يدخلُ الملَكُ على النُّطفةِ بعدما تستقرُّ في الرَّحِمِ بأربعينَ ، أو خمسةٍ وأربعينَ ليلةً ، فيقولُ : ربِّ أشقيٌّ أو سعيدٌ ؟ فيُكتَبانِ . فيقول : أي ربِّ ! أذَكَرٌ أو أنثى ، فيُكْتبانِ ، و يَكْتبُ عملَهُ وأثرِه وأجلَهُ ورزقَهُ ثمَّ تطوى الصُّحفُ فلا يزادُ فيها ولا ينقصُ
شرح الحديث
يَحكي حُذيفَةُ بنُ أَسيدٍ رضِي اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ: يَدخلُ المَلَكُ عَلى النُّطفةِ: وَهوَ ماءُ الرَّجلِ؛ بَعدَما تَستقِرُّ في الرَّحِم: وهوَ بَيتُ مَنبتِ الوَلدِ؛ بأَربعينَ أو خَمسٍ وأَربعينَ ليلةً، فيَقولُ المَلَكُ: رَبِّ، أَشقيٌّ أو سعيدٌ؟ فيُكْتَبانِ أي: يُكتَب أحدُ الأَمرينِ مِن حالِ العَبدِ السَّعادةِ أو الشَّقاوةِ؛ فيَقولُ: أي رَبِّ! أَذكرٌ أو أُنثَى؟ فيُكْتَبانِ؛ ويُكتَب عَملُه أي: صالحٌ أو طالحٌ؛ وأَثرُه وأَجلُه طويلٌ أم قصيرٌ؛ ورِزقُه، أي: قَليلٌ أو كَثيرٌ، ثُمَّ تُطوى الصُّحفُ فَلا يُزادُ فيها وَلا يُنقَصُ. وفي هذا الحديثِ حَديثِ حُذيفَةَ: أنَّ هذِه الكِتابةَ تَكونُ بَعدَ أَربعين أو خَمسةٍ وأَربعينَ يومًا، بَينَما في حديثِ ابنِ مَسعودٍ- (( إنَّ أَحدَكم يُجمَعُ خَلْقُه في بَطنِ أُمِّه أَربعينَ يومًا نُطفةً، ثُمَّ يَكونُ عَلقةً مِثلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ مُضغَةً مِثلَ ذَلك، ثُمَّ يُرسِلُ اللهُ إِليه المَلَكَ، فَينفُخُ فيهِ الرُّوحَ ويُؤمرُ بأَربعِ كَلماتٍ: بكَتْبِ رِزقِه وعَملِه وأَجَلِه وشَقيٍّ أو سعيدٍ ))- أنَّ الكِتابةَ تَكونُ بَعدَ مئةٍ وعِشرينَ يومًا . ويُمكِنُ أنْ يُجمعَ بينَ الحَديثينِ بأنَّ هُناكَ تَقديرَينِ: أَحدُهما: سابقٌ لنَفخِ الرُّوحِ، وهوَ المُتعلِّقُ بشَأنِ النُّطفةِ إِذا بَدأتْ بالتَّخليقِ وهوَ العَلَقُ.
والثَّاني: حينَ نَفْخِ الرُّوحِ: وهوَ الُمتعلِّقُ بشَأنِها حينَ تَتعلَّقُ بالجَسدِ، أي: فصارَ التَّقديرُ مُعلَّقًا بمَبدأِ الجَسدِ ومَبدأِ الرُّوحِ.
في الحديثِ: أنَّ مَقاديرَ الخَلائقِ تُكتَبُ وهُم في بُطونِ أُمَّهاتِهم.
وفيهِ: ثُبوتُ قَدَرِ اللهِ السَّابقِ لِخَلقِه، وهوَ عِلمُه الأَشياءَ قَبلَ كَونِها، وكِتابَتُه لَها قبلَ بَرْئِها.
