كنتُ في المسجدِ . فدخل رجل يصلِّي . فقرأ قراءةً أنكرتُها عليه . ثم دخل آخرُ . فقرأ قراءةً سوى قراءةِ صاحبِه . فلما قضَيْنا الصلاةَ دخلْنا جميعًا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقلتُ : إنَّ هذا قرأ قراءةً أنكرتُها عليه . ودخل آخرُ فقرأ..."> كنتُ في المسجدِ . فدخل رجل يصلِّي . فقرأ قراءةً أنكرتُها عليه . ثم دخل آخرُ . فقرأ قراءةً سوى قراءةِ صاحبِه . فلما قضَيْنا الصلاةَ دخلْنا جميعًا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقلتُ : إنَّ هذا قرأ قراءةً أنكرتُها عليه . ودخل آخرُ فقرأ..." /> كنتُ في المسجدِ . فدخل رجل يصلِّي . فقرأ قراءةً أنكرتُها عليه . ثم دخل آخرُ . فقرأ قراءةً سوى قراءةِ صاحبِه . فلما قضَيْنا الصلاةَ دخلْنا جميعًا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقلتُ : إنَّ هذا قرأ قراءةً أنكرتُها عليه . ودخل آخرُ فقرأ..." />

كنتُ في المسجدِ . فدخل رجل يصلِّي . فقرأ قراءةً أنكرتُها عليه . ثم دخل آخرُ . فقرأ قراءةً سوى قراءةِ صاحبِه . فلما قضَيْنا الصلاةَ دخلْنا جميعًا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقلتُ : إنَّ هذا قرأ قراءةً أنكرتُها عليه . ودخل آخرُ فقرأ سوى قراءةِ صاحبِه . فأمرَهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقرآ . فحَسَّنَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شأنَهما . فسقط في نفسي من التَّكذيبِ . ولا إذ كنتُ في الجاهلية . فلما رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما قد غَشِيني ضرب في صدري . ففِضتُ عرَقًا . وكأنما أنظرُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ فرَقًا . فقال لي يا أُبيُّ ! أُرْسِلْ إليَّ : أنِ اقرأِ القرآنَ على حرفٍ . فرددتُ إليه : أن هوِّنْ على أمَّتي . فردَّ إليَّ الثانيةَ : اقرأْه على حرفين . فرددتُ إليه : أن هوِّن على أُمَّتي . فردَّ إليَّ الثالثةَ : اقرأْه على سبعةِ أحرُفٍ . فلك بكل ردَّةٍ رددتُها مسألةً تسألنيها . فقلتُ : اللهمَّ ! اغفِرْ لأمَّتي . اللهمَّ ! اغفِرْ لأمَّتي . وأُخِّرتِ الثالثةُ ليومٍ يرغب إليَّ الخلقُ كلُّهم . حتى إبراهيمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . وفي روايةٍ : أَخبَرني أبيُّ بنُ كعبٍ ؛ أنه كان جالسًا في المسجدِ . إذ دخل رجل فصلَّى . فقرأ قراءةً . واقتصَّ الحديثَ بمثلِ حديثِ ابنِ نُمَيرٍ .

