غزوة بدر
أسباب الغزوة
فى جمادى الأولى من السنة الثانية للهجرة خرج رسول الله فى مائتين من المهاجرين يعترضون عيرًا لقريش متجهة نحو الشام فبلغوا ذا العشيرة قرب ينبع ، فوجدوا العير قد فاتتهم ، فعادوا ، ولما قرب رجعوها من الشام أرسل رسول الله طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد إلى الشمال لاستكشاف خبرها ، فوصلا الحوراء حتى مرَّ بهم أبو سفيان بألف بعير محملة بالأموال ، فأسرعا إلى المدينة وأخبر رسول الله الخبر ، فقال عليه الصلاة والسلام: ((هذه عير قريش فيها أموالكم ، فاخرجوا إليها لعل الله أن ينفلكموها)) ولم يعزم على أحد بالخروج ، فسار رسول الله بالجيش فيه ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً بفرسين وسبعين بعيرًا يتعاقبونهاوعلم أبو سفيان بجواسيسه مسير عسكر المؤمنين فأرسل ضمضم بن عمرو الغفاري إلى مكة ، فصرخ ببطن الوادي واقفًا على بعيره ، وقد جدع أنفه، وحول رحله، وشق قميصه وهو يقول: يا معشر قريش،اللطيمة
اللطيمة، أموالكم مع أبى سفيان قد عرض لها محمد فى أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوث الغوث
فتحفز الناس سراعًا وتجمع نحو ألف وثلاثمائة مقاتل فى مائة فرس وستمائة درع وجمال كثيرة لا يعرف عددها بقيادة أبى جهل
نجاة أبو سفيان بقافلته
سار أبو سفيان بالعير باتجاه الساحل و استطاع الإفلات ، وأرسل رسالة إلى جيش قريش وهم فى الجحفة: إنكم خرجتم لتحرزوا عيركم ورجالكم وأموالكم، وقد نجاها الله فارجعوا، فهم الجيش بالرجوع، عندها قام الطاغية الأشر أبو جهل فقال: والله لا نرجع حتى نرد بدرًا، فنقيم بها ثلاثًا فننحر الجزور، ونطعم الطعام ، ونسقى الخمر، وتعزف لنا القيان ، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا ، فلا يزالون يهابوننا أبدًا، فرجعت بنى زهرة وكانوا حوالى ثلاثمائة رجل، و سار الجيش من ألف مقاتل حتى نزل قريبًا من بدر وراء كثيب بالعدوة القصوى
أحداث الغزوة
ولما بلغ رسول الله ما كان من جمع قريش استشار صلى الله عليه وسلم أصحابه، فقام أبو بكر فقال وأحسن، وقام عمر فقال وأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله، امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون [المائدة:24] ، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغمام لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه، فقال له رسول الله خيرًا ودعا له
فقال عليه السلام: ((أشيروا عليَّ أيها الناس)) وإنما يريد الأنصار، فقال سعد بن معاذ: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله، قال: ((أجل))
فقال سعد: لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقًا عليها أن لا تنصرك إلا فى ديارهم، وإنى أقول عن الأنصار وأجيب عنهم: فاظعن حيث شئت، وصل حبل من شئت، واقطع حبل من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، وأعطنا ما شئت، وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت، وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك، فوالله لئن سرت حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرن معك، ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك
وسر النبي بقول سعد ثم قال: ((سيروا وأبشروا؛ فإن الله تعالى قد وعدنى إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم))
وتحرك النبي بأصحابه فنزلوا قريبًا من بدر، واستكشف عليه السلام الأمر بنفسه، فعلم عدد القوم، ومن خرج من أشراف مكة فقال لأصحابه: ((هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها))
فى هذه الأثناء بدأت أول بشائر النصر فى أرض المعركة، أنزل الله المطر، فكان على المشركين وابلاً شديدًا منعهم من التحرك، وكان على المسلمين طلاً طهرهم الله به،وأذهب عنهم رجس الشيطان، ووطأ به الأرض، وصلب به الرمل، وثبت الأقدام، ومهد به المنزل، وربط به على قلوبهم
وهكذا فالله مع أوليائه يحفظهم ويحرسهم ويحوطهم برعايته, وينصر جنده, وييسر لهم أمورهم, ويذلل العقبات لهم, متى ما ساروا على منهج الحق علمًا وعملاً واعتقادًا يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم [محمد:7]
وأخذ النبي يعدل الصفوف ثم أمرهم ألا يبدأوا القتال حتى يأمرهم ، ثم خرج ثلاثة من فرسان قريش هم عتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، وطلبوا المبارزة فخرج إليهم عوف ومعوذ ابنا عفراء وعبد الله بن رواحة فما ارتضوهم ونادوا: يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا، فقال رسول الله : ((قم يا عبيدة بن الحارث، وقم يا حمزة، وقم يا علي))، فأما حمزة وعلي فلم يمهلا قرينيهما أن قتلاهما، وأما عبيدة فاختلف بينه وبين قرنه فى ضربتين، فكر علي وحمزة على عتبة فقتلاه واحتملا عبيدة وقد قطعت رجله، ولم ينشب أن مات بعد ذلك بخمسة أيام رحمه الله ورضي عنه
وهكذا انتهت المعركة بنصر المسلمين وهزيمة المشركين ، حيث قتل من المشركين سبعون وأسر منهم سبعون آخرون
أما شهداء المسلمين فكانوا أربعة عشر شهيدا
وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالقتلى أن يطرحوا بالقليب ، أما الأسرى فقد أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف 4000 درهم عن كل أسير امتثالا لمشورة أبي بكر ، أما من كان لا يملك الفداء فقد أعطاه عشرة من غلمان المسلمين يعلمهم القراءة والكتابة
وهكذا انتصر المسلمون انتصارا عظيما بإيمانهم على المشركين الذين كفروا بالله ورسوله
غزوة بدر
أسباب الغزوة
وعلم أبو سفيان بجواسيسه مسير عسكر المؤمنين فأرسل ضمضم بن عمرو الغفاري إلى مكة ، فصرخ ببطن الوادي واقفًا على بعيره ، وقد جدع أنفه، وحول رحله، وشق قميصه وهو يقول: يا معشر قريش،اللطيمة
اللطيمة، أموالكم مع أبى سفيان قد عرض لها محمد فى أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوث الغوث
فتحفز الناس سراعًا وتجمع نحو ألف وثلاثمائة مقاتل فى مائة فرس وستمائة درع وجمال كثيرة لا يعرف عددها بقيادة أبى جهل
نجاة أبو سفيان بقافلته
سار أبو سفيان بالعير باتجاه الساحل و استطاع الإفلات ، وأرسل رسالة إلى جيش قريش وهم فى الجحفة: إنكم خرجتم لتحرزوا عيركم ورجالكم وأموالكم، وقد نجاها الله فارجعوا، فهم الجيش بالرجوع، عندها قام الطاغية الأشر أبو جهل فقال: والله لا نرجع حتى نرد بدرًا، فنقيم بها ثلاثًا فننحر الجزور، ونطعم الطعام ، ونسقى الخمر، وتعزف لنا القيان ، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا ، فلا يزالون يهابوننا أبدًا، فرجعت بنى زهرة وكانوا حوالى ثلاثمائة رجل، و سار الجيش من ألف مقاتل حتى نزل قريبًا من بدر وراء كثيب بالعدوة القصوى
أحداث الغزوة
ولما بلغ رسول الله ما كان من جمع قريش استشار صلى الله عليه وسلم أصحابه، فقام أبو بكر فقال وأحسن، وقام عمر فقال وأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله، امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون [المائدة:24] ، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغمام لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه، فقال له رسول الله خيرًا ودعا له
فقال عليه السلام: ((أشيروا عليَّ أيها الناس)) وإنما يريد الأنصار، فقال سعد بن معاذ: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله، قال: ((أجل))
فقال سعد: لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقًا عليها أن لا تنصرك إلا فى ديارهم، وإنى أقول عن الأنصار وأجيب عنهم: فاظعن حيث شئت، وصل حبل من شئت، واقطع حبل من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، وأعطنا ما شئت، وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت، وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك، فوالله لئن سرت حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرن معك، ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك
وسر النبي بقول سعد ثم قال: ((سيروا وأبشروا؛ فإن الله تعالى قد وعدنى إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم))
وتحرك النبي بأصحابه فنزلوا قريبًا من بدر، واستكشف عليه السلام الأمر بنفسه، فعلم عدد القوم، ومن خرج من أشراف مكة فقال لأصحابه: ((هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها))
فى هذه الأثناء بدأت أول بشائر النصر فى أرض المعركة، أنزل الله المطر، فكان على المشركين وابلاً شديدًا منعهم من التحرك، وكان على المسلمين طلاً طهرهم الله به،وأذهب عنهم رجس الشيطان، ووطأ به الأرض، وصلب به الرمل، وثبت الأقدام، ومهد به المنزل، وربط به على قلوبهم
وهكذا فالله مع أوليائه يحفظهم ويحرسهم ويحوطهم برعايته, وينصر جنده, وييسر لهم أمورهم, ويذلل العقبات لهم, متى ما ساروا على منهج الحق علمًا وعملاً واعتقادًا يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم [محمد:7]
وأخذ النبي يعدل الصفوف ثم أمرهم ألا يبدأوا القتال حتى يأمرهم ، ثم خرج ثلاثة من فرسان قريش هم عتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، وطلبوا المبارزة فخرج إليهم عوف ومعوذ ابنا عفراء وعبد الله بن رواحة فما ارتضوهم ونادوا: يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا، فقال رسول الله : ((قم يا عبيدة بن الحارث، وقم يا حمزة، وقم يا علي))، فأما حمزة وعلي فلم يمهلا قرينيهما أن قتلاهما، وأما عبيدة فاختلف بينه وبين قرنه فى ضربتين، فكر علي وحمزة على عتبة فقتلاه واحتملا عبيدة وقد قطعت رجله، ولم ينشب أن مات بعد ذلك بخمسة أيام رحمه الله ورضي عنه
وهكذا انتهت المعركة بنصر المسلمين وهزيمة المشركين ، حيث قتل من المشركين سبعون وأسر منهم سبعون آخرون
أما شهداء المسلمين فكانوا أربعة عشر شهيدا
وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالقتلى أن يطرحوا بالقليب ، أما الأسرى فقد أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف 4000 درهم عن كل أسير امتثالا لمشورة أبي بكر ، أما من كان لا يملك الفداء فقد أعطاه عشرة من غلمان المسلمين يعلمهم القراءة والكتابة
وهكذا انتصر المسلمون انتصارا عظيما بإيمانهم على المشركين الذين كفروا بالله ورسوله