• صنفانِ من أهلِ النارِ لم أرَهما . قومٌ معهم سياطٌ كأذنابِ البقرِ يضربون بها الناسَ . ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ . رؤوسُهنَّ كأسنِمَةِ البختِ المائلةِ . لا يدخلْنَ الجنةَ ولا يجدْنَ ريحَها . وإن ريحَها ليوجد من مسيرةِ كذا وكذا

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ صِنفَينِ، أي: نَوعين مِن أهْلِ النَّارِ لم يَرَهُما بعدُ، أي: في عَصْرِه، بل سَيأتيانِ بَعدَه؛ الصِّنف الأوَّل: قَومٌ معهم "سِياطٌ" جمْعُ سَوطٍ كَأذنابِ البقرِ، يعني: أنَّها سِياطٌ طويلةٌ وله رِيشةٌ يَضرِبون بها النَّاسَ، أي: بِغيرِ حقٍّ وهؤلاء هُمُ الشُّرَطُ الَّذينَ يَضرِبونَ النَّاسَ بِغيرِ حقٍّ. والصِّنف الثاني: نِساءٌ كاسياتٌ، أي: في نِعمةِ اللهِ، عارياتٌ مِن شُكرِها، وقيل: يَسترْنَ بعضَ بَدنِهنَّ ويَكشفْنَ بَعضَه؛ إظهارًا لجمالِهنَّ وإبرازًا لِكمالِهنَّ، وقيل: يَلبسْنَ ثَوبًا رقيقًا يَصفُ بَدنَهنَّ وإنْ كنَّ كاسياتٍ لِلثِّيابِ عارياتٍ في الحقيقةِ، أو كاسياتٍ بِالحُلَى وَالحُلِيِّ، عارياتٍ مِن لباسِ التَّقوى "مُمِيلاتٌ"، أي: مُمِيلاتٌ قلوبَ الرِّجالِ إليهن، أوِ الْمَقانِعَ عَن رؤوسِهِنَّ؛ لِتظْهَرَ وُجوهُهنَّ، وقيل: مُميلاتٌ بِأكتافِهنَّ، وقيل: يُمِلْنَ غيرَهنَّ إلى فِعلِهنَّ المذمومِ، "مَائلاتٌ"، أي: إلى الرِّجالِ بِقُلوبِهنَّ أو بِقوالبِهنَّ، أو مُتبختراتٌ في مَشْيِهنَّ، أو زائغاتٌ عَنِ العَفافِ، أو مائلاتٌ إلى الفُجورِ والهوى، وقيلَ: مائلاتٌ يَمْتَشطْنَ مِشطَةَ الْمَيلاءِ، وقيلَ: مِشْطَةَ البَغايا، مُمِيلاتٌ يَمشطْنَ غيرَهنَّ بِتلكَ الْمِشطَةِ "رؤوسُهنَّ كَأسنمةِ البُخْتِ"، والبُخِتِيُّ مِنَ الجِمالِ، والأُنثى بُختِيَّةٌ جمْعُ بُخْتٍ وَبَخاتيٍّ، وهي جِمالٌ طِوالُ الأعناقِ، واللَّفظةُ مُعرَّبَةٌ، أي: يُعظِّمْنَها ويُكبِّرنَها بِلفِّ عِصابةٍ ونحوِها، وقيلَ: يَطمَحْنَ إلى الرِّجالِ لا يَغضُضنْ مِن أبصارهِنَّ، ولا يُنكِّسْنَ رؤوسَهنَّ، "المائلةِ" صِفةٌ لِلأسْنِمَةِ، وهي جمْعُ السَّنامِ، والمائلةُ مِنَ الْمَيلِ؛ لأنَّ أعْلَى السَّنامِ يَميلُ لِكثرةِ شحْمِه، لا يَدخُلْنَ الجنَّةَ ولا يَجدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَتُوجدُ مِن مَسيرةِ كذا وكذا، أي: مئةِ عامٍ مثلًا، ومعناه: أنَّهنَّ لا يَدخلْنَها ولا يجدْنَ رِيحَها حينَ ما يَدخُلُها ويَجدُ رِيحَها العَفائفُ الْمُتورِّعاتُ، لا أنَّهنَّ لا يَدخُلْنَ أبدًا ويُمكنُ أنْ يكونَ محمولًا على الاستحلالِ، أو المرادُ منه الزَّجرُ والتَّغليظُ، ويمكنُ أنَّهنَّ لا يَجدْنَ رِيحَها وإنْ دَخلْنَ في آخِرِ الأمرِ، واللهُ تعالى أعلمُ.
    في الحديثِ: مُعجزةُ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وعلامةٌ مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه.
    وفيه: بيانُ بعضِ صفاتِ أهلِ النَّارِ

    صحيح مسلم

    صنفانِ من أهلِ النارِ لم أرَهما . قومٌ معهم سياطٌ كأذنابِ البقرِ يضربون بها الناسَ . ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ . رؤوسُهنَّ كأسنِمَةِ البختِ المائلةِ . لا يدخلْنَ الجنةَ ولا يجدْنَ ريحَها . وإن ريحَها ليوجد من مسيرةِ كذا وكذا

