• رحمته بالخدم و العبيد


    لقد بلغت رحمة ورقَّة رسول الله أعلى درجة

    فلم تكن كذلك فى فترة معينة فى حياته، أو عند ظروف مخصوصة، إنما ظل كذلك حتى لحظات موته الأخيرة فقد ظل يعلَّم أصحابه الرحمة مع الخدم والرقيق حتى فى الألفاظ والتعبيرات


    فقال إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم

    فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يطعم، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم من العمل إلا ما يطيقون، وإذا كلفتموهم فأعينوهم

    (رواه البخاري)
    كانت هذه هي وصية الرسول بالخدم

    نعتهم بالإخوة لنا، وأمرنا ألا نكلفهم فوق طاقتهم واحتمالهم، وأن نحنو عليهم ونطعمهم من طعامنا، وأن نعينهم فى الأمور التي لا يحتملونها


    ولم تكن هذه الوصايا التى يلقيها النبي علينا بمنأى عن تعامله مع خدمه

    فها هو الصحابي الجليل أنس بن مالك خادم رسول الله يحكى لنا كيف كانت رحلته فى خدمة النبي

    يقول أنس: خدمت رسول الله تسع سنين فما عاب علي شيئاً قط

    (رواه مسلم)

    حتى كلمة التذمر لم يكن ينطق بها إن تعددت أخطاء خادمه

    فقد كان رحيما بالخدم، يرعي مشاعرهم، ويصفهم بالإخوة لنا، ويعلم أنهم دوما فى حاجة إلى العطف وإلى الشعور بالرحمة، فيمنحهم هذه الرحمة، فيحول خدمتهم له إلى متعة لا غنى لهم عنها


    ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ لَطَمَ مَمْلُوكَهُ أَوْ ضَرَبَهُ فَكَفَّارَتُهُ أَنْ يُعْتِقَهُ
    و يروي أبو مسعود الأنصاري فيقول: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلامًا لِي فَسَمِعْتُ مِنْ خَلْفِي صَوْتًا: اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ، فَقَالَ: أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ


    لقد علَّمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمة مع الخدم والرقيق حتى في الألفاظ والتعبيرات



    يقول : لا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي، كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللَّهِ، وَكُلُّ نِسَائِكُمْ إِمَاءُ اللَّهِ وَلَكِنْ لِيَقُلْ: غُلامِي وَجَارِيَتِي وَفَتَايَ وَفَتَاتِي

    ويقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كان آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الصَّلاةَ الصَّلاةَ اتَّقُوا اللَّهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ


    وكانت حياته تطبيقًا حرفيًا لكل كلماته

    حاشاه أن يقول شيئًا ويفعل غيره


    تقول عائشة رضي الله عنها: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلا امْرَأَةً وَلا خَادِمًا إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

    رحمته بالخدم و العبيد

    لقد بلغت رحمة ورقَّة رسول الله أعلى درجة
    فلم تكن كذلك فى فترة معينة فى حياته، أو عند ظروف مخصوصة، إنما ظل كذلك حتى لحظات موته الأخيرة فقد ظل يعلَّم أصحابه الرحمة مع الخدم والرقيق حتى فى الألفاظ والتعبيرات
    فقال إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم
    فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يطعم، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم من العمل إلا ما يطيقون، وإذا كلفتموهم فأعينوهم
    (رواه البخاري) كانت هذه هي وصية الرسول بالخدم
    نعتهم بالإخوة لنا، وأمرنا ألا نكلفهم فوق طاقتهم واحتمالهم، وأن نحنو عليهم ونطعمهم من طعامنا، وأن نعينهم فى الأمور التي لا يحتملونها
    ولم تكن هذه الوصايا التى يلقيها النبي علينا بمنأى عن تعامله مع خدمه
    فها هو الصحابي الجليل أنس بن مالك خادم رسول الله يحكى لنا كيف كانت رحلته فى خدمة النبي
    يقول أنس: خدمت رسول الله تسع سنين فما عاب علي شيئاً قط
    (رواه مسلم)
    حتى كلمة التذمر لم يكن ينطق بها إن تعددت أخطاء خادمه فقد كان رحيما بالخدم، يرعي مشاعرهم، ويصفهم بالإخوة لنا، ويعلم أنهم دوما فى حاجة إلى العطف وإلى الشعور بالرحمة، فيمنحهم هذه الرحمة، فيحول خدمتهم له إلى متعة لا غنى لهم عنها
    ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ لَطَمَ مَمْلُوكَهُ أَوْ ضَرَبَهُ فَكَفَّارَتُهُ أَنْ يُعْتِقَهُ و يروي أبو مسعود الأنصاري فيقول: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلامًا لِي فَسَمِعْتُ مِنْ خَلْفِي صَوْتًا: اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ، فَقَالَ: أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ
    لقد علَّمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمة مع الخدم والرقيق حتى في الألفاظ والتعبيرات

    يقول : لا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي، كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللَّهِ، وَكُلُّ نِسَائِكُمْ إِمَاءُ اللَّهِ وَلَكِنْ لِيَقُلْ: غُلامِي وَجَارِيَتِي وَفَتَايَ وَفَتَاتِي
    ويقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كان آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الصَّلاةَ الصَّلاةَ اتَّقُوا اللَّهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ
    وكانت حياته تطبيقًا حرفيًا لكل كلماته
    حاشاه أن يقول شيئًا ويفعل غيره
    تقول عائشة رضي الله عنها: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلا امْرَأَةً وَلا خَادِمًا إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

    0 التعليقات 0 المشاركات 53 مشاهدة 0 معاينة
  • رحمته بأمته يوم القيامة

    أمتى



    أمتى


    كلمة يقولها النبي فى موقف ينشغل كل امرئ فيه بنفسه


    رحمة عجيبة


    تستحق الوقوف أمامها طويلا


    يالها من رحمة تذيب ذا العقل الراجح خجلا حين يدرك معناها


    كل منشغل بنفسه


    الأم لا يهمها وليدها


    الخليل يتخلى عن خليله


    الأنبياء يرفضون التوسل إلى الله من أجل البشر، بل ينشغلون بأنفسهم، وما هم فيه من هول موقف يوم الدين، أما نبينا فيقول: يا رب أمتى أمتى



    عن معبد بن هلال العنزي قال: اجتمعنا ناس من أهل البصرة فذهبنا إلى أنس بن مالك -رضي الله عنه- وذهبنا معنا بثابت البناني إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة، فإذا هو فى قصره فوافقناه يصلى الضحى، فاستأذنا فأذن لنا وهو قاعد على فراشه، فقلنا لثابت: لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة، فقال: يا أبا حمزة، هؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاؤوك يسألونك عن حديث الشفاعة، فقال: حدثنا رسول الله قال: إذا كان يوم القيامة، ماج الناس بعضهم فى بعض فيأتون آدم





    الحديث

    وفيه: فأقول: يا رب، أمتى أمتى

    فيقول: انطلق، فأخرج منها من كان فى قلبه مثقال شعيرة من إيمان

    فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد، ثم أخرُّ له ساجداً، فيقال يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتى أمتى

    فيقول: انطلق، فأخرج منها من كان فى قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان فأخرجه

    فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً، فيقول: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب، أمتى أمتى

    فيقول: انطلق، فأخرج من كان فى قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان، فأخرجه من النار

    فأنطلق فأفعل

    (رواه البخاري)



    ونحن من خلال إبحارنا فى هذا الجانب من حياتك يا رسول الله، نقول: ما من رجل عرفته البشرية ووطأت قدماه هذه الأرض تخلَّق بخلق الرحمة مثلك يا رسول الله


    صدقت يا رب حين قلت: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين


    هذه الآية تضع أيدينا على حقيقة رحمة النبي

    فلم يقل الله عز وجل أنها للمؤمنين فقط ولكن للعالمين


    رحمة تشمل المسلم وغير المسلم


    الكبير والصغير


    النساء والرجال


    الإنسان والحيوان والنبات والجماد


    حقا يارسول الله، أنت خير رحمة للعالمين



    رحمته بأمته يوم القيامة

    أمتى

    أمتى
    كلمة يقولها النبي فى موقف ينشغل كل امرئ فيه بنفسه
    رحمة عجيبة
    تستحق الوقوف أمامها طويلا
    يالها من رحمة تذيب ذا العقل الراجح خجلا حين يدرك معناها
    كل منشغل بنفسه
    الأم لا يهمها وليدها
    الخليل يتخلى عن خليله
    الأنبياء يرفضون التوسل إلى الله من أجل البشر، بل ينشغلون بأنفسهم، وما هم فيه من هول موقف يوم الدين، أما نبينا فيقول: يا رب أمتى أمتى
    عن معبد بن هلال العنزي قال: اجتمعنا ناس من أهل البصرة فذهبنا إلى أنس بن مالك -رضي الله عنه- وذهبنا معنا بثابت البناني إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة، فإذا هو فى قصره فوافقناه يصلى الضحى، فاستأذنا فأذن لنا وهو قاعد على فراشه، فقلنا لثابت: لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة، فقال: يا أبا حمزة، هؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاؤوك يسألونك عن حديث الشفاعة، فقال: حدثنا رسول الله قال: إذا كان يوم القيامة، ماج الناس بعضهم فى بعض فيأتون آدم


