قال اللهُ عزَّ وجلَّ : أنا عند ظنِّ عبدي بي . وأنا معه حيث ذكرني . واللهِ ! للهُ أفرحُ بتوبةِ عبدِه من أحدِكم يجِدُ ضالَّتَه بالفلاةِ . ومن تقرَّب إليَّ شِبرًا ، تقرَّبتُ إليه ذراعًا . ومن تقرَّب إليَّ ذراعًا ، تقرَّبتُ إليه باعًا . وإذا أقبل..."> قال اللهُ عزَّ وجلَّ : أنا عند ظنِّ عبدي بي . وأنا معه حيث ذكرني . واللهِ ! للهُ أفرحُ بتوبةِ عبدِه من أحدِكم يجِدُ ضالَّتَه بالفلاةِ . ومن تقرَّب إليَّ شِبرًا ، تقرَّبتُ إليه ذراعًا . ومن تقرَّب إليَّ ذراعًا ، تقرَّبتُ إليه باعًا . وإذا أقبل..." /> قال اللهُ عزَّ وجلَّ : أنا عند ظنِّ عبدي بي . وأنا معه حيث ذكرني . واللهِ ! للهُ أفرحُ بتوبةِ عبدِه من أحدِكم يجِدُ ضالَّتَه بالفلاةِ . ومن تقرَّب إليَّ شِبرًا ، تقرَّبتُ إليه ذراعًا . ومن تقرَّب إليَّ ذراعًا ، تقرَّبتُ إليه باعًا . وإذا أقبل..." />

قال اللهُ عزَّ وجلَّ : أنا عند ظنِّ عبدي بي . وأنا معه حيث ذكرني . واللهِ ! للهُ أفرحُ بتوبةِ عبدِه من أحدِكم يجِدُ ضالَّتَه بالفلاةِ . ومن تقرَّب إليَّ شِبرًا ، تقرَّبتُ إليه ذراعًا . ومن تقرَّب إليَّ ذراعًا ، تقرَّبتُ إليه باعًا . وإذا أقبل إليَّ يمشي ، أقبلتُ إليه أهرولُ

