• أنَّ عبدَالملكِ بنَ مروانَ بعث إلى أمِّ الدَّرداءِ بأنجادٍ من عنده . فلما أن كان ذاتَ ليلةٍ ، قام عبدُالملكِ من الليلِ ، فدعا خادمَه ، فكأنه أبطأ عليه ، فلعَنه . فلما أصبح قالت له أمُّ الدَّرداءِ : سمعتُك الليلةَ ، لعنتَ خادمَك حين دعوتَه . فقالت : سمعتُ أبا الدرداءِ يقول : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يكون الَّلعَّانون شُفُعاءَ ولا شهداءَ ، يومَ القيامةِ .

    شرح الحديث

    بَعثَ عبدُ الملكِ بنُ مَرْوانَ إِلى أُمِّ الدَّرداءِ "بأَنجادٍ"، وهوَ ما يُزيَّنُ بهِ البَيتُ مِن الأَمتعَةِ مثلَ: الفُرُشِ والنَّمارقِ والسُّتُورِ والمِخدَّةِ والوِسادةِ، ونَحوِ ذلك، وفي لَيلةٍ منَ اللَّيالي استَيقظَ عبدُ الملكِ ليلًا فدَعا خادِمَه فكأَنَّه أَبطأَ عليهِ في المَجيءِ فلَعنَه، أي: دَعا عليهِ بالإبعادِ مِن رَحمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فلَمَّا أَصبحَ عبدُ الملكِ قالتْ لَه أُمُّ الدَّرداءِ: سَمِعتُك اللَّيلةَ، لَعنتَ خادِمَك حينَ دَعوتَه، فقالتْ له: سَمِعتُ أَبا الدَّرداءِ يَقولُ: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لا يَكونُ اللَّعانونَ شُفعاءَ" حينَ يَشفَعُ الصَّالحونَ لإِخوانِهمُ المؤمنينَ مِن أهلِ المَعاصي والذُّنوبِ، "وَلا شُهداءَ"، أي: لا تُؤخَذُ مِنهمُ الشَّهادةُ عَلى الأُممِ بتَبليغِ رُسلِهم يَومَ القيامَةِ.
    في الحديثِ: النَّهيُ عنْ لَعنِ المُعيَّنِ.
    وفيهِ: حطُّ شَأنِ اللِّعانِ عنْ دَرجةِ أَهلِ الصَّلاحِ والتَّقوى وَلو كانَ مُتَّصفًا بِهما.

    صحيح مسلم

    أنَّ عبدَالملكِ بنَ مروانَ بعث إلى أمِّ الدَّرداءِ بأنجادٍ من عنده . فلما أن كان ذاتَ ليلةٍ ، قام عبدُالملكِ من الليلِ ، فدعا خادمَه ، فكأنه أبطأ عليه ، فلعَنه . فلما أصبح قالت له أمُّ الدَّرداءِ : سمعتُك الليلةَ ، لعنتَ خادمَك حين دعوتَه . فقالت : سمعتُ أبا الدرداءِ يقول : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يكون الَّلعَّانون شُفُعاءَ ولا شهداءَ ، يومَ القيامةِ .

    شرح الحديث

    بَعثَ عبدُ الملكِ بنُ مَرْوانَ إِلى أُمِّ الدَّرداءِ "بأَنجادٍ"، وهوَ ما يُزيَّنُ بهِ البَيتُ مِن الأَمتعَةِ مثلَ: الفُرُشِ والنَّمارقِ والسُّتُورِ والمِخدَّةِ والوِسادةِ، ونَحوِ ذلك، وفي لَيلةٍ منَ اللَّيالي استَيقظَ عبدُ الملكِ ليلًا فدَعا خادِمَه فكأَنَّه أَبطأَ عليهِ في المَجيءِ فلَعنَه، أي: دَعا عليهِ بالإبعادِ مِن رَحمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فلَمَّا أَصبحَ عبدُ الملكِ قالتْ لَه أُمُّ الدَّرداءِ: سَمِعتُك اللَّيلةَ، لَعنتَ خادِمَك حينَ دَعوتَه، فقالتْ له: سَمِعتُ أَبا الدَّرداءِ يَقولُ: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لا يَكونُ اللَّعانونَ شُفعاءَ" حينَ يَشفَعُ الصَّالحونَ لإِخوانِهمُ المؤمنينَ مِن أهلِ المَعاصي والذُّنوبِ، "وَلا شُهداءَ"، أي: لا تُؤخَذُ مِنهمُ الشَّهادةُ عَلى الأُممِ بتَبليغِ رُسلِهم يَومَ القيامَةِ. في الحديثِ: النَّهيُ عنْ لَعنِ المُعيَّنِ. وفيهِ: حطُّ شَأنِ اللِّعانِ عنْ دَرجةِ أَهلِ الصَّلاحِ والتَّقوى وَلو كانَ مُتَّصفًا بِهما.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 37 مشاهدة 0 معاينة
  • جئتُ يومَ الجرعةِ . فإذا رجلٌ جالسٌ . فقلتُ : ليهراقنَّ اليومَ ههنا دماءٌ . فقال ذاك الرجلُ : كلا . واللهِ ! قلتُ : بلى . واللهِ ! قال : كلا . واللهِ ! قلتُ : بلى . واللهِ ! قال : كلا . واللهِ ! إنه لحديثُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حدَّثَنيه . قلتُ : بئس الجليسُ لي أنت منذ اليوم . تسمعُني أخالفُك وقد سمعتُه من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فلا تنهاني ؟ ثم قلتُ : ما هذا الغضبُ ؟ فأقبلتُ عليه أسألُه . فإذا الرجلُ حُذيفةُ .