    الحديث
    وفيه: فأقول: يا رب، أمتى أمتى
    فيقول: انطلق، فأخرج منها من كان فى قلبه مثقال شعيرة من إيمان
    فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد، ثم أخرُّ له ساجداً، فيقال يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتى أمتى
    فيقول: انطلق، فأخرج منها من كان فى قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان فأخرجه
    فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً، فيقول: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب، أمتى أمتى
    فيقول: انطلق، فأخرج من كان فى قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان، فأخرجه من النار
    فأنطلق فأفعل
    (رواه البخاري)
    ونحن من خلال إبحارنا فى هذا الجانب من حياتك يا رسول الله، نقول: ما من رجل عرفته البشرية ووطأت قدماه هذه الأرض تخلَّق بخلق الرحمة مثلك يا رسول الله
    صدقت يا رب حين قلت: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين
    هذه الآية تضع أيدينا على حقيقة رحمة النبي
    فلم يقل الله عز وجل أنها للمؤمنين فقط ولكن للعالمين
    رحمة تشمل المسلم وغير المسلم
    الكبير والصغير
    النساء والرجال
    الإنسان والحيوان والنبات والجماد
    حقا يارسول الله، أنت خير رحمة للعالمين

    0 التعليقات 0 المشاركات 53 مشاهدة 0 معاينة
  • رحمته صلى الله عليه وسلم بالعصاه



    أخرج البخاري من حديث أبى هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكتُ

    قال :ما أهلكك؟ قال: وقعت على امرأتى فى رمضان وأنا صائم فسأله النبي صلى الله عليه وسلم هل يجد رقبة ليعتقها كفارة عما وقع منه؟ فقال: لا

    فسأله هل يستطيع أن يصوم شهرين متتابعين؟ فقال: لا

    فسأله هل يستطيع أن يطعم ستين مسكيناً؟ فقال: لا

    ثم جلس الرجل فأُتى النبي بتمر، فقال: خذ هذا فتصدق به، يعنى كفارة

    فقال: أعلى أفقر منى يا رسول الله؟! ما بين لامتيها أهل بيت أفقر منى ! فضحك النبي حتى بدت نواجده، ثم قال: أطعمه أهلك



    حين نقرأ هذه القصة، نرى شمس الرحمة تشرق من قلب رسول الله لتنشر الدفء فى قلب كل عاص وتعيده إلى ربه بسلاسة وأمان

    فها هو النبي حين جاءه الصحابي رضوان الله عليه عاصيا، لم يؤنبه ولم يزجره، بل عامله بمنطق الرحيم، لا بمنطق المحاسب المعاقب، وأعاده إلى بيته تائبا غير محرج، ومعه طعام يسد جوعه وجوع أهله، رحمة به وبأهل بيته وهم أهل فقر وحاجة



    أولا تكفى مساعدة هذا الرجل على التوبة دون توبيخ؟ لا، بل لا بد أن تمتد الرحمة حين يحتاجها من معنا ولو كان عاصيا


    وحين يخير فى حياته بدعوة لا ترد، يختار الشفاعة لأمته


    صدقت يا رب إنه بالمؤمنين رؤوف رحيم



    رحمته صلى الله عليه وسلم بالعصاه


    أخرج البخاري من حديث أبى هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكتُ
    قال :ما أهلكك؟ قال: وقعت على امرأتى فى رمضان وأنا صائم فسأله النبي صلى الله عليه وسلم هل يجد رقبة ليعتقها كفارة عما وقع منه؟ فقال: لا
    فسأله هل يستطيع أن يصوم شهرين متتابعين؟ فقال: لا
    فسأله هل يستطيع أن يطعم ستين مسكيناً؟ فقال: لا
    ثم جلس الرجل فأُتى النبي بتمر، فقال: خذ هذا فتصدق به، يعنى كفارة
    فقال: أعلى أفقر منى يا رسول الله؟! ما بين لامتيها أهل بيت أفقر منى ! فضحك النبي حتى بدت نواجده، ثم قال: أطعمه أهلك
    حين نقرأ هذه القصة، نرى شمس الرحمة تشرق من قلب رسول الله لتنشر الدفء فى قلب كل عاص وتعيده إلى ربه بسلاسة وأمان
    فها هو النبي حين جاءه الصحابي رضوان الله عليه عاصيا، لم يؤنبه ولم يزجره، بل عامله بمنطق الرحيم، لا بمنطق المحاسب المعاقب، وأعاده إلى بيته تائبا غير محرج، ومعه طعام يسد جوعه وجوع أهله، رحمة به وبأهل بيته وهم أهل فقر وحاجة
    أولا تكفى مساعدة هذا الرجل على التوبة دون توبيخ؟ لا، بل لا بد أن تمتد الرحمة حين يحتاجها من معنا ولو كان عاصيا
    وحين يخير فى حياته بدعوة لا ترد، يختار الشفاعة لأمته
    صدقت يا رب إنه بالمؤمنين رؤوف رحيم

    0 التعليقات 0 المشاركات 49 مشاهدة 0 معاينة
  • إجلاء يهود بنى قينقاع

    موقف اليهود من الرسول والمسلمين
    وقف اليهود من الرسول والمسلمين موقفًا حاقدًا معاديًا منذ هجرتهم إلى المدينة، وقد برز هذا الحقد والعداء للمسلمين بصورة مضاعفة بعد انتصار المسلمين فى غزوة بدر؛ فقد انضموا بعواطفهم وألسنتهم ودعايتهم ضد رسول الله وأصحابه وأظهروا للرسول الحسد والبغي وقد عبر عن هذا كعب بن الأشرف، أحد رؤساء اليهود، الذى أظهر حزنه وألمه بعد غزوة بدر وقال: والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها، وخرج كعب بن الأشرف حتى قدم مكة وجعل يحرض المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم وينشد الأشعار ويبكى قتلى قريش، ثم رجع إلى المدينة فشبب بنساء المسلمين حتى أذاهم، حتى انتدب له الرسول صلى الله عليه وسلم من قتله



    أسباب الغزوة

    وفى فرحة المسلمين بانتصارهم فى غزوة بدر لم يستح أولئك اليهود أن يقولوا لرسول الله : لا يغرنك أنك لقيت قومًا لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة، أما والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس، وظل عناد اليهود وحقدهم يتواصل حتى حدثت حادثة التعدي على إحدى نساء الأنصار، فقد ذهبت امرأة من الأنصار إلى سوق بنى قينقاع تبتاع شيئًا، فجلست إلى صائغ هناك فاجتمع حولها نفر من اليهود يريدونها كشف وجهها فأبت، فعمد رجل منهم إلى طرف ثوبها وهي غافلة فعقده على ظهرها فلما قامت انكشفت سوأتها فضحك اليهود منها، فصاحت المرأة فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فغضب المسلمون وكان ذلك فى شوال من السنة الثانية للهجرة


    أحداث الغزوة


    لم يبق بعد ما حدث من اليهود إلا مقاتلتهم ، فحاصرهم رسول الله خمس عشرة ليلة حتى نزلوا على حكمه، وشفع فيهم حليفهم عبد الله بن أبي بن سلول وقال: يا محمد أحسن إلى موالي، وكانوا حلفاء الخزرج، فأطلقهم له رسول الله وكانوا سبعمائة مقاتل، و رحلوا إلى أذرعات الواقعة على حدود الشام وغنم الرسول صلى الله عليه وسلم منهم أموالاً وسلاحًا وآلات للصياغة




    إجلاء يهود بنى قينقاع

    موقف اليهود من الرسول والمسلمين وقف اليهود من الرسول والمسلمين موقفًا حاقدًا معاديًا منذ هجرتهم إلى المدينة، وقد برز هذا الحقد والعداء للمسلمين بصورة مضاعفة بعد انتصار المسلمين فى غزوة بدر؛ فقد انضموا بعواطفهم وألسنتهم ودعايتهم ضد رسول الله وأصحابه وأظهروا للرسول الحسد والبغي وقد عبر عن هذا كعب بن الأشرف، أحد رؤساء اليهود، الذى أظهر حزنه وألمه بعد غزوة بدر وقال: والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها، وخرج كعب بن الأشرف حتى قدم مكة وجعل يحرض المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم وينشد الأشعار ويبكى قتلى قريش، ثم رجع إلى المدينة فشبب بنساء المسلمين حتى أذاهم، حتى انتدب له الرسول صلى الله عليه وسلم من قتله

    أسباب الغزوة

    أحداث الغزوة

    لم يبق بعد ما حدث من اليهود إلا مقاتلتهم ، فحاصرهم رسول الله خمس عشرة ليلة حتى نزلوا على حكمه، وشفع فيهم حليفهم عبد الله بن أبي بن سلول وقال: يا محمد أحسن إلى موالي، وكانوا حلفاء الخزرج، فأطلقهم له رسول الله وكانوا سبعمائة مقاتل، و رحلوا إلى أذرعات الواقعة على حدود الشام وغنم الرسول صلى الله عليه وسلم منهم أموالاً وسلاحًا وآلات للصياغة

    0 التعليقات 0 المشاركات 174 مشاهدة 0 معاينة
  • غزوة بدر

    أسباب الغزوة

    فى جمادى الأولى من السنة الثانية للهجرة خرج رسول الله فى مائتين من المهاجرين يعترضون عيرًا لقريش متجهة نحو الشام فبلغوا ذا العشيرة قرب ينبع ، فوجدوا العير قد فاتتهم ، فعادوا ، ولما قرب رجعوها من الشام أرسل رسول الله طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد إلى الشمال لاستكشاف خبرها ، فوصلا الحوراء حتى مرَّ بهم أبو سفيان بألف بعير محملة بالأموال ، فأسرعا إلى المدينة وأخبر رسول الله الخبر ، فقال عليه الصلاة والسلام: ((هذه عير قريش فيها أموالكم ، فاخرجوا إليها لعل الله أن ينفلكموها)) ولم يعزم على أحد بالخروج ، فسار رسول الله بالجيش فيه ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً بفرسين وسبعين بعيرًا يتعاقبونها


