حُرمَةُ نِساءِ المُجاهِدينَ على القاعِدينَ ، كحُرمَةِ أُمَّهاتِهم. وما مِن رجُلٍ منَ القاعِدينَ يَخلُفُ رجُلًا منَ المُجاهِدينَ في أهلِه ، فيَخونُه فيهِم ، إلَّا وقَف له يومَ القيامَةِ ، فيَأخُذُ من عمَلِه ما شاء. فما ظَنُّكم ؟. وفي روايةٍ: فقال:..."> حُرمَةُ نِساءِ المُجاهِدينَ على القاعِدينَ ، كحُرمَةِ أُمَّهاتِهم. وما مِن رجُلٍ منَ القاعِدينَ يَخلُفُ رجُلًا منَ المُجاهِدينَ في أهلِه ، فيَخونُه فيهِم ، إلَّا وقَف له يومَ القيامَةِ ، فيَأخُذُ من عمَلِه ما شاء. فما ظَنُّكم ؟. وفي روايةٍ: فقال:..." /> حُرمَةُ نِساءِ المُجاهِدينَ على القاعِدينَ ، كحُرمَةِ أُمَّهاتِهم. وما مِن رجُلٍ منَ القاعِدينَ يَخلُفُ رجُلًا منَ المُجاهِدينَ في أهلِه ، فيَخونُه فيهِم ، إلَّا وقَف له يومَ القيامَةِ ، فيَأخُذُ من عمَلِه ما شاء. فما ظَنُّكم ؟. وفي روايةٍ: فقال:..." />

حُرمَةُ نِساءِ المُجاهِدينَ على القاعِدينَ ، كحُرمَةِ أُمَّهاتِهم. وما مِن رجُلٍ منَ القاعِدينَ يَخلُفُ رجُلًا منَ المُجاهِدينَ في أهلِه ، فيَخونُه فيهِم ، إلَّا وقَف له يومَ القيامَةِ ، فيَأخُذُ من عمَلِه ما شاء. فما ظَنُّكم ؟. وفي روايةٍ: فقال: فخُذْ من حسَناتِه ما شِئتَ. فالتفَت إلينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: فما ظَنُّكم ؟

شرح الحديث

إِنَّ حِمايةَ المجتمَعِ المسلِمِ لنِساءِ المُجاهدين والحِفاظَ عَليهنَّ مِمَّا يُعينُ على الجِهادِ في سبيلِ اللهِ؛ لأنَّ المُجاهدَ سيأمَنُ على مَنْ يَترُكُ من زَوجَةٍ وأبناءٍ.
قَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (حُرمَةُ نِساءِ المُجاهِدين على القاعِدين، كحُرمَةِ أُمَّهاتِهم)، شَدَّد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على حُرمَةِ نِساءِ المُجاهِدين، وغَلَّظَ مِن شأنِ النَّيلِ منهم أو انتِهاكِ حُرْمتهنَّ، وجَعَلَ نِساءَ المُجاهدين في الحُرمَةِ كأُمَّهاتِ القاعِدين، وهذه الحُرمَةُ أَكَّدَ عليها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِمَا يَتَعرَّضُ له القاعدُ منَ الدُّخولِ عليهنَّ لِقَضاءِ حَوائجِهنَّ والقِيامِ على شُؤونِهنَّ، فأكَّدَ حُرمةَ نِساءِ المُجاهدين في التَّعرُّضِ لَهُنَّ برِيبَةٍ أو فَسادٍ، كما أَكَّدَ على ضَرورةِ القيامِ بقَضاءِ حَوائِجِهنَّ ورِعايَةِ أُمورِهنَّ، كما يَرعَى الإنسانُ حُرمَةَ أُمِّه ويَقومُ على قَضاءِ حَوائِجِها، ففيه بيانُ عِظَمِ إثمِ مَن خان المجاهدَ في أهلِه ونِسائِه وخَلَفَه فيهم بِشَرٍّ، وبَيَّنَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ مَن فَعَلَ ذلك إلَّا وَقَفَ له، أي: المُجاهدُ، فيَأخذُ مِن عملِ الخائنِ ما شاء، أي: مِن حَسناتِه، كما في الرِّوايَةِ الأخرَى. وقوله: فالتفَتَ إلينا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيه: جَذبُ انتباهِ السَّامعِ بالالتِفاتِ إليه لِبيانِ أهمِّيَّةِ الكَلامِ وخُطورَتِه.
وقَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فما ظَنُّكم؟ يَعنِي ما ظَنُّكم به؟ هل يَترُكُ من عَملِه شيئًا إلَّا أخَذَه لا سيَّما مع شِدَّةِ الاحتياجِ للحَسَناتِ في ذلك اليومِ؟
أو قدْ يَكونُ المعنَى: فما ظَنُّكم باللهِ عزَّ وجلَّ أنَّه يَصنَعُ مع هذا الخائنِ مِنَ العذابِ الشَّديدِ، وفي هذا منَ الوَعيدِ والزَّجرِ والتَّهديدِ ما فيه.