شرح الحديث

الحقُّ سُبْحانَهُ وتَعالى رَؤوفٌ رحيمٌ بعِبادِهِ، وقد أَمَرَنا أنْ نُحسِنَ الظَّنَّ به سُبْحانه مع إحْسانِ العَملِ، وفي هذا الحديثِ القُدْسيِّ الجَليلِ يُخبرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن ربِّ العِزَّةِ جلَّ جلالُه أنَّه قال: "أنَا عِنْد ظَنِّ عَبْدي بي"، أيْ: إنَّ اللهَ سُبْحانه عند مُنْتَهى أَمَلِ العَبْدِ به، وعلى قَدْرِ ظَنِّ العَبْدِ واعْتِقادِه فيه، ويكون عطاءُ اللهِ وجزاؤه مِن جِنْسِ ما يَظُنُّه العَبدُ في اللهِ ثوابًا أو عِقابًا، خيرًا أو شرًّا؛ فمَن ظَنَّ باللهِ أمرًا عظيمًا وَجَدَه، وأعطاه اللهُ إيَّاه، واللهُ سبحانه لا يَتعاظَمُه شيءٌ، ومَن قَصَرَ به عقْلُه في سوءِ الظَّنِّ باللهِ فإنَّ اللهَ يُعطِيهِ على قَدْرِ ظَنِّهِ.
"وأنا مَعَه حيثُ ذكَرَني"، أيْ: إنَّ اللهَ سُبْحانه يكونُ مع العَبدِ في حالةِ الذِّكرِ ويُؤنِسُه، فمَعيَّتُه تعالى هي مِن خاصَّةِ ذِكْرِهِ، فإنَّ المؤمنَ إذا خاف مِن الوَحْدةِ والانْفِرادِ، فإذا ذَكَرَ اللَّهَ تعالى فإنَّه يَجِدُه عِنْدَه ومعه يَسْتَأنِسُ به، ويَسْتَلِذُّ بقُرْبِه، وهذه مَزِيَّةٌ عظيمةٌ للذَّاكِرِ للهِ، ومِن فَضْلِ الذِّكرِ الحَسَنِ.
ثمَّ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "واللهِ"، أيْ: يُقسِمُ باللهِ عزَّ وجلَّ، "لَلَّهُ أَفْرَحُ بتَوبةِ عَبْدِهِ"، أيْ: إنَّ اللهَ يَفرَحُ برُجوعِ العَبْدِ المُذْنِبِ إليه تائبًا نادِمًا على ذَنْبِه أشدَّ مِن فَرَحِ "أَحَدِكم يَجِدُ ضالَّتَه بالفَلاةِ"، والفَلاةُ: الصَّحراءُ، والمعنَى: أنَّه يَجِد ناقَتَه بعدَ فَقْدِها وعليها مَتاعُهُ وطَعامُهُ وشَرابُهُ وتيقُّنٍ مِن الهلاكِ؛ فكيف يكونُ فَرَحُه إذا رجعتْ إليه ناقتُهُ؟!
"ومَن تقرَّبَ إليَّ شَبْرًا تَقرَّبتُ إليه ذِراعًا"، أيْ: مَن تَقرَّبَ إلى اللهِ بقَدْرِ شَبْرٍ تَقرَّبَ اللهُ إليه بأكْثرَ وأَفْضلَ منه، فيتقرَّب منه بقَدْرِ الذِّراعِ، وهكذا "ومَن تقرَّب إليَّ ذِراعًا، تقرَّبتُ إليه باعًا"، والباعُ: مدُّ اليَدين والذِّراعين بما في ذلك عَرْضُ الصَّدْرِ، "وإذا أَقْبَل إليَّ يَمْشي، أَقْبَلَتُ إليه أُهَرْوِلُ"، أيْ: وإنْ أَتى العبدُ يَمشي إلى اللهِ في طَريقِ الهِدايةِ والرَّشادِ، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُقبِلُ إليه ويُهرِولُ.
والفَرَحُ والتَّقرُّبُ والهَرْولةُ كلُّ ذلك حقٌّ على ما يَليقُ بذاتِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ليس لها مُشابَهةٌ بصِفاتِ البَشَرِ؛ فمِن عَقيدةِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ أتْباعِ السَّلفِ الصَّالحِ: الأَخْذُ بظاهرِ أمْثالِ هذا الحديثِ، مع إمرارِها كما جاءتْ مِن غيرِ تأويلٍ ولا تَحريفٍ؛ فليسَ تَقرُّبُه إلى عبْدِه مِثلَ تَقرُّبِ المخلوقِينَ إلى غيرِه، وليس مَشيُه كمَشيِهم، ولا هرولتُه كهرولتِهم، بل هو أمرٌ يليقُ باللهِ سبحانه كسائِرِ الصِّفاتِ؛ فالصفاتُ كالذَّاتِ ويجبُ إثباتُها له سبحانه مع الإيمانِ والاعتقادِ بأنَّها أكملُ الصِّفاتِ وأعلاها، وأنَّها لا تُشابِهُ صِفاتِ الخلقِ كما قال عزَّ وجلَّ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ].

صحيح مسلم

قال اللهُ عزَّ وجلَّ : أنا عند ظنِّ عبدي بي . وأنا معه حيث ذكرني . واللهِ ! للهُ أفرحُ بتوبةِ عبدِه من أحدِكم يجِدُ ضالَّتَه بالفلاةِ . ومن تقرَّب إليَّ شِبرًا ، تقرَّبتُ إليه ذراعًا . ومن تقرَّب إليَّ ذراعًا ، تقرَّبتُ إليه باعًا . وإذا أقبل إليَّ يمشي ، أقبلتُ إليه أهرولُ

