• بينا أنا أُصلِّي معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . إذ عطَس رجلٌ منَ القومِ . فقلتُ : يرحمُك اللهُ ! فرَماني القومُ بأبصارِهم . فقلتُ : واثُكلَ أُمِّياه ! ما شأنُكم ؟ تَنظُرونَ إليَّ . فجعَلوا يَضرِبونَ بأيديهم على أفخاذِهم . فلما رأيتُهم يُصَمِّتونَني . لكني سكَتُّ . فلما صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . فبِأبي هو وأمِّي ! ما رأيتُ مُعَلِّمًا قبلَه ولا بعدَه أحسنَ تَعليمًا منه . فواللهِ ! ما كهَرَني ولا ضرَبَني ولا شتَمَني . قال إنَّ هذه الصلاةَ لا يَصلُحُ فيها شيءٌ من كلامِ الناسِ . إنما هو التسبيحُ والتكبيرُ وقراءةُ القرآنِ . أو كما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! إني حديثُ عهدٍ بجاهليةٍ . وقد جاء اللهُ بالإسلامِ . وإنَّ مِنَّا رجالًا يأتونَ الكُهَّانَ . قال فلا تأتِهم قال : ومِنَّا رجالٌ يتطيَّرونَ . قال ذاك شيءٌ يَجِدونه في صدورِهم . فلا يَصُدَّنَّهم ( قال ابنُ المصباحِ : فلا يصُدَّنَّكم ) قال قلتُ : ومنا رجالٌ يَخُطُّون . قال كان نبيٌّ منَ الأنبياءِ يَخُطُّ . فمَن وافَق خَطُّه فذاك قال : وكانتْ لي جاريةٌ تَرعى غنمًا لي قِبَلَ أُحُدٍ والجَوَّانِيَّةِ . فاطَّلَعتُ ذاتَ يومٍ فإذا الذيبُ [ الذئبُ ؟ ؟ ] قد ذهَب بشاةٍ من غنمِها . وأنا رجلٌ من بني آدَمَ . آسَفُ كما يأسَفونَ . لكني صكَكْتُها صكَّةً . فأتَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فعظَّم ذلك عليَّ . قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! أفلا أُعتِقُها ؟ قال ائتِني بها فأتَيتُه بها . فقال لها أينَ اللهُ ؟ قالتْ : في السماءِ . قال مَن أنا ؟ قالتْ : أنت رسولُ اللهِ . قال أَعتِقْها . فإنها مؤمنةٌ .

    شرح الحديث

    يَحكي مُعاويةُ بنُ الحَكَمِ رضي الله عنه أنَّه بينما كان يُصلِّي مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذْ عطَس رجلٌ في أثناءِ الصَّلاةِ، فقلتُ وأنا في الصَّلاة: يرحَمُك اللهُ، فرَماني القومُ بأبصارِهم، أي: نظَروا إليَّ إنكارًا وزجرًا وتشديدًا كما يُرمَى بالسَّهمِ؛ كيلا أتكلَّمَ في الصَّلاةِ، فقلتُ: واثُكْلَ أُمِّيَاهْ "والثُّكل" فقدانُ المرأةِ ولدَها، وحزنُها عليه لفقدِه، والمعنى: وَافَقْدَها لي؛ فإنِّي هلكتُ، ما شأنُكم؟ أي: ما أمرُكم؟ تنظرون إليَّ نظرَ الغضَب، فجعَلوا، أي: شرَعوا، يَضرِبون بأيديهم على أفخاذِهم، أي: زيادةً في الإنكار عليَّ، وهذا محمولٌ على أنَّه كان قبل أن يُشرَعَ التَّسبيحُ لِمَن نابَهُ شيءٌ في صلاتِه للرِّجال، والتَّصفيقُ للنِّساء، يُصمِّتونني، أي: يُسكِّتونني، يعني: يأمرونني بالصَّمتِ والسُّكوت ويُشيرون إليَّ، لكنِّي سكَتُّ، فلمَّا صلَّى رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أي: فرَغ مِن الصَّلاة، فبِأبِي هو وأُمِّي، أي: فِداه أَبي وأمِّي، ما رأَيْتُ مُعلِّمًا قبله ولا بعدَه أحسَنَ تعليمًا منه، أي: اشتغَل بتعليمي بالرِّفقِ وحُسنِ الكلامِ؛ فواللهِ ما كَهَرني، أي: ما انتهَرني وزجَرني، أو ما استقبَلني بوجهٍ عَبُوسٍ، ولا ضَرَبني ولا شتَمني، أي: ما أغلَظَ لي في القولِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ هذه الصَّلاةَ، أي: جنسَ الصَّلاةِ، فيشمَلُ الفرائضَ وغيرَها، لا يصلُحُ، أي: لا يحِلُّ فيها شيءٌ مِن كلامِ النَّاسِ، أي: ما يجري في مُخاطباتِهم ومُحاوراتِهم، إنَّما هي، أي: الصَّلاةُ، التَّسبيحُ والتَّكبيرُ وقراءةُ القرآنِ.
    ويَحكي مُعاويةُ بنُ الحَكَمِ رضي الله عنه، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي حديثُ عهدٍ بجاهليَّةٍ، وما قبل ورودِ الشَّرعِ يُسمَّى جاهليَّةً؛ لكثرةِ جهالاتِهم وفُحشِها، يعني: انتقلتُ عنِ الكُفرِ إلى الإسلامِ ولم أعرِفْ بعدُ أحكامَ الدِّينِ، وقد جاءَنا اللهُ بالإسلامِ، وإنَّ منَّا رجالًا يأتون الكُهَّانَ، جمعُ كاهنٍ، وهو مَن يَتعاطَى الأخبارَ عنِ الكوائنِ في المُستقبَلِ، ويدَّعي معرفةَ الأسرارِ، فأجابه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بألَّا يأتيَهم، ثمَّ قال معاويةُ رضي الله عنه: ومنَّا رجالٌ يَتطيَّرونَ، و"التَّطيُّرُ" هو التَّشاؤمُ بمرئيٍّ أو مسموعٍ، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ذاك، أي: التَّطيُّرُ، شيءٌ يجِدونَه في صدورِهم، أي: ليس له أصلٌ يُستندُ إليه، ولا له برهانٌ يُعتمَدُ عليه، ولا هو في كتابٍ نازلٍ مِن لديه، فلا يصُدَّنَّهم، أي: لا يمنَعَنَّهم عمَّا هم فيه، ثمَّ قال معاويةُ رضي الله عنه: ومنَّا رجالٌ يخُطُّون، يُشيرُ إلى عِلمِ الرَّملِ والخَطِّ عند العرَبِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كان نبيٌّ مِن الأنبياءِ يخُطُّ، فمَن وافَق فيما يخُطُّه خطَّه، فذاك، أي: فهو المُصيبُ، والمعنى: لو وافَق خطُّ الرَّجلِ خطَّ ذلك النَّبيِّ فهو مُباحٌ، لكن لا سبيلَ إلى معرفةِ موافقتِه؛ فلا سبيلَ إلى العملِ بالخطِّ.
    ثمَّ قال مُعاويةُ رضي الله عنه: وكانت لي جاريةٌ، أي: أَمَةٌ، تَرْعَى غنَمًا لي قِبَلَ أُحُدٍ والجَوَّانيَّةِ، وهي أرضٌ مِن عمَلِ الفروعِ مِن جِهة المدينةِ، فاطَّلعتُ ذاتَ يوم فإذا الذِّئبُ قد ذهب بشاةٍ مِن غنَمِها، وأنا رجلٌ مِن بني آدمَ، آسَفُ كما يأسَفونَ، أي: أغضَبُ على الجاريةِ، أو أحزَنُ على الشَّاةِ، لكنِّي صكَكْتُها صَكَّةً، أي: لطَمْتُها، فأتيتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فعظَّمَ ذلك علَيَّ، أي: كثَّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذلك الأمرَ أو الضَّربَ علَيَّ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أفلا أُعتِقُها؟ قال: ائتِني بها، فأتيتُه بها، فقال لها: أين اللهُ؟ أي: أين المعبودُ المُستحِقُّ الموصوفُ بصفاتِ الكمالِ؟ قالت: في السَّماءِ، قال: مَن أنا؟ قالت: أنتَ رسولُ اللهِ، قال: أعتِقْها؛ فإنَّها مؤمنةٌ، وما ذاك إلَّا لأنَّ إيمانَها بأنَّ اللهَ في السَّماءِ فوق العرشِ يدُلُّ على إخلاصِها للهِ وتوحيدِها للهِ، وأنَّها مؤمنةٌ به سبحانه، ومؤمنةٌ برسولِه محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
    في الحديثِ: النَّهيُ عن تشميتِ العاطسِ في الصَّلاةِ.
    وفيه: التَّخلُّقُ بخُلُقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الرِّفقِ بالجاهلِ، وحُسنِ تعليمِه، واللُّطفِ به، وتقريبِ الصَّوابِ إلى فهمِه.
    وفيه: النَّهيُ عن إتيانِ الكهَّانِ.
    وفيه: حُسنُ معاملةِ الإسلامِ للخدَمِ والإماءِ.
    وفيه: أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ في السَّماءِ فوقَ عَرشِه فوقَ جَميعِ الخَلْقِ سبحانه وتعالى، بائنٌ مِنهم، وهو- مع عُلوِّه سبحانه- معهم يَعلَمُ كلَّ شيءٍ، ويُحيطُ سبحانه بكُلِّ شيءٍ

