• إن طالَتْ بِك مدَّةٌ أوشَكتَ أن ترى قومًا يغدونَ في سَخَطِ اللَّهِ ويروحونَ في لعنتِهِ في أيديهم مِثلُ أذنابِ البقَرِ

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يُخبرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أَبا هُريرةَ رَضِي اللهُ عنهُ بأنَّه يوشكُ ويَقتربُ إنْ طالتْ به مُدَّةُ عيشِه أن يَرى قومًا، وهُم أَعوانُ الظَّلمةِ في أَيديهمْ مِثلُ أَذنابِ البقرِ، وهي سَوطٌ طويلٌ ولَه ريشةٌ يَضربونَ بِها النَّاسَ بغيرِ حقٍّ، فيَغدونَ في غَضبِ اللهِ ويَروحونَ في سَخطِ اللهِ، يَعني هُم أبدًا في غَضبِ اللهِ وسَخطِه لا يَرضَى عَنهمْ؛ فهُمْ يُصبحونَ ويُمسونَ يُؤذونَ النَّاسَ ويُروِّعونَهم، وهَذا ضَرْبٌ في باطلٍ ومُتابعةٍ لِلهوى، وَلا يَتناولُ هذا الذمُّ الضَّربَ في الحُدودِ وَلا في التَّعزيرِ الشَّرعيِّ .

    صحيح مسلم

    إن طالَتْ بِك مدَّةٌ أوشَكتَ أن ترى قومًا يغدونَ في سَخَطِ اللَّهِ ويروحونَ في لعنتِهِ في أيديهم مِثلُ أذنابِ البقَرِ

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يُخبرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أَبا هُريرةَ رَضِي اللهُ عنهُ بأنَّه يوشكُ ويَقتربُ إنْ طالتْ به مُدَّةُ عيشِه أن يَرى قومًا، وهُم أَعوانُ الظَّلمةِ في أَيديهمْ مِثلُ أَذنابِ البقرِ، وهي سَوطٌ طويلٌ ولَه ريشةٌ يَضربونَ بِها النَّاسَ بغيرِ حقٍّ، فيَغدونَ في غَضبِ اللهِ ويَروحونَ في سَخطِ اللهِ، يَعني هُم أبدًا في غَضبِ اللهِ وسَخطِه لا يَرضَى عَنهمْ؛ فهُمْ يُصبحونَ ويُمسونَ يُؤذونَ النَّاسَ ويُروِّعونَهم، وهَذا ضَرْبٌ في باطلٍ ومُتابعةٍ لِلهوى، وَلا يَتناولُ هذا الذمُّ الضَّربَ في الحُدودِ وَلا في التَّعزيرِ الشَّرعيِّ .

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 57 Views 0 Reviews
  • واللهِ ! ما الدُّنيا في الآخرةِ إلَّا مِثْلُ ما يَجعلُ أحدكُمْ إصبعَهُ هذهِ - وأشارَ يحيى بالسبابةِ - في اليمِّ . فلينظرْ بِمَ يَرجِعُ ؟

    شرح الحديث

    الدُّنيا لا تُساوي شيئًا إذا وُضِعَت على سبيلِ المُقارنةِ بالآخرةِ؛ فهيَ دارُ عملٍ واختِبارٍ، يَعيشُ فيها الإِنسانُ مَرحلةَ ذلك الاختِبارِ، وَليس عُمرَه الحَقيقيَّ، فذاك في الآخرَةِ.
    وفي هذا الحَديثِ يُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم باللهِ أنَّ مَثَل الدُّنيا في جَنبِ الآخرَةِ، والنَّظرِ إليها مَثَلُ ما يَجعلُ أَحدُ النَّاس إِصبعَه في البَحرِ، فلْيَنْظرْ بِمَ يَرجعُ، وَمعناه: لا يَعلَقُ بإصبَعِه كثيرُ شيءٍ منَ الماءِ، وَمعنى الحَديثِ: ما الدُّنيا بالنِّسبةِ إلى الآخرَةِ في قِصَرِ مُدَّتِها، وفَناءِ لَذَّاتها، ودوامِ الآخرةِ، ودوامِ لذَّاتِها ونعيمِها، إلَّا كنِسبةِ الماءِ الَّذي يَعلَقُ بالإصبَعِ إلى باقي البَحرِ.
    وفي الحَديثِ: تَحقيرُ الدُّنيا وشأْنِها، وتَوضيحُ المَعاني بتَقريبِها لمِثالٍ في الواقعِ .

    صحيح مسلم

    واللهِ ! ما الدُّنيا في الآخرةِ إلَّا مِثْلُ ما يَجعلُ أحدكُمْ إصبعَهُ هذهِ - وأشارَ يحيى بالسبابةِ - في اليمِّ . فلينظرْ بِمَ يَرجِعُ ؟

    شرح الحديث

    الدُّنيا لا تُساوي شيئًا إذا وُضِعَت على سبيلِ المُقارنةِ بالآخرةِ؛ فهيَ دارُ عملٍ واختِبارٍ، يَعيشُ فيها الإِنسانُ مَرحلةَ ذلك الاختِبارِ، وَليس عُمرَه الحَقيقيَّ، فذاك في الآخرَةِ. وفي هذا الحَديثِ يُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم باللهِ أنَّ مَثَل الدُّنيا في جَنبِ الآخرَةِ، والنَّظرِ إليها مَثَلُ ما يَجعلُ أَحدُ النَّاس إِصبعَه في البَحرِ، فلْيَنْظرْ بِمَ يَرجعُ، وَمعناه: لا يَعلَقُ بإصبَعِه كثيرُ شيءٍ منَ الماءِ، وَمعنى الحَديثِ: ما الدُّنيا بالنِّسبةِ إلى الآخرَةِ في قِصَرِ مُدَّتِها، وفَناءِ لَذَّاتها، ودوامِ الآخرةِ، ودوامِ لذَّاتِها ونعيمِها، إلَّا كنِسبةِ الماءِ الَّذي يَعلَقُ بالإصبَعِ إلى باقي البَحرِ. وفي الحَديثِ: تَحقيرُ الدُّنيا وشأْنِها، وتَوضيحُ المَعاني بتَقريبِها لمِثالٍ في الواقعِ .

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 66 Views 0 Reviews
  • يُحشرُ الناسُ يومَ القيامةِ حُفاةً عُراةً غُرلًا . قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! النساءُ والرجالُ جميعًا ، يَنظرُ بعضُهُمْ إلى بعضٍ ؟ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : يا عائشةُ ! الأمرُ أشدُّ مِنْ أنْ ينظرَ بعضُهمْ إلى بعضٍ.

