إنَّ أولَ الناسِ يُقضى يومَ القيامَةِ عليه ، رجُلٌ استُشهِد. فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: قاتَلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه حتى..."> إنَّ أولَ الناسِ يُقضى يومَ القيامَةِ عليه ، رجُلٌ استُشهِد. فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: قاتَلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه حتى..." /> إنَّ أولَ الناسِ يُقضى يومَ القيامَةِ عليه ، رجُلٌ استُشهِد. فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: قاتَلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه حتى..." />

إنَّ أولَ الناسِ يُقضى يومَ القيامَةِ عليه ، رجُلٌ استُشهِد. فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: قاتَلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه حتى أُلقِيَ في النارِ. ورجُلٌ تعلَّم العِلمَ وعلَّمه وقرَأ القرآنَ. فأُتِي به. فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: تعلَّمتُ العِلمَ وعلَّمتُه وقرَأتُ فيكَ القرآنَ. قال: كذَبتَ ولكنَّكَ تعلَّمتَ العِلمَ لِيُقالَ عالِمٌ. وقرَأتُ القُرآنَ لِيُقالَ هو قارِئٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقِي في النارِ. ورجُلٌ وسَّع اللهُ عليه وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كلِّه. فأتَى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: ما ترَكتُ مِن سبيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنفَقَ فيها إلَّا أنفَقتُ فيها لكَ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ فعَلتَ لِيُقالَ هو جَوَادٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه. ثم أُلقِي في النارِ

شرح الحديث

يَحكي أبو هُرَيْرَةَ رضِي اللهُ عنه أنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقضَى عليه، أي: يُحاسَبُ ويُسأَلُ عَن أفعالِه يومَ القيامةِ، الأوَّلُ: رجلٌ اسْتُشهِدَ، أي: قُتِلَ في سبيلِ اللهِ فأُتِيَ به، أي: بِالرَّجلِ لِلحسابِ فعرَّفَه، أي: ذَكَّره تعالى نِعمتَه فعَرَفَها، أي: فاعترفَ بها وتذكَّرَها فَكأنَّه مِنَ الهولِ والشِّدَّةِ نَسيِها وذَهَلَ عنها، فَسُئِلَ ما عمِلْتَ فيها؟ أي: في مُقابَلتِها شكرًا لها؟ فأجابَ الرَّجلُ: قاتَلْتُ فيك، أي: جاهدْتُ لِأجلِك، فَقيلَ: كذبْتَ، أي: في دعوى الإخلاص؛ لِأنْ يقالَ جَريءٌ، أي: لأنْ يُقالَ في حقِّك أنَّك جريءٌ، أي: شجاعٌ، فقد قِيلَ، أي: ذلك القولُ في شأنِكَ، فحصَلَ مَقصودُك وغَرضُك، ثُمَّ أُمِرَ به، أي: قِيلَ لِخزنةِ جهنَّمَ: أَلْقُوه في النَّارِ، فَسُحِبَ، أي: جُرَّ عَلى وَجْهِه حتَّى أُلقِيَ في النَّارِ.
والثَّاني: وَرجلٌ تَعلَّمَ العلمَ الشَّرعِيَّ وعلَّمَه النَّاسَ وقرأَ القرآنَ، فأُتِيَ به إلى محضرِ الحسابِ، فَسُئلَ: ما عمِلْتَ فيها؟ أي: هل صَرفْتَها في مَرضاتي أم في غيرِها؟ فَأجابَ: تعلَّمتُ العلمَ وعلَّمْتُه، وقرأتُ فيكَ القرآنَ، أي: صرفْتُ نِعمتي الَّتي أنعمْتَ بها علَيَّ في الاشتغالِ بِالعلمِ والعملِ والقراءةِ؛ ابتغاءً لِوجهِك وشكرًا لِنعمَتِك، فقيل: تعلَمْتَ العلمَ؛ لِيقالَ: إنَّك عالِمٌ وعلَّمتَ العلمَ؛ لِيُقالَ: إنَّك مُعلِّمٌ فقد قيلَ لك عالِمٌ وقارئٌ، فَما لك عندَنَا أجْرٌ، ثُمَّ أُمِرَ به، أي: قِيلَ لِخزنِة جهنَّمَ: أَلْقُوه في النَّارِ، فَسُحِبَ، أي: جُرَّ على وجْهِه حتَّى أُلقِيَ في النَّارِ.
والثَّالثُ: رَجلٌ وسَّعَ اللهُ عليه، أي: كثَّرَ مالَه وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كلِّهِ كَالنُّقودِ، والمتاعِ، والعقارِ، والْمَواشي، فسُئِلَ ما عَمِلْتَ فيها؟ أي: في مُقابلةِ النِّعمِ، أو في الأموال؟ فَأجابَ: ما تركْتُ مِن سبيلٍ، أي: طريقٍ تُحبُّ أنْ يُنفقَ فيها إلَّا أنْفقْتُ فيها لك، فَقيلَ: كذَبْتَ، أي: في قولِك ولكنَّكَ فعلْتَ؛ لِيُقالَ هو جوادٌ، أي: سَخِيٌّ كريمٌ، فقد قيلَ، ثُمَّ أُمرَ به، أي: قِيلَ لِخزنةِ جهنَّمَ: أَلقُوه في النَّارِ، فَسُحبَ، أي: جُرَّ على وجهِه حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ.
في الحديثِ: أهميَّةُ الإخلاصِ في الأعمالِ

