• لا تسبوا أصحابي . لا تسبوا أصحابي . فوالذي نفسي بيدِه ! لو أن أحدَكم أنفق مثلَ أحدٍ ذهبًا ، ما أدرك مدَّ أحدِهم ، ولا نصيفَه

    شرح الحديث

    النَّيلُ مِنَ الصِّحابةِ رِضوانُ اللهِ عنهم بِسبٍّ أو قذْفٍ أو أيِّ أذًى لَيْسَ مِنَ الإسلامِ في شَيءٍ؛ لِذلكَ نَهى النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كما في هذا الحديثِ- عَن سبِّ أصحابِه، وحَلَفَ بِاللهِ لَو أنَّ أحدَكُم أَنفقَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهبًا ما بَلغَ مِنَ الْفضيلَةِ والثَّوابِ مُدَّ أحدِهِم مِنَ الطَّعامِ الَّذي أَنْفَقَه ولا نَصِيفَه، أي: نِصْفَ الْمُدِّ؛ وذلك لِمَا كان يُقارنُ عمَلَ الصَّحابةِ مِن السَّبْقِ ومَزيدِ الإخلاصِ وصِدقِ النِّيَّةِ وكمالِ النَّفْسِ، بخِلاف غيرِهم.
    وفيه: حَلِفُ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِاللهِ تعالى مِن غيرِ استحلافٍ ولا ضَرورةٍ.

    صحيح مسلم

    لا تسبوا أصحابي . لا تسبوا أصحابي . فوالذي نفسي بيدِه ! لو أن أحدَكم أنفق مثلَ أحدٍ ذهبًا ، ما أدرك مدَّ أحدِهم ، ولا نصيفَه

    شرح الحديث

    النَّيلُ مِنَ الصِّحابةِ رِضوانُ اللهِ عنهم بِسبٍّ أو قذْفٍ أو أيِّ أذًى لَيْسَ مِنَ الإسلامِ في شَيءٍ؛ لِذلكَ نَهى النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كما في هذا الحديثِ- عَن سبِّ أصحابِه، وحَلَفَ بِاللهِ لَو أنَّ أحدَكُم أَنفقَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهبًا ما بَلغَ مِنَ الْفضيلَةِ والثَّوابِ مُدَّ أحدِهِم مِنَ الطَّعامِ الَّذي أَنْفَقَه ولا نَصِيفَه، أي: نِصْفَ الْمُدِّ؛ وذلك لِمَا كان يُقارنُ عمَلَ الصَّحابةِ مِن السَّبْقِ ومَزيدِ الإخلاصِ وصِدقِ النِّيَّةِ وكمالِ النَّفْسِ، بخِلاف غيرِهم. وفيه: حَلِفُ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِاللهِ تعالى مِن غيرِ استحلافٍ ولا ضَرورةٍ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 32 مشاهدة 0 معاينة
  • أفضلُ دينارٍ ينفقُه الرجلُ . دينارٌ ينفقُه على عيالِه . ودينارٌ ينفقُه الرجلُ على دابتِه في سبيلِ اللهِ . ودينارٌ ينفقُه على أصحابِه في سبيلِ اللهِ . قال أبو قلابةَ : وبدأ بالعيالِ . ثم قال أبو قلابةَ : وأي رجلٍ أعظمُ أجرًا من رجلٍ ينفقُ على عيالٍ صغارٍ . يُعفُّهم ، أوينفعُهم اللهُ به ، ويغنيهم .

    شرح الحديث

    الإنفاقُ في سَبيلِ اللهِ مِن أَفضلِ وُجوهِ البرِّ، ولِهذا الإنفاقِ وُجوهٌ كَثيرةٌ تُقدَّرُ بقَدْرِها ويُفاضَلُ بَينَها بحَسَبِ الحالِ والظُّروفِ.
    وفي هذا الحَديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم صورًا وأَبوابًا من أَبوابِ الإِنفاقِ فَقال: "أَفضلُ دينارٍ"، أي: أَفضلُ دِينارٍ عَلى العُمومِ، أي: أَكثرُ الدَّنانيرِ ثوابًا إذا أَنفقَه المرءُ، "دينارٌ يُنفقُه عَلى عِيالِه"، أي: يُنفقُه عَلى مَن يَعولُه وتَلزَمُه مُؤنتُه مِن نحوِ زَوجةٍ وَولدٍ وخادمٍ، وَهذا إذا نَوى بهِ وَجهَ اللهِ، و"دِينارٌ يُنفقُه عَلى دابَّته"، أي: دابَّةٍ مَربوطةٍ، "في سَبيلِ اللهِ"، يَعني: يُنفَقُ عَلى الدَّابَّةِ الَّتي أَعدَّها للغَزوِ عليها، و"دِينارٌ يُنفقُه عَلى أَصحابِه"، أي: حالَ كَونِهم مُجاهدينَ، "في سَبيلِ اللهِ"، يَعني: يُنفِقُ عَلى رِفقتِه الغَزاةِ.
    وَفي آخرِ الحَديثِ قالَ أَبو قِلابةَ- راوي الحَديثِ-: بدأَ بالعيالِ، ثُمَّ قالَ أَبو قِلابةَ: "وأيُّ رجلٍ أَعظمُ أَجرًا مِن رَجلٍ يُنفِقُ عَلى عِيالٍ صِغارٍ يَعفُّهُم اللهُ بهِ ويُغنيهِم"، وَهذا رأيُ أَبي قِلابةَ في الإنفاقِ وتَرتيبِ الأَولوِيَّةِ بينَ الأُمورِ المَذكورَةِ، وأنَّه يَرى أنَّ أَفضلَ النَّفقةِ وأَولاها هيَ النَّفقةُ عَلى العِيالِ والأولادِ الصِّغارِ الَّذينَ لا يَستطيعونَ التَّكسُّبَ، فتَكونُ هَذه النَّفقةُ إعفافًا لَهُم عن سُؤالِ النَّاسِ وإِغناءً لَهم عنِ الذِّلَّةِ والمَهانةِ.
    وَفي الحَديثِ: تَعدُّد وُجوهِ الإنفاقِ في البرِّ والخَيرِ والصَّدقةِ.
    وفيه: أنَّ النَّفقةَ عَلى العيالِ مِن أَفضلِ النَّفقاتِ.
    وفيه: أنَّ النَّفقةَ عَلى الجِهادِ في سَبيلِ اللهِ مِن أَعظمِ النَّفقاتِ، مِثلَ إِعدادِ الأَدواتِ والرِّجالِ للجِهادِ بحقٍّ.

    صحيح مسلم

    أفضلُ دينارٍ ينفقُه الرجلُ . دينارٌ ينفقُه على عيالِه . ودينارٌ ينفقُه الرجلُ على دابتِه في سبيلِ اللهِ . ودينارٌ ينفقُه على أصحابِه في سبيلِ اللهِ . قال أبو قلابةَ : وبدأ بالعيالِ . ثم قال أبو قلابةَ : وأي رجلٍ أعظمُ أجرًا من رجلٍ ينفقُ على عيالٍ صغارٍ . يُعفُّهم ، أوينفعُهم اللهُ به ، ويغنيهم .

