ما تعدُّونَ الشَّهيدَ فيكُم ؟ قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، مَن قُتِلَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ ، قالَ : إنَّ شُهَداءَ أمَّتي إذًا لقليلٌ ، قالوا : فمَن هم يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : مَن قُتِلَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ ، ومن ماتَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ ، ومَن ماتَ في الطَّاعونِ فَهوَ شَهيدٌ ، ومَن ماتَ في البَطنِ فَهوَ شَهيدٌ ، قالَ ابنُ مِقسَمٍ : أشهدُ على أبيكَ في هذا الحديثِ أنَّهُ قالَ : والغَريقُ شَهيدٌ . وفي روايةٍ : قالَ عبيدُ اللَّهِ بنُ مِقسمٍ ، أشهدُ على أخيكَ أنَّهُ زادَ في هذا الحديثِ ومن غرِقَ فَهوَ شَهيدٌ وفي روايةٍ زادَ فيِهِ والغَرِقُ شهيدٌ
شرح الحديث
الشَّهادةُ في سبيلِ اللهِ تعالى مَنزِلةٌ عظيمةٌ، ومَرتَبةٌ جليلةٌ، أَجْرُهَا عظيمٌ، وثوابُها كبيرٌ، وأنواعُ الشَّهادةِ كثيرةٌ مُتَعَدِّدَةٌ؛ فَأَشْرَفُهَا القَتْلُ في سبيلِ اللهِ تعالى، ومنها: الموتُ بالطاعونِ أو الغَرَقِ أو مرضِ البَطْنِ أو الهَدْمِ.
وفي هذا الحديثِ يسألُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصَّحابةَ معلِّمًا لهم، فيقولُ: "ما تَعدُّونَ الشَّهيدَ فيكُم؟"، أي: مَنْ تَظنُّون أنَّه شهيدٌ، وتَحتسِبونه عِنْدَ اللهِ مِنَ الشُّهداءِ؟ "قالوا"، أي: الصَّحابةُ، "يا رسولَ اللهِ، مَنْ قُتِلَ في سبيلِ اللهِ فَهوَ شَهيدٌ"، أي: إنَّ الشَّهيدَ عِندنا- يا رسولَ اللهِ- هو مَنْ يُقتَلُ في أرضِ المعركةِ، وهو يُحارِبُ في سبيلِ اللهِ، "قال"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ شُهَداءَ أمَّتي إذًا لقليلٌ"، أي: لو كان الشَّهيدُ فقط هو مَنْ يَموتُ في أرضِ المعارِكِ وهو يُحارِبُ في سبيلِ اللهِ، فشهداءُ المسلِمين إذنْ لقليلٌ، "قالوا"، أي: الصَّحابةُ، "فمَنْ هُمْ يا رسولَ اللهِ؟"، أي: فَمَنْ هُمُ الَّذين يُعَدُّونَ شُهداءَ، غَيْرَ مَنْ يُقتَلُ في سبيلِ اللهِ، يا رسولَ اللهِ؟ "قال"، أي: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "مَن قُتِلَ في سبيلِ اللهِ فَهوَ شَهيدٌ"، أي: مَنْ قُتِلَ في المعارِكِ، وهو يُقاتِلُ في سبيلِ اللهِ، فهو مِنَ الشُّهداءِ، "ومَنْ ماتَ في سبيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ"، أي: وَمَنْ مات وهو يُجاهِدُ في سبيلِ اللهِ، وَإِنْ لم يُقتَلْ، فهو مِنَ الشُّهداءِ، وسبيلُ اللهِ واسِعٌ يَشمَلُ أعمالًا كثيرةً مِنَ الخيرِ الَّذي يُبْتَغَى فيه وجهُ اللهِ، "وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعونِ فَهُوَ شَهِيدٌ"، أي: وَمَنْ مات بمرضِ الطَّاعونِ فهو مِنَ الشُّهداءِ، والطاعون؛ َقِيلَ: هو كُلُّ وَبَاءٍ طاعونٌ، وقدْ جاءَ تَفسيرُه عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بَعضِ الرِّوايات بأنَّه طَعنُ الجنِّ. وفي روايةٍ أخرى: أنَّه "غُدَّةٌ كغُدَّة البَعير"، أي: ورمٌ ظاهرٌ يظهرُ في الجِلدِ الرَّقيقِ الضَّعيف، وتحتَ آباطِ الذِّارعين، وهذا مِن رَحمةِ الله بالمؤمنِينَ مِن أُمَّةِ الإسلامِ. وقيل: إنَّ كُلَّ وَبَاءٍ طاعونٌ. "وَمَنْ ماتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ"، أي: وَمَنْ مات بمرَضٍ في بطنِهِ؛ كالاستسقاءِ والإسهالِ ونحوِهِمَا، فهو مِنَ الشُّهداءِ.
والمُرادُ بِشَهادةِ هؤلاءِ كُلِّهم غيرِ المقتولِ في سبيلِ اللهِ أنَّهم يكونُ لهم في الآخِرةِ ثوابُ الشُّهداءِ، وأمَّا في الدُّنيا فَيُغَسَّلُونَ وَيُصَلَّى عليهم.( ).
