من استعملناهُ منكُم على عملٍ ، فكتمنا مخيطًا فما فوقهُ ، كان غلولا يأتي بهِ يومَ القيامةِ . قال : فقامَ إليهِ رجلٌ أسودٌ ، من الأنصارِ . كأني أنظرُ إليهِ . فقال : يا رسولَ اللهِ ! اقْبِلْ عنّي عملكَ . قال ومالكَ ؟ قال : سمعتك تقولُ كذا وكذا . قال : وأنا أقولهُ الآن . من استعملناهُ منكم على عملٍ فليجيء بقليلهِ وكثيرهِ . فما أوتِي منه أخذَ . وما نُهِي عنهُ انتهى
شرح الحديث
يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ "مَنِ اسْتَعْمَلْناه منكم" أي: جَعَلْناه عامِلًا على عملٍ؛ فكَتَمَنا، أي: أَخْفَى علينا؛ مَخِيطًا، أي: إِبْرَةً؛ فما فَوْقَهُ، أي: فشيئًا يكونُ فَوْقَه في الصِّغَرِ أو الكِبَرِ؛ كان، أي ذلك الكِتْمَانُ "غُلُولًا" أي: خِيَانَةً في الغَنِيمَةِ؛ يأتي به، أي: بِمَا غَلَّ؛ يومَ القيامةِ، تَفضِيحًا له؛ فقام إليه رَجُلٌ أَسْوَدُ مِنَ الأنصارِ (خوفًا على نفسِه من الهلاكِ والبَوارِ)، فقال: يا رسولَ الله، اقْبَلْ عنِّي عَمَلَك، أي: أَقِلْنِي منه وكلِّف غيري به؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: وما لك؟ فقال: سَمِعْتُك تقول كذا وكذا، أي: في الوَعِيدِ على العملِ، وهو لا يَخلُو من الزَّلَلِ؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: وأنا أَقُولُه الآنَ، أي ما سَبَق مِنَ القولِ: مَنِ استَعْمَلْناه منكم (أي: جعلناه عاملًا) على عملٍ، فَلْيَجِئْ بقَلِيلِه وكثيرِه، فما أُوتِيَ منه (أي: أُعْطِيَ مِن ذلك العملِ) أخَذ، وما نُهِيَ عنه انتَهى، أي: وما مُنِع مِن أخذِه امْتَنَع عنه، وهذا تأكيدٌ لِمَا قَبْلَه.
في هذا الحديثِ: النهيُ عن الخِيانَةِ.
وفيه: النهيُ عن الغُلولِ.
صحيح مسلم
من استعملناهُ منكُم على عملٍ ، فكتمنا مخيطًا فما فوقهُ ، كان غلولا يأتي بهِ يومَ القيامةِ . قال : فقامَ إليهِ رجلٌ أسودٌ ، من الأنصارِ . كأني أنظرُ إليهِ . فقال : يا رسولَ اللهِ ! اقْبِلْ عنّي عملكَ . قال ومالكَ ؟ قال : سمعتك تقولُ كذا وكذا . قال : وأنا أقولهُ الآن . من استعملناهُ منكم على عملٍ فليجيء بقليلهِ وكثيرهِ . فما أوتِي منه أخذَ . وما نُهِي عنهُ انتهى
شرح الحديث
يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ "مَنِ اسْتَعْمَلْناه منكم" أي: جَعَلْناه عامِلًا على عملٍ؛ فكَتَمَنا، أي: أَخْفَى علينا؛ مَخِيطًا، أي: إِبْرَةً؛ فما فَوْقَهُ، أي: فشيئًا يكونُ فَوْقَه في الصِّغَرِ أو الكِبَرِ؛ كان، أي ذلك الكِتْمَانُ "غُلُولًا" أي: خِيَانَةً في الغَنِيمَةِ؛ يأتي به، أي: بِمَا غَلَّ؛ يومَ القيامةِ، تَفضِيحًا له؛ فقام إليه رَجُلٌ أَسْوَدُ مِنَ الأنصارِ (خوفًا على نفسِه من الهلاكِ والبَوارِ)، فقال: يا رسولَ الله، اقْبَلْ عنِّي عَمَلَك، أي: أَقِلْنِي منه وكلِّف غيري به؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: وما لك؟ فقال: سَمِعْتُك تقول كذا وكذا، أي: في الوَعِيدِ على العملِ، وهو لا يَخلُو من الزَّلَلِ؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: وأنا أَقُولُه الآنَ، أي ما سَبَق مِنَ القولِ: مَنِ استَعْمَلْناه منكم (أي: جعلناه عاملًا) على عملٍ، فَلْيَجِئْ بقَلِيلِه وكثيرِه، فما أُوتِيَ منه (أي: أُعْطِيَ مِن ذلك العملِ) أخَذ، وما نُهِيَ عنه انتَهى، أي: وما مُنِع مِن أخذِه امْتَنَع عنه، وهذا تأكيدٌ لِمَا قَبْلَه. في هذا الحديثِ: النهيُ عن الخِيانَةِ. وفيه: النهيُ عن الغُلولِ.