    شرح الحديث

    الإنفاقُ في سَبيلِ اللهِ مِن أَفضلِ وُجوهِ البرِّ، ولِهذا الإنفاقِ وُجوهٌ كَثيرةٌ تُقدَّرُ بقَدْرِها ويُفاضَلُ بَينَها بحَسَبِ الحالِ والظُّروفِ. وفي هذا الحَديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم صورًا وأَبوابًا من أَبوابِ الإِنفاقِ فَقال: "أَفضلُ دينارٍ"، أي: أَفضلُ دِينارٍ عَلى العُمومِ، أي: أَكثرُ الدَّنانيرِ ثوابًا إذا أَنفقَه المرءُ، "دينارٌ يُنفقُه عَلى عِيالِه"، أي: يُنفقُه عَلى مَن يَعولُه وتَلزَمُه مُؤنتُه مِن نحوِ زَوجةٍ وَولدٍ وخادمٍ، وَهذا إذا نَوى بهِ وَجهَ اللهِ، و"دِينارٌ يُنفقُه عَلى دابَّته"، أي: دابَّةٍ مَربوطةٍ، "في سَبيلِ اللهِ"، يَعني: يُنفَقُ عَلى الدَّابَّةِ الَّتي أَعدَّها للغَزوِ عليها، و"دِينارٌ يُنفقُه عَلى أَصحابِه"، أي: حالَ كَونِهم مُجاهدينَ، "في سَبيلِ اللهِ"، يَعني: يُنفِقُ عَلى رِفقتِه الغَزاةِ. وَفي آخرِ الحَديثِ قالَ أَبو قِلابةَ- راوي الحَديثِ-: بدأَ بالعيالِ، ثُمَّ قالَ أَبو قِلابةَ: "وأيُّ رجلٍ أَعظمُ أَجرًا مِن رَجلٍ يُنفِقُ عَلى عِيالٍ صِغارٍ يَعفُّهُم اللهُ بهِ ويُغنيهِم"، وَهذا رأيُ أَبي قِلابةَ في الإنفاقِ وتَرتيبِ الأَولوِيَّةِ بينَ الأُمورِ المَذكورَةِ، وأنَّه يَرى أنَّ أَفضلَ النَّفقةِ وأَولاها هيَ النَّفقةُ عَلى العِيالِ والأولادِ الصِّغارِ الَّذينَ لا يَستطيعونَ التَّكسُّبَ، فتَكونُ هَذه النَّفقةُ إعفافًا لَهُم عن سُؤالِ النَّاسِ وإِغناءً لَهم عنِ الذِّلَّةِ والمَهانةِ. وَفي الحَديثِ: تَعدُّد وُجوهِ الإنفاقِ في البرِّ والخَيرِ والصَّدقةِ. وفيه: أنَّ النَّفقةَ عَلى العيالِ مِن أَفضلِ النَّفقاتِ. وفيه: أنَّ النَّفقةَ عَلى الجِهادِ في سَبيلِ اللهِ مِن أَعظمِ النَّفقاتِ، مِثلَ إِعدادِ الأَدواتِ والرِّجالِ للجِهادِ بحقٍّ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 33 مشاهدة 0 معاينة
  • دينارٌ أنفقته في سبيلِ اللهِ، ودينارٌ أنفقته في رقبةٍ، ودينارٌ تصدقت به على مسكينٍ، ودينارٌ أنفقته على أهلِك، أعظمُها أجرًا الذي أنفقته على أهلِك

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أَبوابَ النَّفقةِ والخَيرِ، وتَفاوتَ الأَجرِ فيها، وما يَنبَغي تَقديمُه مِنها على غيرِه عندَ عَدمِ استِطاعةِ الوَفاءِ بِالجَميعِ.
    فَيقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: دِينارٌ أنفَقتَه في سَبيلِ اللهِ، أي: في الغَزوِ، أوِ المُرادُ به العُمومُ، يعني: في سَبيلِ الخيرِ، ودِينارٌ أَنفقْتَه في رَقبةٍ، يعني: في فَكِّها أو إِعتاقِها، ودِينارٌ أَنفقْتَه على أَهلكَ، أي: على زَوجتِك وأَولادِك، ثُمَّ يُوضِّح النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فيَقولُ: (أَعظمُها أجرًا للَّذي أَنفقْتَه على أَهلكَ)؛ لأنَّه فَرْضٌ، وقيلَ: لأنَّه صَدقةٌ وصِلةٌ .

    صحيح مسلم

    دينارٌ أنفقته في سبيلِ اللهِ، ودينارٌ أنفقته في رقبةٍ، ودينارٌ تصدقت به على مسكينٍ، ودينارٌ أنفقته على أهلِك، أعظمُها أجرًا الذي أنفقته على أهلِك

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أَبوابَ النَّفقةِ والخَيرِ، وتَفاوتَ الأَجرِ فيها، وما يَنبَغي تَقديمُه مِنها على غيرِه عندَ عَدمِ استِطاعةِ الوَفاءِ بِالجَميعِ. فَيقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: دِينارٌ أنفَقتَه في سَبيلِ اللهِ، أي: في الغَزوِ، أوِ المُرادُ به العُمومُ، يعني: في سَبيلِ الخيرِ، ودِينارٌ أَنفقْتَه في رَقبةٍ، يعني: في فَكِّها أو إِعتاقِها، ودِينارٌ أَنفقْتَه على أَهلكَ، أي: على زَوجتِك وأَولادِك، ثُمَّ يُوضِّح النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فيَقولُ: (أَعظمُها أجرًا للَّذي أَنفقْتَه على أَهلكَ)؛ لأنَّه فَرْضٌ، وقيلَ: لأنَّه صَدقةٌ وصِلةٌ .

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 37 مشاهدة 0 معاينة
  • لا تحاسَدوا ، ولا تَناجَشوا ، ولا تباغَضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبِعْ بعضُكُم علَى بيعِ بعضٍ ، وَكونوا عبادَ اللَّهِ إخوانًا المسلمُ أخو المسلمِ ، لا يظلِمُهُ ولا يخذلُهُ ، ولا يحقِرُهُ التَّقوَى ههُنا ويشيرُ إلى صدرِهِ ثلاثَ مرَّاتٍ بحسبِ امرئٍ منَ الشَّرِّ أن يحقِرَ أخاهُ المُسلمَ ، كلُّ المسلمِ علَى المسلمِ حرامٌ ، دمُهُ ، ومالُهُ ، وَعِرْضُهُ وفي روايةٍ : قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : فذَكَرَ نحوَ حديثِ داودَ ، وزادَ ، ونقصَ وممَّا زادَ فيهِ إنَّ اللَّهَ لا ينظرُ إلى أجسادِكُم ، ولا إلى صورِكُم ، ولَكِن ينظرُ إلى قلوبِكُم وأشارَ بأصابعِهِ إلى صدرِهِ

