قال اللهُ عزَّ وجلَّ : إذا تحدَّثَ عبدِي بأنْ يعملَ حسنَةً فأنا أكتُبُها لَهُ حسنَةً ما لم يعملْ . فإذا عمِلَها فأنا أكتُبُها بعشْرِ أمثالِها . وإذا تحدَّثَ بأنْ يعملَ سيئَةً فأنا أغفرُها له ما لم يعمَلْها . فإذا عمِلَها فأنَا أكتُبُها لَهُ..."> قال اللهُ عزَّ وجلَّ : إذا تحدَّثَ عبدِي بأنْ يعملَ حسنَةً فأنا أكتُبُها لَهُ حسنَةً ما لم يعملْ . فإذا عمِلَها فأنا أكتُبُها بعشْرِ أمثالِها . وإذا تحدَّثَ بأنْ يعملَ سيئَةً فأنا أغفرُها له ما لم يعمَلْها . فإذا عمِلَها فأنَا أكتُبُها لَهُ..." /> قال اللهُ عزَّ وجلَّ : إذا تحدَّثَ عبدِي بأنْ يعملَ حسنَةً فأنا أكتُبُها لَهُ حسنَةً ما لم يعملْ . فإذا عمِلَها فأنا أكتُبُها بعشْرِ أمثالِها . وإذا تحدَّثَ بأنْ يعملَ سيئَةً فأنا أغفرُها له ما لم يعمَلْها . فإذا عمِلَها فأنَا أكتُبُها لَهُ..." />

قال اللهُ عزَّ وجلَّ : إذا تحدَّثَ عبدِي بأنْ يعملَ حسنَةً فأنا أكتُبُها لَهُ حسنَةً ما لم يعملْ . فإذا عمِلَها فأنا أكتُبُها بعشْرِ أمثالِها . وإذا تحدَّثَ بأنْ يعملَ سيئَةً فأنا أغفرُها له ما لم يعمَلْها . فإذا عمِلَها فأنَا أكتُبُها لَهُ بمثلِها . وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : قالتْ الملائِكَةُ : ربِّ ذاكَ عبدُكَ يُريدُ أنْ يعملَ سيِّئَةً ( وهوَ أبصرُ بِهِ ) فقال : ارقُبُوهُ . فإِنَّ عمِلَها فاكتُبوها لَهُ بمثلِها . وإِنْ تركَها فاكتُبُوها لَهُ حسنةً . إِنَّما تركَها من جرَّايْ . وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : إذا أحسَنَ أحدُكُمْ إسلامَهُ فكُلُّ حسنَةٍ يعملُها تُكْتَبُ بعشْرِ أمثالِها إلى سبْعِمِائَةِ ضِعْفِ . وكُلُّ سيئَةٍ تُكْتَبُ بِمثْلِها حتى يلَقَى اللهَ

