ثمنُ الكلبِ خبيثٌ . ومهرُ البغيِّ خبيثٌ . وكسبُ الحجَّامِ خبيثٌ
شرح الحديث
أحلَّ اللهُ لعِبادِهِ الطَّيِّباتِ، وحرَّمَ عليهِمُ الخَبائِثَ من كُلِّ شيءٍ وفي كُلِّ شيءٍ مِنَ المَطْعَمِ والمَشْرَبِ والمَكْسَبِ والتِّجارَةِ، وغيرِ ذلك، كما حَثَّ الشَّرْعُ المسلِمَ على أنْ يكونَ كَريمَ النَّفْسِ مُتْرَفِعًا عَنِ الدَّنايا.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "ثَمَنُ الكلبِ خَبيثٌ"، أي: حرامٌ، والمُرادُ ثَمَنُ بَيْعِهِ أو شِرائِهِ، وما تمَّ كَسْبُهُ من ذلك فهو مالٌ غيرُ طَيِّبٍ؛ لأنَّ الكلبَ مَنْهِيٌّ عَنِ اقتنائِهِ وتربيتِهِ، "ومَهْرُ البَغِيِّ خَبيثٌ"، أي: ما تأخُذُهُ الزَّانيةُ من مالٍ مقابِلَ زِناها فهو مُحَرَّمٌ؛ لأنَّ الزِّنا حرامٌ، وما أُخِذَ عليه من مالٍ فهو حَرامٌ، "وكَسْبُ الحَجَّامِ خَبيثٌ"، والحَجَّامُ هو مَنْ يقومُ بالحِجامةِ، وهي فَصْدُ العُروقِ وإخراجُ الدَّمِ الفاسِدِ مِنَ الجِسمِ، وكَوْنُ كَسْبِهِ خَبيثًا لا يَعني أنَّه مُحَرَّمٌ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قدِ احْتَجَمَ وأَعْطى الحجَّامَ أُجْرَةً، ولو كان ذلك حَرامًا لَمَا أَعْطاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وإنَّما هو مِنَ المكاسِبِ الدَّنيئَةِ الَّتي يَترفَّعُ عنها المؤمنُ؛ لِوُجودِ ما هو أَفْضَلُ منها.
صحيح مسلم
ثمنُ الكلبِ خبيثٌ . ومهرُ البغيِّ خبيثٌ . وكسبُ الحجَّامِ خبيثٌ
شرح الحديث
أحلَّ اللهُ لعِبادِهِ الطَّيِّباتِ، وحرَّمَ عليهِمُ الخَبائِثَ من كُلِّ شيءٍ وفي كُلِّ شيءٍ مِنَ المَطْعَمِ والمَشْرَبِ والمَكْسَبِ والتِّجارَةِ، وغيرِ ذلك، كما حَثَّ الشَّرْعُ المسلِمَ على أنْ يكونَ كَريمَ النَّفْسِ مُتْرَفِعًا عَنِ الدَّنايا. وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "ثَمَنُ الكلبِ خَبيثٌ"، أي: حرامٌ، والمُرادُ ثَمَنُ بَيْعِهِ أو شِرائِهِ، وما تمَّ كَسْبُهُ من ذلك فهو مالٌ غيرُ طَيِّبٍ؛ لأنَّ الكلبَ مَنْهِيٌّ عَنِ اقتنائِهِ وتربيتِهِ، "ومَهْرُ البَغِيِّ خَبيثٌ"، أي: ما تأخُذُهُ الزَّانيةُ من مالٍ مقابِلَ زِناها فهو مُحَرَّمٌ؛ لأنَّ الزِّنا حرامٌ، وما أُخِذَ عليه من مالٍ فهو حَرامٌ، "وكَسْبُ الحَجَّامِ خَبيثٌ"، والحَجَّامُ هو مَنْ يقومُ بالحِجامةِ، وهي فَصْدُ العُروقِ وإخراجُ الدَّمِ الفاسِدِ مِنَ الجِسمِ، وكَوْنُ كَسْبِهِ خَبيثًا لا يَعني أنَّه مُحَرَّمٌ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قدِ احْتَجَمَ وأَعْطى الحجَّامَ أُجْرَةً، ولو كان ذلك حَرامًا لَمَا أَعْطاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وإنَّما هو مِنَ المكاسِبِ الدَّنيئَةِ الَّتي يَترفَّعُ عنها المؤمنُ؛ لِوُجودِ ما هو أَفْضَلُ منها.