    شرح الحديث

    نَهى النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَنْ مَساوئِ الأخلاقِ، ومِنها- كما جاءَ في هذا الحديثِ-: الحسدُ؛ فَأمَرَ بَألَّا يحسُدَ بعضُنا بعضًا، والحسدُ هو تَمَنِّي زوالِ نِعمةِ المحسودِ، وهو اعتراضٌ على اللهِ تعالى له حيثُ أنعَمَ على غيرِه معَ محاولَتِه نَقضَ فِعلِه وإزالَةِ فضلِه، ومنها: النَّجْشُ: فَأمرَ بِألَّا يَنْجُشَ بعضُنا على بعضٍ، وهو أنْ يَزيدَ في السِّلعةِ لا لِرغبةٍ فيها بَلْ؛ لِيخدعَ غيرَه ليشتريها بسعرٍ زائدٍ، سواءٌ كان بِمُواطأةِ البائعِ أم لا؛ لأنَّه غِشٌّ وخداعٌ. ومنها: التَّباغضُ: فأمرَ ألَّا يَبغَضَ بعضُنا بعضًا، أي: لا يَتَعاطى الرَّجَلُ أسبابَ البُغضِ؛ لأنَّه قهريٌّ كَالحُبِّ لا قدرةَ لِلإنسانِ على اكتسابِه ولا يملِكُ التَّصرُّفَ فيه، وهو النُّفرةُ عَنِ الشَّيءِ لِمعنًى فيه مستقبحٍ وتُرادِفُه الكراهةُ، ثُمَّ هو بَيْنَ اثْنينِ، إمَّا مِن جَانِبَيهِما أو مِن جانبِ أحدِهما، وعلى كلٍّ فهو لغيرِ اللهِ تعالى مَنهيٌّ عنه. ومنها: التَّدابرُ: فَأمرَ ألَّا يُدبِرَ بعضُنا عَنْ بعضٍ، أي: يُعرِضُ عمَّا يجبُ له مِن حقوقِ الإسلامِ كَالإعانةِ والنَّصرِ، وعدمِ الهجرانِ في الكلامِ أكثرَ مِن ثلاثةِ أيَّامٍ إلا لِعُذرٍ شَرعيٍّ. ومنها: البيعُ على بيعِ بعضٍ: فَأمرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِألَّا يَبيعَ بعضُنا على بيعِ بعضٍ؛ فَلا يجوزُ لأحدٍ بِغيرِ إذنِ البائعِ أنْ يقولَ لِمُشتري سِلعةٍ في زَمنِ الخيارِ: افسخْ هذا البيعَ وأنا أَبيعُكَ مِثلَه بِأرخصَ مِن ثَمنِه أو أجودَ منه بِثمنِه؛ وذلك لِمَا فيه مِنَ الإيذاءِ الْمُوجبِ لِلتَّنافرِ وَالبُغضِ. ثُمَّ يأمرُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ نكونَ عِبادَ اللهِ إخوانًا، ونأخذَ بِأسبابِ كلِّ ما يُوصلُنا لِمثلِ هذا مِنَ المودَّةِ وَالرِّفقِ وَالشَّفقةِ وَالملاطفةِ والتَّعاونِ في الخيرِ مع صفاءِ القلْبِ والنَّصيحةِ بِكلِّ حالٍ، ويقول: المسلمُ أخو المسلمِ، أي: الأُخوَّةُ الدِّينيَّةُ، وهي أعظمُ مِنَ الأخوَّةِ الحقيقيَّةِ؛ لأنَّ ثمرةَ هذه دنيويةٌ وثمرةَ تلك أُخرويَّةٌ، لا يَظلِمُه "ولا يَخذلُه"، أي: ولا يَتركُ إِعانتَه ونَصرَه، "ولا يَحقرُه"، أي: لا يَستصِغرُ شأنَه ويَضعُ مِن قَدْرِه؛ فَالاحتقارُ نَاشئٌ عَنِ الكبْرِ فهو بذلكَ يحتقرُ غَيرَه ويَراه بِعينِ النَّقصِ، ولا يَراه أهلًا لأنْ يَقومَ بِحقِّه.
    "التَّقوى هَاهنا" التقوى هي اجتنابُ عذابِ اللهِ بِفعلِ المأمورِ وترْكِ المحظورِ، وَأشارَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِيدِه إلى صَدْرِه ثلاثَ مرَّاتٍ، أي: محلِّ مَادَّتِها مِنَ الخوفِ الحاصِلِ عليها القلبُ، الَّذي هو عِندَ الصَّدرِ.
    "بِحسْبِ امْرئٍ"، أي: يَكفي الإنسانَ مِنَ الشَّرِّ؛ وذلكَ لِعِظَمِه في الشَّرِّ، كافٍ له عَنِ اكتسابٍ آخَرَ؛ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المسلمَ. كلُّ المسلمِ على المسلمِ حَرامٌ دمُه ومالُه وعِرضُه؛ فلا يَقتُلُ مسلمٌ مسلمًا أو يَسرِقُه أو يَزني بحَريمِه.
    "إنَّ اللهَ لا ينظرُ إلى أجسادِكم، ولا إلى صُورِكم، ولكنْ ينظرُ إلى قُلوبِكم وأَشارَ بِأصابِعِه إلى صدْرِه"، فَاللهُ سبحانه وتعالى لا ينظرُ إلى أَجسامِ العباد؛ هلْ هي كبيرةٌ أو صغيرةٌ، أو صحيحةٌ أو سقيمةٌ، ولا ينظرُ إلى الصُّورِ؛ هل هي جميلةٌ أو ذميمةٌ؛ كلُّ هذا ليس بِشيءٍ عندَ اللهِ، وكذلكَ لا يَنظرُ إلى الأنسابِ؛ هلْ هي رفيعةٌ أو دنيئةٌ، ولا ينظرُ إلى الأموالِ ولا ينظرُ إلى شيءٍ مِن هذا أبدًا، لَيسَ بَيْنَ اللهِ وبَيْنَ خلْقِه صلةٌ إلا بِالتَّقْوى؛ فمَنْ كان للهِ أتقى كان مِنَ اللهِ أقربَ وكان عندَ اللهِ أكرمَ؛ إذَنْ فعلى المَرْءِ ألَّا يَفخرَ بِمالِه ولا بِجَمالِه ولا بِبدنِه ولا بِأولادِه ولا بِقُصوره ولا بِسيَّارتِه، ولا بِشيءٍ مِن هذه الدُّنْيا أبدًا، إنَّما إذا وفَّقه اللهُ لِلتَّقوى؛ فهذا مِن فضلِ اللهِ عليه؛ فَلْيحمدِ اللهَ عليه، وإنْ خُذِلَ فلا يَلومَنَّ إلَّا نفْسَه.
    في الحديثِ: تحريمُ دمِ المسلمِ ومالِه، وعِرضِه، وتحريمُ خِذلانِه وخِيانتِه واحتقارِه، وأنْ يُحدِّثَه كذِبًا.
    وفيه: أنَّ التَّقوى في القلبِ.

    صحيح مسلم

    لا تحاسَدوا ، ولا تَناجَشوا ، ولا تباغَضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبِعْ بعضُكُم علَى بيعِ بعضٍ ، وَكونوا عبادَ اللَّهِ إخوانًا المسلمُ أخو المسلمِ ، لا يظلِمُهُ ولا يخذلُهُ ، ولا يحقِرُهُ التَّقوَى ههُنا ويشيرُ إلى صدرِهِ ثلاثَ مرَّاتٍ بحسبِ امرئٍ منَ الشَّرِّ أن يحقِرَ أخاهُ المُسلمَ ، كلُّ المسلمِ علَى المسلمِ حرامٌ ، دمُهُ ، ومالُهُ ، وَعِرْضُهُ وفي روايةٍ : قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : فذَكَرَ نحوَ حديثِ داودَ ، وزادَ ، ونقصَ وممَّا زادَ فيهِ إنَّ اللَّهَ لا ينظرُ إلى أجسادِكُم ، ولا إلى صورِكُم ، ولَكِن ينظرُ إلى قلوبِكُم وأشارَ بأصابعِهِ إلى صدرِهِ