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يَقولُ جُندبٌ: جِئتُ يومَ الجَرعةِ، وهي موضعٌ بقُرب الكُوفةِ على طَريقِ الحِيرةِ، ويومُ الجُرعةِ يومٌ خَرجَ فيهِ أَهلُ الكوفةِ يَتلقَّون واليًا ولَّاه عليهِم عُثمانُ فَردُّوه، وسأَلوا عُثمانَ أن يُولِّيَ عليهم أَبا موسَى الأَشعريَّ. قال جُندُبٌ: فإذا رجلٌ جالسٌ، فقلتُ: ليُهراقنَّ اليومَ هَاهنا دِماءٌ، وإنَّما قال ذلكَ لِما رأى أهلَ الكوفَةِ يُزاحمون رجُلًا ولَّاه عثمانُ، فخاف أنْ يَكونَ بينَهم في ذلكَ قِتالٌ، قال: فلمَّا سَمعَني الرَّجلُ أَقولُ ذلكَ قال: كلَّا واللهِ! فأَقولُ له: بَلى واللهِ- ثلاث مراتٍ- وفي آخرِ مرَّةٍ قالَ لي: إنَّه لحَديثُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، يَعني أنَّ ما أَجزمُ بِه مِن عدمِ وُقوعِ قتالٍ في هذا اليومِ مُستنِدٌ إلى حديثٍ حَدَّثينِه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، ولعلَّه كان يَعلَمُ مِن خلالِ هذا الحَديثِ أنَّ مُقاتلةَ المُسلمينَ فيما بَينَهم لا تقَعُ إلَّا بقتلِ عُثمانَ، ثُمَّ غضِبَ جُندُبٌ وقال لحُذيفَةَ وهوَ لا يَعرفُه: (بِئسَ الجليسُ لي أنت)، أنْ كان عندَك في هذا الموضوعِ حديثٌ وسَمِعتَني أَحْلِفُ على ما يُخالفُه فلمْ تُخبرْني بذلكَ الحديثِ في المرَّةِ الأُولى، ثُمَّ قالَ جُندُبٌ: ما هذا الغضبُ؟ أي: إنَّه لا مَعنى للغَضبِ، فأَقبلَ عليهِ يسألُه فإذا الرَّجلُ هوَ حُذيفةُ رَضي اللهُ عنهُ.
    وفي هذا الحَديثِ: فَضلُ حُذيفةَ بنِ اليَمانِ رَضي اللهُ عنهُ وسَعةُ عِلمِه بالفِتنِ.
    وَفيه: تَعظيمُ الصَّحابةِ لكَلامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم .

    صحيح مسلم

    جئتُ يومَ الجرعةِ . فإذا رجلٌ جالسٌ . فقلتُ : ليهراقنَّ اليومَ ههنا دماءٌ . فقال ذاك الرجلُ : كلا . واللهِ ! قلتُ : بلى . واللهِ ! قال : كلا . واللهِ ! قلتُ : بلى . واللهِ ! قال : كلا . واللهِ ! إنه لحديثُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حدَّثَنيه . قلتُ : بئس الجليسُ لي أنت منذ اليوم . تسمعُني أخالفُك وقد سمعتُه من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فلا تنهاني ؟ ثم قلتُ : ما هذا الغضبُ ؟ فأقبلتُ عليه أسألُه . فإذا الرجلُ حُذيفةُ .

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يَقولُ جُندبٌ: جِئتُ يومَ الجَرعةِ، وهي موضعٌ بقُرب الكُوفةِ على طَريقِ الحِيرةِ، ويومُ الجُرعةِ يومٌ خَرجَ فيهِ أَهلُ الكوفةِ يَتلقَّون واليًا ولَّاه عليهِم عُثمانُ فَردُّوه، وسأَلوا عُثمانَ أن يُولِّيَ عليهم أَبا موسَى الأَشعريَّ. قال جُندُبٌ: فإذا رجلٌ جالسٌ، فقلتُ: ليُهراقنَّ اليومَ هَاهنا دِماءٌ، وإنَّما قال ذلكَ لِما رأى أهلَ الكوفَةِ يُزاحمون رجُلًا ولَّاه عثمانُ، فخاف أنْ يَكونَ بينَهم في ذلكَ قِتالٌ، قال: فلمَّا سَمعَني الرَّجلُ أَقولُ ذلكَ قال: كلَّا واللهِ! فأَقولُ له: بَلى واللهِ- ثلاث مراتٍ- وفي آخرِ مرَّةٍ قالَ لي: إنَّه لحَديثُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، يَعني أنَّ ما أَجزمُ بِه مِن عدمِ وُقوعِ قتالٍ في هذا اليومِ مُستنِدٌ إلى حديثٍ حَدَّثينِه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، ولعلَّه كان يَعلَمُ مِن خلالِ هذا الحَديثِ أنَّ مُقاتلةَ المُسلمينَ فيما بَينَهم لا تقَعُ إلَّا بقتلِ عُثمانَ، ثُمَّ غضِبَ جُندُبٌ وقال لحُذيفَةَ وهوَ لا يَعرفُه: (بِئسَ الجليسُ لي أنت)، أنْ كان عندَك في هذا الموضوعِ حديثٌ وسَمِعتَني أَحْلِفُ على ما يُخالفُه فلمْ تُخبرْني بذلكَ الحديثِ في المرَّةِ الأُولى، ثُمَّ قالَ جُندُبٌ: ما هذا الغضبُ؟ أي: إنَّه لا مَعنى للغَضبِ، فأَقبلَ عليهِ يسألُه فإذا الرَّجلُ هوَ حُذيفةُ رَضي اللهُ عنهُ. وفي هذا الحَديثِ: فَضلُ حُذيفةَ بنِ اليَمانِ رَضي اللهُ عنهُ وسَعةُ عِلمِه بالفِتنِ. وَفيه: تَعظيمُ الصَّحابةِ لكَلامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم .

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 40 مشاهدة 0 معاينة
  • أهلَّنا رمضانُ ونحنُ بذاتِ عِرقٍ . فأرسلْنا رجلًا إلى ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنه يسأله . فقال ابنُ عباس ٍرضي اللهُ عنه : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : إنَّ اللهَ قد أمدَّه لرؤيتِه . فإن أُغمِىَ عليكم فأكمِلوا العدَّةَ .

    شرح الحديث

    هذا الحديثُ يَتناوَلُ قَضِيَّةَ رؤيةِ الهِلالِ، وكيف يَثبُت، وخاصَّةً في حالةِ خَفائِه في بدايةِ أو نِهايةِ الأَشهُرِ القَمَرِيَّة، وخاصَّةً شَهْر رَمَضَانَ.
    وفي هذا الحديثِ يقولُ الرَّاوِي: "أَهْلَلْنا رَمَضَانَ ونَحْنُ بذَاتِ عِرْقٍ"، أي: رَأَيْنا هِلالَ رَمَضَانَ في أوَّلِه ونحن في مَوْضِعٍ يُقالُ له: ذاتُ عِرْقٍ، وهو المِيقَاتُ المَكانِيُّ لِحُجَّاجِ أهلِ العِرَاقِ، وفي هذه الحالِ "أَرْسَلْنا رجلًا إلى ابنِ عَبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما يَسألُه"، أي: يَسألُه عن هِلالِ رَمَضَانَ وما يَخُصُّه مِن أحكامٍ، وخاصَّةً إذا حُجِبَتْ رُؤيَتُه عن الناسِ، فقال ابنُ عَبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ اللهَ قد أَمَدَّهُ لِرُؤيَتِه، فإنْ أُغْمِيَ عليكُم فأَكْمِلُوا العِدَّةَ"، أي: إنَّ اللهَ أطَالَ مُدَّةَ الهِلالِ إلى الرُّؤيَةِ حتَّى يَستَطِيعَ الناسُ رُؤيَتَه، فإنْ خَفِيَتْ رُؤيَتُه بعدَ انتهاءِ يومِ التاسعِ والعِشرين مِن الشَّهْرِ فأَكمِلُوا عِدَّةَ الشَّهرِ ثلاثين.
    وفي الحديثِ: سؤالُ أهلِ العِلمِ عمَّا أَشْكَلَ.
    وفيه: أنَّ بِداياتِ ونِهاياتِ الأَشهُرِ القَمَرِيَّةِ تُحدَّدُ بالأَهِلَّةِ.
    وفيه: الخُروجُ مِنَ الشَّكِّ إلى اليَقِينِ عندَ خَفاءِ الأَهِلَّةِ بإكمالِ الشهرِ ثلاثين يومًا

    صحيح مسلم

    أهلَّنا رمضانُ ونحنُ بذاتِ عِرقٍ . فأرسلْنا رجلًا إلى ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنه يسأله . فقال ابنُ عباس ٍرضي اللهُ عنه : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : إنَّ اللهَ قد أمدَّه لرؤيتِه . فإن أُغمِىَ عليكم فأكمِلوا العدَّةَ .

    شرح الحديث

    هذا الحديثُ يَتناوَلُ قَضِيَّةَ رؤيةِ الهِلالِ، وكيف يَثبُت، وخاصَّةً في حالةِ خَفائِه في بدايةِ أو نِهايةِ الأَشهُرِ القَمَرِيَّة، وخاصَّةً شَهْر رَمَضَانَ. وفي هذا الحديثِ يقولُ الرَّاوِي: "أَهْلَلْنا رَمَضَانَ ونَحْنُ بذَاتِ عِرْقٍ"، أي: رَأَيْنا هِلالَ رَمَضَانَ في أوَّلِه ونحن في مَوْضِعٍ يُقالُ له: ذاتُ عِرْقٍ، وهو المِيقَاتُ المَكانِيُّ لِحُجَّاجِ أهلِ العِرَاقِ، وفي هذه الحالِ "أَرْسَلْنا رجلًا إلى ابنِ عَبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما يَسألُه"، أي: يَسألُه عن هِلالِ رَمَضَانَ وما يَخُصُّه مِن أحكامٍ، وخاصَّةً إذا حُجِبَتْ رُؤيَتُه عن الناسِ، فقال ابنُ عَبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ اللهَ قد أَمَدَّهُ لِرُؤيَتِه، فإنْ أُغْمِيَ عليكُم فأَكْمِلُوا العِدَّةَ"، أي: إنَّ اللهَ أطَالَ مُدَّةَ الهِلالِ إلى الرُّؤيَةِ حتَّى يَستَطِيعَ الناسُ رُؤيَتَه، فإنْ خَفِيَتْ رُؤيَتُه بعدَ انتهاءِ يومِ التاسعِ والعِشرين مِن الشَّهْرِ فأَكمِلُوا عِدَّةَ الشَّهرِ ثلاثين. وفي الحديثِ: سؤالُ أهلِ العِلمِ عمَّا أَشْكَلَ. وفيه: أنَّ بِداياتِ ونِهاياتِ الأَشهُرِ القَمَرِيَّةِ تُحدَّدُ بالأَهِلَّةِ. وفيه: الخُروجُ مِنَ الشَّكِّ إلى اليَقِينِ عندَ خَفاءِ الأَهِلَّةِ بإكمالِ الشهرِ ثلاثين يومًا

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 36 مشاهدة 0 معاينة
  • من كان معه هديٌ ، فليقمْ على إحرامِه . ومن لم يكنْ معه هديٌ ، فليحللْ فلم يكنْ معي هديٌ فحللتُ : وكان مع الزبيرِ هديٌ فلم يحللْ . قالت : فلبستُ ثيابي ثم خرجتُ فجلستُ إلى الزبيرِ . فقال : قومي عني . فقلت : أتخشى أن أثِبَ عليك ؟