    شرح الحديث

    يومُ القيامةِ يومٌ عظيمٌ وشديدٌ، يقومُ فيه النَّاسُ بَينَ يَدَي ربِّ العالَمِين للحسابِ، وفي هذا الحديثِ يَصِف النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لنا بعضَ ما في هذا اليومِ، حيث يقولُ: "يُحْشَرُ النَّاسُ يومَ القيامةِ"، أيْ: يُجْمَعون بعد البَعثِ من الموت، ويَقُومون للحسابِ، "حُفاةً عُراةً غُرْلًا"، أيْ: وهم حُفاةٌ الأقدامِ بلا أحذيةٍ ولا نِعالٍ، وعُراةُ الأجسادِ بلا ثيابٍ ولا سُتُورٍ، غُرْلًا غير مَخْتونِين، قد ذهَب عنهم كلُّ ما كَانوا فيهِ في الدُّنيا وعَادُوا كما خَلَقَهم اللهُ؛ {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} [الأنبياء: ]، قالت عائشةُ: "يا رسولَ اللهِ، النِّساءُ والرِّجالُ جميعًا يَنظُرُ بعضُهم إلى بعضٍ؟!"، وهذا اسْتِفهامٌ واسْتِغرابٌ من أنْ يُجْمَعَ النُّاسُ عُراةً وعَوْراتهم ظَاهِرة أمام بعضِهم رجالًا ونساءً؛ فهل يَنظُرون إلى بعضِهم البَعضِ؟! فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "يا عائشةُ، الأمرُ أَشَدُّ مِن أنْ يَنظُرَ بعضُهم إلى بعضٍ"، أيْ: إنَّ شأنَ المُوقِفِ والحَشْرِ بَعْدَ البَعْثِ مِن الموتِ فيه من الأهوالِ ما يَأخُذُ اهْتِمامَ النَّاسِ وأَبْصارَهم عن النَّظرِ إلى العَوْراتِ، ومِنْها ما قال اللهُ تعالى: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ} [الحج: ].

    صحيح مسلم

    يُحشرُ الناسُ يومَ القيامةِ حُفاةً عُراةً غُرلًا . قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! النساءُ والرجالُ جميعًا ، يَنظرُ بعضُهُمْ إلى بعضٍ ؟ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : يا عائشةُ ! الأمرُ أشدُّ مِنْ أنْ ينظرَ بعضُهمْ إلى بعضٍ.

    شرح الحديث

    يومُ القيامةِ يومٌ عظيمٌ وشديدٌ، يقومُ فيه النَّاسُ بَينَ يَدَي ربِّ العالَمِين للحسابِ، وفي هذا الحديثِ يَصِف النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لنا بعضَ ما في هذا اليومِ، حيث يقولُ: "يُحْشَرُ النَّاسُ يومَ القيامةِ"، أيْ: يُجْمَعون بعد البَعثِ من الموت، ويَقُومون للحسابِ، "حُفاةً عُراةً غُرْلًا"، أيْ: وهم حُفاةٌ الأقدامِ بلا أحذيةٍ ولا نِعالٍ، وعُراةُ الأجسادِ بلا ثيابٍ ولا سُتُورٍ، غُرْلًا غير مَخْتونِين، قد ذهَب عنهم كلُّ ما كَانوا فيهِ في الدُّنيا وعَادُوا كما خَلَقَهم اللهُ؛ {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} [الأنبياء: ]، قالت عائشةُ: "يا رسولَ اللهِ، النِّساءُ والرِّجالُ جميعًا يَنظُرُ بعضُهم إلى بعضٍ؟!"، وهذا اسْتِفهامٌ واسْتِغرابٌ من أنْ يُجْمَعَ النُّاسُ عُراةً وعَوْراتهم ظَاهِرة أمام بعضِهم رجالًا ونساءً؛ فهل يَنظُرون إلى بعضِهم البَعضِ؟! فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "يا عائشةُ، الأمرُ أَشَدُّ مِن أنْ يَنظُرَ بعضُهم إلى بعضٍ"، أيْ: إنَّ شأنَ المُوقِفِ والحَشْرِ بَعْدَ البَعْثِ مِن الموتِ فيه من الأهوالِ ما يَأخُذُ اهْتِمامَ النَّاسِ وأَبْصارَهم عن النَّظرِ إلى العَوْراتِ، ومِنْها ما قال اللهُ تعالى: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ} [الحج: ].

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 60 Views 0 Reviews
  • إنَّ العَرَقَ ، يومَ القيامةِ ، ليذهبُ في الأرضِ سبعينَ باعًا . وإنَّه ليبلغُ إلى أفواهِ الناسِ أو إلى آذانِهمْ . يشكُ ثورٌ أيُّهما قال .

    شرح الحديث

    يومُ القيامةِ يَومٌ عظيمٌ وشديدٌ، يقومُ فيه النَّاسُ بَينَ يَدَيْ ربِّ العالَمِين للحسابِ، وفي هذا الحديثِ يَصِف النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لنا بعضَ ما في هذا اليومِ، حيثُ يقولُ: "إنَّ العَرَقَ يومَ القيامةِ لَيْذهَبُ في الأرضِ سَبْعين باعًا"، أيْ: إنَّه يَملأُ أَرْضَ المَحْشَرِ ويَرتَفِعُ عليها بقَدْرِ سَبْعين باعًا؛ وذلك لدُنوِّ الشَّمسِ يومَ القيامةِ مِن الرُّؤوسِ، والعَرَقُ: هو ما يَطْفَحُ ويَرْشَحُ من ماءٍ مِن جُلُودِ النَّاسِ والمُرادُ: سَيلانُه بكثرةٍ من الأجسادِ، والباعُ: مَدُّ اليدَين والذِّراعَين بما في ذلك عَرْضُ الصَّدْرِ، "وإنَّه لَيَبْلُغُ إلى أفواهِ النَّاس أو إلى آذانِهم- يَشُكُّ ثَورٌ، وهو ابنُ زيدٍ الدِّيَليُّ؛ أيُّهما قال"، أي: في رَوايتِه للحَديثِ، أيْ: إنَّ ماءَ العَرَقِ يَغرَقُ فيه النَّاسُ حتَّى يَصِلَ إلى أَفْواهِهم أَوْ إلى آذانِهم. ويَحتَمِلُ أنَّ ذلك مَن عَرَقِ كلِّ فَرَدٍ؛ لِحَذَرِه وخوفِه ممَّا يُشاهِدُه من الأهوالِ أو يُؤمِّلُه ويَرْجُوه، فيَكون عَرَقُه بقَدْرِ ذلك، ويَحْتَمِل أنْ يكونَ مِن عَرَقِه وعَرَقِ غيرِه، فيُخفَّفُ عن بعضٍ، ويُشدَّدُ على البعضِ.
    وقد بيَّنتِ الأحاديثُ أنَّ العَرَقَ يكونُ على قَدْرِ الأعمالِ؛ فمِن النَّاسِ مَن يكونُ عَرَقُه إلى كَعْبَيه أو إلى حَقْوَيه ووَسَطِ جَسَدِه، وهكذا حتى يُلْجِمَ العَرَقُ بعضَ النَّاس ويَدْخُلَ فَمَه، وقيل: إنَّ هذا خاصٌّ بالكافِرين والعُصاةِ، أمَّا المؤمنون فإنَّ اللهَ يُخفِّف عنهم ويكونُ المُوقِفُ عليهم كمَوقِفهم في صَلاتِهم.
    وفي الحديث: التَّرهيبُ من يومِ القِيامةِ.( ).

    صحيح مسلم

    إنَّ العَرَقَ ، يومَ القيامةِ ، ليذهبُ في الأرضِ سبعينَ باعًا . وإنَّه ليبلغُ إلى أفواهِ الناسِ أو إلى آذانِهمْ . يشكُ ثورٌ أيُّهما قال .

