• قال اللهُ عزَّ وجلَّ : يُؤذيني ابنُ آدمَ يقول يا خَيبةَ الدَّهرِ ! فلا يقولنَّ أحدُكم : يا خَيبةُ الدهرِ ! فإني أنا الدهرُ أُقلِّبُ ليلَه ونهارَه . فإذا شئتُ قبضتُهما

    شرح الحديث

    اللهُ ربُّ السَّمواتِ والأرضِ، وهو خالِقُ المكانِ والزَّمانِ، وهو على كلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، ويَجِبُ أن يكونَ له مِن التَّقدِيسِ والتعظيمِ في نُفُوسِ الخَلْقِ ما يُعبِّر عن عظيمِ الامتِنانِ له سُبحانَه.
    وقد جاء في هذا الحديثِ: أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قالَ: "يُؤذِيني ابنُ آدَمَ؛ يقولُ: يا خَيْبَةَ الدَّهرِ!" والمعنى: أنَّ ابنَ آدَمَ يقولُ عندَ النَّوازِلِ والمصائبِ: "يَا خَيْبَةَ الدَّهرِ"، والدَّهرُ مَخلوقٌ لله، وليس له القدرةُ على الضَّرِّ أو النَّفعِ، بل ذلك كلُّه مِنَ الخالِقِ الذي يُجرِي المقاديرَ والأقدارَ، فيكونُ ابنُ آدَمَ بذلك قد سَبَّ فاعِلَ النَّوازِلِ والحَوَادِثِ وخالِقَ الكائناتِ وهو اللهُ سُبحانه وتعالَى! "فلا يَقولَنَّ أحدُكم: يا خَيبةَ الدَّهرِ؛ فإنِّي أنا الدَّهرُ؛ أُقَلِّبُ ليلَه ونَهارَه، فإذا شِئتُ قَبَضْتُهما"، أي: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ: إنَّه هو الدَّهرُ، وهو الذي يُقلِّب تصاريفَ الليلِ والنَّهارِ بِجَرَيانِهما وتَعاقُبِهما، وإنْ شاءَ اللهُ أَوْقَفَ حَركةَ اللَّيلِ والنَّهارِ والأكوانِ. .

    صحيح مسلم

    قال اللهُ عزَّ وجلَّ : يُؤذيني ابنُ آدمَ يقول يا خَيبةَ الدَّهرِ ! فلا يقولنَّ أحدُكم : يا خَيبةُ الدهرِ ! فإني أنا الدهرُ أُقلِّبُ ليلَه ونهارَه . فإذا شئتُ قبضتُهما

    شرح الحديث

    اللهُ ربُّ السَّمواتِ والأرضِ، وهو خالِقُ المكانِ والزَّمانِ، وهو على كلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، ويَجِبُ أن يكونَ له مِن التَّقدِيسِ والتعظيمِ في نُفُوسِ الخَلْقِ ما يُعبِّر عن عظيمِ الامتِنانِ له سُبحانَه. وقد جاء في هذا الحديثِ: أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قالَ: "يُؤذِيني ابنُ آدَمَ؛ يقولُ: يا خَيْبَةَ الدَّهرِ!" والمعنى: أنَّ ابنَ آدَمَ يقولُ عندَ النَّوازِلِ والمصائبِ: "يَا خَيْبَةَ الدَّهرِ"، والدَّهرُ مَخلوقٌ لله، وليس له القدرةُ على الضَّرِّ أو النَّفعِ، بل ذلك كلُّه مِنَ الخالِقِ الذي يُجرِي المقاديرَ والأقدارَ، فيكونُ ابنُ آدَمَ بذلك قد سَبَّ فاعِلَ النَّوازِلِ والحَوَادِثِ وخالِقَ الكائناتِ وهو اللهُ سُبحانه وتعالَى! "فلا يَقولَنَّ أحدُكم: يا خَيبةَ الدَّهرِ؛ فإنِّي أنا الدَّهرُ؛ أُقَلِّبُ ليلَه ونَهارَه، فإذا شِئتُ قَبَضْتُهما"، أي: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ: إنَّه هو الدَّهرُ، وهو الذي يُقلِّب تصاريفَ الليلِ والنَّهارِ بِجَرَيانِهما وتَعاقُبِهما، وإنْ شاءَ اللهُ أَوْقَفَ حَركةَ اللَّيلِ والنَّهارِ والأكوانِ. .

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 37 Views 0 Reviews
  • لا تقولوا : الكَرْمَ . ولكن قولوا : الحَبَلَةَ . يعني العنبَ

    شرح الحديث

    تسميةُ الأشياءِ بأسمائِها الصَّحيحةِ ممَّا حثَّ عليه الشَّرعُ الحنيفُ؛ فلا تُطلَقُ الأسماءُ الحسنةُ على الأشياءِ القبيحةِ لتُحسِّنَها وتُزيِّنَها، كما لا تُطلَقُ الأسماءُ القبيحةُ على الأشياءَ الحسنةِ، ولَمَّا كانَ العربُ يُسمُّونَ الخمرَ باسمِ (الكَرْمِ)؛ لأنَّ شُرْبَها عندَهم يُولِّدُ الكرَمَ بزعمِهِم، وفي هذا الحديثِ يَنهَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عَنْ تسْميتِها بهذا الاسمِ الحسنِ، فيقولُ: "لا تَقولوا: الكَرْمَ" والكَرْمُ هو شجرُ العِنَبِ، ويُطْلَقُ أيضًا على الخمرِ، ففي هذا الحديثِ ينهَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عن تسميةِ العنبِ كَرْمًا؛ وسببُ النَّهيِ عن تسميةِ العنبِ كرْمًا توكيدُ تحريمِ الخمرِ، وتأبيدُ النَّهيِ عنْها بمحْوِ اسمِها، كما أنَّه تَحقيرٌ لشأنِ الخمرِ، وحتَّى لا يَتذكَّروا الخمرَ بهذه التسميةِ فيقعُوا فيها، "ولكِنْ قولُوا"، أي: عنِ العِنبِ: إنَّ اسمَه "الحَبَلَةُ"، والحَبَلةُ هي أصلُ شَجرةِ العنبِ، أي: قولوا على شجرةِ العنبِ الحَبَلةَ أو العِنبَ.

