رحمته صلى الله عليه وسلم بالأسرى
رحمته بالأسرى
لقد أقرت المواثيق الدولية حقوق الأسرى و كان ذلك احتراما لإنسانية الإنسان ورحمة به
وقد غفل العالم أو تغافل عن أن هذه الرحمة التى جاءت بها تلك المواثيق، ما هي إلا نقطة فى بحر الرحمة التى غمر بها رسولنا الرحيم أسراه
فقد كان دائما يأمر بالرفق بالأسرى والإحسان إليهم وإكرامهم
و المتأمل فى السيرة النبوية يرى كيف كانت حياته صلى الله عليه وسلم زاخرة بالكثير من سماحته و رفقه بالأسرى
مظاهر الرحمة بالأسرى :
إطعام الأسرى
قال الله تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًاففى هذه الآية الكريمة يحثُّ الله تعالى عباده المؤمنين على الإحسان إلى أسراهم وإطعامهم ، ويعِدُهم بذلك النعيمَ فى الآخرة
قال ابن عباس رضي الله عنهما : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم غزوة بدر أن يُكرموا الأُسَارى، فكانوا يُقَدِّمُونهم على أنفسهم عند الغداء، ولم يكن الصحابة رضوان الله عليهم يقدمون للأسرى ما بقى من طعامهم بل كانوا ينتقون لهم أجود ما لديهم من طعام، ويجعلونهم يأكلونه عملاً بوصية رسول الله بهم
كسوة الأسرى
لم يقتصر المسلمون على إطعام أسراهم من المشركين؛ بل إنهم كانوا يُقدّمون لهم الملابس أيضًا، وهذا ثابت في الصحيح، فقد جعل البخاري –رحمه الله– بابًا في الصحيح سمّاه: باب الكسوة للأُسارى، وذكر فيه أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لَمَّا كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ أُتِيَ بِأُسَارَى وَأُتِيَ بِالْعَبَّاسِ وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ثَوْبٌ فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهُ قَمِيصًا فَوَجَدُوا قَمِيصَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ يَقْدُرُ عَلَيْهِ فَكَسَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهُ
توفير المأوى والمسكن للأسرى
كان المسلمون يجعلون الأسرى حتى يتمّ النظر فى شأنهم فى أحد مكانين إما المسجد وهو أشرف مكان عند المسلمين، وإما بيوت الصحابة رضي الله عنهم
و ذلك حتي يَرَوْا أخلاق المسلمين وعبادتهم لعلهم يتأثّرون بها، فيدخل الإيمان فى قلوبهم ، وقد حدث هذا بالفعل مع بعضهم كالصحابي ثمامة بن أثال رضي الله عنه
وأما إبقاء الأسرى فى منازل الصحابة رضي الله عنهم فكان هذا إكرامًا كبيرًا من المسلمين لهؤلاء الأسرى؛ فعن الحسن البصري أن رسول الله كان يُؤتَى بالأسير فيدفعه إلى بعض المسلمين فيقول: أَحْسِنْ إليه فيكون عنده اليومين والثلاثة ، فَيُؤْثِرُهُ على نفسه
عدم التعرّض للأسرى بالأذى
ربَّى الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام رضي الله عنهم على الرحمة ، فقد روى جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ لا يَرْحَمْ النَّاسَ لا يَرْحَمْهُ اللَّهُ
فكان الصحابة رضوان الله عليهم نماذج عملية فى الرحمة ببنى البشر جميعًا مسلمين وغير مسلمين، وقد أنكر الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب غلامي قريش فى أحداث بدر فقال : إِذَا صَدَقَاكُمْ ضَرَبْتُمُوهُمَا، وَإِذَا كَذَبَاكُمْ تَرَكْتُمُوهُمَا،صَدَقَا وَاللهِ إِنَّهُمَا لِقُرَيْشمع أن هذين الغلامين اللذين ضُرِبَا من الجيش المعادى –جيش المشركين– ويمدَّان الجيش بالماء
بل إن شريعة الإسلام تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث تمنع تعذيب الأسير للإدلاء بمعلومات عن العدو، وقد قيل للإمام مالك: أَيُعذَّبُ الأسيرُ إن رُجِيَ أن يدلّ على عورة العدو؟ قال: ما سمعت بذلك
الرفق بالأسرى واللين معهم
من أخلاق الإسلام أيضًا فى التعامل مع الأسرى الرفقُ ولين الجانب، حتى يشعروا بالأمن والطمأنينة، وقد كان من أخلاق رسول الله أنّه كان يردُّ على استفسارات الأسرى، ولا يسأم أو يَمَلُّ من أسئلتهم، مما يُوحِى بسعة صدره، وعمق رحمة النبي التى شملت البشر جميعًا
احترام مشاعر الأسرى الإنسانية
إن الإسلام يرفع من قيمة البشر، ويحترم المشاعر الإنسانية احترامًا كبيرًا، سواء مع المسلمين أو مع غيرهم، وقد وجدنا تطبيقات عمليّة كثيرة لهذا الأمر فى حياة النبيّ ، ويظهر هذا الأمر بوضوح في أوقات الشدائد وبعد الحروب خاصّة، فنجد النبي يوجِّه أصحابه الكرام توجيهات إنسانية راقية فى شأن التعامل مع الأسرى من النساء والأطفال؛ فينهى عن التفريق بين الأم وطفلها؛ فعَنْ أبى أيوب الأنصاري رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