صحيح مسلم

حُرمَةُ نِساءِ المُجاهِدينَ على القاعِدينَ ، كحُرمَةِ أُمَّهاتِهم. وما مِن رجُلٍ منَ القاعِدينَ يَخلُفُ رجُلًا منَ المُجاهِدينَ في أهلِه ، فيَخونُه فيهِم ، إلَّا وقَف له يومَ القيامَةِ ، فيَأخُذُ من عمَلِه ما شاء. فما ظَنُّكم ؟. وفي روايةٍ: فقال: فخُذْ من حسَناتِه ما شِئتَ. فالتفَت إلينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: فما ظَنُّكم ؟

شرح الحديث

إِنَّ حِمايةَ المجتمَعِ المسلِمِ لنِساءِ المُجاهدين والحِفاظَ عَليهنَّ مِمَّا يُعينُ على الجِهادِ في سبيلِ اللهِ؛ لأنَّ المُجاهدَ سيأمَنُ على مَنْ يَترُكُ من زَوجَةٍ وأبناءٍ. قَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (حُرمَةُ نِساءِ المُجاهِدين على القاعِدين، كحُرمَةِ أُمَّهاتِهم)، شَدَّد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على حُرمَةِ نِساءِ المُجاهِدين، وغَلَّظَ مِن شأنِ النَّيلِ منهم أو انتِهاكِ حُرْمتهنَّ، وجَعَلَ نِساءَ المُجاهدين في الحُرمَةِ كأُمَّهاتِ القاعِدين، وهذه الحُرمَةُ أَكَّدَ عليها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِمَا يَتَعرَّضُ له القاعدُ منَ الدُّخولِ عليهنَّ لِقَضاءِ حَوائجِهنَّ والقِيامِ على شُؤونِهنَّ، فأكَّدَ حُرمةَ نِساءِ المُجاهدين في التَّعرُّضِ لَهُنَّ برِيبَةٍ أو فَسادٍ، كما أَكَّدَ على ضَرورةِ القيامِ بقَضاءِ حَوائِجِهنَّ ورِعايَةِ أُمورِهنَّ، كما يَرعَى الإنسانُ حُرمَةَ أُمِّه ويَقومُ على قَضاءِ حَوائِجِها، ففيه بيانُ عِظَمِ إثمِ مَن خان المجاهدَ في أهلِه ونِسائِه وخَلَفَه فيهم بِشَرٍّ، وبَيَّنَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ مَن فَعَلَ ذلك إلَّا وَقَفَ له، أي: المُجاهدُ، فيَأخذُ مِن عملِ الخائنِ ما شاء، أي: مِن حَسناتِه، كما في الرِّوايَةِ الأخرَى. وقوله: فالتفَتَ إلينا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيه: جَذبُ انتباهِ السَّامعِ بالالتِفاتِ إليه لِبيانِ أهمِّيَّةِ الكَلامِ وخُطورَتِه. وقَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فما ظَنُّكم؟ يَعنِي ما ظَنُّكم به؟ هل يَترُكُ من عَملِه شيئًا إلَّا أخَذَه لا سيَّما مع شِدَّةِ الاحتياجِ للحَسَناتِ في ذلك اليومِ؟ أو قدْ يَكونُ المعنَى: فما ظَنُّكم باللهِ عزَّ وجلَّ أنَّه يَصنَعُ مع هذا الخائنِ مِنَ العذابِ الشَّديدِ، وفي هذا منَ الوَعيدِ والزَّجرِ والتَّهديدِ ما فيه.

صحيح مسلم
0 التعليقات 0 المشاركات 96 مشاهدة 0 معاينة