    صحيح مسلم

    لا تقولوا : الكَرْمَ . ولكن قولوا : الحَبَلَةَ . يعني العنبَ

    شرح الحديث

    تسميةُ الأشياءِ بأسمائِها الصَّحيحةِ ممَّا حثَّ عليه الشَّرعُ الحنيفُ؛ فلا تُطلَقُ الأسماءُ الحسنةُ على الأشياءِ القبيحةِ لتُحسِّنَها وتُزيِّنَها، كما لا تُطلَقُ الأسماءُ القبيحةُ على الأشياءَ الحسنةِ، ولَمَّا كانَ العربُ يُسمُّونَ الخمرَ باسمِ (الكَرْمِ)؛ لأنَّ شُرْبَها عندَهم يُولِّدُ الكرَمَ بزعمِهِم، وفي هذا الحديثِ يَنهَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عَنْ تسْميتِها بهذا الاسمِ الحسنِ، فيقولُ: "لا تَقولوا: الكَرْمَ" والكَرْمُ هو شجرُ العِنَبِ، ويُطْلَقُ أيضًا على الخمرِ، ففي هذا الحديثِ ينهَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عن تسميةِ العنبِ كَرْمًا؛ وسببُ النَّهيِ عن تسميةِ العنبِ كرْمًا توكيدُ تحريمِ الخمرِ، وتأبيدُ النَّهيِ عنْها بمحْوِ اسمِها، كما أنَّه تَحقيرٌ لشأنِ الخمرِ، وحتَّى لا يَتذكَّروا الخمرَ بهذه التسميةِ فيقعُوا فيها، "ولكِنْ قولُوا"، أي: عنِ العِنبِ: إنَّ اسمَه "الحَبَلَةُ"، والحَبَلةُ هي أصلُ شَجرةِ العنبِ، أي: قولوا على شجرةِ العنبِ الحَبَلةَ أو العِنبَ.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 38 Views 0 Reviews
  • لا يَسُبُّ أحدُكم الدهرَ . فإنَّ اللهَ هو الدهرُ . ولا يقولنَّ أحدُكم للعنبِ : الكرمُ . فإنَّ الكرمَ الرجلُ المسلمُ

    شرح الحديث

    المؤمنُ يُؤمنُ بمقاديرِ اللهِ تعالَى، ولا تصرِفُه تقلُّباتُ الدَّهرِ في التَّأدُّبِ معَ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ لأنَّه سبحانَه خالقُ كلِّ شيءٍ، وكذلكَ منَ الأدبِ معَ اللهِ تعالى عدمُ تَسميةِ الأشياءِ التي حرَّمَها اللهُ باسمٍ حسنٍ، وفي هذا الحديثِ نجدُ جانبَيْنِ من الأدبِ العالي، وهما: قولُه: "لا يسُبُّ أحدُكم الدَّهرَ؛ فإنَّ اللهَ هو الدَّهرُ"، فنهـى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عن سبِّ الدَّهرِ؛ لأنَّ اللهَ تعالى هو الدَّهرُ، أي إنَّ اللهَ هو الذي يُصرِّفُ الدَّهرَ ويُدبِّرُ الأمورَ، ويكونُ فيه ما أرادَهُ مِن خيرٍ أو شرٍّ، فحقيقةُ السَّبِّ تعودُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ؛ فمنْ سبَّ السَّببَ فكأنَّه سبَّ الخالقَ المسبِّبَ، وقولُه: "ولا يقولَنَّ أحدُكم للعنبِ: الكَرْمَ"؛ لأنَّ هذه التَّسميةَ كانتْ تُقالُ للعنبِ والخمرِ؛ لأنَّه يُتَّخَذُ منْه، ولأنَّ الخمرَ عندَهم تَحمِلُ على الكَرَمِ والسَّخاءِ، فكَرِهَ الشَّرعُ إطلاقَ هذه للعنبِ وشجرِه، ولأنَّهم إذا سمِعوا هذه اللَّفظةَ ربَّما تَذكَّروا بها الخمرَ، فهيَّجتْ نفوسَهم ووقعوا فيها، وقولُه: "فإنَّ الكَرْمَ الرَّجلُ المسلمُ"، أي: إنَّما يستحقُّ ذلكَ الرَّجلُ المسلمُ؛ لأنَّ الكَرْمَ مُشتقٌّ منَ الكَرَمِ، وقدْ قالَ تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: ]؛ فأطلقَ على قلبِ المؤمنِ كرْمًا؛ لِمَا فيه منَ الإيمانِ وهو المستحِقُّ لهذا الاسمِ.
    وفي الحديثِ: النَّهيُ عنْ سَبِّ الدَّهرِ والزَّمنِ والتَّعلُّقِ بأسبابِ الدُّنْيا؛ لأنَّ اللهَ هو الدَّهرُ وهو المسبِّبُ.
    وفيه: النَّهيُ عن تسميةِ العنبِ بالكَرْمِ؛ لأنَّ الرَّجلَ المؤمِنَ وقلبَه هُما المستحقَّانِ لهذه التَّسميةِ.

