• محمد صلى الله عليه وسلم القائد العسكري


    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قائدًا فذًّا فى المجال العسكرى، وما حدث فى غزوة بدر خير شاهد على هذه العبقرية فى القيادة، فقَبْل المعركة بدأ النبي صلى الله عليه وسلم فى تنظيم صفوف جنوده؛ ليكونوا على استعداد تامٍّ فى مواجهة مشركى قريش، ولمَّا ابتدأت المعركة بالمبارزة، اختار رسول الله ثلاثة من جنده الأشدَّاء فى مواجهة خصومهم، وقد كان اختياره موفَّقًا لأبعد حدٍّ؛ لِعِلْمِه -وهو القائد- بحقيقة جنده وحالهم، فقال رسول الله: قُمْ يَا عُبَيْدَة بْنَ الْحَارِثِ، وَقُمْ يَا حَمْزَةُ، وَقُمْ يَا عَلِيُّ 
    فقَتَل اللهُ عتبةَ وشيبةَ ابني ربيعة، والوليدَ بن عتبة، وجُرِحَ عبيدةُ، فسبَّب ذلك هزيمة نفسيَّة للمشركين قبل لقائهم الفعلى مع المسلمين، فقتل المسلمون منهم سبعين، وأسروا سبعين آخرين


    رسول الله القائد المبدع


    كان صلى الله عليه وسلم يغرس فى صحابته مبدأ (المبادرة والإبداع) ، وخاصة فى الأمور التى تحتاج إلى قرار سريع حاسم، ونظر ثاقب، وقدَّم رسول الله القدوة والمثل فى ذلك، فلننظر إلى صلحه مع مشركي قريش فى الحديبية، فهو يدلُّ -ولا شكَّ- على حُنْكَة وحسن سياسة من الرسول القائد؛ إذ كانت من النتائج المترتِّبة على هذا الصلح أن اعْتُبِر المسلمون فى درجة مساوية لقريش، وهو أوَّل اعتراف بالدولة الإسلاميَّة من أشدِّ أعدائها وأقواهم فى الجزيرة العربية، بل وأدَّى أيضًا إلى محالفة مجموعة من القبائل لرسول الله، ثم أدَّى كذلك إلى الاستقرار الأمنى الذى أعان المسلمين على نشر دعوتهم ودينهم فى القبائل والقرى المجاورة؛ فكان هذا الصلح دليلاً على عمق نظرته 

    ولننظر إلى إبداع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطِّط للهجرة؛ بداية من اختياره للرفيق وهو خير أصحابه أبو بكر الصديق ، ثم للطريق الذى يسلكه؛ حيث اختار رسول الله طريقًا غير معهود لقريش، وهو طريق السواحل، وكذلك مكثه فى غارٍ بجبل ثور ثلاث ليالٍ؛ حتى تهدأ الأمور، ثم اختيار عبد الله بن أُرَيْقِط المشرك دليلاً، وإرساله عبد الله بن أبى بكر ليأتي بخبر قريش، وانتهاءً برعي عامر بن فهيرة للغنم حول الغار حتى يوفِّر الأمان، ثم تتجلَّى عظمته القيادية فى توكُّله بعد ذلك على الله، واطمئنانه إلى معيَّته ، فيقول لأبى بكر: مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟


    رسول الله القائد القدوة


    لم يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على غرس هذه القيم والمبادئ بالكلمات الجوفاء والأحاديث الرنَّانة، ولكنه كان قدوة ومثلاً فى كل شيء، فكان رسول الله يؤثِّر فى الآخرين بأقواله وأفعاله فى تواضعه وحلمه، ورحمته وصبره 

    ففى غزوة الأحزاب نجده يرفع معنويَّات جنوده، ويُدخل السرور عليهم عندما يشاركهم بنفسه فى حفر الخندق، وهو يرتجز بكلمات ابن رواحة للتراب، وقد وارى التُّراب بياض بطنه أثناء نقله
    فكان لهذا التبسُّط والمرح من رسول الله أثره فى التخفيف عن الصحابة ممَّا يعانونه أثناء هذه الغزوة، كما كان له أثره فى بعث الهمَّة والنشاط، وإنجاز المهمَّة قبل وصول عدوِّهم، فكان بذلك خير قائد
    رسول الله القائد الحازم العادل
    غرس رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أصحابه مبدأ الحزم، وكان النبي القمَّة فى هذه الصفة أيضًا؛ فلننظر إلى حزمه عندما نادى فى صحابته بعد انتهاء غزوة الأحزاب: أَنْ لاَ يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلاَّ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ
    فكان قرارًا حازمًا من القائد لجنوده، فخرج الجميع لمواجهة مَنْ خان العهد وتعاون مع الأعداء


    رسول الله القائد العادل


    أمَّا عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جنوده فقد ضرب فيه المثل الذى لا يُضَاهَى؛ ففى غزوة بدر كان رسول الله ينظِّم صفوف أصحابه وفى يده قدح يعدل به القوم، فمرَّ بسواد بن غزيَّة وهو مُسْتَنْتِل من الصفِّ، فطعنه فى بطنه بالقدح، وقال: اسْتَوِ يَا سَوَادُ 
    فقال: يا رسول الله، أوجعتنى، وقد بعثك الله بالحقِّ والعدل
    وقال: فأَقِدْنِى
    فكشف رسول الله عن بطنه
    وقال: اسْتَقِدْ
    فاعتنقه فقبَّل بطنه، فقال رسول الله: مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا يَا سَوَادُ؟ قال: يا رسول الله، حضر ما ترى، فأردتُ أن يكون آخرُ العهد بك أن يمسَّ جلدي جلدك
    فدعا له رسول الله بخير
    هكذا كانت تعاملات رسول الله مع جنوده، فكان بحقٍّ قائدًا إنسانًا فى كل موقف من مواقف حياته، وفى كل غزوة من غزواته
    فكانت تعاملاته هذه سمة قياديَّة جديدة تستمدُّ عونها وتوفيقها من الله؛ حتى يتأسَّى بها مَنْ يأتى بعده من القادة إلى يوم الدين


