• ليس من البر الصيام في السفر

    دخل رسول الله ﷺ مكة صائماً حتى بلغ مكاناً يقال له الكُدَيد(1) فأفطر وأفطر الناس معه(2).
    قال ابن عباس: صام رسول الله ﷺ في السفر وأفطر فمن شاء صام ومن شاء أفطر.
    وهكذا هي السنة أن الإنسان إذا سافر مخير بين أن يصوم وبين أن يفطر.
    وغن كان هناك مشقة فالصوم محرّم فلا يجوز.
    ولذلك قال النبي ﷺ : (3)` ليس من البر الصيام في السفر`.
    وذلك لما رأى رجلاً ساقطاً قد أُغمى عليه من التعب ثم أمر بالماء فشرب ﷺ وأمر معه أن يشربوا وأن يفطروا.

    ليس من البر الصيام في السفر

    دخل رسول الله ﷺ مكة صائماً حتى بلغ مكاناً يقال له الكُدَيد(1) فأفطر وأفطر الناس معه(2).
    قال ابن عباس: صام رسول الله ﷺ في السفر وأفطر فمن شاء صام ومن شاء أفطر.
    وهكذا هي السنة أن الإنسان إذا سافر مخير بين أن يصوم وبين أن يفطر.
    وغن كان هناك مشقة فالصوم محرّم فلا يجوز.
    ولذلك قال النبي ﷺ : (3)` ليس من البر الصيام في السفر`.
    وذلك لما رأى رجلاً ساقطاً قد أُغمى عليه من التعب ثم أمر بالماء فشرب ﷺ وأمر معه أن يشربوا وأن يفطروا.
    0 التعليقات 0 المشاركات 413 مشاهدة 0 معاينة
  • وفد بني سعد بن بكر

    عن ابن عباس قال: بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافداً إلى رسول الله ﷺ فقدم عليه فأناخ بعيره على باب المسجد فعقله (أي ربطه)، ثم دخل على رسول الله ﷺ وهو في المسجد جَالِسٌ بين أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَيُّكُمُ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
    فقَالَ: مُحَمَّدٌ؟
    قَالَ: نَعَمْ.
    قَالَ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّي سَائِلُكَ وَمُغَلِّظٌ فِي المَسَألَةِ فَلَا تَجِدَنَّ فِي نَفْسِكَ.
    قَالَ صلوات الله وسلامه عليه: ِلا أجد في نفسي، فسلْ عَن مَّا بَدَا لَكَ.
    فقَالَ: أَنْشُدُكَ ِاللهِ إِلَهِكَ, وَإِلَهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ, وَإِلَهِ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ آللَّهُ بَعَثَكَ إِلَيْنَا رَسُولاً؟ قَالَ: اللهُمَّ نَعَمْ.
    فقَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللهِ إِلَهِكَ, وَإِلَهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ, وَإِلَهِ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا؟ وَأَنْ نَخْلَعَ هَذِهِ الأَنْدَادَ الَّتِي كَانَ آبَاؤُنَا يعبدون ؟ قَالَ صلوات الله وسلامه عليه: اللهُمَّ نَعَمْ.
    ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضةً فريضة الصلاة والزكاة والحج والصيام يسأله عنها بهذه الطريقة.
    ثم قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَسَأُودي هَذِهِ الْفَرِيضَةَ وَأَجْتَنِبُ مَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ، ولَا أَزِيدُ وَلَا أُنْقِصُ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بَعِيرِهِ.
    فقال صلوات الله وسلامه عليه: إِنْ يَصْدُقْ ذُو الْعَقِيصَتَيْنِ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ` (1).
    وفي رواية أنّ هذا الرجل قال: والله لا أزيد عليها ولا أنقص.
    فقال صلوات الله وسلامه عليه: ` افلح والله إن صدق`. أخرجه البخاري ومسلم (2).
    ثم قَدِمَ ضمام عَلَى قَوْمِهِ فاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ فَكَانَ أَوَّلَ مَا قَالَ: بِئْسَتِ اللاَّتُ وَالْعُزَّى.
    فقَالَوا: مَهْ يَا ضِمَامُ!! اتَّقِ الْبَرَصَ, وَاتَّقِ الْجُنُونَ, والْجُذَامَ.
    قَالَ: وَيْلَكُمْ إِنَّهُمَا وَالله مَا يَضُرَّانِ وَلَا يَنْفَعَانِ, إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ رَسُولاً, وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابًا اسْتَنْقَذَكُمْ بِهِ مِمَّا كُنْتُمْ فِيهِ, وإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ, وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, وَقَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِهِ بِمَا أَمَرَكُمْ بِهِ وَنَهَاكُمْ عَنْهُ.
    فَوَ الله مَا أَمْسَى مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَفِي حَاضِرِهِ رَجُلٌ وَلَا امْرَأَةٌ إِلاَّ مُسْلِمًا.
    وهذه من بركات بعض الناس على أقوامهم، أنهم يسلمون بفضل دعائهم لهم، أو محبة القوم لهم، أو نصيحتهم لهم، أو غير ذلك من الأسباب.

    وفد بني سعد بن بكر

    عن ابن عباس قال: بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافداً إلى رسول الله ﷺ فقدم عليه فأناخ بعيره على باب المسجد فعقله (أي ربطه)، ثم دخل على رسول الله ﷺ وهو في المسجد جَالِسٌ بين أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَيُّكُمُ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
    فقَالَ: مُحَمَّدٌ؟
    قَالَ: نَعَمْ.
    قَالَ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّي سَائِلُكَ وَمُغَلِّظٌ فِي المَسَألَةِ فَلَا تَجِدَنَّ فِي نَفْسِكَ.
    قَالَ صلوات الله وسلامه عليه: ِلا أجد في نفسي، فسلْ عَن مَّا بَدَا لَكَ.
    فقَالَ: أَنْشُدُكَ ِاللهِ إِلَهِكَ, وَإِلَهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ, وَإِلَهِ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ آللَّهُ بَعَثَكَ إِلَيْنَا رَسُولاً؟ قَالَ: اللهُمَّ نَعَمْ.
    فقَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللهِ إِلَهِكَ, وَإِلَهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ, وَإِلَهِ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا؟ وَأَنْ نَخْلَعَ هَذِهِ الأَنْدَادَ الَّتِي كَانَ آبَاؤُنَا يعبدون ؟ قَالَ صلوات الله وسلامه عليه: اللهُمَّ نَعَمْ.
    ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضةً فريضة الصلاة والزكاة والحج والصيام يسأله عنها بهذه الطريقة.
    ثم قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَسَأُودي هَذِهِ الْفَرِيضَةَ وَأَجْتَنِبُ مَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ، ولَا أَزِيدُ وَلَا أُنْقِصُ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بَعِيرِهِ.
    فقال صلوات الله وسلامه عليه: إِنْ يَصْدُقْ ذُو الْعَقِيصَتَيْنِ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ` (1).
    وفي رواية أنّ هذا الرجل قال: والله لا أزيد عليها ولا أنقص.
    فقال صلوات الله وسلامه عليه: ` افلح والله إن صدق`. أخرجه البخاري ومسلم (2).
    ثم قَدِمَ ضمام عَلَى قَوْمِهِ فاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ فَكَانَ أَوَّلَ مَا قَالَ: بِئْسَتِ اللاَّتُ وَالْعُزَّى.
    فقَالَوا: مَهْ يَا ضِمَامُ!! اتَّقِ الْبَرَصَ, وَاتَّقِ الْجُنُونَ, والْجُذَامَ.
    قَالَ: وَيْلَكُمْ إِنَّهُمَا وَالله مَا يَضُرَّانِ وَلَا يَنْفَعَانِ, إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ رَسُولاً, وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابًا اسْتَنْقَذَكُمْ بِهِ مِمَّا كُنْتُمْ فِيهِ, وإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ, وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, وَقَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِهِ بِمَا أَمَرَكُمْ بِهِ وَنَهَاكُمْ عَنْهُ.
    فَوَ الله مَا أَمْسَى مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَفِي حَاضِرِهِ رَجُلٌ وَلَا امْرَأَةٌ إِلاَّ مُسْلِمًا.
    وهذه من بركات بعض الناس على أقوامهم، أنهم يسلمون بفضل دعائهم لهم، أو محبة القوم لهم، أو نصيحتهم لهم، أو غير ذلك من الأسباب.
    0 التعليقات 0 المشاركات 380 مشاهدة 0 معاينة
  • قالَ رسولُ اللهِ _صلى الله عليه وسلم_ : قال اللهُ : كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلا الصيامَ ، فإنَّه لي وأنا أُجْزي بهِ، والصيامُ جُنَّةٌ ، وإذا كان يومُ صومِ أحدِكُم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ ، فإنْ سابَّه أحدٌ أو قاتَلَهُ فلْيقلْ : إنِّي امْرُؤٌ صائمٌ، والذي نفسُ محمدٍ بيدهِ لَخَلوفِ فمِ الصائمِ أطيبُ عندَ اللهِ من ريحِِ المسكِ ،للصائمِ فَرْحتانِ يفرَحْهُما إذا أَفطرَ فَرِحَ ، وإذا لقي ربَّه فَرِحَ بصومِهِ .