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ صِنفَينِ، أي: نَوعين مِن أهْلِ النَّارِ لم يَرَهُما بعدُ، أي: في عَصْرِه، بل سَيأتيانِ بَعدَه؛ الصِّنف الأوَّل: قَومٌ معهم "سِياطٌ" جمْعُ سَوطٍ كَأذنابِ البقرِ، يعني: أنَّها سِياطٌ طويلةٌ وله رِيشةٌ يَضرِبون بها النَّاسَ، أي: بِغيرِ حقٍّ وهؤلاء هُمُ الشُّرَطُ الَّذينَ يَضرِبونَ النَّاسَ بِغيرِ حقٍّ. والصِّنف الثاني: نِساءٌ كاسياتٌ، أي: في نِعمةِ اللهِ، عارياتٌ مِن شُكرِها، وقيل: يَسترْنَ بعضَ بَدنِهنَّ ويَكشفْنَ بَعضَه؛ إظهارًا لجمالِهنَّ وإبرازًا لِكمالِهنَّ، وقيل: يَلبسْنَ ثَوبًا رقيقًا يَصفُ بَدنَهنَّ وإنْ كنَّ كاسياتٍ لِلثِّيابِ عارياتٍ في الحقيقةِ، أو كاسياتٍ بِالحُلَى وَالحُلِيِّ، عارياتٍ مِن لباسِ التَّقوى "مُمِيلاتٌ"، أي: مُمِيلاتٌ قلوبَ الرِّجالِ إليهن، أوِ الْمَقانِعَ عَن رؤوسِهِنَّ؛ لِتظْهَرَ وُجوهُهنَّ، وقيل: مُميلاتٌ بِأكتافِهنَّ، وقيل: يُمِلْنَ غيرَهنَّ إلى فِعلِهنَّ المذمومِ، "مَائلاتٌ"، أي: إلى الرِّجالِ بِقُلوبِهنَّ أو بِقوالبِهنَّ، أو مُتبختراتٌ في مَشْيِهنَّ، أو زائغاتٌ عَنِ العَفافِ، أو مائلاتٌ إلى الفُجورِ والهوى، وقيلَ: مائلاتٌ يَمْتَشطْنَ مِشطَةَ الْمَيلاءِ، وقيلَ: مِشْطَةَ البَغايا، مُمِيلاتٌ يَمشطْنَ غيرَهنَّ بِتلكَ الْمِشطَةِ "رؤوسُهنَّ كَأسنمةِ البُخْتِ"، والبُخِتِيُّ مِنَ الجِمالِ، والأُنثى بُختِيَّةٌ جمْعُ بُخْتٍ وَبَخاتيٍّ، وهي جِمالٌ طِوالُ الأعناقِ، واللَّفظةُ مُعرَّبَةٌ، أي: يُعظِّمْنَها ويُكبِّرنَها بِلفِّ عِصابةٍ ونحوِها، وقيلَ: يَطمَحْنَ إلى الرِّجالِ لا يَغضُضنْ مِن أبصارهِنَّ، ولا يُنكِّسْنَ رؤوسَهنَّ، "المائلةِ" صِفةٌ لِلأسْنِمَةِ، وهي جمْعُ السَّنامِ، والمائلةُ مِنَ الْمَيلِ؛ لأنَّ أعْلَى السَّنامِ يَميلُ لِكثرةِ شحْمِه، لا يَدخُلْنَ الجنَّةَ ولا يَجدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَتُوجدُ مِن مَسيرةِ كذا وكذا، أي: مئةِ عامٍ مثلًا، ومعناه: أنَّهنَّ لا يَدخلْنَها ولا يجدْنَ رِيحَها حينَ ما يَدخُلُها ويَجدُ رِيحَها العَفائفُ الْمُتورِّعاتُ، لا أنَّهنَّ لا يَدخُلْنَ أبدًا ويُمكنُ أنْ يكونَ محمولًا على الاستحلالِ، أو المرادُ منه الزَّجرُ والتَّغليظُ، ويمكنُ أنَّهنَّ لا يَجدْنَ رِيحَها وإنْ دَخلْنَ في آخِرِ الأمرِ، واللهُ تعالى أعلمُ. في الحديثِ: مُعجزةُ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وعلامةٌ مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه. وفيه: بيانُ بعضِ صفاتِ أهلِ النَّارِ

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 48 Views 0 Reviews
  • إنَّ أحبَّ أسمائِكم إلى اللهِ عبدُاللهِ وعبدُالرحمنِ

    شرح الحديث

    يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ أَحبَّ الأسماءِ إلى الله، أي: أحبَّ ما يُسمَّى به العبد إليه: عبد الله، وعبد الرحمن؛ لكونِهما صِدقًا، ولأنَّ لفظَ الله اسمُ الذاتِ، وقيل: إنَّه اسمُه الأعظمُ، والرَّحمنُ أهمُّ صفةٍ بين العبدِ وبين اللهِ تعالى، فصارتْ نِسبةُ العبدِ إلى هذَيْن اللَّفظَيْنِ أحبَّ مِن غيرِهما.
    في الحديثِ: تَفضيلُ اسمِ عبد الله واسمِ عبد الرَّحمن على سائِرِ ما يُسمَّى به