    "

    محمد صلى الله عليه وسلم القائد العسكري

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قائدًا فذًّا فى المجال العسكرى، وما حدث فى غزوة بدر خير شاهد على هذه العبقرية فى القيادة، فقَبْل المعركة بدأ النبي صلى الله عليه وسلم فى تنظيم صفوف جنوده؛ ليكونوا على استعداد تامٍّ فى مواجهة مشركى قريش، ولمَّا ابتدأت المعركة بالمبارزة، اختار رسول الله ثلاثة من جنده الأشدَّاء فى مواجهة خصومهم، وقد كان اختياره موفَّقًا لأبعد حدٍّ؛ لِعِلْمِه -وهو القائد- بحقيقة جنده وحالهم، فقال رسول الله: قُمْ يَا عُبَيْدَة بْنَ الْحَارِثِ، وَقُمْ يَا حَمْزَةُ، وَقُمْ يَا عَلِيُّ 
    فقَتَل اللهُ عتبةَ وشيبةَ ابني ربيعة، والوليدَ بن عتبة، وجُرِحَ عبيدةُ، فسبَّب ذلك هزيمة نفسيَّة للمشركين قبل لقائهم الفعلى مع المسلمين، فقتل المسلمون منهم سبعين، وأسروا سبعين آخرين

    رسول الله القائد المبدع

    كان صلى الله عليه وسلم يغرس فى صحابته مبدأ (المبادرة والإبداع) ، وخاصة فى الأمور التى تحتاج إلى قرار سريع حاسم، ونظر ثاقب، وقدَّم رسول الله القدوة والمثل فى ذلك، فلننظر إلى صلحه مع مشركي قريش فى الحديبية، فهو يدلُّ -ولا شكَّ- على حُنْكَة وحسن سياسة من الرسول القائد؛ إذ كانت من النتائج المترتِّبة على هذا الصلح أن اعْتُبِر المسلمون فى درجة مساوية لقريش، وهو أوَّل اعتراف بالدولة الإسلاميَّة من أشدِّ أعدائها وأقواهم فى الجزيرة العربية، بل وأدَّى أيضًا إلى محالفة مجموعة من القبائل لرسول الله، ثم أدَّى كذلك إلى الاستقرار الأمنى الذى أعان المسلمين على نشر دعوتهم ودينهم فى القبائل والقرى المجاورة؛ فكان هذا الصلح دليلاً على عمق نظرته 

    ولننظر إلى إبداع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطِّط للهجرة؛ بداية من اختياره للرفيق وهو خير أصحابه أبو بكر الصديق ، ثم للطريق الذى يسلكه؛ حيث اختار رسول الله طريقًا غير معهود لقريش، وهو طريق السواحل، وكذلك مكثه فى غارٍ بجبل ثور ثلاث ليالٍ؛ حتى تهدأ الأمور، ثم اختيار عبد الله بن أُرَيْقِط المشرك دليلاً، وإرساله عبد الله بن أبى بكر ليأتي بخبر قريش، وانتهاءً برعي عامر بن فهيرة للغنم حول الغار حتى يوفِّر الأمان، ثم تتجلَّى عظمته القيادية فى توكُّله بعد ذلك على الله، واطمئنانه إلى معيَّته ، فيقول لأبى بكر: مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟

    رسول الله القائد القدوة

    لم يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على غرس هذه القيم والمبادئ بالكلمات الجوفاء والأحاديث الرنَّانة، ولكنه كان قدوة ومثلاً فى كل شيء، فكان رسول الله يؤثِّر فى الآخرين بأقواله وأفعاله فى تواضعه وحلمه، ورحمته وصبره 

    ففى غزوة الأحزاب نجده يرفع معنويَّات جنوده، ويُدخل السرور عليهم عندما يشاركهم بنفسه فى حفر الخندق، وهو يرتجز بكلمات ابن رواحة للتراب، وقد وارى التُّراب بياض بطنه أثناء نقله
    فكان لهذا التبسُّط والمرح من رسول الله أثره فى التخفيف عن الصحابة ممَّا يعانونه أثناء هذه الغزوة، كما كان له أثره فى بعث الهمَّة والنشاط، وإنجاز المهمَّة قبل وصول عدوِّهم، فكان بذلك خير قائد
    رسول الله القائد الحازم العادل
    غرس رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أصحابه مبدأ الحزم، وكان النبي القمَّة فى هذه الصفة أيضًا؛ فلننظر إلى حزمه عندما نادى فى صحابته بعد انتهاء غزوة الأحزاب: أَنْ لاَ يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلاَّ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ
    فكان قرارًا حازمًا من القائد لجنوده، فخرج الجميع لمواجهة مَنْ خان العهد وتعاون مع الأعداء

