سرية مؤته

أسبابها كانت هذه السرية أثرا من آثار الدعوة التى وجهها رسول الله إلى الملوك و العظماء فى أطراف الجزيرة العربية و فيما حولها ، فمنهم من تلقى الدعوة بالقبول..."> سرية مؤته

أسبابها كانت هذه السرية أثرا من آثار الدعوة التى وجهها رسول الله إلى الملوك و العظماء فى أطراف الجزيرة العربية و فيما حولها ، فمنهم من تلقى الدعوة بالقبول..." /> سرية مؤته

أسبابها كانت هذه السرية أثرا من آثار الدعوة التى وجهها رسول الله إلى الملوك و العظماء فى أطراف الجزيرة العربية و فيما حولها ، فمنهم من تلقى الدعوة بالقبول..." />

سرية مؤته

أسبابها
كانت هذه السرية أثرا من آثار الدعوة التى وجهها رسول الله إلى الملوك و العظماء فى أطراف الجزيرة العربية و فيما حولها ، فمنهم من تلقى الدعوة بالقبول فأسلم و منهم من حالت ظروفه دون أن يستجيب لها ، فلم يمنعه ذلك من أن يحسن لقاء الرسول و يكرم وفادته ، ومنهم من تلقاها بغلظة و جفاء ، و لكنه لم يهن الرسول و لم يمسه بأذي ، فقد كان العرف السياسي انذاك بين الدول يقضى باكرام الضيف على كل حال

و على هذه القاعدة بعث رسول الله إلى الملوك و العظماء من حوله فكلهم اكرم الرسل و لم يهنهم غير أن شرحبيل بن عمرو الغساني أحد عمال الروم على الشام شذ عن الأصول فى هذه القاعدة ، و كان شذوذه جافيا خشنا ، فقد لقى الحارث بن عمير رسول النبي إلى أمير بُصرى فسأله عن وجهته ، فما عرف أنه من رسل محمد أمر به فأوثق رباطا ثم قدمه فضرب عنقه


فساء ذلك رسول الله و اشتد عليه ، و اعتبره تحديا صريحا و أمرا لا يحسن السكوت عليه ، لا سيما و الإسلام لا يزال يركز دعائمه فى أنحاء الجزيرة و لا يزال فى أشد الحاجة إلى الإحتفاظ بكل ما له من هيبة ، لذلك كان لابد من عمل يحفظ للإسلام هيبته و يشعر الناس فى داخل الجزيرة و خارجها أن الإسلام قوة لا يستهان بها لذلك قرر رسول الله أن يبعث سرية إلى الشام حيث قتل الحارث بن عمير لتأديب ذلك المعتدى



تجهيز الجيش
جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشًا قوامه ثلاثة آلاف مقاتل ، وأمرَّ رسول الله على هذا الجيش زيد بن حارثة، وقال: ((إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة)) وعقد لهم لواءً أبيض ودفعه إلى زيد بن حارثة، وأوصاهم أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير، وأن يدعوا من هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا بالله عليهم وقاتلوهم، وقال لهم: ((اغزوا بسم الله فى سبيل الله من كفر بالله، ولا تغدروا، ولا تغيروا، ولا تقتلوا وليدًا ولا امرأة، ولا كبيرًا فانيًا، ولا منعزلاً بصومعة، ولا تقطعوا نخلاً ولا شجرة، ولا تهدموا بناءً))


أحداث السرية
وتحرك الجيش فى اتجاه الشام حتى نزل بمعان من أرض الشام مما يلى الحجاز، عندها نقلت إليهم الأخبار بأن هرقل نازل بماب من أرض البلقاء فى مائة ألف من الروم، وانضم إليهم من لخم وجذام وبلقين وبهراء وبلى مائة ألف