    شرح الحديث

    يُبيِّنُ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث القُدُسيِّ أنَّ الله عزَّ وجلَّ قال: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له، أي: فيه حظٌّ ومَدخَل لاطِّلاع النَّاسِ عليه، فهو يتعجَّلُ به ثوابًا مِن النَّاس، ويَحُوزُ به حظًّا من الدُّنيا، إلَّا الصِّيامَ؛ فإنَّه خالصٌ لي، لا يَعلَمُ ثوابَه المترتِّبَ عليه غيري، وأنا أَجزي به، أي: أتولَّى جزاءَه، والصِّيامُ "جُنَّةٌ": وقايةٌ من المعاصي ومن النَّارِ، وإذا كان يومُ صومِ أحدِكم "فلا يَرفُثْ"، أي: لا يُفحِشْ في الكلام، "ولا يَصخَبْ"، أي: لا يَصِحْ ولا يُخاصِمْ، فإنْ سابَّهُ أحدٌ أو قاتَلَه؛ يعني: إنْ تهيَّأَ أحدٌ لمُشاتَمتِه أو مُقاتَلتِه، فلْيَقُلْ له بلسانه: إنِّي امرؤٌ صائم؛ لِيَكُفَّ خَصمُه عنه، أو بقلبِه؛ ليكُفَّ هو عن خَصمِه، ويُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: والذي نفسُ محمَّد بيده، "لَخُلُوفُ"، أي: تغيُّرُ رائحة فمِ الصائم؛ لخَلاءِ مَعِدَتِه من الطَّعام، أطيَبُ عند الله يومَ القيامة مِن ريحِ المِسك. للصَّائمِ فرحتانِ يَفرَحُهما، أي: يَفرَحُ بهما: إذا أفطَرَ فرِح بفِطرِه، أي: لزوالِ جوعِه وعطشِه حيثُ أُبيحَ له الفِطرُ، وإذا لقِي ربَّه عزَّ وجلَّ فرِح بصومِه، أي: بجزائِه وثوابه، أو بلقاء ربِّه.

    صحيح البخاري

    قالَ رسولُ اللهِ _صلى الله عليه وسلم_ : قال اللهُ : كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلا الصيامَ ، فإنَّه لي وأنا أُجْزي بهِ، والصيامُ جُنَّةٌ ، وإذا كان يومُ صومِ أحدِكُم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ ، فإنْ سابَّه أحدٌ أو قاتَلَهُ فلْيقلْ : إنِّي امْرُؤٌ صائمٌ، والذي نفسُ محمدٍ بيدهِ لَخَلوفِ فمِ الصائمِ أطيبُ عندَ اللهِ من ريحِِ المسكِ ،للصائمِ فَرْحتانِ يفرَحْهُما إذا أَفطرَ فَرِحَ ، وإذا لقي ربَّه فَرِحَ بصومِهِ .

    شرح الحديث

    يُبيِّنُ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث القُدُسيِّ أنَّ الله عزَّ وجلَّ قال: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له، أي: فيه حظٌّ ومَدخَل لاطِّلاع النَّاسِ عليه، فهو يتعجَّلُ به ثوابًا مِن النَّاس، ويَحُوزُ به حظًّا من الدُّنيا، إلَّا الصِّيامَ؛ فإنَّه خالصٌ لي، لا يَعلَمُ ثوابَه المترتِّبَ عليه غيري، وأنا أَجزي به، أي: أتولَّى جزاءَه، والصِّيامُ "جُنَّةٌ": وقايةٌ من المعاصي ومن النَّارِ، وإذا كان يومُ صومِ أحدِكم "فلا يَرفُثْ"، أي: لا يُفحِشْ في الكلام، "ولا يَصخَبْ"، أي: لا يَصِحْ ولا يُخاصِمْ، فإنْ سابَّهُ أحدٌ أو قاتَلَه؛ يعني: إنْ تهيَّأَ أحدٌ لمُشاتَمتِه أو مُقاتَلتِه، فلْيَقُلْ له بلسانه: إنِّي امرؤٌ صائم؛ لِيَكُفَّ خَصمُه عنه، أو بقلبِه؛ ليكُفَّ هو عن خَصمِه، ويُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: والذي نفسُ محمَّد بيده، "لَخُلُوفُ"، أي: تغيُّرُ رائحة فمِ الصائم؛ لخَلاءِ مَعِدَتِه من الطَّعام، أطيَبُ عند الله يومَ القيامة مِن ريحِ المِسك. للصَّائمِ فرحتانِ يَفرَحُهما، أي: يَفرَحُ بهما: إذا أفطَرَ فرِح بفِطرِه، أي: لزوالِ جوعِه وعطشِه حيثُ أُبيحَ له الفِطرُ، وإذا لقِي ربَّه عزَّ وجلَّ فرِح بصومِه، أي: بجزائِه وثوابه، أو بلقاء ربِّه.

    صحيح البخاري
    0 التعليقات 0 المشاركات 432 مشاهدة 0 معاينة
  • أن حمزةَ بنَ عمرٍو الأسلميَّ، قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: أأصومُ في السفرِ ؟. وكان كثيرَ الصيامِ، فقال: إن شئتَ فصم، وإن شئتَ فأفْطِر.

    شرح الحديث

    تحكي عائشةُ رضي الله عنها أنَّ حمزةَ بنَ عمرٍو الأَسلميَّ رضي الله عنه سألَ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: هل يصومُ في السَّفرِ أو يُفطِرُ؟ فخيَّره النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بين الصِّيامِ والإفطار، وذلك بقولِه له: إنْ شِئتَ فصُمْ، وإنْ شِئتَ فأفطِرْ، أي: فيجوزُ لك هذا وهذا.

    صحيح البخاري

    أن حمزةَ بنَ عمرٍو الأسلميَّ، قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: أأصومُ في السفرِ ؟. وكان كثيرَ الصيامِ، فقال: إن شئتَ فصم، وإن شئتَ فأفْطِر.

    شرح الحديث

    تحكي عائشةُ رضي الله عنها أنَّ حمزةَ بنَ عمرٍو الأَسلميَّ رضي الله عنه سألَ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: هل يصومُ في السَّفرِ أو يُفطِرُ؟ فخيَّره النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بين الصِّيامِ والإفطار، وذلك بقولِه له: إنْ شِئتَ فصُمْ، وإنْ شِئتَ فأفطِرْ، أي: فيجوزُ لك هذا وهذا.

