ـ حج أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) بالناس
فصل ـ حج أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) بالناسرجع النبي ﷺ من تبوك وبقي في طيبة (المدينة المنورة) بقية رمضان وشوال وذي القعدة، ثم بعث النبي ﷺ أبا بكر الصديق أميراً على الحج، وذلك سنة تسع من مهاجره.
فخرج أبو بكر حاجاً بالناس، ونزلت على النبي ﷺ أوائل سورة براءة في بيان أحكام العهود التي بينه وبين المشركين.
قال الله تبارك وتعالى : {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [التوبة: 1 - 5].
لما نزلت هذه الآيات على رسول الله ﷺ أمر علي بن أبي طالب أن يخرج خلف أبي بكر بهذه الآيات، ليرد إلى المشركين عهودهم ، وكان من عادة العرب أنه إذا عاهد أحدهم عهداً لا ينقض عهده ولا يرده إلا هو أو رجل من أهل بيته، فلما وصل عليّ إلى أبي بكر قال أبو بكر: أمير أو مأمور؟ قال: بل مأمور.
فدخل أبو بكر الصديق إلى مكة حاجاً في الناس تلك السنة، وقام عليّ (رضي الله عنه)، ينادي في الناس: أيها الناس:
• لا يدخل الجنة كافر.
• ولا يحج بعد العام مشرك.
• ولا يطوف في البيت عريان.
• ومن كان له عهد عند رسول الله فهو إلى مدته (1).
وذلك أن المشركين انقسموا إلى ثلاثة أقسام:
الأول: لهم عهد فهم إلى مدتهم كما قال علي (رضي الله عنه)، وينتهي بانتهاء مدته.
الثاني: ليس لهم عهد فهؤلاء أمهلهم الله تبارك وتعالى أربعة أشهر.
الثالث: لهم عهد ولكنه ينتهي قبل أربعة أشهر.
فهؤلاء اختلف فيهم أهل العلم، هل مدتهم إلى أربعة أشهر أم إلى مدتهم التي هم عليها؟ والظاهر أنه إلى أربعة أشهر، والله أعلم.
وعن يزيد بن يثيع قال: سألنا علياً: بأي سيء بُعثت في الحجة؟
قال: بعثت بأربع: لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يجتمع مسلم وكافر في المسجد الحرام بعد عامه هذا، ومن كان بينه وبين النبي ﷺ عهد فهو إلى مدته ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر. أخرجه أحمد والترمذي وحسنه (1).
وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يأذنون بمنى: ألا يحج بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت، ثم أردف النبي ﷺ أبا بكر بعلي بن أبي طالب (رضي الله عنهما) فأمره أن يأذن ببراءة، قال: فأذن معنا عليّ بأهل منى يوم النحر ببراءة، وألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان(2).
ـ حج أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) بالناس
فصل ـ حج أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) بالناسرجع النبي ﷺ من تبوك وبقي في طيبة (المدينة المنورة) بقية رمضان وشوال وذي القعدة، ثم بعث النبي ﷺ أبا بكر الصديق أميراً على الحج، وذلك سنة تسع من مهاجره.
فخرج أبو بكر حاجاً بالناس، ونزلت على النبي ﷺ أوائل سورة براءة في بيان أحكام العهود التي بينه وبين المشركين.
قال الله تبارك وتعالى : {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [التوبة: 1 - 5].
لما نزلت هذه الآيات على رسول الله ﷺ أمر علي بن أبي طالب أن يخرج خلف أبي بكر بهذه الآيات، ليرد إلى المشركين عهودهم ، وكان من عادة العرب أنه إذا عاهد أحدهم عهداً لا ينقض عهده ولا يرده إلا هو أو رجل من أهل بيته، فلما وصل عليّ إلى أبي بكر قال أبو بكر: أمير أو مأمور؟ قال: بل مأمور.
فدخل أبو بكر الصديق إلى مكة حاجاً في الناس تلك السنة، وقام عليّ (رضي الله عنه)، ينادي في الناس: أيها الناس:
• لا يدخل الجنة كافر.
• ولا يحج بعد العام مشرك.
• ولا يطوف في البيت عريان.
• ومن كان له عهد عند رسول الله فهو إلى مدته (1).
وذلك أن المشركين انقسموا إلى ثلاثة أقسام:
الأول: لهم عهد فهم إلى مدتهم كما قال علي (رضي الله عنه)، وينتهي بانتهاء مدته.
الثاني: ليس لهم عهد فهؤلاء أمهلهم الله تبارك وتعالى أربعة أشهر.
الثالث: لهم عهد ولكنه ينتهي قبل أربعة أشهر.
فهؤلاء اختلف فيهم أهل العلم، هل مدتهم إلى أربعة أشهر أم إلى مدتهم التي هم عليها؟ والظاهر أنه إلى أربعة أشهر، والله أعلم.
وعن يزيد بن يثيع قال: سألنا علياً: بأي سيء بُعثت في الحجة؟
قال: بعثت بأربع: لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يجتمع مسلم وكافر في المسجد الحرام بعد عامه هذا، ومن كان بينه وبين النبي ﷺ عهد فهو إلى مدته ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر. أخرجه أحمد والترمذي وحسنه (1).
وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يأذنون بمنى: ألا يحج بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت، ثم أردف النبي ﷺ أبا بكر بعلي بن أبي طالب (رضي الله عنهما) فأمره أن يأذن ببراءة، قال: فأذن معنا عليّ بأهل منى يوم النحر ببراءة، وألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان(2).
0 Комментарии
0 Поделились
388 Просмотры
0 предпросмотр