حينها وقف المسلمون مندهشين ، لم يكن فى حسابهم لقاء مثل هذا الجيش العرمرم الذى لقوه بغتة فى أرض غريبة بعيدة، وهل يهجم جيش صغير قوامه ثلاثة آلاف مقاتل، على جيش كبير كالبحر الخضم قوامه مائتا ألف مقاتل، بعددهم وعتادهم، حار المسلمون وأقاموا فى معان ليلتين يفكرون فى أمرهم، وينظرون ويتشاورون، ثم قالوا: نكتب إلى رسول الله فنخبره بعدد العدو، فإما أن يمدنا بالرجال، وإما أن يأمرنا بأمره فنمضى له، ولكن عبد الله بن رواحة عارض هذا الرأي، وقال: يا قوم والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون، الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا، فإنما هي إحدى الحسنيين، إما ظهور وإما شهادة


وأخيرًا استقر الرأي على ما دعا إليه البطل ابن رواحة رضي الله عنه وأرضاه، وبعد أن قضى الجيش الإسلامي ليلتين فى معان تحركوا إلى أرض العدو، حتى لقيتهم جموع هرقل بقرية مشارف من قرى البلقاء، ثم دنا العدو، وانحاز المسلمون إلى مؤتة، فعسكروا هناك، وتعبأ للقتال فجعلوا على ميمنتهم قطبة بن قتادة الغدري، وعلى الميسرة عبادة بن مالك الأنصاري رضي الله عنهم أجمعين


وفى مؤتة التقى الفريقان، وبدأ القتال المرير ثلاثة آلاف رجل يواجهون هجمات مائتي ألف مقاتل، و أخذ الراية زيد بن حارثة حِبُّ رسول الله وجعل يقاتل بضراوة بالغة ، وبسالة لا تحق إلا لمثل زيد، فلم يزل يقاتل ويقاتل ويخترق الصفوف صفًا صفًا، والقوم أمامه بين صريع وقتيل، إذ شاط فى رماح العدو، حتى خرَّ صريعًا


وحينئذ أخذ الراية جعفر بن أبى طالب، وطفق يقاتل قتالاً منقطع النظير، حتى إذا أرهقه القتال نزل عن فرسه الشقراء ، ثم قاتل فقطعت يمينه، فأخذ الراية بشماله، ولم يزل بها حتى قطعت شماله، فاحتضنها بعضديه رافعًا إياها حتى قتل بضربة روميّ قطعته نصفين، فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما في الجنة، فكان يسمى بعد ذلك جعفر الطيار


ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة وتقدم وهو على فرسه فقاتل حتى قتل


عندها تقدم رجل من بنى عجلان يقال له ثابت بن أرقم فأخذ الراية وقال: يا معشر المسلمين، اصطلحوا على رجل منكم، قالوا: أنت

قال: ما أنا بفاعل ، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد، فلما أخذ الراية قاتل قتالاً مريرًا


وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مؤتة كما أخرج البخاري فى صحيحه، مخبرًا بالوحي، قبل أن يأتى إلى الناس الخبر من ساحة القتال: ((أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم))
ونجح خالدٌ رضي الله عنه فى الصمود بجيشه أمام جيش الرومان طوال النهار، وكان لابدَّ من مكيدة حربية، تُلْقِى الرعب فى قلوب الرومان، حتى ينجح فى الانحياز بالمسلمين وينجو من مطاردة الرومان لجيشه، وقبل أن ينكشف المسلمون

ولما أصبح فى اليوم الثاني، غيَّر أوضاع الجيش، وعبأه من جديد، فجعل مقدمة الجيش ساقته وميمنته ميسرة، والعكس، فلما رآهم الأعداء أنكروا حالهم

وقالوا: جاءهم مدد فرعبوا، وصار خالدٌ بعد أن ترآى الجيشان، وتناوشا ساعة يتأخر بالمسلمين قليلاً قليلاً، محافظًا على نظام الجيش فلم يتبعهم الرومان خوفًا من مكيدة يدبرها المسلمون فحافظ على جيشه وعاد الرومان إلى بلادهم خائبين