    صحيح البخاري
    0 التعليقات 0 المشاركات 461 مشاهدة 0 معاينة
  • أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : مَن أَنفَقَ زوجَينِ في سبيلِ اللهِ، نودِيَ من أبوابِ الجنةِ : يا عبدَ اللهِ هذا خيرٌ، فمَن كان من أهلِ الصلاةِ دُعِيَ من بابِ الصلاةِ، ومَن كان من أهلِ الجهادِ دُعِيَ من بابِ الجهادِ، ومَن كان من أهلِ الصيامِ دُعِيَ من بابِ الرَّيَّانِ، ومَن كان من أهلِ الصدقةِ دُعِيَ من بابِ الصدقةِ . فقال أبو بكرٍ رضي الله عنه : بأبي وأمي يا رسولَ اللهِ، ما على مَن دُعِيَ من تلك الأبوابِ من ضرورةٍ، فهل يُدْعَى أحد من تلك الأبوابِ كلِّها ؟ . قال : نعم، وأرجو أن تكونَ منهم .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ مَن تصدَّق بعَدَد اثنين مِن أيِّ شيءٍ من الملبوساتِ أو النُّقودِ أو الطَّعام، فأَعطَى دِرهمينِ، أو رَغيفين، أو ثوبينِ لِمَن هو في حاجةٍ إليهما؛ ابتغاءً لرضوانِ الله نادَتْه الملائكةُ مِن أبواب الجنة مرحِّبةً بقُدومِه إليها، وهي تقول: لقد قدَّمتَ خيرًا كثيرًا تُثاب عليه اليومَ ثوابًا كبيرًا. وقد جعَل لكلِّ عبادةٍ في الجنَّة بابًا مخصوصًا؛ فالمُكثِرون من الصَّلاة يُنادَون مِن باب الصَّلاة، ويَدخُلون منه، وهكذا الأمرُ بالنِّسبةِ إلى سائرِ العباداتِ مِن جِهادٍ وصدَقة. والمُكثِرون من الصَّومِ تَستقبِلُهم الملائكةُ عند باب الريَّان داعيةً لهم بالدُّخول منه، وسُمِّي بذلك؛ لأنَّه مَن دخَله لم يَظمَأْ أبدًا. والمُكثِرون من الصَّدقةِ، يُدْعَونَ إلى دُخولِ الجَنَّةِ مِن بابِ الصَّدقةِ؛ فقال أبو بكر رضِي اللهُ عنه : بأبي وأمِّي يا رسولَ اللهِ، ما على مِن دُعِي مِن تلكَ الأبوابِ من ضرورةٍ، أي: ليس على المدعوِّ مِن كلِّ الأبوابِ مَضرَّةٌ، أي: قدْ سَعِد مَن دُعِيَ مِن أبوابِها جميعًا، وقيل: معناه أنَّه مَن دُعِي مِن بابٍ واحدٍ فقدْ حَصَل مُرادُه، وهو دخولُ الجَنَّة، وليس هناكَ ضرورةٌ عليه أنْ يدُعى مِن تِلك الأبوابِ كلِّها. ثم سألَ أبو بكرٍ رضِي اللهُ عنه: فهل يُدْعَى أحدٌ مِن تلك الأبوابِ كلِّها؟ فأجابَه صلَّى الله عليه وسلَّم: ((نعم))، أيْ: يوجَد مِن المؤمنين مَن يُدْعى مِن أبواب الجنة الثَّمانيةِ؛ لكثرةِ عِباداتِه وتنوُّعِها واختلافِها، ((وأرجو أنْ تكونَ منهم))؛ وذلك لاجتهادِ أبي بكرٍ رضِي اللهُ عنه في كلِّ العِبادات، وحِرصِه على فِعل الخيراتِ.
    وفي الحديثِ: فضيلةٌ ظاهرةٌ لأبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضِي اللهُ عنه.

    صحيح البخاري

    أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : مَن أَنفَقَ زوجَينِ في سبيلِ اللهِ، نودِيَ من أبوابِ الجنةِ : يا عبدَ اللهِ هذا خيرٌ، فمَن كان من أهلِ الصلاةِ دُعِيَ من بابِ الصلاةِ، ومَن كان من أهلِ الجهادِ دُعِيَ من بابِ الجهادِ، ومَن كان من أهلِ الصيامِ دُعِيَ من بابِ الرَّيَّانِ، ومَن كان من أهلِ الصدقةِ دُعِيَ من بابِ الصدقةِ . فقال أبو بكرٍ رضي الله عنه : بأبي وأمي يا رسولَ اللهِ، ما على مَن دُعِيَ من تلك الأبوابِ من ضرورةٍ، فهل يُدْعَى أحد من تلك الأبوابِ كلِّها ؟ . قال : نعم، وأرجو أن تكونَ منهم .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ مَن تصدَّق بعَدَد اثنين مِن أيِّ شيءٍ من الملبوساتِ أو النُّقودِ أو الطَّعام، فأَعطَى دِرهمينِ، أو رَغيفين، أو ثوبينِ لِمَن هو في حاجةٍ إليهما؛ ابتغاءً لرضوانِ الله نادَتْه الملائكةُ مِن أبواب الجنة مرحِّبةً بقُدومِه إليها، وهي تقول: لقد قدَّمتَ خيرًا كثيرًا تُثاب عليه اليومَ ثوابًا كبيرًا. وقد جعَل لكلِّ عبادةٍ في الجنَّة بابًا مخصوصًا؛ فالمُكثِرون من الصَّلاة يُنادَون مِن باب الصَّلاة، ويَدخُلون منه، وهكذا الأمرُ بالنِّسبةِ إلى سائرِ العباداتِ مِن جِهادٍ وصدَقة. والمُكثِرون من الصَّومِ تَستقبِلُهم الملائكةُ عند باب الريَّان داعيةً لهم بالدُّخول منه، وسُمِّي بذلك؛ لأنَّه مَن دخَله لم يَظمَأْ أبدًا. والمُكثِرون من الصَّدقةِ، يُدْعَونَ إلى دُخولِ الجَنَّةِ مِن بابِ الصَّدقةِ؛ فقال أبو بكر رضِي اللهُ عنه : بأبي وأمِّي يا رسولَ اللهِ، ما على مِن دُعِي مِن تلكَ الأبوابِ من ضرورةٍ، أي: ليس على المدعوِّ مِن كلِّ الأبوابِ مَضرَّةٌ، أي: قدْ سَعِد مَن دُعِيَ مِن أبوابِها جميعًا، وقيل: معناه أنَّه مَن دُعِي مِن بابٍ واحدٍ فقدْ حَصَل مُرادُه، وهو دخولُ الجَنَّة، وليس هناكَ ضرورةٌ عليه أنْ يدُعى مِن تِلك الأبوابِ كلِّها. ثم سألَ أبو بكرٍ رضِي اللهُ عنه: فهل يُدْعَى أحدٌ مِن تلك الأبوابِ كلِّها؟ فأجابَه صلَّى الله عليه وسلَّم: ((نعم))، أيْ: يوجَد مِن المؤمنين مَن يُدْعى مِن أبواب الجنة الثَّمانيةِ؛ لكثرةِ عِباداتِه وتنوُّعِها واختلافِها، ((وأرجو أنْ تكونَ منهم))؛ وذلك لاجتهادِ أبي بكرٍ رضِي اللهُ عنه في كلِّ العِبادات، وحِرصِه على فِعل الخيراتِ. وفي الحديثِ: فضيلةٌ ظاهرةٌ لأبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضِي اللهُ عنه.

    صحيح البخاري
    0 التعليقات 0 المشاركات 430 مشاهدة 0 معاينة
  • عن ابنِ عُمَرَ قال الصيامُ لمَن تمَتَّعَ بالعُمرَةِ إلى الحَجِّ إلى يومِ عرفةَ، فإن لم يجِدْ هَديًا ولم يصُمْ صام أيام مِنًى . وعن ابنِ شِهابٍ عن عُرْوَةَ عن عائشةَ مثلَه . تابَعه إبراهيمُ بنُ سعدٍ عن ابنِ شِهابٍ

    شرح الحديث

    كلُّ أَعمالِ الحَجِّ قد وضَّحها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في حِجَّةِ الوَدَاعِ، ومِن ذلك ما في هذا الحديثِ، حيث يقولُ عبدُ الله بنُ عُمَرَ رضي الله عنه: "الصِّيامُ لِمَن تَمتَّع بالعُمرَةِ إلى الحَجِّ إلى يومِ عَرَفَةَ"، أي: مَن تمتَّع بالعُمرةِ إلى الحجِّ فله أن يصومَ الأيَّامَ الثَّلاثَةَ قَبلَ يومِ عَرَفَةَ، فإذا كان يومُ عَرَفَةَ أفطَرَ؛ لأنَّ السُّنةَ للحاجِّ الإفطارُ يومَ عَرَفَةَ، "فإن لم يَجِدْ هَدْيًا ولم يَصُمْ"، وذلك أنَّ المُتَمَتِّعَ بالعُمرةِ إلى الحَجِّ علي هَدْيٌ يَذبَحُه يومَ النَّحرِ، ولكنْ مَن لم يَجِدِ الهَدْيَ لِفَقْرٍ أو غيرِ ذلك، فإنَّه يصومُ ثلاثةَ أيَّامٍ في الحَجِّ وسَبْعَةً إذا رجَع إلى بلادِه، فتَتِمُّ له عَشَرَةُ أيَّامٍ. "صام أيَّامَ مِنًى"، أي: له أن يَصومَ أيَّامَ التَّشريقِ، وهي الأيَّامُ الَّتِي يَقضِيها الحاجُّ في مِنًى يَرْمِي الجِمَارَ بعدَ يومِ العِيدِ، وهي: الحادي عَشَرَ، والثَّاني عَشَر، والثَّالث عَشَر. .

