أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ أربعٌ : سبحانَ اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إله إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ . لا يضرُّك بأيِّهنَّ بدأتَ . ولا تُسمِّينَّ غلامَك يَسارًا ، ولا رَباحًا ، ولا نَجيحًا ، ولا أفلحَ ، فإنك تقولُ : أثَمَّ هُوَ ؟ فلا يكونُ . فيقولُ : لا . إنما هنَّ أربعٌ . فلا تزيدنَّ عليَّ . وأما حديث شعبةَ فليس فيه إلا ذكرُ تسميةِ الغلامِ . ولم يذكرِ الكلامَ الأربعَ .
شرح الحديث
يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ أحبَّ كلامِ العِبادِ إلى الله تعالى، أي: أحقَّه قَبولًا، وأكثرَه ثوابًا، أَربعُ كلماتٍ، وهي: «سُبحانَ الله» أي: أعتَقِد تَنَزُّهَه عن كلِّ ما لا يَلِيق بجمالِ ذاتِه وكمالِ صفاتِه، «والحَمدُ لله»، أي: أُثْني عليه؛ فهو المستحقُّ لإبداءِ الثناءِ وإظهارِ الشُّكرِ، «ولا إله إلَّا الله» توحيدٌ لِلذَّاتِ وتفريدٌ للصِّفات، أي: لا إلهَ حَقٌّ إلَّا اللهُ جَلَّ وعَلَا، وهو وحْدَه المستحِقُّ أنْ يُفرَدَ بالعِبادةِ والتألُّهِ، «والله أكبَرُ» إثباتٌ للكِبرِياءِ والعَظَمة مع اعترافٍ بالقُصورِ عن المَحْمَدَةِ، ثُمَّ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «لا يَضُرُّك بِأَيِّهِنَّ بدأتَ» أي: لا يَضُرُّك-أيُّها الآتِي بِهذه الكلماتِ- في حِيازَةِ ثوابِهنَّ، بأيِّهن بدأتَ؛ لأنَّ كلًّا مِنها مُستقِلٌّ فيما قُصِد بها مِن بيانِ جلالِ اللهِ وكمالِه. وإنَّما كانتْ هذه الكلماتُ أحبَّ الكلامِ إلى اللهِ تعالى؛ لأنَّها جَمَعَتْ أشرفَ المطالِبِ وأعلاها، وهي تَنزيهُ الربِّ تعالى، وإثباتُ الحَمدِ له، ونَفْيُ الشَّريكِ عنه، وإثباتُ صِفة الكبرياءِ، وهذه هي أمَّهاتُ الصِّفاتِ التَّوحيدِ إجْمَالًا؛ لأنَّ التسبيحَ إشارةٌ إلى تنزيهِ اللهِ تعالى عن النقائِصِ، والتحميدَ إشارة إلى وصْفِه بالكَمالِ. والتهليلَ إشارةٌ إلى ما هو أصلُ الدِّينِ وأساسُ الإيمان، أي: التوحيد، والتَّكبيرَ: إشارةٌ إلى أنَّه أكبرُ ممَّا عَرَفْناه سُبحانه.
ثُمَّ نَهى صلَّى الله عليه وسلَّم عن تسميةِ الغُلام يَسارًا، أو رَباحًا، أو نَجِيحًا، أو أَفْلَحَ، وقال: «فإنَّك تقولُ: أَثَمَّ هو؟ فلا يكون، فيقول: لا»، ثُمَّ قال سمرة: «إنَّما هُنَّ أربعٌ، فلا تَزِيدُنَّ عليَّ» أي أنَّ الَّذِي سَمِعه مِنَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم إنَّما هي الأربع، لا زيادة عليها؛ تحقيقًا لِمَا سَمِعَ، ونفيًا لِأنْ يُقوَّلَ ما لم يَقُل.
وبالنَّظَر إلى هذا المعنى، فلا تكون هذه الكراهةُ خاصَّةً بالعَبِيد، بل تتعدَّى إلى الأحرار، ولا مقصورةً على هذه الأربعةِ الأسماءِ، بل تتعدَّى إلى ما في معناها.