    صحيح مسلم

    إنَّ أحبَّ أسمائِكم إلى اللهِ عبدُاللهِ وعبدُالرحمنِ

    شرح الحديث

    يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ أَحبَّ الأسماءِ إلى الله، أي: أحبَّ ما يُسمَّى به العبد إليه: عبد الله، وعبد الرحمن؛ لكونِهما صِدقًا، ولأنَّ لفظَ الله اسمُ الذاتِ، وقيل: إنَّه اسمُه الأعظمُ، والرَّحمنُ أهمُّ صفةٍ بين العبدِ وبين اللهِ تعالى، فصارتْ نِسبةُ العبدِ إلى هذَيْن اللَّفظَيْنِ أحبَّ مِن غيرِهما. في الحديثِ: تَفضيلُ اسمِ عبد الله واسمِ عبد الرَّحمن على سائِرِ ما يُسمَّى به

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 53 Views 0 Reviews
  • أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ أربعٌ : سبحانَ اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إله إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ . لا يضرُّك بأيِّهنَّ بدأتَ . ولا تُسمِّينَّ غلامَك يَسارًا ، ولا رَباحًا ، ولا نَجيحًا ، ولا أفلحَ ، فإنك تقولُ : أثَمَّ هُوَ ؟ فلا يكونُ . فيقولُ : لا . إنما هنَّ أربعٌ . فلا تزيدنَّ عليَّ . وأما حديث شعبةَ فليس فيه إلا ذكرُ تسميةِ الغلامِ . ولم يذكرِ الكلامَ الأربعَ .

    شرح الحديث

    يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ أحبَّ كلامِ العِبادِ إلى الله تعالى، أي: أحقَّه قَبولًا، وأكثرَه ثوابًا، أَربعُ كلماتٍ، وهي: «سُبحانَ الله» أي: أعتَقِد تَنَزُّهَه عن كلِّ ما لا يَلِيق بجمالِ ذاتِه وكمالِ صفاتِه، «والحَمدُ لله»، أي: أُثْني عليه؛ فهو المستحقُّ لإبداءِ الثناءِ وإظهارِ الشُّكرِ، «ولا إله إلَّا الله» توحيدٌ لِلذَّاتِ وتفريدٌ للصِّفات، أي: لا إلهَ حَقٌّ إلَّا اللهُ جَلَّ وعَلَا، وهو وحْدَه المستحِقُّ أنْ يُفرَدَ بالعِبادةِ والتألُّهِ، «والله أكبَرُ» إثباتٌ للكِبرِياءِ والعَظَمة مع اعترافٍ بالقُصورِ عن المَحْمَدَةِ، ثُمَّ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «لا يَضُرُّك بِأَيِّهِنَّ بدأتَ» أي: لا يَضُرُّك-أيُّها الآتِي بِهذه الكلماتِ- في حِيازَةِ ثوابِهنَّ، بأيِّهن بدأتَ؛ لأنَّ كلًّا مِنها مُستقِلٌّ فيما قُصِد بها مِن بيانِ جلالِ اللهِ وكمالِه. وإنَّما كانتْ هذه الكلماتُ أحبَّ الكلامِ إلى اللهِ تعالى؛ لأنَّها جَمَعَتْ أشرفَ المطالِبِ وأعلاها، وهي تَنزيهُ الربِّ تعالى، وإثباتُ الحَمدِ له، ونَفْيُ الشَّريكِ عنه، وإثباتُ صِفة الكبرياءِ، وهذه هي أمَّهاتُ الصِّفاتِ التَّوحيدِ إجْمَالًا؛ لأنَّ التسبيحَ إشارةٌ إلى تنزيهِ اللهِ تعالى عن النقائِصِ، والتحميدَ إشارة إلى وصْفِه بالكَمالِ. والتهليلَ إشارةٌ إلى ما هو أصلُ الدِّينِ وأساسُ الإيمان، أي: التوحيد، والتَّكبيرَ: إشارةٌ إلى أنَّه أكبرُ ممَّا عَرَفْناه سُبحانه.
    ثُمَّ نَهى صلَّى الله عليه وسلَّم عن تسميةِ الغُلام يَسارًا، أو رَباحًا، أو نَجِيحًا، أو أَفْلَحَ، وقال: «فإنَّك تقولُ: أَثَمَّ هو؟ فلا يكون، فيقول: لا»، ثُمَّ قال سمرة: «إنَّما هُنَّ أربعٌ، فلا تَزِيدُنَّ عليَّ» أي أنَّ الَّذِي سَمِعه مِنَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم إنَّما هي الأربع، لا زيادة عليها؛ تحقيقًا لِمَا سَمِعَ، ونفيًا لِأنْ يُقوَّلَ ما لم يَقُل.
    وبالنَّظَر إلى هذا المعنى، فلا تكون هذه الكراهةُ خاصَّةً بالعَبِيد، بل تتعدَّى إلى الأحرار، ولا مقصورةً على هذه الأربعةِ الأسماءِ، بل تتعدَّى إلى ما في معناها.