    وعلم أبو سفيان بجواسيسه مسير عسكر المؤمنين فأرسل ضمضم بن عمرو الغفاري إلى مكة ، فصرخ ببطن الوادي واقفًا على بعيره ، وقد جدع أنفه، وحول رحله، وشق قميصه وهو يقول: يا معشر قريش،اللطيمة

    اللطيمة، أموالكم مع أبى سفيان قد عرض لها محمد فى أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوث الغوث


    فتحفز الناس سراعًا وتجمع نحو ألف وثلاثمائة مقاتل فى مائة فرس وستمائة درع وجمال كثيرة لا يعرف عددها بقيادة أبى جهل



    نجاة أبو سفيان بقافلته
    سار أبو سفيان بالعير باتجاه الساحل و استطاع الإفلات ، وأرسل رسالة إلى جيش قريش وهم فى الجحفة: إنكم خرجتم لتحرزوا عيركم ورجالكم وأموالكم، وقد نجاها الله فارجعوا، فهم الجيش بالرجوع، عندها قام الطاغية الأشر أبو جهل فقال: والله لا نرجع حتى نرد بدرًا، فنقيم بها ثلاثًا فننحر الجزور، ونطعم الطعام ، ونسقى الخمر، وتعزف لنا القيان ، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا ، فلا يزالون يهابوننا أبدًا، فرجعت بنى زهرة وكانوا حوالى ثلاثمائة رجل، و سار الجيش من ألف مقاتل حتى نزل قريبًا من بدر وراء كثيب بالعدوة القصوى



    أحداث الغزوة


    ولما بلغ رسول الله ما كان من جمع قريش استشار صلى الله عليه وسلم أصحابه، فقام أبو بكر فقال وأحسن، وقام عمر فقال وأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله، امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون [المائدة:24] ، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغمام لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه، فقال له رسول الله خيرًا ودعا له


    فقال عليه السلام: ((أشيروا عليَّ أيها الناس)) وإنما يريد الأنصار، فقال سعد بن معاذ: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله، قال: ((أجل))

    فقال سعد: لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقًا عليها أن لا تنصرك إلا فى ديارهم، وإنى أقول عن الأنصار وأجيب عنهم: فاظعن حيث شئت، وصل حبل من شئت، واقطع حبل من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، وأعطنا ما شئت، وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت، وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك، فوالله لئن سرت حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرن معك، ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك


    وسر النبي بقول سعد ثم قال: ((سيروا وأبشروا؛ فإن الله تعالى قد وعدنى إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم))


    وتحرك النبي بأصحابه فنزلوا قريبًا من بدر، واستكشف عليه السلام الأمر بنفسه، فعلم عدد القوم، ومن خرج من أشراف مكة فقال لأصحابه: ((هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها))


    فى هذه الأثناء بدأت أول بشائر النصر فى أرض المعركة، أنزل الله المطر، فكان على المشركين وابلاً شديدًا منعهم من التحرك، وكان على المسلمين طلاً طهرهم الله به،وأذهب عنهم رجس الشيطان، ووطأ به الأرض، وصلب به الرمل، وثبت الأقدام، ومهد به المنزل، وربط به على قلوبهم


    وهكذا فالله مع أوليائه يحفظهم ويحرسهم ويحوطهم برعايته, وينصر جنده, وييسر لهم أمورهم, ويذلل العقبات لهم, متى ما ساروا على منهج الحق علمًا وعملاً واعتقادًا يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم [محمد:7]


    وأخذ النبي يعدل الصفوف ثم أمرهم ألا يبدأوا القتال حتى يأمرهم ، ثم خرج ثلاثة من فرسان قريش هم عتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، وطلبوا المبارزة فخرج إليهم عوف ومعوذ ابنا عفراء وعبد الله بن رواحة فما ارتضوهم ونادوا: يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا، فقال رسول الله : ((قم يا عبيدة بن الحارث، وقم يا حمزة، وقم يا علي))، فأما حمزة وعلي فلم يمهلا قرينيهما أن قتلاهما، وأما عبيدة فاختلف بينه وبين قرنه فى ضربتين، فكر علي وحمزة على عتبة فقتلاه واحتملا عبيدة وقد قطعت رجله، ولم ينشب أن مات بعد ذلك بخمسة أيام رحمه الله ورضي عنه


    وهكذا انتهت المعركة بنصر المسلمين وهزيمة المشركين ، حيث قتل من المشركين سبعون وأسر منهم سبعون آخرون

    أما شهداء المسلمين فكانوا أربعة عشر شهيدا

    وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالقتلى أن يطرحوا بالقليب ، أما الأسرى فقد أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف 4000 درهم عن كل أسير امتثالا لمشورة أبي بكر ، أما من كان لا يملك الفداء فقد أعطاه عشرة من غلمان المسلمين يعلمهم القراءة والكتابة

    وهكذا انتصر المسلمون انتصارا عظيما بإيمانهم على المشركين الذين كفروا بالله ورسوله


    غزوة بدر

    أسباب الغزوة

    وعلم أبو سفيان بجواسيسه مسير عسكر المؤمنين فأرسل ضمضم بن عمرو الغفاري إلى مكة ، فصرخ ببطن الوادي واقفًا على بعيره ، وقد جدع أنفه، وحول رحله، وشق قميصه وهو يقول: يا معشر قريش،اللطيمة
    اللطيمة، أموالكم مع أبى سفيان قد عرض لها محمد فى أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوث الغوث
    فتحفز الناس سراعًا وتجمع نحو ألف وثلاثمائة مقاتل فى مائة فرس وستمائة درع وجمال كثيرة لا يعرف عددها بقيادة أبى جهل
    نجاة أبو سفيان بقافلته سار أبو سفيان بالعير باتجاه الساحل و استطاع الإفلات ، وأرسل رسالة إلى جيش قريش وهم فى الجحفة: إنكم خرجتم لتحرزوا عيركم ورجالكم وأموالكم، وقد نجاها الله فارجعوا، فهم الجيش بالرجوع، عندها قام الطاغية الأشر أبو جهل فقال: والله لا نرجع حتى نرد بدرًا، فنقيم بها ثلاثًا فننحر الجزور، ونطعم الطعام ، ونسقى الخمر، وتعزف لنا القيان ، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا ، فلا يزالون يهابوننا أبدًا، فرجعت بنى زهرة وكانوا حوالى ثلاثمائة رجل، و سار الجيش من ألف مقاتل حتى نزل قريبًا من بدر وراء كثيب بالعدوة القصوى

    أحداث الغزوة

    ولما بلغ رسول الله ما كان من جمع قريش استشار صلى الله عليه وسلم أصحابه، فقام أبو بكر فقال وأحسن، وقام عمر فقال وأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله، امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون [المائدة:24] ، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغمام لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه، فقال له رسول الله خيرًا ودعا له
    فقال عليه السلام: ((أشيروا عليَّ أيها الناس)) وإنما يريد الأنصار، فقال سعد بن معاذ: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله، قال: ((أجل))
    فقال سعد: لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقًا عليها أن لا تنصرك إلا فى ديارهم، وإنى أقول عن الأنصار وأجيب عنهم: فاظعن حيث شئت، وصل حبل من شئت، واقطع حبل من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، وأعطنا ما شئت، وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت، وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك، فوالله لئن سرت حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرن معك، ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك
    وسر النبي بقول سعد ثم قال: ((سيروا وأبشروا؛ فإن الله تعالى قد وعدنى إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم))
    وتحرك النبي بأصحابه فنزلوا قريبًا من بدر، واستكشف عليه السلام الأمر بنفسه، فعلم عدد القوم، ومن خرج من أشراف مكة فقال لأصحابه: ((هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها))
    فى هذه الأثناء بدأت أول بشائر النصر فى أرض المعركة، أنزل الله المطر، فكان على المشركين وابلاً شديدًا منعهم من التحرك، وكان على المسلمين طلاً طهرهم الله به،وأذهب عنهم رجس الشيطان، ووطأ به الأرض، وصلب به الرمل، وثبت الأقدام، ومهد به المنزل، وربط به على قلوبهم
    وهكذا فالله مع أوليائه يحفظهم ويحرسهم ويحوطهم برعايته, وينصر جنده, وييسر لهم أمورهم, ويذلل العقبات لهم, متى ما ساروا على منهج الحق علمًا وعملاً واعتقادًا يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم [محمد:7]
    وأخذ النبي يعدل الصفوف ثم أمرهم ألا يبدأوا القتال حتى يأمرهم ، ثم خرج ثلاثة من فرسان قريش هم عتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، وطلبوا المبارزة فخرج إليهم عوف ومعوذ ابنا عفراء وعبد الله بن رواحة فما ارتضوهم ونادوا: يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا، فقال رسول الله : ((قم يا عبيدة بن الحارث، وقم يا حمزة، وقم يا علي))، فأما حمزة وعلي فلم يمهلا قرينيهما أن قتلاهما، وأما عبيدة فاختلف بينه وبين قرنه فى ضربتين، فكر علي وحمزة على عتبة فقتلاه واحتملا عبيدة وقد قطعت رجله، ولم ينشب أن مات بعد ذلك بخمسة أيام رحمه الله ورضي عنه
    وهكذا انتهت المعركة بنصر المسلمين وهزيمة المشركين ، حيث قتل من المشركين سبعون وأسر منهم سبعون آخرون
    أما شهداء المسلمين فكانوا أربعة عشر شهيدا
    وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالقتلى أن يطرحوا بالقليب ، أما الأسرى فقد أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف 4000 درهم عن كل أسير امتثالا لمشورة أبي بكر ، أما من كان لا يملك الفداء فقد أعطاه عشرة من غلمان المسلمين يعلمهم القراءة والكتابة
    وهكذا انتصر المسلمون انتصارا عظيما بإيمانهم على المشركين الذين كفروا بالله ورسوله

