من خيرِ معاشِ الناسِ لهم ، رجلٌ ممسكٌ عنانَ فرسِه في سبيلِ اللهِ. يطيرُ على متنِه. كلما سمع هيعةً أو فزعةً طار عليه. يبتغي القتلَ والموتَ مظانَّه. أو رجلٌ في غنيمةٍ في رأسِ شعفةٍ من هذه الشعفِ. أو بطنِ وادٍ من هذه الأوديةِ. يقيمُ الصلاةَ ويؤتي الزكاةَ. ويعبدُ ربَّه حتى يأتيَه اليقينُ. ليس من الناسِ إلا في خيرٍ. وفي روايةٍ: في شعبةٍ من هذه الشعابِ
شرح الحديث
في هذا الحديثِ يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه مِن خيرِ مَعَاشِ النَّاسِ لهم، أي: مَعَاشُ رَجُلٍ هذا شأنُه مِن خيرِ مَعاشِهم النَّافِع لهم؛ رَجُلٌ مُمْسِكٌ "عِنَانَ" فَرَسِه في سبيلِ الله، أي: لِجَامَه وزِمَامَه، يُرِيدُ أنَّه مُراقِبٌ لِحَرَكاتِ العَدُوِّ ومُتأهِّبٌ لِلقائِه ومُستَعِدٌّ لِقتالِه؛ يَطِيرُ على مَتْنِه، أي: يُسرِعُ راكبًا على ظهرِه؛ كُلَّمَا سِمِعَ "هَيْعَةً"، أي: صَيْحَةً يُفزَعُ منها ويُجْبَن؛ أو فَزْعَةً، أي: مرَّةً مِن الاستِغاثَةِ؛ طارَ عليه، أي: أسرَعَ راكبًا على ظَهْرِ فَرَسِه طائِرًا إلى الهَيْعَةِ أو الفَزْعَةِ؛ يَبتغِي القَتْلَ والموتَ مَظَانَّهُ، أي: لا يُبالِي ولا يَحْتَرِزُ منه، بل يَطلُبُه حيثُ يَظُنُّ أنَّه يكون؛ أو رَجُلٌ في غُنَيْمَةٍ، أي: في مَعاشِه، والمُرادُ: قِطْعَةُ غَنَمٍ؛ في رأسِ "شَعَفَةٍ مِن هذه الشَّعَفِ" أي: أَعْلَى رأسِ الجَبَلِ، وفي روايةٍ: في "شُعْبَةٍ" مِن هذه الشِّعَابِ، وهي الطُّرُقُ في الجِبالِ؛ أو في بَطْنِ وادٍ مِن هذه الأَوْدِيَةِ، يُقِيمُ الصَّلاةَ، ويُؤتِي الزَّكاةَ، أي: إنْ كان ممَّن مَلَك نِصابَها واستُحقَّتْ عليه بشُروطِها؛ ويَعبُدُ ربَّه حتَّى يَأتِيَه اليَقِينُ، أي: الموتُ؛ سُمِّيَ به لأنَّه لا شَكَّ في تحقيقِ وُقوعِه؛ ليس (أي: كلُّ واحدٍ مِنَ الرَّجُلَيْنِ، أو الثاني، وهو أقرَبُ) مِنَ الناسِ (أي: مِن أُمورِهم) إلَّا في خيرٍ (أي: في أمرِ خيرٍ).
في الحديثِ: فَضِيلَةُ القتلِ أو الموتِ في سَبِيلِ الله.
وفيه: فضيلةُ اعتِزالِ الناسِ عندَ وُقوعِ الفِتنَةِ.
وفيه: أهمِّيَّةُ الصَّلاةِ والزَّكاةِ، وعدمُ تَركِهما.
صحيح مسلم
من خيرِ معاشِ الناسِ لهم ، رجلٌ ممسكٌ عنانَ فرسِه في سبيلِ اللهِ. يطيرُ على متنِه. كلما سمع هيعةً أو فزعةً طار عليه. يبتغي القتلَ والموتَ مظانَّه. أو رجلٌ في غنيمةٍ في رأسِ شعفةٍ من هذه الشعفِ. أو بطنِ وادٍ من هذه الأوديةِ. يقيمُ الصلاةَ ويؤتي الزكاةَ. ويعبدُ ربَّه حتى يأتيَه اليقينُ. ليس من الناسِ إلا في خيرٍ. وفي روايةٍ: في شعبةٍ من هذه الشعابِ
شرح الحديث
في هذا الحديثِ يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه مِن خيرِ مَعَاشِ النَّاسِ لهم، أي: مَعَاشُ رَجُلٍ هذا شأنُه مِن خيرِ مَعاشِهم النَّافِع لهم؛ رَجُلٌ مُمْسِكٌ "عِنَانَ" فَرَسِه في سبيلِ الله، أي: لِجَامَه وزِمَامَه، يُرِيدُ أنَّه مُراقِبٌ لِحَرَكاتِ العَدُوِّ ومُتأهِّبٌ لِلقائِه ومُستَعِدٌّ لِقتالِه؛ يَطِيرُ على مَتْنِه، أي: يُسرِعُ راكبًا على ظهرِه؛ كُلَّمَا سِمِعَ "هَيْعَةً"، أي: صَيْحَةً يُفزَعُ منها ويُجْبَن؛ أو فَزْعَةً، أي: مرَّةً مِن الاستِغاثَةِ؛ طارَ عليه، أي: أسرَعَ راكبًا على ظَهْرِ فَرَسِه طائِرًا إلى الهَيْعَةِ أو الفَزْعَةِ؛ يَبتغِي القَتْلَ والموتَ مَظَانَّهُ، أي: لا يُبالِي ولا يَحْتَرِزُ منه، بل يَطلُبُه حيثُ يَظُنُّ أنَّه يكون؛ أو رَجُلٌ في غُنَيْمَةٍ، أي: في مَعاشِه، والمُرادُ: قِطْعَةُ غَنَمٍ؛ في رأسِ "شَعَفَةٍ مِن هذه الشَّعَفِ" أي: أَعْلَى رأسِ الجَبَلِ، وفي روايةٍ: في "شُعْبَةٍ" مِن هذه الشِّعَابِ، وهي الطُّرُقُ في الجِبالِ؛ أو في بَطْنِ وادٍ مِن هذه الأَوْدِيَةِ، يُقِيمُ الصَّلاةَ، ويُؤتِي الزَّكاةَ، أي: إنْ كان ممَّن مَلَك نِصابَها واستُحقَّتْ عليه بشُروطِها؛ ويَعبُدُ ربَّه حتَّى يَأتِيَه اليَقِينُ، أي: الموتُ؛ سُمِّيَ به لأنَّه لا شَكَّ في تحقيقِ وُقوعِه؛ ليس (أي: كلُّ واحدٍ مِنَ الرَّجُلَيْنِ، أو الثاني، وهو أقرَبُ) مِنَ الناسِ (أي: مِن أُمورِهم) إلَّا في خيرٍ (أي: في أمرِ خيرٍ). في الحديثِ: فَضِيلَةُ القتلِ أو الموتِ في سَبِيلِ الله. وفيه: فضيلةُ اعتِزالِ الناسِ عندَ وُقوعِ الفِتنَةِ. وفيه: أهمِّيَّةُ الصَّلاةِ والزَّكاةِ، وعدمُ تَركِهما.