غزوة حنين

ما بعد الفتح دخل رسول الله مكة فى اليوم العشرين من رمضان سنة ثمان من الهجرة ، و ظل بها قرابة عشرين يوما يرتب شئونها و يصلح أحوالها و يخرج بها من جو الشرك..."> غزوة حنين

ما بعد الفتح دخل رسول الله مكة فى اليوم العشرين من رمضان سنة ثمان من الهجرة ، و ظل بها قرابة عشرين يوما يرتب شئونها و يصلح أحوالها و يخرج بها من جو الشرك..." /> غزوة حنين

ما بعد الفتح دخل رسول الله مكة فى اليوم العشرين من رمضان سنة ثمان من الهجرة ، و ظل بها قرابة عشرين يوما يرتب شئونها و يصلح أحوالها و يخرج بها من جو الشرك..." />

غزوة حنين

ما بعد الفتح
دخل رسول الله مكة فى اليوم العشرين من رمضان سنة ثمان من الهجرة ، و ظل بها قرابة عشرين يوما يرتب شئونها و يصلح أحوالها و يخرج بها من جو الشرك و الوثنية إلى جو الإسلام و التوحيد ، فأمر بلالا أن يؤذن فوق الكعبة ، فصعد بلال على ظهرها و جعل يؤذن

ثم أقيمت الصلاة فقام رسول الله يصلى بالناس فى حرم البيت ، و قام معه الناس فى صفوفهم ، يركعون بركوعه و يسجدون بسجوده و يقومون كلما قام و يجلسون كلما جلس


و كان لهذا المنظر الجليل أثره الفعال فى نفوس المشركين من أهل مكة فأقبلوا على الإسلام طائعين و اجتمعوا على رسول الله يبايعونه على الإسلام , و كان مما دفع بأهل مكة إلى الإسلام أن رسول الله لم يُرغم أحدا منهم على الدخول فى الإسلام ، كذلك عفوه عن قريش و عمن أهدر دمائهم ، و أمر رسول الله بهدم ما كان حول الكعبة من أصنام ثم بعث السرايا فى قبائل العرب حول مكة ليهدموا ما بها من أصنام ونشر الإسلام



أسبابها
كان لهذا الفتح الأعظم رد فعل معاكس لدى القبائل العربية الكبيرة القريبة من مكة، وفى مقدمتها قبيلتا ( هوزان ) و( ثقيف )

فقدعز علي هوازن و ثقيف أن تدور عليهم الدائرة ، و ان ينالهم ما نال قريشا من تبديل دينها و تهديم أصنامها و من خضوعها لسلطان محمد


لذلك فقد اجتمع رؤساء هذه القبائل، وسلموا قيادة أمرهم، إلى مالك بن عوف سيد ( هوزان )

وأجمعوا أمرهم على المسير لقتال المسلمين، قبل أن تتوطد دعائم نصرهم، وتنتشر طلائع فتحهم


وكان مالك بن عوف رجلاً شجاعًا ومقدامًا، إلا أنه كان سقيم الرأي، وسيء المشورة؛ فقد خرج بقومه أجمعين، رجالاً ونساء وأطفالاً وأموالاً؛ ليُشعر كل رجل وهو يقاتل أن ثروته وحرمته وراءه فلا يفر عنها

وقد اعترضه فى موقفه هذا دريد بن الصمة - وكان فارسًا مجربًا محنكًا، قد صقلته السنون، وخبرته الأحداث - قائلاً له: وهل يرد المنهزم شيء؟ إن كانت الدائرة لك، لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه، وإن كانت عليك: فضُحْتَ فى أهلك ومالك

فسفَّه مالك رأيه، وركب رأسه، وأصر على المضي فى خطته، لا يثنيه عن ذلك شيء ، وانتهى خبر مالك وما عزم عليه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ يجهز جيشه، ويعد عدته لمواجهة هذا الموقف



أحداث الغزوة


خرج رسول الله فى اثني عشر ألفاً من المسلمين ؛ عشرة آلاف ممن كانوا خرجوا معه لفتح مكة، وألفان من أهل مكة‏

‏ وأكثرهم حديثو عهد بالإسلام واستعار من صفوان بن أمية مائة درع بأداتها، واستعمل على مكة عَتَّاب بن أسيد‏


ولما كان عشية جاء فارس، فقال‏:‏ إنى طلعت جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن على بكرة آبائهم بِظُعُنِهم ونَعَمِهم وشائهم اجتمعوا إلى حنين، فتبسم رسول اللّه وقال‏:‏ تلك غنيمة المسلمين غدًا - إن شاء اللّه-