    شرح الحديث

    أَمرُ الحَجِّ عَظيمٌ، وقدْ أُخِذَت أَعمالُه بتَفاصيلِها مِن حجَّةِ وَداعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وقَد كانتْ مُدَّتُها طَويلةً، ورُبَّما سَمِعَ بعضُ الصَّحابةِ ما قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فأَدَّاه ورُبَّما لم يَسمعْ بَقيَّةَ ما قالَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في مَواقفَ أُخرَى؛ ولِهذا لا بدَّ منَ الرُّجوعِ للجَمعِ بينَ الرِّواياتِ والتَّوفيقِ بَينَها كَما أَوضحَه العُلماءُ.
    وَفي هذا الحَديثِ تَذكُر أَسماءُ بنتُ أَبي بكرٍ رَضي اللهُ عَنهما جانبًا ممَّا حَدَثَ في حجَّةِ الوَداعِ حيثُ كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ابتدَأَ إهلالَه بالحجِّ مُفرِدًا، ثُمَّ بعدَ ذلكَ أَمرَ أَصحابَه بأَوامرَ بأنَّ مَن مَعه الهَديُ فلْيَظَلَّ عَلى إحرامِه حتَّى يحِلَّ بعدَ الوُقوفِ بعَرفةَ ونِهايةِ الحجِّ، ويَكونُ قدْ قَرنَ بينَ العُمرةِ والحجِّ، وأمَّا مَن لم يكُنْ مَعه هَديٌ فَليَتحلَّلْ بعُمرةٍ ثُمَّ يَنتظِرُ ويَظلُّ مُتمتِّعًا إلى يَومِ التَّرويةِ فيُحرمُ بالحجِّ، فَقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "مَن كانَ مَعه هَديٌ، فلْيَقُمْ عَلى إحرامِه، وَمن لم يَكُنْ مَعه هَديٌ فلْيُحللْ".
    فقالتْ أَسماءُ: "فلم يَكُنْ مَعي هَديٌ فحَللْتُ، وكانَ معَ الزُّبيرِ هَديً فَلمْ يُحلِلْ"، أي: فلمَّا لم يكُنْ مَعها هَديٌ خاصٌّ بِها أَحلَّت مِن إحرامِها، وَكان معَ زَوجِها الزُّبيرِ بنِ العَوَّامِ هَديُه الخاصُّ فلمْ يُحِلَّ مِن إحرامِه، قالت: "فلَبِستُ ثِيابي ثُمَّ خَرجتُ فجَلستُ إلى الزُّبيرِ، فَقال: قومي عنِّي، فقُلتُ: أتَخشى أنْ أَثِبَ عليكَ؟" أي: فبَعد تَحلُّلي لَبِستُ ثِيابي وجَلستُ بجانبِ الزُّبيرِ بنِ العَوَّامِ فأَمَرَها أنْ تَقومَ وتَبتعِدَ عنهُ، وكأنَّه خَشِيَ أن يَأتيَ ما يَحرُمُ على المُحرمِ مِن لَمسٍ بشَهوةٍ أو نَحوِه.

    صحيح مسلم

    من كان معه هديٌ ، فليقمْ على إحرامِه . ومن لم يكنْ معه هديٌ ، فليحللْ فلم يكنْ معي هديٌ فحللتُ : وكان مع الزبيرِ هديٌ فلم يحللْ . قالت : فلبستُ ثيابي ثم خرجتُ فجلستُ إلى الزبيرِ . فقال : قومي عني . فقلت : أتخشى أن أثِبَ عليك ؟

    شرح الحديث

    أَمرُ الحَجِّ عَظيمٌ، وقدْ أُخِذَت أَعمالُه بتَفاصيلِها مِن حجَّةِ وَداعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وقَد كانتْ مُدَّتُها طَويلةً، ورُبَّما سَمِعَ بعضُ الصَّحابةِ ما قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فأَدَّاه ورُبَّما لم يَسمعْ بَقيَّةَ ما قالَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في مَواقفَ أُخرَى؛ ولِهذا لا بدَّ منَ الرُّجوعِ للجَمعِ بينَ الرِّواياتِ والتَّوفيقِ بَينَها كَما أَوضحَه العُلماءُ. وَفي هذا الحَديثِ تَذكُر أَسماءُ بنتُ أَبي بكرٍ رَضي اللهُ عَنهما جانبًا ممَّا حَدَثَ في حجَّةِ الوَداعِ حيثُ كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ابتدَأَ إهلالَه بالحجِّ مُفرِدًا، ثُمَّ بعدَ ذلكَ أَمرَ أَصحابَه بأَوامرَ بأنَّ مَن مَعه الهَديُ فلْيَظَلَّ عَلى إحرامِه حتَّى يحِلَّ بعدَ الوُقوفِ بعَرفةَ ونِهايةِ الحجِّ، ويَكونُ قدْ قَرنَ بينَ العُمرةِ والحجِّ، وأمَّا مَن لم يكُنْ مَعه هَديٌ فَليَتحلَّلْ بعُمرةٍ ثُمَّ يَنتظِرُ ويَظلُّ مُتمتِّعًا إلى يَومِ التَّرويةِ فيُحرمُ بالحجِّ، فَقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "مَن كانَ مَعه هَديٌ، فلْيَقُمْ عَلى إحرامِه، وَمن لم يَكُنْ مَعه هَديٌ فلْيُحللْ". فقالتْ أَسماءُ: "فلم يَكُنْ مَعي هَديٌ فحَللْتُ، وكانَ معَ الزُّبيرِ هَديً فَلمْ يُحلِلْ"، أي: فلمَّا لم يكُنْ مَعها هَديٌ خاصٌّ بِها أَحلَّت مِن إحرامِها، وَكان معَ زَوجِها الزُّبيرِ بنِ العَوَّامِ هَديُه الخاصُّ فلمْ يُحِلَّ مِن إحرامِه، قالت: "فلَبِستُ ثِيابي ثُمَّ خَرجتُ فجَلستُ إلى الزُّبيرِ، فَقال: قومي عنِّي، فقُلتُ: أتَخشى أنْ أَثِبَ عليكَ؟" أي: فبَعد تَحلُّلي لَبِستُ ثِيابي وجَلستُ بجانبِ الزُّبيرِ بنِ العَوَّامِ فأَمَرَها أنْ تَقومَ وتَبتعِدَ عنهُ، وكأنَّه خَشِيَ أن يَأتيَ ما يَحرُمُ على المُحرمِ مِن لَمسٍ بشَهوةٍ أو نَحوِه.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 38 مشاهدة 0 معاينة
  • هذه عُمرةٌ استمتعنا بها . فمن لم يكنْ عنده الهديُ فليحلَّ الحلَّ كلَّه . فإن العُمرةَ قد دخلت في الحجِّ إلى يومِ القيامةِ