    صحيح مسلم

    بينا أنا أُصلِّي معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . إذ عطَس رجلٌ منَ القومِ . فقلتُ : يرحمُك اللهُ ! فرَماني القومُ بأبصارِهم . فقلتُ : واثُكلَ أُمِّياه ! ما شأنُكم ؟ تَنظُرونَ إليَّ . فجعَلوا يَضرِبونَ بأيديهم على أفخاذِهم . فلما رأيتُهم يُصَمِّتونَني . لكني سكَتُّ . فلما صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . فبِأبي هو وأمِّي ! ما رأيتُ مُعَلِّمًا قبلَه ولا بعدَه أحسنَ تَعليمًا منه . فواللهِ ! ما كهَرَني ولا ضرَبَني ولا شتَمَني . قال إنَّ هذه الصلاةَ لا يَصلُحُ فيها شيءٌ من كلامِ الناسِ . إنما هو التسبيحُ والتكبيرُ وقراءةُ القرآنِ . أو كما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! إني حديثُ عهدٍ بجاهليةٍ . وقد جاء اللهُ بالإسلامِ . وإنَّ مِنَّا رجالًا يأتونَ الكُهَّانَ . قال فلا تأتِهم قال : ومِنَّا رجالٌ يتطيَّرونَ . قال ذاك شيءٌ يَجِدونه في صدورِهم . فلا يَصُدَّنَّهم ( قال ابنُ المصباحِ : فلا يصُدَّنَّكم ) قال قلتُ : ومنا رجالٌ يَخُطُّون . قال كان نبيٌّ منَ الأنبياءِ يَخُطُّ . فمَن وافَق خَطُّه فذاك قال : وكانتْ لي جاريةٌ تَرعى غنمًا لي قِبَلَ أُحُدٍ والجَوَّانِيَّةِ . فاطَّلَعتُ ذاتَ يومٍ فإذا الذيبُ [ الذئبُ ؟ ؟ ] قد ذهَب بشاةٍ من غنمِها . وأنا رجلٌ من بني آدَمَ . آسَفُ كما يأسَفونَ . لكني صكَكْتُها صكَّةً . فأتَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فعظَّم ذلك عليَّ . قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! أفلا أُعتِقُها ؟ قال ائتِني بها فأتَيتُه بها . فقال لها أينَ اللهُ ؟ قالتْ : في السماءِ . قال مَن أنا ؟ قالتْ : أنت رسولُ اللهِ . قال أَعتِقْها . فإنها مؤمنةٌ .

    شرح الحديث

    يَحكي مُعاويةُ بنُ الحَكَمِ رضي الله عنه أنَّه بينما كان يُصلِّي مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذْ عطَس رجلٌ في أثناءِ الصَّلاةِ، فقلتُ وأنا في الصَّلاة: يرحَمُك اللهُ، فرَماني القومُ بأبصارِهم، أي: نظَروا إليَّ إنكارًا وزجرًا وتشديدًا كما يُرمَى بالسَّهمِ؛ كيلا أتكلَّمَ في الصَّلاةِ، فقلتُ: واثُكْلَ أُمِّيَاهْ "والثُّكل" فقدانُ المرأةِ ولدَها، وحزنُها عليه لفقدِه، والمعنى: وَافَقْدَها لي؛ فإنِّي هلكتُ، ما شأنُكم؟ أي: ما أمرُكم؟ تنظرون إليَّ نظرَ الغضَب، فجعَلوا، أي: شرَعوا، يَضرِبون بأيديهم على أفخاذِهم، أي: زيادةً في الإنكار عليَّ، وهذا محمولٌ على أنَّه كان قبل أن يُشرَعَ التَّسبيحُ لِمَن نابَهُ شيءٌ في صلاتِه للرِّجال، والتَّصفيقُ للنِّساء، يُصمِّتونني، أي: يُسكِّتونني، يعني: يأمرونني بالصَّمتِ والسُّكوت ويُشيرون إليَّ، لكنِّي سكَتُّ، فلمَّا صلَّى رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أي: فرَغ مِن الصَّلاة، فبِأبِي هو وأُمِّي، أي: فِداه أَبي وأمِّي، ما رأَيْتُ مُعلِّمًا قبله ولا بعدَه أحسَنَ تعليمًا منه، أي: اشتغَل بتعليمي بالرِّفقِ وحُسنِ الكلامِ؛ فواللهِ ما كَهَرني، أي: ما انتهَرني وزجَرني، أو ما استقبَلني بوجهٍ عَبُوسٍ، ولا ضَرَبني ولا شتَمني، أي: ما أغلَظَ لي في القولِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ هذه الصَّلاةَ، أي: جنسَ الصَّلاةِ، فيشمَلُ الفرائضَ وغيرَها، لا يصلُحُ، أي: لا يحِلُّ فيها شيءٌ مِن كلامِ النَّاسِ، أي: ما يجري في مُخاطباتِهم ومُحاوراتِهم، إنَّما هي، أي: الصَّلاةُ، التَّسبيحُ والتَّكبيرُ وقراءةُ القرآنِ. ويَحكي مُعاويةُ بنُ الحَكَمِ رضي الله عنه، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي حديثُ عهدٍ بجاهليَّةٍ، وما قبل ورودِ الشَّرعِ يُسمَّى جاهليَّةً؛ لكثرةِ جهالاتِهم وفُحشِها، يعني: انتقلتُ عنِ الكُفرِ إلى الإسلامِ ولم أعرِفْ بعدُ أحكامَ الدِّينِ، وقد جاءَنا اللهُ بالإسلامِ، وإنَّ منَّا رجالًا يأتون الكُهَّانَ، جمعُ كاهنٍ، وهو مَن يَتعاطَى الأخبارَ عنِ الكوائنِ في المُستقبَلِ، ويدَّعي معرفةَ الأسرارِ، فأجابه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بألَّا يأتيَهم، ثمَّ قال معاويةُ رضي الله عنه: ومنَّا رجالٌ يَتطيَّرونَ، و"التَّطيُّرُ" هو التَّشاؤمُ بمرئيٍّ أو مسموعٍ، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ذاك، أي: التَّطيُّرُ، شيءٌ يجِدونَه في صدورِهم، أي: ليس له أصلٌ يُستندُ إليه، ولا له برهانٌ يُعتمَدُ عليه، ولا هو في كتابٍ نازلٍ مِن لديه، فلا يصُدَّنَّهم، أي: لا يمنَعَنَّهم عمَّا هم فيه، ثمَّ قال معاويةُ رضي الله عنه: ومنَّا رجالٌ يخُطُّون، يُشيرُ إلى عِلمِ الرَّملِ والخَطِّ عند العرَبِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كان نبيٌّ مِن الأنبياءِ يخُطُّ، فمَن وافَق فيما يخُطُّه خطَّه، فذاك، أي: فهو المُصيبُ، والمعنى: لو وافَق خطُّ الرَّجلِ خطَّ ذلك النَّبيِّ فهو مُباحٌ، لكن لا سبيلَ إلى معرفةِ موافقتِه؛ فلا سبيلَ إلى العملِ بالخطِّ. ثمَّ قال مُعاويةُ رضي الله عنه: وكانت لي جاريةٌ، أي: أَمَةٌ، تَرْعَى غنَمًا لي قِبَلَ أُحُدٍ والجَوَّانيَّةِ، وهي أرضٌ مِن عمَلِ الفروعِ مِن جِهة المدينةِ، فاطَّلعتُ ذاتَ يوم فإذا الذِّئبُ قد ذهب بشاةٍ مِن غنَمِها، وأنا رجلٌ مِن بني آدمَ، آسَفُ كما يأسَفونَ، أي: أغضَبُ على الجاريةِ، أو أحزَنُ على الشَّاةِ، لكنِّي صكَكْتُها صَكَّةً، أي: لطَمْتُها، فأتيتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فعظَّمَ ذلك علَيَّ، أي: كثَّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذلك الأمرَ أو الضَّربَ علَيَّ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أفلا أُعتِقُها؟ قال: ائتِني بها، فأتيتُه بها، فقال لها: أين اللهُ؟ أي: أين المعبودُ المُستحِقُّ الموصوفُ بصفاتِ الكمالِ؟ قالت: في السَّماءِ، قال: مَن أنا؟ قالت: أنتَ رسولُ اللهِ، قال: أعتِقْها؛ فإنَّها مؤمنةٌ، وما ذاك إلَّا لأنَّ إيمانَها بأنَّ اللهَ في السَّماءِ فوق العرشِ يدُلُّ على إخلاصِها للهِ وتوحيدِها للهِ، وأنَّها مؤمنةٌ به سبحانه، ومؤمنةٌ برسولِه محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. في الحديثِ: النَّهيُ عن تشميتِ العاطسِ في الصَّلاةِ. وفيه: التَّخلُّقُ بخُلُقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الرِّفقِ بالجاهلِ، وحُسنِ تعليمِه، واللُّطفِ به، وتقريبِ الصَّوابِ إلى فهمِه. وفيه: النَّهيُ عن إتيانِ الكهَّانِ. وفيه: حُسنُ معاملةِ الإسلامِ للخدَمِ والإماءِ. وفيه: أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ في السَّماءِ فوقَ عَرشِه فوقَ جَميعِ الخَلْقِ سبحانه وتعالى، بائنٌ مِنهم، وهو- مع عُلوِّه سبحانه- معهم يَعلَمُ كلَّ شيءٍ، ويُحيطُ سبحانه بكُلِّ شيءٍ