    شرح الحديث

    نَهى النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَنْ مَساوئِ الأخلاقِ، ومِنها- كما جاءَ في هذا الحديثِ-: الحسدُ؛ فَأمَرَ بَألَّا يحسُدَ بعضُنا بعضًا، والحسدُ هو تَمَنِّي زوالِ نِعمةِ المحسودِ، وهو اعتراضٌ على اللهِ تعالى له حيثُ أنعَمَ على غيرِه معَ محاولَتِه نَقضَ فِعلِه وإزالَةِ فضلِه، ومنها: النَّجْشُ: فَأمرَ بِألَّا يَنْجُشَ بعضُنا على بعضٍ، وهو أنْ يَزيدَ في السِّلعةِ لا لِرغبةٍ فيها بَلْ؛ لِيخدعَ غيرَه ليشتريها بسعرٍ زائدٍ، سواءٌ كان بِمُواطأةِ البائعِ أم لا؛ لأنَّه غِشٌّ وخداعٌ. ومنها: التَّباغضُ: فأمرَ ألَّا يَبغَضَ بعضُنا بعضًا، أي: لا يَتَعاطى الرَّجَلُ أسبابَ البُغضِ؛ لأنَّه قهريٌّ كَالحُبِّ لا قدرةَ لِلإنسانِ على اكتسابِه ولا يملِكُ التَّصرُّفَ فيه، وهو النُّفرةُ عَنِ الشَّيءِ لِمعنًى فيه مستقبحٍ وتُرادِفُه الكراهةُ، ثُمَّ هو بَيْنَ اثْنينِ، إمَّا مِن جَانِبَيهِما أو مِن جانبِ أحدِهما، وعلى كلٍّ فهو لغيرِ اللهِ تعالى مَنهيٌّ عنه. ومنها: التَّدابرُ: فَأمرَ ألَّا يُدبِرَ بعضُنا عَنْ بعضٍ، أي: يُعرِضُ عمَّا يجبُ له مِن حقوقِ الإسلامِ كَالإعانةِ والنَّصرِ، وعدمِ الهجرانِ في الكلامِ أكثرَ مِن ثلاثةِ أيَّامٍ إلا لِعُذرٍ شَرعيٍّ. ومنها: البيعُ على بيعِ بعضٍ: فَأمرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِألَّا يَبيعَ بعضُنا على بيعِ بعضٍ؛ فَلا يجوزُ لأحدٍ بِغيرِ إذنِ البائعِ أنْ يقولَ لِمُشتري سِلعةٍ في زَمنِ الخيارِ: افسخْ هذا البيعَ وأنا أَبيعُكَ مِثلَه بِأرخصَ مِن ثَمنِه أو أجودَ منه بِثمنِه؛ وذلك لِمَا فيه مِنَ الإيذاءِ الْمُوجبِ لِلتَّنافرِ وَالبُغضِ. ثُمَّ يأمرُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ نكونَ عِبادَ اللهِ إخوانًا، ونأخذَ بِأسبابِ كلِّ ما يُوصلُنا لِمثلِ هذا مِنَ المودَّةِ وَالرِّفقِ وَالشَّفقةِ وَالملاطفةِ والتَّعاونِ في الخيرِ مع صفاءِ القلْبِ والنَّصيحةِ بِكلِّ حالٍ، ويقول: المسلمُ أخو المسلمِ، أي: الأُخوَّةُ الدِّينيَّةُ، وهي أعظمُ مِنَ الأخوَّةِ الحقيقيَّةِ؛ لأنَّ ثمرةَ هذه دنيويةٌ وثمرةَ تلك أُخرويَّةٌ، لا يَظلِمُه "ولا يَخذلُه"، أي: ولا يَتركُ إِعانتَه ونَصرَه، "ولا يَحقرُه"، أي: لا يَستصِغرُ شأنَه ويَضعُ مِن قَدْرِه؛ فَالاحتقارُ نَاشئٌ عَنِ الكبْرِ فهو بذلكَ يحتقرُ غَيرَه ويَراه بِعينِ النَّقصِ، ولا يَراه أهلًا لأنْ يَقومَ بِحقِّه. "التَّقوى هَاهنا" التقوى هي اجتنابُ عذابِ اللهِ بِفعلِ المأمورِ وترْكِ المحظورِ، وَأشارَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِيدِه إلى صَدْرِه ثلاثَ مرَّاتٍ، أي: محلِّ مَادَّتِها مِنَ الخوفِ الحاصِلِ عليها القلبُ، الَّذي هو عِندَ الصَّدرِ. "بِحسْبِ امْرئٍ"، أي: يَكفي الإنسانَ مِنَ الشَّرِّ؛ وذلكَ لِعِظَمِه في الشَّرِّ، كافٍ له عَنِ اكتسابٍ آخَرَ؛ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المسلمَ. كلُّ المسلمِ على المسلمِ حَرامٌ دمُه ومالُه وعِرضُه؛ فلا يَقتُلُ مسلمٌ مسلمًا أو يَسرِقُه أو يَزني بحَريمِه. "إنَّ اللهَ لا ينظرُ إلى أجسادِكم، ولا إلى صُورِكم، ولكنْ ينظرُ إلى قُلوبِكم وأَشارَ بِأصابِعِه إلى صدْرِه"، فَاللهُ سبحانه وتعالى لا ينظرُ إلى أَجسامِ العباد؛ هلْ هي كبيرةٌ أو صغيرةٌ، أو صحيحةٌ أو سقيمةٌ، ولا ينظرُ إلى الصُّورِ؛ هل هي جميلةٌ أو ذميمةٌ؛ كلُّ هذا ليس بِشيءٍ عندَ اللهِ، وكذلكَ لا يَنظرُ إلى الأنسابِ؛ هلْ هي رفيعةٌ أو دنيئةٌ، ولا ينظرُ إلى الأموالِ ولا ينظرُ إلى شيءٍ مِن هذا أبدًا، لَيسَ بَيْنَ اللهِ وبَيْنَ خلْقِه صلةٌ إلا بِالتَّقْوى؛ فمَنْ كان للهِ أتقى كان مِنَ اللهِ أقربَ وكان عندَ اللهِ أكرمَ؛ إذَنْ فعلى المَرْءِ ألَّا يَفخرَ بِمالِه ولا بِجَمالِه ولا بِبدنِه ولا بِأولادِه ولا بِقُصوره ولا بِسيَّارتِه، ولا بِشيءٍ مِن هذه الدُّنْيا أبدًا، إنَّما إذا وفَّقه اللهُ لِلتَّقوى؛ فهذا مِن فضلِ اللهِ عليه؛ فَلْيحمدِ اللهَ عليه، وإنْ خُذِلَ فلا يَلومَنَّ إلَّا نفْسَه. في الحديثِ: تحريمُ دمِ المسلمِ ومالِه، وعِرضِه، وتحريمُ خِذلانِه وخِيانتِه واحتقارِه، وأنْ يُحدِّثَه كذِبًا. وفيه: أنَّ التَّقوى في القلبِ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 37 مشاهدة 0 معاينة
  • تُفتَحُ أبوابُ الجنَّةِ يومَ الاثنينِ ، ويومَ الخميسِ ، فيُغفَرُ لِكُلِّ عبدٍ لا يشرِكُ باللَّهِ شيئًا ، إلَّا رجلًا كانت بينَهُ وبينَ أخيهِ شحناءُ ، فيُقالُ : أنظِروا هذَينِ حتَّى يصطلِحا ، أنظِروا هذَينِ حتَّى يصطلِحا ، أنظِروا هذَينِ حتَّى يصطلِحا غيرَ أنَّ في حديثِ الدَّراورديِّ إلَّا المتَهاجرَينِ مِن روايةِ ابنِ عبدةَ ، وقالَ قُتَيْبةُ : إلَّا المُهْتجرَينِ