    صحيح البخاري

    عن ابنِ عُمَرَ قال الصيامُ لمَن تمَتَّعَ بالعُمرَةِ إلى الحَجِّ إلى يومِ عرفةَ، فإن لم يجِدْ هَديًا ولم يصُمْ صام أيام مِنًى . وعن ابنِ شِهابٍ عن عُرْوَةَ عن عائشةَ مثلَه . تابَعه إبراهيمُ بنُ سعدٍ عن ابنِ شِهابٍ

    شرح الحديث

    كلُّ أَعمالِ الحَجِّ قد وضَّحها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في حِجَّةِ الوَدَاعِ، ومِن ذلك ما في هذا الحديثِ، حيث يقولُ عبدُ الله بنُ عُمَرَ رضي الله عنه: "الصِّيامُ لِمَن تَمتَّع بالعُمرَةِ إلى الحَجِّ إلى يومِ عَرَفَةَ"، أي: مَن تمتَّع بالعُمرةِ إلى الحجِّ فله أن يصومَ الأيَّامَ الثَّلاثَةَ قَبلَ يومِ عَرَفَةَ، فإذا كان يومُ عَرَفَةَ أفطَرَ؛ لأنَّ السُّنةَ للحاجِّ الإفطارُ يومَ عَرَفَةَ، "فإن لم يَجِدْ هَدْيًا ولم يَصُمْ"، وذلك أنَّ المُتَمَتِّعَ بالعُمرةِ إلى الحَجِّ علي هَدْيٌ يَذبَحُه يومَ النَّحرِ، ولكنْ مَن لم يَجِدِ الهَدْيَ لِفَقْرٍ أو غيرِ ذلك، فإنَّه يصومُ ثلاثةَ أيَّامٍ في الحَجِّ وسَبْعَةً إذا رجَع إلى بلادِه، فتَتِمُّ له عَشَرَةُ أيَّامٍ. "صام أيَّامَ مِنًى"، أي: له أن يَصومَ أيَّامَ التَّشريقِ، وهي الأيَّامُ الَّتِي يَقضِيها الحاجُّ في مِنًى يَرْمِي الجِمَارَ بعدَ يومِ العِيدِ، وهي: الحادي عَشَرَ، والثَّاني عَشَر، والثَّالث عَشَر. .

    صحيح البخاري
    0 التعليقات 0 المشاركات 425 مشاهدة 0 معاينة
  • سألتُ أنسًا رضي الله عنه، عن صيامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ما كنتُ أُحِبُّ أن أراه من الشهرِ صائمًا إلا رأيتُه، ولا مُفطِرًا إلا رأيتُه، ولا من الليلِ قائمًا إلا رأيتُه، ولا نائمًا إلا رأيتُه، ولا مَسَسْتُ خَزَّةً ولا حَريرَةً أليَنَ من كَفِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولا شَمَمْتُ مِسْكَةً ولا عَبيرَةً أطيَبَ رائحةً من رائحةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم .

    شرح الحديث

    سُئل أنسٌ رضِي اللهُ عنه عن صِيامِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فأجاب: ما كنتُ أُحبُّ رؤيتَه مِن الشَّهرِ صائمًا إلا رأيتُه. ولا كنتُ أُحبُّ أنْ أراه مِن الشَّهر مُفطِرًا إلا رأيتُه. ولا كنتُ أُحبُّ أنْ أراه مِن اللَّيل قائمًا إلَّا رأيتُه قائمًا. ولا كنت أُحبُّ أنْ أراه من اللَّيل حالَ كونه نائمًا إلَّا رأيتُه نائمًا، والجمْع بين هذا الحديثِ وبينَ قولِ عائشةَ رضِي اللهُ عنها: "كان إذا صلَّى صَلاةً داومَ عَليها، وقولِه في الرِّواية الأخرى: "كان عمَلُه دِيمةً": أنَّ المرادَ بذلِك ما اتَّخذه راتبًا لا مُطلَقُ النَّافلةِ؛ فهذا وجهُ الجمْعِ بين الحَديثَينِ، وإلَّا فظاهرُهما التعارُض. ولا مَسِستُ "خزَّةً" هو اسمٌ للثوب المتَّخَذِ مِن وبَرِه خَزٌّ، ولا حَريرةً أليَنَ مِن كفِّ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ولا شَمِمتُ مِسكةً ولا عَبيرةً- والعبيرُ طِيبٌ معمولٌ مِن أخلاطٍ- أطيَبَ رائحةً مِن رائحتِه صلَّى الله عليه وسلَّم؛ فقد كان على أكْملِ الصِّفاتِ خَلْقًا وخُلقًا.
    وفي الحديثِ: ما كان عليه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من الْتزامِ الطريقةِ الوُسْطى في عِبادِته، حيثُ لم يلتزمْ سَرْدَ الصيامِ الدَّهرَ كلَّه، ولا سَرْدَ الصلاةِ باللَّيلِ كلِّه؛ رِفقًا بنَفْسِه وبأمَّتِه؛ لئلَّا تَقتديَ به في ذَلِكَ فيُجحفَ بهم.

    صحيح البخاري

    سألتُ أنسًا رضي الله عنه، عن صيامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ما كنتُ أُحِبُّ أن أراه من الشهرِ صائمًا إلا رأيتُه، ولا مُفطِرًا إلا رأيتُه، ولا من الليلِ قائمًا إلا رأيتُه، ولا نائمًا إلا رأيتُه، ولا مَسَسْتُ خَزَّةً ولا حَريرَةً أليَنَ من كَفِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولا شَمَمْتُ مِسْكَةً ولا عَبيرَةً أطيَبَ رائحةً من رائحةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم .

    شرح الحديث

    سُئل أنسٌ رضِي اللهُ عنه عن صِيامِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فأجاب: ما كنتُ أُحبُّ رؤيتَه مِن الشَّهرِ صائمًا إلا رأيتُه. ولا كنتُ أُحبُّ أنْ أراه مِن الشَّهر مُفطِرًا إلا رأيتُه. ولا كنتُ أُحبُّ أنْ أراه مِن اللَّيل قائمًا إلَّا رأيتُه قائمًا. ولا كنت أُحبُّ أنْ أراه من اللَّيل حالَ كونه نائمًا إلَّا رأيتُه نائمًا، والجمْع بين هذا الحديثِ وبينَ قولِ عائشةَ رضِي اللهُ عنها: "كان إذا صلَّى صَلاةً داومَ عَليها، وقولِه في الرِّواية الأخرى: "كان عمَلُه دِيمةً": أنَّ المرادَ بذلِك ما اتَّخذه راتبًا لا مُطلَقُ النَّافلةِ؛ فهذا وجهُ الجمْعِ بين الحَديثَينِ، وإلَّا فظاهرُهما التعارُض. ولا مَسِستُ "خزَّةً" هو اسمٌ للثوب المتَّخَذِ مِن وبَرِه خَزٌّ، ولا حَريرةً أليَنَ مِن كفِّ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ولا شَمِمتُ مِسكةً ولا عَبيرةً- والعبيرُ طِيبٌ معمولٌ مِن أخلاطٍ- أطيَبَ رائحةً مِن رائحتِه صلَّى الله عليه وسلَّم؛ فقد كان على أكْملِ الصِّفاتِ خَلْقًا وخُلقًا. وفي الحديثِ: ما كان عليه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من الْتزامِ الطريقةِ الوُسْطى في عِبادِته، حيثُ لم يلتزمْ سَرْدَ الصيامِ الدَّهرَ كلَّه، ولا سَرْدَ الصلاةِ باللَّيلِ كلِّه؛ رِفقًا بنَفْسِه وبأمَّتِه؛ لئلَّا تَقتديَ به في ذَلِكَ فيُجحفَ بهم.

    صحيح البخاري
    0 التعليقات 0 المشاركات 422 مشاهدة 0 معاينة
  • أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال لهُ : أَحَبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ عليهِ السلامُ ، وأَحَبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ ، وكان ينامُ نصفَ الليلِ ويقومُ ثُلُثَهُ ، وينامُ سُدُسَهُ ، ويصومُ يومًا ويُفْطِرُ يومًا .

