صلح الحديبية

رؤيا رسول الله رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى منامه ذات ليلة أنه دخل المسجد الحرام فى أصحابه آمنين محلقين رؤسهم و مقصرين ،لا يخافون عدوا يصدهم و..."> صلح الحديبية

رؤيا رسول الله رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى منامه ذات ليلة أنه دخل المسجد الحرام فى أصحابه آمنين محلقين رؤسهم و مقصرين ،لا يخافون عدوا يصدهم و..." /> صلح الحديبية

رؤيا رسول الله رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى منامه ذات ليلة أنه دخل المسجد الحرام فى أصحابه آمنين محلقين رؤسهم و مقصرين ،لا يخافون عدوا يصدهم و..." />

صلح الحديبية

رؤيا رسول الله
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى منامه ذات ليلة أنه دخل المسجد الحرام فى أصحابه آمنين محلقين رؤسهم و مقصرين ،لا يخافون عدوا يصدهم و لا مانعا يمنعهم ، فاستبشر بذلك و قص ما رأى على أصحابه فاستبشروا و فرحوا و استيقنوها حقيقة واقعة لا شك فيها ، فإن رويا الانبياء حق ، و إلهام من الله لهم بما سيكون من قابل أمرهم ، و كان رسول الله و المؤمنون فى أشد الشوق إلى زيارة البيت الحرام فحركت هذه الرؤيا كوامن الشوق و الحنين فى نفوسهم و عزم صلى الله عليه وسلم أن يزور البيت فى عامه هذا



خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم للعمرة
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ذي القعدة معتمرا لا يريد حربا و معه المهاجرين و الأنصار و من لحق بهم من العرب و ساق معه الهدي سبعين بدنة و أحرم بالعمرة ليأمن الناس من حربه و ليعلموا أنه إنما خرج زائرا للبيت و معظما له


ووصل الخبر بمسير رسول الله إلى مكة، فإذا بقريش تفور من الغضب والغيظ، فكيف يتجرأ المسلمون على المجيء إليهم، ودخول مكة بهذه السهولة؟! فلا بد من صدِّهم ومنعهم من دخولها، وتعاهدوا على ألا يدخلها رسول الله والذين معه، وخرجت خيلهم يقودها خالد بن الوليد؛ لمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من دخول مكة


وتعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم من وقوف قريش فى وجهه من قصد زيارة الكعبة، فقال: (أشيروا علي أيها الناس) فقال أبو بكر: يا رسول الله خرجت عامدًا لهذا البيت لا تريد قتل أحد ولا حرب أحد، فتوجه له، فمن صدنا عنه قاتلناه

فقال : (امضوا على اسم الله) وعقد العزم على الجهاد، ولكنه لم يرد الصدام مع قريش، فقال صلى الله عليه وسلم : (من رجل يخرج بنا على طريق غير طريقهم التى هم بها) فقال رجل: أنا يا رسول الله


فسلك بالمسلمين طريقًا غير الذي خرجت إليه جيوش المشركين ، وبينما رَكْبُ رسول الله وأصحابه يسير بأمر الله تعالى بركت الناقة التى كان يركبها رسول الله فى مكان قريب من مكة يسمى الحديبية، فقال الصحابة: خلأت القصواء (اسم ناقة الرسول ) خلأت القصواء



فقال : (ما خلأت القصواء وما ذلك لها بخلق، لكن حبسها حابس الفيل) ، وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى لا يريد له دخول مكة، ولا الصدام مع قريش في ذلك الوقت، فقرر التفاوض مع قريش فى شأن دخول المسلمين مكة لزيارة البيت الحرام، وقال: (والذى نفسى بيده لا يسألوننى خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها)



موقف قريش
أصاب قريش الفزع بعدما تأكدوا أن رسول الله عازم على دخول مكة، فأرسلوا إليه رسلا يستوضحون الأمر، وكان أول الرسل بديل بن ورقاء الخزاعي، فقال له رسول الله : (إنا لم نجئ لقتال أحد ولكن جئنا معتمرين



