لا يَسُبُّ أحدُكم الدهرَ . فإنَّ اللهَ هو الدهرُ . ولا يقولنَّ أحدُكم للعنبِ : الكرمُ . فإنَّ الكرمَ الرجلُ المسلمُ
شرح الحديث

المؤمنُ..."> لا يَسُبُّ أحدُكم الدهرَ . فإنَّ اللهَ هو الدهرُ . ولا يقولنَّ أحدُكم للعنبِ : الكرمُ . فإنَّ الكرمَ الرجلُ المسلمُ

شرح الحديث

المؤمنُ..." /> لا يَسُبُّ أحدُكم الدهرَ . فإنَّ اللهَ هو الدهرُ . ولا يقولنَّ أحدُكم للعنبِ : الكرمُ . فإنَّ الكرمَ الرجلُ المسلمُ

شرح الحديث

المؤمنُ..." />

لا يَسُبُّ أحدُكم الدهرَ . فإنَّ اللهَ هو الدهرُ . ولا يقولنَّ أحدُكم للعنبِ : الكرمُ . فإنَّ الكرمَ الرجلُ المسلمُ

شرح الحديث

المؤمنُ يُؤمنُ بمقاديرِ اللهِ تعالَى، ولا تصرِفُه تقلُّباتُ الدَّهرِ في التَّأدُّبِ معَ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ لأنَّه سبحانَه خالقُ كلِّ شيءٍ، وكذلكَ منَ الأدبِ معَ اللهِ تعالى عدمُ تَسميةِ الأشياءِ التي حرَّمَها اللهُ باسمٍ حسنٍ، وفي هذا الحديثِ نجدُ جانبَيْنِ من الأدبِ العالي، وهما: قولُه: "لا يسُبُّ أحدُكم الدَّهرَ؛ فإنَّ اللهَ هو الدَّهرُ"، فنهـى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عن سبِّ الدَّهرِ؛ لأنَّ اللهَ تعالى هو الدَّهرُ، أي إنَّ اللهَ هو الذي يُصرِّفُ الدَّهرَ ويُدبِّرُ الأمورَ، ويكونُ فيه ما أرادَهُ مِن خيرٍ أو شرٍّ، فحقيقةُ السَّبِّ تعودُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ؛ فمنْ سبَّ السَّببَ فكأنَّه سبَّ الخالقَ المسبِّبَ، وقولُه: "ولا يقولَنَّ أحدُكم للعنبِ: الكَرْمَ"؛ لأنَّ هذه التَّسميةَ كانتْ تُقالُ للعنبِ والخمرِ؛ لأنَّه يُتَّخَذُ منْه، ولأنَّ الخمرَ عندَهم تَحمِلُ على الكَرَمِ والسَّخاءِ، فكَرِهَ الشَّرعُ إطلاقَ هذه للعنبِ وشجرِه، ولأنَّهم إذا سمِعوا هذه اللَّفظةَ ربَّما تَذكَّروا بها الخمرَ، فهيَّجتْ نفوسَهم ووقعوا فيها، وقولُه: "فإنَّ الكَرْمَ الرَّجلُ المسلمُ"، أي: إنَّما يستحقُّ ذلكَ الرَّجلُ المسلمُ؛ لأنَّ الكَرْمَ مُشتقٌّ منَ الكَرَمِ، وقدْ قالَ تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: ]؛ فأطلقَ على قلبِ المؤمنِ كرْمًا؛ لِمَا فيه منَ الإيمانِ وهو المستحِقُّ لهذا الاسمِ.
وفي الحديثِ: النَّهيُ عنْ سَبِّ الدَّهرِ والزَّمنِ والتَّعلُّقِ بأسبابِ الدُّنْيا؛ لأنَّ اللهَ هو الدَّهرُ وهو المسبِّبُ.
وفيه: النَّهيُ عن تسميةِ العنبِ بالكَرْمِ؛ لأنَّ الرَّجلَ المؤمِنَ وقلبَه هُما المستحقَّانِ لهذه التَّسميةِ.

صحيح مسلم

لا يَسُبُّ أحدُكم الدهرَ . فإنَّ اللهَ هو الدهرُ . ولا يقولنَّ أحدُكم للعنبِ : الكرمُ . فإنَّ الكرمَ الرجلُ المسلمُ

شرح الحديث

المؤمنُ يُؤمنُ بمقاديرِ اللهِ تعالَى، ولا تصرِفُه تقلُّباتُ الدَّهرِ في التَّأدُّبِ معَ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ لأنَّه سبحانَه خالقُ كلِّ شيءٍ، وكذلكَ منَ الأدبِ معَ اللهِ تعالى عدمُ تَسميةِ الأشياءِ التي حرَّمَها اللهُ باسمٍ حسنٍ، وفي هذا الحديثِ نجدُ جانبَيْنِ من الأدبِ العالي، وهما: قولُه: "لا يسُبُّ أحدُكم الدَّهرَ؛ فإنَّ اللهَ هو الدَّهرُ"، فنهـى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عن سبِّ الدَّهرِ؛ لأنَّ اللهَ تعالى هو الدَّهرُ، أي إنَّ اللهَ هو الذي يُصرِّفُ الدَّهرَ ويُدبِّرُ الأمورَ، ويكونُ فيه ما أرادَهُ مِن خيرٍ أو شرٍّ، فحقيقةُ السَّبِّ تعودُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ؛ فمنْ سبَّ السَّببَ فكأنَّه سبَّ الخالقَ المسبِّبَ، وقولُه: "ولا يقولَنَّ أحدُكم للعنبِ: الكَرْمَ"؛ لأنَّ هذه التَّسميةَ كانتْ تُقالُ للعنبِ والخمرِ؛ لأنَّه يُتَّخَذُ منْه، ولأنَّ الخمرَ عندَهم تَحمِلُ على الكَرَمِ والسَّخاءِ، فكَرِهَ الشَّرعُ إطلاقَ هذه للعنبِ وشجرِه، ولأنَّهم إذا سمِعوا هذه اللَّفظةَ ربَّما تَذكَّروا بها الخمرَ، فهيَّجتْ نفوسَهم ووقعوا فيها، وقولُه: "فإنَّ الكَرْمَ الرَّجلُ المسلمُ"، أي: إنَّما يستحقُّ ذلكَ الرَّجلُ المسلمُ؛ لأنَّ الكَرْمَ مُشتقٌّ منَ الكَرَمِ، وقدْ قالَ تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: ]؛ فأطلقَ على قلبِ المؤمنِ كرْمًا؛ لِمَا فيه منَ الإيمانِ وهو المستحِقُّ لهذا الاسمِ. وفي الحديثِ: النَّهيُ عنْ سَبِّ الدَّهرِ والزَّمنِ والتَّعلُّقِ بأسبابِ الدُّنْيا؛ لأنَّ اللهَ هو الدَّهرُ وهو المسبِّبُ. وفيه: النَّهيُ عن تسميةِ العنبِ بالكَرْمِ؛ لأنَّ الرَّجلَ المؤمِنَ وقلبَه هُما المستحقَّانِ لهذه التَّسميةِ.

صحيح مسلم
0 Comments 0 Shares 45 Views 0 Reviews