    0 التعليقات 0 المشاركات 62 مشاهدة 0 معاينة
  • الجهاد فى سبيل الدعوة

    استعداء قريش للمسلمين


    لما استقر رسول الله وأصحابه فى المدينة ونعموا بطيب العيش فيها ، وارتاحت نفوسهم ، واطمأنت أرواحهم بعد العناء والآلام التى كانوا يلاقونها فى مكة وما جاورها ، زاد غيظ قريش فأرسلوا إلى عبد الله بن أُبي بن سلول الذى كان يهيئ نفسه ليتوج ملكًا على يثرب قبل الهجرة كتابًا نصه : إنكم آويتم صاحبنا ، وإنا نقسم بالله لنقاتلنه أو لتخرجنه ، أو لنسيرن إليكم بأجمعنا ، حتى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم ، كما أرسلت قريش إلى المسلمين تقول: لا يغرَّنكم أنكم أفلتمونا إلى يثرب سنأتيكم فنستأصلكم ونبيد خضراءكم فى عقر داركم




    فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبي ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال النبي ، و لما بلغ ذلك النبي لقيهم ، فقال لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ ما كانت تكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم، فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم تفرقوا


    و تثبت لنا هذه الرواية أن قريشا الآن قد جعلت من نفسها عدوا ، و حاولت أن تستعدى على المؤمنين فى المدينة كفار يثرب ليخوض المسلمون حربا أهلية مع كفار يثرب ، أو يضطر النبي ومن معه أن يبحثوا عن مكان آخر يأويهم إذا ما نفذت قريش تهديدها وجهزت جيشا لغزو المدينة وساعتها فلن يكون للمسلمين مكان فى الجزيرة العربية لخضوعها كلها تقريبا تحت السيطرة الدينية لكفار مكة باعتبارهم سدنة البيت الحرام ، وحينها أيضا سيكرر كفار مكة نفس الفعل مع أي قبيلة تؤوى رسول الله ومن معه




    فقد كانت الفترة الأولي التى سبقت بدرا من أكثر الفترات شدة وصعوبة على النبي ، إذ كان لا يستطيع النوم إلا وهو يحمل سلاحه ، وكان يسهر المسلمون بأسلحتهم تحسبا لهجمة من كفار يثرب أو من مقدم جيش مكة ، ولم يكن الرسول يستطيع النوم آمنا إلا بعد حراسته من احد أصحابه رضي الله عنهم أجمعين


    فعن عائشة رضي الله عنها قالت:سَهِرَ رَسُولُ اللَّهِ مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ لَيْلَةً قَالَ لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا يَحْرُسُنِيَ اللَّيْلَةَ قَالَتْ فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْنَا خَشْخَشَةَ السِّلَاحِ فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ مَا جَاءَ بِكَ فَقَالَ سَعْدٌ وَقَعَ فِي نَفْسِي خَوْفٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجِئْتُ أَحْرُسُهُ فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ نَامَ وفي رواية مسلم قالت عائشة فنام رسول الله حتى سمعت غطيطه


    ولم يتركوا حراسته إلا حينما نزلت الآية الكريمة يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ



    اظهار الحقيقة


    بعد هذا كله كيف يمكن لإنسان أن يقول بعد ذلك أن مهاجمة قافلة قريش كانت فقط من أجل الحصول على المال أو لرد المظالم التى ظلمها المسلمون من أهل قريش ويتغافل عن تلك الحقائق التاريخية القوية والساطعة ؟
    فقد كانت قوافل قريش ليست قوافل قبيلة مسالمة ولا محالفة ولا مستأمنة بل هي قوافل قبيلة محاربة تنتظر عودة تلك القافلة لكي تستعين بها على تجهيز جيش كبير لغزو المسلمين فى يثرب ، وهذا ما حدث حرفيا إذ أوقفت قريش أموال قافلة أبي سفيان لتجهيز جيش مكة في معركة أحد فكان تمويله بالكامل من أموالها بعد أن استطاع أبو سفيان أن ينجوا بقافلته في بدر


    ولم يكن سلوك أهل مكة هذا مع أهل يثرب وحدهم بل راسلوا اليهود أيضا وهم من سكان المدينة والذين تحالفوا مع النبي ، فكتبوا لهم رسالة مشابهة تحرضهم على نبذ العهد ومحاربة النبي وأصحابه واخراجهم من المدينة وذلك بعد غزوة بدر


    وهكذا





    هي سنة الحياة يغيظ الكفار وأذنابهم أن ترتفع راية الإسلام ، أو يهنئ أهله بطيب العيش أو رغد الحياة ، بل يغيظ الكفار وأذنابهم أن يأكل المسلم أكلة هنية ، أو يشرب شربة روية ، بل يحسدون المسلمين على هواء نقي يتنفسونه ،هذا هو حال الكفار ، منذ قام الصراع بين الحق والباطل إلى اليوم ، فكفار اليوم هم أبناء الآباء بالأمس ، ومنافقو اليوم ورثوا النفاق صاغرًا عن صاغر


    أسباب الجهاد
    إن الناظر لآيات القتال بصفة عامة فى القرآن الكريم يرى أن القتال فى الإسلام لم يفرض إلا لسببين اثنين: الدفاع عن النفس ، وتأمين الدعوة واستقرار الدولة
    فلم يكن الرسول محبًا للقتال ولا راغبًا فيه، وإنما اضطر إليه بعد أن فقد كل الوسائل للتفاهم مع أعدائه من اليهود والمنافقين وعبدة الأصنام للدفاع عن النفس وعن العقيدة وتأمين حدود المدينة وإشعار القبائل المتربصة والمحيطة بها بقوة المسلمين ومقدرتهم على الدفاع عن عقيدتهم ووطنهم الجديد، وأنهم تخلصوا من ضعفهم القديم، ذلك الضعف الذى مكن قريشًا فى مكة من مصادرة عقائدهم وحرياتهم واغتصاب دورهم وأموالهم، ولذلك لما استقر أمر المسلمين أخذوا يرسلون سرايا مسلحة تجوس خلال الصحراء المجاورة ، ويرصدون طرق القوافل الذاهبة والقادمة بين مكة والشام ، وأخذ النبي يترصد قوافل قريش كنوع من الحرب الاقتصادية؛ إذ أن عماد الحياة فى قريش هو قوافلها التجارية، فإذا ما أصيبت قريش فى تجارتها فإنها ستعمل للقوة الجديدة ألف حساب، ثم إن ذلك نوع من التعويض للمسلمين الذين استولت قريش على أملاكهم وأموالهم فى مكة


    الجهاد فى سبيل الدعوة

    استعداء قريش للمسلمين
    لما استقر رسول الله وأصحابه فى المدينة ونعموا بطيب العيش فيها ، وارتاحت نفوسهم ، واطمأنت أرواحهم بعد العناء والآلام التى كانوا يلاقونها فى مكة وما جاورها ، زاد غيظ قريش فأرسلوا إلى عبد الله بن أُبي بن سلول الذى كان يهيئ نفسه ليتوج ملكًا على يثرب قبل الهجرة كتابًا نصه : إنكم آويتم صاحبنا ، وإنا نقسم بالله لنقاتلنه أو لتخرجنه ، أو لنسيرن إليكم بأجمعنا ، حتى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم ، كما أرسلت قريش إلى المسلمين تقول: لا يغرَّنكم أنكم أفلتمونا إلى يثرب سنأتيكم فنستأصلكم ونبيد خضراءكم فى عقر داركم

    فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبي ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال النبي ، و لما بلغ ذلك النبي لقيهم ، فقال لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ ما كانت تكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم، فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم تفرقوا
    و تثبت لنا هذه الرواية أن قريشا الآن قد جعلت من نفسها عدوا ، و حاولت أن تستعدى على المؤمنين فى المدينة كفار يثرب ليخوض المسلمون حربا أهلية مع كفار يثرب ، أو يضطر النبي ومن معه أن يبحثوا عن مكان آخر يأويهم إذا ما نفذت قريش تهديدها وجهزت جيشا لغزو المدينة وساعتها فلن يكون للمسلمين مكان فى الجزيرة العربية لخضوعها كلها تقريبا تحت السيطرة الدينية لكفار مكة باعتبارهم سدنة البيت الحرام ، وحينها أيضا سيكرر كفار مكة نفس الفعل مع أي قبيلة تؤوى رسول الله ومن معه

    فقد كانت الفترة الأولي التى سبقت بدرا من أكثر الفترات شدة وصعوبة على النبي ، إذ كان لا يستطيع النوم إلا وهو يحمل سلاحه ، وكان يسهر المسلمون بأسلحتهم تحسبا لهجمة من كفار يثرب أو من مقدم جيش مكة ، ولم يكن الرسول يستطيع النوم آمنا إلا بعد حراسته من احد أصحابه رضي الله عنهم أجمعين
    فعن عائشة رضي الله عنها قالت:سَهِرَ رَسُولُ اللَّهِ مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ لَيْلَةً قَالَ لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا يَحْرُسُنِيَ اللَّيْلَةَ قَالَتْ فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْنَا خَشْخَشَةَ السِّلَاحِ فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ مَا جَاءَ بِكَ فَقَالَ سَعْدٌ وَقَعَ فِي نَفْسِي خَوْفٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجِئْتُ أَحْرُسُهُ فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ نَامَ وفي رواية مسلم قالت عائشة فنام رسول الله حتى سمعت غطيطه
    ولم يتركوا حراسته إلا حينما نزلت الآية الكريمة يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ
    اظهار الحقيقة
    بعد هذا كله كيف يمكن لإنسان أن يقول بعد ذلك أن مهاجمة قافلة قريش كانت فقط من أجل الحصول على المال أو لرد المظالم التى ظلمها المسلمون من أهل قريش ويتغافل عن تلك الحقائق التاريخية القوية والساطعة ؟ فقد كانت قوافل قريش ليست قوافل قبيلة مسالمة ولا محالفة ولا مستأمنة بل هي قوافل قبيلة محاربة تنتظر عودة تلك القافلة لكي تستعين بها على تجهيز جيش كبير لغزو المسلمين فى يثرب ، وهذا ما حدث حرفيا إذ أوقفت قريش أموال قافلة أبي سفيان لتجهيز جيش مكة في معركة أحد فكان تمويله بالكامل من أموالها بعد أن استطاع أبو سفيان أن ينجوا بقافلته في بدر
    ولم يكن سلوك أهل مكة هذا مع أهل يثرب وحدهم بل راسلوا اليهود أيضا وهم من سكان المدينة والذين تحالفوا مع النبي ، فكتبوا لهم رسالة مشابهة تحرضهم على نبذ العهد ومحاربة النبي وأصحابه واخراجهم من المدينة وذلك بعد غزوة بدر
    وهكذا


