صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على جنازةٍ . فحفظتُ من دعائِه وهو يقول اللهمَّ ! اغفرْ له وارحمْه وعافِه واعفُ عنه . وأكرِم نُزُلَه . ووسِّعْ مُدخلَه واغسِلْه بالماءِ والثَّلجِ والبرَدِ . ونقِّه من الخطايا كما نقَّيتَ الثوبَ الأبيضَ..."> صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على جنازةٍ . فحفظتُ من دعائِه وهو يقول اللهمَّ ! اغفرْ له وارحمْه وعافِه واعفُ عنه . وأكرِم نُزُلَه . ووسِّعْ مُدخلَه واغسِلْه بالماءِ والثَّلجِ والبرَدِ . ونقِّه من الخطايا كما نقَّيتَ الثوبَ الأبيضَ..." /> صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على جنازةٍ . فحفظتُ من دعائِه وهو يقول اللهمَّ ! اغفرْ له وارحمْه وعافِه واعفُ عنه . وأكرِم نُزُلَه . ووسِّعْ مُدخلَه واغسِلْه بالماءِ والثَّلجِ والبرَدِ . ونقِّه من الخطايا كما نقَّيتَ الثوبَ الأبيضَ..." />

صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على جنازةٍ . فحفظتُ من دعائِه وهو يقول اللهمَّ ! اغفرْ له وارحمْه وعافِه واعفُ عنه . وأكرِم نُزُلَه . ووسِّعْ مُدخلَه واغسِلْه بالماءِ والثَّلجِ والبرَدِ . ونقِّه من الخطايا كما نقَّيتَ الثوبَ الأبيضَ من الدَّنسِ . وأبدِلْه دارًا خيرًا من دارِه . وأهلًا خيرًا من أهلِه وزوجًا خيرًا من زوجِه . وأَدخِلْه الجنةَ وأَعِذْه من عذابِ القبرِ ( أو من عذابِ النَّارِ ) . قال : حتى تمنَّيتُ أن أكون أنا ذلك الميِّتَ .