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 78 مشاهدة 0 معاينة
  • رآني عبدُاللهِ بنُ عُمَرَ وأنا أعبَثُ بالحَصى في الصلاةِ . فلما انصَرَف نَهاني . فقال : اصنَعْ كما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصنَعُ . فقلتُ : وكيف كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصنَعُ ؟ قال : كان إذا جلَس في الصلاةِ ، وضَع كفَّه اليُمنى على فخِذِه اليُمنى . وقبَض أصابعَه كلَّها . وأشار بإصبَعِه التي تلي الإبهامَ . ووضَع كفَّه اليُسرى على فخِذِه اليُسرى .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يَقولُ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحمَنِ المُعاوِيُّ: رآني عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ وأنا أَعبَثُ بالحَصى، أي: أُحرِّكُ الحَصَى وأنا في الصَّلاةِ، فلمَّا انصرَف مِن الصَّلاةِ نَهاني، يَحتَمِلُ أن يَكونَ عَبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ في الصَّلاةِ أيضًا، وينظُرُ إليه على غَيرِ قَصْدٍ فأخَّرَ تَعليمَه بسبَبِ الصَّلاةِ، وأخبَرَ أنَّه لا يجوزُ العَبَثُ في الصَّلاةِ بشَيءٍ مِن الأشياءِ، ثُمَّ علَّمَه كَيفَ كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصنَعُ في الصَّلاةِ، فقال له: اصنَعْ كما كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصنَعُ أي كصَنعِه في جُلوسِه للصَّلاةِ. فقال له لمَّا أَمَرَه ابنُ عُمَرَ: وكيف كان يَصنَعُ، أي كيف كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصنَعُ؟ حتَّى أَقتدِيَ به في صُنعِه، فوَصفَ له ابنُ عُمَرَ جُلوسَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا جَلَسَ في الصَّلاةِ وَضَعَ كَفَّه اليُمنى على فَخِذِه اليُمنى. وقَبَضَ أصابِعَه كلَّها، ولا شكَّ أنَّ وَضْعَ الكفِّ مع قَبضِ الأصابعِ لا يَتحقَّقُ حقيقَةً؛ فالمرادُ- واللهُ أعلمُ- وَضعُ الكَفِّ ثُمَّ قبضُ الأصابعِ بعدَ ذلك عندَ الإشارةِ، "وأشار بإصبَعِه"، أي: السَّبَّابَةِ الَّتي تَلي الإبهامَ، "ووضَع كفَّه اليُسرى على فَخِذِه اليُسرى"، أي: تكونُ اليُسرى مَبسوطةً؛ واليُمنى في الصَّلاةِ مَشغولةً بالإشارَةِ في التَّشهُّدِ، ويظهر من هذا أنَّ على اليَدينِ عملًا في الصَّلاةِ يَشتغلانِ به فيها، فكان ابنُ عُمَرَ أشغَلَهما بما في السُّنَّةِ .

    صحيح مسلم

    رآني عبدُاللهِ بنُ عُمَرَ وأنا أعبَثُ بالحَصى في الصلاةِ . فلما انصَرَف نَهاني . فقال : اصنَعْ كما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصنَعُ . فقلتُ : وكيف كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصنَعُ ؟ قال : كان إذا جلَس في الصلاةِ ، وضَع كفَّه اليُمنى على فخِذِه اليُمنى . وقبَض أصابعَه كلَّها . وأشار بإصبَعِه التي تلي الإبهامَ . ووضَع كفَّه اليُسرى على فخِذِه اليُسرى .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يَقولُ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحمَنِ المُعاوِيُّ: رآني عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ وأنا أَعبَثُ بالحَصى، أي: أُحرِّكُ الحَصَى وأنا في الصَّلاةِ، فلمَّا انصرَف مِن الصَّلاةِ نَهاني، يَحتَمِلُ أن يَكونَ عَبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ في الصَّلاةِ أيضًا، وينظُرُ إليه على غَيرِ قَصْدٍ فأخَّرَ تَعليمَه بسبَبِ الصَّلاةِ، وأخبَرَ أنَّه لا يجوزُ العَبَثُ في الصَّلاةِ بشَيءٍ مِن الأشياءِ، ثُمَّ علَّمَه كَيفَ كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصنَعُ في الصَّلاةِ، فقال له: اصنَعْ كما كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصنَعُ أي كصَنعِه في جُلوسِه للصَّلاةِ. فقال له لمَّا أَمَرَه ابنُ عُمَرَ: وكيف كان يَصنَعُ، أي كيف كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصنَعُ؟ حتَّى أَقتدِيَ به في صُنعِه، فوَصفَ له ابنُ عُمَرَ جُلوسَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا جَلَسَ في الصَّلاةِ وَضَعَ كَفَّه اليُمنى على فَخِذِه اليُمنى. وقَبَضَ أصابِعَه كلَّها، ولا شكَّ أنَّ وَضْعَ الكفِّ مع قَبضِ الأصابعِ لا يَتحقَّقُ حقيقَةً؛ فالمرادُ- واللهُ أعلمُ- وَضعُ الكَفِّ ثُمَّ قبضُ الأصابعِ بعدَ ذلك عندَ الإشارةِ، "وأشار بإصبَعِه"، أي: السَّبَّابَةِ الَّتي تَلي الإبهامَ، "ووضَع كفَّه اليُسرى على فَخِذِه اليُسرى"، أي: تكونُ اليُسرى مَبسوطةً؛ واليُمنى في الصَّلاةِ مَشغولةً بالإشارَةِ في التَّشهُّدِ، ويظهر من هذا أنَّ على اليَدينِ عملًا في الصَّلاةِ يَشتغلانِ به فيها، فكان ابنُ عُمَرَ أشغَلَهما بما في السُّنَّةِ .

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 85 مشاهدة 0 معاينة
  • المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللَّهِ منَ المؤمنِ الضَّعيفِ ، وفي كلٍّ خيرٌ ، احرِص على ما ينفعُكَ ، واستِعِن باللَّهِ ولا تعجِزْ ، وإن أصابَكَ شيءٌ ، فلا تقُل : لو أنِّي فعلتُ كان كذا وَكَذا ، ولَكِن قل : قدَّرَ اللَّهُ ، وما شاءَ فعلَ ، فإنَّ لو تَفتحُ عملَ الشَّيطانِ