    رسول الله القائد العادل

    أمَّا عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جنوده فقد ضرب فيه المثل الذى لا يُضَاهَى؛ ففى غزوة بدر كان رسول الله ينظِّم صفوف أصحابه وفى يده قدح يعدل به القوم، فمرَّ بسواد بن غزيَّة وهو مُسْتَنْتِل من الصفِّ، فطعنه فى بطنه بالقدح، وقال: اسْتَوِ يَا سَوَادُ 
    فقال: يا رسول الله، أوجعتنى، وقد بعثك الله بالحقِّ والعدل
    وقال: فأَقِدْنِى
    فكشف رسول الله عن بطنه
    وقال: اسْتَقِدْ
    فاعتنقه فقبَّل بطنه، فقال رسول الله: مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا يَا سَوَادُ؟ قال: يا رسول الله، حضر ما ترى، فأردتُ أن يكون آخرُ العهد بك أن يمسَّ جلدي جلدك
    فدعا له رسول الله بخير
    هكذا كانت تعاملات رسول الله مع جنوده، فكان بحقٍّ قائدًا إنسانًا فى كل موقف من مواقف حياته، وفى كل غزوة من غزواته
    فكانت تعاملاته هذه سمة قياديَّة جديدة تستمدُّ عونها وتوفيقها من الله؛ حتى يتأسَّى بها مَنْ يأتى بعده من القادة إلى يوم الدين

    "

    0 Comments 1 Shares 859 Views 0 Reviews
  • محمد صلى الله عليه وسلم الزوج


    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاً يحب زوجاته ويخبرهن بذلك و لا يتحرج من إخبارهن: عن عمرو بن العاص أنه قال : يا رسول الله من أحب الناس إليك ؟ قال: (( عائشة )) ، قال من الرجال ؟ ، قال: (( أبوها )) 
    ويدعو النبي صلى الله عليه وسلم ويقول مرةً: الحمد لله الذي رزقني حب عائشة
    ومرةً قالت زوجات النبي للسيدة فاطمة: يا فاطمة لو كلمت أبيك فى بنت أبي قحافة – عائشة - ، فذهبت فاطمة فكلمت النبي ، فقال لها رسول الله : ألست تحبين ما أحب ؟ فقالت بلى ، فقال لها : فأحبيها فإنها حبيبة أبيكِ

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاطف زوجته ويمازحها: سُئلت السيدة عائشة كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى البيت ، فقالت: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحاكاً وبساماً
    كانت السيدة عائشة فى سفرٍ مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد كان النبي إذا سافر أقرع بين نسائه لتخرج إحدى نسائه معه ،فعندما أقرع خرجت قرعة السيدة عائشة ، و كانت السيدة عائشة صغيرة
    وفى الطريق قال النبي لأصحابه تقدموا ، وبقى مع زوجته عائشة ، وقال : يا عائشة تسابقيننى؟ وهو رسول الله قالت : نعم ، فتسابقا فسبَقته
    قالت : فلما كان بعد حين واكتنزت اللحم -أي بعد شهر أو اثنين وقد سمنت السيدة عائشة - ، قال : يا عائشة تسابقيننى ؟ ، فقالت نعم ، فسابقنى فسبقنى
    فقال لي يا عائشة هذه بتلك
    وكانت السيدة عائشة تقول : كان رسول الله أفكه الناس أي يوجد عنده ممازحة

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاً وفياً مع زوجته
    عن عائشة رضي الله عنها قالت : استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله ، فعرف استأذان خديجة فقال : اللهم هالة
    قالت فغرت ، فقلت : ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت الدهر قد أبدلك الله خيرا منها
    وفى رواية أحمد : فقال : ما بدلنى الله عز و جل خيرا منها قد آمنت بى إذ كفر الناس ، و صدقتنى إذ كذبنى الناس ، وواستنى بمالها إذ حرمنى الناس ، و رزقنى الله أولادها إذ حرمنى أولاد النساء
    فلم يمنعه حبه لعائشة أن يصرح بفضل خديجة و مكانها فى قلبه ، فقال لعائشة إنى قد رزقت حبها
    و تقول السيدة عائشة : ” ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ”

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاً يحترم زوجاته
    يقول رسول الله : ((ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم )) تاريخ ابن عساكر

    كان النبي صلى الله عليه وسلم يشاور زوجاته : كان رسول الله يشاور زوجاته و حسبنا فى ذلك المشورة المباركة التى قدمتها أم سلمة لرسول الله يوم الحديبية : عن المسرور بن مخرمة و مروان بن الحكم قالا :

    فلما فرغ – أي : رسول الله من قضية الكتاب –أي كتاب صلح الحديبية –قال رسول الله لأصحابه : قوموا فانحروا ثم احلقوا
    قال : فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات ، فلما لم يقم منهم أحد
    فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقى من الناس فقالت أم سلمة : يا نبي الله أتحب ذلك ، اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بُدنك ، و تدعو حالقك فيحلقك ، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك ، نحر بُدْنه ، و دعا حالقه فحلقه ، فلما رأو ذلك قاموا فنحروا ، و جعل بعضهم يحلق بعضا

    وهكذا نجا المسلمون من عصيانهم لأمر رسول الله بفضل رأي ومشورة السيدة أم سلمة رضوان الله تعالى عنهم أجمعين 

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاً يتجمل لزوجته
    وهذا أمرٌ مطلوب فى البشر
    تقول السيدة عائشة : ((كانت كف رسول الله ألين من الحرير ، يصافح المصافح فيظل يومه يجد ريحها ))
    ويقول سيدنا عبد الله بن عباس: إني لأتزين لامرأتى كما أحب أن تتزين لي

    وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستن بالسواك أول ما يدخل البيت ، و كان يقول السواك مطهرة للفم مرضاة للرب
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاً يعلِّم زوجاته
    فقد كان يعلِّم زوجاته أمور دينهن ويفقهن فى الدين ، ويحرص على تعليمهن وتثقيفهن
    عن ابن عباس رضي الله عنهما- عن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حيث صلى الفجر وهي فى مسجدها، أي موضع صلاتها ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة، فقال: ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت نعم، قال النبي : لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات ، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلُمُ عن زوجاته
    تحدث [أم سلمة] أنها رضي الله عنها أتت بطعام فى صحفة لها إلى رسول الله ، وأصحابه ، من الذى جاء بالطعام ؟ أم سلمة، فجاءت عائشة متزرة الكساء ومعها فهر أي: حجر ناعم صلب ففلقت به الصحفة فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وقال: كلوا ، يعنى أصحابه ، كلوا غارت أمكم غارت أمكم ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أم سلمة وأعطى صحفة أم سلمة لعائشة،
    فانظر لحسن خلقه وإنصافه وحلمه, وانظر لحسن تصرفه وحله لهذا الموقف بطريقة مقنعة معللا هذا الخطأ من عائشة رضي الله عنها بقوله: غارت أمكم، غارت أمكم

    ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأةً قط
    عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد فى سبيل الله رواه مالك والشيخان وأبو داود 

    محمد صلى الله عليه وسلم الزوج

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاً يحب زوجاته ويخبرهن بذلك و لا يتحرج من إخبارهن: عن عمرو بن العاص أنه قال : يا رسول الله من أحب الناس إليك ؟ قال: (( عائشة )) ، قال من الرجال ؟ ، قال: (( أبوها )) 
    ويدعو النبي صلى الله عليه وسلم ويقول مرةً: الحمد لله الذي رزقني حب عائشة
    ومرةً قالت زوجات النبي للسيدة فاطمة: يا فاطمة لو كلمت أبيك فى بنت أبي قحافة – عائشة - ، فذهبت فاطمة فكلمت النبي ، فقال لها رسول الله : ألست تحبين ما أحب ؟ فقالت بلى ، فقال لها : فأحبيها فإنها حبيبة أبيكِ

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاطف زوجته ويمازحها: سُئلت السيدة عائشة كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى البيت ، فقالت: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحاكاً وبساماً
    كانت السيدة عائشة فى سفرٍ مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد كان النبي إذا سافر أقرع بين نسائه لتخرج إحدى نسائه معه ،فعندما أقرع خرجت قرعة السيدة عائشة ، و كانت السيدة عائشة صغيرة
    وفى الطريق قال النبي لأصحابه تقدموا ، وبقى مع زوجته عائشة ، وقال : يا عائشة تسابقيننى؟ وهو رسول الله قالت : نعم ، فتسابقا فسبَقته
    قالت : فلما كان بعد حين واكتنزت اللحم -أي بعد شهر أو اثنين وقد سمنت السيدة عائشة - ، قال : يا عائشة تسابقيننى ؟ ، فقالت نعم ، فسابقنى فسبقنى
    فقال لي يا عائشة هذه بتلك
    وكانت السيدة عائشة تقول : كان رسول الله أفكه الناس أي يوجد عنده ممازحة

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاً وفياً مع زوجته
    عن عائشة رضي الله عنها قالت : استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله ، فعرف استأذان خديجة فقال : اللهم هالة
    قالت فغرت ، فقلت : ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت الدهر قد أبدلك الله خيرا منها
    وفى رواية أحمد : فقال : ما بدلنى الله عز و جل خيرا منها قد آمنت بى إذ كفر الناس ، و صدقتنى إذ كذبنى الناس ، وواستنى بمالها إذ حرمنى الناس ، و رزقنى الله أولادها إذ حرمنى أولاد النساء
    فلم يمنعه حبه لعائشة أن يصرح بفضل خديجة و مكانها فى قلبه ، فقال لعائشة إنى قد رزقت حبها
    و تقول السيدة عائشة : ” ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ”

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاً يحترم زوجاته
    يقول رسول الله : ((ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم )) تاريخ ابن عساكر

    كان النبي صلى الله عليه وسلم يشاور زوجاته : كان رسول الله يشاور زوجاته و حسبنا فى ذلك المشورة المباركة التى قدمتها أم سلمة لرسول الله يوم الحديبية : عن المسرور بن مخرمة و مروان بن الحكم قالا :

    فلما فرغ – أي : رسول الله من قضية الكتاب –أي كتاب صلح الحديبية –قال رسول الله لأصحابه : قوموا فانحروا ثم احلقوا
    قال : فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات ، فلما لم يقم منهم أحد
    فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقى من الناس فقالت أم سلمة : يا نبي الله أتحب ذلك ، اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بُدنك ، و تدعو حالقك فيحلقك ، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك ، نحر بُدْنه ، و دعا حالقه فحلقه ، فلما رأو ذلك قاموا فنحروا ، و جعل بعضهم يحلق بعضا

    وهكذا نجا المسلمون من عصيانهم لأمر رسول الله بفضل رأي ومشورة السيدة أم سلمة رضوان الله تعالى عنهم أجمعين 

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاً يتجمل لزوجته
    وهذا أمرٌ مطلوب فى البشر
    تقول السيدة عائشة : ((كانت كف رسول الله ألين من الحرير ، يصافح المصافح فيظل يومه يجد ريحها ))
    ويقول سيدنا عبد الله بن عباس: إني لأتزين لامرأتى كما أحب أن تتزين لي

    وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستن بالسواك أول ما يدخل البيت ، و كان يقول السواك مطهرة للفم مرضاة للرب
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاً يعلِّم زوجاته
    فقد كان يعلِّم زوجاته أمور دينهن ويفقهن فى الدين ، ويحرص على تعليمهن وتثقيفهن
    عن ابن عباس رضي الله عنهما- عن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حيث صلى الفجر وهي فى مسجدها، أي موضع صلاتها ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة، فقال: ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت نعم، قال النبي : لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات ، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلُمُ عن زوجاته
    تحدث [أم سلمة] أنها رضي الله عنها أتت بطعام فى صحفة لها إلى رسول الله ، وأصحابه ، من الذى جاء بالطعام ؟ أم سلمة، فجاءت عائشة متزرة الكساء ومعها فهر أي: حجر ناعم صلب ففلقت به الصحفة فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وقال: كلوا ، يعنى أصحابه ، كلوا غارت أمكم غارت أمكم ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أم سلمة وأعطى صحفة أم سلمة لعائشة،
    فانظر لحسن خلقه وإنصافه وحلمه, وانظر لحسن تصرفه وحله لهذا الموقف بطريقة مقنعة معللا هذا الخطأ من عائشة رضي الله عنها بقوله: غارت أمكم، غارت أمكم

    ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأةً قط
    عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد فى سبيل الله رواه مالك والشيخان وأبو داود 

    0 Comments 0 Shares 204 Views 0 Reviews
  • إنَّ الرَّجلَ ليعملُ الزَّمنَ الطَّويلَ بعملِ أَهْلِ الجنَّةِ ، ثمَّ يُختمُ عملَهُ بعملِ أَهْلِ النَّارِ ، وإنَّ الرَّجلَ ليعملُ الزَّمنَ الطَّويلَ بعملِ أَهْلِ النَّارِ ثمَّ يختمُ لَهُ عملَهُ بعملِ أَهْلِ الجنَّةِ

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ الرَّجلَ لَيَعمَلُ الزَّمنَ الطَّويلَ، أي: مُدَّةَ عُمرِه؛ بعَملِ أَهلِ الجنَّةِ ثُمَّ يُختمُ لَه عَملُه بعَملِ أَهلِ النَّارِ، أي: يَعملُ عَملَ أَهلِ النَّارِ في آخِرِ عُمرِه فيَدخُلُها. وإنَّ الرَّجلَ لَيعمَلُ الزَّمنَ الطَّويلَ بعَملِ أَهلِ النَّارِ ثُمَّ يُختَمُ له بعَملِ أهلِ الجنَّةِ أي: يَعمَلُ عَملَ أهلِ الجنَّةِ في آخرِ عُمرِه فيَدخُلُها؛ فليَكُنِ المرءُ على حَذَرٍ، وَلا يَقعُ في غُرورِ النَّفسِ إِذا وَجدَ مِنها صَلاحًا ومَيلًا إِلى الخيرِ، وليَطلُبْ مِنَ اللهِ التَّوفيقَ والسَّدادَ الدَّائمَ وحُسنَ الخاتمَةِ.
    في الحديثِ: ثُبوتُ قَدَرِ اللهِ السَّابقِ لخَلقِه، وهوَ عِلمُه بالأَشياءِ قَبلَ كَونِها، وكِتابتُه لَها قبلَ بَرْئِها.
    وفيهِ: الحثُّ عَلى طَلبِ حُسنِ الخاتمَةِ بالقَولِ والعَملِ.

    صحيح مسلم

    إنَّ الرَّجلَ ليعملُ الزَّمنَ الطَّويلَ بعملِ أَهْلِ الجنَّةِ ، ثمَّ يُختمُ عملَهُ بعملِ أَهْلِ النَّارِ ، وإنَّ الرَّجلَ ليعملُ الزَّمنَ الطَّويلَ بعملِ أَهْلِ النَّارِ ثمَّ يختمُ لَهُ عملَهُ بعملِ أَهْلِ الجنَّةِ

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ الرَّجلَ لَيَعمَلُ الزَّمنَ الطَّويلَ، أي: مُدَّةَ عُمرِه؛ بعَملِ أَهلِ الجنَّةِ ثُمَّ يُختمُ لَه عَملُه بعَملِ أَهلِ النَّارِ، أي: يَعملُ عَملَ أَهلِ النَّارِ في آخِرِ عُمرِه فيَدخُلُها. وإنَّ الرَّجلَ لَيعمَلُ الزَّمنَ الطَّويلَ بعَملِ أَهلِ النَّارِ ثُمَّ يُختَمُ له بعَملِ أهلِ الجنَّةِ أي: يَعمَلُ عَملَ أهلِ الجنَّةِ في آخرِ عُمرِه فيَدخُلُها؛ فليَكُنِ المرءُ على حَذَرٍ، وَلا يَقعُ في غُرورِ النَّفسِ إِذا وَجدَ مِنها صَلاحًا ومَيلًا إِلى الخيرِ، وليَطلُبْ مِنَ اللهِ التَّوفيقَ والسَّدادَ الدَّائمَ وحُسنَ الخاتمَةِ. في الحديثِ: ثُبوتُ قَدَرِ اللهِ السَّابقِ لخَلقِه، وهوَ عِلمُه بالأَشياءِ قَبلَ كَونِها، وكِتابتُه لَها قبلَ بَرْئِها. وفيهِ: الحثُّ عَلى طَلبِ حُسنِ الخاتمَةِ بالقَولِ والعَملِ.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 43 Views 0 Reviews
  • من صلى في يوم ثنتي عشرة سجدة ، تطوعا ، بني له بيت في الجنة

