أُرِيتُكِ قبلَ أن أتزوجَكِ مَرَّتَيْنِ ، رأيتُ المَلَكَ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ من حريرٍ ، فقلتُ له : اكْشِفْ ، فكشف فإذا هي أنتِ ، فقلتُ : إن يَكُنْ هذا من عندِ اللهِ يُمْضِهِ ، ثم أُرِيتُكِ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ من حريرٍ ، فقلتُ : اكْشِفْ ، فكشف ، فإذا هي أنتِ ، فقلتُ : إن يَكُ هذا من عندِ اللهِ يُمْضِهِ
شرح الحديث
تَحكِي عَائِشَةُ رضِي اللهُ عنها أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال لها: «أُرِيتُكِ قبلَ أن أتزوَّجَك في المنامِ مرَّتين»، رأيتُ المَلَكَ»، أي: جِبْرِيلَ عليه السَّلام، «يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ»، أي: قِطعة من حرير، «فقلتُ له: اكْشِفْ»، أي: السَّرَقَةَ «فكَشَف فإذا هِيَ أنتِ، فقُلتُ: إنْ يَكُنْ هذا مِنْ عِنْدِ الله يُمْضِهِ»، أي: يُنْفِذْه ويُتِمَّه، «ثُمَّ أُرِيتُكِ يَحْمِلُكِ» المَلَكُ «في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، فقُلتُ» للمَلَك «اكْشِف، فكَشَفَ، فإذا هِيَ»، أي: فإذا الشخصُ الذي في السَّرَقَةِ «أنتِ، فقلت: إن يَكُ هذا مِن عندِ الله يُمْضِهِ»، وقد يُستشكل قوله: «إن يَكُ هذا مِن عندِ الله يُمْضِهِ»؛ لأنَّ ظاهرَه الشكُّ ورؤيا الأنبياء وحيٌ. والجواب: أنَّه على احتمال أنَّ الرُّؤيا بعدَ النبوَّة وبعدَ العِلم بأنَّ رُؤياه وحيٌ؛ فيكون عبَّر عمَّا علِمَه بلفظِ الشكِّ ومعناه اليقينُ؛ إشارةً إلى أنَّه لا دخلَ له فيه، وليس ذلك باختيارِه وفي قُدرتِه. وعلى الاحتمالِ بأنَّ الرُّؤيا قَبلَ النبوَّة وقبلَ أنْ يعلمَ أنَّ رُؤيا الأنبياء وحيٌ؛ فلا إشكالَ .
رَأَى عبدُ الله بنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنهُما في المنامِ كأنَّ في يَدَيْهِ سَرَقَةً، أي: قِطعةً مِن الحَرِيرِ، لا يَهْوِي بها، أي: لا يَرْمِي بها أو يَمِيلُ بها إلى مكانٍ في الجنَّةِ إلَّا طارَتْ به إليه؛ إشارةً إلى تمكُّنِه مِن الوُصولِ حَيْثُ شاء من الجنَّةِ. فقَصَّتْ أختُه أُمُّ المؤمنين حَفْصَةُ رَضِيَ الله عنها الرُّؤيَا على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: «إنَّ أخاكِ رجلٌ صالِحٌ» أو قال (والشكُّ مِن أحدِ الرُّوَاةِ): «إنَّ عبدَ الله رَجُلٌ صالِحٌ». وفي روايةٍ: «نِعْمَ الرجلُ ابنُ عُمَرَ لو كان يُصَلِّي مِن الليل».
في الحديثِ: جوازُ النِّيابةِ في تعبِير الرُّؤيا.
وفيه: فضيلةٌ ظاهرةٌ لابنِ عُمرَ رضِي اللهُ عنهما.
صحيح البخاري
أُرِيتُكِ قبلَ أن أتزوجَكِ مَرَّتَيْنِ ، رأيتُ المَلَكَ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ من حريرٍ ، فقلتُ له : اكْشِفْ ، فكشف فإذا هي أنتِ ، فقلتُ : إن يَكُنْ هذا من عندِ اللهِ يُمْضِهِ ، ثم أُرِيتُكِ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ من حريرٍ ، فقلتُ : اكْشِفْ ، فكشف ، فإذا هي أنتِ ، فقلتُ : إن يَكُ هذا من عندِ اللهِ يُمْضِهِ
شرح الحديث
تَحكِي عَائِشَةُ رضِي اللهُ عنها أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال لها: «أُرِيتُكِ قبلَ أن أتزوَّجَك في المنامِ مرَّتين»، رأيتُ المَلَكَ»، أي: جِبْرِيلَ عليه السَّلام، «يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ»، أي: قِطعة من حرير، «فقلتُ له: اكْشِفْ»، أي: السَّرَقَةَ «فكَشَف فإذا هِيَ أنتِ، فقُلتُ: إنْ يَكُنْ هذا مِنْ عِنْدِ الله يُمْضِهِ»، أي: يُنْفِذْه ويُتِمَّه، «ثُمَّ أُرِيتُكِ يَحْمِلُكِ» المَلَكُ «في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، فقُلتُ» للمَلَك «اكْشِف، فكَشَفَ، فإذا هِيَ»، أي: فإذا الشخصُ الذي في السَّرَقَةِ «أنتِ، فقلت: إن يَكُ هذا مِن عندِ الله يُمْضِهِ»، وقد يُستشكل قوله: «إن يَكُ هذا مِن عندِ الله يُمْضِهِ»؛ لأنَّ ظاهرَه الشكُّ ورؤيا الأنبياء وحيٌ. والجواب: أنَّه على احتمال أنَّ الرُّؤيا بعدَ النبوَّة وبعدَ العِلم بأنَّ رُؤياه وحيٌ؛ فيكون عبَّر عمَّا علِمَه بلفظِ الشكِّ ومعناه اليقينُ؛ إشارةً إلى أنَّه لا دخلَ له فيه، وليس ذلك باختيارِه وفي قُدرتِه. وعلى الاحتمالِ بأنَّ الرُّؤيا قَبلَ النبوَّة وقبلَ أنْ يعلمَ أنَّ رُؤيا الأنبياء وحيٌ؛ فلا إشكالَ . رَأَى عبدُ الله بنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنهُما في المنامِ كأنَّ في يَدَيْهِ سَرَقَةً، أي: قِطعةً مِن الحَرِيرِ، لا يَهْوِي بها، أي: لا يَرْمِي بها أو يَمِيلُ بها إلى مكانٍ في الجنَّةِ إلَّا طارَتْ به إليه؛ إشارةً إلى تمكُّنِه مِن الوُصولِ حَيْثُ شاء من الجنَّةِ. فقَصَّتْ أختُه أُمُّ المؤمنين حَفْصَةُ رَضِيَ الله عنها الرُّؤيَا على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: «إنَّ أخاكِ رجلٌ صالِحٌ» أو قال (والشكُّ مِن أحدِ الرُّوَاةِ): «إنَّ عبدَ الله رَجُلٌ صالِحٌ». وفي روايةٍ: «نِعْمَ الرجلُ ابنُ عُمَرَ لو كان يُصَلِّي مِن الليل». في الحديثِ: جوازُ النِّيابةِ في تعبِير الرُّؤيا. وفيه: فضيلةٌ ظاهرةٌ لابنِ عُمرَ رضِي اللهُ عنهما.