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ المؤمنَ القويَّ، أي: القادرَ عَلى تَكثيرِ الطَّاعةِ خَيرٌ وأَحبُّ إِلى اللهِ عزَّ وجلَّ منَ المُؤمنِ الضَّعيفِ، أيِ: العاجزِ عنهُ، وَفي كُلٍّ خيرٌ، أي: أَصلُ الخَيرِ مَوجودٌ في كُلٍّ مِنهُما.
    والقُوَّةُ المحمودةُ تَحتمِل وُجوهًا عديدةً؛ فمنها القُوَّة في الطَّاعةِ لشِدَّة البَدنِ وصلابتِه، فيكون أكثرَ عملًا، وأطولَ قيامًا، وأكثر صيامًا وجهادًا وحجًّا. ومِنها القوَّة في عَزيمة النَّفسِ؛ فيكون أقدمَ على العَدوِّ فى الجِهاد وأشدَّ عزيمةً فى تغييرِ المنكَر والصَّبر على إيذاءِ العدوِّ واحتمالِ المكروهِ والمشاقِّ في ذات الله. ومنها القوَّةُ بالمالِ والغِنَى؛ فيكون أكثرَ نفقةً في الخير وأقلَّ ميلًا إلى طلب الدُّنيا، والحِرص على جمْعِ شيءٍ فيها. وغير ذلك مِن وجوهِ القُوَّة.
    ويَأمُرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالحِرْصِ عَلى ما يَنفَعُ، أي: مِن أُمورِ الدِّينِ، ويَأمُر بالاستعانَةِ باللهِ، أي: عَلى الأَفعالِ والأعمال الصالحةِ؛ فإنَّه لا حولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ، وينهى عن العجزِ، أي: عنِ الحِرصِ والِاستعانَةِ؛ فإنَّ اللهَ سُبحانَه وتَعالى قادرٌ عَلى أن يُعطيَنا قُوَّةً عَلى طاعتِهِ إِذا استَقمْنا عَلى استِعانتِه. وقيلَ: مَعناه النهي عن العَجْزِ عنِ العَملِ بما أَمَرَنا، وَعن تَرْكِه مُقتصِرًا عَلى الاستعانَةِ بِه؛ فإنَّ كَمالَ الإيمانِ أنْ يَجمعَ بَينَهما. ويَأمُر مَن أَصابَه شيءٌ، أي: مِن أمرِ الدِّينِ أو الدُّنيا؛ ألَّا يقُولَ: لو أَنِّي فَعلْت، أي: كَذا وكَذا، كان، أي: لصارَ كَذا وكَذا؛ فإنَّ هَذا القولَ غيرُ سَديدٍ، ولكنْ يَقولُ: قَدَّرَ اللهُ، أي: وَقَعَ ذلكَ بمُقتَضى قَضائِه وعَلى وِفقِ قَدَرِه؛ وَما شاءَ، أيِ: اللهُ، فَعَلَه؛ فإنَّه فعَّالٌ لما يُريدُ وَلا رادَّ لقَضائِه وَلا مُعقِّبَ لحُكمِه، فإنَّ "لو" أي: كَلمةُ الشَّرطِ تَفتَحُ عَمَلَ الشَّيطانِ مِن مُنازعَةِ القَدَرِ والتَّأسُّفِ عَلى ما فاتَ.
    في الحديثِ: الأَمرُ بفِعلِ الأَسبابِ والاستِعانَةِ باللهِ.
    وفيهِ: التَّسليم ُلأَمرِ الله، والرِّضا بقَدَرِه عزَّ وجلَّ.
    وفيهِ: ثُبوتُ صِفةِ المحبَّةِ للهِ عزَّ وجلَّ.
    وفيهِ: أنَّ الإيمانَ يَشملُ العَقائدَ القَلبيَّةَ والأَقوالَ والأَفعالَ.
    وفيهِ: أنَّ المؤمنينَ يَتفاوتونَ في الخَيريَّةِ، ومحبَّةِ اللهِ والقيامِ بدينِه، وأَنَّهم في ذلكَ دَرجاتٌ.

    صحيح مسلم

    المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللَّهِ منَ المؤمنِ الضَّعيفِ ، وفي كلٍّ خيرٌ ، احرِص على ما ينفعُكَ ، واستِعِن باللَّهِ ولا تعجِزْ ، وإن أصابَكَ شيءٌ ، فلا تقُل : لو أنِّي فعلتُ كان كذا وَكَذا ، ولَكِن قل : قدَّرَ اللَّهُ ، وما شاءَ فعلَ ، فإنَّ لو تَفتحُ عملَ الشَّيطانِ

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ المؤمنَ القويَّ، أي: القادرَ عَلى تَكثيرِ الطَّاعةِ خَيرٌ وأَحبُّ إِلى اللهِ عزَّ وجلَّ منَ المُؤمنِ الضَّعيفِ، أيِ: العاجزِ عنهُ، وَفي كُلٍّ خيرٌ، أي: أَصلُ الخَيرِ مَوجودٌ في كُلٍّ مِنهُما. والقُوَّةُ المحمودةُ تَحتمِل وُجوهًا عديدةً؛ فمنها القُوَّة في الطَّاعةِ لشِدَّة البَدنِ وصلابتِه، فيكون أكثرَ عملًا، وأطولَ قيامًا، وأكثر صيامًا وجهادًا وحجًّا. ومِنها القوَّة في عَزيمة النَّفسِ؛ فيكون أقدمَ على العَدوِّ فى الجِهاد وأشدَّ عزيمةً فى تغييرِ المنكَر والصَّبر على إيذاءِ العدوِّ واحتمالِ المكروهِ والمشاقِّ في ذات الله. ومنها القوَّةُ بالمالِ والغِنَى؛ فيكون أكثرَ نفقةً في الخير وأقلَّ ميلًا إلى طلب الدُّنيا، والحِرص على جمْعِ شيءٍ فيها. وغير ذلك مِن وجوهِ القُوَّة. ويَأمُرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالحِرْصِ عَلى ما يَنفَعُ، أي: مِن أُمورِ الدِّينِ، ويَأمُر بالاستعانَةِ باللهِ، أي: عَلى الأَفعالِ والأعمال الصالحةِ؛ فإنَّه لا حولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ، وينهى عن العجزِ، أي: عنِ الحِرصِ والِاستعانَةِ؛ فإنَّ اللهَ سُبحانَه وتَعالى قادرٌ عَلى أن يُعطيَنا قُوَّةً عَلى طاعتِهِ إِذا استَقمْنا عَلى استِعانتِه. وقيلَ: مَعناه النهي عن العَجْزِ عنِ العَملِ بما أَمَرَنا، وَعن تَرْكِه مُقتصِرًا عَلى الاستعانَةِ بِه؛ فإنَّ كَمالَ الإيمانِ أنْ يَجمعَ بَينَهما. ويَأمُر مَن أَصابَه شيءٌ، أي: مِن أمرِ الدِّينِ أو الدُّنيا؛ ألَّا يقُولَ: لو أَنِّي فَعلْت، أي: كَذا وكَذا، كان، أي: لصارَ كَذا وكَذا؛ فإنَّ هَذا القولَ غيرُ سَديدٍ، ولكنْ يَقولُ: قَدَّرَ اللهُ، أي: وَقَعَ ذلكَ بمُقتَضى قَضائِه وعَلى وِفقِ قَدَرِه؛ وَما شاءَ، أيِ: اللهُ، فَعَلَه؛ فإنَّه فعَّالٌ لما يُريدُ وَلا رادَّ لقَضائِه وَلا مُعقِّبَ لحُكمِه، فإنَّ "لو" أي: كَلمةُ الشَّرطِ تَفتَحُ عَمَلَ الشَّيطانِ مِن مُنازعَةِ القَدَرِ والتَّأسُّفِ عَلى ما فاتَ. في الحديثِ: الأَمرُ بفِعلِ الأَسبابِ والاستِعانَةِ باللهِ. وفيهِ: التَّسليم ُلأَمرِ الله، والرِّضا بقَدَرِه عزَّ وجلَّ. وفيهِ: ثُبوتُ صِفةِ المحبَّةِ للهِ عزَّ وجلَّ. وفيهِ: أنَّ الإيمانَ يَشملُ العَقائدَ القَلبيَّةَ والأَقوالَ والأَفعالَ. وفيهِ: أنَّ المؤمنينَ يَتفاوتونَ في الخَيريَّةِ، ومحبَّةِ اللهِ والقيامِ بدينِه، وأَنَّهم في ذلكَ دَرجاتٌ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 73 مشاهدة 0 معاينة
  • قال ابنُ شهابٍ : فأخبرني خالدُ بنُ المهاجرِ بنِ سيفِ اللهِ ؛ أنه بينا هو جالسٌ عندَ رجلٍ جاءه رجلٌ فاستفتاه في المتعةِ . فأمره بها . فقال له ابنُ أبي عمرةَ الأنصاريُّ : مهلًا ! قال : ما هي ؟ واللهِ ! لقد فُعِلَت في عهدِ إمامِ المتقينَ . قال ابنُ أبي عمرةَ : إنها كانت رخصةً في أولِ الإسلامِ لمن اضطُرَّ إليها . كالميتةِ والدمِ ولحمِ الخنزيرِ . ثم أحكم اللهُ الدينَ ونهى عنها .