    صحيح مسلم

    لا يَسُبُّ أحدُكم الدهرَ . فإنَّ اللهَ هو الدهرُ . ولا يقولنَّ أحدُكم للعنبِ : الكرمُ . فإنَّ الكرمَ الرجلُ المسلمُ

    شرح الحديث

    المؤمنُ يُؤمنُ بمقاديرِ اللهِ تعالَى، ولا تصرِفُه تقلُّباتُ الدَّهرِ في التَّأدُّبِ معَ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ لأنَّه سبحانَه خالقُ كلِّ شيءٍ، وكذلكَ منَ الأدبِ معَ اللهِ تعالى عدمُ تَسميةِ الأشياءِ التي حرَّمَها اللهُ باسمٍ حسنٍ، وفي هذا الحديثِ نجدُ جانبَيْنِ من الأدبِ العالي، وهما: قولُه: "لا يسُبُّ أحدُكم الدَّهرَ؛ فإنَّ اللهَ هو الدَّهرُ"، فنهـى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عن سبِّ الدَّهرِ؛ لأنَّ اللهَ تعالى هو الدَّهرُ، أي إنَّ اللهَ هو الذي يُصرِّفُ الدَّهرَ ويُدبِّرُ الأمورَ، ويكونُ فيه ما أرادَهُ مِن خيرٍ أو شرٍّ، فحقيقةُ السَّبِّ تعودُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ؛ فمنْ سبَّ السَّببَ فكأنَّه سبَّ الخالقَ المسبِّبَ، وقولُه: "ولا يقولَنَّ أحدُكم للعنبِ: الكَرْمَ"؛ لأنَّ هذه التَّسميةَ كانتْ تُقالُ للعنبِ والخمرِ؛ لأنَّه يُتَّخَذُ منْه، ولأنَّ الخمرَ عندَهم تَحمِلُ على الكَرَمِ والسَّخاءِ، فكَرِهَ الشَّرعُ إطلاقَ هذه للعنبِ وشجرِه، ولأنَّهم إذا سمِعوا هذه اللَّفظةَ ربَّما تَذكَّروا بها الخمرَ، فهيَّجتْ نفوسَهم ووقعوا فيها، وقولُه: "فإنَّ الكَرْمَ الرَّجلُ المسلمُ"، أي: إنَّما يستحقُّ ذلكَ الرَّجلُ المسلمُ؛ لأنَّ الكَرْمَ مُشتقٌّ منَ الكَرَمِ، وقدْ قالَ تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: ]؛ فأطلقَ على قلبِ المؤمنِ كرْمًا؛ لِمَا فيه منَ الإيمانِ وهو المستحِقُّ لهذا الاسمِ. وفي الحديثِ: النَّهيُ عنْ سَبِّ الدَّهرِ والزَّمنِ والتَّعلُّقِ بأسبابِ الدُّنْيا؛ لأنَّ اللهَ هو الدَّهرُ وهو المسبِّبُ. وفيه: النَّهيُ عن تسميةِ العنبِ بالكَرْمِ؛ لأنَّ الرَّجلَ المؤمِنَ وقلبَه هُما المستحقَّانِ لهذه التَّسميةِ.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 39 Views 0 Reviews
  • ولا يَقُلِ العبدُ لسيِّدِه : مولاي . وزاد في حديثِ أبي معاويةَ : فإنَّ مولاكم اللهُ عزَّ وجلَّ

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يَنهَى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن أن يَقولَ العبدُ، أي: المَمْلوكُ لِسَيِّدِه: مَوْلاي، أي: بمعنَى الناصِر والمُعِين؛ لأنَّ اللهَ تعالى هو المَوْلَى على الحَقيقةِ، وهو نِعْمَ المَوْلَى؛ ولذا قال: «فإنَّ مَوْلاكُم اللهُ عزَّ وجلَّ» أي: المتَّصِف بهذا المعنَى على الحقيقةِ، وهذا النَّهيُ مِن بابِ التنزيهِ والأدبِ في القولِ، أو المرادُ به النهيُ عن الإكثارِ مِن استعمالِ هذه اللفظةِ واتِّخاذِها عادةً شائعةً.
    وذلك لأنه ورد في الصَّحيحِ أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((...ولا يقُلْ أحدُكم: ربي، وليقل: سيِّدي ومَولاي))، واللهُ أعلمُ.
    في الحديثِ: النهيُ عن قولِ بعضِ الألفاظِ الَّتِي تؤدِّي إلى الكِبْر والعَظَمَةِ.