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يَقولُ ابنُ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما: قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هذه عُمرَةٌ استَمتَعْنا بها، أي: الاستِمتاعُ هوَ تَقديمُ العُمرةِ وَالفَراغُ مِنها، فَمَنْ لَم يَكنْ عِندَه الهَديُ فَلْيُحلَّ الحِلَّ كُلَّه، أيِ: الْحِلَّ التَّامَّ؛ فإنَّ العُمرةَ قَدْ دَخَلتْ في الْحجِّ إلى يَومِ القيامَةِ، أيْ: إنَّ العُمرةَ يَجوزُ فِعلُها في أشهُرِ الحَجِّ خِلافاً لِمَا كانَ عليه أهلُ الجاهِليَّةِ.
    في الحَديثِ: دُخولُ العُمرةِ في أشهُرِ الحجِّ.

    صحيح مسلم

    هذه عُمرةٌ استمتعنا بها . فمن لم يكنْ عنده الهديُ فليحلَّ الحلَّ كلَّه . فإن العُمرةَ قد دخلت في الحجِّ إلى يومِ القيامةِ

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يَقولُ ابنُ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما: قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هذه عُمرَةٌ استَمتَعْنا بها، أي: الاستِمتاعُ هوَ تَقديمُ العُمرةِ وَالفَراغُ مِنها، فَمَنْ لَم يَكنْ عِندَه الهَديُ فَلْيُحلَّ الحِلَّ كُلَّه، أيِ: الْحِلَّ التَّامَّ؛ فإنَّ العُمرةَ قَدْ دَخَلتْ في الْحجِّ إلى يَومِ القيامَةِ، أيْ: إنَّ العُمرةَ يَجوزُ فِعلُها في أشهُرِ الحَجِّ خِلافاً لِمَا كانَ عليه أهلُ الجاهِليَّةِ. في الحَديثِ: دُخولُ العُمرةِ في أشهُرِ الحجِّ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 36 مشاهدة 0 معاينة
  • كتَبَ اللهُ مقاديرَ الخلائقِ قبل أن يخلقَ السَّماواتِ والأرضَ بخمسينَ ألفَ سنةٍ . قال وعرشُه على الماءِ . وفي روايةٍ : مثلُهُ . غير أنَّهما لم يَذكرا : وعرشُه علَى الماءِ .

    شرح الحديث

    يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ اللهَ كَتَبَ، أي: في اللَّوحِ المَحفوظِ، مَقاديرَ الخَلائقِ: وهوَ عِلمُه بالأشياءِ قَبلَ كَونِها، وكِتابَتُه لَها قَبلَ بَرْئِها؛ قَبلَ أنْ يَخلُقَ السَّمواتِ والأرضَ بخَمسينَ ألفَ سنةٍ؛ وكان عَرشُه عَلى الماءِ؛ وكُلُّ شيءٍ كائنٌ، فإنَّه مَكتوبٌ قدِ انتُهِيَ منه، فما أَصابَ العبدَ لم يَكُنْ لِيخطِئَه، وما أَخطأَه لم يَكُنْ لِيُصيبَه.
    في الحديثِ: ثُبوتُ قَدَرِ اللهِ السَّابقِ لخَلْقِه، وهوَ عِلمُه بالأَشياءِ قَبلَ كَونِها، وكِتابتُه لَها قبلَ بَرئِها.
    وفيهِ: ثُبوتُ العَرشِ.
    وفيهِ: ثُبوتُ خَلقِ الماءِ.

    صحيح مسلم

    كتَبَ اللهُ مقاديرَ الخلائقِ قبل أن يخلقَ السَّماواتِ والأرضَ بخمسينَ ألفَ سنةٍ . قال وعرشُه على الماءِ . وفي روايةٍ : مثلُهُ . غير أنَّهما لم يَذكرا : وعرشُه علَى الماءِ .

