كانت امرأةٌ ، من بني إسرائيلَ ، قصيرةً تمشي مع امرأتَين طويلتَين . فاتَّخذت رِجلَين من خشبٍ وخاتمًا من ذهبٍ مُغلقٍ مُطبقٍ . ثم حشَتْه مِسكًا . وهو أطيبُ الطِّيبِ . فمرَّتْ بين المرأتَينِ . فلم يعرِفوها . فقالت بيدِها هكذا ونفض شعبةُ يدَه..."> كانت امرأةٌ ، من بني إسرائيلَ ، قصيرةً تمشي مع امرأتَين طويلتَين . فاتَّخذت رِجلَين من خشبٍ وخاتمًا من ذهبٍ مُغلقٍ مُطبقٍ . ثم حشَتْه مِسكًا . وهو أطيبُ الطِّيبِ . فمرَّتْ بين المرأتَينِ . فلم يعرِفوها . فقالت بيدِها هكذا ونفض شعبةُ يدَه..." /> كانت امرأةٌ ، من بني إسرائيلَ ، قصيرةً تمشي مع امرأتَين طويلتَين . فاتَّخذت رِجلَين من خشبٍ وخاتمًا من ذهبٍ مُغلقٍ مُطبقٍ . ثم حشَتْه مِسكًا . وهو أطيبُ الطِّيبِ . فمرَّتْ بين المرأتَينِ . فلم يعرِفوها . فقالت بيدِها هكذا ونفض شعبةُ يدَه..." />

كانت امرأةٌ ، من بني إسرائيلَ ، قصيرةً تمشي مع امرأتَين طويلتَين . فاتَّخذت رِجلَين من خشبٍ وخاتمًا من ذهبٍ مُغلقٍ مُطبقٍ . ثم حشَتْه مِسكًا . وهو أطيبُ الطِّيبِ . فمرَّتْ بين المرأتَينِ . فلم يعرِفوها . فقالت بيدِها هكذا ونفض شعبةُ يدَه .

شرح الحديث

في هذا الحَديثِ يَحكي النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه: "كانتِ امْرأةٌ مِن بني إسرائيلَ قَصيرةٌ تَمشي معَ امرأتَينِ طوِيلتَينِ"، أي: إنَّها إذا مَشتْ معَ صاحبِتَيْها بانَ قِصرُها، "فاتَّخذَت رِجْلينِ من خَشبٍ"، أي: فلبِستْ في قدَمَيها رِجلَينِ مُزوَّرتينِ من خَشبٍ، أو اتَّخذتْ كعبَينِ طَويلينِ لنَعلَيْها فكأنَّهما لطُولِهما رِجلانِ؛ وذلِك حتى تكونَ طويلةً مِثلَهما؛ فلا يَتفاضلانِ ولا تَتميَّزانِ وتتباهيانِ عَلَيها، "وخاتمًا مِن ذَهبٍ"، أي: ولَبِستْ خاتمًا من ذَهبٍ مُغلَقٍ مُطْبَقٍ، أي: جعلتْ له غَلَقًا، والمطبَقٍ هو الَّذي دَاخلُه فارغٌ، ثم حَشَتْه مِسكًا"، أي: وَضعتْ داخلَ الخاتمِ مِسْكًا وأحكَمتْهُ وأغلَقتْ عليهِ، "وهوَ أطيبُ الطِّيبِ"، أي: المسكُ أفضلُ الطِّيبِ وأطيبُه وأحسَنُه، وهو دليلٌ على طَهارةِ المِسكِ وإنْ كان أصلُه مِن الدَّمِ؛ فحَقيقةُ المِسكِ دمٌ يَجتمِعُ في سُرَّةِ الغَزالِ إلى وَقتٍ مَعلومٍ مِن السَّنةِ، وعندَ حُصولِه تَمرَض الظِّباءُ، ويَتساقطُ منها في الأوتادِ التي تُحبَك له فيُؤخَذ ويُستعمَلُ طِيبًا. قال: "فمرَّتْ بينَ المرأتينِ فلم يَعرِفوها"، أي: فمرَّت تلكَ المرأةُ بين جارَتَيها وهي مُتخفِّية ولابسةٌ للرِّجْلِ الخشبِ والخاتمِ فلم يَعرفوها؛ لأنَّها غيَّرتْ هيئتَها وطال جِسمُها بالرِّجلَينِ المزوَّرتَينِ، "فقالتْ بِيدِها هَكذا"، أي: أي: أشارتْ بيدِها التي فيها الخاتمُ المحشُوُّ مِسكًا وحرَّكتْها ففاحَ ريحُ المسكِ، كأنَّها تتفاضَلُ عليهِنَّ، وإنَّما فعَلَتْ ذلك؛ لتفتِنَ النَّاسَ، كما في روايةٍ أخرى أنها "فكانتْ إذا مرَّتْ بالمجلسِ حَرَّكتْه، فنَفَخَ رِيحُه"كأنَّها تتفاضَلُ عليهِنَّ"، أي: إذا مرت بمجالِسِ النَّاسِ والرِّجالِ تَعمَّدتْ تحريكَ الخاتمِ ليفوحَ ريحُه فيَشمَّه الناسُ فتنجذبَ الأنظارُ إليها، كأنَّها تتفاخَرُ على قرينتَيها اللَّتين معها.
ولهذا الحَديثِ رِوايةٌ أخرى أطولُ مِن هذِه، وفي أوَّلها التَّحذيرُ مِن فِتنة الدُّنيا وفِتنة النِّساءِ خاصَّةً، وفيها قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ الدُّنيا خَضِرَة حُلْوَة فاتقوها واتقوا النساء"، أي: فاحْذُروا الدُّنيا وخافوا الوقوعَ في فِتنتِها، ومِن أشدِّ فِتنِها النساءُ، فاحذروا فِتنةَ النِّساءِ خاصَّةً، ثم ذَكَر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قِصَّةَ النِّسوةِ الثَّلاثِ، وكيف تَفنَّنتْ إحداهنَّ في إظهارِ مَفاتنِها وإغواءِ النَّاسِ.
قال الرَّاوي: "ونفضَ شُعبةُ يدَه"، أي: وحَكى شُعبةُ حرَكةَ اليدِ كما فعلَت المرأةُ. ( ).