    شرح الحديث

    لمَّا جاء الإسلامُ بَدَأَ يشرِّعُ تدريجيًّا لِهذا المُجتمَعِ؛ حتَّى يَستقيمَ له النَّاسُ، ولا يَنفِروا دَفْعَةً واحِدةً. وفي هذا الحديثِ: يُخبِرُ التَّابعيُّ الجليلُ ابنُ شَهابٍ أنَّ خالِدَ بْنَ المُهاجِرِ بنِ سَيْفِ اللهِ، أَخْبَرَه أنَّه "بَيْنا"، أي: بَيْنَما، " هو جالِسٌ عِنْدَ رَجُلٍ جاءَه رجلٌ فاسْتَفْتاهُ"، أي: طَلَبَ منه الفَتْوى، في "المُتْعَةِ"، أي: في التَّمَتُّعِ بِالنِّساءِ مُدَّةً مُعيَّنةً مُقابِلَ أَجْرٍ يَتَّفِقانِ عليه، "فأَمَرَهُ بها"، أي: أَجازَ له التَّمتُّعَ بِالنِّساءِ، فقال له ابْنُ أَبي عَمْرَةَ الأنصارِيُّ: "مَهْلًا!"، أي: انْتَظِرْ، ولا تَعْجَلْ في أَمْرِكَ، "قال: ما هي؟"، كأنَّه يُنْكِرُ عليه ما قال، "واللهِ، لقدْ فُعِلَتْ في عَهْدِ إِمامِ المُتَّقينِ"، أي: قدْ فُعِلَتِ المُتْعَةُ أيَّامَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتمتَّعَ الصَّحابةُ رضِي اللهُ عنهم، "قال ابْنُ أَبي عَمْرَةَ: إنَّها كانت رُخْصَةً في أوَّلِ الإسلامِ لِمَنِ اضْطُرَّ إليها"، أي: كانت المُتْعَةُ قد نَزَلَتْ رُخْصةً لِلْمسلِمينَ في أوَّلِ الإسلامِ، لِمَنِ اضْطُرَّ إليها، كالمَيْتَةِ والدَّمِ ولَحْمِ الخِنْزيرِ"، أي: كاضْطِرارِ الإنسانِ لِأَكْلِ المَيْتَةِ والدَّمِ ولَحْمِ الخِنْزيرِ، إذا أَوْشَكَ على الهَلاكِ، "ثُمَّ أَحْكَمَ اللهُ الدِّينَ"، أي: ثمَّ أَتَمَّ اللهُ الدِّينَ، وَأَحْكَمَ أوامِرَهُ ونواهيَهُ إحكامًا، "وَنَهَى عنها"، أي: وَنَهَى عَنِ المُتْعَةِ.
    وفي الحديثِ: نُزولُ الشَّرْعِ تدريجيًّا؛ مُراعاةً لِحالِ النَّاسِ.( ).

    صحيح مسلم

    قال ابنُ شهابٍ : فأخبرني خالدُ بنُ المهاجرِ بنِ سيفِ اللهِ ؛ أنه بينا هو جالسٌ عندَ رجلٍ جاءه رجلٌ فاستفتاه في المتعةِ . فأمره بها . فقال له ابنُ أبي عمرةَ الأنصاريُّ : مهلًا ! قال : ما هي ؟ واللهِ ! لقد فُعِلَت في عهدِ إمامِ المتقينَ . قال ابنُ أبي عمرةَ : إنها كانت رخصةً في أولِ الإسلامِ لمن اضطُرَّ إليها . كالميتةِ والدمِ ولحمِ الخنزيرِ . ثم أحكم اللهُ الدينَ ونهى عنها .

    شرح الحديث

    لمَّا جاء الإسلامُ بَدَأَ يشرِّعُ تدريجيًّا لِهذا المُجتمَعِ؛ حتَّى يَستقيمَ له النَّاسُ، ولا يَنفِروا دَفْعَةً واحِدةً. وفي هذا الحديثِ: يُخبِرُ التَّابعيُّ الجليلُ ابنُ شَهابٍ أنَّ خالِدَ بْنَ المُهاجِرِ بنِ سَيْفِ اللهِ، أَخْبَرَه أنَّه "بَيْنا"، أي: بَيْنَما، " هو جالِسٌ عِنْدَ رَجُلٍ جاءَه رجلٌ فاسْتَفْتاهُ"، أي: طَلَبَ منه الفَتْوى، في "المُتْعَةِ"، أي: في التَّمَتُّعِ بِالنِّساءِ مُدَّةً مُعيَّنةً مُقابِلَ أَجْرٍ يَتَّفِقانِ عليه، "فأَمَرَهُ بها"، أي: أَجازَ له التَّمتُّعَ بِالنِّساءِ، فقال له ابْنُ أَبي عَمْرَةَ الأنصارِيُّ: "مَهْلًا!"، أي: انْتَظِرْ، ولا تَعْجَلْ في أَمْرِكَ، "قال: ما هي؟"، كأنَّه يُنْكِرُ عليه ما قال، "واللهِ، لقدْ فُعِلَتْ في عَهْدِ إِمامِ المُتَّقينِ"، أي: قدْ فُعِلَتِ المُتْعَةُ أيَّامَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتمتَّعَ الصَّحابةُ رضِي اللهُ عنهم، "قال ابْنُ أَبي عَمْرَةَ: إنَّها كانت رُخْصَةً في أوَّلِ الإسلامِ لِمَنِ اضْطُرَّ إليها"، أي: كانت المُتْعَةُ قد نَزَلَتْ رُخْصةً لِلْمسلِمينَ في أوَّلِ الإسلامِ، لِمَنِ اضْطُرَّ إليها، كالمَيْتَةِ والدَّمِ ولَحْمِ الخِنْزيرِ"، أي: كاضْطِرارِ الإنسانِ لِأَكْلِ المَيْتَةِ والدَّمِ ولَحْمِ الخِنْزيرِ، إذا أَوْشَكَ على الهَلاكِ، "ثُمَّ أَحْكَمَ اللهُ الدِّينَ"، أي: ثمَّ أَتَمَّ اللهُ الدِّينَ، وَأَحْكَمَ أوامِرَهُ ونواهيَهُ إحكامًا، "وَنَهَى عنها"، أي: وَنَهَى عَنِ المُتْعَةِ. وفي الحديثِ: نُزولُ الشَّرْعِ تدريجيًّا؛ مُراعاةً لِحالِ النَّاسِ.( ).

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 62 مشاهدة 0 معاينة
  • قال ابنُ شهابٍ : وأخبرني ربيعُ بنُ سبرةَ الجهنيُّ ؛ أن أباه قال : قد كنت استمتعتُ في عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ امرأةً من بني عامرٍ ، ببُردَينِ أحمرينِ . ثم نهانا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ عن المتعةِ .

    شرح الحديث

    في هَذا الحَديثِ: يَحكي الزهريُّ أنَّ خالدَ بنَ المُهاجرِ بنِ سيفِ اللهِ؛ بَينا هوَ جالسٌ عندَ رجلٍ جاءَه رجلٌ فاستَفتاهُ ويَسألُه في المُتعةِ، فأَمرَه بِها، فلمَّا سَمِعَ ذلك ابنُ أبي عَمرةَ الأَنصاريُّ: قال: (مَهلًا)؛ أيِ: انتظِرْ وتَمهَّلْ فيما تَقولُ، فَقال: فَاستدلَّ الرَّجلُ بأنَّ هَذا وَقعَ في عَهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فقالَ له ابنُ أَبي عَمرةَ بأنَّها فُعِلَتْ في عهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في أوَّلِ الإِسلامِ، لكنَّها كانت رُخصةً لِمَنِ اضطَرَّ إِليها، كالمَيتةِ والدَّمِ ولَحمِ الخِنزيرِ، ثُمَّ نَهى عَنها ورُفِعتِ الرُّخصةُ وأَحكَمَ اللهُ دينَه .

    صحيح مسلم

    قال ابنُ شهابٍ : وأخبرني ربيعُ بنُ سبرةَ الجهنيُّ ؛ أن أباه قال : قد كنت استمتعتُ في عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ امرأةً من بني عامرٍ ، ببُردَينِ أحمرينِ . ثم نهانا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ عن المتعةِ .

    شرح الحديث

    في هَذا الحَديثِ: يَحكي الزهريُّ أنَّ خالدَ بنَ المُهاجرِ بنِ سيفِ اللهِ؛ بَينا هوَ جالسٌ عندَ رجلٍ جاءَه رجلٌ فاستَفتاهُ ويَسألُه في المُتعةِ، فأَمرَه بِها، فلمَّا سَمِعَ ذلك ابنُ أبي عَمرةَ الأَنصاريُّ: قال: (مَهلًا)؛ أيِ: انتظِرْ وتَمهَّلْ فيما تَقولُ، فَقال: فَاستدلَّ الرَّجلُ بأنَّ هَذا وَقعَ في عَهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فقالَ له ابنُ أَبي عَمرةَ بأنَّها فُعِلَتْ في عهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في أوَّلِ الإِسلامِ، لكنَّها كانت رُخصةً لِمَنِ اضطَرَّ إِليها، كالمَيتةِ والدَّمِ ولَحمِ الخِنزيرِ، ثُمَّ نَهى عَنها ورُفِعتِ الرُّخصةُ وأَحكَمَ اللهُ دينَه .

