إنَّ إبليسَ يضَعُ عرشَه على الماءِ ثمَّ يبعثُ سراياهُ فأدناهم منهُ منزلةً أعظمُهم فتنةً يجيءُ أحدُهم فيقولُ فعلتُ كذا وَكذا فيقولُ ما صنعتَ شيئًا قال ثمَّ يجيءُ أحدُهم فيقولُ ما ترَكتُه حتَّى فرَّقتُ بينَه وبينَ امرأتِه قال فيدنيهِ منهُ ويقولُ نِعمَ أنتَ
شرح الحديث
الشَّيطانُ عدوُّ الإنسانِ، ويَسْعى في هلاكِه وإفسادِ حَياتِه ودُنياه وآخِرتِه بكلِّ السُّبُلِ، وفي هذا الحديثِ يُوضِّحُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعضَ ما يَفعَلُه الشَّيطانُ، فيقول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ إبليسَ يضَعُ عَرْشَه على الماءِ"، أيْ: يَثْبُتُ به على ماءِ البَحرِ، وقيل: هو كِنايةٌ عن تَسلُّطِه على الخَلْقِ وإضلالِهم، "ثمَّ يَبعثُ سَراياهُ"، والسَّريَّةُ: هي القِطْعةُ من الجيشِ، وكأنَّ إبليسَ له جيشٌ من الأبالسةِ والجُنُودِ يُرسِلُهم؛ ليُوسوِسوا للنَّاسِ ويُضلِّوهم، "فأَدْناهُم منهُ مَنزلةً أَعْظمُهم فِتْنةً"، أيْ: فأَقْربُ الشَّياطين إلى إبليسَ هو أَكْثرُ الشياطين إضلالًا للنَّاس وإبعادًا لهم عَن الحقِّ، "يجيءُ أحدُهم فيقولُ: فعلتُ كذا وَكذا"، أيْ: فَعلتُ أمورًا وأمورًا في إضلالِ النَّاسِ وفِتْنتِهم، فيُجيبُ إبليسُ: "فيقولُ ما صَنعتَ شيئًا"! أيْ: عندما يَذْكُرُ الشَّيطانُ ما فَعَلَه من أصنافِ الفِتنِ والإضلالِ فلا يَقْنَعُ بذلك إبليسُ وكأنَّه يَسْتَقِلُّها مِنْه، "ثمَّ يجيءُ أحدُهم فيقولُ: ما ترَكتُه حتَّى فرَّقتُ بينَه وبينَ امرأتِه"، أيْ: ما تركتُ الزَّوجَ حتى فرَّقتُ بينَه وبينَ زوجتِه، وهدَمتُ الأُلْفَةَ والمودَّةَ التي كانت بينهم، "فيُدنِيهِ منهُ ويقولُ: نِعْمَ أنتَ"! أيْ: فيُقرِّبه إبليسُ منه ويُنزِله مَنْزلةً أعلى من أقرانِه، ويَمْدحُ فِعْلَه في التَّفريقِ بين الزَّوجين؛ لِما في التَّفريقِ بين الزَّوجينِ مِن مَفاسِدِ انْقِطاعِ النَّسلِ، وانْعِدام تَربيةِ الأطفالِ، وما يُحْتَملُ مِن وقوعِ الزِّنا، الذي هو أَفْحشُ الكبائرِ وأَكْثرُها مَعرَّةً وفسادًا، وما في ذلك مِن التَّباغُضِ والتَّشاحُنِ وإثارةِ العَدَواتِ بين النَّاسِ. ( ).
صحيح مسلم
إنَّ إبليسَ يضَعُ عرشَه على الماءِ ثمَّ يبعثُ سراياهُ فأدناهم منهُ منزلةً أعظمُهم فتنةً يجيءُ أحدُهم فيقولُ فعلتُ كذا وَكذا فيقولُ ما صنعتَ شيئًا قال ثمَّ يجيءُ أحدُهم فيقولُ ما ترَكتُه حتَّى فرَّقتُ بينَه وبينَ امرأتِه قال فيدنيهِ منهُ ويقولُ نِعمَ أنتَ
شرح الحديث
الشَّيطانُ عدوُّ الإنسانِ، ويَسْعى في هلاكِه وإفسادِ حَياتِه ودُنياه وآخِرتِه بكلِّ السُّبُلِ، وفي هذا الحديثِ يُوضِّحُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعضَ ما يَفعَلُه الشَّيطانُ، فيقول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ إبليسَ يضَعُ عَرْشَه على الماءِ"، أيْ: يَثْبُتُ به على ماءِ البَحرِ، وقيل: هو كِنايةٌ عن تَسلُّطِه على الخَلْقِ وإضلالِهم، "ثمَّ يَبعثُ سَراياهُ"، والسَّريَّةُ: هي القِطْعةُ من الجيشِ، وكأنَّ إبليسَ له جيشٌ من الأبالسةِ والجُنُودِ يُرسِلُهم؛ ليُوسوِسوا للنَّاسِ ويُضلِّوهم، "فأَدْناهُم منهُ مَنزلةً أَعْظمُهم فِتْنةً"، أيْ: فأَقْربُ الشَّياطين إلى إبليسَ هو أَكْثرُ الشياطين إضلالًا للنَّاس وإبعادًا لهم عَن الحقِّ، "يجيءُ أحدُهم فيقولُ: فعلتُ كذا وَكذا"، أيْ: فَعلتُ أمورًا وأمورًا في إضلالِ النَّاسِ وفِتْنتِهم، فيُجيبُ إبليسُ: "فيقولُ ما صَنعتَ شيئًا"! أيْ: عندما يَذْكُرُ الشَّيطانُ ما فَعَلَه من أصنافِ الفِتنِ والإضلالِ فلا يَقْنَعُ بذلك إبليسُ وكأنَّه يَسْتَقِلُّها مِنْه، "ثمَّ يجيءُ أحدُهم فيقولُ: ما ترَكتُه حتَّى فرَّقتُ بينَه وبينَ امرأتِه"، أيْ: ما تركتُ الزَّوجَ حتى فرَّقتُ بينَه وبينَ زوجتِه، وهدَمتُ الأُلْفَةَ والمودَّةَ التي كانت بينهم، "فيُدنِيهِ منهُ ويقولُ: نِعْمَ أنتَ"! أيْ: فيُقرِّبه إبليسُ منه ويُنزِله مَنْزلةً أعلى من أقرانِه، ويَمْدحُ فِعْلَه في التَّفريقِ بين الزَّوجين؛ لِما في التَّفريقِ بين الزَّوجينِ مِن مَفاسِدِ انْقِطاعِ النَّسلِ، وانْعِدام تَربيةِ الأطفالِ، وما يُحْتَملُ مِن وقوعِ الزِّنا، الذي هو أَفْحشُ الكبائرِ وأَكْثرُها مَعرَّةً وفسادًا، وما في ذلك مِن التَّباغُضِ والتَّشاحُنِ وإثارةِ العَدَواتِ بين النَّاسِ. ( ).