    شرح الحديث

    يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في هذا الحديثِ بأفضلِ هيئاتِ قيامِ اللَّيل وصومِ النَّافلةِ، وهما قيامُ داودَ وصومُه عليه السَّلام، فأمَّا قيامُه فكان ينامُ نصفَ اللَّيلِ الأوَّل، ثمَّ يقومُ ثُلثَ اللَّيلِ، ثمَّ ينامُ سُدسَه الأخيرَ، وأمَّا صيامُه فكان يصومُ يومًا ويُفطِرُ يومًا، وإنَّما صارت هذه الطَّريقةُ أحَبَّ إلى اللهِ مِن أجلِ الأخذِ بالرِّفقِ على النُّفوسِ الَّتي يُخشَى منها السَّآمةُ والملَلُ الَّذي هو سببٌ إلى تركِ العبادةِ، واللهُ يُحبُّ أن يُديمَ فضلَه، ويُواليَ إحسانَه أبدًا، وإنَّما كان ذلك أرفقَ؛ لأنَّ النَّومَ بعد القيام يُريحُ البدَنَ، ويُذهِبُ ضرَرَ السَّهرِ وذُبولَ الجسمِ، بخلافِ السَّهرِ إلى الصَّباح، وفيه مِن المصلحةِ أيضًا: استقبالُ صلاةِ الصُّبحِ وأذكارِ النَّهارِ بنشاطٍ وإقبالٍ، وأنَّه أقربُ إلى عدمِ الرِّياء؛ لأنَّ مَن نام السُّدسَ الأخيرَ أصبَح ظاهرَ اللَّون، سليمَ القُوى؛ فهو أقربُ إلى أن يُخفيَ عمَلَه الماضي على مَن يراه.

    صحيح البخاري

    أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال لهُ : أَحَبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ عليهِ السلامُ ، وأَحَبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ ، وكان ينامُ نصفَ الليلِ ويقومُ ثُلُثَهُ ، وينامُ سُدُسَهُ ، ويصومُ يومًا ويُفْطِرُ يومًا .

    شرح الحديث

    يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في هذا الحديثِ بأفضلِ هيئاتِ قيامِ اللَّيل وصومِ النَّافلةِ، وهما قيامُ داودَ وصومُه عليه السَّلام، فأمَّا قيامُه فكان ينامُ نصفَ اللَّيلِ الأوَّل، ثمَّ يقومُ ثُلثَ اللَّيلِ، ثمَّ ينامُ سُدسَه الأخيرَ، وأمَّا صيامُه فكان يصومُ يومًا ويُفطِرُ يومًا، وإنَّما صارت هذه الطَّريقةُ أحَبَّ إلى اللهِ مِن أجلِ الأخذِ بالرِّفقِ على النُّفوسِ الَّتي يُخشَى منها السَّآمةُ والملَلُ الَّذي هو سببٌ إلى تركِ العبادةِ، واللهُ يُحبُّ أن يُديمَ فضلَه، ويُواليَ إحسانَه أبدًا، وإنَّما كان ذلك أرفقَ؛ لأنَّ النَّومَ بعد القيام يُريحُ البدَنَ، ويُذهِبُ ضرَرَ السَّهرِ وذُبولَ الجسمِ، بخلافِ السَّهرِ إلى الصَّباح، وفيه مِن المصلحةِ أيضًا: استقبالُ صلاةِ الصُّبحِ وأذكارِ النَّهارِ بنشاطٍ وإقبالٍ، وأنَّه أقربُ إلى عدمِ الرِّياء؛ لأنَّ مَن نام السُّدسَ الأخيرَ أصبَح ظاهرَ اللَّون، سليمَ القُوى؛ فهو أقربُ إلى أن يُخفيَ عمَلَه الماضي على مَن يراه.

    صحيح البخاري
    0 التعليقات 0 المشاركات 452 مشاهدة 0 معاينة
  • أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خرج عامَ الفتحِ إلى مكةَ في رمضانَ . فصام حتى بلغ كراعَ الغميمِ . فصام الناسُ . ثم دعا بقدحٍ من ماءٍ فرفعَه . حتى نظر الناسُ إليهِ . ثم شرب . فقيل لهُ بعد ذلك : إنَّ بعض الناسِ قد صام . فقال : أولئك العصاةُ . أولئك العصاةُ . وفي روايةٍ : إنَّ الناسَ قد شقَّ عليهم الصيامُ . وإنما ينظرون فيما فعلت . فدعا بقدحٍ من ماءٍ بعد العصرِ .

    شرح الحديث

    هذا الحديثُ فيه بيانُ رُخصَةِ الإفطارِ في السَّفَرِ، وبيانُ هَدْيِه صلَّى الله عليه وسلَّم في الشَّفَقَةِ بأُمَّتِه حتَّى لا يَجتَمِعَ عليهم مَشَقَّةُ السَّفَرِ مع مَشَقَّةِ الصِّيامِ.
    ففيه: أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم خرَج عامَ الفَتْحِ إلى مَكَّةَ في رَمَضَانَ، فصام حتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الغَمِيمِ، فصام الناسُ"، أي: خرَج النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من المدينةِ قاصدًا فَتْحَ مَكَّةَ في شَهرِ رَمَضَانَ وهو صائِمٌ هو ومَن معه مِن الناسِ، حتَّى وصَل إلى "كُرَاع الغَمِيم"، وهو اسمُ مَوضِعٍ بينَ مَكَّةَ والمدينةِ، والغَمِيمُ وادٍ أمامَ عُسْفَانَ بثمانية أميال (حوالي: كيلومترًا)، ويَبعُد كيلومترًا من مَكَّةَ على طريقِ المَدِينَةِ، يُضافُ إليه هذا الكُرَاعُ، وهو جَبَلٌ أَسْوَدُ مُتَّصِلٌ به، والكُرَاعُ: كلُّ أَنْفٍ سال مِن جَبَلٍ أو حَرَّةٍ.
    "ثُمَّ دعا بِقَدَحٍ من ماءٍ، فرَفَعه، حتَّى نَظَر الناسُ إليه، ثُمَّ شَرِبَ"، أي: شَرِبَ بعدَ أن رَأَى الناسُ القَدَح في يَدِه؛ لِيُتابِعُوه في الإفطارِ ويَقْتَدُوا به؛ لأنَّ الصِّيامَ كان نَهِكَهُم وأَضَرَّ بهم، فأراد صلَّى الله عليه وسلَّم الرِّفْقَ بهم والتَّيسِيرَ عليهم، أخْذًا بقولِه تعالى: {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: ]، فأَخبَرَ تعالى أنَّ الإفطارَ في السَّفَرِ أراد به التيسيرَ على عبادِه.
    "فقِيلَ له بعدَ ذلك: إنَّ بعضَ الناسِ قد صام، فقال: "أُولَئِكَ العُصاةُ"؛ لأنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم إذا أمَر أمرًا فيَجِب امتِثالُه، وهو تارةً يأمُر بِمَقالِه، وتارةً يَأمُر بفِعالِه، فلمَّا أَفْطَرَ كان أمرًا بلِسانِ الحالِ قاصدًا بذلك الرُّخْصَةَ؛ لِيَقْوَى بالفِطرِ على ما نَهَضَ له مِن الجِهادِ، فلمَّا رَغِب هؤلاءِ عن فِعلِه كانوا على غَايةِ الغَلَطِ؛ لأنَّهم إنْ ظَنُّوا أنَّ صومَهم أفضلُ مِن فِطْرِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فكفَى بهذا خطأً ونُقصانَ فَهْمٍ، وإنْ كانوا لم يَعْلَمُوا أنَّ فِطرَهم أقوَى لهم على الجِهادِ، فهو سُوءُ فَهْمٍ؛ فلذلك سُمُّوا عُصَاةً مِن حيثُ إنَّ فِعلَهم ذلك تَجاوَزُوا فيه الشَّرْعَ ولم يَلِينُوا لِقَبولِه.
    وفي روايةٍ: "إنَّ الناسَ قد شَقَّ عليهم الصِّيامُ، وإنَّما يَنظُرون فيما فَعَلْتَ، فدَعَا بقَدَحٍ من ماءٍ بعدَ العَصْرِ "، أي: في الروايةِ الأُخرَى تَوْضِيحُ أنَّ الصيامَ قد أَنْهَكَ الناسَ، وأنَّهم يَنتظِرون أمرَ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم في هذه المسألةِ، فدَعَا النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالماءِ بعدَ العصرِ وشَرِب.
    وفي الحديثِ: إفطارُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في السَّفَرِ.
    وفيه: تَمامُ رَحمةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأُمَّتِه وشَفَقَتِه عليهم.
    وفيه: ضرورةُ اتِّباعِ أوامِرِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وأنَّ مَن خالَفَه بأيِّ تصوُّرٍ يكونُ عاصِيًا .