انتهى الجيش الإسلامي إلى حنين، وكان مالك بن عوف قد سبقهم، فأدخل جيشه بالليل فى ذلك الوادى، وفرق كُمَنَاءه فى الطرق والمداخل والشعاب والأخباء والمضايق، وأصدر إليهم أمره بأن يرشقوا المسلمين أول ما طلعوا، ثم يشدوا شدة رجل واحد‏


وبالسَّحَر عبأ رسول اللّه جيشه، وعقد الألوية والرايات، وفرقها على الناس، وفى عَمَاية الصبح استقبل المسلمون وادى حنين، وشرعوا ينحدرون فيه، وهم لا يدرون بوجود كمناء العدو فى مضايق هذا الوادى، فبينا هم ينحطون إذا تمطر عليهم النبال، وإذا كتائب العدو قد شدت عليهم شدة رجل واحد، فانشمر المسلمون راجعين، لا يلوى أحد على أحد، وكانت هزيمة منكرة


وانحاز رسول اللّه جهة اليمين وهو يقول‏:‏ ‏ هَلُمُّوا إليَّ أيها الناس، أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد اللّه

ولم يبق معه فى موقفه إلا عدد قليل من المهاجرين والأنصار‏



رجوع المسلمين واحتدام المعركة:‏
أمر رسول اللّه عمه العباس-وكان جَهِيَر الصوت-أن ينادى الصحابة، قال العباس‏:‏ فقلت بأعلى صوتى‏:‏ أين أصحاب السَّمُرَة‏؟‏ قال‏:‏ فو الله لكأن عَطْفَتَهُم حين سمعوا صوتى عَطْفَة البقر على أولادها، فقالوا‏:‏ يا لبيك، يا لبيك

‏ ويذهب الرجل ليثنى بعيره فلا يقدر عليه، فيأخذ درعه، فيقذفها فى عنقه، ويأخذ سيفه وترسه، ويقتحم عن بعيره، ويخلى سبيله، فيؤم الصوت، حتى إذا اجتمع إليه منهم مائة استقبلوا الناس واقتتلوا‏


وصرفت الدعوة إلى الأنصار‏:‏ يا معشر الأنصار، يا معشر الأنصار، ثم قصرت الدعوة فى بنى الحارث بن الخزرج، وتلاحقت كتائب المسلمين واحدة تلو الأخرى كما كانوا تركوا الموقعة، وتجالد الفريقان مجالدة شديدة، ونظر رسول اللّه إلى ساحة القتال، وقد استحر واحتدم، فقال‏: الآن حَمِي الوَطِيسُ

ثم أخذ رسول اللّه قبضة من تراب الأرض، فرمى بها في وجوه القوم وقال‏:‏ شاهت الوجوه ، فما خلق اللّه إنساناً إلا ملأ عينيه تراباً من تلك القبضة، فلم يزل حَدُّهُم كَلِيلاً وأمرهم مُدْبِرًا‏



انكسار حدة العدو وهزيمته الساحقة:‏
وما هي إلا ساعات قلائل بعد رمي القبضة حتى انهزم العدو هزيمة منكرة، وقتل من ثَقِيف وحدهم نحو السبعين، وحاز المسلمون ما كان مع العدو من مال وسلاح وظُعُن‏


وقد فرَّمالك بن عوف ومن معه من رجالات قومه، والتجؤوا إلى الطائف، وتحصنوا بها



وفائه صلي الله عليه وسلم
لما فرغ رسول الله من تقسيم السبي و الأموال جاءه وفد هوازن وأعلنوا إسلامهم أمام النبي وقالوا: يا رسول الله، إنا أهل وعشيرة، وقد أصابنا من البلاء ما لا يخفى عليك، فامنن علينا مَنّ الله عليك


ثم قام زهير بن صرد من بنى سعد بن بكر، وهم الذين أرضعوا رسول الله ، فقال: يا رسول الله، إنما فى الحظائر عماتك وخالاتك وحواضنك، ولو أنا أرضعنا الحارث بن أبى شمر الغساني، أو النعمان بن المنذر لرجونا عطفه، وأنت خير المكفولين