صحيح مسلم

إنَّ أولَ الناسِ يُقضى يومَ القيامَةِ عليه ، رجُلٌ استُشهِد. فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: قاتَلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه حتى أُلقِيَ في النارِ. ورجُلٌ تعلَّم العِلمَ وعلَّمه وقرَأ القرآنَ. فأُتِي به. فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: تعلَّمتُ العِلمَ وعلَّمتُه وقرَأتُ فيكَ القرآنَ. قال: كذَبتَ ولكنَّكَ تعلَّمتَ العِلمَ لِيُقالَ عالِمٌ. وقرَأتُ القُرآنَ لِيُقالَ هو قارِئٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقِي في النارِ. ورجُلٌ وسَّع اللهُ عليه وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كلِّه. فأتَى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: ما ترَكتُ مِن سبيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنفَقَ فيها إلَّا أنفَقتُ فيها لكَ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ فعَلتَ لِيُقالَ هو جَوَادٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه. ثم أُلقِي في النارِ

شرح الحديث

يَحكي أبو هُرَيْرَةَ رضِي اللهُ عنه أنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقضَى عليه، أي: يُحاسَبُ ويُسأَلُ عَن أفعالِه يومَ القيامةِ، الأوَّلُ: رجلٌ اسْتُشهِدَ، أي: قُتِلَ في سبيلِ اللهِ فأُتِيَ به، أي: بِالرَّجلِ لِلحسابِ فعرَّفَه، أي: ذَكَّره تعالى نِعمتَه فعَرَفَها، أي: فاعترفَ بها وتذكَّرَها فَكأنَّه مِنَ الهولِ والشِّدَّةِ نَسيِها وذَهَلَ عنها، فَسُئِلَ ما عمِلْتَ فيها؟ أي: في مُقابَلتِها شكرًا لها؟ فأجابَ الرَّجلُ: قاتَلْتُ فيك، أي: جاهدْتُ لِأجلِك، فَقيلَ: كذبْتَ، أي: في دعوى الإخلاص؛ لِأنْ يقالَ جَريءٌ، أي: لأنْ يُقالَ في حقِّك أنَّك جريءٌ، أي: شجاعٌ، فقد قِيلَ، أي: ذلك القولُ في شأنِكَ، فحصَلَ مَقصودُك وغَرضُك، ثُمَّ أُمِرَ به، أي: قِيلَ لِخزنةِ جهنَّمَ: أَلْقُوه في النَّارِ، فَسُحِبَ، أي: جُرَّ عَلى وَجْهِه حتَّى أُلقِيَ في النَّارِ. والثَّاني: وَرجلٌ تَعلَّمَ العلمَ الشَّرعِيَّ وعلَّمَه النَّاسَ وقرأَ القرآنَ، فأُتِيَ به إلى محضرِ الحسابِ، فَسُئلَ: ما عمِلْتَ فيها؟ أي: هل صَرفْتَها في مَرضاتي أم في غيرِها؟ فَأجابَ: تعلَّمتُ العلمَ وعلَّمْتُه، وقرأتُ فيكَ القرآنَ، أي: صرفْتُ نِعمتي الَّتي أنعمْتَ بها علَيَّ في الاشتغالِ بِالعلمِ والعملِ والقراءةِ؛ ابتغاءً لِوجهِك وشكرًا لِنعمَتِك، فقيل: تعلَمْتَ العلمَ؛ لِيقالَ: إنَّك عالِمٌ وعلَّمتَ العلمَ؛ لِيُقالَ: إنَّك مُعلِّمٌ فقد قيلَ لك عالِمٌ وقارئٌ، فَما لك عندَنَا أجْرٌ، ثُمَّ أُمِرَ به، أي: قِيلَ لِخزنِة جهنَّمَ: أَلْقُوه في النَّارِ، فَسُحِبَ، أي: جُرَّ على وجْهِه حتَّى أُلقِيَ في النَّارِ. والثَّالثُ: رَجلٌ وسَّعَ اللهُ عليه، أي: كثَّرَ مالَه وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كلِّهِ كَالنُّقودِ، والمتاعِ، والعقارِ، والْمَواشي، فسُئِلَ ما عَمِلْتَ فيها؟ أي: في مُقابلةِ النِّعمِ، أو في الأموال؟ فَأجابَ: ما تركْتُ مِن سبيلٍ، أي: طريقٍ تُحبُّ أنْ يُنفقَ فيها إلَّا أنْفقْتُ فيها لك، فَقيلَ: كذَبْتَ، أي: في قولِك ولكنَّكَ فعلْتَ؛ لِيُقالَ هو جوادٌ، أي: سَخِيٌّ كريمٌ، فقد قيلَ، ثُمَّ أُمرَ به، أي: قِيلَ لِخزنةِ جهنَّمَ: أَلقُوه في النَّارِ، فَسُحبَ، أي: جُرَّ على وجهِه حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ. في الحديثِ: أهميَّةُ الإخلاصِ في الأعمالِ

صحيح مسلم
0 Comments 0 Shares 80 Views 0 Reviews