انطلاقة الجيش
تحرك جيش النبي ﷺ في شهر رمضان بعد عشرة أيام منه من المدينة إلى مكة شرفها الله تبارك وتعالى ، وذلك في عشرة آلاف من أصحابه ﷺ ، وكان من بني سليم ألف ، ومن مزينة ألف، ومن غفار أربعمئة، ومن اسلم أربعمئة، وطوائف كثيرة من قيس وأسد وتميم وغيرهم والمهاجرون والأنصار من الأوس والخزرج.فلما وصل النبي ﷺ الجُحفة لقيه عمه العباس بن عبد المطلب وكان قد خرج مسلماً مهاجراً على الله ورسوله، فسار مع النبي ﷺ فلما بلغ الأبواء لقيه ابن عمه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وابن عمته عبد الله بن أبي أمية أخو هند بنت أبي أمية ( أم سلمة أم المؤمنين) (رضي الله عنها).
وعبد الله بن أبي أمية هو الذي كان مع أبي جهل حين منعا أبي طالب أن يقول كلمة الإسلام قائلين: أتترك ملة عبد المطلب؟
جاءا مسلمين فأعرض عنهما لما كان يلقاه منهما من شدة وأذى، اما أبو سفيان فكان يهجو النبي ﷺ في شعره فقالت له أم سلمة: يا رسول الله لا يكونا ابن عمك وابن عمتك أشقى الناس بك.
وذهب أبو سفيان بن الحارث إلى علي بن أبي طالب وقال له : يا علي إني قد جئت مسلماً مهاجراً إلى الله ورسوله فما بال رسول الله يفعل بي هكذا؟ فقال علي: أما علمت مال فعلت برسول الله؟ تهجوه وتؤذيه.
فقال: فما أصنع؟ هنا تنبه على (رضي الله عنه)، إلى قضية مهمة وهذا يدل على ذكائه واستحضاره فقال له: ائت رسول الله ﷺ من قِبل وجهه فقل له: تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين أي كما قال أخوة يوسف ليوسف فجاء أبو سفيان إلى النبي ﷺ فاستقبله في وجهه فقال: تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين.
فقال رسول الله ﷺ كما قال أخوة يوسف: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين.
فقال أبو سفيان:
لَعَمْرُكَ إِنِّي يَوْمَ أَحْمِلُ رَايَةً
لِتَغْلِبَ خَيْلُ اللاَّتِ خَيْلَ مُحَمَّدِ
لَكَالْمُدلِجِ الْحَيْرَانِ أَظْلَمَ لَيْلُهُ
فَهَذا أَوَانِي حِينَ أُهْدَى فَأَهْتَدِي
هَدَانِيَ هَادٍ غَيْرُ نَفْسِي وَدَلَّنِي
عَلَى اللَّهِ مَنْ طَرَّدْتُ كُلَّ مُطَرَّدِ
فضرب رسول الله ﷺ صدره وقال: أنت طردتني كل مطردش، وكان حسان بن ثابت شاعر الرسول ﷺ قد رد على أبي سفيان حين هجا رسول الله ﷺ ، وكان الرسول ﷺ يقول لحسان: إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله.
