ رضي اللهُ عنها . وهي تبكي . فذكر بمثل حديث الليث إلى آخره . ولم يذكر ما قبل هذا من حديث الليث .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يَحكي جَابِرُ بنُ عبدِ الله رَضِيَ الله عنهما أنَّهم، أي: أغلبَهُم- أقْبلوا مُهِلِّينَ، مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِحَجٍّ مُفْرَدٍ، وأقبلتْ عَائِشَةُ مُهِلَّةً بِعُمْرَةٍ وذلك باعتبارِ آخِرِ أمرِها؛ حتَّى إذا كانوا "بِسَرِفَ" وهو اسمُ بُقْعَةٍ على عشرةِ أمْيَالٍ أي ما يُقارِبُ كيلومترًا من مَكَّةَ، "عَرَكَتْ" أي: حاضَتْ عَائِشَةُ حتَّى إذا قَدِموا، طافوا بالكَعْبَةِ، وبالصَّفا والمَرْوَةِ أي: سَعَوْا بينهما؛ فأمَرَهم رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أنْ يَحِلَّ منهم مَنْ لمْ يَكُنْ معه هَدْيٌ، قال: فقالوا: حِلُّ ماذا؟ أي: أيُّ نَوْعٍ منَ الحِلِّ؟ فأجابَهُم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الحِلُّ كُلُّهُ أي: إنَّ كُلَّ الأشياءِ الَّتي مُنِعَتْ بِسببِ الإحرامِ تَحِلُّ؛ فوَاقعُوا النِّساءَ أي: جامعُوهُمْ؛ وتَطَيَّبوا بالطِّيبِ، ولَبِسُوا الثِّيابَ أي: المَمْنُوعَ لُبْسُها في الإحرامِ؛ ولَيسَ بينهم وبين الوقوفِ بِعَرَفَةَ، إلَّا أربعُ ليالٍ؛ ثُمَّ أهَلُّوا يومَ التَّرْوِيَةِ: أي أحرَمُوا بالحَجِّ يومَ التَّرْوِيَةِ، وهو اليومُ الثَّامِنُ من ذِي الحِجَّةِ، وسُمِّيَ بذلك؛ لأنَّ الماءَ كان قَليلًا بِمِنًى، فكانوا يَرْتَوونَ منَ الماءِ ويَحْمِلونَه لِمَا بعد ذلك؛ ثُمَّ دَخَلَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على عَائِشَةَ رَضِيَ الله عنها فوجَدَها تَبْكي، فسالها: ما شأنُكِ؟ فأجابَتْ: شَأْني أنِّي قَدْ حِضْتُ، وقدْ حَلَّ النَّاسُ: أي من إحرامِهِمْ بِالحَجِّ بِعملِ العُمْرَةِ؛ ولَمْ أحْلِلْ ولَمْ أطُفْ بالبَيتِ وذلك لأنَّها حائِضٌ؛ والنَّاسُ يذهَبونَ إلى الحَجِّ الآن، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّ هذا أي: الحَيْضَ أمرٌ، كتَبَهُ الله أي: قَدَّرَهُ على بَناتِ آدَمَ؛ فاغْتَسِلي، ثُمَّ أهِلِّي بالحَجِّ ففعلَتْ، ووقَفتِ المَواقِفَ أي: وقَفتْ عَرَفَةَ، وَمُزْدَلِفَةَ، وَمِنًى؛ حتَّى إذا طَهُرَتْ من حَيْضِها؛ طافَتْ بالكَعْبَةِ، وسَعَتْ بينَ الصَّفَا والمَرْوَةِ؛ وأخْبَرَها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّها قدْ حَلَّتْ من حَجَّتِها وعُمْرَتِها جمِيعًا؛ فقالتْ عَائِشَةُ لِلنَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنِّي أجِدُ في نَفْسي أنِّي لَمْ أطُفْ بالبَيْتِ حتَّى حَجَجْتُ أي: حتَّى انتهيْتُ منَ الحَجِّ؛ فأمرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عبدَ الرَّحمنِ أخَاها أنْ يَذهبَ بها لِتُحرمَ بِعُمْرَةٍ تَطْييبًا لقَلبِها وذلك ليلةَ الحَصْبَةِ أي: لَيلةَ المَبيتِ بِالمُحَصَّبِ بعدَ النَّفْرِ من مِنًى.