صحيح مسلم
يدخلُ الملَكُ على النُّطفةِ بعدما تستقرُّ في الرَّحِمِ بأربعينَ ، أو خمسةٍ وأربعينَ ليلةً ، فيقولُ : ربِّ أشقيٌّ أو سعيدٌ ؟ فيُكتَبانِ . فيقول : أي ربِّ ! أذَكَرٌ أو أنثى ، فيُكْتبانِ ، و يَكْتبُ عملَهُ وأثرِه وأجلَهُ ورزقَهُ ثمَّ تطوى الصُّحفُ فلا يزادُ فيها ولا ينقصُ
شرح الحديث
يَحكي حُذيفَةُ بنُ أَسيدٍ رضِي اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ: يَدخلُ المَلَكُ عَلى النُّطفةِ: وَهوَ ماءُ الرَّجلِ؛ بَعدَما تَستقِرُّ في الرَّحِم: وهوَ بَيتُ مَنبتِ الوَلدِ؛ بأَربعينَ أو خَمسٍ وأَربعينَ ليلةً، فيَقولُ المَلَكُ: رَبِّ، أَشقيٌّ أو سعيدٌ؟ فيُكْتَبانِ أي: يُكتَب أحدُ الأَمرينِ مِن حالِ العَبدِ السَّعادةِ أو الشَّقاوةِ؛ فيَقولُ: أي رَبِّ! أَذكرٌ أو أُنثَى؟ فيُكْتَبانِ؛ ويُكتَب عَملُه أي: صالحٌ أو طالحٌ؛ وأَثرُه وأَجلُه طويلٌ أم قصيرٌ؛ ورِزقُه، أي: قَليلٌ أو كَثيرٌ، ثُمَّ تُطوى الصُّحفُ فَلا يُزادُ فيها وَلا يُنقَصُ. وفي هذا الحديثِ حَديثِ حُذيفَةَ: أنَّ هذِه الكِتابةَ تَكونُ بَعدَ أَربعين أو خَمسةٍ وأَربعينَ يومًا، بَينَما في حديثِ ابنِ مَسعودٍ- (( إنَّ أَحدَكم يُجمَعُ خَلْقُه في بَطنِ أُمِّه أَربعينَ يومًا نُطفةً، ثُمَّ يَكونُ عَلقةً مِثلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ مُضغَةً مِثلَ ذَلك، ثُمَّ يُرسِلُ اللهُ إِليه المَلَكَ، فَينفُخُ فيهِ الرُّوحَ ويُؤمرُ بأَربعِ كَلماتٍ: بكَتْبِ رِزقِه وعَملِه وأَجَلِه وشَقيٍّ أو سعيدٍ ))- أنَّ الكِتابةَ تَكونُ بَعدَ مئةٍ وعِشرينَ يومًا . ويُمكِنُ أنْ يُجمعَ بينَ الحَديثينِ بأنَّ هُناكَ تَقديرَينِ: أَحدُهما: سابقٌ لنَفخِ الرُّوحِ، وهوَ المُتعلِّقُ بشَأنِ النُّطفةِ إِذا بَدأتْ بالتَّخليقِ وهوَ العَلَقُ. والثَّاني: حينَ نَفْخِ الرُّوحِ: وهوَ الُمتعلِّقُ بشَأنِها حينَ تَتعلَّقُ بالجَسدِ، أي: فصارَ التَّقديرُ مُعلَّقًا بمَبدأِ الجَسدِ ومَبدأِ الرُّوحِ. في الحديثِ: أنَّ مَقاديرَ الخَلائقِ تُكتَبُ وهُم في بُطونِ أُمَّهاتِهم. وفيهِ: ثُبوتُ قَدَرِ اللهِ السَّابقِ لِخَلقِه، وهوَ عِلمُه الأَشياءَ قَبلَ كَونِها، وكِتابَتُه لَها قبلَ بَرْئِها.