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُبَيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ أبوابَ الجنَّةِ، أي: أبوابَ طبقَاتِها أو غُرفِها ودرجاتِها تُفْتَحُ يومَ الإِثْنينِ ويومَ الخميسِ، أي: لِكثرةِ الرَّحمةِ النَّازلةِ فِيهما الباعثةِ على المغفرةِ؛ فيغفرُ فيهما لكلٍّ عبدٍ لا يُشرِكُ بِاللهِ شيئًا وهو صرْفُ العبادةِ لِغيرِ اللهِ، إلَّا رجلًا كانتْ بينه، أي: بَيْنَ الرَّجُلِ وبَيْنَ أَخيهِ المسلمِ "شَحناءُ"، أي: عَداوةٌ تَملأُ القلبَ؛ وقيل: إلَّا الْمُتهاجِرَينِ أو إلَّا الْمُهتَجِرَيْنِ: مِنَ التَّهاجُرِ، أي: مُتَقاطِعَيْنِ لأمرٍ لا يَقتَضِي ذلك؛ فَيُقالُ: "أَنْظِرُوا"، أي: أَمْهِلُوا هَذَيْنِ، أي: الرَّجُلينِ وَأخِّروا مَغفرَتَهما مِن ذُنوبِهما حتَّى يَصطَلِحا، أي: يَتَصالَحَا، وَيَزولَ عَنْهُما الشَّحناءُ فَلا يُفيدُ التَّصالحُ لِلسُّمعةِ وَالرِّياءِ، والظَّاهرُ أنَّ مغفرةَ كلٍّ واحدٍ مُتوقِّفَةٌ على صفائِه، وزَوالِ عَداوتِه سواءٌ صفَا صاحبُه أم لا، واللهُ أعلمُ.
    في الحديثِ: النَّهيُ عَنِ التَّهاجُرِ وَالشَّحناءِ بَيْنَ المسلِمينَ.
    وفيه: فَضْلُ يومَيِ الإِثْنَينِ وَالخميسِ.
    وفيه: إخبارُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَنِ الغَيبِيَّاتِ.

    صحيح مسلم

    تُفتَحُ أبوابُ الجنَّةِ يومَ الاثنينِ ، ويومَ الخميسِ ، فيُغفَرُ لِكُلِّ عبدٍ لا يشرِكُ باللَّهِ شيئًا ، إلَّا رجلًا كانت بينَهُ وبينَ أخيهِ شحناءُ ، فيُقالُ : أنظِروا هذَينِ حتَّى يصطلِحا ، أنظِروا هذَينِ حتَّى يصطلِحا ، أنظِروا هذَينِ حتَّى يصطلِحا غيرَ أنَّ في حديثِ الدَّراورديِّ إلَّا المتَهاجرَينِ مِن روايةِ ابنِ عبدةَ ، وقالَ قُتَيْبةُ : إلَّا المُهْتجرَينِ

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُبَيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ أبوابَ الجنَّةِ، أي: أبوابَ طبقَاتِها أو غُرفِها ودرجاتِها تُفْتَحُ يومَ الإِثْنينِ ويومَ الخميسِ، أي: لِكثرةِ الرَّحمةِ النَّازلةِ فِيهما الباعثةِ على المغفرةِ؛ فيغفرُ فيهما لكلٍّ عبدٍ لا يُشرِكُ بِاللهِ شيئًا وهو صرْفُ العبادةِ لِغيرِ اللهِ، إلَّا رجلًا كانتْ بينه، أي: بَيْنَ الرَّجُلِ وبَيْنَ أَخيهِ المسلمِ "شَحناءُ"، أي: عَداوةٌ تَملأُ القلبَ؛ وقيل: إلَّا الْمُتهاجِرَينِ أو إلَّا الْمُهتَجِرَيْنِ: مِنَ التَّهاجُرِ، أي: مُتَقاطِعَيْنِ لأمرٍ لا يَقتَضِي ذلك؛ فَيُقالُ: "أَنْظِرُوا"، أي: أَمْهِلُوا هَذَيْنِ، أي: الرَّجُلينِ وَأخِّروا مَغفرَتَهما مِن ذُنوبِهما حتَّى يَصطَلِحا، أي: يَتَصالَحَا، وَيَزولَ عَنْهُما الشَّحناءُ فَلا يُفيدُ التَّصالحُ لِلسُّمعةِ وَالرِّياءِ، والظَّاهرُ أنَّ مغفرةَ كلٍّ واحدٍ مُتوقِّفَةٌ على صفائِه، وزَوالِ عَداوتِه سواءٌ صفَا صاحبُه أم لا، واللهُ أعلمُ. في الحديثِ: النَّهيُ عَنِ التَّهاجُرِ وَالشَّحناءِ بَيْنَ المسلِمينَ. وفيه: فَضْلُ يومَيِ الإِثْنَينِ وَالخميسِ. وفيه: إخبارُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَنِ الغَيبِيَّاتِ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 33 مشاهدة 0 معاينة
  • إنَّ اللَّهَ يقولُ يومَ القيامةِ : أينَ المُتحابُّونَ بجلالي ، اليومَ أظلُّهم في ظلِّي . يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلِّي

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُبَيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ يومَ القيامةِ، أي: على رؤوسِ الأشهادِ؛ تَعظيمًا لِبعضِ العِبادِ مِنَ العِبادِ أينَ المتحابُّونَ بِجلالي؟ أي: بِسببِ عَظمتي ولِأجْلِ تعظيمي، أوِ الَّذِينَ يكونُ التَّحاببُ بينهم؛ لِأجْلِ رِضا جَنابِي وجزاءِ ثَوابي؛ اليومَ أُظِلُّهم في ظِلِّي يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلِّي، والمرادُ منه ظِلُّ العرْشِ- كَما في حديثٍ آخَرَ.
    في الحديثِ: سؤالُ اللهِ تعالى عَنِ الْمُتحابِّينَ مع عِلمِه بِمكانِه؛، لِيُنادِيَ بِفضْلِهم في ذلك الموقِفِ.
    وفيه: حَثُّ اللهِ على التَّحابِّ في جَلالِه.
    وفيه: فَضْلُ المحبَّةِ في اللهِ عزَّ وجلَّ.

