لَن يَبرحَ هذا الدِّينُ قائمًا ، يُقاتلُ عليهِ عِصابةٌ منَ المُسلِمينَ ، حتَّى تقومَ السَّاعةُ
شرح الحديث
الْخَيْرُ باقٍ في هذه الأُمَّةِ لا يَنقطِعُ حتَّى تَقومَ السَّاعةُ. وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه لن يَبرَحَ هذا الدِّينُ قائمًا، أي: إنَّ هذا الدِّينَ وهو الَّذي بَعثَ اللهُ به خاتَمَ رُسلِه لم يَزلْ قائمًا بسَبَبِ قِتالِ عِصابةٍ، أي: طائفَةٍ من المسلِمين على هذا الدينِ، حتَّى تَقومَ السَّاعةُ، أي: قُربَ قِيامِها؛ لأنَّ السَّاعةَ لا تَقومُ إلَّا على شِرارِ الخَلقِ، وسَوفَ تَأتِي رِيحٌ طيِّبَةٌ تَقبِضُ أرواحَ المؤمنينِ قُبيلَ السَّاعةِ. وقد اختُلِفَ في المَقصودِ بهذِه الطَّائفةِ، وكذلك اختُلِف في مَكانها؛ فقيل: هُم العُلماءُ والفقهاء، وقيل: هُم أصحابُ الحديثِ، وقيل: هُم المُجاهِدُون في سَبيلِ اللهِ تعالى، وقدْ ورَدَ أنَّهم بالشَّام، وأنَّهم ببيتِ المقدسِ وأكنافِ بيتِ المقدس، وورَد أنَّ آخِرَهم بِبيتِ المقْدِسِ، والأولى الجَمْعُ بين هذه الأقوال كلِّها بأنَّ هذه الطَّائفةَ تكون مُتناثِرةً بَينَ طَوائفِ الأُمَّةِ؛ فَمنَ المُمكنِ أن يَكونوا مِنَ العُلماءِ والمُجاهِدين والفُقهاءِ والآمِرين بالمَعروفِ والنَّاهينَ عنِ المُنكرِ، وقَدْ يَكونون مُجتمِعينَ في مَكانٍ أو مُتفرِّقينَ في البُلدانِ.
وهذا الحديثُ آيةٌ على صِدقِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لأنَّه مُنذُ أخبَرَ بذلكَ وهذه الطَّائفَةُ لا تَزالُ مَوجودَةً في الأُمَّةِ لم تَنقَطِعْ في زَمانٍ منَ الأزمنَةِ.
صحيح مسلم
لَن يَبرحَ هذا الدِّينُ قائمًا ، يُقاتلُ عليهِ عِصابةٌ منَ المُسلِمينَ ، حتَّى تقومَ السَّاعةُ
شرح الحديث
الْخَيْرُ باقٍ في هذه الأُمَّةِ لا يَنقطِعُ حتَّى تَقومَ السَّاعةُ. وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه لن يَبرَحَ هذا الدِّينُ قائمًا، أي: إنَّ هذا الدِّينَ وهو الَّذي بَعثَ اللهُ به خاتَمَ رُسلِه لم يَزلْ قائمًا بسَبَبِ قِتالِ عِصابةٍ، أي: طائفَةٍ من المسلِمين على هذا الدينِ، حتَّى تَقومَ السَّاعةُ، أي: قُربَ قِيامِها؛ لأنَّ السَّاعةَ لا تَقومُ إلَّا على شِرارِ الخَلقِ، وسَوفَ تَأتِي رِيحٌ طيِّبَةٌ تَقبِضُ أرواحَ المؤمنينِ قُبيلَ السَّاعةِ. وقد اختُلِفَ في المَقصودِ بهذِه الطَّائفةِ، وكذلك اختُلِف في مَكانها؛ فقيل: هُم العُلماءُ والفقهاء، وقيل: هُم أصحابُ الحديثِ، وقيل: هُم المُجاهِدُون في سَبيلِ اللهِ تعالى، وقدْ ورَدَ أنَّهم بالشَّام، وأنَّهم ببيتِ المقدسِ وأكنافِ بيتِ المقدس، وورَد أنَّ آخِرَهم بِبيتِ المقْدِسِ، والأولى الجَمْعُ بين هذه الأقوال كلِّها بأنَّ هذه الطَّائفةَ تكون مُتناثِرةً بَينَ طَوائفِ الأُمَّةِ؛ فَمنَ المُمكنِ أن يَكونوا مِنَ العُلماءِ والمُجاهِدين والفُقهاءِ والآمِرين بالمَعروفِ والنَّاهينَ عنِ المُنكرِ، وقَدْ يَكونون مُجتمِعينَ في مَكانٍ أو مُتفرِّقينَ في البُلدانِ. وهذا الحديثُ آيةٌ على صِدقِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لأنَّه مُنذُ أخبَرَ بذلكَ وهذه الطَّائفَةُ لا تَزالُ مَوجودَةً في الأُمَّةِ لم تَنقَطِعْ في زَمانٍ منَ الأزمنَةِ.