يا ويح قريش، لقد أكلتهم الحرب، ماذا عليهم لو خلوا بينى وبين سائر العرب، فإن هم أصابونى كان ذلك الذى أرادوا، وإن أظهرنى الله عليهم دخلوا فى الإسلام وافرين، وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة، فما تظن قريش، فوالله لا أزال أجاهد على الذى بعثني الله به حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة (يقصد: الموت)) _[ابن إسحاق]



و توافد الرسل و كان آخرهم عروة بن مسعود الثقفي عم الصحابي المغيرة ابن شعبة، وإذا به يقف مبهورًا من طاعة المسلمين لرسول الله وتماسكهم وقوة إيمانهم، فعاد إلى قومه يقول لهم: أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، على كسرى وقيصر والنجاشي، وإنى والله ما رأيت ملكًا يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدًا، والله ما تَنخَّم (بصق) نخامة إلا وقعت فى كف رجل منهم فدلَّك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وما يحدُّون النظر إليه تعظيمًا له، وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها


وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ليشرح لقريش ما يريده المسلمون، وإذا بالمشركين يعرضون على عثمان أن يطوف وحده بالبيت، ولكنه رفض أن يطوف وحده دون المسلمين، فاحتبسته قريش عندها، فلما طالت غيبته ظن المسلمون أن الكفار قتلوه، فاجتمعوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعوه على القتال حتى الاستشهاد فى سبيل الله، وفيهم نزل قوله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما فى قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحًا قريبًا}



شروط الصلح:
وعلمت قريش بهذه النية، فخافت وأطلقت عثمان على الفور، وأرسلت سهيل بن عمرو، وكان رجلا فصيحًا عاقلا يجيد التفاوض، فلما رآه رسول الله قال: قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل، فلما جاء سهيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلما طويلا ثم جرى بينهما
الصلح، فاتفق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على:
- أن يرجع المسلمون هذا العام ويعودوا فى العام القادم


-وأن تتوقف الحرب بينهما لمدة عشر سنوات


-وأن من أراد أن يتحالف مع المسلمين فله ذلك، ومن أراد التحالف مع قريش فله ذلك


-وأن يرد الرسول من جاء إليه من قريش دون إذن وليه، ولا ترد قريش من يأتيها من المسلمين



موقف الصحابة من الصلح
وعند سماع عمر بهذه الشروط أتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر أليس برسول الله؟ قال: بلى

قال: أو لسنا بالمسلمين؟ قال: بلى

قال: أو ليسوا بالمشركين؟ قال: بلى

قال: فعلام نعطى الدنية فى ديننا؟ قال أبو بكر: يا عمر الزم غرزه، فإنى أشهد أنه رسول الله

قال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله



كتابة الصلح
دعا النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبى طالب وقال له اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم

فقال سهيل: لا أعرف هذا، ولكن اكتب: باسمك اللهم

فقال الرسول : اكتب باسمك اللهم

فكتبها، ثم قال: اكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو

فقال سهيل : لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك

فقال صلى الله عليه وسلم: اكتب

هذا ما صالح عليه محمدُ بن عبدالله، سهيلَ بن عمرو

فرفض على أن يمحو كلمة رسول الله بعد ما كتبها، فمحاها الرسول بنفسه

[متفق عليه[
مشورة أم سلمة رضي الله عنها
غضب المسلمون من هذا الصلح، فقد بَدَت الشروط فى أعينهم ظالمة، فقال لهم الرسول : (أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمره، ولن يُضَيِّعنى)


فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتابة المعاهدة، قال للمسلمين: (قوموا، فانحروا) وقالها ثلاثًا، فلم يقم أحد، فغضب الرسول ، ودخل على أم سلمة فذكر لها ما لقى من الناس، فقالت: يا رسول الله أتحب ذلك؟ اخرج، ثم لا تكلم أحدًا كلمة حتى تنحر بُدْنَكَ، وتدعو حالقك فيحلقك