    شرح الحديث

    يومُ القيامةِ يَومٌ عظيمٌ وشديدٌ، يقومُ فيه النَّاسُ بَينَ يَدَيْ ربِّ العالَمِين للحسابِ، وفي هذا الحديثِ يَصِف النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لنا بعضَ ما في هذا اليومِ، حيثُ يقولُ: "إنَّ العَرَقَ يومَ القيامةِ لَيْذهَبُ في الأرضِ سَبْعين باعًا"، أيْ: إنَّه يَملأُ أَرْضَ المَحْشَرِ ويَرتَفِعُ عليها بقَدْرِ سَبْعين باعًا؛ وذلك لدُنوِّ الشَّمسِ يومَ القيامةِ مِن الرُّؤوسِ، والعَرَقُ: هو ما يَطْفَحُ ويَرْشَحُ من ماءٍ مِن جُلُودِ النَّاسِ والمُرادُ: سَيلانُه بكثرةٍ من الأجسادِ، والباعُ: مَدُّ اليدَين والذِّراعَين بما في ذلك عَرْضُ الصَّدْرِ، "وإنَّه لَيَبْلُغُ إلى أفواهِ النَّاس أو إلى آذانِهم- يَشُكُّ ثَورٌ، وهو ابنُ زيدٍ الدِّيَليُّ؛ أيُّهما قال"، أي: في رَوايتِه للحَديثِ، أيْ: إنَّ ماءَ العَرَقِ يَغرَقُ فيه النَّاسُ حتَّى يَصِلَ إلى أَفْواهِهم أَوْ إلى آذانِهم. ويَحتَمِلُ أنَّ ذلك مَن عَرَقِ كلِّ فَرَدٍ؛ لِحَذَرِه وخوفِه ممَّا يُشاهِدُه من الأهوالِ أو يُؤمِّلُه ويَرْجُوه، فيَكون عَرَقُه بقَدْرِ ذلك، ويَحْتَمِل أنْ يكونَ مِن عَرَقِه وعَرَقِ غيرِه، فيُخفَّفُ عن بعضٍ، ويُشدَّدُ على البعضِ. وقد بيَّنتِ الأحاديثُ أنَّ العَرَقَ يكونُ على قَدْرِ الأعمالِ؛ فمِن النَّاسِ مَن يكونُ عَرَقُه إلى كَعْبَيه أو إلى حَقْوَيه ووَسَطِ جَسَدِه، وهكذا حتى يُلْجِمَ العَرَقُ بعضَ النَّاس ويَدْخُلَ فَمَه، وقيل: إنَّ هذا خاصٌّ بالكافِرين والعُصاةِ، أمَّا المؤمنون فإنَّ اللهَ يُخفِّف عنهم ويكونُ المُوقِفُ عليهم كمَوقِفهم في صَلاتِهم. وفي الحديث: التَّرهيبُ من يومِ القِيامةِ.( ).

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 57 Views 0 Reviews
  • تُدْني الشمسُ ، يومَ القيامةِ ، مِنَ الخلقِ ، حتى تكونَ منهمْ كمقدارِ ميلٍ . قال سليمُ بنُ عامرٍ : فواللهِ ! ما أدري ما يعني بالميلِ ؟ أمسافةُ الأرضِ ، أمْ الميلُ الذي تَكتحلُ بهِ العينُ . قال : فيكونُ الناسُ على قدرِ أعمالِهمْ في العرقِ . فمنهمْ مَنْ يكونُ إلى كعبيهِ . ومنهمْ مَنْ يكونُ إلى ركبتيهِ . ومنهمْ مَنْ يكونُ إلى حقويهِ . ومنهمْ مَنْ يُلجمُهُ العرقُ إلجامًا . قال وأشارَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيدِهِ إلى فيهِ .

    شرح الحديث

    يومُ القيامةِ يومٌ عظيمٌ، وأهوالُه ومَواقفُه مُتعدِّدةٌ، منَ الحَشرِ، وانتِظارِ الحِسابِ، والمرورِ على الصِّراطِ وغيرِ ذَلك، ومِن أَوائلِ تلكَ المَواقفِ أن يَجمعَ اللهُ الخَلائقَ في ذلكَ المَحشرِ العَظيمِ فيَشتدَّ الكَرْبُ، وتَدنو الشَّمس منَ الرُّؤوسِ فتَشتدُّ الحرارةُ، وتَرشحُ الأَجسامُ بالعَرقِ الغزيرِ.
    وفي هذا الحَديثِ تَدنِّي الشَّمس يومَ القيامةِ منَ الخَلقِ، حتَّى تكونَ منهم كمِقدارِ مِيلٍ، قال سُليمُ بنُ عامرٍ: فَواللهِ ! ما أدْري ما يَعني بالمِيلِ؟ أَمسافةُ الأرضِ، أي: أَراد المَسافةَ الَّتي هيَ عندَ العَربِ مِقدارُ مَدِّ البصرِ منَ الأرضِ، أمِ الميلُ الَّذي تَكتِحلُ به العينُ. فيَكونُ النَّاس على قَدرِ أَعمالِهم في العَرَقِ، فمِنهم مَن يَكونُ إلى كَعبيْه، ومِنهم مَن يَكونُ إلى رُكبتَيْه، ومِنْهم مَن يَكونُ إلى حِقوَيْه، وهوَ مَعقِدُ الإِزار، أو طَرفا الوَركَيْنِ، ومِنهم مَن يَلجُمُه العرقُ إلجامًا، أي: يصلُ إلى فيهِ وأُذنَيْه فيكونُ له بمَنزلَةِ اللِّجامِ منَ الحَيواناتِ، كَما قالَ الرَّاوي: (وأَشارَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بيدِه إلى فيهِ)، فَتَتراكمُ في هذا الموقفِ الأَهوالُ، وتَدنو الشَّمسُ، ويَكونُ زحامُ بعضِهم بعضًا، فيُشدَّد أمرُ العَرقِ على البعضِ ويُخفَّف على البَعض بحَسَبِ أَعمالِهم .

    صحيح مسلم

    تُدْني الشمسُ ، يومَ القيامةِ ، مِنَ الخلقِ ، حتى تكونَ منهمْ كمقدارِ ميلٍ . قال سليمُ بنُ عامرٍ : فواللهِ ! ما أدري ما يعني بالميلِ ؟ أمسافةُ الأرضِ ، أمْ الميلُ الذي تَكتحلُ بهِ العينُ . قال : فيكونُ الناسُ على قدرِ أعمالِهمْ في العرقِ . فمنهمْ مَنْ يكونُ إلى كعبيهِ . ومنهمْ مَنْ يكونُ إلى ركبتيهِ . ومنهمْ مَنْ يكونُ إلى حقويهِ . ومنهمْ مَنْ يُلجمُهُ العرقُ إلجامًا . قال وأشارَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيدِهِ إلى فيهِ .