    صحيح مسلم

    إنَّ اللَّهَ يقولُ يومَ القيامةِ : أينَ المُتحابُّونَ بجلالي ، اليومَ أظلُّهم في ظلِّي . يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلِّي

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُبَيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ يومَ القيامةِ، أي: على رؤوسِ الأشهادِ؛ تَعظيمًا لِبعضِ العِبادِ مِنَ العِبادِ أينَ المتحابُّونَ بِجلالي؟ أي: بِسببِ عَظمتي ولِأجْلِ تعظيمي، أوِ الَّذِينَ يكونُ التَّحاببُ بينهم؛ لِأجْلِ رِضا جَنابِي وجزاءِ ثَوابي؛ اليومَ أُظِلُّهم في ظِلِّي يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلِّي، والمرادُ منه ظِلُّ العرْشِ- كَما في حديثٍ آخَرَ. في الحديثِ: سؤالُ اللهِ تعالى عَنِ الْمُتحابِّينَ مع عِلمِه بِمكانِه؛، لِيُنادِيَ بِفضْلِهم في ذلك الموقِفِ. وفيه: حَثُّ اللهِ على التَّحابِّ في جَلالِه. وفيه: فَضْلُ المحبَّةِ في اللهِ عزَّ وجلَّ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 36 مشاهدة 0 معاينة
  • أنَّ رجلًا زارَ أخًا لَهُ في قريةٍ أخرى ، فأرصدَ اللَّهُ لَهُ ، على مَدرجَتِهِ ، ملَكًا فلمَّا أتى عليهِ ، قالَ : أينَ تريدُ ؟ قالَ : أريدُ أخًا لي في هذِهِ القريةِ ، قالَ : هل لَكَ عليهِ من نعمةٍ تربُّها ؟ قالَ : لا ، غيرَ أنِّي أحببتُهُ في اللَّهِ عزَّ وجلَّ ، قالَ : فإنِّي رسولُ اللَّهِ إليكَ ، بأنَّ اللَّهَ قد أحبَّكَ كما أحببتَهُ فيهِ

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُخبر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ رجلًا زارَ أخًا له، أي: أرادَ زِيارةَ أخيهِ المسلمِ في اللهِ، في قَريةٍ أُخرى، أي: غيرِ مكانِ الزَّائرِ؛ فَأرصدَ اللهُ له على مَدرجَتِه، أي: أعدَّ وهيَّأَ أو أَقعَدَ في طريقِهِ ملِكًا، فلمَّا أتى الرَّجلُ على الملَكِ؛ سألَه الملَكُ: أينَ تُريدُ؟ فَأجابَه: أُريدُ أخًا، أي: زِيارةَ أخٍ لي في هذه القَرْيةِ؛ فَسألَهُ الملَكُ: هلْ لكَ عليه، أي: على الْمَزورِ مِن نِعمةٍ تَربُّها؟ أي: تقومُ بِإصلاحِها وإتماِمها، أي: هلْ هو مَملوكُكَ أو ولدُكَ أو غيرُهما مِمَّنْ هو في نَفقتِكَ وشفقتِكَ؛ لِتحسنَ إليه، و"تَربُّها" مِن رَبَّ فلانٌ الضَّيْعَةَ، أي: أَصلَحَها وأتَمَّها؛ فَأجابَه الرَّجلُ: لا، غيرَ أنِّي أَحببْتُه في اللهِ، أي: ليس لي داعيةٌ إلى زيارتِه إلَّا مَحبَّتِي إيَّاه في طَلَبِ مَرضاةِ اللهِ؛ قالَ الملَكُ لِلرَّجلِ: فَإنِّي رسولُ اللهِ إليكَ بأنَّ اللهَ قدْ أحبَّكَ كما أحببْتَه فيه، أي: إنَّ اللهَ أحبَّكَ لِمحبَّتِكَ صاحبَكَ في اللهِ.
    في الحديثِ: إثباتُ صفةِ الحبِّ والمحبَّةِ للهِ عزَّ وجلَّ، على ما يَليقُ به.
    وفيه:فضلُ المحبَّةِ في اللهِ عزَّ وجلَّ.
    وفيه: فضيلةُ زيارةِ الصَّالحينَ.
    وفيه: أنَّ الآدميِّينَ قد يَرونَ الملائكةَ.

    صحيح مسلم

    أنَّ رجلًا زارَ أخًا لَهُ في قريةٍ أخرى ، فأرصدَ اللَّهُ لَهُ ، على مَدرجَتِهِ ، ملَكًا فلمَّا أتى عليهِ ، قالَ : أينَ تريدُ ؟ قالَ : أريدُ أخًا لي في هذِهِ القريةِ ، قالَ : هل لَكَ عليهِ من نعمةٍ تربُّها ؟ قالَ : لا ، غيرَ أنِّي أحببتُهُ في اللَّهِ عزَّ وجلَّ ، قالَ : فإنِّي رسولُ اللَّهِ إليكَ ، بأنَّ اللَّهَ قد أحبَّكَ كما أحببتَهُ فيهِ

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُخبر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ رجلًا زارَ أخًا له، أي: أرادَ زِيارةَ أخيهِ المسلمِ في اللهِ، في قَريةٍ أُخرى، أي: غيرِ مكانِ الزَّائرِ؛ فَأرصدَ اللهُ له على مَدرجَتِه، أي: أعدَّ وهيَّأَ أو أَقعَدَ في طريقِهِ ملِكًا، فلمَّا أتى الرَّجلُ على الملَكِ؛ سألَه الملَكُ: أينَ تُريدُ؟ فَأجابَه: أُريدُ أخًا، أي: زِيارةَ أخٍ لي في هذه القَرْيةِ؛ فَسألَهُ الملَكُ: هلْ لكَ عليه، أي: على الْمَزورِ مِن نِعمةٍ تَربُّها؟ أي: تقومُ بِإصلاحِها وإتماِمها، أي: هلْ هو مَملوكُكَ أو ولدُكَ أو غيرُهما مِمَّنْ هو في نَفقتِكَ وشفقتِكَ؛ لِتحسنَ إليه، و"تَربُّها" مِن رَبَّ فلانٌ الضَّيْعَةَ، أي: أَصلَحَها وأتَمَّها؛ فَأجابَه الرَّجلُ: لا، غيرَ أنِّي أَحببْتُه في اللهِ، أي: ليس لي داعيةٌ إلى زيارتِه إلَّا مَحبَّتِي إيَّاه في طَلَبِ مَرضاةِ اللهِ؛ قالَ الملَكُ لِلرَّجلِ: فَإنِّي رسولُ اللهِ إليكَ بأنَّ اللهَ قدْ أحبَّكَ كما أحببْتَه فيه، أي: إنَّ اللهَ أحبَّكَ لِمحبَّتِكَ صاحبَكَ في اللهِ. في الحديثِ: إثباتُ صفةِ الحبِّ والمحبَّةِ للهِ عزَّ وجلَّ، على ما يَليقُ به. وفيه:فضلُ المحبَّةِ في اللهِ عزَّ وجلَّ. وفيه: فضيلةُ زيارةِ الصَّالحينَ. وفيه: أنَّ الآدميِّينَ قد يَرونَ الملائكةَ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 32 مشاهدة 0 معاينة
  • من عاد مريضًا ، لم يزلْ في خُرفَةِ الجنَّةِ . قيل : يا رسولَ اللهِ ! وما خُرفَةُ الجنَّةِ ؟ قال : جناها

    شرح الحديث

    عيادةُ المريضِ مِنَ الآدابِ الَّتي حثَّ عليها النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كما في هذا الحديثِ-: مَن عادَ مَريضًا، أي: زارَ مَريضًا، لم يَزلْ في خُرْفَةِ الجنَّة؛ فسألَ الصِّحابةُ: وما خُرْفَةُ الجنَّةِ؟ فَأجابَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: جَناهَا: يعني أنَّه يَجنِي مِن ثمارِ الجنَّةِ مُدَّةَ دَوامِه جالسًا عند هذا المريضِ، أي: في رَوضَتِها وفي الْتِقاطِ فَواكهِ الجنَّةِ ومُجتنَاهَا.
    في الحديثِ: فَضلُ عِيادةِ المريضِ.