    شرح الحديث

    يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ اللهَ كَتَبَ، أي: في اللَّوحِ المَحفوظِ، مَقاديرَ الخَلائقِ: وهوَ عِلمُه بالأشياءِ قَبلَ كَونِها، وكِتابَتُه لَها قَبلَ بَرْئِها؛ قَبلَ أنْ يَخلُقَ السَّمواتِ والأرضَ بخَمسينَ ألفَ سنةٍ؛ وكان عَرشُه عَلى الماءِ؛ وكُلُّ شيءٍ كائنٌ، فإنَّه مَكتوبٌ قدِ انتُهِيَ منه، فما أَصابَ العبدَ لم يَكُنْ لِيخطِئَه، وما أَخطأَه لم يَكُنْ لِيُصيبَه. في الحديثِ: ثُبوتُ قَدَرِ اللهِ السَّابقِ لخَلْقِه، وهوَ عِلمُه بالأَشياءِ قَبلَ كَونِها، وكِتابتُه لَها قبلَ بَرئِها. وفيهِ: ثُبوتُ العَرشِ. وفيهِ: ثُبوتُ خَلقِ الماءِ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 37 مشاهدة 0 معاينة
  • إنَّ قلوبَ بَني آدمَ كلَّها بينَ إصبَعينِ من أصابعِ الرَّحمنِ كقَلبِ واحِدٍ . يصرِفُهُ حيثُ يشاءُ ، ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : اللَّهمَّ مُصرِّفَ القلوبِ صرِّف قلوبَنا على طاعتِكَ

    شرح الحديث

    يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ قُلوبَ بَني آدمَ كُلَّها، أي: تَصرُّفَها وتَقلُّبَها، بينَ إِصبَعينِ مِن أَصابعِ الرَّحمنِ كَقلبٍ واحدٍ؛ يُصرِّفُه حَيثُ يَشاءُ، فاللهُ سُبحانَه وتَعالى مُتصرِّفٌ في قُلوبِ عِبادِه كُلِّهم, فيَهدِي ويُضلُّ كَما يَشاءُ؛ ثُمَّ دَعا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اللَّهمَّ مُصرِّفَ القُلوبِ "صَرِّفْ قُلوبَنا عَلى طاعتِك"، أي: ثَبِّت قُلوبَنا، واصْرِفْها إِلى طاعتِك ومَرضاتِك في كُلِّ ما تُحبُّه منَ الأَقوالِ، والأَعمالِ والأَخلاقِ.
    فالعَبدُ لَيس إِليه شيءٌ منْ أَمرِ سَعادتِه، أو شَقاوتِه، بل إنَّ الأمرَ كلَّه للَّهِ؛ فإنِ اهتَدَى فبِهِدايةِ اللَّهِ تَعالى إيَّاه، وإنْ ضلَّ فبِصَرْفِه لَه بحِكمَتِه وعَدلِه، وعِلمِه السَّابقِ.
    في الحديثِ: ثُبوتُ صِفةِ الأَصابعِ للهِ عزَّ وجلَّ.
    وفيهِ: ثُبوتُ قَدَرِ اللهِ السَّابقِ لخَلقِه، وهوَ عِلمُه الأَشياءَ قبلَ كَونِها وكتابتُه لَها قبلَ بَرئِها.
    وفيهِ: الافتِقارُ إِلى اللهِ عزَّ وجلَّ في كُلِّ حينٍ بالدُّعاءِ.

    صحيح مسلم

    إنَّ قلوبَ بَني آدمَ كلَّها بينَ إصبَعينِ من أصابعِ الرَّحمنِ كقَلبِ واحِدٍ . يصرِفُهُ حيثُ يشاءُ ، ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : اللَّهمَّ مُصرِّفَ القلوبِ صرِّف قلوبَنا على طاعتِكَ

    شرح الحديث

    يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ قُلوبَ بَني آدمَ كُلَّها، أي: تَصرُّفَها وتَقلُّبَها، بينَ إِصبَعينِ مِن أَصابعِ الرَّحمنِ كَقلبٍ واحدٍ؛ يُصرِّفُه حَيثُ يَشاءُ، فاللهُ سُبحانَه وتَعالى مُتصرِّفٌ في قُلوبِ عِبادِه كُلِّهم, فيَهدِي ويُضلُّ كَما يَشاءُ؛ ثُمَّ دَعا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اللَّهمَّ مُصرِّفَ القُلوبِ "صَرِّفْ قُلوبَنا عَلى طاعتِك"، أي: ثَبِّت قُلوبَنا، واصْرِفْها إِلى طاعتِك ومَرضاتِك في كُلِّ ما تُحبُّه منَ الأَقوالِ، والأَعمالِ والأَخلاقِ. فالعَبدُ لَيس إِليه شيءٌ منْ أَمرِ سَعادتِه، أو شَقاوتِه، بل إنَّ الأمرَ كلَّه للَّهِ؛ فإنِ اهتَدَى فبِهِدايةِ اللَّهِ تَعالى إيَّاه، وإنْ ضلَّ فبِصَرْفِه لَه بحِكمَتِه وعَدلِه، وعِلمِه السَّابقِ. في الحديثِ: ثُبوتُ صِفةِ الأَصابعِ للهِ عزَّ وجلَّ. وفيهِ: ثُبوتُ قَدَرِ اللهِ السَّابقِ لخَلقِه، وهوَ عِلمُه الأَشياءَ قبلَ كَونِها وكتابتُه لَها قبلَ بَرئِها. وفيهِ: الافتِقارُ إِلى اللهِ عزَّ وجلَّ في كُلِّ حينٍ بالدُّعاءِ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 43 مشاهدة 0 معاينة
  • آيةُ المنافقِ ثلاثٌ . وإن صام وصلى وزعم أنه مسلمٌ