    هي سنة الحياة يغيظ الكفار وأذنابهم أن ترتفع راية الإسلام ، أو يهنئ أهله بطيب العيش أو رغد الحياة ، بل يغيظ الكفار وأذنابهم أن يأكل المسلم أكلة هنية ، أو يشرب شربة روية ، بل يحسدون المسلمين على هواء نقي يتنفسونه ،هذا هو حال الكفار ، منذ قام الصراع بين الحق والباطل إلى اليوم ، فكفار اليوم هم أبناء الآباء بالأمس ، ومنافقو اليوم ورثوا النفاق صاغرًا عن صاغر
    أسباب الجهاد إن الناظر لآيات القتال بصفة عامة فى القرآن الكريم يرى أن القتال فى الإسلام لم يفرض إلا لسببين اثنين: الدفاع عن النفس ، وتأمين الدعوة واستقرار الدولة فلم يكن الرسول محبًا للقتال ولا راغبًا فيه، وإنما اضطر إليه بعد أن فقد كل الوسائل للتفاهم مع أعدائه من اليهود والمنافقين وعبدة الأصنام للدفاع عن النفس وعن العقيدة وتأمين حدود المدينة وإشعار القبائل المتربصة والمحيطة بها بقوة المسلمين ومقدرتهم على الدفاع عن عقيدتهم ووطنهم الجديد، وأنهم تخلصوا من ضعفهم القديم، ذلك الضعف الذى مكن قريشًا فى مكة من مصادرة عقائدهم وحرياتهم واغتصاب دورهم وأموالهم، ولذلك لما استقر أمر المسلمين أخذوا يرسلون سرايا مسلحة تجوس خلال الصحراء المجاورة ، ويرصدون طرق القوافل الذاهبة والقادمة بين مكة والشام ، وأخذ النبي يترصد قوافل قريش كنوع من الحرب الاقتصادية؛ إذ أن عماد الحياة فى قريش هو قوافلها التجارية، فإذا ما أصيبت قريش فى تجارتها فإنها ستعمل للقوة الجديدة ألف حساب، ثم إن ذلك نوع من التعويض للمسلمين الذين استولت قريش على أملاكهم وأموالهم فى مكة

    0 التعليقات 0 المشاركات 59 مشاهدة 0 معاينة
  • تأسيس الدولة الإسلامية

    تأسيس الدولة الإسلامية
    و بدخول رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بدأت الدعوة للاسلام تأخذ شكلا جديدا ، فقد أصبحت المدينة معقل الإسلام ومشعل الهداية ومنطلق الدعوة إلى الله عز وجل

    و قد كان يسكن المدينة المهاجرون والأنصار واليهود فكان على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبدأ فى وضع الأسس التي تجعل من هذه الجماعات مجتمعًا قويًا متحدًا على أسس إسلامية ومبادئ دينية؛ فقام الرسول بمجموعة من الخطوات تحقيقًا لهذه الغاية :

    أولاً: بنـاء مسجـد المدينـة
    كان أول ما حرص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة هو بناء المسجد لتظهر فيه شعائر الإسلام التى طالما حوربت، ولتقام فيه الصلوات التى تربط المرء برب العالمين ولم يكن هدف رسول الله صلى الله عليه وسلم إيجاد مكان للعبادة فقط؛ فالدين الإسلامى يجعل الأرض كلها مسجدًا للمسلمين، ولكن مهمة المسجد كانت أعمق من هذا لقد أراد رسول الله أن يبني بيتًا لله وبيتا لجميع المسلمين يجتمعون فيه للعبادة والمشاورة فيما يهم أمر الإسلام والدولة الإسلامية ، ويتخذون فيه قراراتهم ، ويناقشون فيه مشاكلهم ، ويستقبلون فيه وفود القبائل وسفراء الملوك والأمراء من هنا وهناك ، وبأسلوب العصر الحديث اتخذ مقرًا للحكومة بالمدينة، فكان المسجد بهذا الوضع أشبه بمدرسة يتعلم فيها المسلمون، وتمتزج فيها نفوسهم وعقلياتهم


    وقد اشترى رسول الله أرض المسجد من الغلامين- صاحبي المربد- الذي أناخت رسول الله عنده، وأبى رسول الله أن يقبله منهما هدية، وعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء المسجد، فكان ينقل اللبن والحجارة بنفسه، واقتدى به المسلمون وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم ارحم الأنصار والمهاجرة لا عيش إلا عيش الآخرة
    وكان المسلمون مسرورين سعداء يضاعف حماسهم فى العمل رؤيتهم النبي يجهد كأحدهم ويكره أن يتميز عليهم



    ثانيًا: المؤاخــاة
    وكانت الخطوة التالية هي صلة الأمة بعضها بالبعض الأخر، وتمثل ذلك فى المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وإحلال رابطة الإخاء ورابطة الدين محل رابطة القبيلة والعصبية القبلية مصداقًا لقوله تعالى: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) وفيها قرب بين بعض قبائل المهاجرين والبعض الأخر، كما قرب بين الأوس والخزرج؛ إذ كانت الحروب بينهما قبل الإسلام قوية ، وليس هذا فحسب بل آخى بين العرب والموالي فمثلاً آخى بين حمزة عمه وزيد بن حارثة وبين أبى الدرداء وسلمان الفارسى


    وكانت نتيجة ذلك أن تكونت أسرة إسلامية واحدة فلا حمية إلا للإسلام، وسقطت فوارق النسب واللون والوطن وتحققت وحدة المدينة وضرب المسلمون المثل الأعلى فى التعاون والاتحاد، يقول ابن إسحاق: وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، فقال عليه السلام:تآخوا فى الله أخوين أخوين ثم أخذ بيد علي بن أبى طالب فقال هذا أخى
    وكان الأنصار يتسابقون فى مؤاخاة المهاجرين حتى كان الأمر يؤول إلى الاقتراع بل الإيثار، فكان من الأنصار السماحة والإيثار ومن المهاجرين التعفف وعزة النفس والنبل


    روى البخاري أنهم لما قدموا المدينة آخى رسول الله بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، فقال سعد لعبد الرحمن: إنى أكثر الأنصار مالاً فاقسم مالى نصفين ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فسمها لى أطلقها فإذا انقضت عدتها فتزوجها ، قال عبد الرحمن ابن عوف: بارك الله لك فى أهلك ومالك، أين سوقكم؟ فدلوه على سوق بنى قينقاع فما انقلب إلا ومعه فضل من إقط وسمن ثم تابع الغدو، ثم جاء يومًا وبه أثر صفرة(أي زينة) فقال النبي: مهيم؟ (سؤال عن حاله)قال:تزوجت ، قال:كم سقت إليها؟، قال: نواة من ذهب


    و يقول بن القيم: وكان الذين آخى رسول الله بينهم تسعين رجلاً، نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار آخى بينهم على المواساة ، ويتوارثون بعد الموت دون ذوى الأرحام إلى حين وقعة بدر، فلما نزل قول الله تعالى ( وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ ) رد التوارث إلى الرحم دون عقد الأخوة



    ثالثًا: المعاهدة بين المسلمين و اليهود
    أما الأمر الثالث وهو صلة الأمة بالأجانب عنها الذين لا يدينون بدينها، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عن طيب خاطر وجودهم ، وعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة مع اليهود الموجودين فى المدينة فقد كان بالمدينة يهود بنى قينقاع ، و يهود بنى النضير ، و يهود بنى قريظة ،و قد أقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها على دينهم وأموالهم وشرط لهم واشترط عليهم ، وكان أساس هذه المعاهدة الأخوة فى السلم ، والدفاع عن المدينة وقت الحرب ، والتعاون التام بين الفريقين إذا نزلت شدة بأحدهما أو كليهما