وهذه قصيدة حسان التي رد فيها على أبي سفيان حين هجا رسول الله ﷺ :
عَدِمْنَا خَيْلَنا، إنْ لم تَرَوْهَا تُثِيرُ النَّقْعَ، مَوْعِدُها كَدَاءُ
يُنازِعنَ الأعنّة َ مُصْعِدَاتٍ، عَلَى أكْتافِهَا الأسَلُ الظِّماءُ
تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ تلطمهنّ بالخمرِ النساءُ
فإما تعرضوا عنا اعتمرنا، وكانَ الفَتْحُ، وانْكَشَفَ الغِطاءُ
وإلا، فاصبروا لجلادِ يومٍ، يعزُّ اللهُ فيهِ منْ يشاءُ
وَجِبْرِيلٌ أمِينُ اللَّهِ فِينَا، وَرُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ
وَقَالَ اللَّهُ: قَدْ أرْسَلْتُ عَبْداً يقولُ الحقَّ إنْ نفعَ البلاءُ
شَهِدْتُ بِهِ، فَقُومُوا صَدِّقُوهُ! وقلتمْ: لا نقومُ ولا نشاءُ
وَقَالَ اللَّهُ: قَدْ سّيرْتُ جُنْداً، همُ الأنصارُ، عرضتها اللقاءُ
لنا في كلّ يومٍ منْ معدٍّ سِبابٌ،أوْ قِتَالٌ، أوْ هِجاءُ
فنحكمُ بالقوافي منْ هجانا، ونضربُ حينَ تختلطُ الدماءُ
ألا أبلغْ أبا سفيانَ عني، فأنتَ مجوفٌ نخبٌ هواءُ
بأن سيوفنا تركتك عبدا وعبد الدار سادتها الإماء
هجوتَ محمداً، فأجبتُ عنهُ، وعندَ اللهِ في ذاكَ الجزاءُ
أتَهْجُوهُ، وَلَسْتَ لَهُ بكُفْءٍ، فَشَرُّكُما لِخَيْرِكُمَا الفِداءُ
هجوتَ مباركاً، براً، حنيفاً، أمينَ اللهِ، شيمتهُ الوفاءُ
فأمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ، ويمدحهُ، وينصرهُ سواءُ
فَإنّ أبي وَوَالِدَهُ وَعِرْضي لعرضِ محمدٍ منكمْ وقاءُ
لساني صارمٌ لا عيبَ فيهِ، وَبَحْرِي لا تُكَدِّرُهُ الّدلاءُ
هذا شاعر سول الله ﷺ ينافح عنه فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: والله لشعر حسان اشد عليهم من وقع النبل.
انطلاقة الجيش
تحرك جيش النبي ﷺ في شهر رمضان بعد عشرة أيام منه من المدينة إلى مكة شرفها الله تبارك وتعالى ، وذلك في عشرة آلاف من أصحابه ﷺ ، وكان من بني سليم ألف ، ومن مزينة ألف، ومن غفار أربعمئة، ومن اسلم أربعمئة، وطوائف كثيرة من قيس وأسد وتميم وغيرهم والمهاجرون والأنصار من الأوس والخزرج.فلما وصل النبي ﷺ الجُحفة لقيه عمه العباس بن عبد المطلب وكان قد خرج مسلماً مهاجراً على الله ورسوله، فسار مع النبي ﷺ فلما بلغ الأبواء لقيه ابن عمه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وابن عمته عبد الله بن أبي أمية أخو هند بنت أبي أمية ( أم سلمة أم المؤمنين) (رضي الله عنها).
وعبد الله بن أبي أمية هو الذي كان مع أبي جهل حين منعا أبي طالب أن يقول كلمة الإسلام قائلين: أتترك ملة عبد المطلب؟
جاءا مسلمين فأعرض عنهما لما كان يلقاه منهما من شدة وأذى، اما أبو سفيان فكان يهجو النبي ﷺ في شعره فقالت له أم سلمة: يا رسول الله لا يكونا ابن عمك وابن عمتك أشقى الناس بك.
وذهب أبو سفيان بن الحارث إلى علي بن أبي طالب وقال له : يا علي إني قد جئت مسلماً مهاجراً إلى الله ورسوله فما بال رسول الله يفعل بي هكذا؟ فقال علي: أما علمت مال فعلت برسول الله؟ تهجوه وتؤذيه.
فقال: فما أصنع؟ هنا تنبه على (رضي الله عنه)، إلى قضية مهمة وهذا يدل على ذكائه واستحضاره فقال له: ائت رسول الله ﷺ من قِبل وجهه فقل له: تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين أي كما قال أخوة يوسف ليوسف فجاء أبو سفيان إلى النبي ﷺ فاستقبله في وجهه فقال: تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين.