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 62 مشاهدة 0 معاينة
  • يدخلُ الملَكُ على النُّطفةِ بعدما تستقرُّ في الرَّحِمِ بأربعينَ ، أو خمسةٍ وأربعينَ ليلةً ، فيقولُ : ربِّ أشقيٌّ أو سعيدٌ ؟ فيُكتَبانِ . فيقول : أي ربِّ ! أذَكَرٌ أو أنثى ، فيُكْتبانِ ، و يَكْتبُ عملَهُ وأثرِه وأجلَهُ ورزقَهُ ثمَّ تطوى الصُّحفُ فلا يزادُ فيها ولا ينقصُ

    شرح الحديث

    يَحكي حُذيفَةُ بنُ أَسيدٍ رضِي اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ: يَدخلُ المَلَكُ عَلى النُّطفةِ: وَهوَ ماءُ الرَّجلِ؛ بَعدَما تَستقِرُّ في الرَّحِم: وهوَ بَيتُ مَنبتِ الوَلدِ؛ بأَربعينَ أو خَمسٍ وأَربعينَ ليلةً، فيَقولُ المَلَكُ: رَبِّ، أَشقيٌّ أو سعيدٌ؟ فيُكْتَبانِ أي: يُكتَب أحدُ الأَمرينِ مِن حالِ العَبدِ السَّعادةِ أو الشَّقاوةِ؛ فيَقولُ: أي رَبِّ! أَذكرٌ أو أُنثَى؟ فيُكْتَبانِ؛ ويُكتَب عَملُه أي: صالحٌ أو طالحٌ؛ وأَثرُه وأَجلُه طويلٌ أم قصيرٌ؛ ورِزقُه، أي: قَليلٌ أو كَثيرٌ، ثُمَّ تُطوى الصُّحفُ فَلا يُزادُ فيها وَلا يُنقَصُ. وفي هذا الحديثِ حَديثِ حُذيفَةَ: أنَّ هذِه الكِتابةَ تَكونُ بَعدَ أَربعين أو خَمسةٍ وأَربعينَ يومًا، بَينَما في حديثِ ابنِ مَسعودٍ- (( إنَّ أَحدَكم يُجمَعُ خَلْقُه في بَطنِ أُمِّه أَربعينَ يومًا نُطفةً، ثُمَّ يَكونُ عَلقةً مِثلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ مُضغَةً مِثلَ ذَلك، ثُمَّ يُرسِلُ اللهُ إِليه المَلَكَ، فَينفُخُ فيهِ الرُّوحَ ويُؤمرُ بأَربعِ كَلماتٍ: بكَتْبِ رِزقِه وعَملِه وأَجَلِه وشَقيٍّ أو سعيدٍ ))- أنَّ الكِتابةَ تَكونُ بَعدَ مئةٍ وعِشرينَ يومًا . ويُمكِنُ أنْ يُجمعَ بينَ الحَديثينِ بأنَّ هُناكَ تَقديرَينِ: أَحدُهما: سابقٌ لنَفخِ الرُّوحِ، وهوَ المُتعلِّقُ بشَأنِ النُّطفةِ إِذا بَدأتْ بالتَّخليقِ وهوَ العَلَقُ.
    والثَّاني: حينَ نَفْخِ الرُّوحِ: وهوَ الُمتعلِّقُ بشَأنِها حينَ تَتعلَّقُ بالجَسدِ، أي: فصارَ التَّقديرُ مُعلَّقًا بمَبدأِ الجَسدِ ومَبدأِ الرُّوحِ.
    في الحديثِ: أنَّ مَقاديرَ الخَلائقِ تُكتَبُ وهُم في بُطونِ أُمَّهاتِهم.
    وفيهِ: ثُبوتُ قَدَرِ اللهِ السَّابقِ لِخَلقِه، وهوَ عِلمُه الأَشياءَ قَبلَ كَونِها، وكِتابَتُه لَها قبلَ بَرْئِها.

    صحيح مسلم

    يدخلُ الملَكُ على النُّطفةِ بعدما تستقرُّ في الرَّحِمِ بأربعينَ ، أو خمسةٍ وأربعينَ ليلةً ، فيقولُ : ربِّ أشقيٌّ أو سعيدٌ ؟ فيُكتَبانِ . فيقول : أي ربِّ ! أذَكَرٌ أو أنثى ، فيُكْتبانِ ، و يَكْتبُ عملَهُ وأثرِه وأجلَهُ ورزقَهُ ثمَّ تطوى الصُّحفُ فلا يزادُ فيها ولا ينقصُ

    شرح الحديث

    يَحكي حُذيفَةُ بنُ أَسيدٍ رضِي اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ: يَدخلُ المَلَكُ عَلى النُّطفةِ: وَهوَ ماءُ الرَّجلِ؛ بَعدَما تَستقِرُّ في الرَّحِم: وهوَ بَيتُ مَنبتِ الوَلدِ؛ بأَربعينَ أو خَمسٍ وأَربعينَ ليلةً، فيَقولُ المَلَكُ: رَبِّ، أَشقيٌّ أو سعيدٌ؟ فيُكْتَبانِ أي: يُكتَب أحدُ الأَمرينِ مِن حالِ العَبدِ السَّعادةِ أو الشَّقاوةِ؛ فيَقولُ: أي رَبِّ! أَذكرٌ أو أُنثَى؟ فيُكْتَبانِ؛ ويُكتَب عَملُه أي: صالحٌ أو طالحٌ؛ وأَثرُه وأَجلُه طويلٌ أم قصيرٌ؛ ورِزقُه، أي: قَليلٌ أو كَثيرٌ، ثُمَّ تُطوى الصُّحفُ فَلا يُزادُ فيها وَلا يُنقَصُ. وفي هذا الحديثِ حَديثِ حُذيفَةَ: أنَّ هذِه الكِتابةَ تَكونُ بَعدَ أَربعين أو خَمسةٍ وأَربعينَ يومًا، بَينَما في حديثِ ابنِ مَسعودٍ- (( إنَّ أَحدَكم يُجمَعُ خَلْقُه في بَطنِ أُمِّه أَربعينَ يومًا نُطفةً، ثُمَّ يَكونُ عَلقةً مِثلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ مُضغَةً مِثلَ ذَلك، ثُمَّ يُرسِلُ اللهُ إِليه المَلَكَ، فَينفُخُ فيهِ الرُّوحَ ويُؤمرُ بأَربعِ كَلماتٍ: بكَتْبِ رِزقِه وعَملِه وأَجَلِه وشَقيٍّ أو سعيدٍ ))- أنَّ الكِتابةَ تَكونُ بَعدَ مئةٍ وعِشرينَ يومًا . ويُمكِنُ أنْ يُجمعَ بينَ الحَديثينِ بأنَّ هُناكَ تَقديرَينِ: أَحدُهما: سابقٌ لنَفخِ الرُّوحِ، وهوَ المُتعلِّقُ بشَأنِ النُّطفةِ إِذا بَدأتْ بالتَّخليقِ وهوَ العَلَقُ. والثَّاني: حينَ نَفْخِ الرُّوحِ: وهوَ الُمتعلِّقُ بشَأنِها حينَ تَتعلَّقُ بالجَسدِ، أي: فصارَ التَّقديرُ مُعلَّقًا بمَبدأِ الجَسدِ ومَبدأِ الرُّوحِ. في الحديثِ: أنَّ مَقاديرَ الخَلائقِ تُكتَبُ وهُم في بُطونِ أُمَّهاتِهم. وفيهِ: ثُبوتُ قَدَرِ اللهِ السَّابقِ لِخَلقِه، وهوَ عِلمُه الأَشياءَ قَبلَ كَونِها، وكِتابَتُه لَها قبلَ بَرْئِها.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 68 مشاهدة 0 معاينة
  • إذا جلَس أحدُكُم على حاجتِه ، فلا يستَقبلِ القِبلةَ ولا يستَدبِرها

    شرح الحديث

    علَّمَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أُمَّتَه كلَّ شيءٍ تحتاجُ إليه، حتَّى عَلَّمهم آدابَ قَضاءِ الحاجةِ، وفي هذا الحَديثُ يُخبِرُ أبو هُريرَةَ رَضيَ اللهُ عنه عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: إذا جَلسَ أحدُكُم عَلى حاجَتِه، أيْ: مَن أرادَ قَضاءَ حاجَتِه مِن بَولٍ أو غَيرِه، فَلا يَستقبِلُ القِبلَةَ، أيِ: الجِهةَ الَّتي يُصلِّي إليها قَصدًا إلى الكَعبةِ، والاستِقبالُ: أنْ يَجعَلَها قِبَلَ وَجهِهِ. وَلا يَستدبِرُها، أيْ: لا يَجعَلُها خَلفَ ظَهرِهِ.
    في الحَديثِ: آدابُ قَضاءِ الحاجَةِ.
    وفيه: تَعظيمُ الْكَعبةِ المُشرَّفةِ.