شرح الحديث

هذا حديثٌ فيهِ تَعليمٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم للمُسلمينَ، حيثُ يُعلِّمُنا الدُّعاءَ لأَمواتِنا وَماذا نَقولُ في هذا الدُّعاءِ.
وَهذا الحديثُ رِوايةٌ سماعيَّةٌ منَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم حينَما كانَ يُصلِّي عَلى جِنازةٍ فَقال الرَّاوي: "صلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عَلى جِنازةٍ، فحَفَظتُ مِن دُعائِه وهوَ يَقولُ"، وذَلك يَدُلُّ على أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم جَهَرَ بالدُّعاءِ في صلاةِ الجَنازةِ حتَّى سَمِعَه وحَفِظَه بعضُ الصَّحابةِ، وَكان مِن دُعائِه للميِّت: "اللَّهمَّ اغفِرْ لَه"، أيِ: اغفِر لَه بمَحوِ السَّيِّئاتِ، "وارحَمْه" بقُبولِ الطَّاعاتِ، "وعافِه"، وهوَ طلبٌ ودُعاءٌ بالمُعافاةِ، والمَعنى: خَلِّصه منَ المَكروهاتِ، وسلِّمْه منَ العَذابِ والبَلايا، "واعفُ عنهُ"، أيِ: اعفُ عمَّا وقَعَ منه منَ التَّقصيراتِ، "وأَكرِمْ نُزُلَه"، يَعني ضِيافَتَه، يعني: أَكرِمْه في ضِيافتِه؛ لأنَّ الميِّتَ في ضِيافةِ اللهِ عزَّ وجلَّ إذا انتقَلَ مِن هذِه الدُّنيا إلى قَبرِه، "ووَسِّع مُدْخلَه"، أي: وَسِّع مَوضعَ دُخولِه الَّذي يَدخُلُ فيه، وهوَ قبرُه "واغسِلْه"، أيِ: اغسِلْ ذُنوبَه "بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ"، البَردُ: حَبُّ الثَّلجِ منَ الغَمامِ، أي: طَهِّرْه منَ الذُّنوبِ والمَعاصي، كَما أنَّ هَذه الأَشياءَ أَنواعُ المُطهِّراتِ منَ الوَسخِ والدَّنسِ، وذَكَرَ الثَّلجَ والبَرَدَ؛ لأنَّهما بارِدانِ وذَكَر الماءَ؛ لأنَّ بهِ النَّظافةَ، والذُّنوبُ عُقوبتُها حارَّةٌ، فناسَبَ أنْ يَقْرِنَ معَ الماءِ الثَّلجَ فيَحصلُ بالماءِ التَّنظيفُ ويَحصلُ بالثَّلجِ والبَرَدِ التَّبريدُ.
"ونَقِّهِ منَ الخَطايا كَما نَقَّيت الثَّوبَ الأَبيضَ منَ الدَّنسِ"، دُعاءٌ بالتَّقنيةِ بمَعنى التَّطهيرِ من مَعاصِيه، كَما يُنظَّفُ الثَّوبُ الأَبيضُ منَ الوَسخِ وهوَ تَشبيهٌ للمَعقولِ بالمَحسوسِ، وهوَ تَأكيدٌ لِمَا قَبْلَه أَرادَ بهِ المُبالغةَ في التَّطهيرِ منَ الخَطايا والذُّنوبِ، "وأَبْدِلْه دارًا خَيرًا مِن دارِه" أي: عَوِّضْه وأَعطِه منَ القُصورِ أو مِن سَعةِ القُبورِ ما هوَ خيرٌ مِن دارِه في الدُّنيا الفانِيَةِ، "وأَهلًا خيرًا مِن أَهلِه"، أَهلُه ذَووه كأُمِّه وخالتِه وبَناتِه وأَبيه وابنِه وَما أَشبهَ ذلكَ، "وزوجًا خيرًا من زَوجِه"، أي: أَعطِه زَوجةً منَ الحُورِ العينِ، أو مِن نِساءِ الدُّنيا في الجَنَّةِ.
"وأَدخِلْه الجنَّةَ"، وهو دُعاءٌ بدُخولِه الجنَّةَ، "وأَعِذه مِن فِتنةِ القَبرِ"، دُعاءٌ بالحِمايةِ مِن فِتنةِ القَبرِ، أي: أَجِرْه وخَلِّصه مِن فتنةِ القَبرِ، والمَقصودُ بها التَّحيُّرُ في جَواب المَلَكينِ المُؤدِّي إلى عَذابِ القَبرِ.
وبعدَ انتِهاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم منَ الدُّعاءِ للميِّت، قال عوفُ بنُ مالكٍ: "حتَّى تَمنَّيتُ أنْ أكونَ أَنا ذلكَ الميِّتَ"، أي: تَمنَّيتُ أنْ لو كُنتُ أَنا ذلكَ الميِّتَ؛ لدُعاءِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لَه.

صحيح مسلم

صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على جنازةٍ . فحفظتُ من دعائِه وهو يقول اللهمَّ ! اغفرْ له وارحمْه وعافِه واعفُ عنه . وأكرِم نُزُلَه . ووسِّعْ مُدخلَه واغسِلْه بالماءِ والثَّلجِ والبرَدِ . ونقِّه من الخطايا كما نقَّيتَ الثوبَ الأبيضَ من الدَّنسِ . وأبدِلْه دارًا خيرًا من دارِه . وأهلًا خيرًا من أهلِه وزوجًا خيرًا من زوجِه . وأَدخِلْه الجنةَ وأَعِذْه من عذابِ القبرِ ( أو من عذابِ النَّارِ ) . قال : حتى تمنَّيتُ أن أكون أنا ذلك الميِّتَ .