    صحيح مسلم

    ولا يَقُلِ العبدُ لسيِّدِه : مولاي . وزاد في حديثِ أبي معاويةَ : فإنَّ مولاكم اللهُ عزَّ وجلَّ

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يَنهَى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن أن يَقولَ العبدُ، أي: المَمْلوكُ لِسَيِّدِه: مَوْلاي، أي: بمعنَى الناصِر والمُعِين؛ لأنَّ اللهَ تعالى هو المَوْلَى على الحَقيقةِ، وهو نِعْمَ المَوْلَى؛ ولذا قال: «فإنَّ مَوْلاكُم اللهُ عزَّ وجلَّ» أي: المتَّصِف بهذا المعنَى على الحقيقةِ، وهذا النَّهيُ مِن بابِ التنزيهِ والأدبِ في القولِ، أو المرادُ به النهيُ عن الإكثارِ مِن استعمالِ هذه اللفظةِ واتِّخاذِها عادةً شائعةً. وذلك لأنه ورد في الصَّحيحِ أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((...ولا يقُلْ أحدُكم: ربي، وليقل: سيِّدي ومَولاي))، واللهُ أعلمُ. في الحديثِ: النهيُ عن قولِ بعضِ الألفاظِ الَّتِي تؤدِّي إلى الكِبْر والعَظَمَةِ.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 38 Views 0 Reviews
  • كانت امرأةٌ ، من بني إسرائيلَ ، قصيرةً تمشي مع امرأتَين طويلتَين . فاتَّخذت رِجلَين من خشبٍ وخاتمًا من ذهبٍ مُغلقٍ مُطبقٍ . ثم حشَتْه مِسكًا . وهو أطيبُ الطِّيبِ . فمرَّتْ بين المرأتَينِ . فلم يعرِفوها . فقالت بيدِها هكذا ونفض شعبةُ يدَه .

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يَحكي النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه: "كانتِ امْرأةٌ مِن بني إسرائيلَ قَصيرةٌ تَمشي معَ امرأتَينِ طوِيلتَينِ"، أي: إنَّها إذا مَشتْ معَ صاحبِتَيْها بانَ قِصرُها، "فاتَّخذَت رِجْلينِ من خَشبٍ"، أي: فلبِستْ في قدَمَيها رِجلَينِ مُزوَّرتينِ من خَشبٍ، أو اتَّخذتْ كعبَينِ طَويلينِ لنَعلَيْها فكأنَّهما لطُولِهما رِجلانِ؛ وذلِك حتى تكونَ طويلةً مِثلَهما؛ فلا يَتفاضلانِ ولا تَتميَّزانِ وتتباهيانِ عَلَيها، "وخاتمًا مِن ذَهبٍ"، أي: ولَبِستْ خاتمًا من ذَهبٍ مُغلَقٍ مُطْبَقٍ، أي: جعلتْ له غَلَقًا، والمطبَقٍ هو الَّذي دَاخلُه فارغٌ، ثم حَشَتْه مِسكًا"، أي: وَضعتْ داخلَ الخاتمِ مِسْكًا وأحكَمتْهُ وأغلَقتْ عليهِ، "وهوَ أطيبُ الطِّيبِ"، أي: المسكُ أفضلُ الطِّيبِ وأطيبُه وأحسَنُه، وهو دليلٌ على طَهارةِ المِسكِ وإنْ كان أصلُه مِن الدَّمِ؛ فحَقيقةُ المِسكِ دمٌ يَجتمِعُ في سُرَّةِ الغَزالِ إلى وَقتٍ مَعلومٍ مِن السَّنةِ، وعندَ حُصولِه تَمرَض الظِّباءُ، ويَتساقطُ منها في الأوتادِ التي تُحبَك له فيُؤخَذ ويُستعمَلُ طِيبًا. قال: "فمرَّتْ بينَ المرأتينِ فلم يَعرِفوها"، أي: فمرَّت تلكَ المرأةُ بين جارَتَيها وهي مُتخفِّية ولابسةٌ للرِّجْلِ الخشبِ والخاتمِ فلم يَعرفوها؛ لأنَّها غيَّرتْ هيئتَها وطال جِسمُها بالرِّجلَينِ المزوَّرتَينِ، "فقالتْ بِيدِها هَكذا"، أي: أي: أشارتْ بيدِها التي فيها الخاتمُ المحشُوُّ مِسكًا وحرَّكتْها ففاحَ ريحُ المسكِ، كأنَّها تتفاضَلُ عليهِنَّ، وإنَّما فعَلَتْ ذلك؛ لتفتِنَ النَّاسَ، كما في روايةٍ أخرى أنها "فكانتْ إذا مرَّتْ بالمجلسِ حَرَّكتْه، فنَفَخَ رِيحُه"كأنَّها تتفاضَلُ عليهِنَّ"، أي: إذا مرت بمجالِسِ النَّاسِ والرِّجالِ تَعمَّدتْ تحريكَ الخاتمِ ليفوحَ ريحُه فيَشمَّه الناسُ فتنجذبَ الأنظارُ إليها، كأنَّها تتفاخَرُ على قرينتَيها اللَّتين معها.
    ولهذا الحَديثِ رِوايةٌ أخرى أطولُ مِن هذِه، وفي أوَّلها التَّحذيرُ مِن فِتنة الدُّنيا وفِتنة النِّساءِ خاصَّةً، وفيها قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ الدُّنيا خَضِرَة حُلْوَة فاتقوها واتقوا النساء"، أي: فاحْذُروا الدُّنيا وخافوا الوقوعَ في فِتنتِها، ومِن أشدِّ فِتنِها النساءُ، فاحذروا فِتنةَ النِّساءِ خاصَّةً، ثم ذَكَر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قِصَّةَ النِّسوةِ الثَّلاثِ، وكيف تَفنَّنتْ إحداهنَّ في إظهارِ مَفاتنِها وإغواءِ النَّاسِ.
    قال الرَّاوي: "ونفضَ شُعبةُ يدَه"، أي: وحَكى شُعبةُ حرَكةَ اليدِ كما فعلَت المرأةُ. ( ).