    صحيح مسلم

    أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ أربعٌ : سبحانَ اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إله إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ . لا يضرُّك بأيِّهنَّ بدأتَ . ولا تُسمِّينَّ غلامَك يَسارًا ، ولا رَباحًا ، ولا نَجيحًا ، ولا أفلحَ ، فإنك تقولُ : أثَمَّ هُوَ ؟ فلا يكونُ . فيقولُ : لا . إنما هنَّ أربعٌ . فلا تزيدنَّ عليَّ . وأما حديث شعبةَ فليس فيه إلا ذكرُ تسميةِ الغلامِ . ولم يذكرِ الكلامَ الأربعَ .

    شرح الحديث

    يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ أحبَّ كلامِ العِبادِ إلى الله تعالى، أي: أحقَّه قَبولًا، وأكثرَه ثوابًا، أَربعُ كلماتٍ، وهي: «سُبحانَ الله» أي: أعتَقِد تَنَزُّهَه عن كلِّ ما لا يَلِيق بجمالِ ذاتِه وكمالِ صفاتِه، «والحَمدُ لله»، أي: أُثْني عليه؛ فهو المستحقُّ لإبداءِ الثناءِ وإظهارِ الشُّكرِ، «ولا إله إلَّا الله» توحيدٌ لِلذَّاتِ وتفريدٌ للصِّفات، أي: لا إلهَ حَقٌّ إلَّا اللهُ جَلَّ وعَلَا، وهو وحْدَه المستحِقُّ أنْ يُفرَدَ بالعِبادةِ والتألُّهِ، «والله أكبَرُ» إثباتٌ للكِبرِياءِ والعَظَمة مع اعترافٍ بالقُصورِ عن المَحْمَدَةِ، ثُمَّ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «لا يَضُرُّك بِأَيِّهِنَّ بدأتَ» أي: لا يَضُرُّك-أيُّها الآتِي بِهذه الكلماتِ- في حِيازَةِ ثوابِهنَّ، بأيِّهن بدأتَ؛ لأنَّ كلًّا مِنها مُستقِلٌّ فيما قُصِد بها مِن بيانِ جلالِ اللهِ وكمالِه. وإنَّما كانتْ هذه الكلماتُ أحبَّ الكلامِ إلى اللهِ تعالى؛ لأنَّها جَمَعَتْ أشرفَ المطالِبِ وأعلاها، وهي تَنزيهُ الربِّ تعالى، وإثباتُ الحَمدِ له، ونَفْيُ الشَّريكِ عنه، وإثباتُ صِفة الكبرياءِ، وهذه هي أمَّهاتُ الصِّفاتِ التَّوحيدِ إجْمَالًا؛ لأنَّ التسبيحَ إشارةٌ إلى تنزيهِ اللهِ تعالى عن النقائِصِ، والتحميدَ إشارة إلى وصْفِه بالكَمالِ. والتهليلَ إشارةٌ إلى ما هو أصلُ الدِّينِ وأساسُ الإيمان، أي: التوحيد، والتَّكبيرَ: إشارةٌ إلى أنَّه أكبرُ ممَّا عَرَفْناه سُبحانه. ثُمَّ نَهى صلَّى الله عليه وسلَّم عن تسميةِ الغُلام يَسارًا، أو رَباحًا، أو نَجِيحًا، أو أَفْلَحَ، وقال: «فإنَّك تقولُ: أَثَمَّ هو؟ فلا يكون، فيقول: لا»، ثُمَّ قال سمرة: «إنَّما هُنَّ أربعٌ، فلا تَزِيدُنَّ عليَّ» أي أنَّ الَّذِي سَمِعه مِنَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم إنَّما هي الأربع، لا زيادة عليها؛ تحقيقًا لِمَا سَمِعَ، ونفيًا لِأنْ يُقوَّلَ ما لم يَقُل. وبالنَّظَر إلى هذا المعنى، فلا تكون هذه الكراهةُ خاصَّةً بالعَبِيد، بل تتعدَّى إلى الأحرار، ولا مقصورةً على هذه الأربعةِ الأسماءِ، بل تتعدَّى إلى ما في معناها.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 50 Views 0 Reviews
  • منِ اطَّلع في بيتِ قومٍ بغيرِ إذنِهم ، فقد حلَّ لهم أن يفقؤا عينَه

    شرح الحديث

    حرَص الإسلامُ على حِفْظ عَوْراتِ النَّاس وسَتْرِها، كما حَرَص على عدم تلصُّص النَّاس أو تجسُّس بَعضِهم على بعضٍ؛ ولذلك أَمَر بالاستئذانِ عندَ دُخولِ البُيُوت، ونهى عن النَّظرِ إلى داخلها دون إذنٍ، ففي هذا الحديث: يقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "مَنِ اطَّلع في بيتِ قومٍ بغير إذنِهم"، أي: مَن نَظَر إلى داخل بيتٍ دون أنْ يستأذِن أهلَه، بالتَّلصُّص والتَّجسُّس، "فقد حَلَّ لهم أنْ يَفقَؤوا عينَه"، أي: حَلَّ لهم إذا رأوه يَفعَل ذلك أنْ يَفقَؤوا عينَيه وهو يَنظُر، وليس عليهم إثمٌ ولا قِصاصٌ.
    وفي الحديثِ: الزَّجرُ الشديدُ عن النَّظر في بُيُوت النَّاسِ دون إذنِهم.
    وفيه: أنَّ مَن نَظَر داخلَ بُيُوتِ النَّاس دون إذنِهم، فقد أَهدَر حقَّ نَفْسه في القِصاص إذا فُقِئَتْ عينُه.