    صحيح مسلم

    أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خرج عامَ الفتحِ إلى مكةَ في رمضانَ . فصام حتى بلغ كراعَ الغميمِ . فصام الناسُ . ثم دعا بقدحٍ من ماءٍ فرفعَه . حتى نظر الناسُ إليهِ . ثم شرب . فقيل لهُ بعد ذلك : إنَّ بعض الناسِ قد صام . فقال : أولئك العصاةُ . أولئك العصاةُ . وفي روايةٍ : إنَّ الناسَ قد شقَّ عليهم الصيامُ . وإنما ينظرون فيما فعلت . فدعا بقدحٍ من ماءٍ بعد العصرِ .

    شرح الحديث

    هذا الحديثُ فيه بيانُ رُخصَةِ الإفطارِ في السَّفَرِ، وبيانُ هَدْيِه صلَّى الله عليه وسلَّم في الشَّفَقَةِ بأُمَّتِه حتَّى لا يَجتَمِعَ عليهم مَشَقَّةُ السَّفَرِ مع مَشَقَّةِ الصِّيامِ. ففيه: أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم خرَج عامَ الفَتْحِ إلى مَكَّةَ في رَمَضَانَ، فصام حتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الغَمِيمِ، فصام الناسُ"، أي: خرَج النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من المدينةِ قاصدًا فَتْحَ مَكَّةَ في شَهرِ رَمَضَانَ وهو صائِمٌ هو ومَن معه مِن الناسِ، حتَّى وصَل إلى "كُرَاع الغَمِيم"، وهو اسمُ مَوضِعٍ بينَ مَكَّةَ والمدينةِ، والغَمِيمُ وادٍ أمامَ عُسْفَانَ بثمانية أميال (حوالي: كيلومترًا)، ويَبعُد كيلومترًا من مَكَّةَ على طريقِ المَدِينَةِ، يُضافُ إليه هذا الكُرَاعُ، وهو جَبَلٌ أَسْوَدُ مُتَّصِلٌ به، والكُرَاعُ: كلُّ أَنْفٍ سال مِن جَبَلٍ أو حَرَّةٍ. "ثُمَّ دعا بِقَدَحٍ من ماءٍ، فرَفَعه، حتَّى نَظَر الناسُ إليه، ثُمَّ شَرِبَ"، أي: شَرِبَ بعدَ أن رَأَى الناسُ القَدَح في يَدِه؛ لِيُتابِعُوه في الإفطارِ ويَقْتَدُوا به؛ لأنَّ الصِّيامَ كان نَهِكَهُم وأَضَرَّ بهم، فأراد صلَّى الله عليه وسلَّم الرِّفْقَ بهم والتَّيسِيرَ عليهم، أخْذًا بقولِه تعالى: {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: ]، فأَخبَرَ تعالى أنَّ الإفطارَ في السَّفَرِ أراد به التيسيرَ على عبادِه. "فقِيلَ له بعدَ ذلك: إنَّ بعضَ الناسِ قد صام، فقال: "أُولَئِكَ العُصاةُ"؛ لأنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم إذا أمَر أمرًا فيَجِب امتِثالُه، وهو تارةً يأمُر بِمَقالِه، وتارةً يَأمُر بفِعالِه، فلمَّا أَفْطَرَ كان أمرًا بلِسانِ الحالِ قاصدًا بذلك الرُّخْصَةَ؛ لِيَقْوَى بالفِطرِ على ما نَهَضَ له مِن الجِهادِ، فلمَّا رَغِب هؤلاءِ عن فِعلِه كانوا على غَايةِ الغَلَطِ؛ لأنَّهم إنْ ظَنُّوا أنَّ صومَهم أفضلُ مِن فِطْرِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فكفَى بهذا خطأً ونُقصانَ فَهْمٍ، وإنْ كانوا لم يَعْلَمُوا أنَّ فِطرَهم أقوَى لهم على الجِهادِ، فهو سُوءُ فَهْمٍ؛ فلذلك سُمُّوا عُصَاةً مِن حيثُ إنَّ فِعلَهم ذلك تَجاوَزُوا فيه الشَّرْعَ ولم يَلِينُوا لِقَبولِه. وفي روايةٍ: "إنَّ الناسَ قد شَقَّ عليهم الصِّيامُ، وإنَّما يَنظُرون فيما فَعَلْتَ، فدَعَا بقَدَحٍ من ماءٍ بعدَ العَصْرِ "، أي: في الروايةِ الأُخرَى تَوْضِيحُ أنَّ الصيامَ قد أَنْهَكَ الناسَ، وأنَّهم يَنتظِرون أمرَ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم في هذه المسألةِ، فدَعَا النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالماءِ بعدَ العصرِ وشَرِب. وفي الحديثِ: إفطارُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في السَّفَرِ. وفيه: تَمامُ رَحمةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأُمَّتِه وشَفَقَتِه عليهم. وفيه: ضرورةُ اتِّباعِ أوامِرِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وأنَّ مَن خالَفَه بأيِّ تصوُّرٍ يكونُ عاصِيًا .

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 435 مشاهدة 0 معاينة
  • أتيتُ أبا سعيدٍ الخُدريّ رضي اللهُ عنه وهو مكسورٌ عليه . فلما تفرَّق الناسُ عنه ، قلتُ : إني لا أسألُك عما يسألُك هؤلاءِ عنه . سألتُه عن الصومِ في السفرِ ؟ فقال : سافرْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى مكةَ ونحن صيامٌ . قال : فنزلْنا منزلًا . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : إنكم قد دنَوتُم من عدوِّكم والفطرُ أقْوى لكم . فكانت رخصةً . فمنا من صام ومنا من أفطرَ . ثم نزلنا منزلًا آخرَ . فقال : إنكم مُصبِّحوا عدوِّكم . والفطرُ أقوى لكم ، فأفطِروا وكانت عَزمةً . فأفطرْنا . ثم قال : رأيتُنا نصوم ، مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعد ذلك ، في السَّفرِ .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ تَوضيحٌ لِتَعامُلِ الصحابةِ وتَعاطِيهِمْ لرُخَصِ الصومِ في السَّفَرِ وعَزائِمِه دُونَ تَشنِيعِ طَرَفٍ على آخَرَ.
    وفيه يُخبِر الصَّحابِيَّانِ الجَلِيلانِ أبو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ رضِي اللهُ عنه وجَابِرُ بنُ عبدِ الله رضِي اللهُ عنهما: أنَّ الصَّحابةَ كانوا يُسافِرون مع النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم "فيَصُوم الصائمُ ويُفطِر المُفطِرُ، فلا يَعِيبُ بعضُهم على بعضٍ"، أي: فلا يَلُوم ولا يَعِيبُ مَن صام على مَن أَفطَرَ لأنَّه عَمِل بالرُّخصَةِ، ولا المُفطِرُ على الصائمِ لِعَمَلِه بالعَزِيمَةِ، يعني: لم يُنكِرِ الصائمُ على المُفطِرِ إفطارَه دِينًا ولا المُفطِرُ على الصائمِ صَوْمَه، فهما جائزان.
    وفي الحديثِ: بيانُ رُخصَةِ الإفطارِ في السَّفَرِ.
    وفيه: حُسنُ مُراعاةِ الصَّحابَةِ بعضِهم بَعْضًا، وعِلْمُهم بالرُّخَصِ والعَزائِمِ.
    وفيه: أنَّ العِلمَ بِشَرائِعِ الدِّينِ يَمْنَعُ وُقوعَ الاختِلافِ بينَ المسلمين( ).