شرح الحديث

هذا حديثٌ قدسيٌّ جليلٌ، وفيه يُخبرُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن ربِّ العِزَّةِ جلَّ جلالُه أنه قال: "إذا تَحدَّث عَبْدي"، أي: إذا تحدَّث الإنسانُ في نَفْسِهِ، وهَمَّ، "بأنْ يعمَلَ حسنةً، ولم يعمَلْها، فأنا أكتُبُها له حسنةً"، أي: ولم يعمَلْ هذه الحَسنةَ، كَتَبَهَا اللهُ له حسنةً واحدةً، "فإذا عَمِلَهَا"، أي: أَتَمَّ عمَلَها، ضاعَفَ اللهُ هذه الحسنةَ عَشَرَةَ أمثالٍ، "وإذا تحدَّث"، أي: ومتى تحدَّث الإنسانُ في نَفْسِهِ، وهَمَّ "بأنْ يعمَلَ سيِّئَةً"، ولم يعمَلْها؛ بل تَرَكَهَا، "فأنا أَغْفِرُهَا له، ما لم يعمَلْها"، غَفَرَهَا اللهُ له، وأجرى ذلك له في دِيوانِ فَضْلِهِ، فإنَّ تَرْكَهُ للسَّيِّئةِ له مَقامُ الفِعلِ الحَسَنِ، فإذا عَمِلَهَا فأنا أكتُبُها له بِمِثْلِهَا، أي: وإذا عَمِلَهَا كُتِبَتْ سيِّئةً واحدةً؛ رحمةً منه سبحانه وتعالى.
"وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: قالتِ الملائكةُ: ربِّ، ذاك عبدُكَ، يُريدُ أنْ يعمَلَ سيِّئةً"، أي: إنَّ عبدَكَ هذا هَمَّ بسيِّئةٍ، "وهو أَبْصَرُ به، فقال: ارْقُبُوهُ"، أي: لاحِظُوهُ، وهو سُبحانه يَعلمُ حالَ عبدِهِ، "فإنْ عمِلَها فاكتُبُوها له بِمِثْلِهَا"، أي: إنْ فَعَلَ هذه السَّيِّئةَ فاكتُبُوها واحدةً فقط.
وَيُحْمَلُ ما وَقَعَ في هذا الحديثِ وأمثالِهِ على أنَّ ذلك فِيمَنْ لم يُوَطِّنْ نفْسَهُ على المعصيةِ، وإنَّما مَرَّ ذلك بِفِكْرِهِ من غير استقرارٍ، ويُفَرَّقُ بين الْهَمِّ والعَزْمِ، فيكون قولُهُ: "وإذا تحدَّث بأنْ يعمَلَ سيِّئةً فأنا أَغفِرُها له ما لم يعمَلْها"، فيما لا يَستقِرُّ مِنَ الخواطرِ، ولا يَقْتَرِنُ به عَزْمٌ مُصَمَّمٌ، فإنْ عَزَمَ على ذلك عزمًا مُصَمَّمًا كُتِبَ هذا العزمُ سيِّئةً، وليستِ السيِّئةَ الَّتي هَمَّ بها؛ لِكَوْنِهِ لم يعمَلْها، وقَطَعَهُ عنها قاطعٌ غيرُ خوفِ اللهِ تعالى، والأمانةِ، لكنَّ نَفْسَ الإصرارِ والعزمِ معصيةٌ، فَيُكْتَبُ معصيةً، فإذا عَمِلَهَا كُتِبَتْ معصيةً ثانيةً، فإنْ تَرَكَهَا خشيةَ اللهِ كُتِبَتْ حسنةً، على ما جاءَ: "إنَّما تَرَكَهَا مِنْ جَرَّائِي"، أي: مِن أَجْلي، فصار تركُهُ لها- خوفًا مِنَ اللهِ، ومُجاهَدةً لِنفسِهِ الأمَّارةِ بالسُّوء، وعِصيانًا لِهَوَاهُ- حسنةً.
وقولُهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إذا أَحْسَنَ أحدُكم إسلامَهُ"، أي: أَسْلَمَ إسلامًا حقيقيًّا، وليس كإسلامِ المنافقين، "فكُلُّ حسنةٍ يعمَلُها تُكْتَبُ بِعَشْرِ أمثالِها، إلى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ"؛ فإنَّ الهِمَّةَ إذا انْتَقَلَتْ عَنِ العزمِ إلى الفِعْلِ ظَهَرَ نُورُهَا، وإذا كانتِ النِّيَّةُ خالصةً، والإيمانُ راسخًا، كان تَضْعِيفُ الأَجْرِ، فكان أَجْرُ الحسنةِ الواحدةِ ما بَيْنَ العَشْرَةِ إلى السَّبْعِ مِئَةٍ، وهذا التَّحديدُ "سبع مئة ضِعْف" لا يَدُلُّ على أنَّه لا يُضَاعَفُ أَكْثَرَ مِنْ ذلِك؛ بل يُضَاعِفُ اللهُ أكثرَ منه، قال تعالى: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} [البقرة: ]، "وَكُلُّ سيِّئةٍ تُكْتَبُ بمثْلِها، حتَّى يَلْقَى اللهَ"، أي: وكُلُّ سيِّئةٍ تُكْتَبُ سيِّئةً واحدةً، حتَّى يَلْقَى ربَّهُ عزَّ وجلَّ.
وفي الحديثِ: عَظيمُ فَضلِ اللهِ تعالى على عِبادِه، ورحمتِه بهم. .

صحيح مسلم

قال اللهُ عزَّ وجلَّ : إذا تحدَّثَ عبدِي بأنْ يعملَ حسنَةً فأنا أكتُبُها لَهُ حسنَةً ما لم يعملْ . فإذا عمِلَها فأنا أكتُبُها بعشْرِ أمثالِها . وإذا تحدَّثَ بأنْ يعملَ سيئَةً فأنا أغفرُها له ما لم يعمَلْها . فإذا عمِلَها فأنَا أكتُبُها لَهُ بمثلِها . وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : قالتْ الملائِكَةُ : ربِّ ذاكَ عبدُكَ يُريدُ أنْ يعملَ سيِّئَةً ( وهوَ أبصرُ بِهِ ) فقال : ارقُبُوهُ . فإِنَّ عمِلَها فاكتُبوها لَهُ بمثلِها . وإِنْ تركَها فاكتُبُوها لَهُ حسنةً . إِنَّما تركَها من جرَّايْ . وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : إذا أحسَنَ أحدُكُمْ إسلامَهُ فكُلُّ حسنَةٍ يعملُها تُكْتَبُ بعشْرِ أمثالِها إلى سبْعِمِائَةِ ضِعْفِ . وكُلُّ سيئَةٍ تُكْتَبُ بِمثْلِها حتى يلَقَى اللهَ