صحيح مسلم
ما تعدُّونَ الشَّهيدَ فيكُم ؟ قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، مَن قُتِلَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ ، قالَ : إنَّ شُهَداءَ أمَّتي إذًا لقليلٌ ، قالوا : فمَن هم يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : مَن قُتِلَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ ، ومن ماتَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ ، ومَن ماتَ في الطَّاعونِ فَهوَ شَهيدٌ ، ومَن ماتَ في البَطنِ فَهوَ شَهيدٌ ، قالَ ابنُ مِقسَمٍ : أشهدُ على أبيكَ في هذا الحديثِ أنَّهُ قالَ : والغَريقُ شَهيدٌ . وفي روايةٍ : قالَ عبيدُ اللَّهِ بنُ مِقسمٍ ، أشهدُ على أخيكَ أنَّهُ زادَ في هذا الحديثِ ومن غرِقَ فَهوَ شَهيدٌ وفي روايةٍ زادَ فيِهِ والغَرِقُ شهيدٌ
شرح الحديث
الشَّهادةُ في سبيلِ اللهِ تعالى مَنزِلةٌ عظيمةٌ، ومَرتَبةٌ جليلةٌ، أَجْرُهَا عظيمٌ، وثوابُها كبيرٌ، وأنواعُ الشَّهادةِ كثيرةٌ مُتَعَدِّدَةٌ؛ فَأَشْرَفُهَا القَتْلُ في سبيلِ اللهِ تعالى، ومنها: الموتُ بالطاعونِ أو الغَرَقِ أو مرضِ البَطْنِ أو الهَدْمِ. وفي هذا الحديثِ يسألُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصَّحابةَ معلِّمًا لهم، فيقولُ: "ما تَعدُّونَ الشَّهيدَ فيكُم؟"، أي: مَنْ تَظنُّون أنَّه شهيدٌ، وتَحتسِبونه عِنْدَ اللهِ مِنَ الشُّهداءِ؟ "قالوا"، أي: الصَّحابةُ، "يا رسولَ اللهِ، مَنْ قُتِلَ في سبيلِ اللهِ فَهوَ شَهيدٌ"، أي: إنَّ الشَّهيدَ عِندنا- يا رسولَ اللهِ- هو مَنْ يُقتَلُ في أرضِ المعركةِ، وهو يُحارِبُ في سبيلِ اللهِ، "قال"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ شُهَداءَ أمَّتي إذًا لقليلٌ"، أي: لو كان الشَّهيدُ فقط هو مَنْ يَموتُ في أرضِ المعارِكِ وهو يُحارِبُ في سبيلِ اللهِ، فشهداءُ المسلِمين إذنْ لقليلٌ، "قالوا"، أي: الصَّحابةُ، "فمَنْ هُمْ يا رسولَ اللهِ؟"، أي: فَمَنْ هُمُ الَّذين يُعَدُّونَ شُهداءَ، غَيْرَ مَنْ يُقتَلُ في سبيلِ اللهِ، يا رسولَ اللهِ؟ "قال"، أي: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "مَن قُتِلَ في سبيلِ اللهِ فَهوَ شَهيدٌ"، أي: مَنْ قُتِلَ في المعارِكِ، وهو يُقاتِلُ في سبيلِ اللهِ، فهو مِنَ الشُّهداءِ، "ومَنْ ماتَ في سبيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ"، أي: وَمَنْ مات وهو يُجاهِدُ في سبيلِ اللهِ، وَإِنْ لم يُقتَلْ، فهو مِنَ الشُّهداءِ، وسبيلُ اللهِ واسِعٌ يَشمَلُ أعمالًا كثيرةً مِنَ الخيرِ الَّذي يُبْتَغَى فيه وجهُ اللهِ، "وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعونِ فَهُوَ شَهِيدٌ"، أي: وَمَنْ مات بمرضِ الطَّاعونِ فهو مِنَ الشُّهداءِ، والطاعون؛ َقِيلَ: هو كُلُّ وَبَاءٍ طاعونٌ، وقدْ جاءَ تَفسيرُه عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بَعضِ الرِّوايات بأنَّه طَعنُ الجنِّ. وفي روايةٍ أخرى: أنَّه "غُدَّةٌ كغُدَّة البَعير"، أي: ورمٌ ظاهرٌ يظهرُ في الجِلدِ الرَّقيقِ الضَّعيف، وتحتَ آباطِ الذِّارعين، وهذا مِن رَحمةِ الله بالمؤمنِينَ مِن أُمَّةِ الإسلامِ. وقيل: إنَّ كُلَّ وَبَاءٍ طاعونٌ. "وَمَنْ ماتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ"، أي: وَمَنْ مات بمرَضٍ في بطنِهِ؛ كالاستسقاءِ والإسهالِ ونحوِهِمَا، فهو مِنَ الشُّهداءِ. والمُرادُ بِشَهادةِ هؤلاءِ كُلِّهم غيرِ المقتولِ في سبيلِ اللهِ أنَّهم يكونُ لهم في الآخِرةِ ثوابُ الشُّهداءِ، وأمَّا في الدُّنيا فَيُغَسَّلُونَ وَيُصَلَّى عليهم.( ).