    صحيح مسلم

    من عاد مريضًا ، لم يزلْ في خُرفَةِ الجنَّةِ . قيل : يا رسولَ اللهِ ! وما خُرفَةُ الجنَّةِ ؟ قال : جناها

    شرح الحديث

    عيادةُ المريضِ مِنَ الآدابِ الَّتي حثَّ عليها النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كما في هذا الحديثِ-: مَن عادَ مَريضًا، أي: زارَ مَريضًا، لم يَزلْ في خُرْفَةِ الجنَّة؛ فسألَ الصِّحابةُ: وما خُرْفَةُ الجنَّةِ؟ فَأجابَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: جَناهَا: يعني أنَّه يَجنِي مِن ثمارِ الجنَّةِ مُدَّةَ دَوامِه جالسًا عند هذا المريضِ، أي: في رَوضَتِها وفي الْتِقاطِ فَواكهِ الجنَّةِ ومُجتنَاهَا. في الحديثِ: فَضلُ عِيادةِ المريضِ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 32 مشاهدة 0 معاينة
  • إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ ، يومَ القيامةِ : يا بنَ آدمَ ! مرِضتُ فلم تعُدْني . قال : يا ربِّ ! كيف أعودُك ؟ وأنت ربُّ العالمين . قال : أما علمتَ أنَّ عبدي فلانًا مرِض فلم تعدْه . أما علمتَ أنَّك لو عدتَه لوجدتني عنده ؟ يا بنَ آدم ! استطعمتُك فلم تُطعمْني . قال : يا ربِّ ! وكيف أُطعِمُك ؟ وأنت ربُّ العالمين . قال : أما علمتَ أنَّه استطعمك عبدي فلانٌ فلم تُطعِمْه ؟ أما علمتَ أنَّك لو أطعمتَه لوجدتَ ذلك عندي ؟ يا بنَ آدمَ ! استسقيتُك فلم تَسقِني . قال : يا ربِّ ! كيف أسقِيك ؟ وأنت ربُّ العالمين . قال : استسقاك عبدي فلانٌ فلم تَسقِه . أما إنَّك لو سقَيْتَه وجدتَ ذلك عندي

    شرح الحديث

    عيادةُ المريضِ مِنَ الآدابِ الَّتي حثَّ عليها النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وفي هذا الحديثِ يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ اللهَ تعالى يقولُ يومَ القيامةِ: يا ابنَ آدمَ، مَرضتُ فلم تَعُدْني، أرادَ به مَرِضَ عبدُه، وإنَّما أضافَ إلى نَفسِه؛ تَشريفًا لِذلكَ العبدِ، قال: يا ربِّ، كيفَ أَعُودُك َوأنتَ ربُّ العالَمِينَ؟! أي: المرضُ إنَّما يكونُ لِلمريضِ العاجزِ، وأنتَ القاهرُ القويُّ المالكُ؛ فكيف أعودُك؟! قال: أمَا علمْتَ أنَّ عَبدي فلانًا مَرِضَ فلم تَعُدْه، أمَا علمْتَ أنَّكَ لو عُدْتَه لَوجدْتَني عِندَه؛ واللهُ تعالى يَستحيلُ عليه الْمَرضُ؛ لأنَّ المرضَ صِفةُ نقْصٍ، واللهُ سبحانه وتعالى مُنَزَّهٌ عَنْ كلِّ نقْصٍ، لكنِ المرادُ بِالمرضِ مرَضُ عبدٍ مِن عبادِه الصَّالحينَ، وَأولياءُ اللهِ سبحانه وتعالى هم خاصَّتُه؛ ثُمَّ يقولُ ربُّ العِزَّةِ: يا ابنَ آدمَ استطعمْتُكَ، أي: طلبْتُ منكَ الطَّعامَ فَلم تُطعِمْني؟ قال: يا ربِّ، كيفَ أُطعمُكَ وأنتَ ربُّ العالَمِينَ؟ أي: والحالُ أنَّكَ تُطعِمُ ولا تُطْعَمُ، وأنتَ غنيٌّ قويٌّ على الإطلاقِ، وإنَّما العاجزُ هو الذي يحتاجُ إلى الإنفاقِ. قال: أمَا علمْتَ أنَّه استطعَمَكَ عبْدِي فلانٌ فلَمْ تُطعمْه، أمَا علِمْتَ أنَّكَ لو أطعمْتَه لَوجدْتَ ذلكَ عِندي، أي: ثوابَ إطعامِه؛ ثُمَّ يقولُ ربُّ العِزَّةِ: يا ابنَ آدمَ، اسْتسقيْتُكَ، أي: طلبْتُ منكَ الماءَ فَلم تَسقِني؟ قال: يا ربِّ، كيفَ أَسقيكَ وأنتَ ربُّ العالَمِينَ؟! أي: مُربِّيهم غيرُ مُحتاجٍ إلى شيءٍ مِنَ الأشياءِ، فضلًا عَنِ الطَّعامِ والماءِ، قال: استسقاكَ عبدي فلانٌ فلم تَسقِهِ؛ أمَا علمْتَ أنَّك َلو سَقيْتَه وجدْتَ ذلك عندي؛ فإنَّ اللهَ لا يُضيعُ أجْرَ الْمُحسنينَ.
    في الحديثِ: بَيانُ أنَّ اللهَ تعالى عالِمٌ بِالكائناتِ يَستوي في عِلْمِه الجزئيَّاتُ وَالكلِّيَّاتُ.
    وفيه: دليلٌ أنَّ الحَسناتِ لا تضيعُ، وأنَّها عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ بمكانٍ.
    وفيه: فضلُ عِيادةِ المريضِ.
    وفيه: فضْلُ الإطعامِ وسُقيَا الماءِ لِلمُحتاجِ.
    وفيه: قُربُ المريضِ مِنَ اللهِ عزَّ وجلَّ.

    صحيح مسلم

    إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ ، يومَ القيامةِ : يا بنَ آدمَ ! مرِضتُ فلم تعُدْني . قال : يا ربِّ ! كيف أعودُك ؟ وأنت ربُّ العالمين . قال : أما علمتَ أنَّ عبدي فلانًا مرِض فلم تعدْه . أما علمتَ أنَّك لو عدتَه لوجدتني عنده ؟ يا بنَ آدم ! استطعمتُك فلم تُطعمْني . قال : يا ربِّ ! وكيف أُطعِمُك ؟ وأنت ربُّ العالمين . قال : أما علمتَ أنَّه استطعمك عبدي فلانٌ فلم تُطعِمْه ؟ أما علمتَ أنَّك لو أطعمتَه لوجدتَ ذلك عندي ؟ يا بنَ آدمَ ! استسقيتُك فلم تَسقِني . قال : يا ربِّ ! كيف أسقِيك ؟ وأنت ربُّ العالمين . قال : استسقاك عبدي فلانٌ فلم تَسقِه . أما إنَّك لو سقَيْتَه وجدتَ ذلك عندي