    شرح الحديث

    يومُ القيامةِ يومٌ عظيمٌ، وأهوالُه ومَواقفُه مُتعدِّدةٌ، منَ الحَشرِ، وانتِظارِ الحِسابِ، والمرورِ على الصِّراطِ وغيرِ ذَلك، ومِن أَوائلِ تلكَ المَواقفِ أن يَجمعَ اللهُ الخَلائقَ في ذلكَ المَحشرِ العَظيمِ فيَشتدَّ الكَرْبُ، وتَدنو الشَّمس منَ الرُّؤوسِ فتَشتدُّ الحرارةُ، وتَرشحُ الأَجسامُ بالعَرقِ الغزيرِ. وفي هذا الحَديثِ تَدنِّي الشَّمس يومَ القيامةِ منَ الخَلقِ، حتَّى تكونَ منهم كمِقدارِ مِيلٍ، قال سُليمُ بنُ عامرٍ: فَواللهِ ! ما أدْري ما يَعني بالمِيلِ؟ أَمسافةُ الأرضِ، أي: أَراد المَسافةَ الَّتي هيَ عندَ العَربِ مِقدارُ مَدِّ البصرِ منَ الأرضِ، أمِ الميلُ الَّذي تَكتِحلُ به العينُ. فيَكونُ النَّاس على قَدرِ أَعمالِهم في العَرَقِ، فمِنهم مَن يَكونُ إلى كَعبيْه، ومِنهم مَن يَكونُ إلى رُكبتَيْه، ومِنْهم مَن يَكونُ إلى حِقوَيْه، وهوَ مَعقِدُ الإِزار، أو طَرفا الوَركَيْنِ، ومِنهم مَن يَلجُمُه العرقُ إلجامًا، أي: يصلُ إلى فيهِ وأُذنَيْه فيكونُ له بمَنزلَةِ اللِّجامِ منَ الحَيواناتِ، كَما قالَ الرَّاوي: (وأَشارَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بيدِه إلى فيهِ)، فَتَتراكمُ في هذا الموقفِ الأَهوالُ، وتَدنو الشَّمسُ، ويَكونُ زحامُ بعضِهم بعضًا، فيُشدَّد أمرُ العَرقِ على البعضِ ويُخفَّف على البَعض بحَسَبِ أَعمالِهم .

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 63 Views 0 Reviews
  • إذا خرجتْ روحُ المؤمنِ تلقاها ملكانِ يُصعدانِها . قال حمادُ : فذكرَ مِنْ طيبِ ريحِها ، وذكرَ المسكَ . قال : ويقولُ أهلُ السماءِ : روحٌ طيبةٌ جاءتْ مِنْ قِبَلِ الأرضِ . صلى اللهُ عليكَ وعلى جسدٍ كُنتِ تَعمرينَهُ . فيُنطلقُ بهِ إلى ربِّهِ عزَّ وجلَّ . ثمَّ يقولُ : انطلقوا بهِ إلى آخرِ الأجلِ . قال : وإنَّ الكافرَ إذا خرجتْ روحُهُ - قال حمادُ وذكرَ مِنَ نتنِهَا ، وذكرَ لعنًا - ويقولُ أهلُ السماءِ : روحٌ خبيثةٌ جاءتْ مِنْ قِبَلِ الأرضِ . قال فيقالُ : انطلقوا بهِ إلى آخرِ الأجلِ . قال أبو هريرةَ : فردَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رَيْطةً ، كانتْ عليهِ ، على أنفِهِ ، هكذا .

    شرح الحديث

    هَذا حديثٌ عَظيمٌ في خُروج رُوحِ المُؤمنِ والكافرِ وعُروجِهما إلى السَّماءِ، وما في رُوحِ المُؤمنِ من طِيبٍ، وما في رُوح الكافرِ مِن خُبثٍ.
    فيُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بمبدأِ خُروجِ الرُّوحِ؛ فإنَّه إذا خَرجَتْ رُوحُ المؤمنِ تَلقَّاها مَلكانِ يُصعِدانِها، قال حمَّادٌ: وهوَ أَحدُ رُواة هذا الحديثِ، فذَكر مِن طيبِ رِيحها، وذِكرِ المِسكِ، يَعني أنَّ ريحَها طَيِّبٌ، ويَقولُ أَهلُ السَّماء: رُوحٌ طيِّبةٌ جاءتْ مِن قِبَلِ الأرضِ، صلَّى اللهُ عليكِ وعلى جَسدٍ كنتِ تَعمُرينَه، أي: أَثنى عَليك في الملأِ الأَعلى عندَ المَلائكةِ المُقرَّبين. فيَنطلِقُ به إلى رَبِّه عزَّ وجلَّ، ثُمَّ يَقولُ: انطَلِقوا به إلى آخرِ الأَجلِ. يَعني: اذهَبوا برُوحِه إلى المَكانِ الَّذي أُعدَّ لَها إلى وقتِ القيامةِ، ثُمَّ أَخبرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عن رُوحِ الكافرِ، فَقال: وإنَّ الكافرَ إذا خَرجتْ رُوحُه- قالَ حمَّادٌ: وذَكرَ مِن نَتْنِها، وذَكر لَعْنًا- ويَقولُ أهلُ السَّماء: رُوحٌ خبيثةٌ جاءتْ مِن قِبَلِ الأرضِ. قال فيُقال: انطَلِقوا به إلى آخِرِ الأَجلِ، يَعني: اذهَبوا برُوحِه إلى المَكانِ الَّذي أُعِدَّ لَها إلى وقتِ القيامَةِ. ثُمَّ قال أَبو هُريرةَ: فردَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ريطةً، كانتْ عليهِ، وهي مِلاءةٌ، وقيلَ: كلُّ ثوبٍ رقيقٍ، فردَّها على أَنفِه، فكأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كوشفَ لَه، وشَمَّ مِن نَتنِ رِيحِ رُوحِ الكافرِ، ففَعلَ ذلكَ هَكذا، أي: يُمثِّلُ أبو هُريرةَ ذلكَ الفعلَ .

    صحيح مسلم

    إذا خرجتْ روحُ المؤمنِ تلقاها ملكانِ يُصعدانِها . قال حمادُ : فذكرَ مِنْ طيبِ ريحِها ، وذكرَ المسكَ . قال : ويقولُ أهلُ السماءِ : روحٌ طيبةٌ جاءتْ مِنْ قِبَلِ الأرضِ . صلى اللهُ عليكَ وعلى جسدٍ كُنتِ تَعمرينَهُ . فيُنطلقُ بهِ إلى ربِّهِ عزَّ وجلَّ . ثمَّ يقولُ : انطلقوا بهِ إلى آخرِ الأجلِ . قال : وإنَّ الكافرَ إذا خرجتْ روحُهُ - قال حمادُ وذكرَ مِنَ نتنِهَا ، وذكرَ لعنًا - ويقولُ أهلُ السماءِ : روحٌ خبيثةٌ جاءتْ مِنْ قِبَلِ الأرضِ . قال فيقالُ : انطلقوا بهِ إلى آخرِ الأجلِ . قال أبو هريرةَ : فردَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رَيْطةً ، كانتْ عليهِ ، على أنفِهِ ، هكذا .