    شرح الحديث

    يُحدِّدُ هذا الحديثُ بعضَ علاماتِ المنافِقينَ وصِفاتِهم، وهو جُزءٌ مِن حديثٍ يقولُ فيهِ أبو هُريرةَ رضيَ الله عنهُ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قالَ: "آيَةُ المنافِقِ ثلاثٌ"، أي: إنَّ المنافِقَ له ثَلاثُ علاماتٍ يُعرَفُ بهنَّ، وهوَ الذي يُبطِنُ خِلافَ ما يُظهِرُه للناسِ.
    وهيَ: "إذا حدَّثَ كذَبَ"، أي: يقولُ في كلامِه وما يُخبِرُ به على خِلافِ ما هو عليهِ، وأصبحَ ذلكَ صِفةً ملازِمةً لهُ في كُلِّ أقوالهِ. "وإذا وَعدَ أخْلَفَ"، أي: وإذا أَعْطى غيرَهُ وعدًا لم يُوفِّهِ له. "وإذا اؤتُمِنَ خانَ"، أي: لم يَحفظْ هذهِ الأمانةَ وإنَّما يُضيِّعُها ويتصرَّفُ فيها. ثُمَّ قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "وإنْ صامَ وصلَّى وزَعمَ أنَّهُ مسلمٌ"، أي: منِ اتَّصفَ بهذهِ الصِّفاتِ الثَّلاثِ ولازَمَتْه فهوَ منافقٌ وإنْ أَتى بالأُمورِ العَمليَّةِ في الإسلامِ، مثلَ: الصَّلاةِ والصِّيامِ ونحوِ ذلكَ.
    قيلَ: إنَّه يكونُ منافِقًا إذا اجْتمعَتْ فيهِ تلكَ الصِّفاتُ واعتادَها ولم يُقلِعْ عنها، بخِلافِ مَن وقَعَ في إحْداها مرَّةً ورجعَ؛ فإنَّهُ لا يُعدُّ منافقًا. ( )

    صحيح مسلم

    آيةُ المنافقِ ثلاثٌ . وإن صام وصلى وزعم أنه مسلمٌ

    شرح الحديث

    يُحدِّدُ هذا الحديثُ بعضَ علاماتِ المنافِقينَ وصِفاتِهم، وهو جُزءٌ مِن حديثٍ يقولُ فيهِ أبو هُريرةَ رضيَ الله عنهُ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قالَ: "آيَةُ المنافِقِ ثلاثٌ"، أي: إنَّ المنافِقَ له ثَلاثُ علاماتٍ يُعرَفُ بهنَّ، وهوَ الذي يُبطِنُ خِلافَ ما يُظهِرُه للناسِ. وهيَ: "إذا حدَّثَ كذَبَ"، أي: يقولُ في كلامِه وما يُخبِرُ به على خِلافِ ما هو عليهِ، وأصبحَ ذلكَ صِفةً ملازِمةً لهُ في كُلِّ أقوالهِ. "وإذا وَعدَ أخْلَفَ"، أي: وإذا أَعْطى غيرَهُ وعدًا لم يُوفِّهِ له. "وإذا اؤتُمِنَ خانَ"، أي: لم يَحفظْ هذهِ الأمانةَ وإنَّما يُضيِّعُها ويتصرَّفُ فيها. ثُمَّ قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "وإنْ صامَ وصلَّى وزَعمَ أنَّهُ مسلمٌ"، أي: منِ اتَّصفَ بهذهِ الصِّفاتِ الثَّلاثِ ولازَمَتْه فهوَ منافقٌ وإنْ أَتى بالأُمورِ العَمليَّةِ في الإسلامِ، مثلَ: الصَّلاةِ والصِّيامِ ونحوِ ذلكَ. قيلَ: إنَّه يكونُ منافِقًا إذا اجْتمعَتْ فيهِ تلكَ الصِّفاتُ واعتادَها ولم يُقلِعْ عنها، بخِلافِ مَن وقَعَ في إحْداها مرَّةً ورجعَ؛ فإنَّهُ لا يُعدُّ منافقًا. ( )

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 39 مشاهدة 0 معاينة
  • أيما عبدٍ أَبَقَ من مواليه فقد كفر حتى يرجعَ إليهم . قال منصورُ : قد واللهِ روي عن النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . ولكني أكرهُ أن يروى عني ههنا بالبصرةِ .

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يَقولُ جَريرٌ رَضيَ اللهُ عنه عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّما عَبدٍ أَبَقَ، أيْ: هَرَبَ مِن مَواليهِ، فَقدْ كَفرَ، أيْ: جَحَدَ حَقَّه وغَطَّاه، أو أنَّ عمَلَه مِن عَملِ الكُفَّارِ، أو أنَّه يُؤدِّي إلى الكُفرِ؛ فيُخشَى عليه الكُفرُ، حَتَّى يَرجِعَ إليهِم، أيْ: حتَّى يَعودَ إلى طاعَةِ سَيِّدهِ.
    وقولُ مَنصورٍ رَواي الحَديثِ: "قدْ واللهِ رُوي عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ولكنِّي أكْرَهُ أَنْ يُروَى عنِّي هاهنا بالبَصرةِ"، معناه: أنَّ منصورًا رواه عن جَريرٍ موقوفًا، ثم أقْسَم أنَّه مرفوعٌ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ليَعلمَ ذلك الخواصُّ، ولكنَّه خَشِي أنْ تَشيعَ عنه الرِّوايةُ المرفوعةُ في البَصرةِ؛ لأنَّها كانتْ آنذاكَ مملوءةً بالخوارجِ والمعتزلةِ الذين يَقولونَ بتَخليدِ أهلِ المعاصي في النَّارِ، والخوارجُ يَزيدونَ على التَّخليدِ فيَحكُمون بكُفرِه، ولهم شُبهةٌ في التعلُّقِ بظاهرِ هذا الحديثِ.

    صحيح مسلم

    أيما عبدٍ أَبَقَ من مواليه فقد كفر حتى يرجعَ إليهم . قال منصورُ : قد واللهِ روي عن النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . ولكني أكرهُ أن يروى عني ههنا بالبصرةِ .