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ تَقولُ أُمُّ حَبيبَةَ رَضيَ اللهُ عنها: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: مَن صلَّى في يَومٍ ثِنتَيْ عَشرةَ سَجدةً، تَطوُّعًا، أيْ: ما لَيسَ بفَريضةٍ وَهيَ السُّننُ الرَّاتبَةُ كَما بَيَّنتُه الرِّوايةُ الأُخرَى، وهِي: أربعٌ قبلَ الظُّهرِ، ورَكعتانِ بعدَها، ورَكعتانِ بعدَ المغربِ، ورَكعتانِ بعدَ العِشاءِ، وركعتانِ قبلَ الفَجرِ. بُنِيَ لَه بَيتٌ في الجَنَّةِ.
    في الحَديثِ: الحثُّ عَلى أداءِ صَلاةِ التَّطوُّعِ، والمواظبةِ على هذا العددِ المذكورِ كلَّ يَومٍ.

    صحيح مسلم

    من صلى في يوم ثنتي عشرة سجدة ، تطوعا ، بني له بيت في الجنة

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ تَقولُ أُمُّ حَبيبَةَ رَضيَ اللهُ عنها: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: مَن صلَّى في يَومٍ ثِنتَيْ عَشرةَ سَجدةً، تَطوُّعًا، أيْ: ما لَيسَ بفَريضةٍ وَهيَ السُّننُ الرَّاتبَةُ كَما بَيَّنتُه الرِّوايةُ الأُخرَى، وهِي: أربعٌ قبلَ الظُّهرِ، ورَكعتانِ بعدَها، ورَكعتانِ بعدَ المغربِ، ورَكعتانِ بعدَ العِشاءِ، وركعتانِ قبلَ الفَجرِ. بُنِيَ لَه بَيتٌ في الجَنَّةِ. في الحَديثِ: الحثُّ عَلى أداءِ صَلاةِ التَّطوُّعِ، والمواظبةِ على هذا العددِ المذكورِ كلَّ يَومٍ.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 40 Views 0 Reviews
  • يصبحُ على كلِّ سلامي من أحدِكم صدقةٌ . فكلُّ تسبيحةٍ صدقةٌ . وكلُّ تحميدةٍ صدقةٌ . وكلُّ تهليلةٍ صدقةٌ . وكلُّ تكبيرةٍ صدقةٌ . وأمرٌ بالمعروفِ صدقةٌ . ونهيٌ عن المنكرِ صدقةٌ . ويجزئُ ، من ذلك ، ركعتان يركعُهما من الضحى

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يَقولُ أبو ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنه عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قالَ: يُصبِحُ عَلى كُلِّ سُلامَى، أيْ: جَميعِ أعضاءِ البَدنِ ومَفاصِلِه، وأصلُ السُّلامَى- بضَمِّ السِّينِ- عِظامُ الْأصابعِ وَالأكُفِّ والْأرجُلِ، ثُمَّ استُعْمِلَ في سائِرِ الأعضاءِ. "مِن أحدِكُم"، أيْ: إذا أصبحَ سَليمًا مِنَ الآفاتِ، "صَدقَةٌ"، أي: عليه أنْ يَتصدَّقَ عَن كُلِّ عُضوٍ مِن أعضائِه شُكرًا لِلهِ تَعالى عَلى عَظيمِ مِنَّتهِ؛ "فَكلُّ تَسبيحَةٍ"، أيْ: كَقَولِ: سُبحانَ اللهِ، صَدقَةٌ. "وَكُلُّ تَحميدَةٍ"، أيْ: كَقَولِ: الحَمدُ للهِ، صَدقةٌ. "وَكُلُّ تَهليلَةٍ" كَقولِ: لا إلَهَ إلَّا اللهُ، صَدقةٌ. "وَكُلُّ تَكبيرَةٍ" كَقولِ: اللهُ أكبَرُ، صَدقةٌ. "وأمْرٌ بالمَعروفِ صَدقةٌ، وَنَهيٌ عَنِ المُنكرِ صَدقةٌ"، وكَذا سائِرُ الْأذْكارِ وَباقي العِباداتِ صَدقاتٌ عَلى نَفْسِ الذَّاكرِ "ويُجزِئُ"، أي: يَكفي، مِن ذَلكَ، أيْ: مِمَّا وَجبَ عَلى السُّلامَى مِنَ الصَّدقاتِ، "رَكعتانِ يَركَعُهُما مِنَ الضُّحى"، أيْ: يُجزِئُ عَن كُلِّ ما سَبقَ رَكعَتا الضُّحى؛ لأنَّ الصَّلاةَ عَملٌ بجَميعِ أعضاءِ البَدنِ، وتَشمَلُ جَميعَ ما ذُكِرَ مِنَ الصَّدقاتِ وَغيرِها.
    في الحَديثِ: عِظَمُ فَضلِ صَلاةِ الضُّحى.