    شرح الحديث

    هَذا حديثٌ عَظيمٌ في خُروج رُوحِ المُؤمنِ والكافرِ وعُروجِهما إلى السَّماءِ، وما في رُوحِ المُؤمنِ من طِيبٍ، وما في رُوح الكافرِ مِن خُبثٍ. فيُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بمبدأِ خُروجِ الرُّوحِ؛ فإنَّه إذا خَرجَتْ رُوحُ المؤمنِ تَلقَّاها مَلكانِ يُصعِدانِها، قال حمَّادٌ: وهوَ أَحدُ رُواة هذا الحديثِ، فذَكر مِن طيبِ رِيحها، وذِكرِ المِسكِ، يَعني أنَّ ريحَها طَيِّبٌ، ويَقولُ أَهلُ السَّماء: رُوحٌ طيِّبةٌ جاءتْ مِن قِبَلِ الأرضِ، صلَّى اللهُ عليكِ وعلى جَسدٍ كنتِ تَعمُرينَه، أي: أَثنى عَليك في الملأِ الأَعلى عندَ المَلائكةِ المُقرَّبين. فيَنطلِقُ به إلى رَبِّه عزَّ وجلَّ، ثُمَّ يَقولُ: انطَلِقوا به إلى آخرِ الأَجلِ. يَعني: اذهَبوا برُوحِه إلى المَكانِ الَّذي أُعدَّ لَها إلى وقتِ القيامةِ، ثُمَّ أَخبرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عن رُوحِ الكافرِ، فَقال: وإنَّ الكافرَ إذا خَرجتْ رُوحُه- قالَ حمَّادٌ: وذَكرَ مِن نَتْنِها، وذَكر لَعْنًا- ويَقولُ أهلُ السَّماء: رُوحٌ خبيثةٌ جاءتْ مِن قِبَلِ الأرضِ. قال فيُقال: انطَلِقوا به إلى آخِرِ الأَجلِ، يَعني: اذهَبوا برُوحِه إلى المَكانِ الَّذي أُعِدَّ لَها إلى وقتِ القيامَةِ. ثُمَّ قال أَبو هُريرةَ: فردَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ريطةً، كانتْ عليهِ، وهي مِلاءةٌ، وقيلَ: كلُّ ثوبٍ رقيقٍ، فردَّها على أَنفِه، فكأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كوشفَ لَه، وشَمَّ مِن نَتنِ رِيحِ رُوحِ الكافرِ، ففَعلَ ذلكَ هَكذا، أي: يُمثِّلُ أبو هُريرةَ ذلكَ الفعلَ .

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 57 Views 0 Reviews
  • يُبعَثُ كلُّ عبدٍ على ما ماتَ عليهِ

    شرح الحديث

    أنْ يُختَمَ عمَلُ العبدِ بالطَّاعاتِ والقُرباتِ وما يُحبُّ اللهُ منَ الكَلماتِ، هوَ غايةٌ يُحصِّلُها السَّعيدُ لا غيرُه.
    فَفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّه يُبعثُ كلُّ عبدٍ مِن ذكرٍ أو أُنثى على ما ماتَ عَليه، مِن خيرٍ وشرٍّ، فهَذا عامٌّ في كلِّ صورةٍ وَمعنًى؛ فعَلَى كلِّ إنسانٍ أنْ يَحرِصَ على أنْ يَموتَ على خَيرِ الأحوالِ، وفي هذا حثٌّ على دَوامِ عَملِ الصَّالحاتِ والخيراتِ؛ فإنَّه لا لا يَدْري أحدٌ متَى يموتُ .

    صحيح مسلم

    يُبعَثُ كلُّ عبدٍ على ما ماتَ عليهِ

    شرح الحديث

    أنْ يُختَمَ عمَلُ العبدِ بالطَّاعاتِ والقُرباتِ وما يُحبُّ اللهُ منَ الكَلماتِ، هوَ غايةٌ يُحصِّلُها السَّعيدُ لا غيرُه. فَفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّه يُبعثُ كلُّ عبدٍ مِن ذكرٍ أو أُنثى على ما ماتَ عَليه، مِن خيرٍ وشرٍّ، فهَذا عامٌّ في كلِّ صورةٍ وَمعنًى؛ فعَلَى كلِّ إنسانٍ أنْ يَحرِصَ على أنْ يَموتَ على خَيرِ الأحوالِ، وفي هذا حثٌّ على دَوامِ عَملِ الصَّالحاتِ والخيراتِ؛ فإنَّه لا لا يَدْري أحدٌ متَى يموتُ .

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 59 Views 0 Reviews
  • إنَّها ستكونُ فتنٌ . ألا ثمَّ تكونُ فتنةٌ القاعدُ فيها خيرٌ مِنَ الماشي فيها . والماشي فيها خيرٌ مِنَ الساعي إليها . ألا ، فإذا نزلتْ أوْ وقعتْ ، فمَنْ كان لهُ إبلٌ فليلحقْ بإبلِهِ . ومَنْ كانتْ لهُ غنمٌ فليلحقْ بغنمِهِ . ومَنْ كانتْ لهُ أرضٌ فليلحقْ بأرضِهِ . قال فقال رجلٌ : يا رسولَ اللهِ ! أرأيتَ مَنْ لمْ يكنْ لهُ إبلٌ ولا غنمٌ ولا أرضٌ ؟ قال : يَعمدُ إلى سيفِهِ فيدُقُّ على حدِّهِ بحجرٍ . ثم لينجُ إنْ استطاعَ النجاءَ . اللهمَّ ! هلْ بلغْتُ ؟ اللهمَّ ! هلْ بلغتُ ؟ اللهمَّ ! هلْ بلغتُ ؟ قال فقال رجلٌ : يا رسولَ اللهِ ! أرأيتَ إنْ أُكرهتُ حتى ينطلقَ بي إلى أحدِ الصفينِ ، أو إحدَى الفئتينِ ، فضربَني رجلٌ بسيفِهِ ، أوْ يجئُ سهمٌ فيقتلُني ؟ قال : يبوءُ بإثمِهِ وإثمِكَ . ويكونُ مِنْ أصحابِ النارِ

