بينما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المسجدِ ، ونحن قعودٌ معه ، إذ جاء رجلٌ فقال : يا رسولَ اللهِ ! إني أصبتُ حدًّا . فأَقِمْه عليَّ . فسكت عنه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . ثم أعاد فقال : يا رسولَ اللهِ ! إني أصبتُ حدًّا . فأَقِمْه عليَّ . فسكت عنه . وأقيمتِ الصلاةُ . فلما انصرف نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال أبو أُمامةَ : فاتبع الرجلُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين انصرف . واتبعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنظرُ ما يردُّ على الرجلِ . فلحق الرجلُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ ! إني أصبتُ حدًّا ، فأَقِمْه عليَّ . قال أبو أمامةَ : فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أرأيتَ حين خرجتَ من بيتك ، أليس قد توضأتَ فأحسنتَ الوضوءَ ؟ قال : بلى . يا رسولَ اللهِ ! قال ثم شهدتَ الصلاةَ معنا ؟ فقال نعم . يا رسولَ اللهِ ! قال فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فإن اللهَ قد غفر لك حدَّك . - أو قال - ذنبَكَ .
شرح الحديث
يَحكي أبو أُمامَةَ رضِي اللهُ عنه أنَّهم بَينَما كانوا قُعودًا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مَسجدِه جاءَه رَجلٌ فقال: يا رسولَ اللهِ إنِّي أَصبْتُ، أي: فِعلًا يوجُب حدًّا فَأقِمْه عليَّ، فَسكتَ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثُمَّ أعادَ الرَّجلُّ ما قالَه، فسكتَ عنه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرَّةً أُخرى، وأُقِيمتِ الصَّلاةُ، فلمَّا سلَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وانصرفَ تتبَّعَه الرَّجلُ فكرَّرَ الرَّجلُ ما قاله سابقًا، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أَرأيْتَ حين خَرجْتَ مِن بيتِكَ، أليسَ قد تَوضَّأْتَ فَأحسنْتَ الوُضوءَ؟ أي: أَسبَغْتَه؟ قال: بَلى يا رسولَ اللهِ، قال: ثُمَّ شَهدْتَ الصَّلاةَ معنا؟ أي: صلَّيْتَ معنا؟ فقال: نَعمْ يا رسولَ اللهِ. قال: فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فإنَّ اللهَ قد غَفرَ لك حدَّكَ، أو قال ذنْبَك، أي: غفرَ لك ما يُوجبُ حَدَّكَ، ويُحتمُل أنْ يكونَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اطَّلعَ بِالوحي على أنَّ اللهَ قد غفرَ له لِكونِها واقعةَ عَينٍ وإلَّا لكانَ يَستفسِرُه عَنِ الحدِّ ويُقيمُه عليه.
وقيلَ: الحدُّ المذكورُ في الحديثِ معناه معصيةٌ تُوجبُ التَّعزيرَ، وليس المرادُ الحدَّ الشَّرعيَّ الحقيقيَّ كحدِّ الزِّنا والخمرِ وغيرِهما؛ فإنَّ هذه الحدودَ لا تَسقطُ بِالصَّلاةِ، ولا يجوزُ لِلإمامِ تركُها.
في الحديثِ: أنَّ الصَّلاةَ كفَّارةٌ لِلذُّنوبِ
صحيح مسلم
بينما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المسجدِ ، ونحن قعودٌ معه ، إذ جاء رجلٌ فقال : يا رسولَ اللهِ ! إني أصبتُ حدًّا . فأَقِمْه عليَّ . فسكت عنه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . ثم أعاد فقال : يا رسولَ اللهِ ! إني أصبتُ حدًّا . فأَقِمْه عليَّ . فسكت عنه . وأقيمتِ الصلاةُ . فلما انصرف نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال أبو أُمامةَ : فاتبع الرجلُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين انصرف . واتبعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنظرُ ما يردُّ على الرجلِ . فلحق الرجلُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ ! إني أصبتُ حدًّا ، فأَقِمْه عليَّ . قال أبو أمامةَ : فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أرأيتَ حين خرجتَ من بيتك ، أليس قد توضأتَ فأحسنتَ الوضوءَ ؟ قال : بلى . يا رسولَ اللهِ ! قال ثم شهدتَ الصلاةَ معنا ؟ فقال نعم . يا رسولَ اللهِ ! قال فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فإن اللهَ قد غفر لك حدَّك . - أو قال - ذنبَكَ .
شرح الحديث
يَحكي أبو أُمامَةَ رضِي اللهُ عنه أنَّهم بَينَما كانوا قُعودًا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مَسجدِه جاءَه رَجلٌ فقال: يا رسولَ اللهِ إنِّي أَصبْتُ، أي: فِعلًا يوجُب حدًّا فَأقِمْه عليَّ، فَسكتَ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثُمَّ أعادَ الرَّجلُّ ما قالَه، فسكتَ عنه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرَّةً أُخرى، وأُقِيمتِ الصَّلاةُ، فلمَّا سلَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وانصرفَ تتبَّعَه الرَّجلُ فكرَّرَ الرَّجلُ ما قاله سابقًا، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أَرأيْتَ حين خَرجْتَ مِن بيتِكَ، أليسَ قد تَوضَّأْتَ فَأحسنْتَ الوُضوءَ؟ أي: أَسبَغْتَه؟ قال: بَلى يا رسولَ اللهِ، قال: ثُمَّ شَهدْتَ الصَّلاةَ معنا؟ أي: صلَّيْتَ معنا؟ فقال: نَعمْ يا رسولَ اللهِ. قال: فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فإنَّ اللهَ قد غَفرَ لك حدَّكَ، أو قال ذنْبَك، أي: غفرَ لك ما يُوجبُ حَدَّكَ، ويُحتمُل أنْ يكونَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اطَّلعَ بِالوحي على أنَّ اللهَ قد غفرَ له لِكونِها واقعةَ عَينٍ وإلَّا لكانَ يَستفسِرُه عَنِ الحدِّ ويُقيمُه عليه. وقيلَ: الحدُّ المذكورُ في الحديثِ معناه معصيةٌ تُوجبُ التَّعزيرَ، وليس المرادُ الحدَّ الشَّرعيَّ الحقيقيَّ كحدِّ الزِّنا والخمرِ وغيرِهما؛ فإنَّ هذه الحدودَ لا تَسقطُ بِالصَّلاةِ، ولا يجوزُ لِلإمامِ تركُها. في الحديثِ: أنَّ الصَّلاةَ كفَّارةٌ لِلذُّنوبِ