    صحيح مسلم

    إذا جلَس أحدُكُم على حاجتِه ، فلا يستَقبلِ القِبلةَ ولا يستَدبِرها

    شرح الحديث

    علَّمَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أُمَّتَه كلَّ شيءٍ تحتاجُ إليه، حتَّى عَلَّمهم آدابَ قَضاءِ الحاجةِ، وفي هذا الحَديثُ يُخبِرُ أبو هُريرَةَ رَضيَ اللهُ عنه عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: إذا جَلسَ أحدُكُم عَلى حاجَتِه، أيْ: مَن أرادَ قَضاءَ حاجَتِه مِن بَولٍ أو غَيرِه، فَلا يَستقبِلُ القِبلَةَ، أيِ: الجِهةَ الَّتي يُصلِّي إليها قَصدًا إلى الكَعبةِ، والاستِقبالُ: أنْ يَجعَلَها قِبَلَ وَجهِهِ. وَلا يَستدبِرُها، أيْ: لا يَجعَلُها خَلفَ ظَهرِهِ. في الحَديثِ: آدابُ قَضاءِ الحاجَةِ. وفيه: تَعظيمُ الْكَعبةِ المُشرَّفةِ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 89 مشاهدة 0 معاينة
  • أمرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بقتلِ الكلابِ . حتى أنَّ المرأةَ تقدمُ من الباديةِ بكلبها فنقتلُه . ثم نهى النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن قتلها . وقال ( عليكم بالأسودِ البهيمِ ذي النقطتينِ . فإنَّهُ شيطانٌ ) .

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يَقولُ جابِرٌ رَضيَ اللهُ عَنه: أَمرَنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم بِقَتلِ الكِلابِ، أي: كُلِّها، حتَّى إنَّ المَرأةَ تَقدَمُ مِنَ الباديَةِ بِكَلبِها فنَقتُلُه، ثُمَّ نَهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم عَن قَتلِها أي: نَهَى عَن قَتلِ الكِلابِ وَاستَثْنى الكَلبَ الأَسودَ البَهيمَ، أي: الَّذي لا يُخالِطُ سَوادَه لَونٌ آخَرُ غير السَّوادِ، ذي النُّقطَتَيْنِ، أيِ: النُّقطَتانِ البَيضاوَتانِ فَوقَ عَينَيْهِ؛ فإنَّه شَيطانٌ؛ قيل: ومعنى كونِه شيطانًا أنَّه بَعيدٌ مِنَ المَنافعِ قَريبٌ مِنَ المَضرَّةِ وَالأَذى، وهذا شأنُ الشَّيطانِ، فهذا تشبيهٌ للكلبِ الأسودِ بالشيطان؛ لخُبْثِه، ولأنَّ الكلبَ الأسودَ شرُّ الكلابِ وأقلُّها نفعًا، وأضرُّ الكلابِ وأعقرُها

    صحيح مسلم

    أمرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بقتلِ الكلابِ . حتى أنَّ المرأةَ تقدمُ من الباديةِ بكلبها فنقتلُه . ثم نهى النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن قتلها . وقال ( عليكم بالأسودِ البهيمِ ذي النقطتينِ . فإنَّهُ شيطانٌ ) .

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يَقولُ جابِرٌ رَضيَ اللهُ عَنه: أَمرَنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم بِقَتلِ الكِلابِ، أي: كُلِّها، حتَّى إنَّ المَرأةَ تَقدَمُ مِنَ الباديَةِ بِكَلبِها فنَقتُلُه، ثُمَّ نَهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم عَن قَتلِها أي: نَهَى عَن قَتلِ الكِلابِ وَاستَثْنى الكَلبَ الأَسودَ البَهيمَ، أي: الَّذي لا يُخالِطُ سَوادَه لَونٌ آخَرُ غير السَّوادِ، ذي النُّقطَتَيْنِ، أيِ: النُّقطَتانِ البَيضاوَتانِ فَوقَ عَينَيْهِ؛ فإنَّه شَيطانٌ؛ قيل: ومعنى كونِه شيطانًا أنَّه بَعيدٌ مِنَ المَنافعِ قَريبٌ مِنَ المَضرَّةِ وَالأَذى، وهذا شأنُ الشَّيطانِ، فهذا تشبيهٌ للكلبِ الأسودِ بالشيطان؛ لخُبْثِه، ولأنَّ الكلبَ الأسودَ شرُّ الكلابِ وأقلُّها نفعًا، وأضرُّ الكلابِ وأعقرُها

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 71 مشاهدة 0 معاينة
  • عن ابْنِ شِهابٍ قال غزا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غزوةَ الفتحِ ، فتحَ مكةَ . ثم خرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمن معه من المسلمين . فاقتتلوا بحُنَينٍ . فنصر اللهُ دينَه و المسلمين . وأعطى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومئذٍ صفوانَ بنَ أُميَّةَ مائةً من النّعَمِ . ثم مائةً . ثم مائةً . قال ابنُ شهابٍ : حدَّثني سعيدُ بنُ المُسيَّبِ ؛ أنَّ صفوانَ قال : واللهِ ! لقد أعطاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما أعطاني ، وإنه لأبغضُ الناسِ إليَّ . فما برح يعطيني حتى إنه لأحبُّ الناسِ إليَّ .

    شرح الحديث

    غَزا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غَزوةَ فَتحِ مَكَّةَ، وكانتْ في السَّنةِ الثَّامنَةِ منَ الهجرَةِ، ثُمَّ خَرجَ بمَنْ مَعه منَ المُسلمينَ؛ فاقْتَتَل المسلمون والكفَّارُ بحُنَيْنٍ، أي: في غَزوَةِ حُنينٍ، وكانتْ في السَّنةِ الثَّامنَةِ منَ الهجْرَةِ أَيضًا؛ فنَصَرَ اللهُ دينَه والمسلِمينَ، وأَعطَى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَومئذٍ صَفوانَ بنَ أُميَّةَ مئةً منَ النَّعَمِ، أيِ: الإِبلِ. ثُمَّ مئةً، ثُمَّ مئةً، أي: زادَه في العَطيَّةِ. فحَلَفَ صَفوانُ باللهِ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَعطاه ما أَعطاه وكانَ أَبغَضَ النَّاسِ إِليه، أي: إلى صَفوانَ، فَما بَرَحَ يُعطيهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إِنَّه لأَحَبُّ النَّاسِ إِليه، أي: إلى صَفوانَ.
    في الحديثِ: إِعطاءُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المُؤلَّفَةَ قُلوبُهم تَرغيبًا لهم في الإسلامِ.
    وفيه: فَضلُ العَطاءِ والكَرمِ وأنَّه مِن أَعظمِ الأَساليبِ الَّتي تُرغِّبُ النَّاسَ في قَبولِ الدَّعوةِ.
    وفيه: كَرمُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعَدمُ خَشيَتِه الفَقرَ.

    صحيح مسلم

    عن ابْنِ شِهابٍ قال غزا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غزوةَ الفتحِ ، فتحَ مكةَ . ثم خرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمن معه من المسلمين . فاقتتلوا بحُنَينٍ . فنصر اللهُ دينَه و المسلمين . وأعطى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومئذٍ صفوانَ بنَ أُميَّةَ مائةً من النّعَمِ . ثم مائةً . ثم مائةً . قال ابنُ شهابٍ : حدَّثني سعيدُ بنُ المُسيَّبِ ؛ أنَّ صفوانَ قال : واللهِ ! لقد أعطاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما أعطاني ، وإنه لأبغضُ الناسِ إليَّ . فما برح يعطيني حتى إنه لأحبُّ الناسِ إليَّ .