    شرح الحديث

    زَجَرَ الشَّرعُ وحَذَّرَ مِن إِراقةِ الدِّماءِ وكَثرَةِ القتلِ بغيرِ الحقِّ.
    وفي هذا الحَديثِ يُخبرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عَن فِتَنٍ تَحدُث في آخِرِ الزَّمانِ فيَقولُ: إنَّها (ستَكونُ)، أي: ستُوجدُ وتَحدُثُ وتَقعُ فِتنٌ، ثُمَّ يُنبِّهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بقَولِه: (ألا ثُمَّ تَكونُ فِتنةٌ عَظيمةٌ يَكونُ القاعِدُ فيها خيرًا مِن الماشي، والماشي فيها خيرٌ منَ السَّاعي إليها )، مَعناه بيانُ عَظيم خَطرِها، والحثُّ على تَجنُّبِها، والهربِ مِنها، وأنَّ شرَّها وفِتنَتَها يكونُ على حَسَبِ التَّعلُّق بِها؛ فأَعلاهُم في ذلكَ السَّاعي فيها بِحيثُ يَكون سببًا لإِثارتِها، ثُمَّ مَن يكونُ قائمًا بأَسبابِها وهوَ الماشي، ثُمَّ مَن لا يُقاتلُ وهوَ القاعدُ فيها، ثُمَّ يَنصحُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إذا نَزلَتْ أو وَقعتْ تلكَ الفِتنُ، بأنَّ مَن كان لَه إبلٌ، فلْيَلْحقْ بإبلِه، ومَن كانَ لَه غنمٌ فَلْيَلْحقْ بغَنمِه، ومَن كانتْ لَه أرضٌ، أي: عَقارٌ أو مَزرعةٌ بَعيدةٌ فَلْيلحقْ بأَرضِه؛ فسألَ رجلٌ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: يا رسولَ اللهِ أَرأيتَ، أي: أَخبِرْني مَن لم تَكنْ له إبلٌ وَلا غنمٌ وَلا أرضٌ؟ أي: فأَين يَذهبُ أَو كيفَ يَفعلُ؟ فقال لَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (يَعمِدُ إلى سَيفِه فيَدُقُّ على حَدِّه بِحجرٍ)، وفي هذا تركُ القِتالِ؛ لأنَّه إذا فَعلَ هذا بسيفِه لَم يُقاتلْ، فَقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بعدَ أنْ ذكرَ هَذه الفِتنَ والتَّحذيرَ عنِ الوقوعِ في مِحَنِ ذلك الزَّمنِ: (اللَّهمَّ هلْ بَلَّغتُ)، أي: يا أللهُ، قد بلَّغتُ إلى عبادِك ما أَمرتَني به أن أُبلِّغَه إيَّاهم، فَقال رجلٌ: يا رَسولَ اللهِ، أَرأيتَ إِن أُكرِهتُ؟ أي: غُصِبْتُ حتَّى يَنطَلِقَ بي إلى أحدِ الصَّفَّينِ المُتخاصِمَيْنِ، أو إِحدى الفِئَتينِ، فضَربَني رجلٌ بسيفِه، أو يجيءُ سهمٌ فيَقتُلُني؟ قال لَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (يَبوءُ)، أي: يَرجعُ القاتلُ بإثمِه بعُقوبةِ ما فَعلَه مِن قِبَلِ عمومًا وإثمِك، أي: خُصوصًا، ويَكونُ مِن أَصحابِ النَّار.
    وفي الحَديثِ: التَّحذيرُ منَ الفِتنةِ، وبيانُ أنَّ شرَّها يَكونُ بحَسبِ التَّعلُّق بِها، والحثُّ على اجتِنابِ الدُّخولِ فيها .

    صحيح مسلم

    إنَّها ستكونُ فتنٌ . ألا ثمَّ تكونُ فتنةٌ القاعدُ فيها خيرٌ مِنَ الماشي فيها . والماشي فيها خيرٌ مِنَ الساعي إليها . ألا ، فإذا نزلتْ أوْ وقعتْ ، فمَنْ كان لهُ إبلٌ فليلحقْ بإبلِهِ . ومَنْ كانتْ لهُ غنمٌ فليلحقْ بغنمِهِ . ومَنْ كانتْ لهُ أرضٌ فليلحقْ بأرضِهِ . قال فقال رجلٌ : يا رسولَ اللهِ ! أرأيتَ مَنْ لمْ يكنْ لهُ إبلٌ ولا غنمٌ ولا أرضٌ ؟ قال : يَعمدُ إلى سيفِهِ فيدُقُّ على حدِّهِ بحجرٍ . ثم لينجُ إنْ استطاعَ النجاءَ . اللهمَّ ! هلْ بلغْتُ ؟ اللهمَّ ! هلْ بلغتُ ؟ اللهمَّ ! هلْ بلغتُ ؟ قال فقال رجلٌ : يا رسولَ اللهِ ! أرأيتَ إنْ أُكرهتُ حتى ينطلقَ بي إلى أحدِ الصفينِ ، أو إحدَى الفئتينِ ، فضربَني رجلٌ بسيفِهِ ، أوْ يجئُ سهمٌ فيقتلُني ؟ قال : يبوءُ بإثمِهِ وإثمِكَ . ويكونُ مِنْ أصحابِ النارِ

    شرح الحديث

    زَجَرَ الشَّرعُ وحَذَّرَ مِن إِراقةِ الدِّماءِ وكَثرَةِ القتلِ بغيرِ الحقِّ. وفي هذا الحَديثِ يُخبرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عَن فِتَنٍ تَحدُث في آخِرِ الزَّمانِ فيَقولُ: إنَّها (ستَكونُ)، أي: ستُوجدُ وتَحدُثُ وتَقعُ فِتنٌ، ثُمَّ يُنبِّهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بقَولِه: (ألا ثُمَّ تَكونُ فِتنةٌ عَظيمةٌ يَكونُ القاعِدُ فيها خيرًا مِن الماشي، والماشي فيها خيرٌ منَ السَّاعي إليها )، مَعناه بيانُ عَظيم خَطرِها، والحثُّ على تَجنُّبِها، والهربِ مِنها، وأنَّ شرَّها وفِتنَتَها يكونُ على حَسَبِ التَّعلُّق بِها؛ فأَعلاهُم في ذلكَ السَّاعي فيها بِحيثُ يَكون سببًا لإِثارتِها، ثُمَّ مَن يكونُ قائمًا بأَسبابِها وهوَ الماشي، ثُمَّ مَن لا يُقاتلُ وهوَ القاعدُ فيها، ثُمَّ يَنصحُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إذا نَزلَتْ أو وَقعتْ تلكَ الفِتنُ، بأنَّ مَن كان لَه إبلٌ، فلْيَلْحقْ بإبلِه، ومَن كانَ لَه غنمٌ فَلْيَلْحقْ بغَنمِه، ومَن كانتْ لَه أرضٌ، أي: عَقارٌ أو مَزرعةٌ بَعيدةٌ فَلْيلحقْ بأَرضِه؛ فسألَ رجلٌ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: يا رسولَ اللهِ أَرأيتَ، أي: أَخبِرْني مَن لم تَكنْ له إبلٌ وَلا غنمٌ وَلا أرضٌ؟ أي: فأَين يَذهبُ أَو كيفَ يَفعلُ؟ فقال لَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (يَعمِدُ إلى سَيفِه فيَدُقُّ على حَدِّه بِحجرٍ)، وفي هذا تركُ القِتالِ؛ لأنَّه إذا فَعلَ هذا بسيفِه لَم يُقاتلْ، فَقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بعدَ أنْ ذكرَ هَذه الفِتنَ والتَّحذيرَ عنِ الوقوعِ في مِحَنِ ذلك الزَّمنِ: (اللَّهمَّ هلْ بَلَّغتُ)، أي: يا أللهُ، قد بلَّغتُ إلى عبادِك ما أَمرتَني به أن أُبلِّغَه إيَّاهم، فَقال رجلٌ: يا رَسولَ اللهِ، أَرأيتَ إِن أُكرِهتُ؟ أي: غُصِبْتُ حتَّى يَنطَلِقَ بي إلى أحدِ الصَّفَّينِ المُتخاصِمَيْنِ، أو إِحدى الفِئَتينِ، فضَربَني رجلٌ بسيفِه، أو يجيءُ سهمٌ فيَقتُلُني؟ قال لَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (يَبوءُ)، أي: يَرجعُ القاتلُ بإثمِه بعُقوبةِ ما فَعلَه مِن قِبَلِ عمومًا وإثمِك، أي: خُصوصًا، ويَكونُ مِن أَصحابِ النَّار. وفي الحَديثِ: التَّحذيرُ منَ الفِتنةِ، وبيانُ أنَّ شرَّها يَكونُ بحَسبِ التَّعلُّق بِها، والحثُّ على اجتِنابِ الدُّخولِ فيها .