شرح الحديث

هذا حديثٌ قدسيٌّ جليلٌ، وفيه يُخبرُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن ربِّ العِزَّةِ جلَّ جلالُه أنه قال: "إذا تَحدَّث عَبْدي"، أي: إذا تحدَّث الإنسانُ في نَفْسِهِ، وهَمَّ، "بأنْ يعمَلَ حسنةً، ولم يعمَلْها، فأنا أكتُبُها له حسنةً"، أي: ولم يعمَلْ هذه الحَسنةَ، كَتَبَهَا اللهُ له حسنةً واحدةً، "فإذا عَمِلَهَا"، أي: أَتَمَّ عمَلَها، ضاعَفَ اللهُ هذه الحسنةَ عَشَرَةَ أمثالٍ، "وإذا تحدَّث"، أي: ومتى تحدَّث الإنسانُ في نَفْسِهِ، وهَمَّ "بأنْ يعمَلَ سيِّئَةً"، ولم يعمَلْها؛ بل تَرَكَهَا، "فأنا أَغْفِرُهَا له، ما لم يعمَلْها"، غَفَرَهَا اللهُ له، وأجرى ذلك له في دِيوانِ فَضْلِهِ، فإنَّ تَرْكَهُ للسَّيِّئةِ له مَقامُ الفِعلِ الحَسَنِ، فإذا عَمِلَهَا فأنا أكتُبُها له بِمِثْلِهَا، أي: وإذا عَمِلَهَا كُتِبَتْ سيِّئةً واحدةً؛ رحمةً منه سبحانه وتعالى. "وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: قالتِ الملائكةُ: ربِّ، ذاك عبدُكَ، يُريدُ أنْ يعمَلَ سيِّئةً"، أي: إنَّ عبدَكَ هذا هَمَّ بسيِّئةٍ، "وهو أَبْصَرُ به، فقال: ارْقُبُوهُ"، أي: لاحِظُوهُ، وهو سُبحانه يَعلمُ حالَ عبدِهِ، "فإنْ عمِلَها فاكتُبُوها له بِمِثْلِهَا"، أي: إنْ فَعَلَ هذه السَّيِّئةَ فاكتُبُوها واحدةً فقط. وَيُحْمَلُ ما وَقَعَ في هذا الحديثِ وأمثالِهِ على أنَّ ذلك فِيمَنْ لم يُوَطِّنْ نفْسَهُ على المعصيةِ، وإنَّما مَرَّ ذلك بِفِكْرِهِ من غير استقرارٍ، ويُفَرَّقُ بين الْهَمِّ والعَزْمِ، فيكون قولُهُ: "وإذا تحدَّث بأنْ يعمَلَ سيِّئةً فأنا أَغفِرُها له ما لم يعمَلْها"، فيما لا يَستقِرُّ مِنَ الخواطرِ، ولا يَقْتَرِنُ به عَزْمٌ مُصَمَّمٌ، فإنْ عَزَمَ على ذلك عزمًا مُصَمَّمًا كُتِبَ هذا العزمُ سيِّئةً، وليستِ السيِّئةَ الَّتي هَمَّ بها؛ لِكَوْنِهِ لم يعمَلْها، وقَطَعَهُ عنها قاطعٌ غيرُ خوفِ اللهِ تعالى، والأمانةِ، لكنَّ نَفْسَ الإصرارِ والعزمِ معصيةٌ، فَيُكْتَبُ معصيةً، فإذا عَمِلَهَا كُتِبَتْ معصيةً ثانيةً، فإنْ تَرَكَهَا خشيةَ اللهِ كُتِبَتْ حسنةً، على ما جاءَ: "إنَّما تَرَكَهَا مِنْ جَرَّائِي"، أي: مِن أَجْلي، فصار تركُهُ لها- خوفًا مِنَ اللهِ، ومُجاهَدةً لِنفسِهِ الأمَّارةِ بالسُّوء، وعِصيانًا لِهَوَاهُ- حسنةً. وقولُهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إذا أَحْسَنَ أحدُكم إسلامَهُ"، أي: أَسْلَمَ إسلامًا حقيقيًّا، وليس كإسلامِ المنافقين، "فكُلُّ حسنةٍ يعمَلُها تُكْتَبُ بِعَشْرِ أمثالِها، إلى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ"؛ فإنَّ الهِمَّةَ إذا انْتَقَلَتْ عَنِ العزمِ إلى الفِعْلِ ظَهَرَ نُورُهَا، وإذا كانتِ النِّيَّةُ خالصةً، والإيمانُ راسخًا، كان تَضْعِيفُ الأَجْرِ، فكان أَجْرُ الحسنةِ الواحدةِ ما بَيْنَ العَشْرَةِ إلى السَّبْعِ مِئَةٍ، وهذا التَّحديدُ "سبع مئة ضِعْف" لا يَدُلُّ على أنَّه لا يُضَاعَفُ أَكْثَرَ مِنْ ذلِك؛ بل يُضَاعِفُ اللهُ أكثرَ منه، قال تعالى: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} [البقرة: ]، "وَكُلُّ سيِّئةٍ تُكْتَبُ بمثْلِها، حتَّى يَلْقَى اللهَ"، أي: وكُلُّ سيِّئةٍ تُكْتَبُ سيِّئةً واحدةً، حتَّى يَلْقَى ربَّهُ عزَّ وجلَّ. وفي الحديثِ: عَظيمُ فَضلِ اللهِ تعالى على عِبادِه، ورحمتِه بهم. .

صحيح مسلم
0 Комментарии 0 Поделились 47 Просмотры 0 предпросмотр