    صحيح مسلم

    منِ اطَّلع في بيتِ قومٍ بغيرِ إذنِهم ، فقد حلَّ لهم أن يفقؤا عينَه

    شرح الحديث

    حرَص الإسلامُ على حِفْظ عَوْراتِ النَّاس وسَتْرِها، كما حَرَص على عدم تلصُّص النَّاس أو تجسُّس بَعضِهم على بعضٍ؛ ولذلك أَمَر بالاستئذانِ عندَ دُخولِ البُيُوت، ونهى عن النَّظرِ إلى داخلها دون إذنٍ، ففي هذا الحديث: يقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "مَنِ اطَّلع في بيتِ قومٍ بغير إذنِهم"، أي: مَن نَظَر إلى داخل بيتٍ دون أنْ يستأذِن أهلَه، بالتَّلصُّص والتَّجسُّس، "فقد حَلَّ لهم أنْ يَفقَؤوا عينَه"، أي: حَلَّ لهم إذا رأوه يَفعَل ذلك أنْ يَفقَؤوا عينَيه وهو يَنظُر، وليس عليهم إثمٌ ولا قِصاصٌ. وفي الحديثِ: الزَّجرُ الشديدُ عن النَّظر في بُيُوت النَّاسِ دون إذنِهم. وفيه: أنَّ مَن نَظَر داخلَ بُيُوتِ النَّاس دون إذنِهم، فقد أَهدَر حقَّ نَفْسه في القِصاص إذا فُقِئَتْ عينُه.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 48 Views 0 Reviews
  • حقُّ المسلمِ على المسلمِ خمسٌ . وفي روايةٍ : خمسٌ تجبُ للمسلمِ على أخيهِ : ردُّ السلامِ ، وتشميتُ العاطسِ ، وإجابةُ الدعوةِ ، وعيادةُ المريضِ ، واتِّباعُ الجنائزِ

    شرح الحديث

    يُرشِدُنا النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى بعضِ الحقوقِ الَّتي للمسلِم على أخيه المسلِمِ، والحقُّ بمعنى حقِّ الحُرمةِ والصُّحبة، فبدأ صلَّى الله عليه وسلَّم هذه الحقوقَ بأنَّها خمسٌ، أي: خمسُ خِصال، وهي: ردُّ السَّلام، أي: إعادتُه لِمَن ابتدَأ به، ثمَّ بعيادةِ المريض، أي: زيارتِه والاطمئنانِ عليه، ثمَّ اتِّباع الجنائزِ، أي: المشيِ خلفَها إلى حين دَفنِها بعد الصَّلاةِ عليها، والجِنازةُ اسمٌ للنَّعش الَّذي عليه الميِّت، وإجابةِ الدَّعوة، أي: تلبيتِها مِن باب الأُلفةِ وحُسنِ الصُّحبةِ، ما لم يكُنْ هناك مانعٌ شرعيٌّ أو عُرفيٌّ، وتشميتِ العاطسِ، أي: الدُّعاءِ له إذا حمِد، وهو قول: رحِمك الله، إذا حمِد الله.
    ومِثلُ هذه الحقوقِ إذا قام بها النَّاسُ بعضُهم مع بعضٍ، تَزيدُ مِن الأُلفةِ والمودَّة، وتُزيلُ مِن القلوبِ والنُّفوس الضَّغائنَ والأحقادَ

    صحيح مسلم

    حقُّ المسلمِ على المسلمِ خمسٌ . وفي روايةٍ : خمسٌ تجبُ للمسلمِ على أخيهِ : ردُّ السلامِ ، وتشميتُ العاطسِ ، وإجابةُ الدعوةِ ، وعيادةُ المريضِ ، واتِّباعُ الجنائزِ

    شرح الحديث

    يُرشِدُنا النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى بعضِ الحقوقِ الَّتي للمسلِم على أخيه المسلِمِ، والحقُّ بمعنى حقِّ الحُرمةِ والصُّحبة، فبدأ صلَّى الله عليه وسلَّم هذه الحقوقَ بأنَّها خمسٌ، أي: خمسُ خِصال، وهي: ردُّ السَّلام، أي: إعادتُه لِمَن ابتدَأ به، ثمَّ بعيادةِ المريض، أي: زيارتِه والاطمئنانِ عليه، ثمَّ اتِّباع الجنائزِ، أي: المشيِ خلفَها إلى حين دَفنِها بعد الصَّلاةِ عليها، والجِنازةُ اسمٌ للنَّعش الَّذي عليه الميِّت، وإجابةِ الدَّعوة، أي: تلبيتِها مِن باب الأُلفةِ وحُسنِ الصُّحبةِ، ما لم يكُنْ هناك مانعٌ شرعيٌّ أو عُرفيٌّ، وتشميتِ العاطسِ، أي: الدُّعاءِ له إذا حمِد، وهو قول: رحِمك الله، إذا حمِد الله. ومِثلُ هذه الحقوقِ إذا قام بها النَّاسُ بعضُهم مع بعضٍ، تَزيدُ مِن الأُلفةِ والمودَّة، وتُزيلُ مِن القلوبِ والنُّفوس الضَّغائنَ والأحقادَ

