أنَّ رجلًا زارَ أخًا لَهُ في قريةٍ أخرى ، فأرصدَ اللَّهُ لَهُ ، على مَدرجَتِهِ ، ملَكًا فلمَّا أتى عليهِ ، قالَ : أينَ تريدُ ؟ قالَ : أريدُ أخًا لي في هذِهِ القريةِ ، قالَ : هل لَكَ عليهِ من نعمةٍ تربُّها ؟ قالَ : لا ، غيرَ أنِّي أحببتُهُ في اللَّهِ عزَّ وجلَّ ، قالَ : فإنِّي رسولُ اللَّهِ إليكَ ، بأنَّ اللَّهَ قد أحبَّكَ كما أحببتَهُ فيهِ
شرح الحديث
في هذا الحديثِ يُخبر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ رجلًا زارَ أخًا له، أي: أرادَ زِيارةَ أخيهِ المسلمِ في اللهِ، في قَريةٍ أُخرى، أي: غيرِ مكانِ الزَّائرِ؛ فَأرصدَ اللهُ له على مَدرجَتِه، أي: أعدَّ وهيَّأَ أو أَقعَدَ في طريقِهِ ملِكًا، فلمَّا أتى الرَّجلُ على الملَكِ؛ سألَه الملَكُ: أينَ تُريدُ؟ فَأجابَه: أُريدُ أخًا، أي: زِيارةَ أخٍ لي في هذه القَرْيةِ؛ فَسألَهُ الملَكُ: هلْ لكَ عليه، أي: على الْمَزورِ مِن نِعمةٍ تَربُّها؟ أي: تقومُ بِإصلاحِها وإتماِمها، أي: هلْ هو مَملوكُكَ أو ولدُكَ أو غيرُهما مِمَّنْ هو في نَفقتِكَ وشفقتِكَ؛ لِتحسنَ إليه، و"تَربُّها" مِن رَبَّ فلانٌ الضَّيْعَةَ، أي: أَصلَحَها وأتَمَّها؛ فَأجابَه الرَّجلُ: لا، غيرَ أنِّي أَحببْتُه في اللهِ، أي: ليس لي داعيةٌ إلى زيارتِه إلَّا مَحبَّتِي إيَّاه في طَلَبِ مَرضاةِ اللهِ؛ قالَ الملَكُ لِلرَّجلِ: فَإنِّي رسولُ اللهِ إليكَ بأنَّ اللهَ قدْ أحبَّكَ كما أحببْتَه فيه، أي: إنَّ اللهَ أحبَّكَ لِمحبَّتِكَ صاحبَكَ في اللهِ.
في الحديثِ: إثباتُ صفةِ الحبِّ والمحبَّةِ للهِ عزَّ وجلَّ، على ما يَليقُ به.
وفيه:فضلُ المحبَّةِ في اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفيه: فضيلةُ زيارةِ الصَّالحينَ.
وفيه: أنَّ الآدميِّينَ قد يَرونَ الملائكةَ.
صحيح مسلم
أنَّ رجلًا زارَ أخًا لَهُ في قريةٍ أخرى ، فأرصدَ اللَّهُ لَهُ ، على مَدرجَتِهِ ، ملَكًا فلمَّا أتى عليهِ ، قالَ : أينَ تريدُ ؟ قالَ : أريدُ أخًا لي في هذِهِ القريةِ ، قالَ : هل لَكَ عليهِ من نعمةٍ تربُّها ؟ قالَ : لا ، غيرَ أنِّي أحببتُهُ في اللَّهِ عزَّ وجلَّ ، قالَ : فإنِّي رسولُ اللَّهِ إليكَ ، بأنَّ اللَّهَ قد أحبَّكَ كما أحببتَهُ فيهِ
شرح الحديث
في هذا الحديثِ يُخبر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ رجلًا زارَ أخًا له، أي: أرادَ زِيارةَ أخيهِ المسلمِ في اللهِ، في قَريةٍ أُخرى، أي: غيرِ مكانِ الزَّائرِ؛ فَأرصدَ اللهُ له على مَدرجَتِه، أي: أعدَّ وهيَّأَ أو أَقعَدَ في طريقِهِ ملِكًا، فلمَّا أتى الرَّجلُ على الملَكِ؛ سألَه الملَكُ: أينَ تُريدُ؟ فَأجابَه: أُريدُ أخًا، أي: زِيارةَ أخٍ لي في هذه القَرْيةِ؛ فَسألَهُ الملَكُ: هلْ لكَ عليه، أي: على الْمَزورِ مِن نِعمةٍ تَربُّها؟ أي: تقومُ بِإصلاحِها وإتماِمها، أي: هلْ هو مَملوكُكَ أو ولدُكَ أو غيرُهما مِمَّنْ هو في نَفقتِكَ وشفقتِكَ؛ لِتحسنَ إليه، و"تَربُّها" مِن رَبَّ فلانٌ الضَّيْعَةَ، أي: أَصلَحَها وأتَمَّها؛ فَأجابَه الرَّجلُ: لا، غيرَ أنِّي أَحببْتُه في اللهِ، أي: ليس لي داعيةٌ إلى زيارتِه إلَّا مَحبَّتِي إيَّاه في طَلَبِ مَرضاةِ اللهِ؛ قالَ الملَكُ لِلرَّجلِ: فَإنِّي رسولُ اللهِ إليكَ بأنَّ اللهَ قدْ أحبَّكَ كما أحببْتَه فيه، أي: إنَّ اللهَ أحبَّكَ لِمحبَّتِكَ صاحبَكَ في اللهِ. في الحديثِ: إثباتُ صفةِ الحبِّ والمحبَّةِ للهِ عزَّ وجلَّ، على ما يَليقُ به. وفيه:فضلُ المحبَّةِ في اللهِ عزَّ وجلَّ. وفيه: فضيلةُ زيارةِ الصَّالحينَ. وفيه: أنَّ الآدميِّينَ قد يَرونَ الملائكةَ.