شرح الحديث

هذا حديثٌ فيهِ تَعليمٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم للمُسلمينَ، حيثُ يُعلِّمُنا الدُّعاءَ لأَمواتِنا وَماذا نَقولُ في هذا الدُّعاءِ. وَهذا الحديثُ رِوايةٌ سماعيَّةٌ منَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم حينَما كانَ يُصلِّي عَلى جِنازةٍ فَقال الرَّاوي: "صلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عَلى جِنازةٍ، فحَفَظتُ مِن دُعائِه وهوَ يَقولُ"، وذَلك يَدُلُّ على أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم جَهَرَ بالدُّعاءِ في صلاةِ الجَنازةِ حتَّى سَمِعَه وحَفِظَه بعضُ الصَّحابةِ، وَكان مِن دُعائِه للميِّت: "اللَّهمَّ اغفِرْ لَه"، أيِ: اغفِر لَه بمَحوِ السَّيِّئاتِ، "وارحَمْه" بقُبولِ الطَّاعاتِ، "وعافِه"، وهوَ طلبٌ ودُعاءٌ بالمُعافاةِ، والمَعنى: خَلِّصه منَ المَكروهاتِ، وسلِّمْه منَ العَذابِ والبَلايا، "واعفُ عنهُ"، أيِ: اعفُ عمَّا وقَعَ منه منَ التَّقصيراتِ، "وأَكرِمْ نُزُلَه"، يَعني ضِيافَتَه، يعني: أَكرِمْه في ضِيافتِه؛ لأنَّ الميِّتَ في ضِيافةِ اللهِ عزَّ وجلَّ إذا انتقَلَ مِن هذِه الدُّنيا إلى قَبرِه، "ووَسِّع مُدْخلَه"، أي: وَسِّع مَوضعَ دُخولِه الَّذي يَدخُلُ فيه، وهوَ قبرُه "واغسِلْه"، أيِ: اغسِلْ ذُنوبَه "بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ"، البَردُ: حَبُّ الثَّلجِ منَ الغَمامِ، أي: طَهِّرْه منَ الذُّنوبِ والمَعاصي، كَما أنَّ هَذه الأَشياءَ أَنواعُ المُطهِّراتِ منَ الوَسخِ والدَّنسِ، وذَكَرَ الثَّلجَ والبَرَدَ؛ لأنَّهما بارِدانِ وذَكَر الماءَ؛ لأنَّ بهِ النَّظافةَ، والذُّنوبُ عُقوبتُها حارَّةٌ، فناسَبَ أنْ يَقْرِنَ معَ الماءِ الثَّلجَ فيَحصلُ بالماءِ التَّنظيفُ ويَحصلُ بالثَّلجِ والبَرَدِ التَّبريدُ. "ونَقِّهِ منَ الخَطايا كَما نَقَّيت الثَّوبَ الأَبيضَ منَ الدَّنسِ"، دُعاءٌ بالتَّقنيةِ بمَعنى التَّطهيرِ من مَعاصِيه، كَما يُنظَّفُ الثَّوبُ الأَبيضُ منَ الوَسخِ وهوَ تَشبيهٌ للمَعقولِ بالمَحسوسِ، وهوَ تَأكيدٌ لِمَا قَبْلَه أَرادَ بهِ المُبالغةَ في التَّطهيرِ منَ الخَطايا والذُّنوبِ، "وأَبْدِلْه دارًا خَيرًا مِن دارِه" أي: عَوِّضْه وأَعطِه منَ القُصورِ أو مِن سَعةِ القُبورِ ما هوَ خيرٌ مِن دارِه في الدُّنيا الفانِيَةِ، "وأَهلًا خيرًا مِن أَهلِه"، أَهلُه ذَووه كأُمِّه وخالتِه وبَناتِه وأَبيه وابنِه وَما أَشبهَ ذلكَ، "وزوجًا خيرًا من زَوجِه"، أي: أَعطِه زَوجةً منَ الحُورِ العينِ، أو مِن نِساءِ الدُّنيا في الجَنَّةِ. "وأَدخِلْه الجنَّةَ"، وهو دُعاءٌ بدُخولِه الجنَّةَ، "وأَعِذه مِن فِتنةِ القَبرِ"، دُعاءٌ بالحِمايةِ مِن فِتنةِ القَبرِ، أي: أَجِرْه وخَلِّصه مِن فتنةِ القَبرِ، والمَقصودُ بها التَّحيُّرُ في جَواب المَلَكينِ المُؤدِّي إلى عَذابِ القَبرِ. وبعدَ انتِهاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم منَ الدُّعاءِ للميِّت، قال عوفُ بنُ مالكٍ: "حتَّى تَمنَّيتُ أنْ أكونَ أَنا ذلكَ الميِّتَ"، أي: تَمنَّيتُ أنْ لو كُنتُ أَنا ذلكَ الميِّتَ؛ لدُعاءِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لَه.

صحيح مسلم
0 Комментарии 0 Поделились 41 Просмотры 0 предпросмотр