شرح الحديث

الحقُّ سُبْحانَهُ وتَعالى رَؤوفٌ رحيمٌ بعِبادِهِ، وقد أَمَرَنا أنْ نُحسِنَ الظَّنَّ به سُبْحانه مع إحْسانِ العَملِ، وفي هذا الحديثِ القُدْسيِّ الجَليلِ يُخبرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن ربِّ العِزَّةِ جلَّ جلالُه أنَّه قال: "أنَا عِنْد ظَنِّ عَبْدي بي"، أيْ: إنَّ اللهَ سُبْحانه عند مُنْتَهى أَمَلِ العَبْدِ به، وعلى قَدْرِ ظَنِّ العَبْدِ واعْتِقادِه فيه، ويكون عطاءُ اللهِ وجزاؤه مِن جِنْسِ ما يَظُنُّه العَبدُ في اللهِ ثوابًا أو عِقابًا، خيرًا أو شرًّا؛ فمَن ظَنَّ باللهِ أمرًا عظيمًا وَجَدَه، وأعطاه اللهُ إيَّاه، واللهُ سبحانه لا يَتعاظَمُه شيءٌ، ومَن قَصَرَ به عقْلُه في سوءِ الظَّنِّ باللهِ فإنَّ اللهَ يُعطِيهِ على قَدْرِ ظَنِّهِ. "وأنا مَعَه حيثُ ذكَرَني"، أيْ: إنَّ اللهَ سُبْحانه يكونُ مع العَبدِ في حالةِ الذِّكرِ ويُؤنِسُه، فمَعيَّتُه تعالى هي مِن خاصَّةِ ذِكْرِهِ، فإنَّ المؤمنَ إذا خاف مِن الوَحْدةِ والانْفِرادِ، فإذا ذَكَرَ اللَّهَ تعالى فإنَّه يَجِدُه عِنْدَه ومعه يَسْتَأنِسُ به، ويَسْتَلِذُّ بقُرْبِه، وهذه مَزِيَّةٌ عظيمةٌ للذَّاكِرِ للهِ، ومِن فَضْلِ الذِّكرِ الحَسَنِ. ثمَّ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "واللهِ"، أيْ: يُقسِمُ باللهِ عزَّ وجلَّ، "لَلَّهُ أَفْرَحُ بتَوبةِ عَبْدِهِ"، أيْ: إنَّ اللهَ يَفرَحُ برُجوعِ العَبْدِ المُذْنِبِ إليه تائبًا نادِمًا على ذَنْبِه أشدَّ مِن فَرَحِ "أَحَدِكم يَجِدُ ضالَّتَه بالفَلاةِ"، والفَلاةُ: الصَّحراءُ، والمعنَى: أنَّه يَجِد ناقَتَه بعدَ فَقْدِها وعليها مَتاعُهُ وطَعامُهُ وشَرابُهُ وتيقُّنٍ مِن الهلاكِ؛ فكيف يكونُ فَرَحُه إذا رجعتْ إليه ناقتُهُ؟! "ومَن تقرَّبَ إليَّ شَبْرًا تَقرَّبتُ إليه ذِراعًا"، أيْ: مَن تَقرَّبَ إلى اللهِ بقَدْرِ شَبْرٍ تَقرَّبَ اللهُ إليه بأكْثرَ وأَفْضلَ منه، فيتقرَّب منه بقَدْرِ الذِّراعِ، وهكذا "ومَن تقرَّب إليَّ ذِراعًا، تقرَّبتُ إليه باعًا"، والباعُ: مدُّ اليَدين والذِّراعين بما في ذلك عَرْضُ الصَّدْرِ، "وإذا أَقْبَل إليَّ يَمْشي، أَقْبَلَتُ إليه أُهَرْوِلُ"، أيْ: وإنْ أَتى العبدُ يَمشي إلى اللهِ في طَريقِ الهِدايةِ والرَّشادِ، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُقبِلُ إليه ويُهرِولُ. والفَرَحُ والتَّقرُّبُ والهَرْولةُ كلُّ ذلك حقٌّ على ما يَليقُ بذاتِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ليس لها مُشابَهةٌ بصِفاتِ البَشَرِ؛ فمِن عَقيدةِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ أتْباعِ السَّلفِ الصَّالحِ: الأَخْذُ بظاهرِ أمْثالِ هذا الحديثِ، مع إمرارِها كما جاءتْ مِن غيرِ تأويلٍ ولا تَحريفٍ؛ فليسَ تَقرُّبُه إلى عبْدِه مِثلَ تَقرُّبِ المخلوقِينَ إلى غيرِه، وليس مَشيُه كمَشيِهم، ولا هرولتُه كهرولتِهم، بل هو أمرٌ يليقُ باللهِ سبحانه كسائِرِ الصِّفاتِ؛ فالصفاتُ كالذَّاتِ ويجبُ إثباتُها له سبحانه مع الإيمانِ والاعتقادِ بأنَّها أكملُ الصِّفاتِ وأعلاها، وأنَّها لا تُشابِهُ صِفاتِ الخلقِ كما قال عزَّ وجلَّ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ].

صحيح مسلم
0 Comments 0 Shares 40 Views 0 Reviews