فقام الرسول وخرج فلم يكلم أحدًا حتى نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا إبلهم، وجعل بعضهم يحلق لبعض



صلح الحديبية

رؤيا رسول الله رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى منامه ذات ليلة أنه دخل المسجد الحرام فى أصحابه آمنين محلقين رؤسهم و مقصرين ،لا يخافون عدوا يصدهم و لا مانعا يمنعهم ، فاستبشر بذلك و قص ما رأى على أصحابه فاستبشروا و فرحوا و استيقنوها حقيقة واقعة لا شك فيها ، فإن رويا الانبياء حق ، و إلهام من الله لهم بما سيكون من قابل أمرهم ، و كان رسول الله و المؤمنون فى أشد الشوق إلى زيارة البيت الحرام فحركت هذه الرؤيا كوامن الشوق و الحنين فى نفوسهم و عزم صلى الله عليه وسلم أن يزور البيت فى عامه هذا
خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم للعمرة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ذي القعدة معتمرا لا يريد حربا و معه المهاجرين و الأنصار و من لحق بهم من العرب و ساق معه الهدي سبعين بدنة و أحرم بالعمرة ليأمن الناس من حربه و ليعلموا أنه إنما خرج زائرا للبيت و معظما له
ووصل الخبر بمسير رسول الله إلى مكة، فإذا بقريش تفور من الغضب والغيظ، فكيف يتجرأ المسلمون على المجيء إليهم، ودخول مكة بهذه السهولة؟! فلا بد من صدِّهم ومنعهم من دخولها، وتعاهدوا على ألا يدخلها رسول الله والذين معه، وخرجت خيلهم يقودها خالد بن الوليد؛ لمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من دخول مكة
وتعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم من وقوف قريش فى وجهه من قصد زيارة الكعبة، فقال: (أشيروا علي أيها الناس) فقال أبو بكر: يا رسول الله خرجت عامدًا لهذا البيت لا تريد قتل أحد ولا حرب أحد، فتوجه له، فمن صدنا عنه قاتلناه
فقال : (امضوا على اسم الله) وعقد العزم على الجهاد، ولكنه لم يرد الصدام مع قريش، فقال صلى الله عليه وسلم : (من رجل يخرج بنا على طريق غير طريقهم التى هم بها) فقال رجل: أنا يا رسول الله
فسلك بالمسلمين طريقًا غير الذي خرجت إليه جيوش المشركين ، وبينما رَكْبُ رسول الله وأصحابه يسير بأمر الله تعالى بركت الناقة التى كان يركبها رسول الله فى مكان قريب من مكة يسمى الحديبية، فقال الصحابة: خلأت القصواء (اسم ناقة الرسول ) خلأت القصواء

فقال : (ما خلأت القصواء وما ذلك لها بخلق، لكن حبسها حابس الفيل) ، وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى لا يريد له دخول مكة، ولا الصدام مع قريش في ذلك الوقت، فقرر التفاوض مع قريش فى شأن دخول المسلمين مكة لزيارة البيت الحرام، وقال: (والذى نفسى بيده لا يسألوننى خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها)
موقف قريش أصاب قريش الفزع بعدما تأكدوا أن رسول الله عازم على دخول مكة، فأرسلوا إليه رسلا يستوضحون الأمر، وكان أول الرسل بديل بن ورقاء الخزاعي، فقال له رسول الله : (إنا لم نجئ لقتال أحد ولكن جئنا معتمرين