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 46 Views 0 Reviews
  • إنَّ اليهودَ إذا سلَّموا عليكم ، يقولُ أحدُهم : السَّامُ عليكم . فقلْ : عليكَ . وفي رواية : فقولوا : وعليكَ

    شرح الحديث

    كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُعلِّم النَّاسَ مكارمَ الأخلاق، ويُعلِّمهم أنْ يَدْفُعوا السِّيئةَ بالحسنةِ، وقد كان صلَّى الله عليه وسلَّم قُدوةً في ذلك، ولأنَّ اليهودَ قومٌ بُهْتٌ ومُعتادون على تحريف الكَلِم، فقد حرَّفوا السَّلام إلى السَّام، بمعنى: الموت، وغَيَّروا تحيَّةَ الإسلام من الدُّعاء بالأمنِ والسَّلام إلى الدُّعاء بالموتِ والهَلَكة، وقد أَمَر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بردِّ دعوتهم عليهم؛ فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ اليهودَ إذا سلَّموا عليكم، يقول أحدُهم: السَّامُ عليكم"، وهذا من بابِ فِطْنة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لِما يقوله اليهودُ، والسَّام: هو الموتُ والهَلَكةُ، فأمَر النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأنْ يَرُدَّ عليهم قولَهم بأنْ يقولَ المسلمُ: "عليك"، أي: قولُك مردودٌ عليك وَحْدك، فالدُّعاء الذي قُلتَه يَقَع عليك دون غيرِك من المسلمين.
    وفي رِوايةٍ: "فقولوا: وعليك"، أي: وعليكَ مِثْلُ ما قلتَه من الدُّعاء، تَشترِك فيه أنت ومَن دعوتَ عليه، وهذا مِن معاني حرفِ الواو، وهو الاشتِراكُ، واللهُ سبحانه أَعلَم بالمُبتدِئ الظَّالمِ، وقد أَوضَح النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ الله لا يَستجيبُ لهم في المسلمين، وأنَّه يستجيبُ للمسلمين فيهم.
    وفي الحديث: بيانُ فِطْنة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لتحريفِ اليهودِ للكَلِم.
    وفيه: ردُّ القَولِ السَّيِّئ بمِثْله.

    صحيح مسلم

    إنَّ اليهودَ إذا سلَّموا عليكم ، يقولُ أحدُهم : السَّامُ عليكم . فقلْ : عليكَ . وفي رواية : فقولوا : وعليكَ

    شرح الحديث

    كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُعلِّم النَّاسَ مكارمَ الأخلاق، ويُعلِّمهم أنْ يَدْفُعوا السِّيئةَ بالحسنةِ، وقد كان صلَّى الله عليه وسلَّم قُدوةً في ذلك، ولأنَّ اليهودَ قومٌ بُهْتٌ ومُعتادون على تحريف الكَلِم، فقد حرَّفوا السَّلام إلى السَّام، بمعنى: الموت، وغَيَّروا تحيَّةَ الإسلام من الدُّعاء بالأمنِ والسَّلام إلى الدُّعاء بالموتِ والهَلَكة، وقد أَمَر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بردِّ دعوتهم عليهم؛ فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ اليهودَ إذا سلَّموا عليكم، يقول أحدُهم: السَّامُ عليكم"، وهذا من بابِ فِطْنة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لِما يقوله اليهودُ، والسَّام: هو الموتُ والهَلَكةُ، فأمَر النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأنْ يَرُدَّ عليهم قولَهم بأنْ يقولَ المسلمُ: "عليك"، أي: قولُك مردودٌ عليك وَحْدك، فالدُّعاء الذي قُلتَه يَقَع عليك دون غيرِك من المسلمين. وفي رِوايةٍ: "فقولوا: وعليك"، أي: وعليكَ مِثْلُ ما قلتَه من الدُّعاء، تَشترِك فيه أنت ومَن دعوتَ عليه، وهذا مِن معاني حرفِ الواو، وهو الاشتِراكُ، واللهُ سبحانه أَعلَم بالمُبتدِئ الظَّالمِ، وقد أَوضَح النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ الله لا يَستجيبُ لهم في المسلمين، وأنَّه يستجيبُ للمسلمين فيهم. وفي الحديث: بيانُ فِطْنة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لتحريفِ اليهودِ للكَلِم. وفيه: ردُّ القَولِ السَّيِّئ بمِثْله.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 47 Views 0 Reviews
  • لا تبدَؤوا اليهودَ ولا النصارى بالسلامِ . فإذا لقِيتُم أحدَهم في طريقٍ فاضطَرُّوه إلى أضيَقِهِ