    صحيح مسلم

    كانت امرأةٌ ، من بني إسرائيلَ ، قصيرةً تمشي مع امرأتَين طويلتَين . فاتَّخذت رِجلَين من خشبٍ وخاتمًا من ذهبٍ مُغلقٍ مُطبقٍ . ثم حشَتْه مِسكًا . وهو أطيبُ الطِّيبِ . فمرَّتْ بين المرأتَينِ . فلم يعرِفوها . فقالت بيدِها هكذا ونفض شعبةُ يدَه .

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يَحكي النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه: "كانتِ امْرأةٌ مِن بني إسرائيلَ قَصيرةٌ تَمشي معَ امرأتَينِ طوِيلتَينِ"، أي: إنَّها إذا مَشتْ معَ صاحبِتَيْها بانَ قِصرُها، "فاتَّخذَت رِجْلينِ من خَشبٍ"، أي: فلبِستْ في قدَمَيها رِجلَينِ مُزوَّرتينِ من خَشبٍ، أو اتَّخذتْ كعبَينِ طَويلينِ لنَعلَيْها فكأنَّهما لطُولِهما رِجلانِ؛ وذلِك حتى تكونَ طويلةً مِثلَهما؛ فلا يَتفاضلانِ ولا تَتميَّزانِ وتتباهيانِ عَلَيها، "وخاتمًا مِن ذَهبٍ"، أي: ولَبِستْ خاتمًا من ذَهبٍ مُغلَقٍ مُطْبَقٍ، أي: جعلتْ له غَلَقًا، والمطبَقٍ هو الَّذي دَاخلُه فارغٌ، ثم حَشَتْه مِسكًا"، أي: وَضعتْ داخلَ الخاتمِ مِسْكًا وأحكَمتْهُ وأغلَقتْ عليهِ، "وهوَ أطيبُ الطِّيبِ"، أي: المسكُ أفضلُ الطِّيبِ وأطيبُه وأحسَنُه، وهو دليلٌ على طَهارةِ المِسكِ وإنْ كان أصلُه مِن الدَّمِ؛ فحَقيقةُ المِسكِ دمٌ يَجتمِعُ في سُرَّةِ الغَزالِ إلى وَقتٍ مَعلومٍ مِن السَّنةِ، وعندَ حُصولِه تَمرَض الظِّباءُ، ويَتساقطُ منها في الأوتادِ التي تُحبَك له فيُؤخَذ ويُستعمَلُ طِيبًا. قال: "فمرَّتْ بينَ المرأتينِ فلم يَعرِفوها"، أي: فمرَّت تلكَ المرأةُ بين جارَتَيها وهي مُتخفِّية ولابسةٌ للرِّجْلِ الخشبِ والخاتمِ فلم يَعرفوها؛ لأنَّها غيَّرتْ هيئتَها وطال جِسمُها بالرِّجلَينِ المزوَّرتَينِ، "فقالتْ بِيدِها هَكذا"، أي: أي: أشارتْ بيدِها التي فيها الخاتمُ المحشُوُّ مِسكًا وحرَّكتْها ففاحَ ريحُ المسكِ، كأنَّها تتفاضَلُ عليهِنَّ، وإنَّما فعَلَتْ ذلك؛ لتفتِنَ النَّاسَ، كما في روايةٍ أخرى أنها "فكانتْ إذا مرَّتْ بالمجلسِ حَرَّكتْه، فنَفَخَ رِيحُه"كأنَّها تتفاضَلُ عليهِنَّ"، أي: إذا مرت بمجالِسِ النَّاسِ والرِّجالِ تَعمَّدتْ تحريكَ الخاتمِ ليفوحَ ريحُه فيَشمَّه الناسُ فتنجذبَ الأنظارُ إليها، كأنَّها تتفاخَرُ على قرينتَيها اللَّتين معها. ولهذا الحَديثِ رِوايةٌ أخرى أطولُ مِن هذِه، وفي أوَّلها التَّحذيرُ مِن فِتنة الدُّنيا وفِتنة النِّساءِ خاصَّةً، وفيها قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ الدُّنيا خَضِرَة حُلْوَة فاتقوها واتقوا النساء"، أي: فاحْذُروا الدُّنيا وخافوا الوقوعَ في فِتنتِها، ومِن أشدِّ فِتنِها النساءُ، فاحذروا فِتنةَ النِّساءِ خاصَّةً، ثم ذَكَر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قِصَّةَ النِّسوةِ الثَّلاثِ، وكيف تَفنَّنتْ إحداهنَّ في إظهارِ مَفاتنِها وإغواءِ النَّاسِ. قال الرَّاوي: "ونفضَ شُعبةُ يدَه"، أي: وحَكى شُعبةُ حرَكةَ اليدِ كما فعلَت المرأةُ. ( ).

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 38 Views 0 Reviews
  • من عُرض عليه رَيحانٌ فلا يرُدُّه . فإنه خفيفُ المَحملِ طيِّبُ الرِّيحِ

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُرشِدُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى أنَّ «مَن عُرِض عليه» أي: أُعْطِيَ «رَيْحَانٌ» وهو كلُّ نَبْتٍ مَشمُومٍ طيِّبِ الرِّيحِ، فلا يَرُدَّ عارِضَه ولْيَأْخُذْه منه؛ «فإنَّه خَفِيفُ المَحْمَلِ» أي: خَفِيفُ الحَمْلِ، قَلِيلُ المِنَّةِ، «طَيِّبُ الرِّيح» أي: رائحتُه جميلة.
    في الحديثِ: بيانُ فضلِ الرَّيْحانِ.
    وفيه: النهيُ عن رَدِّ الرَّيحانِ لِمَنْ عُرِض عليه، إلَّا مِن عُذر.