    صحيح مسلم

    يصبحُ على كلِّ سلامي من أحدِكم صدقةٌ . فكلُّ تسبيحةٍ صدقةٌ . وكلُّ تحميدةٍ صدقةٌ . وكلُّ تهليلةٍ صدقةٌ . وكلُّ تكبيرةٍ صدقةٌ . وأمرٌ بالمعروفِ صدقةٌ . ونهيٌ عن المنكرِ صدقةٌ . ويجزئُ ، من ذلك ، ركعتان يركعُهما من الضحى

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يَقولُ أبو ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنه عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قالَ: يُصبِحُ عَلى كُلِّ سُلامَى، أيْ: جَميعِ أعضاءِ البَدنِ ومَفاصِلِه، وأصلُ السُّلامَى- بضَمِّ السِّينِ- عِظامُ الْأصابعِ وَالأكُفِّ والْأرجُلِ، ثُمَّ استُعْمِلَ في سائِرِ الأعضاءِ. "مِن أحدِكُم"، أيْ: إذا أصبحَ سَليمًا مِنَ الآفاتِ، "صَدقَةٌ"، أي: عليه أنْ يَتصدَّقَ عَن كُلِّ عُضوٍ مِن أعضائِه شُكرًا لِلهِ تَعالى عَلى عَظيمِ مِنَّتهِ؛ "فَكلُّ تَسبيحَةٍ"، أيْ: كَقَولِ: سُبحانَ اللهِ، صَدقَةٌ. "وَكُلُّ تَحميدَةٍ"، أيْ: كَقَولِ: الحَمدُ للهِ، صَدقةٌ. "وَكُلُّ تَهليلَةٍ" كَقولِ: لا إلَهَ إلَّا اللهُ، صَدقةٌ. "وَكُلُّ تَكبيرَةٍ" كَقولِ: اللهُ أكبَرُ، صَدقةٌ. "وأمْرٌ بالمَعروفِ صَدقةٌ، وَنَهيٌ عَنِ المُنكرِ صَدقةٌ"، وكَذا سائِرُ الْأذْكارِ وَباقي العِباداتِ صَدقاتٌ عَلى نَفْسِ الذَّاكرِ "ويُجزِئُ"، أي: يَكفي، مِن ذَلكَ، أيْ: مِمَّا وَجبَ عَلى السُّلامَى مِنَ الصَّدقاتِ، "رَكعتانِ يَركَعُهُما مِنَ الضُّحى"، أيْ: يُجزِئُ عَن كُلِّ ما سَبقَ رَكعَتا الضُّحى؛ لأنَّ الصَّلاةَ عَملٌ بجَميعِ أعضاءِ البَدنِ، وتَشمَلُ جَميعَ ما ذُكِرَ مِنَ الصَّدقاتِ وَغيرِها. في الحَديثِ: عِظَمُ فَضلِ صَلاةِ الضُّحى.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 52 Views 0 Reviews
  • قام فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بخمسِ كَلِماتٍ . فقال : إنَّ اللهَ عز وجل لا ينامُ ولا ينبغي له أن ينامَ . يَخفِضُ القِسْطَ ويرفعُه . يُرفعَ إليه عملُ الليلِ قبلَ عملِ النهارِ . وعملُ النهارِ قبلَ عملِ الليلِ . حِجابُه النورُ . ( وفي روايةِ أبي بكرٍ : النارُ ) لو كشفه لأحرَقَتْ سُبُحاتُ وجهِه ما انتهى إليه بصرُه من خلقِه . ( وفي روايةِ أبي بكرٍ عن الأعمشِ ولم يَقُلْ حدثنا ) .

    شرح الحديث

    لِلهِ عزَّ وجلَّ صِفاتٌ لا يُضاهِيهِ فيها أحدٌ من خَلقهِ، وفي هذا الحديثِ يَحكي أبو مُوسى الأَشْعَرِيُّ رَضِيَ الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم قام فيهم، أي: خَطَبَهُمْ، بِخَمْسِ كلماتٍ، أي: جُمَلٍ ومَعانٍ تامَّةٍ تَشتمِلُ على مَواعِظَ وتَعاليمَ في الدِّينِ، فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: إنَّ الله لا ينامُ، أي: لا يَأتِيهِ النَّومُ فهو دائِمُ اليَقَظَةِ، ولا يَنْبَغِي له أنْ ينامَ، أي: ولا يَليقُ به سُبحانَهُ جَلَّ شَأنُهُ أنْ ينامَ لأنَّ النَّومَ صِفَةُ نَقْصٍ ويَسْتَحيلُ على الله عزَّ وجلَّ أنْ يكونَ به نَقْصٌ، يَخْفِضُ القِسْطَ ويَرْفَعُهُ، أي: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَملِكُ بيدِه ميزانَ العدلِ والأرزاقِ الَّذي يَعدِلُ به بين عِبادِه فَيُضَيِّقُ وَيُوَسِّعُ عليهم؛ لِحكمَةٍ عنده سُبحانَهُ وتعالى، يُرْفَعُ إليه، أي: إلى الله تعالى، والَّذي يَرفعُ هم المَلائِكةُ، عَمَلُ اللَّيلِ قَبلَ عَمَلِ النَّهارِ وعَمَلُ النَّهارِ قَبلَ عَمَلِ اللَّيلِ، أي: ما قام به العِبادُ من أعمالٍ صالِحةٍ أو سيِّئةٍ في ليلِهم فتُرْفَعُ إلى الله تعالى، وما قاموا بها في نهارِهم فَتُرْفَعُ إلى الله تعالى، وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّ رَفْعَ الأعمالِ لا يُتَباطَؤُ فيه ولا يُنْتَظَرُ إلى إتمامِ اليومِ؛ فما أَحْدَثَ العبدُ من أعمالٍ في ليلِهِ مُنْفَصِلٌ عن ما عَمِلَهُ بالنَّهارِ، وفيه أيضًا حَثُّ العِبادِ أنْ يَراقِبوا اللهَ عزَّ وجلَّ في ليلِهم ونهارِهم. وفي روايةٍ أنَّ هذا الحِجابَ: من نارٍ. و"الحِجابُ": هو ما يُسْتَرُ به بَين الشَّيْئَينِ، لو كَشَفَهُ، أي: رفعَ ذلك الحِجابَ وأَزالَه، لأَحْرَقَتْ سُبُحاتُ وَجهِهِ ما انتهى إليه بَصرُهُ من خَلْقِهِ، أي: إذا ما كَشَفَ عن ذاتِهِ العَظيمةِ لأَحْرَقَ ما وصلَ إلى بَصرِ المَوْلى عزَّ وجلَّ ما وقعَ عليه مِن خَلْقِهِ، وليس لِبَصرِهِ جَلَّ شأنُه نِهايةٌ ولا مدًى؛ فَإنَّ ذلك يَسْتَحيلُ عليه جَلَّ في عُلاهُ، ويَعْني بِسُبُحات وجْهِه: بَهاءَه وعظَمَتَه وجلالَه ونُورَه.
    وفي الحديثِ: أنَّ رُؤيةَ الله مُمْتَنِعَةٌ على جميعِ الخَلقِ في دارِ الدُّنيا ويُكرِمُ الله بها مَنْ يَشاءُ من عِبادِه في الآخِرةِ..