انتشرت أخبار السرية فى أنحاء شبه الجزيرة و دهش العرب كلهم فقد كانت الروم أكبر وأعظم قوة على وجه الأرض لا يستطيع أحدٌ الصمود أمامها، كيف وقد عاد جيش صغير بدون خسائر تذكر، فأحدث هذا سمعة للمسلمين بلغت المشرق والمغرب ، و كانت هذه السرية الخطوات الأولى لفتح بلاد الروم وفتح المسلمين أقاصى الأرض




سرية مؤته

أسبابها كانت هذه السرية أثرا من آثار الدعوة التى وجهها رسول الله إلى الملوك و العظماء فى أطراف الجزيرة العربية و فيما حولها ، فمنهم من تلقى الدعوة بالقبول فأسلم و منهم من حالت ظروفه دون أن يستجيب لها ، فلم يمنعه ذلك من أن يحسن لقاء الرسول و يكرم وفادته ، ومنهم من تلقاها بغلظة و جفاء ، و لكنه لم يهن الرسول و لم يمسه بأذي ، فقد كان العرف السياسي انذاك بين الدول يقضى باكرام الضيف على كل حال
و على هذه القاعدة بعث رسول الله إلى الملوك و العظماء من حوله فكلهم اكرم الرسل و لم يهنهم غير أن شرحبيل بن عمرو الغساني أحد عمال الروم على الشام شذ عن الأصول فى هذه القاعدة ، و كان شذوذه جافيا خشنا ، فقد لقى الحارث بن عمير رسول النبي إلى أمير بُصرى فسأله عن وجهته ، فما عرف أنه من رسل محمد أمر به فأوثق رباطا ثم قدمه فضرب عنقه
فساء ذلك رسول الله و اشتد عليه ، و اعتبره تحديا صريحا و أمرا لا يحسن السكوت عليه ، لا سيما و الإسلام لا يزال يركز دعائمه فى أنحاء الجزيرة و لا يزال فى أشد الحاجة إلى الإحتفاظ بكل ما له من هيبة ، لذلك كان لابد من عمل يحفظ للإسلام هيبته و يشعر الناس فى داخل الجزيرة و خارجها أن الإسلام قوة لا يستهان بها لذلك قرر رسول الله أن يبعث سرية إلى الشام حيث قتل الحارث بن عمير لتأديب ذلك المعتدى
تجهيز الجيش جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشًا قوامه ثلاثة آلاف مقاتل ، وأمرَّ رسول الله على هذا الجيش زيد بن حارثة، وقال: ((إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة)) وعقد لهم لواءً أبيض ودفعه إلى زيد بن حارثة، وأوصاهم أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير، وأن يدعوا من هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا بالله عليهم وقاتلوهم، وقال لهم: ((اغزوا بسم الله فى سبيل الله من كفر بالله، ولا تغدروا، ولا تغيروا، ولا تقتلوا وليدًا ولا امرأة، ولا كبيرًا فانيًا، ولا منعزلاً بصومعة، ولا تقطعوا نخلاً ولا شجرة، ولا تهدموا بناءً))
أحداث السرية وتحرك الجيش فى اتجاه الشام حتى نزل بمعان من أرض الشام مما يلى الحجاز، عندها نقلت إليهم الأخبار بأن هرقل نازل بماب من أرض البلقاء فى مائة ألف من الروم، وانضم إليهم من لخم وجذام وبلقين وبهراء وبلى مائة ألف
حينها وقف المسلمون مندهشين ، لم يكن فى حسابهم لقاء مثل هذا الجيش العرمرم الذى لقوه بغتة فى أرض غريبة بعيدة، وهل يهجم جيش صغير قوامه ثلاثة آلاف مقاتل، على جيش كبير كالبحر الخضم قوامه مائتا ألف مقاتل، بعددهم وعتادهم، حار المسلمون وأقاموا فى معان ليلتين يفكرون فى أمرهم، وينظرون ويتشاورون، ثم قالوا: نكتب إلى رسول الله فنخبره بعدد العدو، فإما أن يمدنا بالرجال، وإما أن يأمرنا بأمره فنمضى له، ولكن عبد الله بن رواحة عارض هذا الرأي، وقال: يا قوم والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون، الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا، فإنما هي إحدى الحسنيين، إما ظهور وإما شهادة