    صحيح مسلم

    من عُرض عليه رَيحانٌ فلا يرُدُّه . فإنه خفيفُ المَحملِ طيِّبُ الرِّيحِ

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُرشِدُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى أنَّ «مَن عُرِض عليه» أي: أُعْطِيَ «رَيْحَانٌ» وهو كلُّ نَبْتٍ مَشمُومٍ طيِّبِ الرِّيحِ، فلا يَرُدَّ عارِضَه ولْيَأْخُذْه منه؛ «فإنَّه خَفِيفُ المَحْمَلِ» أي: خَفِيفُ الحَمْلِ، قَلِيلُ المِنَّةِ، «طَيِّبُ الرِّيح» أي: رائحتُه جميلة. في الحديثِ: بيانُ فضلِ الرَّيْحانِ. وفيه: النهيُ عن رَدِّ الرَّيحانِ لِمَنْ عُرِض عليه، إلَّا مِن عُذر.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 40 Views 0 Reviews
  • من لعب بالنَّردِشيرِ ، فكأنما صبَغ يدَه في لحمِ خنزيرٍ ودمِه

    شرح الحديث

    يَنْهَى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن اللَّعِبِ بالنَّرْدَشِيرِ» وهو النَّرْدُ، فالنَّرْدُ عَجَمِيٌّ معرَّب، وشِير هو الأَسَدُ إذا كانَت الكَسْرَةُ مُمَالَةً، وإذا كانتْ خالِصَةً فمَعناه اللَّبَن، وقيل معناه: حُلْوٌ ورُدَّ بأنَّ الذي مَعناهُ الحُلْوُ إنَّما هو (شِيرين)، كما هو مَعْرُوفٌ عِنْدَهم الفرس، وقدْ سُمِّي النَّردشيرِ؛ لأنَّ واضعَه- وهو مَلِكٌ مِن ملوك الفُرس- كان يُسمَّى: أَرْدَشِيرَ، وممَّا ذُكِر في سَببِ تَسمية هذا الملِك بذلك أنَّ الأسدَ شمَّه وهو صَغيرٌ ولم يَأكُلْه، وقيل: لشَجاعتِه.
    والنَّرْدُ لُعْبَةٌ مَقصودُها القِمَارُ، وأكلُ المالِ بالباطلِ، مع ما فيها مِنَ الصَّدِّ عن ذِكر الله، وعن الصلاةِ، وعمَّا يُفِيدُ الإنسانَ في دِينِه ودُنياه، مع ما يَطْرَأُ فيها مِنَ الشَّحْنَاءِ والبَغْضَاءِ، ولذلك شدَّد النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في لَعِبِها وقال: «فكأنَّما صَبَغ يدَه في لَحمِ خِنْزِيرٍ ودَمِه»، أي: كأنَّه في لَعِبِه ذلِك صَبَغ يدَه في لحمِ الخِنزيرِ ودَمِه وأكَلَهما، وهو تصويرٌ لقُبحِ ذلِك الفعلِ؛ تنفيرًا عنه، وتَشبيهٌ لتَحرِيمِه بِتحرِيمِ أَكْلِهما؛ فإنَّ هذا الفِعلَ في الخِنْزِيرِ حَرامٌ؛ لأنَّه إنَّما عَنَى بذلك تَذْكِيَةَ الخِنْزِيرِ، وهي حَرامٌ بالاتِّفاقِ؛ ولذلك لم يُختَلَفْ فيه.
    وفي الحديث: النَّهيُ الشَّديدُ عن اللَّعِبِ بالنَّرْدشير، ويُلحَقُ به كلُّ ما يُقامَرُ به

    صحيح مسلم

    من لعب بالنَّردِشيرِ ، فكأنما صبَغ يدَه في لحمِ خنزيرٍ ودمِه

    شرح الحديث

    يَنْهَى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن اللَّعِبِ بالنَّرْدَشِيرِ» وهو النَّرْدُ، فالنَّرْدُ عَجَمِيٌّ معرَّب، وشِير هو الأَسَدُ إذا كانَت الكَسْرَةُ مُمَالَةً، وإذا كانتْ خالِصَةً فمَعناه اللَّبَن، وقيل معناه: حُلْوٌ ورُدَّ بأنَّ الذي مَعناهُ الحُلْوُ إنَّما هو (شِيرين)، كما هو مَعْرُوفٌ عِنْدَهم الفرس، وقدْ سُمِّي النَّردشيرِ؛ لأنَّ واضعَه- وهو مَلِكٌ مِن ملوك الفُرس- كان يُسمَّى: أَرْدَشِيرَ، وممَّا ذُكِر في سَببِ تَسمية هذا الملِك بذلك أنَّ الأسدَ شمَّه وهو صَغيرٌ ولم يَأكُلْه، وقيل: لشَجاعتِه. والنَّرْدُ لُعْبَةٌ مَقصودُها القِمَارُ، وأكلُ المالِ بالباطلِ، مع ما فيها مِنَ الصَّدِّ عن ذِكر الله، وعن الصلاةِ، وعمَّا يُفِيدُ الإنسانَ في دِينِه ودُنياه، مع ما يَطْرَأُ فيها مِنَ الشَّحْنَاءِ والبَغْضَاءِ، ولذلك شدَّد النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في لَعِبِها وقال: «فكأنَّما صَبَغ يدَه في لَحمِ خِنْزِيرٍ ودَمِه»، أي: كأنَّه في لَعِبِه ذلِك صَبَغ يدَه في لحمِ الخِنزيرِ ودَمِه وأكَلَهما، وهو تصويرٌ لقُبحِ ذلِك الفعلِ؛ تنفيرًا عنه، وتَشبيهٌ لتَحرِيمِه بِتحرِيمِ أَكْلِهما؛ فإنَّ هذا الفِعلَ في الخِنْزِيرِ حَرامٌ؛ لأنَّه إنَّما عَنَى بذلك تَذْكِيَةَ الخِنْزِيرِ، وهي حَرامٌ بالاتِّفاقِ؛ ولذلك لم يُختَلَفْ فيه. وفي الحديث: النَّهيُ الشَّديدُ عن اللَّعِبِ بالنَّرْدشير، ويُلحَقُ به كلُّ ما يُقامَرُ به