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يَقولُ جَريرٌ رَضيَ اللهُ عنه عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّما عَبدٍ أَبَقَ، أيْ: هَرَبَ مِن مَواليهِ، فَقدْ كَفرَ، أيْ: جَحَدَ حَقَّه وغَطَّاه، أو أنَّ عمَلَه مِن عَملِ الكُفَّارِ، أو أنَّه يُؤدِّي إلى الكُفرِ؛ فيُخشَى عليه الكُفرُ، حَتَّى يَرجِعَ إليهِم، أيْ: حتَّى يَعودَ إلى طاعَةِ سَيِّدهِ. وقولُ مَنصورٍ رَواي الحَديثِ: "قدْ واللهِ رُوي عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ولكنِّي أكْرَهُ أَنْ يُروَى عنِّي هاهنا بالبَصرةِ"، معناه: أنَّ منصورًا رواه عن جَريرٍ موقوفًا، ثم أقْسَم أنَّه مرفوعٌ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ليَعلمَ ذلك الخواصُّ، ولكنَّه خَشِي أنْ تَشيعَ عنه الرِّوايةُ المرفوعةُ في البَصرةِ؛ لأنَّها كانتْ آنذاكَ مملوءةً بالخوارجِ والمعتزلةِ الذين يَقولونَ بتَخليدِ أهلِ المعاصي في النَّارِ، والخوارجُ يَزيدونَ على التَّخليدِ فيَحكُمون بكُفرِه، ولهم شُبهةٌ في التعلُّقِ بظاهرِ هذا الحديثِ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 37 مشاهدة 0 معاينة
  • أحصوا لي كم يلفظُ الإسلامَ قال : فقلنا : يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ! أتخاف علينا ونحن ما بين الستمائةِ إلى السبعمائةِ ؟ قال : إنكم لا تدرون . لعلكم أن تبتلوا قال : فابتُلينا . حتى جعل الرجلُ منَّا لا يصلي إلا سرًّا .

    شرح الحديث

    المُؤمِنُ الَّذي وَفَّقه اللهُ مُستعِدٌّ لِلبَلاءِ، فَهوَ صابرٌ مُحتسِبٌ، يَسعى مَع ذلكَ إلى إصلاحِ ما أَفسدَه النَّاسُ قَدرَ الإمكانِ، فَلا يَمنَعُه البَلاءُ الَّذي أصابَه مِن ذَلكَ.
    وفي هذا الحَديثِ يَقولُ حُذيفَةُ: كُنَّا مَع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم، فَقال: أحْصوا، يعني: عُدُّوا لي كَمْ يَلفِظُ الإسلامُ، أي: كَم عَددُ مَن يَتلفَّظُ بِكَلمةِ الإسلامِ؟، فَقُلنا: يا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم! أتخافُ عَلينا ونَحنُ ما بَينَ السِّتِّ مئَةِ إلى السَّبعِ مِئةِ? قيلَ: رِجالُ المَدينَةِ خاصَّةً، ثُمَّ قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عَليه وَسلَّم: إنَّكم لا تَدرونَ وَلا تَعلَمونَ، لَعلَّكُم أنْ تُبْتَلَوْا، أي: تُختَبَروا، قالَ حُذيفَةُ: فَابتُلينا، وَهذا يَدلُّ على صِدقِ ما قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ وسلَّم، يَقولُ حُذيفَةُ: حتَّى جَعلَ الرَّجلُ مِنَّا لا يُصلِّي إلَّا سِرًّا، وَكانَ ذلكَ فيما جَرى مِنَ الفِتنِ بَعدَ وَفاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم، فَكانَ الرَّجلُ مِنهُم يَتخفَّى ويُصلِّي سِرًّا؛ خَوفًا مِنَ الظُّهورِ وَالمُشاركَةِ في الدُّخولِ في الفِتنَةِ.

    صحيح مسلم

    أحصوا لي كم يلفظُ الإسلامَ قال : فقلنا : يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ! أتخاف علينا ونحن ما بين الستمائةِ إلى السبعمائةِ ؟ قال : إنكم لا تدرون . لعلكم أن تبتلوا قال : فابتُلينا . حتى جعل الرجلُ منَّا لا يصلي إلا سرًّا .

    شرح الحديث

    المُؤمِنُ الَّذي وَفَّقه اللهُ مُستعِدٌّ لِلبَلاءِ، فَهوَ صابرٌ مُحتسِبٌ، يَسعى مَع ذلكَ إلى إصلاحِ ما أَفسدَه النَّاسُ قَدرَ الإمكانِ، فَلا يَمنَعُه البَلاءُ الَّذي أصابَه مِن ذَلكَ. وفي هذا الحَديثِ يَقولُ حُذيفَةُ: كُنَّا مَع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم، فَقال: أحْصوا، يعني: عُدُّوا لي كَمْ يَلفِظُ الإسلامُ، أي: كَم عَددُ مَن يَتلفَّظُ بِكَلمةِ الإسلامِ؟، فَقُلنا: يا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم! أتخافُ عَلينا ونَحنُ ما بَينَ السِّتِّ مئَةِ إلى السَّبعِ مِئةِ? قيلَ: رِجالُ المَدينَةِ خاصَّةً، ثُمَّ قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عَليه وَسلَّم: إنَّكم لا تَدرونَ وَلا تَعلَمونَ، لَعلَّكُم أنْ تُبْتَلَوْا، أي: تُختَبَروا، قالَ حُذيفَةُ: فَابتُلينا، وَهذا يَدلُّ على صِدقِ ما قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ وسلَّم، يَقولُ حُذيفَةُ: حتَّى جَعلَ الرَّجلُ مِنَّا لا يُصلِّي إلَّا سِرًّا، وَكانَ ذلكَ فيما جَرى مِنَ الفِتنِ بَعدَ وَفاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم، فَكانَ الرَّجلُ مِنهُم يَتخفَّى ويُصلِّي سِرًّا؛ خَوفًا مِنَ الظُّهورِ وَالمُشاركَةِ في الدُّخولِ في الفِتنَةِ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 37 مشاهدة 0 معاينة