رحمته صلى الله عليه وسلم بالأسرى
رحمته بالأسرى
لقد أقرت المواثيق الدولية حقوق الأسرى و كان ذلك احتراما لإنسانية الإنسان ورحمة به
وقد غفل العالم أو تغافل عن أن هذه الرحمة التى جاءت بها تلك المواثيق، ما هي إلا نقطة فى بحر الرحمة التى غمر بها رسولنا الرحيم أسراه
فقد كان دائما يأمر بالرفق بالأسرى والإحسان إليهم وإكرامهم
و المتأمل فى السيرة النبوية يرى كيف كانت حياته صلى الله عليه وسلم زاخرة بالكثير من سماحته و رفقه بالأسرى
مظاهر الرحمة بالأسرى :
إطعام الأسرى
قال الله تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًاففى هذه الآية الكريمة يحثُّ الله تعالى عباده المؤمنين على الإحسان إلى أسراهم وإطعامهم ، ويعِدُهم بذلك النعيمَ فى الآخرة
قال ابن عباس رضي الله عنهما : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم غزوة بدر أن يُكرموا الأُسَارى، فكانوا يُقَدِّمُونهم على أنفسهم عند الغداء، ولم يكن الصحابة رضوان الله عليهم يقدمون للأسرى ما بقى من طعامهم بل كانوا ينتقون لهم أجود ما لديهم من طعام، ويجعلونهم يأكلونه عملاً بوصية رسول الله بهم
كسوة الأسرى
لم يقتصر المسلمون على إطعام أسراهم من المشركين؛ بل إنهم كانوا يُقدّمون لهم الملابس أيضًا، وهذا ثابت في الصحيح، فقد جعل البخاري –رحمه الله– بابًا في الصحيح سمّاه: باب الكسوة للأُسارى، وذكر فيه أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لَمَّا كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ أُتِيَ بِأُسَارَى وَأُتِيَ بِالْعَبَّاسِ وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ثَوْبٌ فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهُ قَمِيصًا فَوَجَدُوا قَمِيصَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ يَقْدُرُ عَلَيْهِ فَكَسَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهُ
توفير المأوى والمسكن للأسرى
كان المسلمون يجعلون الأسرى حتى يتمّ النظر فى شأنهم فى أحد مكانين إما المسجد وهو أشرف مكان عند المسلمين، وإما بيوت الصحابة رضي الله عنهم
و ذلك حتي يَرَوْا أخلاق المسلمين وعبادتهم لعلهم يتأثّرون بها، فيدخل الإيمان فى قلوبهم ، وقد حدث هذا بالفعل مع بعضهم كالصحابي ثمامة بن أثال رضي الله عنه
وأما إبقاء الأسرى فى منازل الصحابة رضي الله عنهم فكان هذا إكرامًا كبيرًا من المسلمين لهؤلاء الأسرى؛ فعن الحسن البصري أن رسول الله كان يُؤتَى بالأسير فيدفعه إلى بعض المسلمين فيقول: أَحْسِنْ إليه فيكون عنده اليومين والثلاثة ، فَيُؤْثِرُهُ على نفسه
عدم التعرّض للأسرى بالأذى
ربَّى الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام رضي الله عنهم على الرحمة ، فقد روى جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ لا يَرْحَمْ النَّاسَ لا يَرْحَمْهُ اللَّهُ
فكان الصحابة رضوان الله عليهم نماذج عملية فى الرحمة ببنى البشر جميعًا مسلمين وغير مسلمين، وقد أنكر الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب غلامي قريش فى أحداث بدر فقال : إِذَا صَدَقَاكُمْ ضَرَبْتُمُوهُمَا، وَإِذَا كَذَبَاكُمْ تَرَكْتُمُوهُمَا،صَدَقَا وَاللهِ إِنَّهُمَا لِقُرَيْشمع أن هذين الغلامين اللذين ضُرِبَا من الجيش المعادى –جيش المشركين– ويمدَّان الجيش بالماء
بل إن شريعة الإسلام تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث تمنع تعذيب الأسير للإدلاء بمعلومات عن العدو، وقد قيل للإمام مالك: أَيُعذَّبُ الأسيرُ إن رُجِيَ أن يدلّ على عورة العدو؟ قال: ما سمعت بذلك
الرفق بالأسرى واللين معهم
من أخلاق الإسلام أيضًا فى التعامل مع الأسرى الرفقُ ولين الجانب، حتى يشعروا بالأمن والطمأنينة، وقد كان من أخلاق رسول الله أنّه كان يردُّ على استفسارات الأسرى، ولا يسأم أو يَمَلُّ من أسئلتهم، مما يُوحِى بسعة صدره، وعمق رحمة النبي التى شملت البشر جميعًا
احترام مشاعر الأسرى الإنسانية
إن الإسلام يرفع من قيمة البشر، ويحترم المشاعر الإنسانية احترامًا كبيرًا، سواء مع المسلمين أو مع غيرهم، وقد وجدنا تطبيقات عمليّة كثيرة لهذا الأمر فى حياة النبيّ ، ويظهر هذا الأمر بوضوح في أوقات الشدائد وبعد الحروب خاصّة، فنجد النبي يوجِّه أصحابه الكرام توجيهات إنسانية راقية فى شأن التعامل مع الأسرى من النساء والأطفال؛ فينهى عن التفريق بين الأم وطفلها؛ فعَنْ أبى أيوب الأنصاري رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