    تأسيس الدولة الإسلامية

    تأسيس الدولة الإسلامية و بدخول رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بدأت الدعوة للاسلام تأخذ شكلا جديدا ، فقد أصبحت المدينة معقل الإسلام ومشعل الهداية ومنطلق الدعوة إلى الله عز وجل
    و قد كان يسكن المدينة المهاجرون والأنصار واليهود فكان على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبدأ فى وضع الأسس التي تجعل من هذه الجماعات مجتمعًا قويًا متحدًا على أسس إسلامية ومبادئ دينية؛ فقام الرسول بمجموعة من الخطوات تحقيقًا لهذه الغاية : أولاً: بنـاء مسجـد المدينـة كان أول ما حرص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة هو بناء المسجد لتظهر فيه شعائر الإسلام التى طالما حوربت، ولتقام فيه الصلوات التى تربط المرء برب العالمين ولم يكن هدف رسول الله صلى الله عليه وسلم إيجاد مكان للعبادة فقط؛ فالدين الإسلامى يجعل الأرض كلها مسجدًا للمسلمين، ولكن مهمة المسجد كانت أعمق من هذا لقد أراد رسول الله أن يبني بيتًا لله وبيتا لجميع المسلمين يجتمعون فيه للعبادة والمشاورة فيما يهم أمر الإسلام والدولة الإسلامية ، ويتخذون فيه قراراتهم ، ويناقشون فيه مشاكلهم ، ويستقبلون فيه وفود القبائل وسفراء الملوك والأمراء من هنا وهناك ، وبأسلوب العصر الحديث اتخذ مقرًا للحكومة بالمدينة، فكان المسجد بهذا الوضع أشبه بمدرسة يتعلم فيها المسلمون، وتمتزج فيها نفوسهم وعقلياتهم
    وقد اشترى رسول الله أرض المسجد من الغلامين- صاحبي المربد- الذي أناخت رسول الله عنده، وأبى رسول الله أن يقبله منهما هدية، وعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء المسجد، فكان ينقل اللبن والحجارة بنفسه، واقتدى به المسلمون وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم ارحم الأنصار والمهاجرة لا عيش إلا عيش الآخرة وكان المسلمون مسرورين سعداء يضاعف حماسهم فى العمل رؤيتهم النبي يجهد كأحدهم ويكره أن يتميز عليهم
    ثانيًا: المؤاخــاة وكانت الخطوة التالية هي صلة الأمة بعضها بالبعض الأخر، وتمثل ذلك فى المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وإحلال رابطة الإخاء ورابطة الدين محل رابطة القبيلة والعصبية القبلية مصداقًا لقوله تعالى: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) وفيها قرب بين بعض قبائل المهاجرين والبعض الأخر، كما قرب بين الأوس والخزرج؛ إذ كانت الحروب بينهما قبل الإسلام قوية ، وليس هذا فحسب بل آخى بين العرب والموالي فمثلاً آخى بين حمزة عمه وزيد بن حارثة وبين أبى الدرداء وسلمان الفارسى
    وكانت نتيجة ذلك أن تكونت أسرة إسلامية واحدة فلا حمية إلا للإسلام، وسقطت فوارق النسب واللون والوطن وتحققت وحدة المدينة وضرب المسلمون المثل الأعلى فى التعاون والاتحاد، يقول ابن إسحاق: وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، فقال عليه السلام:تآخوا فى الله أخوين أخوين ثم أخذ بيد علي بن أبى طالب فقال هذا أخى وكان الأنصار يتسابقون فى مؤاخاة المهاجرين حتى كان الأمر يؤول إلى الاقتراع بل الإيثار، فكان من الأنصار السماحة والإيثار ومن المهاجرين التعفف وعزة النفس والنبل
    روى البخاري أنهم لما قدموا المدينة آخى رسول الله بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، فقال سعد لعبد الرحمن: إنى أكثر الأنصار مالاً فاقسم مالى نصفين ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فسمها لى أطلقها فإذا انقضت عدتها فتزوجها ، قال عبد الرحمن ابن عوف: بارك الله لك فى أهلك ومالك، أين سوقكم؟ فدلوه على سوق بنى قينقاع فما انقلب إلا ومعه فضل من إقط وسمن ثم تابع الغدو، ثم جاء يومًا وبه أثر صفرة(أي زينة) فقال النبي: مهيم؟ (سؤال عن حاله)قال:تزوجت ، قال:كم سقت إليها؟، قال: نواة من ذهب
    و يقول بن القيم: وكان الذين آخى رسول الله بينهم تسعين رجلاً، نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار آخى بينهم على المواساة ، ويتوارثون بعد الموت دون ذوى الأرحام إلى حين وقعة بدر، فلما نزل قول الله تعالى ( وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ ) رد التوارث إلى الرحم دون عقد الأخوة
    ثالثًا: المعاهدة بين المسلمين و اليهود أما الأمر الثالث وهو صلة الأمة بالأجانب عنها الذين لا يدينون بدينها، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عن طيب خاطر وجودهم ، وعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة مع اليهود الموجودين فى المدينة فقد كان بالمدينة يهود بنى قينقاع ، و يهود بنى النضير ، و يهود بنى قريظة ،و قد أقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها على دينهم وأموالهم وشرط لهم واشترط عليهم ، وكان أساس هذه المعاهدة الأخوة فى السلم ، والدفاع عن المدينة وقت الحرب ، والتعاون التام بين الفريقين إذا نزلت شدة بأحدهما أو كليهما

    0 التعليقات 0 المشاركات 423 مشاهدة 0 معاينة
  • هجرته إلى المدينة

    فى طريق الهجرة
    خرج الرسول صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر رضي الله عنه إلى غار ثور، ومكثا فيه ثلاث ليال واستأجرا عبد الله بن أبى أريقط وكان مشركاً ليدلهما على الطريق ، وسلماه راحلتيهما ، فذعرت قريش لما جرى وطلبتهما فى كل مكان ، ولكن الله تعالى حفظ رسوله فلما سكن الطلب عنهما ، ارتحلا إلى المدينة فلما أيست منهما قريش بذلوا لمن يأتى بهما أو بأحدهما مائتين من الإبل فجد الناس فى الطلب و بحثوا عنهما فى كل مكان



    قدوم رسول الله إلي المدينة
    وترامت الأخبار بهجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى المدينة، فكان المسلمون في المدينة يخرجون كل يوم إذا صلوا الصبح إلى ظاهر المدينة ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما يبرحون حتى تغلبهم الشمس على الظلال فيدخلون بيوتهم


    و قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل الناس البيوت ، وكان اليهود يرون ما يصنع الأنصار فلما رآه رجل من اليهود صرخ بأعلى صوته:يا بنى قيلة (وهي جدة للأنصار ينسبون إليها، وهي بنت كاهل بن عذرة)، هذا صاحبكم قد جاء ، فخرج المسلمون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى ظل نخلة ومعه أبو بكر رضي الله عنه فى مثل سنه ،وأكثرهم لم يكن رأى الرسول قبل ذلك، وازدحم الناس ممن لم ير رسول الله قبل ذلك ما يميزون بينه وبين أبى بكر، وفطن لذلك أبو بكر فقام يظله بردائه فانكشف للناس الأمر ، واستقبلهما زهاء خمسمائة من الأنصار حتى انتهوا إليهما فقالت الأنصار:انطلقا آمنين مطاعين، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه بين أظهرهم ، فخرج أهل المدينة حتى أن العواتق لفوق البيوت يتراءينه يقلن: أيهم هو؟ يقول أنس رضي الله عنه فما رأينا منظرًا شبيهًا له


    وخرج الناس حين قدما المدينة فى الطرق وعلى البيوت، والغلمان والخدم يقولون الله أكبر جاء رسول الله، الله أكبر جاء محمد، الله أكبر جاء محمد، الله أكبر جاء رسول الله


    نزل بقباء وبنى هو والمسلمون مسجد قباء وأقام بها بضع عشرة ليلة ثم ركب يوم الجمعة فصلاها فى بنى سالم بن عوف ثم ركب ناقته ودخل المدينة والناس محيطون به ، آخذون بزمام ناقته لينزل عندهم ، فيقول لهم الرسول دعوها فإنها مأمورة فسارت حتى بركت في موضع مسجده اليوم


    وهيأ الله لرسوله أن ينزل على أخواله قرب المسجد فسكن فى منزل أبى أيوب الأنصاري ، ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأتى بأهله وبناته وأهل أبى بكر من مكة فجاءوا بهم إلى المدينة


    ثم شرع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فى بناء مسجده فى المكان الذي بركت فيه الناقة وجعل قبلته إلى بيت المقدس وجعل أعمدته الجذوع وسقفه الجريد ثم حولت القبلة إلى الكعبة بعد بضعة عشر شهراً من مقدمه المدينة


    هجرته إلى المدينة

    فى طريق الهجرة خرج الرسول صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر رضي الله عنه إلى غار ثور، ومكثا فيه ثلاث ليال واستأجرا عبد الله بن أبى أريقط وكان مشركاً ليدلهما على الطريق ، وسلماه راحلتيهما ، فذعرت قريش لما جرى وطلبتهما فى كل مكان ، ولكن الله تعالى حفظ رسوله فلما سكن الطلب عنهما ، ارتحلا إلى المدينة فلما أيست منهما قريش بذلوا لمن يأتى بهما أو بأحدهما مائتين من الإبل فجد الناس فى الطلب و بحثوا عنهما فى كل مكان
    قدوم رسول الله إلي المدينة وترامت الأخبار بهجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى المدينة، فكان المسلمون في المدينة يخرجون كل يوم إذا صلوا الصبح إلى ظاهر المدينة ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما يبرحون حتى تغلبهم الشمس على الظلال فيدخلون بيوتهم
    و قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل الناس البيوت ، وكان اليهود يرون ما يصنع الأنصار فلما رآه رجل من اليهود صرخ بأعلى صوته:يا بنى قيلة (وهي جدة للأنصار ينسبون إليها، وهي بنت كاهل بن عذرة)، هذا صاحبكم قد جاء ، فخرج المسلمون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى ظل نخلة ومعه أبو بكر رضي الله عنه فى مثل سنه ،وأكثرهم لم يكن رأى الرسول قبل ذلك، وازدحم الناس ممن لم ير رسول الله قبل ذلك ما يميزون بينه وبين أبى بكر، وفطن لذلك أبو بكر فقام يظله بردائه فانكشف للناس الأمر ، واستقبلهما زهاء خمسمائة من الأنصار حتى انتهوا إليهما فقالت الأنصار:انطلقا آمنين مطاعين، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه بين أظهرهم ، فخرج أهل المدينة حتى أن العواتق لفوق البيوت يتراءينه يقلن: أيهم هو؟ يقول أنس رضي الله عنه فما رأينا منظرًا شبيهًا له
    وخرج الناس حين قدما المدينة فى الطرق وعلى البيوت، والغلمان والخدم يقولون الله أكبر جاء رسول الله، الله أكبر جاء محمد، الله أكبر جاء محمد، الله أكبر جاء رسول الله
    نزل بقباء وبنى هو والمسلمون مسجد قباء وأقام بها بضع عشرة ليلة ثم ركب يوم الجمعة فصلاها فى بنى سالم بن عوف ثم ركب ناقته ودخل المدينة والناس محيطون به ، آخذون بزمام ناقته لينزل عندهم ، فيقول لهم الرسول دعوها فإنها مأمورة فسارت حتى بركت في موضع مسجده اليوم
    وهيأ الله لرسوله أن ينزل على أخواله قرب المسجد فسكن فى منزل أبى أيوب الأنصاري ، ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأتى بأهله وبناته وأهل أبى بكر من مكة فجاءوا بهم إلى المدينة
    ثم شرع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فى بناء مسجده فى المكان الذي بركت فيه الناقة وجعل قبلته إلى بيت المقدس وجعل أعمدته الجذوع وسقفه الجريد ثم حولت القبلة إلى الكعبة بعد بضعة عشر شهراً من مقدمه المدينة