صحيح مسلم

كانت امرأةٌ ، من بني إسرائيلَ ، قصيرةً تمشي مع امرأتَين طويلتَين . فاتَّخذت رِجلَين من خشبٍ وخاتمًا من ذهبٍ مُغلقٍ مُطبقٍ . ثم حشَتْه مِسكًا . وهو أطيبُ الطِّيبِ . فمرَّتْ بين المرأتَينِ . فلم يعرِفوها . فقالت بيدِها هكذا ونفض شعبةُ يدَه .

شرح الحديث

في هذا الحَديثِ يَحكي النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه: "كانتِ امْرأةٌ مِن بني إسرائيلَ قَصيرةٌ تَمشي معَ امرأتَينِ طوِيلتَينِ"، أي: إنَّها إذا مَشتْ معَ صاحبِتَيْها بانَ قِصرُها، "فاتَّخذَت رِجْلينِ من خَشبٍ"، أي: فلبِستْ في قدَمَيها رِجلَينِ مُزوَّرتينِ من خَشبٍ، أو اتَّخذتْ كعبَينِ طَويلينِ لنَعلَيْها فكأنَّهما لطُولِهما رِجلانِ؛ وذلِك حتى تكونَ طويلةً مِثلَهما؛ فلا يَتفاضلانِ ولا تَتميَّزانِ وتتباهيانِ عَلَيها، "وخاتمًا مِن ذَهبٍ"، أي: ولَبِستْ خاتمًا من ذَهبٍ مُغلَقٍ مُطْبَقٍ، أي: جعلتْ له غَلَقًا، والمطبَقٍ هو الَّذي دَاخلُه فارغٌ، ثم حَشَتْه مِسكًا"، أي: وَضعتْ داخلَ الخاتمِ مِسْكًا وأحكَمتْهُ وأغلَقتْ عليهِ، "وهوَ أطيبُ الطِّيبِ"، أي: المسكُ أفضلُ الطِّيبِ وأطيبُه وأحسَنُه، وهو دليلٌ على طَهارةِ المِسكِ وإنْ كان أصلُه مِن الدَّمِ؛ فحَقيقةُ المِسكِ دمٌ يَجتمِعُ في سُرَّةِ الغَزالِ إلى وَقتٍ مَعلومٍ مِن السَّنةِ، وعندَ حُصولِه تَمرَض الظِّباءُ، ويَتساقطُ منها في الأوتادِ التي تُحبَك له فيُؤخَذ ويُستعمَلُ طِيبًا. قال: "فمرَّتْ بينَ المرأتينِ فلم يَعرِفوها"، أي: فمرَّت تلكَ المرأةُ بين جارَتَيها وهي مُتخفِّية ولابسةٌ للرِّجْلِ الخشبِ والخاتمِ فلم يَعرفوها؛ لأنَّها غيَّرتْ هيئتَها وطال جِسمُها بالرِّجلَينِ المزوَّرتَينِ، "فقالتْ بِيدِها هَكذا"، أي: أي: أشارتْ بيدِها التي فيها الخاتمُ المحشُوُّ مِسكًا وحرَّكتْها ففاحَ ريحُ المسكِ، كأنَّها تتفاضَلُ عليهِنَّ، وإنَّما فعَلَتْ ذلك؛ لتفتِنَ النَّاسَ، كما في روايةٍ أخرى أنها "فكانتْ إذا مرَّتْ بالمجلسِ حَرَّكتْه، فنَفَخَ رِيحُه"كأنَّها تتفاضَلُ عليهِنَّ"، أي: إذا مرت بمجالِسِ النَّاسِ والرِّجالِ تَعمَّدتْ تحريكَ الخاتمِ ليفوحَ ريحُه فيَشمَّه الناسُ فتنجذبَ الأنظارُ إليها، كأنَّها تتفاخَرُ على قرينتَيها اللَّتين معها. ولهذا الحَديثِ رِوايةٌ أخرى أطولُ مِن هذِه، وفي أوَّلها التَّحذيرُ مِن فِتنة الدُّنيا وفِتنة النِّساءِ خاصَّةً، وفيها قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ الدُّنيا خَضِرَة حُلْوَة فاتقوها واتقوا النساء"، أي: فاحْذُروا الدُّنيا وخافوا الوقوعَ في فِتنتِها، ومِن أشدِّ فِتنِها النساءُ، فاحذروا فِتنةَ النِّساءِ خاصَّةً، ثم ذَكَر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قِصَّةَ النِّسوةِ الثَّلاثِ، وكيف تَفنَّنتْ إحداهنَّ في إظهارِ مَفاتنِها وإغواءِ النَّاسِ. قال الرَّاوي: "ونفضَ شُعبةُ يدَه"، أي: وحَكى شُعبةُ حرَكةَ اليدِ كما فعلَت المرأةُ. ( ).

صحيح مسلم
0 Comments 0 Shares 40 Views 0 Reviews