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 40 Views 0 Reviews
  • الرُّؤيا الصَّالِحَةُ جُزءٌ مِن سَبعينَ جُزْءًا منَ النُّبُوَّةِ

    شرح الحديث

    يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ الرُّؤيا المناميَّةَ "الصَّالحةَ"، أي: بِاعتِبارِ صورَتِها أو بِاعتِبارِ تَعبيرِها؛ لأنَّ غيرَ الصَّالحةِ تُسمَّى بِالحُلُم، وهِيَ منَ الشَّيطانِ، وأَمَّا الصَّالحةُ فهي رُؤيا منَ اللهِ. وقوله: "جُزءٌ مِن سبعينَ جُزءًا منَ النُّبوَّةِ"، أي: مِن عِلمِ النُّبوَّةِ، والنُّبوَّةُ غيرُ باقيةٍ فقد انقَطَعتْ بموتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولكِنَّ عِلمَها باقٍ. والجُزءُ: النَّصيبُ والقِطعةُ منَ الشَّيءِ، وأمَّا العَددُ وَهو سَبعينَ؛ فلَعلَّه العددُ الَّذي انتَهَت إِليهِ الكثرةُ مِن أعدادِ العربِ.
    في الحَديثِ: دَلالةٌ عَلى وجودِ الرُّؤيا الصَّالحةِ الَّتي لا بُدَّ أنْ يَظهرَ لها وُجودٌ في الواقعِ، وأنَّ تَفسيرَها يَقعُ في اليَقظةِ عَلى حَسَبِ تَعبيرِها.

    صحيح مسلم

    الرُّؤيا الصَّالِحَةُ جُزءٌ مِن سَبعينَ جُزْءًا منَ النُّبُوَّةِ

    شرح الحديث

    يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ الرُّؤيا المناميَّةَ "الصَّالحةَ"، أي: بِاعتِبارِ صورَتِها أو بِاعتِبارِ تَعبيرِها؛ لأنَّ غيرَ الصَّالحةِ تُسمَّى بِالحُلُم، وهِيَ منَ الشَّيطانِ، وأَمَّا الصَّالحةُ فهي رُؤيا منَ اللهِ. وقوله: "جُزءٌ مِن سبعينَ جُزءًا منَ النُّبوَّةِ"، أي: مِن عِلمِ النُّبوَّةِ، والنُّبوَّةُ غيرُ باقيةٍ فقد انقَطَعتْ بموتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولكِنَّ عِلمَها باقٍ. والجُزءُ: النَّصيبُ والقِطعةُ منَ الشَّيءِ، وأمَّا العَددُ وَهو سَبعينَ؛ فلَعلَّه العددُ الَّذي انتَهَت إِليهِ الكثرةُ مِن أعدادِ العربِ. في الحَديثِ: دَلالةٌ عَلى وجودِ الرُّؤيا الصَّالحةِ الَّتي لا بُدَّ أنْ يَظهرَ لها وُجودٌ في الواقعِ، وأنَّ تَفسيرَها يَقعُ في اليَقظةِ عَلى حَسَبِ تَعبيرِها.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 43 Views 0 Reviews
  • مَن رآني في النَّومِ فقدْ رآني . إنَّهُ لا ينبغي للشَّيطانِ أن يتمَثَّلَ في صورَتي . وقال : إذا حَلَمَ أحدُكُمْ فلا يُخبِرْ أحدًا بتَلَّعُّبِ الشيطانِ بهِ في المنامِ

    شرح الحديث

    يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ مَن يَراه في النَّومِ فَقدْ رآه حقًّا؛ وذَلكَ لأنَّ الشَّيطانَ قَد حِيلَ بَينَه وبَينَ أن يَتمثَّلَ في صورةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فمَن رَأى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المنامِ فَقدْ رَأى الحقيقةَ، وقَد رَآه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، إِذا رَآه في صورَتِه الَّتي هي مَعروفةٌ عندَ أَهلِ العِلمِ من أنَّه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: رِبعةٌ منَ الرِّجالِ، حَسنُ الصُّورةِ أَبيضُ، مُشرَبٌ بِحُمرةٍ، كَثُّ اللِّحيةِ سوداءُ، وفي آخرِ حياتِه حصَلَ فيها شَعَراتٌ قَليلةٌ منَ الشَّيبِ؛ فمَن رَآه على صَورَتِه الحقيقيَّةِ هذه فَقدْ رآه؛ فإنَّ الشَّيطانَ لا يَتمثَّلُ به عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، ثُمَّ قال: إِذا حَلَمَ أحدُكم: والحُلُمُ مِنَ الشَّيطانِ؛ فَلا يُخبِرْ أحدًا بتَلعُّبِ الشَّيطانِ بِه في المنامِ ليُحزِنَه أو يُخيفَه أو يَشغَلَه .