فخيرهم رسول الله بين السبى و الأموال فاختاروا أبنائهم و نسائهم

فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه إن هؤلاء القوم جاءوا مسلمين ، وقد كنت استأنيت بسبيهم ، و خيرتهم فلم يعدلوا بالأبناء و النساء شيئا ، فمن كان عنده من سبيهم شيئ ، فطابت نفسه أن يرده ، فسبيل ذلك ، و من أبى فليرد عليهم ، و ليكن ذلك فرضا علينا ، فله بكل إنسان ست فرائض من أول ما يفئ الله علينا

قالوا: رضينا و سلمنا فردوا عليهم نسائهم و أبنائهم


غزوة حنين

ما بعد الفتح دخل رسول الله مكة فى اليوم العشرين من رمضان سنة ثمان من الهجرة ، و ظل بها قرابة عشرين يوما يرتب شئونها و يصلح أحوالها و يخرج بها من جو الشرك و الوثنية إلى جو الإسلام و التوحيد ، فأمر بلالا أن يؤذن فوق الكعبة ، فصعد بلال على ظهرها و جعل يؤذن
ثم أقيمت الصلاة فقام رسول الله يصلى بالناس فى حرم البيت ، و قام معه الناس فى صفوفهم ، يركعون بركوعه و يسجدون بسجوده و يقومون كلما قام و يجلسون كلما جلس
و كان لهذا المنظر الجليل أثره الفعال فى نفوس المشركين من أهل مكة فأقبلوا على الإسلام طائعين و اجتمعوا على رسول الله يبايعونه على الإسلام , و كان مما دفع بأهل مكة إلى الإسلام أن رسول الله لم يُرغم أحدا منهم على الدخول فى الإسلام ، كذلك عفوه عن قريش و عمن أهدر دمائهم ، و أمر رسول الله بهدم ما كان حول الكعبة من أصنام ثم بعث السرايا فى قبائل العرب حول مكة ليهدموا ما بها من أصنام ونشر الإسلام
أسبابها كان لهذا الفتح الأعظم رد فعل معاكس لدى القبائل العربية الكبيرة القريبة من مكة، وفى مقدمتها قبيلتا ( هوزان ) و( ثقيف )
فقدعز علي هوازن و ثقيف أن تدور عليهم الدائرة ، و ان ينالهم ما نال قريشا من تبديل دينها و تهديم أصنامها و من خضوعها لسلطان محمد
لذلك فقد اجتمع رؤساء هذه القبائل، وسلموا قيادة أمرهم، إلى مالك بن عوف سيد ( هوزان )
وأجمعوا أمرهم على المسير لقتال المسلمين، قبل أن تتوطد دعائم نصرهم، وتنتشر طلائع فتحهم
وكان مالك بن عوف رجلاً شجاعًا ومقدامًا، إلا أنه كان سقيم الرأي، وسيء المشورة؛ فقد خرج بقومه أجمعين، رجالاً ونساء وأطفالاً وأموالاً؛ ليُشعر كل رجل وهو يقاتل أن ثروته وحرمته وراءه فلا يفر عنها
وقد اعترضه فى موقفه هذا دريد بن الصمة - وكان فارسًا مجربًا محنكًا، قد صقلته السنون، وخبرته الأحداث - قائلاً له: وهل يرد المنهزم شيء؟ إن كانت الدائرة لك، لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه، وإن كانت عليك: فضُحْتَ فى أهلك ومالك
فسفَّه مالك رأيه، وركب رأسه، وأصر على المضي فى خطته، لا يثنيه عن ذلك شيء ، وانتهى خبر مالك وما عزم عليه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ يجهز جيشه، ويعد عدته لمواجهة هذا الموقف