شرح الحديث

يَحكي أُبَيُّ بنُ كعبٍ رضِي اللهُ عنه أنَّه كان في المسجدِ النَّبويِّ، فدخَل رجلٌ يُصلِّي، فقرَأ قِراءةً أنكرتُها عليه، أي: بالقلبِ أو باللِّسانِ، ثمَّ دخَل آخَرُ فقرأ قراءةً سوى قراءةِ صاحبِه، فلمَّا قضَيْنا الصَّلاة دخَلْنا جميعًا، أي: كلُّنا أو مجتمعين على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أي: في حُجرةٍ مِن حُجراتِه، فقلتُ: إنَّ هذا قَرَأ قراءةً أنكرتُها عليه، ودخَل آخرُ فقرأ سوى قراءةِ صاحبِه، فأمَرهما رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقرَأَا، فحسَّن شأنَهما، أي: قال: كلاكُما مُحسِنٌ، أو قال لكلِّ واحدٍ منهما: أحسَنْتَ، فسقَط في نفْسِه مِن التَّكذيبِ، أي: خطَر في قلبِه مِن التَّكذيبِ مِن جِهةِ تَحسينِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قراءتَهما؛ ظنًّا منه أنَّ كلامَ اللهِ الواحدِ يكونُ على وجهٍ واحدٍ، ولا يجوزُ أن يقرأَه كلُّ رجلٍ كيفما شاء، ولا إذ كنتُ في الجاهليَّةِ، ومعناه: وسوَس لي الشَّيطانُ تكذيبًا للنُّبوَّةِ أشدَّ ممَّا كنتُ عليه في الجاهليَّةِ؛ لأنَّه في الجاهليَّةِ كان غافلًا أو متشكِّكًا، فوسوَس له الشَّيطانُ الجزمَ بالتَّكذيبِ، فلمَّا رأى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما قد غَشِيه، أي: ما حصَل له مِن وسوسةِ الشَّيطانِ ونَزْغتِه، ضرَب في صَدرِه تثبيتًا له حين رآه قد غَشِيه ذلك الخاطرُ المذمومُ، ففاض عَرَقًا، أي: فجرَى وسال عرقُه مِن جميعِ بدَنِه، وكأنَّما ينظرُ إلى اللهِ "فَرَقًا"، أي: خوفًا وخَجَلًا ممَّا غشِيَه مِن الشَّيطانِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأُبَيٍّ تسكينًا وتبيينًا: أُرسل إليَّ أن أقرأَ القُرْآنَ على حرفٍ، فردَدْتُ إليه، أي: جبريلَ، إلى اللهِ تعالى أن هوِّنْ، أي: سهِّلْ ويسِّرْ، فردَّ إليَّ الثَّانية، أي: ردَّ اللهُ إليَّ الإرسالةَ الثَّانيةَ: اقرَأْه على حرفينِ، إلى أن هوَّن اللهُ على الأمَّةِ بقراءتِه على سبعةِ أحرُفٍ، ثمَّ قال ربُّ العزَّةِ لنبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لك بكلِّ ردَّةٍ ردَدْتُكها مسألةٌ تسألُنيها، أي: إجابةُ مسألةٍ، أيَّ مسألةٍ كانت، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اللَّهمَّ اغفِرْ لأمَّتي، اللَّهمَّ اغفِرْ لأمَّتي مرَّتينِ، وأخَّر الثَّالثةَ، أي: المسألةَ الثَّالثةَ، وهي الشَّفاعةُ الكبرى، إلى يومٍ يرغَبُ إليه، أي: يحتاجُ إلى شفاعتِه، الخَلقُ كلُّهم حين يقولونَ: نَفْسي نفْسي، حتَّى إبراهيمُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
في الحديثِ: تيسيرُ الله على الأمَّةِ، ورحمتُه بهم.
وفيه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أفضلُ الأنبياء والخَلْقِ أجمعين.
وفيه: رِفعةُ إبراهيمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على سائرِ الأنبياءِ، غيرَ نبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفيه: شفقتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أمَّتِه.
وفيه: مدَى عِنايةِ الصَّحابةِ بالقُرْآنِ، والذَّبِّ عنه، والمحافظةِ عليه وعلى لفظِه، كما سمِعوه مِن غير عدولٍ عنه.
وفيه: العفوُ عن نزَغاتِ الشَّيطانِ، وعدمُ المَؤاخذةِ عليها.
وفيه: ثبوتُ الشَّفاعةِ.

صحيح مسلم

كنتُ في المسجدِ . فدخل رجل يصلِّي . فقرأ قراءةً أنكرتُها عليه . ثم دخل آخرُ . فقرأ قراءةً سوى قراءةِ صاحبِه . فلما قضَيْنا الصلاةَ دخلْنا جميعًا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقلتُ : إنَّ هذا قرأ قراءةً أنكرتُها عليه . ودخل آخرُ فقرأ سوى قراءةِ صاحبِه . فأمرَهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقرآ . فحَسَّنَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شأنَهما . فسقط في نفسي من التَّكذيبِ . ولا إذ كنتُ في الجاهلية . فلما رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما قد غَشِيني ضرب في صدري . ففِضتُ عرَقًا . وكأنما أنظرُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ فرَقًا . فقال لي يا أُبيُّ ! أُرْسِلْ إليَّ : أنِ اقرأِ القرآنَ على حرفٍ . فرددتُ إليه : أن هوِّنْ على أمَّتي . فردَّ إليَّ الثانيةَ : اقرأْه على حرفين . فرددتُ إليه : أن هوِّن على أُمَّتي . فردَّ إليَّ الثالثةَ : اقرأْه على سبعةِ أحرُفٍ . فلك بكل ردَّةٍ رددتُها مسألةً تسألنيها . فقلتُ : اللهمَّ ! اغفِرْ لأمَّتي . اللهمَّ ! اغفِرْ لأمَّتي . وأُخِّرتِ الثالثةُ ليومٍ يرغب إليَّ الخلقُ كلُّهم . حتى إبراهيمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . وفي روايةٍ : أَخبَرني أبيُّ بنُ كعبٍ ؛ أنه كان جالسًا في المسجدِ . إذ دخل رجل فصلَّى . فقرأ قراءةً . واقتصَّ الحديثَ بمثلِ حديثِ ابنِ نُمَيرٍ .

