لا يستلقيَنَّ أحدُكم ثم يضعُ إحدِى رجلَيْهِ على الأُخرَى
شرح الحديث
كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مُربِّيًا ومُعلِّمًا، يُربِّي المسلمين على مكارمِ الأخلاق، ويُعلِّمهم ما تَكتمِلُ به مُروءتُهم وهَيْبتُهم، ومن ذلك أنَّ بعضَ الناس كانوا في الجاهليَّة لا يُبالون بما يَنكشِف من عَوْراتهم، وربَّما كانوا يَجلِسون وينامون في التَّجمُّعات ولا يتحرَّزون عن الأعين، لحِفْظ هيئتِهم وعَوْراتِهم، فعلَّمهم النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ هذه الأمور يجب أنْ تُصان، فقال في هذا الحديث الذي هو مَعْلَمٌ من مَعالِم التَّربية النَّبويَّة: "لا يَستلقينَّ أحدُكم"، والاستِلقاء: هو النَّومُ على الظَّهر، أو مدُّ الجسمِ على الأرض لغَرَض الرَّاحة أو النَّوم، وكان النَّاس يَنامون في المسجدِ، "ثمَّ يَضَعُ إحدى رِجْليه على الأخرى"، وهذه الصُّورة تُتخيَّلُ بأكثرَ مِن وَضْع، وهي أنْ يَرفَع إحدى رُكبتيه ويَنصِبها، ثم يَضَع الرِّجلَ الأخرى فوقَ رُكبته المُنتصِبة، وهذه الحال مَظِنَّة انكشافِ العَوْرة؛ فالنَّهي عنها مُحقَّقٌ إذا انكشفتِ العَوْرة، والصُّورة الثَّانية، أنْ يَمُدَّ المرءُ جسدَه ورجلَيه على الأرضِ، ثم يَلُفَّ إحدى رِجليه على الأخرى، وهذه الحالة أكثر تَحرُّزًا من الأُولى، إلَّا إذا كان ثوبُه قصيرًا أو ضيِّقًا، فإنَّه يكون مَظِنَّةَ انكشاف العَوْرة؛ فالنَّهيُ فيها مُحقَّق أيضًا.
أمَّا إذا أَمِنَ انكشافَ العورة وتحرَّز بلُبْس السَّراويل وغيره، فلا حَرَج عليه؛ فقد ثبَت في الصَّحيحينِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم اسْتلقى في المسجد واضعًا إحدى رِجليه على الأخرى، فيكون النَّهي عن الاستلقاءُ إذا صحِبتْه هذه الحالةُ مِن رفْع إحدى الرِّجلين على الأخرى إذا انكشَفتِ العَورةُ.
وفي الحديث: تربيَّةٌ نبويَّةٌ للنَّاس على حِفْظ هيآتِهم وعَوْراتهم.
وفيه: النَّهيُ عن الاستِلقاء مع رفْع إحدى الرِّجلين على الأخرى مع عدمِ التَّحرُّز من انكشافِ العَوْرة.
صحيح مسلم
لا يستلقيَنَّ أحدُكم ثم يضعُ إحدِى رجلَيْهِ على الأُخرَى
شرح الحديث
كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مُربِّيًا ومُعلِّمًا، يُربِّي المسلمين على مكارمِ الأخلاق، ويُعلِّمهم ما تَكتمِلُ به مُروءتُهم وهَيْبتُهم، ومن ذلك أنَّ بعضَ الناس كانوا في الجاهليَّة لا يُبالون بما يَنكشِف من عَوْراتهم، وربَّما كانوا يَجلِسون وينامون في التَّجمُّعات ولا يتحرَّزون عن الأعين، لحِفْظ هيئتِهم وعَوْراتِهم، فعلَّمهم النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ هذه الأمور يجب أنْ تُصان، فقال في هذا الحديث الذي هو مَعْلَمٌ من مَعالِم التَّربية النَّبويَّة: "لا يَستلقينَّ أحدُكم"، والاستِلقاء: هو النَّومُ على الظَّهر، أو مدُّ الجسمِ على الأرض لغَرَض الرَّاحة أو النَّوم، وكان النَّاس يَنامون في المسجدِ، "ثمَّ يَضَعُ إحدى رِجْليه على الأخرى"، وهذه الصُّورة تُتخيَّلُ بأكثرَ مِن وَضْع، وهي أنْ يَرفَع إحدى رُكبتيه ويَنصِبها، ثم يَضَع الرِّجلَ الأخرى فوقَ رُكبته المُنتصِبة، وهذه الحال مَظِنَّة انكشافِ العَوْرة؛ فالنَّهي عنها مُحقَّقٌ إذا انكشفتِ العَوْرة، والصُّورة الثَّانية، أنْ يَمُدَّ المرءُ جسدَه ورجلَيه على الأرضِ، ثم يَلُفَّ إحدى رِجليه على الأخرى، وهذه الحالة أكثر تَحرُّزًا من الأُولى، إلَّا إذا كان ثوبُه قصيرًا أو ضيِّقًا، فإنَّه يكون مَظِنَّةَ انكشاف العَوْرة؛ فالنَّهيُ فيها مُحقَّق أيضًا. أمَّا إذا أَمِنَ انكشافَ العورة وتحرَّز بلُبْس السَّراويل وغيره، فلا حَرَج عليه؛ فقد ثبَت في الصَّحيحينِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم اسْتلقى في المسجد واضعًا إحدى رِجليه على الأخرى، فيكون النَّهي عن الاستلقاءُ إذا صحِبتْه هذه الحالةُ مِن رفْع إحدى الرِّجلين على الأخرى إذا انكشَفتِ العَورةُ. وفي الحديث: تربيَّةٌ نبويَّةٌ للنَّاس على حِفْظ هيآتِهم وعَوْراتهم. وفيه: النَّهيُ عن الاستِلقاء مع رفْع إحدى الرِّجلين على الأخرى مع عدمِ التَّحرُّز من انكشافِ العَوْرة.