الجهاد فى سبيل الدعوة

استعداء قريش للمسلمين
لما استقر رسول الله وأصحابه فى المدينة ونعموا بطيب العيش فيها ، وارتاحت نفوسهم ، واطمأنت أرواحهم بعد العناء..."> الجهاد فى سبيل الدعوة

استعداء قريش للمسلمين
لما استقر رسول الله وأصحابه فى المدينة ونعموا بطيب العيش فيها ، وارتاحت نفوسهم ، واطمأنت أرواحهم بعد العناء..." /> الجهاد فى سبيل الدعوة

استعداء قريش للمسلمين
لما استقر رسول الله وأصحابه فى المدينة ونعموا بطيب العيش فيها ، وارتاحت نفوسهم ، واطمأنت أرواحهم بعد العناء..." />

الجهاد فى سبيل الدعوة

استعداء قريش للمسلمين


لما استقر رسول الله وأصحابه فى المدينة ونعموا بطيب العيش فيها ، وارتاحت نفوسهم ، واطمأنت أرواحهم بعد العناء والآلام التى كانوا يلاقونها فى مكة وما جاورها ، زاد غيظ قريش فأرسلوا إلى عبد الله بن أُبي بن سلول الذى كان يهيئ نفسه ليتوج ملكًا على يثرب قبل الهجرة كتابًا نصه : إنكم آويتم صاحبنا ، وإنا نقسم بالله لنقاتلنه أو لتخرجنه ، أو لنسيرن إليكم بأجمعنا ، حتى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم ، كما أرسلت قريش إلى المسلمين تقول: لا يغرَّنكم أنكم أفلتمونا إلى يثرب سنأتيكم فنستأصلكم ونبيد خضراءكم فى عقر داركم




فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبي ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال النبي ، و لما بلغ ذلك النبي لقيهم ، فقال لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ ما كانت تكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم، فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم تفرقوا


و تثبت لنا هذه الرواية أن قريشا الآن قد جعلت من نفسها عدوا ، و حاولت أن تستعدى على المؤمنين فى المدينة كفار يثرب ليخوض المسلمون حربا أهلية مع كفار يثرب ، أو يضطر النبي ومن معه أن يبحثوا عن مكان آخر يأويهم إذا ما نفذت قريش تهديدها وجهزت جيشا لغزو المدينة وساعتها فلن يكون للمسلمين مكان فى الجزيرة العربية لخضوعها كلها تقريبا تحت السيطرة الدينية لكفار مكة باعتبارهم سدنة البيت الحرام ، وحينها أيضا سيكرر كفار مكة نفس الفعل مع أي قبيلة تؤوى رسول الله ومن معه




فقد كانت الفترة الأولي التى سبقت بدرا من أكثر الفترات شدة وصعوبة على النبي ، إذ كان لا يستطيع النوم إلا وهو يحمل سلاحه ، وكان يسهر المسلمون بأسلحتهم تحسبا لهجمة من كفار يثرب أو من مقدم جيش مكة ، ولم يكن الرسول يستطيع النوم آمنا إلا بعد حراسته من احد أصحابه رضي الله عنهم أجمعين


فعن عائشة رضي الله عنها قالت:سَهِرَ رَسُولُ اللَّهِ مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ لَيْلَةً قَالَ لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا يَحْرُسُنِيَ اللَّيْلَةَ قَالَتْ فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْنَا خَشْخَشَةَ السِّلَاحِ فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ مَا جَاءَ بِكَ فَقَالَ سَعْدٌ وَقَعَ فِي نَفْسِي خَوْفٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجِئْتُ أَحْرُسُهُ فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ نَامَ وفي رواية مسلم قالت عائشة فنام رسول الله حتى سمعت غطيطه


ولم يتركوا حراسته إلا حينما نزلت الآية الكريمة يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ



اظهار الحقيقة


بعد هذا كله كيف يمكن لإنسان أن يقول بعد ذلك أن مهاجمة قافلة قريش كانت فقط من أجل الحصول على المال أو لرد المظالم التى ظلمها المسلمون من أهل قريش ويتغافل عن تلك الحقائق التاريخية القوية والساطعة ؟
فقد كانت قوافل قريش ليست قوافل قبيلة مسالمة ولا محالفة ولا مستأمنة بل هي قوافل قبيلة محاربة تنتظر عودة تلك القافلة لكي تستعين بها على تجهيز جيش كبير لغزو المسلمين فى يثرب ، وهذا ما حدث حرفيا إذ أوقفت قريش أموال قافلة أبي سفيان لتجهيز جيش مكة في معركة أحد فكان تمويله بالكامل من أموالها بعد أن استطاع أبو سفيان أن ينجوا بقافلته في بدر


