من كان معه هديٌ ، فليقمْ على إحرامِه . ومن لم يكنْ معه هديٌ ، فليحللْ فلم يكنْ معي هديٌ فحللتُ : وكان مع الزبيرِ هديٌ فلم يحللْ . قالت : فلبستُ ثيابي ثم خرجتُ فجلستُ إلى الزبيرِ . فقال : قومي عني . فقلت : أتخشى أن أثِبَ عليك ؟
شرح الحديث
أَمرُ الحَجِّ عَظيمٌ، وقدْ أُخِذَت أَعمالُه بتَفاصيلِها مِن حجَّةِ وَداعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وقَد كانتْ مُدَّتُها طَويلةً، ورُبَّما سَمِعَ بعضُ الصَّحابةِ ما قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فأَدَّاه ورُبَّما لم يَسمعْ بَقيَّةَ ما قالَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في مَواقفَ أُخرَى؛ ولِهذا لا بدَّ منَ الرُّجوعِ للجَمعِ بينَ الرِّواياتِ والتَّوفيقِ بَينَها كَما أَوضحَه العُلماءُ.
وَفي هذا الحَديثِ تَذكُر أَسماءُ بنتُ أَبي بكرٍ رَضي اللهُ عَنهما جانبًا ممَّا حَدَثَ في حجَّةِ الوَداعِ حيثُ كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ابتدَأَ إهلالَه بالحجِّ مُفرِدًا، ثُمَّ بعدَ ذلكَ أَمرَ أَصحابَه بأَوامرَ بأنَّ مَن مَعه الهَديُ فلْيَظَلَّ عَلى إحرامِه حتَّى يحِلَّ بعدَ الوُقوفِ بعَرفةَ ونِهايةِ الحجِّ، ويَكونُ قدْ قَرنَ بينَ العُمرةِ والحجِّ، وأمَّا مَن لم يكُنْ مَعه هَديٌ فَليَتحلَّلْ بعُمرةٍ ثُمَّ يَنتظِرُ ويَظلُّ مُتمتِّعًا إلى يَومِ التَّرويةِ فيُحرمُ بالحجِّ، فَقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "مَن كانَ مَعه هَديٌ، فلْيَقُمْ عَلى إحرامِه، وَمن لم يَكُنْ مَعه هَديٌ فلْيُحللْ".
فقالتْ أَسماءُ: "فلم يَكُنْ مَعي هَديٌ فحَللْتُ، وكانَ معَ الزُّبيرِ هَديً فَلمْ يُحلِلْ"، أي: فلمَّا لم يكُنْ مَعها هَديٌ خاصٌّ بِها أَحلَّت مِن إحرامِها، وَكان معَ زَوجِها الزُّبيرِ بنِ العَوَّامِ هَديُه الخاصُّ فلمْ يُحِلَّ مِن إحرامِه، قالت: "فلَبِستُ ثِيابي ثُمَّ خَرجتُ فجَلستُ إلى الزُّبيرِ، فَقال: قومي عنِّي، فقُلتُ: أتَخشى أنْ أَثِبَ عليكَ؟" أي: فبَعد تَحلُّلي لَبِستُ ثِيابي وجَلستُ بجانبِ الزُّبيرِ بنِ العَوَّامِ فأَمَرَها أنْ تَقومَ وتَبتعِدَ عنهُ، وكأنَّه خَشِيَ أن يَأتيَ ما يَحرُمُ على المُحرمِ مِن لَمسٍ بشَهوةٍ أو نَحوِه.
صحيح مسلم
من كان معه هديٌ ، فليقمْ على إحرامِه . ومن لم يكنْ معه هديٌ ، فليحللْ فلم يكنْ معي هديٌ فحللتُ : وكان مع الزبيرِ هديٌ فلم يحللْ . قالت : فلبستُ ثيابي ثم خرجتُ فجلستُ إلى الزبيرِ . فقال : قومي عني . فقلت : أتخشى أن أثِبَ عليك ؟
شرح الحديث
أَمرُ الحَجِّ عَظيمٌ، وقدْ أُخِذَت أَعمالُه بتَفاصيلِها مِن حجَّةِ وَداعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وقَد كانتْ مُدَّتُها طَويلةً، ورُبَّما سَمِعَ بعضُ الصَّحابةِ ما قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فأَدَّاه ورُبَّما لم يَسمعْ بَقيَّةَ ما قالَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في مَواقفَ أُخرَى؛ ولِهذا لا بدَّ منَ الرُّجوعِ للجَمعِ بينَ الرِّواياتِ والتَّوفيقِ بَينَها كَما أَوضحَه العُلماءُ. وَفي هذا الحَديثِ تَذكُر أَسماءُ بنتُ أَبي بكرٍ رَضي اللهُ عَنهما جانبًا ممَّا حَدَثَ في حجَّةِ الوَداعِ حيثُ كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ابتدَأَ إهلالَه بالحجِّ مُفرِدًا، ثُمَّ بعدَ ذلكَ أَمرَ أَصحابَه بأَوامرَ بأنَّ مَن مَعه الهَديُ فلْيَظَلَّ عَلى إحرامِه حتَّى يحِلَّ بعدَ الوُقوفِ بعَرفةَ ونِهايةِ الحجِّ، ويَكونُ قدْ قَرنَ بينَ العُمرةِ والحجِّ، وأمَّا مَن لم يكُنْ مَعه هَديٌ فَليَتحلَّلْ بعُمرةٍ ثُمَّ يَنتظِرُ ويَظلُّ مُتمتِّعًا إلى يَومِ التَّرويةِ فيُحرمُ بالحجِّ، فَقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "مَن كانَ مَعه هَديٌ، فلْيَقُمْ عَلى إحرامِه، وَمن لم يَكُنْ مَعه هَديٌ فلْيُحللْ". فقالتْ أَسماءُ: "فلم يَكُنْ مَعي هَديٌ فحَللْتُ، وكانَ معَ الزُّبيرِ هَديً فَلمْ يُحلِلْ"، أي: فلمَّا لم يكُنْ مَعها هَديٌ خاصٌّ بِها أَحلَّت مِن إحرامِها، وَكان معَ زَوجِها الزُّبيرِ بنِ العَوَّامِ هَديُه الخاصُّ فلمْ يُحِلَّ مِن إحرامِه، قالت: "فلَبِستُ ثِيابي ثُمَّ خَرجتُ فجَلستُ إلى الزُّبيرِ، فَقال: قومي عنِّي، فقُلتُ: أتَخشى أنْ أَثِبَ عليكَ؟" أي: فبَعد تَحلُّلي لَبِستُ ثِيابي وجَلستُ بجانبِ الزُّبيرِ بنِ العَوَّامِ فأَمَرَها أنْ تَقومَ وتَبتعِدَ عنهُ، وكأنَّه خَشِيَ أن يَأتيَ ما يَحرُمُ على المُحرمِ مِن لَمسٍ بشَهوةٍ أو نَحوِه.