    في الحَديثِ: أنَّ المُعتمِرَ إنْ كان مَكِّيًّا أو خارِجَ مَكَّةَ وداخِلَ المِيقاتِ فَمِيقاتُهُ الحِلُّ، وإنْ كان خارِجَ المِيقاتِ فَمِيقَاتُهُ مِيقاتُ حَجِّهِ.
    وفيه: فَسْخُ الحَجِّ إلى العُمْرَةِ.
    وفِيه: أنَّ الطَّوافَ الواحِدَ والسَّعْيَ الواحِدَ يُجْزِئانِ القارِنَ عن حَجِّهِ وعُمْرَتِه.

    صحيح مسلم

    أقبلْنا مُهلّين مع رسولِ اللهِ صلَّى الله ُعليه وسلَّمَ بحجٍّ مفردٍ . وأقبلت عائشةُ رضي اللهُ عنها بعمرةٍ . حتى إذا كنا بسَرِفٍ عَرَكتْ . حتى إذا قدمنا طفنا بالكعبةِ والصفا والمروة ِ. فأمرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن يحلَّ منا من لم يكن معه هديٌ . قال فقلنا : حلَّ ماذا ؟ قال الحِلُّ كلُّه فواقعنا النساءَ . وتطيَّبْنا بالطِّيبِ . ولبسنا ثيابَنا . وليس بيننا وبين عرفةَ إلا أربعُ ليالٍ . ثم أهلَلنا يومَ الترويةِ ثم دخل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على عائشةَ رضي اللهُ عنها . فوجدها تبكي . فقال ما شأنُكِ ؟ قالت : شأني قد حِضتُ . وقد حلَّ الناسُ . ولم أحللْ . ولم أطفْ بالبيتِ . والناس يذهبون إلى الحجِّ الآن . فقال إنَّ هذا أمرٌ كتبه اللهُ على بناتِ آدمَ . فاغتسِلي ثم أَهلِّي بالحجِّ ففعلتْ ووقفت المواقفَ . حتى إذا طهرتْ طافت بالكعبة ِوالصفا والمروةِ . ثم قال : قد حللتِ من حجِّكِ وعمرتِك جميعًا فقالت : يا رسولَ اللهِ ! إني أجدُ في نفسي أني لم أَطُفْ بالبيتِ حتى حججتُ . قال : فاذهب بها يا عبدَالرحمنِ ! فأَعمِرْها من التَّنعيمِ وذلك ليلةَ الحصبةِ . وفي رواية : دخل النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على عائشةَ رضي اللهُ عنها . وهي تبكي . فذكر بمثل حديث الليث إلى آخره . ولم يذكر ما قبل هذا من حديث الليث .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يَحكي جَابِرُ بنُ عبدِ الله رَضِيَ الله عنهما أنَّهم، أي: أغلبَهُم- أقْبلوا مُهِلِّينَ، مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِحَجٍّ مُفْرَدٍ، وأقبلتْ عَائِشَةُ مُهِلَّةً بِعُمْرَةٍ وذلك باعتبارِ آخِرِ أمرِها؛ حتَّى إذا كانوا "بِسَرِفَ" وهو اسمُ بُقْعَةٍ على عشرةِ أمْيَالٍ أي ما يُقارِبُ كيلومترًا من مَكَّةَ، "عَرَكَتْ" أي: حاضَتْ عَائِشَةُ حتَّى إذا قَدِموا، طافوا بالكَعْبَةِ، وبالصَّفا والمَرْوَةِ أي: سَعَوْا بينهما؛ فأمَرَهم رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أنْ يَحِلَّ منهم مَنْ لمْ يَكُنْ معه هَدْيٌ، قال: فقالوا: حِلُّ ماذا؟ أي: أيُّ نَوْعٍ منَ الحِلِّ؟ فأجابَهُم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الحِلُّ كُلُّهُ أي: إنَّ كُلَّ الأشياءِ الَّتي مُنِعَتْ بِسببِ الإحرامِ تَحِلُّ؛ فوَاقعُوا النِّساءَ أي: جامعُوهُمْ؛ وتَطَيَّبوا بالطِّيبِ، ولَبِسُوا الثِّيابَ أي: المَمْنُوعَ لُبْسُها في الإحرامِ؛ ولَيسَ بينهم وبين الوقوفِ بِعَرَفَةَ، إلَّا أربعُ ليالٍ؛ ثُمَّ أهَلُّوا يومَ التَّرْوِيَةِ: أي أحرَمُوا بالحَجِّ يومَ التَّرْوِيَةِ، وهو اليومُ الثَّامِنُ من ذِي الحِجَّةِ، وسُمِّيَ بذلك؛ لأنَّ الماءَ كان قَليلًا بِمِنًى، فكانوا يَرْتَوونَ منَ الماءِ ويَحْمِلونَه لِمَا بعد ذلك؛ ثُمَّ دَخَلَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على عَائِشَةَ رَضِيَ الله عنها فوجَدَها تَبْكي، فسالها: ما شأنُكِ؟ فأجابَتْ: شَأْني أنِّي قَدْ حِضْتُ، وقدْ حَلَّ النَّاسُ: أي من إحرامِهِمْ بِالحَجِّ بِعملِ العُمْرَةِ؛ ولَمْ أحْلِلْ ولَمْ أطُفْ بالبَيتِ وذلك لأنَّها حائِضٌ؛ والنَّاسُ يذهَبونَ إلى الحَجِّ الآن، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّ هذا أي: الحَيْضَ أمرٌ، كتَبَهُ الله أي: قَدَّرَهُ على بَناتِ آدَمَ؛ فاغْتَسِلي، ثُمَّ أهِلِّي بالحَجِّ ففعلَتْ، ووقَفتِ المَواقِفَ أي: وقَفتْ عَرَفَةَ، وَمُزْدَلِفَةَ، وَمِنًى؛ حتَّى إذا طَهُرَتْ من حَيْضِها؛ طافَتْ بالكَعْبَةِ، وسَعَتْ بينَ الصَّفَا والمَرْوَةِ؛ وأخْبَرَها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّها قدْ حَلَّتْ من حَجَّتِها وعُمْرَتِها جمِيعًا؛ فقالتْ عَائِشَةُ لِلنَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنِّي أجِدُ في نَفْسي أنِّي لَمْ أطُفْ بالبَيْتِ حتَّى حَجَجْتُ أي: حتَّى انتهيْتُ منَ الحَجِّ؛ فأمرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عبدَ الرَّحمنِ أخَاها أنْ يَذهبَ بها لِتُحرمَ بِعُمْرَةٍ تَطْييبًا لقَلبِها وذلك ليلةَ الحَصْبَةِ أي: لَيلةَ المَبيتِ بِالمُحَصَّبِ بعدَ النَّفْرِ من مِنًى. في الحَديثِ: أنَّ المُعتمِرَ إنْ كان مَكِّيًّا أو خارِجَ مَكَّةَ وداخِلَ المِيقاتِ فَمِيقاتُهُ الحِلُّ، وإنْ كان خارِجَ المِيقاتِ فَمِيقَاتُهُ مِيقاتُ حَجِّهِ. وفيه: فَسْخُ الحَجِّ إلى العُمْرَةِ. وفِيه: أنَّ الطَّوافَ الواحِدَ والسَّعْيَ الواحِدَ يُجْزِئانِ القارِنَ عن حَجِّهِ وعُمْرَتِه.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 42 Views 0 Reviews