ولم يكن سلوك أهل مكة هذا مع أهل يثرب وحدهم بل راسلوا اليهود أيضا وهم من سكان المدينة والذين تحالفوا مع النبي ، فكتبوا لهم رسالة مشابهة تحرضهم على نبذ العهد ومحاربة النبي وأصحابه واخراجهم من المدينة وذلك بعد غزوة بدر


وهكذا





هي سنة الحياة يغيظ الكفار وأذنابهم أن ترتفع راية الإسلام ، أو يهنئ أهله بطيب العيش أو رغد الحياة ، بل يغيظ الكفار وأذنابهم أن يأكل المسلم أكلة هنية ، أو يشرب شربة روية ، بل يحسدون المسلمين على هواء نقي يتنفسونه ،هذا هو حال الكفار ، منذ قام الصراع بين الحق والباطل إلى اليوم ، فكفار اليوم هم أبناء الآباء بالأمس ، ومنافقو اليوم ورثوا النفاق صاغرًا عن صاغر


أسباب الجهاد
إن الناظر لآيات القتال بصفة عامة فى القرآن الكريم يرى أن القتال فى الإسلام لم يفرض إلا لسببين اثنين: الدفاع عن النفس ، وتأمين الدعوة واستقرار الدولة
فلم يكن الرسول محبًا للقتال ولا راغبًا فيه، وإنما اضطر إليه بعد أن فقد كل الوسائل للتفاهم مع أعدائه من اليهود والمنافقين وعبدة الأصنام للدفاع عن النفس وعن العقيدة وتأمين حدود المدينة وإشعار القبائل المتربصة والمحيطة بها بقوة المسلمين ومقدرتهم على الدفاع عن عقيدتهم ووطنهم الجديد، وأنهم تخلصوا من ضعفهم القديم، ذلك الضعف الذى مكن قريشًا فى مكة من مصادرة عقائدهم وحرياتهم واغتصاب دورهم وأموالهم، ولذلك لما استقر أمر المسلمين أخذوا يرسلون سرايا مسلحة تجوس خلال الصحراء المجاورة ، ويرصدون طرق القوافل الذاهبة والقادمة بين مكة والشام ، وأخذ النبي يترصد قوافل قريش كنوع من الحرب الاقتصادية؛ إذ أن عماد الحياة فى قريش هو قوافلها التجارية، فإذا ما أصيبت قريش فى تجارتها فإنها ستعمل للقوة الجديدة ألف حساب، ثم إن ذلك نوع من التعويض للمسلمين الذين استولت قريش على أملاكهم وأموالهم فى مكة


الجهاد فى سبيل الدعوة

استعداء قريش للمسلمين
لما استقر رسول الله وأصحابه فى المدينة ونعموا بطيب العيش فيها ، وارتاحت نفوسهم ، واطمأنت أرواحهم بعد العناء والآلام التى كانوا يلاقونها فى مكة وما جاورها ، زاد غيظ قريش فأرسلوا إلى عبد الله بن أُبي بن سلول الذى كان يهيئ نفسه ليتوج ملكًا على يثرب قبل الهجرة كتابًا نصه : إنكم آويتم صاحبنا ، وإنا نقسم بالله لنقاتلنه أو لتخرجنه ، أو لنسيرن إليكم بأجمعنا ، حتى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم ، كما أرسلت قريش إلى المسلمين تقول: لا يغرَّنكم أنكم أفلتمونا إلى يثرب سنأتيكم فنستأصلكم ونبيد خضراءكم فى عقر داركم

فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبي ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال النبي ، و لما بلغ ذلك النبي لقيهم ، فقال لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ ما كانت تكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم، فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم تفرقوا
و تثبت لنا هذه الرواية أن قريشا الآن قد جعلت من نفسها عدوا ، و حاولت أن تستعدى على المؤمنين فى المدينة كفار يثرب ليخوض المسلمون حربا أهلية مع كفار يثرب ، أو يضطر النبي ومن معه أن يبحثوا عن مكان آخر يأويهم إذا ما نفذت قريش تهديدها وجهزت جيشا لغزو المدينة وساعتها فلن يكون للمسلمين مكان فى الجزيرة العربية لخضوعها كلها تقريبا تحت السيطرة الدينية لكفار مكة باعتبارهم سدنة البيت الحرام ، وحينها أيضا سيكرر كفار مكة نفس الفعل مع أي قبيلة تؤوى رسول الله ومن معه