    صحيح مسلم

    قام فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بخمسِ كَلِماتٍ . فقال : إنَّ اللهَ عز وجل لا ينامُ ولا ينبغي له أن ينامَ . يَخفِضُ القِسْطَ ويرفعُه . يُرفعَ إليه عملُ الليلِ قبلَ عملِ النهارِ . وعملُ النهارِ قبلَ عملِ الليلِ . حِجابُه النورُ . ( وفي روايةِ أبي بكرٍ : النارُ ) لو كشفه لأحرَقَتْ سُبُحاتُ وجهِه ما انتهى إليه بصرُه من خلقِه . ( وفي روايةِ أبي بكرٍ عن الأعمشِ ولم يَقُلْ حدثنا ) .

    شرح الحديث

    لِلهِ عزَّ وجلَّ صِفاتٌ لا يُضاهِيهِ فيها أحدٌ من خَلقهِ، وفي هذا الحديثِ يَحكي أبو مُوسى الأَشْعَرِيُّ رَضِيَ الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم قام فيهم، أي: خَطَبَهُمْ، بِخَمْسِ كلماتٍ، أي: جُمَلٍ ومَعانٍ تامَّةٍ تَشتمِلُ على مَواعِظَ وتَعاليمَ في الدِّينِ، فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: إنَّ الله لا ينامُ، أي: لا يَأتِيهِ النَّومُ فهو دائِمُ اليَقَظَةِ، ولا يَنْبَغِي له أنْ ينامَ، أي: ولا يَليقُ به سُبحانَهُ جَلَّ شَأنُهُ أنْ ينامَ لأنَّ النَّومَ صِفَةُ نَقْصٍ ويَسْتَحيلُ على الله عزَّ وجلَّ أنْ يكونَ به نَقْصٌ، يَخْفِضُ القِسْطَ ويَرْفَعُهُ، أي: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَملِكُ بيدِه ميزانَ العدلِ والأرزاقِ الَّذي يَعدِلُ به بين عِبادِه فَيُضَيِّقُ وَيُوَسِّعُ عليهم؛ لِحكمَةٍ عنده سُبحانَهُ وتعالى، يُرْفَعُ إليه، أي: إلى الله تعالى، والَّذي يَرفعُ هم المَلائِكةُ، عَمَلُ اللَّيلِ قَبلَ عَمَلِ النَّهارِ وعَمَلُ النَّهارِ قَبلَ عَمَلِ اللَّيلِ، أي: ما قام به العِبادُ من أعمالٍ صالِحةٍ أو سيِّئةٍ في ليلِهم فتُرْفَعُ إلى الله تعالى، وما قاموا بها في نهارِهم فَتُرْفَعُ إلى الله تعالى، وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّ رَفْعَ الأعمالِ لا يُتَباطَؤُ فيه ولا يُنْتَظَرُ إلى إتمامِ اليومِ؛ فما أَحْدَثَ العبدُ من أعمالٍ في ليلِهِ مُنْفَصِلٌ عن ما عَمِلَهُ بالنَّهارِ، وفيه أيضًا حَثُّ العِبادِ أنْ يَراقِبوا اللهَ عزَّ وجلَّ في ليلِهم ونهارِهم. وفي روايةٍ أنَّ هذا الحِجابَ: من نارٍ. و"الحِجابُ": هو ما يُسْتَرُ به بَين الشَّيْئَينِ، لو كَشَفَهُ، أي: رفعَ ذلك الحِجابَ وأَزالَه، لأَحْرَقَتْ سُبُحاتُ وَجهِهِ ما انتهى إليه بَصرُهُ من خَلْقِهِ، أي: إذا ما كَشَفَ عن ذاتِهِ العَظيمةِ لأَحْرَقَ ما وصلَ إلى بَصرِ المَوْلى عزَّ وجلَّ ما وقعَ عليه مِن خَلْقِهِ، وليس لِبَصرِهِ جَلَّ شأنُه نِهايةٌ ولا مدًى؛ فَإنَّ ذلك يَسْتَحيلُ عليه جَلَّ في عُلاهُ، ويَعْني بِسُبُحات وجْهِه: بَهاءَه وعظَمَتَه وجلالَه ونُورَه. وفي الحديثِ: أنَّ رُؤيةَ الله مُمْتَنِعَةٌ على جميعِ الخَلقِ في دارِ الدُّنيا ويُكرِمُ الله بها مَنْ يَشاءُ من عِبادِه في الآخِرةِ..

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 41 Views 0 Reviews