    صحيح مسلم

    مَن رآني في النَّومِ فقدْ رآني . إنَّهُ لا ينبغي للشَّيطانِ أن يتمَثَّلَ في صورَتي . وقال : إذا حَلَمَ أحدُكُمْ فلا يُخبِرْ أحدًا بتَلَّعُّبِ الشيطانِ بهِ في المنامِ

    شرح الحديث

    يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ مَن يَراه في النَّومِ فَقدْ رآه حقًّا؛ وذَلكَ لأنَّ الشَّيطانَ قَد حِيلَ بَينَه وبَينَ أن يَتمثَّلَ في صورةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فمَن رَأى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المنامِ فَقدْ رَأى الحقيقةَ، وقَد رَآه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، إِذا رَآه في صورَتِه الَّتي هي مَعروفةٌ عندَ أَهلِ العِلمِ من أنَّه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: رِبعةٌ منَ الرِّجالِ، حَسنُ الصُّورةِ أَبيضُ، مُشرَبٌ بِحُمرةٍ، كَثُّ اللِّحيةِ سوداءُ، وفي آخرِ حياتِه حصَلَ فيها شَعَراتٌ قَليلةٌ منَ الشَّيبِ؛ فمَن رَآه على صَورَتِه الحقيقيَّةِ هذه فَقدْ رآه؛ فإنَّ الشَّيطانَ لا يَتمثَّلُ به عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، ثُمَّ قال: إِذا حَلَمَ أحدُكم: والحُلُمُ مِنَ الشَّيطانِ؛ فَلا يُخبِرْ أحدًا بتَلعُّبِ الشَّيطانِ بِه في المنامِ ليُحزِنَه أو يُخيفَه أو يَشغَلَه .

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 37 Views 0 Reviews
  • رأيتُ ذاتَ ليلَةٍ ، فيما يرى النَّائِمُ ، كأنَّا في دارِ عقبةَ بنَ رافِعٍ . فأُتينا برُطِبٍ مِن رُطبِ ابنِ طابٍ . فأوَّلتُ الرِّفعةَ لنا في الدُّنيا والعاقبةَ في الآخِرَةِ . وأنَّ دينَنَا قد طاب

    شرح الحديث

    رَأى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ ليلةٍ فيما يَرى النَّائمُ، أي: في جُملةِ ما يَراه النَّائمُ الصَّالحُ الرُّؤيا؛ كأنَّا، أي: النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابَه، في دارِ عُقبةَ بنِ رافعٍ، فَجاؤُوا برُطَبٍ من رُطَبِ "ابنِ طابٍ"، وهوَ نَوع ٌمنَ الرُّطبِ الَّذي بالمدينةِ، وهو مُضافٌ إلى ابنِ طابٍ رَجلٍ منَ المدينةِ، وأنواعُ تَمرِ المدينةِ مئةٌ وعِشرون نوعًا تَقريبًا، فأَوَّلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذه الرُّؤيا بالرِّفعةِ لِلمسلِمين في الدُّنيا، وفي العاقبَةِ، أيِ: العاقبَةِ الحسنَةِ للمسلِمين في الآخِرةِ; وأنَّ الدِّينَ قد طابَ، أي: كَمُلَ واستَقرَّت أَحكامُه وتَمَهَّدت قَواعدُه.
    في الحديثِ: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُحبُّ الفَألَ الحسَنَ، ويَكرَهُ التَّطيُّرَ حتَّى في تَعبيرِ الرُّؤى.
    وفيه: أنَّ مَسلكَ الرُّؤيا دقيقٌ يَحتاجُ إلى نوعِ توفيقٍ فَلا يُعبِّرها مَن لا يَعرِفُه.

    صحيح مسلم

    رأيتُ ذاتَ ليلَةٍ ، فيما يرى النَّائِمُ ، كأنَّا في دارِ عقبةَ بنَ رافِعٍ . فأُتينا برُطِبٍ مِن رُطبِ ابنِ طابٍ . فأوَّلتُ الرِّفعةَ لنا في الدُّنيا والعاقبةَ في الآخِرَةِ . وأنَّ دينَنَا قد طاب

    شرح الحديث

    رَأى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ ليلةٍ فيما يَرى النَّائمُ، أي: في جُملةِ ما يَراه النَّائمُ الصَّالحُ الرُّؤيا؛ كأنَّا، أي: النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابَه، في دارِ عُقبةَ بنِ رافعٍ، فَجاؤُوا برُطَبٍ من رُطَبِ "ابنِ طابٍ"، وهوَ نَوع ٌمنَ الرُّطبِ الَّذي بالمدينةِ، وهو مُضافٌ إلى ابنِ طابٍ رَجلٍ منَ المدينةِ، وأنواعُ تَمرِ المدينةِ مئةٌ وعِشرون نوعًا تَقريبًا، فأَوَّلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذه الرُّؤيا بالرِّفعةِ لِلمسلِمين في الدُّنيا، وفي العاقبَةِ، أيِ: العاقبَةِ الحسنَةِ للمسلِمين في الآخِرةِ; وأنَّ الدِّينَ قد طابَ، أي: كَمُلَ واستَقرَّت أَحكامُه وتَمَهَّدت قَواعدُه. في الحديثِ: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُحبُّ الفَألَ الحسَنَ، ويَكرَهُ التَّطيُّرَ حتَّى في تَعبيرِ الرُّؤى. وفيه: أنَّ مَسلكَ الرُّؤيا دقيقٌ يَحتاجُ إلى نوعِ توفيقٍ فَلا يُعبِّرها مَن لا يَعرِفُه.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 38 Views 0 Reviews