    هذا الحديثُ في بيانِ بعضِ رُخَصِ السَّفَرِ وعَزَائِمِه بالصَّومِ أو الإفطارِ فيه، وكذلك الرُّخَصُ والعَزائِمُ عندَ مُلاقَاةِ العَدُوِّ في شهرِ رَمَضَانَ وفي أَثْناءِ الصيامِ.
    يقولُ فيه الرَّاوِي: "أَتَيْتُ أبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رضِي اللهُ عنه وهو مَكْثُورٌ عليه"، أي: جِئتُ إلى أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضِي اللهُ عنه وحَوْلَه أُناسٌ كثيرون، "فلمَّا تفرَّق الناسُ عنه قُلتُ: إنِّي لا أَسألُك عمَّا يَسألُك هؤلاء عنه؛ سألتُه عن الصَّومِ في السَّفَرِ"، أي: فقال الرجلُ لأبِي سَعِيدٍ: إنِّي لا أَسأَلُك عمَّا يَسأَلُك الناسُ عنه مِن مَسائِلَ، وإنَّما أَسألُ عن الصيامِ في السَّفَرِ وما فيه مِن رُخَصٍ أو عَزَائِمَ، فقال أبو سَعِيدٍ رضِي اللهُ عنه موضِّحًا أحوالَهم في السَّفَرِ مع رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "سافَرْنا مع رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى مَكَّةَ ونحن صِيَامٌ"، أي: ابتَدَأْنا السَّفَرَ من المدينةِ إلى فَتْحِ مَكَّةَ ونحنُ صِيَامٌ، قال: فنَزَلْنا مَنْزِلًا، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّكُمْ قد دَنَوْتُم مِن عدوِّكم، والفِطرُ أقوَى لكم"، أي: إنَّكُم قد اقترَبْتم من العَدُوِّ والحَرْبِ، وهذا يَحتاجُ إلى القُوَّةِ، والفِطْرُ يُحقِّقُ ذلك أكثرَ مِن الصيامِ، وهذا دليلٌ على أنَّ حِفْظَ القُوَّةِ بالفِطْرِ أفضلُ لِمَنْ هو مُنتَظِرٌ لِلِقاءِ العَدُوِّ.
    وقوله: "فكانَتْ رُخْصَةً" يعني: أنَّهم لم يَفهَمُوا مِن هذا الكلامِ الأمرَ بالفِطْرِ، ولا الجَزْمَ به، وإنَّما نبَّه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على أنَّ الفِطْرَ أَوْلَى لِمَن خاف الضَّعْفَ.
    ثُمَّ بعدَ ذلك قال لهم: "إنَّكُم مُصَبِّحُو عَدُوِّكم، والفِطرُ أقوَى لكم؛ فأَفطِروا"، قال: "وكَانَتْ عَزْمَةً"، أي: أنَّهم فَهِموا من أمرِه بالفِطْرِ هذه المرَّة: أنَّه جَزْمٌ، ولا بُدَّ منه، فأَفْطَروا جميعُهم. وفي هذا بيانُ أنَّ الصحابةَ كانوا يَفْهَمون مَقاصِدَ كلامِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
    وقولُه: " ثُمَّ لقد رأيتُنا نصومُ مع رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بعدَ ذلك في السَّفَرِ "، وهذا يَدُلُّ على أنَّ النَّهْيَ عن الصَّومِ في السَّفَرِ لم يَنْسَخِ الجَوَازَ.
    وفي الحديثِ: رُخصَةُ الإفطارِ في السَّفَرِ، وعندَ لِقاءِ العَدُوِّ.
    وفيه: فَهْمُ الصحابةِ لِمَقاصِدِ كلامِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم

    صحيح مسلم

    أتيتُ أبا سعيدٍ الخُدريّ رضي اللهُ عنه وهو مكسورٌ عليه . فلما تفرَّق الناسُ عنه ، قلتُ : إني لا أسألُك عما يسألُك هؤلاءِ عنه . سألتُه عن الصومِ في السفرِ ؟ فقال : سافرْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى مكةَ ونحن صيامٌ . قال : فنزلْنا منزلًا . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : إنكم قد دنَوتُم من عدوِّكم والفطرُ أقْوى لكم . فكانت رخصةً . فمنا من صام ومنا من أفطرَ . ثم نزلنا منزلًا آخرَ . فقال : إنكم مُصبِّحوا عدوِّكم . والفطرُ أقوى لكم ، فأفطِروا وكانت عَزمةً . فأفطرْنا . ثم قال : رأيتُنا نصوم ، مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعد ذلك ، في السَّفرِ .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ تَوضيحٌ لِتَعامُلِ الصحابةِ وتَعاطِيهِمْ لرُخَصِ الصومِ في السَّفَرِ وعَزائِمِه دُونَ تَشنِيعِ طَرَفٍ على آخَرَ. وفيه يُخبِر الصَّحابِيَّانِ الجَلِيلانِ أبو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ رضِي اللهُ عنه وجَابِرُ بنُ عبدِ الله رضِي اللهُ عنهما: أنَّ الصَّحابةَ كانوا يُسافِرون مع النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم "فيَصُوم الصائمُ ويُفطِر المُفطِرُ، فلا يَعِيبُ بعضُهم على بعضٍ"، أي: فلا يَلُوم ولا يَعِيبُ مَن صام على مَن أَفطَرَ لأنَّه عَمِل بالرُّخصَةِ، ولا المُفطِرُ على الصائمِ لِعَمَلِه بالعَزِيمَةِ، يعني: لم يُنكِرِ الصائمُ على المُفطِرِ إفطارَه دِينًا ولا المُفطِرُ على الصائمِ صَوْمَه، فهما جائزان. وفي الحديثِ: بيانُ رُخصَةِ الإفطارِ في السَّفَرِ. وفيه: حُسنُ مُراعاةِ الصَّحابَةِ بعضِهم بَعْضًا، وعِلْمُهم بالرُّخَصِ والعَزائِمِ. وفيه: أنَّ العِلمَ بِشَرائِعِ الدِّينِ يَمْنَعُ وُقوعَ الاختِلافِ بينَ المسلمين( ). هذا الحديثُ في بيانِ بعضِ رُخَصِ السَّفَرِ وعَزَائِمِه بالصَّومِ أو الإفطارِ فيه، وكذلك الرُّخَصُ والعَزائِمُ عندَ مُلاقَاةِ العَدُوِّ في شهرِ رَمَضَانَ وفي أَثْناءِ الصيامِ. يقولُ فيه الرَّاوِي: "أَتَيْتُ أبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رضِي اللهُ عنه وهو مَكْثُورٌ عليه"، أي: جِئتُ إلى أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضِي اللهُ عنه وحَوْلَه أُناسٌ كثيرون، "فلمَّا تفرَّق الناسُ عنه قُلتُ: إنِّي لا أَسألُك عمَّا يَسألُك هؤلاء عنه؛ سألتُه عن الصَّومِ في السَّفَرِ"، أي: فقال الرجلُ لأبِي سَعِيدٍ: إنِّي لا أَسأَلُك عمَّا يَسأَلُك الناسُ عنه مِن مَسائِلَ، وإنَّما أَسألُ عن الصيامِ في السَّفَرِ وما فيه مِن رُخَصٍ أو عَزَائِمَ، فقال أبو سَعِيدٍ رضِي اللهُ عنه موضِّحًا أحوالَهم في السَّفَرِ مع رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "سافَرْنا مع رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى مَكَّةَ ونحن صِيَامٌ"، أي: ابتَدَأْنا السَّفَرَ من المدينةِ إلى فَتْحِ مَكَّةَ ونحنُ صِيَامٌ، قال: فنَزَلْنا مَنْزِلًا، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّكُمْ قد دَنَوْتُم مِن عدوِّكم، والفِطرُ أقوَى لكم"، أي: إنَّكُم قد اقترَبْتم من العَدُوِّ والحَرْبِ، وهذا يَحتاجُ إلى القُوَّةِ، والفِطْرُ يُحقِّقُ ذلك أكثرَ مِن الصيامِ، وهذا دليلٌ على أنَّ حِفْظَ القُوَّةِ بالفِطْرِ أفضلُ لِمَنْ هو مُنتَظِرٌ لِلِقاءِ العَدُوِّ. وقوله: "فكانَتْ رُخْصَةً" يعني: أنَّهم لم يَفهَمُوا مِن هذا الكلامِ الأمرَ بالفِطْرِ، ولا الجَزْمَ به، وإنَّما نبَّه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على أنَّ الفِطْرَ أَوْلَى لِمَن خاف الضَّعْفَ. ثُمَّ بعدَ ذلك قال لهم: "إنَّكُم مُصَبِّحُو عَدُوِّكم، والفِطرُ أقوَى لكم؛ فأَفطِروا"، قال: "وكَانَتْ عَزْمَةً"، أي: أنَّهم فَهِموا من أمرِه بالفِطْرِ هذه المرَّة: أنَّه جَزْمٌ، ولا بُدَّ منه، فأَفْطَروا جميعُهم. وفي هذا بيانُ أنَّ الصحابةَ كانوا يَفْهَمون مَقاصِدَ كلامِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. وقولُه: " ثُمَّ لقد رأيتُنا نصومُ مع رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بعدَ ذلك في السَّفَرِ "، وهذا يَدُلُّ على أنَّ النَّهْيَ عن الصَّومِ في السَّفَرِ لم يَنْسَخِ الجَوَازَ. وفي الحديثِ: رُخصَةُ الإفطارِ في السَّفَرِ، وعندَ لِقاءِ العَدُوِّ. وفيه: فَهْمُ الصحابةِ لِمَقاصِدِ كلامِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 475 مشاهدة 0 معاينة
  • سُئلَ : أيُّ الصلاةِ أفضلُ بعد المكتوبةِ ؟ وأيُّ الصيامِ أفضلُ بعد شهرِ رمضانَ ؟ فقال أفضلُ الصلاةِ ، بعد الصلاةِ المكتوبةِ ، الصلاةُ في جوفِ الليل ِ. وأفضلُ الصيامِ ، بعد شهرِ رمضانَ ، صيامُ شهرِ اللهِ المُحرَّمِ .