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 64 Views 0 Reviews
  • إنَّ اللهَ زوى لي الأرضَ . فرأيتُ مشارقَها ومغاربَها . وإنَّ أُمتي سيبلغُ ملكُها ما زُوىَ لي مِنها . وأعطيتُ الكنزينِ الأحمرَ والأبيضَ . وإنِّي سألتُ ربِّي لأُمتي أنْ لا يُهلكَها بسنةٍ عامةٍ . وأنْ لا يُسلطَ عليهِمْ عدوًا مِنْ سِوَى أنفسِهمْ . فيستبيحَ بيضتَهُمْ . وإنَّ ربِّي قال : يا محمدُ ! إنِّي إذا قضيتُ قضاءً فإنهُ لا يردُّ . وإنِّي أعطيتُكَ لأُمتِكَ أنْ لا أُهلكَهُمْ بسنةٍ عامةٍ . وأنْ لا أُسلطَ عليهِمْ عدوًا مِنْ سِوَى أنفسِهمْ . يستبيحُ بيضتَهُمْ . ولوْ اجتمعَ عليهِمْ مَنْ بأقطارِها - أوْ قال منْ بينَ أقطارِها - حتى يكونَ بعضُهمْ يُهلكُ بعضًا ، ويَسبي بعضُهمْ بعضًا

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يُخبرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، عن بَعضِ ما أَنعمَ اللهُ سُبحانَه وَتعالى عَليه وَعَلى أُمَّتِه، وَعن سَعَةِ انتِشارِها في الأرضِ، فيَقولُ: (إنَّ اللهَ زَوى ليَ الأرضَ)، أي: قَبضَها وجَمعَها، فرَأيتُ مَشارقَها ومَغاربَها، وإنَّ مُلكَ أُمَّتي سيبلُغُ ما زُوِيَ لي مِنها، أي: مِنَ الأَرضِ، ومعناه أنَّ الأَرضَ زُوِيَت لي جُملتُها مرَّةً واحدةً فرَأيتُ مَشارقَها ومَغاربَها، ثُمَّ هيَ تُفتَحُ لأُمَّتي جزءًا فجزءًا حتَّى يَصِلَ مُلكُ أُمَّتي ما زُوِيَ لَه مِنها، ثُمَّ قالَ: (وأُعطيتُ الكَنزَيْنِ الأَحمرَ والأَبيضَ)، أي: كَنزَ الذَّهبِ، والفضَّةِ، والمُرادُ كَنزَيْ كِسْرى وقَيصرَ مَلِكَي العراقِ والشَّامِ، ثُمَّ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (سألتُ رَبِّي ودَعوتُه لأُمَّتي أنْ لا يُهلِكَها بسُنَّةٍ عامَّةٍ)، أي: بقَحطٍ يَعُمُّهم، بل إنْ وَقَع قَحطٌ فيَكونُ في ناحيةٍ يَسيرةٍ بالنِّسبةِ إلى باقِي بلادِ الإِسلامِ، (وألَّا يُسلِّطَ عليهم عدوًّا مِن الكافرينَ مِن سِوى أَنفسِهم، فيَستبِيحُ بَيضتَهم)، أي: جَماعتَهم وأَصلَهم، والبَيضةُ أيضًا العزُّ والمُلكُ.
    فنقلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم الجَوابَ لَنا مِنه سُبحانَه وتَعالى، فَقال: (وإنَّ رَبِّي قالَ: يا مُحمَّدُ، إِنِّي إذا قضيتُ قضاءً فإنَّه لا يُرَدُّ)، أي: حَكمتُ حُكمًا مُبرَمًا، فإنَّه لا يُرَدُّ بشيءٍ، وإنِّي أَعطيتُك لأُمَّتِك ألَّا أُهلِكَهم بسُنَّةٍ عامَّة. وألَّا أُسلِّطَ عَليهم عدوًّا مِن سِوى أَنفسِهم، يَستبيح بَيضتَهم، وَلو اجتَمعَ عَليهم مَن بأَقطارِها- أو قال مَن بَينَ أَقطارِها، أي: بأَطرافِها، جمعُ قُطرٍ، وهوَ الجانبُ والنَّاحيةُ، والمَعنى فَلا يَستبيحُ عدوٌّ منَ الكُفَّار بَيضتَهم، ولوِ اجتمعَ على مُحاربتِهم مِن أَطرافِ بَيضتِهم. حتَّى يَكونَ بَعضُهم يَهلِكُ بعضًا، ويَسبِي بَعضُهم بَعضًا .

    صحيح مسلم

    إنَّ اللهَ زوى لي الأرضَ . فرأيتُ مشارقَها ومغاربَها . وإنَّ أُمتي سيبلغُ ملكُها ما زُوىَ لي مِنها . وأعطيتُ الكنزينِ الأحمرَ والأبيضَ . وإنِّي سألتُ ربِّي لأُمتي أنْ لا يُهلكَها بسنةٍ عامةٍ . وأنْ لا يُسلطَ عليهِمْ عدوًا مِنْ سِوَى أنفسِهمْ . فيستبيحَ بيضتَهُمْ . وإنَّ ربِّي قال : يا محمدُ ! إنِّي إذا قضيتُ قضاءً فإنهُ لا يردُّ . وإنِّي أعطيتُكَ لأُمتِكَ أنْ لا أُهلكَهُمْ بسنةٍ عامةٍ . وأنْ لا أُسلطَ عليهِمْ عدوًا مِنْ سِوَى أنفسِهمْ . يستبيحُ بيضتَهُمْ . ولوْ اجتمعَ عليهِمْ مَنْ بأقطارِها - أوْ قال منْ بينَ أقطارِها - حتى يكونَ بعضُهمْ يُهلكُ بعضًا ، ويَسبي بعضُهمْ بعضًا