صحيح مسلم
أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ أربعٌ : سبحانَ اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إله إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ . لا يضرُّك بأيِّهنَّ بدأتَ . ولا تُسمِّينَّ غلامَك يَسارًا ، ولا رَباحًا ، ولا نَجيحًا ، ولا أفلحَ ، فإنك تقولُ : أثَمَّ هُوَ ؟ فلا يكونُ . فيقولُ : لا . إنما هنَّ أربعٌ . فلا تزيدنَّ عليَّ . وأما حديث شعبةَ فليس فيه إلا ذكرُ تسميةِ الغلامِ . ولم يذكرِ الكلامَ الأربعَ .
شرح الحديث
يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ أحبَّ كلامِ العِبادِ إلى الله تعالى، أي: أحقَّه قَبولًا، وأكثرَه ثوابًا، أَربعُ كلماتٍ، وهي: «سُبحانَ الله» أي: أعتَقِد تَنَزُّهَه عن كلِّ ما لا يَلِيق بجمالِ ذاتِه وكمالِ صفاتِه، «والحَمدُ لله»، أي: أُثْني عليه؛ فهو المستحقُّ لإبداءِ الثناءِ وإظهارِ الشُّكرِ، «ولا إله إلَّا الله» توحيدٌ لِلذَّاتِ وتفريدٌ للصِّفات، أي: لا إلهَ حَقٌّ إلَّا اللهُ جَلَّ وعَلَا، وهو وحْدَه المستحِقُّ أنْ يُفرَدَ بالعِبادةِ والتألُّهِ، «والله أكبَرُ» إثباتٌ للكِبرِياءِ والعَظَمة مع اعترافٍ بالقُصورِ عن المَحْمَدَةِ، ثُمَّ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «لا يَضُرُّك بِأَيِّهِنَّ بدأتَ» أي: لا يَضُرُّك-أيُّها الآتِي بِهذه الكلماتِ- في حِيازَةِ ثوابِهنَّ، بأيِّهن بدأتَ؛ لأنَّ كلًّا مِنها مُستقِلٌّ فيما قُصِد بها مِن بيانِ جلالِ اللهِ وكمالِه. وإنَّما كانتْ هذه الكلماتُ أحبَّ الكلامِ إلى اللهِ تعالى؛ لأنَّها جَمَعَتْ أشرفَ المطالِبِ وأعلاها، وهي تَنزيهُ الربِّ تعالى، وإثباتُ الحَمدِ له، ونَفْيُ الشَّريكِ عنه، وإثباتُ صِفة الكبرياءِ، وهذه هي أمَّهاتُ الصِّفاتِ التَّوحيدِ إجْمَالًا؛ لأنَّ التسبيحَ إشارةٌ إلى تنزيهِ اللهِ تعالى عن النقائِصِ، والتحميدَ إشارة إلى وصْفِه بالكَمالِ. والتهليلَ إشارةٌ إلى ما هو أصلُ الدِّينِ وأساسُ الإيمان، أي: التوحيد، والتَّكبيرَ: إشارةٌ إلى أنَّه أكبرُ ممَّا عَرَفْناه سُبحانه. ثُمَّ نَهى صلَّى الله عليه وسلَّم عن تسميةِ الغُلام يَسارًا، أو رَباحًا، أو نَجِيحًا، أو أَفْلَحَ، وقال: «فإنَّك تقولُ: أَثَمَّ هو؟ فلا يكون، فيقول: لا»، ثُمَّ قال سمرة: «إنَّما هُنَّ أربعٌ، فلا تَزِيدُنَّ عليَّ» أي أنَّ الَّذِي سَمِعه مِنَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم إنَّما هي الأربع، لا زيادة عليها؛ تحقيقًا لِمَا سَمِعَ، ونفيًا لِأنْ يُقوَّلَ ما لم يَقُل. وبالنَّظَر إلى هذا المعنى، فلا تكون هذه الكراهةُ خاصَّةً بالعَبِيد، بل تتعدَّى إلى الأحرار، ولا مقصورةً على هذه الأربعةِ الأسماءِ، بل تتعدَّى إلى ما في معناها.