يا ويح قريش، لقد أكلتهم الحرب، ماذا عليهم لو خلوا بينى وبين سائر العرب، فإن هم أصابونى كان ذلك الذى أرادوا، وإن أظهرنى الله عليهم دخلوا فى الإسلام وافرين، وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة، فما تظن قريش، فوالله لا أزال أجاهد على الذى بعثني الله به حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة (يقصد: الموت)) _[ابن إسحاق]
و توافد الرسل و كان آخرهم عروة بن مسعود الثقفي عم الصحابي المغيرة ابن شعبة، وإذا به يقف مبهورًا من طاعة المسلمين لرسول الله وتماسكهم وقوة إيمانهم، فعاد إلى قومه يقول لهم: أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، على كسرى وقيصر والنجاشي، وإنى والله ما رأيت ملكًا يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدًا، والله ما تَنخَّم (بصق) نخامة إلا وقعت فى كف رجل منهم فدلَّك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وما يحدُّون النظر إليه تعظيمًا له، وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها
وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ليشرح لقريش ما يريده المسلمون، وإذا بالمشركين يعرضون على عثمان أن يطوف وحده بالبيت، ولكنه رفض أن يطوف وحده دون المسلمين، فاحتبسته قريش عندها، فلما طالت غيبته ظن المسلمون أن الكفار قتلوه، فاجتمعوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعوه على القتال حتى الاستشهاد فى سبيل الله، وفيهم نزل قوله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما فى قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحًا قريبًا}
شروط الصلح: وعلمت قريش بهذه النية، فخافت وأطلقت عثمان على الفور، وأرسلت سهيل بن عمرو، وكان رجلا فصيحًا عاقلا يجيد التفاوض، فلما رآه رسول الله قال: قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل، فلما جاء سهيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلما طويلا ثم جرى بينهما الصلح، فاتفق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على: - أن يرجع المسلمون هذا العام ويعودوا فى العام القادم
-وأن تتوقف الحرب بينهما لمدة عشر سنوات
-وأن من أراد أن يتحالف مع المسلمين فله ذلك، ومن أراد التحالف مع قريش فله ذلك
-وأن يرد الرسول من جاء إليه من قريش دون إذن وليه، ولا ترد قريش من يأتيها من المسلمين
موقف الصحابة من الصلح وعند سماع عمر بهذه الشروط أتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر أليس برسول الله؟ قال: بلى
قال: أو لسنا بالمسلمين؟ قال: بلى
قال: أو ليسوا بالمشركين؟ قال: بلى
قال: فعلام نعطى الدنية فى ديننا؟ قال أبو بكر: يا عمر الزم غرزه، فإنى أشهد أنه رسول الله
قال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله
كتابة الصلح دعا النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبى طالب وقال له اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم
فقال سهيل: لا أعرف هذا، ولكن اكتب: باسمك اللهم
فقال الرسول : اكتب باسمك اللهم
فكتبها، ثم قال: اكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو
فقال سهيل : لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك
فقال صلى الله عليه وسلم: اكتب
هذا ما صالح عليه محمدُ بن عبدالله، سهيلَ بن عمرو
فرفض على أن يمحو كلمة رسول الله بعد ما كتبها، فمحاها الرسول بنفسه
[متفق عليه[ مشورة أم سلمة رضي الله عنها غضب المسلمون من هذا الصلح، فقد بَدَت الشروط فى أعينهم ظالمة، فقال لهم الرسول : (أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمره، ولن يُضَيِّعنى)
فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتابة المعاهدة، قال للمسلمين: (قوموا، فانحروا) وقالها ثلاثًا، فلم يقم أحد، فغضب الرسول ، ودخل على أم سلمة فذكر لها ما لقى من الناس، فقالت: يا رسول الله أتحب ذلك؟ اخرج، ثم لا تكلم أحدًا كلمة حتى تنحر بُدْنَكَ، وتدعو حالقك فيحلقك
فقام الرسول وخرج فلم يكلم أحدًا حتى نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا إبلهم، وجعل بعضهم يحلق لبعض

0 Комментарии 0 Поделились 54 Просмотры 0 предпросмотр