أحداث الغزوة

خرج رسول الله فى اثني عشر ألفاً من المسلمين ؛ عشرة آلاف ممن كانوا خرجوا معه لفتح مكة، وألفان من أهل مكة‏
‏ وأكثرهم حديثو عهد بالإسلام واستعار من صفوان بن أمية مائة درع بأداتها، واستعمل على مكة عَتَّاب بن أسيد‏
‏ ولما كان عشية جاء فارس، فقال‏:‏ إنى طلعت جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن على بكرة آبائهم بِظُعُنِهم ونَعَمِهم وشائهم اجتمعوا إلى حنين، فتبسم رسول اللّه وقال‏:‏ تلك غنيمة المسلمين غدًا - إن شاء اللّه-
انتهى الجيش الإسلامي إلى حنين، وكان مالك بن عوف قد سبقهم، فأدخل جيشه بالليل فى ذلك الوادى، وفرق كُمَنَاءه فى الطرق والمداخل والشعاب والأخباء والمضايق، وأصدر إليهم أمره بأن يرشقوا المسلمين أول ما طلعوا، ثم يشدوا شدة رجل واحد‏
‏ وبالسَّحَر عبأ رسول اللّه جيشه، وعقد الألوية والرايات، وفرقها على الناس، وفى عَمَاية الصبح استقبل المسلمون وادى حنين، وشرعوا ينحدرون فيه، وهم لا يدرون بوجود كمناء العدو فى مضايق هذا الوادى، فبينا هم ينحطون إذا تمطر عليهم النبال، وإذا كتائب العدو قد شدت عليهم شدة رجل واحد، فانشمر المسلمون راجعين، لا يلوى أحد على أحد، وكانت هزيمة منكرة
وانحاز رسول اللّه جهة اليمين وهو يقول‏:‏ ‏ هَلُمُّوا إليَّ أيها الناس، أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد اللّه
ولم يبق معه فى موقفه إلا عدد قليل من المهاجرين والأنصار‏
‏ رجوع المسلمين واحتدام المعركة:‏ أمر رسول اللّه عمه العباس-وكان جَهِيَر الصوت-أن ينادى الصحابة، قال العباس‏:‏ فقلت بأعلى صوتى‏:‏ أين أصحاب السَّمُرَة‏؟‏ قال‏:‏ فو الله لكأن عَطْفَتَهُم حين سمعوا صوتى عَطْفَة البقر على أولادها، فقالوا‏:‏ يا لبيك، يا لبيك
‏ ويذهب الرجل ليثنى بعيره فلا يقدر عليه، فيأخذ درعه، فيقذفها فى عنقه، ويأخذ سيفه وترسه، ويقتحم عن بعيره، ويخلى سبيله، فيؤم الصوت، حتى إذا اجتمع إليه منهم مائة استقبلوا الناس واقتتلوا‏
‏ وصرفت الدعوة إلى الأنصار‏:‏ يا معشر الأنصار، يا معشر الأنصار، ثم قصرت الدعوة فى بنى الحارث بن الخزرج، وتلاحقت كتائب المسلمين واحدة تلو الأخرى كما كانوا تركوا الموقعة، وتجالد الفريقان مجالدة شديدة، ونظر رسول اللّه إلى ساحة القتال، وقد استحر واحتدم، فقال‏: الآن حَمِي الوَطِيسُ
ثم أخذ رسول اللّه قبضة من تراب الأرض، فرمى بها في وجوه القوم وقال‏:‏ شاهت الوجوه ، فما خلق اللّه إنساناً إلا ملأ عينيه تراباً من تلك القبضة، فلم يزل حَدُّهُم كَلِيلاً وأمرهم مُدْبِرًا‏
انكسار حدة العدو وهزيمته الساحقة:‏ وما هي إلا ساعات قلائل بعد رمي القبضة حتى انهزم العدو هزيمة منكرة، وقتل من ثَقِيف وحدهم نحو السبعين، وحاز المسلمون ما كان مع العدو من مال وسلاح وظُعُن‏
وقد فرَّمالك بن عوف ومن معه من رجالات قومه، والتجؤوا إلى الطائف، وتحصنوا بها
وفائه صلي الله عليه وسلم لما فرغ رسول الله من تقسيم السبي و الأموال جاءه وفد هوازن وأعلنوا إسلامهم أمام النبي وقالوا: يا رسول الله، إنا أهل وعشيرة، وقد أصابنا من البلاء ما لا يخفى عليك، فامنن علينا مَنّ الله عليك
ثم قام زهير بن صرد من بنى سعد بن بكر، وهم الذين أرضعوا رسول الله ، فقال: يا رسول الله، إنما فى الحظائر عماتك وخالاتك وحواضنك، ولو أنا أرضعنا الحارث بن أبى شمر الغساني، أو النعمان بن المنذر لرجونا عطفه، وأنت خير المكفولين
فخيرهم رسول الله بين السبى و الأموال فاختاروا أبنائهم و نسائهم
فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه إن هؤلاء القوم جاءوا مسلمين ، وقد كنت استأنيت بسبيهم ، و خيرتهم فلم يعدلوا بالأبناء و النساء شيئا ، فمن كان عنده من سبيهم شيئ ، فطابت نفسه أن يرده ، فسبيل ذلك ، و من أبى فليرد عليهم ، و ليكن ذلك فرضا علينا ، فله بكل إنسان ست فرائض من أول ما يفئ الله علينا
قالوا: رضينا و سلمنا فردوا عليهم نسائهم و أبنائهم

0 Comments 0 Shares 52 Views 0 Reviews