    شرح الحديث

    الصَّلاةُ والصِّيامُ مِن أَركانِ الإسلامِ، وقدْ حدَّد اللهُ فَرائضَ الصَّلاةِ بخَمسِ صَلواتٍ في الْيومِ واللَّيلةِ، وحدَّد صِيامَ الفَرْضِ بِصيامِ شهرِ رَمضانَ، ولَكنْ مَن أَرادَ التَّطوُّعَ بنافِلةٍ مِن جِنسِ هاتينِ العِبادتَينِ فَلَه ذلكَ، وفي هذا الحديث أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم سُئل عنِ الأَوقاتِ والحالاتِ الأَفضلِ للتَنفُّلِ والتَّطوُّعِ في الصَّلاةِ والصِّيام، فقيل له: "أيُّ الصَّلاةِ أَفضلُ بعدَ المَكتوبةِ؟ أي: ما أَفضلُ الصَّلواتِ بعدَ أَداءِ الصَّلواتِ الخَمسِ المَفروضةِ الَّتي لا بدَّ مِن أَدائِها قبلَ التَّفكيرِ في النَّوافلِ والزِّياداتِ والتَّطوعِ لِمَن أَرادَ، فَقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مُوضِّحًا ومُبيِّنًا: "أَفضلُ الصَّلاةِ بَعدَ الصَّلاةِ المَكتوبةِ، الصَّلاةُ في جَوفِ اللَّيلِ؛ وذلك أنَّ صَلاةَ اللَّيلِ أَبعدُ عنِ الرِّياءِ، وأَقربُ إلى الإِخلاصِ، وأَشدُّ وَطأةً، وأَقومُ قيلًا، والمُرادُ مِن جَوفِه هوَ الثُّلثُ الآخِرُ.
    وسئل: وأيُّ الصِّيامِ أَفضلُ بعدَ شَهرِ رَمضانَ؟ أي: الصَّومُ أفضلُ بعدَ الصَّومِ المَفروضِ في رَمضانَ؟ فأجاب صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ أَفضلَ الصِّيامِ بَعدَ شَهرِ رَمضانَ، هو صِيامُ شَهرِ اللهِ المُحرَّمِ؛ فشهرُ المُحرَّمِ منَ الأَشهُرِ الحُرُمِ، ولعلَّ في هذا الحَديثِ إشارةً إلى أنَّه لَمَّا كانَ القِتالُ مُحرَّمًا في المُحرَّمِ، وكانَ انتِهازُ وَقتِه للصَّومِ فُرصةً مِن أَجلِ أنَّ أَوقاتِ إباحةِ القِتالِ لا يَقتضي أنْ يَكونَ المُؤمنُ فيها صائمًا؛ لأنَّ الصَّومَ يُضعِفُ أَهلَه.
    وَفي الحَديثِ: بيانُ فَضيلةِ الصَّلاةِ في جَوفِ اللَّيلِ.
    وَفيه: بَيانُ فَضيلةِ شَهرِ المُحرَّمِ وفَضيلةِ الصَّومِ فيهِ.
    وَفيه: بيانُ أنَّ التَّطوُّعَ والنَّوافلَ تَكونُ بعدَ أَداءِ الفَرائضِ.

    صحيح مسلم

    سُئلَ : أيُّ الصلاةِ أفضلُ بعد المكتوبةِ ؟ وأيُّ الصيامِ أفضلُ بعد شهرِ رمضانَ ؟ فقال أفضلُ الصلاةِ ، بعد الصلاةِ المكتوبةِ ، الصلاةُ في جوفِ الليل ِ. وأفضلُ الصيامِ ، بعد شهرِ رمضانَ ، صيامُ شهرِ اللهِ المُحرَّمِ .

    شرح الحديث

    الصَّلاةُ والصِّيامُ مِن أَركانِ الإسلامِ، وقدْ حدَّد اللهُ فَرائضَ الصَّلاةِ بخَمسِ صَلواتٍ في الْيومِ واللَّيلةِ، وحدَّد صِيامَ الفَرْضِ بِصيامِ شهرِ رَمضانَ، ولَكنْ مَن أَرادَ التَّطوُّعَ بنافِلةٍ مِن جِنسِ هاتينِ العِبادتَينِ فَلَه ذلكَ، وفي هذا الحديث أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم سُئل عنِ الأَوقاتِ والحالاتِ الأَفضلِ للتَنفُّلِ والتَّطوُّعِ في الصَّلاةِ والصِّيام، فقيل له: "أيُّ الصَّلاةِ أَفضلُ بعدَ المَكتوبةِ؟ أي: ما أَفضلُ الصَّلواتِ بعدَ أَداءِ الصَّلواتِ الخَمسِ المَفروضةِ الَّتي لا بدَّ مِن أَدائِها قبلَ التَّفكيرِ في النَّوافلِ والزِّياداتِ والتَّطوعِ لِمَن أَرادَ، فَقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مُوضِّحًا ومُبيِّنًا: "أَفضلُ الصَّلاةِ بَعدَ الصَّلاةِ المَكتوبةِ، الصَّلاةُ في جَوفِ اللَّيلِ؛ وذلك أنَّ صَلاةَ اللَّيلِ أَبعدُ عنِ الرِّياءِ، وأَقربُ إلى الإِخلاصِ، وأَشدُّ وَطأةً، وأَقومُ قيلًا، والمُرادُ مِن جَوفِه هوَ الثُّلثُ الآخِرُ. وسئل: وأيُّ الصِّيامِ أَفضلُ بعدَ شَهرِ رَمضانَ؟ أي: الصَّومُ أفضلُ بعدَ الصَّومِ المَفروضِ في رَمضانَ؟ فأجاب صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ أَفضلَ الصِّيامِ بَعدَ شَهرِ رَمضانَ، هو صِيامُ شَهرِ اللهِ المُحرَّمِ؛ فشهرُ المُحرَّمِ منَ الأَشهُرِ الحُرُمِ، ولعلَّ في هذا الحَديثِ إشارةً إلى أنَّه لَمَّا كانَ القِتالُ مُحرَّمًا في المُحرَّمِ، وكانَ انتِهازُ وَقتِه للصَّومِ فُرصةً مِن أَجلِ أنَّ أَوقاتِ إباحةِ القِتالِ لا يَقتضي أنْ يَكونَ المُؤمنُ فيها صائمًا؛ لأنَّ الصَّومَ يُضعِفُ أَهلَه. وَفي الحَديثِ: بيانُ فَضيلةِ الصَّلاةِ في جَوفِ اللَّيلِ. وَفيه: بَيانُ فَضيلةِ شَهرِ المُحرَّمِ وفَضيلةِ الصَّومِ فيهِ. وَفيه: بيانُ أنَّ التَّطوُّعَ والنَّوافلَ تَكونُ بعدَ أَداءِ الفَرائضِ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 428 مشاهدة 0 معاينة