    شرح الحديث

    يَحكِي أبو هُرَيْرَةَ رضِي اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم نَهَى عن بَدْءِ اليهودِ والنصارَى (أي: ولو كانوا ذِمِّيِّينَ، فضلًا عن غيرِهم مِن الكُفَّار) بالسَّلام؛ لأنَّ الابتداءَ به إعزازٌ للمُسَلَّمِ عليه، ولا يجوزُ إعزازُهم، وكذا لا يجوزُ مُوَادَّتُهم والتحبُّبُ إليهم بالسَّلامِ ونحوِه، وبيَّن صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّنا إذا لَقِينا أحدَهم في طريقٍ فنَضْطَرُّه (أي: فنُلجِئُه) إلى أَضْيَقِه (أي: أضيَقِ الطريقِ)، والمعنى‏:‏ لا تُوَسِّعوا لهم إذا قابَلوكم فيكونَ لهم السَّعَةُ ويكونَ الضِّيقُ عليكم، بل استمِرُّوا في اتِّجاهِكم وسَيْرِكم، واجْعَلُوا الضِّيقَ-إنْ كان هناك ضِيقٌ- على هؤلاء؛ فإنَّه مِن المعلومِ أنه لم يَكُن مِن هَدْيِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه إذا رأَى الكافِرَ ذَهَبَ يَزْحَمُه إلى الجِدَارِ حتَّى يَرُصَّه على الجِدارِ! ما كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَفعلُ هذا باليهودِ في المدينةِ، ولا كان الصَّحابةُ رضِي اللهُ عنهم يَفعلونه بعدَ فُتوح الأمصار‏.

    صحيح مسلم

    لا تبدَؤوا اليهودَ ولا النصارى بالسلامِ . فإذا لقِيتُم أحدَهم في طريقٍ فاضطَرُّوه إلى أضيَقِهِ

    شرح الحديث

    يَحكِي أبو هُرَيْرَةَ رضِي اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم نَهَى عن بَدْءِ اليهودِ والنصارَى (أي: ولو كانوا ذِمِّيِّينَ، فضلًا عن غيرِهم مِن الكُفَّار) بالسَّلام؛ لأنَّ الابتداءَ به إعزازٌ للمُسَلَّمِ عليه، ولا يجوزُ إعزازُهم، وكذا لا يجوزُ مُوَادَّتُهم والتحبُّبُ إليهم بالسَّلامِ ونحوِه، وبيَّن صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّنا إذا لَقِينا أحدَهم في طريقٍ فنَضْطَرُّه (أي: فنُلجِئُه) إلى أَضْيَقِه (أي: أضيَقِ الطريقِ)، والمعنى‏:‏ لا تُوَسِّعوا لهم إذا قابَلوكم فيكونَ لهم السَّعَةُ ويكونَ الضِّيقُ عليكم، بل استمِرُّوا في اتِّجاهِكم وسَيْرِكم، واجْعَلُوا الضِّيقَ-إنْ كان هناك ضِيقٌ- على هؤلاء؛ فإنَّه مِن المعلومِ أنه لم يَكُن مِن هَدْيِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه إذا رأَى الكافِرَ ذَهَبَ يَزْحَمُه إلى الجِدَارِ حتَّى يَرُصَّه على الجِدارِ! ما كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَفعلُ هذا باليهودِ في المدينةِ، ولا كان الصَّحابةُ رضِي اللهُ عنهم يَفعلونه بعدَ فُتوح الأمصار‏.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 54 Views 0 Reviews
  • ألا لا يبيتنَّ رجلٌ عند امرأةٍ ثيِّبٍ . إلا أن يكون ناكحًا أو ذا مَحرمٍ

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يَحكِي جابِرُ بنُ عبدِ الله رضِي اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم نَهى أنْ يَبِيتَ رجلٌ عندَ امرأةٍ ثَيِّبٍ، أي: في مَسْكَنِ امرأةٍ ثَيِّبٍ، والمرادُ مِن البَيْتُوتَةِ هنا: التَّخَلِّي ليلًا كان أو نهارًا، وتَخصيصُ الثيِّب بالذِّكر؛ لأنَّها الَّتِي يُدْخَلُ إليها غَالِبًا، وأمَّا البِكْرُ فمَصُونَةٌ في العادةِ، مُجانِبَةٌ للرِّجَال أَشدَّ المجانبةِ، وهي أَغَضُّ وأخوفُ على نَفْسِها؛ فَلم يَحْتَجْ إلى ذِكرها، ولأنَّه مِن باب التَّنْبِيه بالأدْنَى على الأعْلى، «إلَّا أنْ يكونَ»، أي: ذلك الرجلُ «ناكِحًا» أي: زَوْجًا، «أو ذَا مَحْرَمٍ» أي: مَن حَرُم عليه نكاحُها على التأبِيد ولو بالرَّضاعِ.
    في الحديثِ: النهيُ عن الخَلْوةِ بالأجنبِيَّة.