    0 التعليقات 0 المشاركات 58 مشاهدة 0 معاينة
  • ما بعد البعثة

    ما بعد البعثة
    حمي الوحي وتواتر ، و صدع رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمر ربه تعالى و بدأ رسول الله يدعوا الناس سرا لعبادة الله تعالى وظلت الدعوة السرية ثلاث سنوات حتي أمره الله تعالى بالدعوه جهرا ، حيث أمره الله تعالى أن يصدع بالحق فدعاهم بلين ولطف من غير قتال فأنذر عشيرته الأقربين ثم أنذر قومه ثم أنذر من حولهم ثم أنذر العرب قاطبة ثم أنذر العالمين

    يقول الله تعالى : ( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين )



    وقد آمن برسول الله قلة من الأغنياء والأشراف والضعفاء والفقراء والعبيد رجالاً ونساءً وأوذي الجميع في دينهم فعُذِّبَ بعضهم وقتل بعضهم ، وهاجر بعضهم إلى الحبشة فراراً من أذى قريش وأوذي معهم الرسول فصبر حتى يظهر الله دينه



    ولما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم خمسين سنة ومضى عشر سنوات من بعثته مات عمه أبو طالب الذي كان يحميه من أذى قريش ثم ماتت من بعده زوجته خديجة التي كانت تؤنسه فاشتد عليه البلاء من قومه وتجرؤا عليه وآذوه بصنوف الأذى وهو صابر محتسب

    صلوات الله وسلامه عليه



    ولما اشتد عليه البلاء وتجرأت عليه قريش خرج إلى الطائف ودعا أهلها إلى الإسلام فلم يجيبوه ، بل آذوه ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه ، فرجع إلى مكة وظل يدعوا الناس إلى الإسلام في الحج وغيره



    رحلة الإسراء و المعراج
    ووسط هذه الآلام النفسية الرهيبة لرسول الله صلى الله عليه و سلم واساه ربه فدعاه إلى أعجب رحلة عُرفت في تاريخ البشرية ليعرف قدره عند ربه، ويثبت بها فؤاده ولتكون بمثابة ترويح عما لاقاه في سبيل دعوته، وهي رحلةالإسراء والمعراج


    فأسرى الله برسوله ليلا ًمن المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى راكباً على البراق بصحبة جبريل عليه السلام فنزل وصلى بالأنبياء ثم عرج به إلى السماء الدنيا فرأى فيها آدم ، وأرواح السعداء عن يمينه وأرواح الأشقياء عن شماله ، ثم عرج به إلى السماء الثانية فرأى فيها عيسى ويحيى، ثم إلى الثالثة فرأى فيها يوسف ، ثم إلى الرابعة فرأى فيها إدريس ، ثم إلى الخامسة فرأى فيها هارون ، ثم إلى السادسة فرأى فيها موسى ، ثم إلى السابعة فرأى فيها إبراهيم ثم رفع إلى سدرة المنتهى ثم كلمه ربه فأكرمه وفرض عليه وعلى أمته خمسين صلاة في اليوم والليلة ، ثم خففت إلى خمس في العمل وخمسين في الأجر، واستقرت الصلاة خمس صلوات في اليوم والليلة إكراماً منه لأمة محمد ، ثم رجع إلى مكة قبل الصبح ، فقص عليهم ما جرى له فصدقه المؤمنون وكذبه الكافرون، يقول الله تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير )



    بيعتا العقبة

    ثم هيأ الله لرسوله صلى الله عليه وسلم من ينصره فالتقى في موسم الحج برهط من المدينة من الخزرج فأسلموا ثم رجعوا إلى المدينة ، ونشروا فيها الإسلام ، فلما كان العام المقبل صاروا بضعة عشر فالتقى بهم الرسول فلما انصرفوا بعث معهم مصعب بن عمير يقرئهم القرآن ، ويعلمهم الإسلام فأسلم على يديه خلق كثير منهم زعماء الأوس سعد بن معاذ ،وأسيد بن حضير



    فلما كان العام المقبل وجاء موسم الحج خرج منهم ما يزيد على سبعين رجلاً من الأوس والخزرج ، فدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد أن هجره وآذاه أهل مكة ، فواعدهم الرسول في إحدى ليالي التشريق عند العقبة فلما مضى ثلث الليل خرجوا للميعاد، فوجدوا الرسول ومعه عمه العباس ولم يكن قد آمن بعد إلا انه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه فتكلم العباس والرسول والقوم بكلام حسن ، ثم بايعهم الرسول صلى الله عليه وسلم على أن يهاجر إليهم في المدينة على أن يمنعوه \ وينصروه ويدافعوا عنه \ ولهم الجنة فبايعوه واحداً\ واحدا ً\ ثم انصرفوا وعلمت قريش بما صار بينهم و بين محمد صلى الله عليه وسلم فخرجوا في طلبهم ولكن الله نجاهم منهم ، وبقي الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة إلى حين يقول الله تعالى : ( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز )



    و ما ان عاد الأنصار الى يثرب حتى أذن الرسول للمسلمين بالهجرة ، فخرجوا من مكة زرافات و وحدانا يتسللون خوفا من منع قريش لهم ، و ظلت الهجرة حوالي شهرين تقريبا(من آخر ذي الحجة الى أول ربيع الأول) ،حتى خلت معظم ديار المسلمين فى مكة من ساكنيها ، و لم يبق بمكة غير الرسول و أبى بكر و علي و آل بيوتهم و المستضعفين من المسلمين ، فلما أحس المشركون بهجرة أصحاب الرسول إلى المدينة خافوا أن يلحق بهم فيشتد أمره ، فتآمروا على قتله فأخبر جبريل رسول الله بذلك ، و أذن الله تعالى لنبيه بالهجرة إلي المدينة ، فأمر الرسول علياً أن يبيت في فراشه ، ويرد الودائع التي كانت عند الرسول لأهلها ، وبات المشركون عند باب الرسول ليقتلوه إذا خرج ، فخرج من بينهم وذهب إلى بيت أبي بكر بعد أن أنقذه الله من مكرهم وأنزل الله تعالى قوله : ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )


    ما بعد البعثة

    ما بعد البعثة حمي الوحي وتواتر ، و صدع رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمر ربه تعالى و بدأ رسول الله يدعوا الناس سرا لعبادة الله تعالى وظلت الدعوة السرية ثلاث سنوات حتي أمره الله تعالى بالدعوه جهرا ، حيث أمره الله تعالى أن يصدع بالحق فدعاهم بلين ولطف من غير قتال فأنذر عشيرته الأقربين ثم أنذر قومه ثم أنذر من حولهم ثم أنذر العرب قاطبة ثم أنذر العالمين
    يقول الله تعالى : ( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين )
    وقد آمن برسول الله قلة من الأغنياء والأشراف والضعفاء والفقراء والعبيد رجالاً ونساءً وأوذي الجميع في دينهم فعُذِّبَ بعضهم وقتل بعضهم ، وهاجر بعضهم إلى الحبشة فراراً من أذى قريش وأوذي معهم الرسول فصبر حتى يظهر الله دينه
    ولما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم خمسين سنة ومضى عشر سنوات من بعثته مات عمه أبو طالب الذي كان يحميه من أذى قريش ثم ماتت من بعده زوجته خديجة التي كانت تؤنسه فاشتد عليه البلاء من قومه وتجرؤا عليه وآذوه بصنوف الأذى وهو صابر محتسب
    صلوات الله وسلامه عليه
    ولما اشتد عليه البلاء وتجرأت عليه قريش خرج إلى الطائف ودعا أهلها إلى الإسلام فلم يجيبوه ، بل آذوه ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه ، فرجع إلى مكة وظل يدعوا الناس إلى الإسلام في الحج وغيره
    رحلة الإسراء و المعراج ووسط هذه الآلام النفسية الرهيبة لرسول الله صلى الله عليه و سلم واساه ربه فدعاه إلى أعجب رحلة عُرفت في تاريخ البشرية ليعرف قدره عند ربه، ويثبت بها فؤاده ولتكون بمثابة ترويح عما لاقاه في سبيل دعوته، وهي رحلةالإسراء والمعراج
    فأسرى الله برسوله ليلا ًمن المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى راكباً على البراق بصحبة جبريل عليه السلام فنزل وصلى بالأنبياء ثم عرج به إلى السماء الدنيا فرأى فيها آدم ، وأرواح السعداء عن يمينه وأرواح الأشقياء عن شماله ، ثم عرج به إلى السماء الثانية فرأى فيها عيسى ويحيى، ثم إلى الثالثة فرأى فيها يوسف ، ثم إلى الرابعة فرأى فيها إدريس ، ثم إلى الخامسة فرأى فيها هارون ، ثم إلى السادسة فرأى فيها موسى ، ثم إلى السابعة فرأى فيها إبراهيم ثم رفع إلى سدرة المنتهى ثم كلمه ربه فأكرمه وفرض عليه وعلى أمته خمسين صلاة في اليوم والليلة ، ثم خففت إلى خمس في العمل وخمسين في الأجر، واستقرت الصلاة خمس صلوات في اليوم والليلة إكراماً منه لأمة محمد ، ثم رجع إلى مكة قبل الصبح ، فقص عليهم ما جرى له فصدقه المؤمنون وكذبه الكافرون، يقول الله تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير )
    بيعتا العقبة ثم هيأ الله لرسوله صلى الله عليه وسلم من ينصره فالتقى في موسم الحج برهط من المدينة من الخزرج فأسلموا ثم رجعوا إلى المدينة ، ونشروا فيها الإسلام ، فلما كان العام المقبل صاروا بضعة عشر فالتقى بهم الرسول فلما انصرفوا بعث معهم مصعب بن عمير يقرئهم القرآن ، ويعلمهم الإسلام فأسلم على يديه خلق كثير منهم زعماء الأوس سعد بن معاذ ،وأسيد بن حضير
    فلما كان العام المقبل وجاء موسم الحج خرج منهم ما يزيد على سبعين رجلاً من الأوس والخزرج ، فدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد أن هجره وآذاه أهل مكة ، فواعدهم الرسول في إحدى ليالي التشريق عند العقبة فلما مضى ثلث الليل خرجوا للميعاد، فوجدوا الرسول ومعه عمه العباس ولم يكن قد آمن بعد إلا انه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه فتكلم العباس والرسول والقوم بكلام حسن ، ثم بايعهم الرسول صلى الله عليه وسلم على أن يهاجر إليهم في المدينة على أن يمنعوه \ وينصروه ويدافعوا عنه \ ولهم الجنة فبايعوه واحداً\ واحدا ً\ ثم انصرفوا وعلمت قريش بما صار بينهم و بين محمد صلى الله عليه وسلم فخرجوا في طلبهم ولكن الله نجاهم منهم ، وبقي الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة إلى حين يقول الله تعالى : ( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز )
    و ما ان عاد الأنصار الى يثرب حتى أذن الرسول للمسلمين بالهجرة ، فخرجوا من مكة زرافات و وحدانا يتسللون خوفا من منع قريش لهم ، و ظلت الهجرة حوالي شهرين تقريبا(من آخر ذي الحجة الى أول ربيع الأول) ،حتى خلت معظم ديار المسلمين فى مكة من ساكنيها ، و لم يبق بمكة غير الرسول و أبى بكر و علي و آل بيوتهم و المستضعفين من المسلمين ، فلما أحس المشركون بهجرة أصحاب الرسول إلى المدينة خافوا أن يلحق بهم فيشتد أمره ، فتآمروا على قتله فأخبر جبريل رسول الله بذلك ، و أذن الله تعالى لنبيه بالهجرة إلي المدينة ، فأمر الرسول علياً أن يبيت في فراشه ، ويرد الودائع التي كانت عند الرسول لأهلها ، وبات المشركون عند باب الرسول ليقتلوه إذا خرج ، فخرج من بينهم وذهب إلى بيت أبي بكر بعد أن أنقذه الله من مكرهم وأنزل الله تعالى قوله : ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )

    0 التعليقات 0 المشاركات 57 مشاهدة 0 معاينة
  • نزول الوحي

    نزول الوحي

    كان محمد صلى الله عليه وسلم عازفا عما فيه قومه من ضلال وأحب منذ صغره حياة التأمل والتفكير والتدبير، فكان يخلو لنفسه فى داره حينا ، ويخرج إلى الخلاء أحيانا ، وكلما زادت به السن ازداد بعدا عن الناس وإمعانا فى التفكير ، لذلك التمس له غار فى جبل حراء ، وأصبح من عادته أن يخرج إليه كل عام معه طعامه وشرابه ليقضى فيه بعض أيام شهر رمضان سابحا فى تأمله غارقا فى تفكيره، وطالت تأملات محمد فى الغار وطال تفكيره فى خالق الأرض و السماء وأضاءت نفسه من طول النظرة وأعمال الفكرة وكانت تزدحم الأفكار فى رأسة فيسير في الصحراء ساعات ثم يعود إلى خلوته وقد صفت نفسه وانجلى ذهنه





    و بينما رسول الله في خلوته بغار حراء نزل جبريل عليه السلام عليه فقال له: اقرأ
    فقال:ما أنا بقارئ
    يقول الرسول : فغطني حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني
    فقال: أقرأ
    فقلت : ما أنا بقارئ
    فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: اقْرَأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ



    فرجع بها الرسول الله صلى الله عليه و سلم يرجف فؤاده فدخل على زوجته خديجة رضى الله عنها فقال زملوني، فزملته، حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة بعد أن أخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسى ، فقالت خديجة : كلا والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم، وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق


    و انطلقت به خديجة رضي الله عنها حتى أتت ورقة بن نوفل بن أسد عبد العزى وكان عم خديجة وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية وكان شيخٌ كبير قد عمى، فقالت له يا بن عم اسمع من أخيك ، فقال له ورقة يا ابن أخي ماذا ترى ؟، فأخبره رسول الله صلى الله عليه و سلم خبر ما رأى فقال له ورقة هذا الناموس (أي جبريل أو الوحي ) الذي نزل على موسى ، ياليتنى كنت جذعا (شابا قويا) ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ، فقال رسول الله : أو مخرجي هم: قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم يلبث ورقة أن توفى وفتر الوحي





    واشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان يجوب شعاب مكة ، ويصعد جبالها عله يقابل الملك الذي جاءه بالغار، ولم يلبث أن نزل الوحى عليه مرة أخرى يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : بينما أنا أمشى إذ سمعت صوتا من السماء ، فرفعت بصري فاذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه ، فرجعت فقلت : زملوني زملوني فأنزل الله عز وجل : يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ إلى قوله : وَالْرُّجزَ فَاهْجُر فحمي الوحي وتواتر

    لقد دخل الخوف والرعب رسول الله مما سمع ورأى حتى أنه قطع خلوته فى الغار وأسرع عائدا إلى البيت يرجف فؤاده


    و بنزول الوحي كان ذلك اذانا بعهد جديد فقد بدأ نور النبوة يسطع على ربوع الخليقة




    نزول الوحي

    نزول الوحي
    كان محمد صلى الله عليه وسلم عازفا عما فيه قومه من ضلال وأحب منذ صغره حياة التأمل والتفكير والتدبير، فكان يخلو لنفسه فى داره حينا ، ويخرج إلى الخلاء أحيانا ، وكلما زادت به السن ازداد بعدا عن الناس وإمعانا فى التفكير ، لذلك التمس له غار فى جبل حراء ، وأصبح من عادته أن يخرج إليه كل عام معه طعامه وشرابه ليقضى فيه بعض أيام شهر رمضان سابحا فى تأمله غارقا فى تفكيره، وطالت تأملات محمد فى الغار وطال تفكيره فى خالق الأرض و السماء وأضاءت نفسه من طول النظرة وأعمال الفكرة وكانت تزدحم الأفكار فى رأسة فيسير في الصحراء ساعات ثم يعود إلى خلوته وقد صفت نفسه وانجلى ذهنه

    و بينما رسول الله في خلوته بغار حراء نزل جبريل عليه السلام عليه فقال له: اقرأ فقال:ما أنا بقارئ يقول الرسول : فغطني حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال: أقرأ فقلت : ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: اقْرَأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
    فرجع بها الرسول الله صلى الله عليه و سلم يرجف فؤاده فدخل على زوجته خديجة رضى الله عنها فقال زملوني، فزملته، حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة بعد أن أخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسى ، فقالت خديجة : كلا والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم، وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق
    و انطلقت به خديجة رضي الله عنها حتى أتت ورقة بن نوفل بن أسد عبد العزى وكان عم خديجة وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية وكان شيخٌ كبير قد عمى، فقالت له يا بن عم اسمع من أخيك ، فقال له ورقة يا ابن أخي ماذا ترى ؟، فأخبره رسول الله صلى الله عليه و سلم خبر ما رأى فقال له ورقة هذا الناموس (أي جبريل أو الوحي ) الذي نزل على موسى ، ياليتنى كنت جذعا (شابا قويا) ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ، فقال رسول الله : أو مخرجي هم: قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم يلبث ورقة أن توفى وفتر الوحي

    واشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان يجوب شعاب مكة ، ويصعد جبالها عله يقابل الملك الذي جاءه بالغار، ولم يلبث أن نزل الوحى عليه مرة أخرى يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : بينما أنا أمشى إذ سمعت صوتا من السماء ، فرفعت بصري فاذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه ، فرجعت فقلت : زملوني زملوني فأنزل الله عز وجل : يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ إلى قوله : وَالْرُّجزَ فَاهْجُر فحمي الوحي وتواتر
    لقد دخل الخوف والرعب رسول الله مما سمع ورأى حتى أنه قطع خلوته فى الغار وأسرع عائدا إلى البيت يرجف فؤاده
    و بنزول الوحي كان ذلك اذانا بعهد جديد فقد بدأ نور النبوة يسطع على ربوع الخليقة

    0 التعليقات 0 المشاركات 79 مشاهدة 0 معاينة