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يُخبرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، عن بَعضِ ما أَنعمَ اللهُ سُبحانَه وَتعالى عَليه وَعَلى أُمَّتِه، وَعن سَعَةِ انتِشارِها في الأرضِ، فيَقولُ: (إنَّ اللهَ زَوى ليَ الأرضَ)، أي: قَبضَها وجَمعَها، فرَأيتُ مَشارقَها ومَغاربَها، وإنَّ مُلكَ أُمَّتي سيبلُغُ ما زُوِيَ لي مِنها، أي: مِنَ الأَرضِ، ومعناه أنَّ الأَرضَ زُوِيَت لي جُملتُها مرَّةً واحدةً فرَأيتُ مَشارقَها ومَغاربَها، ثُمَّ هيَ تُفتَحُ لأُمَّتي جزءًا فجزءًا حتَّى يَصِلَ مُلكُ أُمَّتي ما زُوِيَ لَه مِنها، ثُمَّ قالَ: (وأُعطيتُ الكَنزَيْنِ الأَحمرَ والأَبيضَ)، أي: كَنزَ الذَّهبِ، والفضَّةِ، والمُرادُ كَنزَيْ كِسْرى وقَيصرَ مَلِكَي العراقِ والشَّامِ، ثُمَّ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (سألتُ رَبِّي ودَعوتُه لأُمَّتي أنْ لا يُهلِكَها بسُنَّةٍ عامَّةٍ)، أي: بقَحطٍ يَعُمُّهم، بل إنْ وَقَع قَحطٌ فيَكونُ في ناحيةٍ يَسيرةٍ بالنِّسبةِ إلى باقِي بلادِ الإِسلامِ، (وألَّا يُسلِّطَ عليهم عدوًّا مِن الكافرينَ مِن سِوى أَنفسِهم، فيَستبِيحُ بَيضتَهم)، أي: جَماعتَهم وأَصلَهم، والبَيضةُ أيضًا العزُّ والمُلكُ. فنقلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم الجَوابَ لَنا مِنه سُبحانَه وتَعالى، فَقال: (وإنَّ رَبِّي قالَ: يا مُحمَّدُ، إِنِّي إذا قضيتُ قضاءً فإنَّه لا يُرَدُّ)، أي: حَكمتُ حُكمًا مُبرَمًا، فإنَّه لا يُرَدُّ بشيءٍ، وإنِّي أَعطيتُك لأُمَّتِك ألَّا أُهلِكَهم بسُنَّةٍ عامَّة. وألَّا أُسلِّطَ عَليهم عدوًّا مِن سِوى أَنفسِهم، يَستبيح بَيضتَهم، وَلو اجتَمعَ عَليهم مَن بأَقطارِها- أو قال مَن بَينَ أَقطارِها، أي: بأَطرافِها، جمعُ قُطرٍ، وهوَ الجانبُ والنَّاحيةُ، والمَعنى فَلا يَستبيحُ عدوٌّ منَ الكُفَّار بَيضتَهم، ولوِ اجتمعَ على مُحاربتِهم مِن أَطرافِ بَيضتِهم. حتَّى يَكونَ بَعضُهم يَهلِكُ بعضًا، ويَسبِي بَعضُهم بَعضًا .

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 58 Views 0 Reviews
  • لا تقومُ الساعةُ حتى يحسرَ الفراتُ عَنْ جبلٍ مِنْ ذهبٍ . يقتتلُ الناسُ عليهِ . فيُقتَلُ ، مِنْ كلِّ مائةٍ ، تِسعةٌ وتسعونَ . ويقولُ كلُّ رجلٍ مِنهُمْ : لعلِّي أكونُ أنَا الذي أَنْجُو . وفي روايةٍ : بهذا الإسنادِ ، نحوَهُ . وزادَ : فقال أَبي : إنْ رأيتَهُ فلا تقربَنَّهُ .

    شرح الحديث

    ليومِ القيامةِ عَلاماتٌ، ومِنْها ما في هذا الحديثِ، حيثُ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لا تَقَومُ السَّاعةُ"، أيْ: لا يَنْتهي أَجَلُ الدُّنيا، "حتَّى يَحسِرَ الفُراتُ"، أيْ: يَكشِفَ بعدَ أنْ يَجِفَّ ماؤُه، والفُراتُ: نَهْرٌ مَشهورٌ شَمالَ بلادِ الشَّامِ، "عَنْ جَبلٍ مِن ذَهَبٍ"، أيْ: وذلك إمَّا أنْ يكون الجَبلُ في أَصْلِه من مَعدِنِ الذَّهبِ، وإمَّا ما يَخرُجُ منه مِن الذَّهبِ مِقدارُ الجَبَلِ، "يَقْتَتِلُ النَّاسُ عليه، فيُقتَلُ مِن كلِّ مئةٍ: تِسعةٌ وتِسعون، ويقول كلُّ رَجُلٍ منهم: لعلِّي أكونُ أنا الذي أنْجُو"! أيْ: إن الأُممَ تَسْعى في الحُصولِ عليه حتى يَقْتَتِلوا طَمَعًا فيه وحِرْصًا على بُلُوغِه، حتَّى لَيَعْتقِدُ كلُّ مَن يُقاتِل عليه أنَّه الباقي بعد القِتالِ؛ لِيتمتَّعَ بذلك الذَّهبِ.
    وفي رِوايةٍ: بِهذا الإسنادِ، أي: رُوي نَحْو هذا الحديثِ، وزَاد، أي: سُهيلُ بنُ أَبِي صالحٍ في رِوايتِه: فقال أَبِي: "إنْ رأيتَه فلا تَقْرَبَنَّه"، أيْ: إنْ سَمِعتَ به في زمنِك فلا تَسْعَ له ولا تُقاتِلْ عليه؛ لِما يكونُ فيه مِن فِتَنٍ ودماء.
    وفي الحديثِ: إخبارُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالغَيبِ.
    وفيه: الأَمْرُ بتجنُّبِ الفِتَنِ في آخِر الزَّمانِ.( ).

    صحيح مسلم

    لا تقومُ الساعةُ حتى يحسرَ الفراتُ عَنْ جبلٍ مِنْ ذهبٍ . يقتتلُ الناسُ عليهِ . فيُقتَلُ ، مِنْ كلِّ مائةٍ ، تِسعةٌ وتسعونَ . ويقولُ كلُّ رجلٍ مِنهُمْ : لعلِّي أكونُ أنَا الذي أَنْجُو . وفي روايةٍ : بهذا الإسنادِ ، نحوَهُ . وزادَ : فقال أَبي : إنْ رأيتَهُ فلا تقربَنَّهُ .

    شرح الحديث

    ليومِ القيامةِ عَلاماتٌ، ومِنْها ما في هذا الحديثِ، حيثُ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لا تَقَومُ السَّاعةُ"، أيْ: لا يَنْتهي أَجَلُ الدُّنيا، "حتَّى يَحسِرَ الفُراتُ"، أيْ: يَكشِفَ بعدَ أنْ يَجِفَّ ماؤُه، والفُراتُ: نَهْرٌ مَشهورٌ شَمالَ بلادِ الشَّامِ، "عَنْ جَبلٍ مِن ذَهَبٍ"، أيْ: وذلك إمَّا أنْ يكون الجَبلُ في أَصْلِه من مَعدِنِ الذَّهبِ، وإمَّا ما يَخرُجُ منه مِن الذَّهبِ مِقدارُ الجَبَلِ، "يَقْتَتِلُ النَّاسُ عليه، فيُقتَلُ مِن كلِّ مئةٍ: تِسعةٌ وتِسعون، ويقول كلُّ رَجُلٍ منهم: لعلِّي أكونُ أنا الذي أنْجُو"! أيْ: إن الأُممَ تَسْعى في الحُصولِ عليه حتى يَقْتَتِلوا طَمَعًا فيه وحِرْصًا على بُلُوغِه، حتَّى لَيَعْتقِدُ كلُّ مَن يُقاتِل عليه أنَّه الباقي بعد القِتالِ؛ لِيتمتَّعَ بذلك الذَّهبِ. وفي رِوايةٍ: بِهذا الإسنادِ، أي: رُوي نَحْو هذا الحديثِ، وزَاد، أي: سُهيلُ بنُ أَبِي صالحٍ في رِوايتِه: فقال أَبِي: "إنْ رأيتَه فلا تَقْرَبَنَّه"، أيْ: إنْ سَمِعتَ به في زمنِك فلا تَسْعَ له ولا تُقاتِلْ عليه؛ لِما يكونُ فيه مِن فِتَنٍ ودماء. وفي الحديثِ: إخبارُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالغَيبِ. وفيه: الأَمْرُ بتجنُّبِ الفِتَنِ في آخِر الزَّمانِ.( ).

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 59 Views 0 Reviews