    صحيح مسلم

    ألا لا يبيتنَّ رجلٌ عند امرأةٍ ثيِّبٍ . إلا أن يكون ناكحًا أو ذا مَحرمٍ

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يَحكِي جابِرُ بنُ عبدِ الله رضِي اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم نَهى أنْ يَبِيتَ رجلٌ عندَ امرأةٍ ثَيِّبٍ، أي: في مَسْكَنِ امرأةٍ ثَيِّبٍ، والمرادُ مِن البَيْتُوتَةِ هنا: التَّخَلِّي ليلًا كان أو نهارًا، وتَخصيصُ الثيِّب بالذِّكر؛ لأنَّها الَّتِي يُدْخَلُ إليها غَالِبًا، وأمَّا البِكْرُ فمَصُونَةٌ في العادةِ، مُجانِبَةٌ للرِّجَال أَشدَّ المجانبةِ، وهي أَغَضُّ وأخوفُ على نَفْسِها؛ فَلم يَحْتَجْ إلى ذِكرها، ولأنَّه مِن باب التَّنْبِيه بالأدْنَى على الأعْلى، «إلَّا أنْ يكونَ»، أي: ذلك الرجلُ «ناكِحًا» أي: زَوْجًا، «أو ذَا مَحْرَمٍ» أي: مَن حَرُم عليه نكاحُها على التأبِيد ولو بالرَّضاعِ. في الحديثِ: النهيُ عن الخَلْوةِ بالأجنبِيَّة.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 52 Views 0 Reviews
  • لا يُقيمَنَّ أحدُكم أخاه يومَ الجُمُعةِ . ثم لِيخالفَ إلى مقعدِه فيقعدُ فيه . ولكن يقولُ : أَفسِحُوا

    شرح الحديث

    يبيِّن لنا النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بعضَ الآدابِ في صلاة الجُمُعة، حيثُ يَنهى صلَّى الله عليه وسلَّم عن أنْ يُقيمَ أحدٌ أخاه يومَ الجُمُعة مِن مَقْعَدِه، «ثُمَّ لْيُخالِفْ» أي: يَقْعُدْ ويَذْهَبْ إلى موضعِ قُعودِه فيَقْعُدْ هو فيه، «ولكن يقول»، أي: أحدُكم للقاعدين: «أَفسِحوا» أي: أَوسِعوا، وذلك إذا كان المَحَلُّ قابِلًا للتوسُّعِ، وإلَّا فلا يُضَيِّقْ على أحدٍ، بل لِيُصَلِّ ولو على بابِ المسجدِ.
    في الحديثِ: النَّهيُ عن أنْ يُقيمَ الرجلُ أخاه من مكانِه ويجلِسَ هو فيه.
    وفيه: بيانُ بعضِ آداب صلاة الجُمُعة.

    صحيح مسلم

    لا يُقيمَنَّ أحدُكم أخاه يومَ الجُمُعةِ . ثم لِيخالفَ إلى مقعدِه فيقعدُ فيه . ولكن يقولُ : أَفسِحُوا

    شرح الحديث

    يبيِّن لنا النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بعضَ الآدابِ في صلاة الجُمُعة، حيثُ يَنهى صلَّى الله عليه وسلَّم عن أنْ يُقيمَ أحدٌ أخاه يومَ الجُمُعة مِن مَقْعَدِه، «ثُمَّ لْيُخالِفْ» أي: يَقْعُدْ ويَذْهَبْ إلى موضعِ قُعودِه فيَقْعُدْ هو فيه، «ولكن يقول»، أي: أحدُكم للقاعدين: «أَفسِحوا» أي: أَوسِعوا، وذلك إذا كان المَحَلُّ قابِلًا للتوسُّعِ، وإلَّا فلا يُضَيِّقْ على أحدٍ، بل لِيُصَلِّ ولو على بابِ المسجدِ. في الحديثِ: النَّهيُ عن أنْ يُقيمَ الرجلُ أخاه من مكانِه ويجلِسَ هو فيه. وفيه: بيانُ بعضِ آداب صلاة الجُمُعة.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 47 Views 0 Reviews
  • إذا قام أحدُكم . وفي حديثِ أبي عَوانةَ : من قام من مجلسِه ثم رجعَ إليه ، فهو أحقُّ به

    شرح الحديث

    يَحكِي أبو هُرَيْرَةَ رضِي اللهُ عنه أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «إذا قام أحدُكم»، وفي روايةٍ: «مَن قام مِن مَجلِسِه»، أي: مُرِيدًا للرُّجوعِ إليه قريبًا، «ثُمَّ رجَع إليه»، أي: من قَرِيبٍ، «فهو أحقُّ به»، فمَن كان جالِسًا في مَجلِسٍ فقام منه؛ ليتوضَّأَ أو ليقضِيَ شُغلًا يسيرًا، فهو أحقُّ به .

    صحيح مسلم

    إذا قام أحدُكم . وفي حديثِ أبي عَوانةَ : من قام من مجلسِه ثم رجعَ إليه ، فهو أحقُّ به

    شرح الحديث

    يَحكِي أبو هُرَيْرَةَ رضِي اللهُ عنه أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «إذا قام أحدُكم»، وفي روايةٍ: «مَن قام مِن مَجلِسِه»، أي: مُرِيدًا للرُّجوعِ إليه قريبًا، «ثُمَّ رجَع إليه»، أي: من قَرِيبٍ، «فهو أحقُّ به»، فمَن كان جالِسًا في مَجلِسٍ فقام منه؛ ليتوضَّأَ أو ليقضِيَ شُغلًا يسيرًا، فهو أحقُّ به .

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 44 Views 0 Reviews