شرح الحديث

يَحكي أُبَيُّ بنُ كعبٍ رضِي اللهُ عنه أنَّه كان في المسجدِ النَّبويِّ، فدخَل رجلٌ يُصلِّي، فقرَأ قِراءةً أنكرتُها عليه، أي: بالقلبِ أو باللِّسانِ، ثمَّ دخَل آخَرُ فقرأ قراءةً سوى قراءةِ صاحبِه، فلمَّا قضَيْنا الصَّلاة دخَلْنا جميعًا، أي: كلُّنا أو مجتمعين على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أي: في حُجرةٍ مِن حُجراتِه، فقلتُ: إنَّ هذا قَرَأ قراءةً أنكرتُها عليه، ودخَل آخرُ فقرأ سوى قراءةِ صاحبِه، فأمَرهما رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقرَأَا، فحسَّن شأنَهما، أي: قال: كلاكُما مُحسِنٌ، أو قال لكلِّ واحدٍ منهما: أحسَنْتَ، فسقَط في نفْسِه مِن التَّكذيبِ، أي: خطَر في قلبِه مِن التَّكذيبِ مِن جِهةِ تَحسينِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قراءتَهما؛ ظنًّا منه أنَّ كلامَ اللهِ الواحدِ يكونُ على وجهٍ واحدٍ، ولا يجوزُ أن يقرأَه كلُّ رجلٍ كيفما شاء، ولا إذ كنتُ في الجاهليَّةِ، ومعناه: وسوَس لي الشَّيطانُ تكذيبًا للنُّبوَّةِ أشدَّ ممَّا كنتُ عليه في الجاهليَّةِ؛ لأنَّه في الجاهليَّةِ كان غافلًا أو متشكِّكًا، فوسوَس له الشَّيطانُ الجزمَ بالتَّكذيبِ، فلمَّا رأى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما قد غَشِيه، أي: ما حصَل له مِن وسوسةِ الشَّيطانِ ونَزْغتِه، ضرَب في صَدرِه تثبيتًا له حين رآه قد غَشِيه ذلك الخاطرُ المذمومُ، ففاض عَرَقًا، أي: فجرَى وسال عرقُه مِن جميعِ بدَنِه، وكأنَّما ينظرُ إلى اللهِ "فَرَقًا"، أي: خوفًا وخَجَلًا ممَّا غشِيَه مِن الشَّيطانِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأُبَيٍّ تسكينًا وتبيينًا: أُرسل إليَّ أن أقرأَ القُرْآنَ على حرفٍ، فردَدْتُ إليه، أي: جبريلَ، إلى اللهِ تعالى أن هوِّنْ، أي: سهِّلْ ويسِّرْ، فردَّ إليَّ الثَّانية، أي: ردَّ اللهُ إليَّ الإرسالةَ الثَّانيةَ: اقرَأْه على حرفينِ، إلى أن هوَّن اللهُ على الأمَّةِ بقراءتِه على سبعةِ أحرُفٍ، ثمَّ قال ربُّ العزَّةِ لنبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لك بكلِّ ردَّةٍ ردَدْتُكها مسألةٌ تسألُنيها، أي: إجابةُ مسألةٍ، أيَّ مسألةٍ كانت، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اللَّهمَّ اغفِرْ لأمَّتي، اللَّهمَّ اغفِرْ لأمَّتي مرَّتينِ، وأخَّر الثَّالثةَ، أي: المسألةَ الثَّالثةَ، وهي الشَّفاعةُ الكبرى، إلى يومٍ يرغَبُ إليه، أي: يحتاجُ إلى شفاعتِه، الخَلقُ كلُّهم حين يقولونَ: نَفْسي نفْسي، حتَّى إبراهيمُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. في الحديثِ: تيسيرُ الله على الأمَّةِ، ورحمتُه بهم. وفيه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أفضلُ الأنبياء والخَلْقِ أجمعين. وفيه: رِفعةُ إبراهيمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على سائرِ الأنبياءِ، غيرَ نبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. وفيه: شفقتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أمَّتِه. وفيه: مدَى عِنايةِ الصَّحابةِ بالقُرْآنِ، والذَّبِّ عنه، والمحافظةِ عليه وعلى لفظِه، كما سمِعوه مِن غير عدولٍ عنه. وفيه: العفوُ عن نزَغاتِ الشَّيطانِ، وعدمُ المَؤاخذةِ عليها. وفيه: ثبوتُ الشَّفاعةِ.

صحيح مسلم
0 Комментарии 0 Поделились 44 Просмотры 0 предпросмотр