    شرح الحديث

    عيادةُ المريضِ مِنَ الآدابِ الَّتي حثَّ عليها النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وفي هذا الحديثِ يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ اللهَ تعالى يقولُ يومَ القيامةِ: يا ابنَ آدمَ، مَرضتُ فلم تَعُدْني، أرادَ به مَرِضَ عبدُه، وإنَّما أضافَ إلى نَفسِه؛ تَشريفًا لِذلكَ العبدِ، قال: يا ربِّ، كيفَ أَعُودُك َوأنتَ ربُّ العالَمِينَ؟! أي: المرضُ إنَّما يكونُ لِلمريضِ العاجزِ، وأنتَ القاهرُ القويُّ المالكُ؛ فكيف أعودُك؟! قال: أمَا علمْتَ أنَّ عَبدي فلانًا مَرِضَ فلم تَعُدْه، أمَا علمْتَ أنَّكَ لو عُدْتَه لَوجدْتَني عِندَه؛ واللهُ تعالى يَستحيلُ عليه الْمَرضُ؛ لأنَّ المرضَ صِفةُ نقْصٍ، واللهُ سبحانه وتعالى مُنَزَّهٌ عَنْ كلِّ نقْصٍ، لكنِ المرادُ بِالمرضِ مرَضُ عبدٍ مِن عبادِه الصَّالحينَ، وَأولياءُ اللهِ سبحانه وتعالى هم خاصَّتُه؛ ثُمَّ يقولُ ربُّ العِزَّةِ: يا ابنَ آدمَ استطعمْتُكَ، أي: طلبْتُ منكَ الطَّعامَ فَلم تُطعِمْني؟ قال: يا ربِّ، كيفَ أُطعمُكَ وأنتَ ربُّ العالَمِينَ؟ أي: والحالُ أنَّكَ تُطعِمُ ولا تُطْعَمُ، وأنتَ غنيٌّ قويٌّ على الإطلاقِ، وإنَّما العاجزُ هو الذي يحتاجُ إلى الإنفاقِ. قال: أمَا علمْتَ أنَّه استطعَمَكَ عبْدِي فلانٌ فلَمْ تُطعمْه، أمَا علِمْتَ أنَّكَ لو أطعمْتَه لَوجدْتَ ذلكَ عِندي، أي: ثوابَ إطعامِه؛ ثُمَّ يقولُ ربُّ العِزَّةِ: يا ابنَ آدمَ، اسْتسقيْتُكَ، أي: طلبْتُ منكَ الماءَ فَلم تَسقِني؟ قال: يا ربِّ، كيفَ أَسقيكَ وأنتَ ربُّ العالَمِينَ؟! أي: مُربِّيهم غيرُ مُحتاجٍ إلى شيءٍ مِنَ الأشياءِ، فضلًا عَنِ الطَّعامِ والماءِ، قال: استسقاكَ عبدي فلانٌ فلم تَسقِهِ؛ أمَا علمْتَ أنَّك َلو سَقيْتَه وجدْتَ ذلك عندي؛ فإنَّ اللهَ لا يُضيعُ أجْرَ الْمُحسنينَ. في الحديثِ: بَيانُ أنَّ اللهَ تعالى عالِمٌ بِالكائناتِ يَستوي في عِلْمِه الجزئيَّاتُ وَالكلِّيَّاتُ. وفيه: دليلٌ أنَّ الحَسناتِ لا تضيعُ، وأنَّها عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ بمكانٍ. وفيه: فضلُ عِيادةِ المريضِ. وفيه: فضْلُ الإطعامِ وسُقيَا الماءِ لِلمُحتاجِ. وفيه: قُربُ المريضِ مِنَ اللهِ عزَّ وجلَّ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 31 مشاهدة 0 معاينة
  • ما يصيبُ المؤمنَ من وصبٍ ، ولا نصبٍ ، ولا سقمٍ ، ولا حَزنٍ ، حتَّى الهمَّ يُهمُّه ، إلَّا كفَّر به من سيِّئاتِه

    شرح الحديث

    فضْلُ اللهِ عزَّ وجلَّ على عِبادهِ المؤمنينَ عَظيمٌ، وفي هذا الحديثِ يُوضِّحُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بعضَ صُورِ هذا الفَضلِ مِن اللهِ تَعالى، فيقولُ: "ما يُصيبُ المؤمنَ"، أي: ما يَكونُ مِن ابتِلاءٍ، "مِن وَصَبٍ"، أي: وَجعٍ مُلازِمٍ ومستمِرٍّ لصاحبِهِ، وهو ما يُعرَفُ في عَصرِنا بالمرضِ المزمِنِ،"ولا نَصَبٍ"، أي: وما يشعُرُ به مِن تَعبٍ، "ولا سَقَمٍ"، أي: وما يُصيبُه مِن مرضٍ، "ولا حَزَنٍ"، أي: على فَقْدِه لشيْءٍ أو لِمَا أصابَه، "حتَّى الهمِّ يُهَمُّهُ"- بضمِّ الياءِ وفتْحِ الهاءِ، وضُبِطَ "يُهِمُّه" بضمِّ الياءِ وكسرِ الهاءِ- والهمُّ هو الكَرْبُ والغَمُّ بسببِ مَكروهٍ وقَعَ بهِ، "إلَّا كفَّرَ بهِ من سيِّئاتِه"، أي: إلَّا كانتْ تلكَ الأوجاعُ سببًا في غُفرانِ ذُنوبِه ومحْوِها، وهذا مِن تَطْهيرِ الله تَعالى للمؤمنِ بما يَبْتليهِ بهِ مِن أُمورِ الدُّنيا حتى يُنقِّيهِ من ذُنوبِه فيَلْقى اللهَ خاليًا مِنها، فينعم عليه من فَضلهِ، فيكونُ أمرُ المؤمِنِ كلُّه خيرًا؛ إنْ أصابَتْه سرَّاءُ شَكَرَ، وإنْ أصابَتْه ضرَّاءُ صبرَ، فكانَ خيرًا له. ( )

    صحيح مسلم

    ما يصيبُ المؤمنَ من وصبٍ ، ولا نصبٍ ، ولا سقمٍ ، ولا حَزنٍ ، حتَّى الهمَّ يُهمُّه ، إلَّا كفَّر به من سيِّئاتِه

    شرح الحديث

    فضْلُ اللهِ عزَّ وجلَّ على عِبادهِ المؤمنينَ عَظيمٌ، وفي هذا الحديثِ يُوضِّحُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بعضَ صُورِ هذا الفَضلِ مِن اللهِ تَعالى، فيقولُ: "ما يُصيبُ المؤمنَ"، أي: ما يَكونُ مِن ابتِلاءٍ، "مِن وَصَبٍ"، أي: وَجعٍ مُلازِمٍ ومستمِرٍّ لصاحبِهِ، وهو ما يُعرَفُ في عَصرِنا بالمرضِ المزمِنِ،"ولا نَصَبٍ"، أي: وما يشعُرُ به مِن تَعبٍ، "ولا سَقَمٍ"، أي: وما يُصيبُه مِن مرضٍ، "ولا حَزَنٍ"، أي: على فَقْدِه لشيْءٍ أو لِمَا أصابَه، "حتَّى الهمِّ يُهَمُّهُ"- بضمِّ الياءِ وفتْحِ الهاءِ، وضُبِطَ "يُهِمُّه" بضمِّ الياءِ وكسرِ الهاءِ- والهمُّ هو الكَرْبُ والغَمُّ بسببِ مَكروهٍ وقَعَ بهِ، "إلَّا كفَّرَ بهِ من سيِّئاتِه"، أي: إلَّا كانتْ تلكَ الأوجاعُ سببًا في غُفرانِ ذُنوبِه ومحْوِها، وهذا مِن تَطْهيرِ الله تَعالى للمؤمنِ بما يَبْتليهِ بهِ مِن أُمورِ الدُّنيا حتى يُنقِّيهِ من ذُنوبِه فيَلْقى اللهَ خاليًا مِنها، فينعم عليه من فَضلهِ، فيكونُ أمرُ المؤمِنِ كلُّه خيرًا؛ إنْ أصابَتْه سرَّاءُ شَكَرَ، وإنْ أصابَتْه ضرَّاءُ صبرَ، فكانَ خيرًا له. ( )

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 36 مشاهدة 0 معاينة