فقال رسول الله ﷺ كما قال أخوة يوسف: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين.
فقال أبو سفيان:
لَعَمْرُكَ إِنِّي يَوْمَ أَحْمِلُ رَايَةً
لِتَغْلِبَ خَيْلُ اللاَّتِ خَيْلَ مُحَمَّدِ
لَكَالْمُدلِجِ الْحَيْرَانِ أَظْلَمَ لَيْلُهُ
فَهَذا أَوَانِي حِينَ أُهْدَى فَأَهْتَدِي
هَدَانِيَ هَادٍ غَيْرُ نَفْسِي وَدَلَّنِي
عَلَى اللَّهِ مَنْ طَرَّدْتُ كُلَّ مُطَرَّدِ
فضرب رسول الله ﷺ صدره وقال: أنت طردتني كل مطردش، وكان حسان بن ثابت شاعر الرسول ﷺ قد رد على أبي سفيان حين هجا رسول الله ﷺ ، وكان الرسول ﷺ يقول لحسان: إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله.
وهذه قصيدة حسان التي رد فيها على أبي سفيان حين هجا رسول الله ﷺ :
عَدِمْنَا خَيْلَنا، إنْ لم تَرَوْهَا تُثِيرُ النَّقْعَ، مَوْعِدُها كَدَاءُ
يُنازِعنَ الأعنّة َ مُصْعِدَاتٍ، عَلَى أكْتافِهَا الأسَلُ الظِّماءُ
تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ تلطمهنّ بالخمرِ النساءُ
فإما تعرضوا عنا اعتمرنا، وكانَ الفَتْحُ، وانْكَشَفَ الغِطاءُ
وإلا، فاصبروا لجلادِ يومٍ، يعزُّ اللهُ فيهِ منْ يشاءُ
وَجِبْرِيلٌ أمِينُ اللَّهِ فِينَا، وَرُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ
وَقَالَ اللَّهُ: قَدْ أرْسَلْتُ عَبْداً يقولُ الحقَّ إنْ نفعَ البلاءُ
شَهِدْتُ بِهِ، فَقُومُوا صَدِّقُوهُ! وقلتمْ: لا نقومُ ولا نشاءُ
وَقَالَ اللَّهُ: قَدْ سّيرْتُ جُنْداً، همُ الأنصارُ، عرضتها اللقاءُ
لنا في كلّ يومٍ منْ معدٍّ سِبابٌ،أوْ قِتَالٌ، أوْ هِجاءُ
فنحكمُ بالقوافي منْ هجانا، ونضربُ حينَ تختلطُ الدماءُ
ألا أبلغْ أبا سفيانَ عني، فأنتَ مجوفٌ نخبٌ هواءُ
بأن سيوفنا تركتك عبدا وعبد الدار سادتها الإماء
هجوتَ محمداً، فأجبتُ عنهُ، وعندَ اللهِ في ذاكَ الجزاءُ
أتَهْجُوهُ، وَلَسْتَ لَهُ بكُفْءٍ، فَشَرُّكُما لِخَيْرِكُمَا الفِداءُ
هجوتَ مباركاً، براً، حنيفاً، أمينَ اللهِ، شيمتهُ الوفاءُ
فأمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ، ويمدحهُ، وينصرهُ سواءُ
فَإنّ أبي وَوَالِدَهُ وَعِرْضي لعرضِ محمدٍ منكمْ وقاءُ
لساني صارمٌ لا عيبَ فيهِ، وَبَحْرِي لا تُكَدِّرُهُ الّدلاءُ
هذا شاعر سول الله ﷺ ينافح عنه فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: والله لشعر حسان اشد عليهم من وقع النبل.
0 Comments
0 Shares
438 Views
0 Reviews