فقد كانت الفترة الأولي التى سبقت بدرا من أكثر الفترات شدة وصعوبة على النبي ، إذ كان لا يستطيع النوم إلا وهو يحمل سلاحه ، وكان يسهر المسلمون بأسلحتهم تحسبا لهجمة من كفار يثرب أو من مقدم جيش مكة ، ولم يكن الرسول يستطيع النوم آمنا إلا بعد حراسته من احد أصحابه رضي الله عنهم أجمعين
فعن عائشة رضي الله عنها قالت:سَهِرَ رَسُولُ اللَّهِ مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ لَيْلَةً قَالَ لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا يَحْرُسُنِيَ اللَّيْلَةَ قَالَتْ فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْنَا خَشْخَشَةَ السِّلَاحِ فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ مَا جَاءَ بِكَ فَقَالَ سَعْدٌ وَقَعَ فِي نَفْسِي خَوْفٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجِئْتُ أَحْرُسُهُ فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ نَامَ وفي رواية مسلم قالت عائشة فنام رسول الله حتى سمعت غطيطه
ولم يتركوا حراسته إلا حينما نزلت الآية الكريمة يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ
اظهار الحقيقة
بعد هذا كله كيف يمكن لإنسان أن يقول بعد ذلك أن مهاجمة قافلة قريش كانت فقط من أجل الحصول على المال أو لرد المظالم التى ظلمها المسلمون من أهل قريش ويتغافل عن تلك الحقائق التاريخية القوية والساطعة ؟ فقد كانت قوافل قريش ليست قوافل قبيلة مسالمة ولا محالفة ولا مستأمنة بل هي قوافل قبيلة محاربة تنتظر عودة تلك القافلة لكي تستعين بها على تجهيز جيش كبير لغزو المسلمين فى يثرب ، وهذا ما حدث حرفيا إذ أوقفت قريش أموال قافلة أبي سفيان لتجهيز جيش مكة في معركة أحد فكان تمويله بالكامل من أموالها بعد أن استطاع أبو سفيان أن ينجوا بقافلته في بدر
ولم يكن سلوك أهل مكة هذا مع أهل يثرب وحدهم بل راسلوا اليهود أيضا وهم من سكان المدينة والذين تحالفوا مع النبي ، فكتبوا لهم رسالة مشابهة تحرضهم على نبذ العهد ومحاربة النبي وأصحابه واخراجهم من المدينة وذلك بعد غزوة بدر
وهكذا


هي سنة الحياة يغيظ الكفار وأذنابهم أن ترتفع راية الإسلام ، أو يهنئ أهله بطيب العيش أو رغد الحياة ، بل يغيظ الكفار وأذنابهم أن يأكل المسلم أكلة هنية ، أو يشرب شربة روية ، بل يحسدون المسلمين على هواء نقي يتنفسونه ،هذا هو حال الكفار ، منذ قام الصراع بين الحق والباطل إلى اليوم ، فكفار اليوم هم أبناء الآباء بالأمس ، ومنافقو اليوم ورثوا النفاق صاغرًا عن صاغر
أسباب الجهاد إن الناظر لآيات القتال بصفة عامة فى القرآن الكريم يرى أن القتال فى الإسلام لم يفرض إلا لسببين اثنين: الدفاع عن النفس ، وتأمين الدعوة واستقرار الدولة فلم يكن الرسول محبًا للقتال ولا راغبًا فيه، وإنما اضطر إليه بعد أن فقد كل الوسائل للتفاهم مع أعدائه من اليهود والمنافقين وعبدة الأصنام للدفاع عن النفس وعن العقيدة وتأمين حدود المدينة وإشعار القبائل المتربصة والمحيطة بها بقوة المسلمين ومقدرتهم على الدفاع عن عقيدتهم ووطنهم الجديد، وأنهم تخلصوا من ضعفهم القديم، ذلك الضعف الذى مكن قريشًا فى مكة من مصادرة عقائدهم وحرياتهم واغتصاب دورهم وأموالهم، ولذلك لما استقر أمر المسلمين أخذوا يرسلون سرايا مسلحة تجوس خلال الصحراء المجاورة ، ويرصدون طرق القوافل الذاهبة والقادمة بين مكة والشام ، وأخذ النبي يترصد قوافل قريش كنوع من الحرب الاقتصادية؛ إذ أن عماد الحياة فى قريش هو قوافلها التجارية، فإذا ما أصيبت قريش فى تجارتها فإنها ستعمل للقوة الجديدة ألف حساب، ثم إن ذلك نوع من التعويض للمسلمين الذين استولت قريش على أملاكهم وأموالهم فى مكة

0 التعليقات 0 المشاركات 62 مشاهدة 0 معاينة