    شرح الحديث

    غَزا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غَزوةَ فَتحِ مَكَّةَ، وكانتْ في السَّنةِ الثَّامنَةِ منَ الهجرَةِ، ثُمَّ خَرجَ بمَنْ مَعه منَ المُسلمينَ؛ فاقْتَتَل المسلمون والكفَّارُ بحُنَيْنٍ، أي: في غَزوَةِ حُنينٍ، وكانتْ في السَّنةِ الثَّامنَةِ منَ الهجْرَةِ أَيضًا؛ فنَصَرَ اللهُ دينَه والمسلِمينَ، وأَعطَى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَومئذٍ صَفوانَ بنَ أُميَّةَ مئةً منَ النَّعَمِ، أيِ: الإِبلِ. ثُمَّ مئةً، ثُمَّ مئةً، أي: زادَه في العَطيَّةِ. فحَلَفَ صَفوانُ باللهِ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَعطاه ما أَعطاه وكانَ أَبغَضَ النَّاسِ إِليه، أي: إلى صَفوانَ، فَما بَرَحَ يُعطيهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إِنَّه لأَحَبُّ النَّاسِ إِليه، أي: إلى صَفوانَ. في الحديثِ: إِعطاءُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المُؤلَّفَةَ قُلوبُهم تَرغيبًا لهم في الإسلامِ. وفيه: فَضلُ العَطاءِ والكَرمِ وأنَّه مِن أَعظمِ الأَساليبِ الَّتي تُرغِّبُ النَّاسَ في قَبولِ الدَّعوةِ. وفيه: كَرمُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعَدمُ خَشيَتِه الفَقرَ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 81 مشاهدة 0 معاينة
  • اشتركْنا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الحجِّ والعمرةِ . كلُّ سبعةٍ في بدَنةٍ . فقال رجلٌ لجابرٍ : أيشتركُ في البدنةِ ما يشترك في الجَزورِ ؟ قال : ما هي إلا من البُدنِ . وحضر جابرُ الحُديبيةَ . قال : نحَرْنا يومئذٍ سبعينَ بدنةً . اشتركْنا كلُّ سبعةٍ في بدَنةٍ . وفي روايةٍ : فأمرَنا إذا أحلَلْنا أن نهديَ . ويجتمعُ النَّفرُ منا في الهديةِ . وذلك حين أمرهم أن يُحلُّوا من حجِّهم . في هذا الحديثِ .

    شرح الحديث

    الهَدْيُ والنَّحْرُ مِن شعائرِ الحَجِّ، وفيه قُربَةٌ لله وإطعامٌ للفُقَراء والمساكين، وقد بيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحكامَه، وأنَّه يَصِحُّ أن يَشتَرِكَ الجماعةُ السَّبْعَةُ في بَدَنَةٍ واحدةٍ وتُجزِئُ عنهم.
    وهذا الحديثُ يوضِّح بعضَ أحكام الحجِّ، ومنها الهَدْي، وفيه قال جابِرُ بنُ عبدِ الله: "اشْتَرَكْنا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الحجِّ والعُمْرةِ كلُّ سَبْعةٍ في بَدَنَةٍ "، وفي الرِّواية الأُخرى: خرَجْنا مع رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُهِلِّينَ بالحجِّ، فأمَرَنا رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ نَشترِكَ في الإبِلِ والبَقَرِ كلُّ سبعةٍ منَّا في بدنةٍ .
    "فقال رجلٌ لجابرٍ: أَيُشْتَرَكُ في البَدنةِ ما يُشتَرَكُ في الجَزُورِ؟"، والجَزُورُ: هو الصَّغِيرُ مِن الجِمَالِ، وقد فرَّق البعضُ بينَ البدنةِ والجزور، فالبدنةُ هي التي تُهدَى للبيتِ قبلَ الإحرامِ بالنُّسُكِ، وأمَّا الجزورُ فهو ما تُملِّكَ مِن الإبِلِ وأُهدِيَ للبيت بعدَ الإحرام، ولذلك سألَ الرجلُ عنها وهل يجوزُ الاشتراكُ فيها أيضًا؟
    فقال له جابرٌ: "ما هي إلَّا مِن البُدْنِ" أي: إنَّ الجَزُورَ لَمَّا اشتُرِيَت للنُّسُكِ صار حُكمُها كالبُدْنِ.
    "وحضَر جابرٌ الحُدَيْبِيَةَ"، وهي الواقعةُ التي مُنِع فيها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والمسلِمون مِن دُخولِ مَكَّةَ لأداءِ العُمرةِ، فحَلَّ ونَحَر الهَدْيَ في مكانِه الذي أُحصِرَ فيه.
    قال جابرٌ: "نَحَرْنا يومئذٍ سبعين بَدَنةً، اشْتَرَكْنا كلُّ سبعةٍ في بدنةٍ"، وفي روايةٍ: "فأَمَرَنا إذا أَحْلَلْنا أن نُهدِيَ، ويَجتمِعَ النَّفَرُ منَّا في الهَدِيَّةِ" أي: يشتركُ الجماعةُ إلى السبعةِ في البدنةِ الواحدةِ، "وذلك حينَ أمَرَهم أن يَحِلُّوا مِن حجِّهم".
    وفي الحديثِ: مشروعيَّةُ اشتراكِ السَّبعةِ في البَدَنة الواحدةِ لإهدائِها للحجِّ، وفي حُكمِها الجَزورُ. .

    صحيح مسلم

    اشتركْنا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الحجِّ والعمرةِ . كلُّ سبعةٍ في بدَنةٍ . فقال رجلٌ لجابرٍ : أيشتركُ في البدنةِ ما يشترك في الجَزورِ ؟ قال : ما هي إلا من البُدنِ . وحضر جابرُ الحُديبيةَ . قال : نحَرْنا يومئذٍ سبعينَ بدنةً . اشتركْنا كلُّ سبعةٍ في بدَنةٍ . وفي روايةٍ : فأمرَنا إذا أحلَلْنا أن نهديَ . ويجتمعُ النَّفرُ منا في الهديةِ . وذلك حين أمرهم أن يُحلُّوا من حجِّهم . في هذا الحديثِ .

    شرح الحديث

    الهَدْيُ والنَّحْرُ مِن شعائرِ الحَجِّ، وفيه قُربَةٌ لله وإطعامٌ للفُقَراء والمساكين، وقد بيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحكامَه، وأنَّه يَصِحُّ أن يَشتَرِكَ الجماعةُ السَّبْعَةُ في بَدَنَةٍ واحدةٍ وتُجزِئُ عنهم. وهذا الحديثُ يوضِّح بعضَ أحكام الحجِّ، ومنها الهَدْي، وفيه قال جابِرُ بنُ عبدِ الله: "اشْتَرَكْنا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الحجِّ والعُمْرةِ كلُّ سَبْعةٍ في بَدَنَةٍ "، وفي الرِّواية الأُخرى: خرَجْنا مع رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُهِلِّينَ بالحجِّ، فأمَرَنا رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ نَشترِكَ في الإبِلِ والبَقَرِ كلُّ سبعةٍ منَّا في بدنةٍ . "فقال رجلٌ لجابرٍ: أَيُشْتَرَكُ في البَدنةِ ما يُشتَرَكُ في الجَزُورِ؟"، والجَزُورُ: هو الصَّغِيرُ مِن الجِمَالِ، وقد فرَّق البعضُ بينَ البدنةِ والجزور، فالبدنةُ هي التي تُهدَى للبيتِ قبلَ الإحرامِ بالنُّسُكِ، وأمَّا الجزورُ فهو ما تُملِّكَ مِن الإبِلِ وأُهدِيَ للبيت بعدَ الإحرام، ولذلك سألَ الرجلُ عنها وهل يجوزُ الاشتراكُ فيها أيضًا؟ فقال له جابرٌ: "ما هي إلَّا مِن البُدْنِ" أي: إنَّ الجَزُورَ لَمَّا اشتُرِيَت للنُّسُكِ صار حُكمُها كالبُدْنِ. "وحضَر جابرٌ الحُدَيْبِيَةَ"، وهي الواقعةُ التي مُنِع فيها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والمسلِمون مِن دُخولِ مَكَّةَ لأداءِ العُمرةِ، فحَلَّ ونَحَر الهَدْيَ في مكانِه الذي أُحصِرَ فيه. قال جابرٌ: "نَحَرْنا يومئذٍ سبعين بَدَنةً، اشْتَرَكْنا كلُّ سبعةٍ في بدنةٍ"، وفي روايةٍ: "فأَمَرَنا إذا أَحْلَلْنا أن نُهدِيَ، ويَجتمِعَ النَّفَرُ منَّا في الهَدِيَّةِ" أي: يشتركُ الجماعةُ إلى السبعةِ في البدنةِ الواحدةِ، "وذلك حينَ أمَرَهم أن يَحِلُّوا مِن حجِّهم". وفي الحديثِ: مشروعيَّةُ اشتراكِ السَّبعةِ في البَدَنة الواحدةِ لإهدائِها للحجِّ، وفي حُكمِها الجَزورُ. .

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 68 مشاهدة 0 معاينة