وأخيرًا استقر الرأي على ما دعا إليه البطل ابن رواحة رضي الله عنه وأرضاه، وبعد أن قضى الجيش الإسلامي ليلتين فى معان تحركوا إلى أرض العدو، حتى لقيتهم جموع هرقل بقرية مشارف من قرى البلقاء، ثم دنا العدو، وانحاز المسلمون إلى مؤتة، فعسكروا هناك، وتعبأ للقتال فجعلوا على ميمنتهم قطبة بن قتادة الغدري، وعلى الميسرة عبادة بن مالك الأنصاري رضي الله عنهم أجمعين
وفى مؤتة التقى الفريقان، وبدأ القتال المرير ثلاثة آلاف رجل يواجهون هجمات مائتي ألف مقاتل، و أخذ الراية زيد بن حارثة حِبُّ رسول الله وجعل يقاتل بضراوة بالغة ، وبسالة لا تحق إلا لمثل زيد، فلم يزل يقاتل ويقاتل ويخترق الصفوف صفًا صفًا، والقوم أمامه بين صريع وقتيل، إذ شاط فى رماح العدو، حتى خرَّ صريعًا
وحينئذ أخذ الراية جعفر بن أبى طالب، وطفق يقاتل قتالاً منقطع النظير، حتى إذا أرهقه القتال نزل عن فرسه الشقراء ، ثم قاتل فقطعت يمينه، فأخذ الراية بشماله، ولم يزل بها حتى قطعت شماله، فاحتضنها بعضديه رافعًا إياها حتى قتل بضربة روميّ قطعته نصفين، فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما في الجنة، فكان يسمى بعد ذلك جعفر الطيار
ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة وتقدم وهو على فرسه فقاتل حتى قتل
عندها تقدم رجل من بنى عجلان يقال له ثابت بن أرقم فأخذ الراية وقال: يا معشر المسلمين، اصطلحوا على رجل منكم، قالوا: أنت
قال: ما أنا بفاعل ، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد، فلما أخذ الراية قاتل قتالاً مريرًا
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مؤتة كما أخرج البخاري فى صحيحه، مخبرًا بالوحي، قبل أن يأتى إلى الناس الخبر من ساحة القتال: ((أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم)) ونجح خالدٌ رضي الله عنه فى الصمود بجيشه أمام جيش الرومان طوال النهار، وكان لابدَّ من مكيدة حربية، تُلْقِى الرعب فى قلوب الرومان، حتى ينجح فى الانحياز بالمسلمين وينجو من مطاردة الرومان لجيشه، وقبل أن ينكشف المسلمون
ولما أصبح فى اليوم الثاني، غيَّر أوضاع الجيش، وعبأه من جديد، فجعل مقدمة الجيش ساقته وميمنته ميسرة، والعكس، فلما رآهم الأعداء أنكروا حالهم
وقالوا: جاءهم مدد فرعبوا، وصار خالدٌ بعد أن ترآى الجيشان، وتناوشا ساعة يتأخر بالمسلمين قليلاً قليلاً، محافظًا على نظام الجيش فلم يتبعهم الرومان خوفًا من مكيدة يدبرها المسلمون فحافظ على جيشه وعاد الرومان إلى بلادهم خائبين
انتشرت أخبار السرية فى أنحاء شبه الجزيرة و دهش العرب كلهم فقد كانت الروم أكبر وأعظم قوة على وجه الأرض لا يستطيع أحدٌ الصمود أمامها، كيف وقد عاد جيش صغير بدون خسائر تذكر، فأحدث هذا سمعة للمسلمين بلغت المشرق والمغرب ، و كانت هذه السرية الخطوات الأولى لفتح بلاد الروم وفتح المسلمين أقاصى الأرض

0 Comments 0 Shares 63 Views 0 Reviews