النَّاسُ معادِنُ كمعادنِ الفضَّةِ والذَّهبِ . خيارُهم في الجاهليَّةِ خيارُهم في الإسلامِ إذا فقِهوا . والأرواحُ جنودٌ مجنَّدةٌ . فما تعارف منها ائْتَلف . وما تناكَر منها اخْتَلف
شرح الحديث
النَّاسُ مَعادِنُ، أي: أُصولٌ للخَيرِ والشَّرِّ بِحَسَبِ ما جَعلَهمُ اللهُ مُستعدِّينَ لَه؛ كمَعادنِ الفِضَّةِ والذَّهبِ، أي: في اشتِمالِ المَعدِنِ عَلى الجَواهرِ المُختلفَةِ نَفاسةً وخِسَّةً، وكُلُّ مَعدِنٍ يَخرُجُ مِنه ما في أَصلِه، وكَذا كُلُّ إِنسانٍ يَظهَرُ مِنه ما في أَصلِه مِن شَرفٍ أو خِسَّةٍ. خِيارُهم في الجاهليَّةِ، أي: أَشرافُهم فيها، وهيَ ما قَبلَ الإِسلامِ؛ سُمُّوا بِه لكَثرةِ جَهالاتِهم؛ خِيارُهم في الإسلامِ إذا فَقُهوا، أي: أَسْلَموا وتَفقَّهوا في الدِّين. والأَرواحُ، أي: رُوحُ الإِنسانِ، وهيَ الَّتي خُلِقت قبلَ الجَسدِ؛ "جُنودٌ مُجنَّدةٌ"، أي: جُموعٌ مُجمَّعةٌ؛ فَما تَعارفَ، أي: في عالَمِ الأَرواحِ مِنها ووافقَ في الأَخلاقِ والصِّفاتِ؛ "ائتلَفَ"، أي: وَقعَ بَينَها الأُلْفةُ والاجتِماعُ في هَذِه الدُّنيا وإِن تَباعدَا؛ وَما "تَناكرَ"، أي: تَنافَرَ في عالَمِ الأَرواحِ إِذا ابتَعدَت وَلم تَتعارَفْ؛ مِنها اختَلَفَ: في هَذه الدُّنيا وإِن تَقارَبا في هَذه الدُّنيا. ويَحتمِلُ أنْ يَكونَ إِشارةً إِلى مَعنَى التَّشاكُلِ في الخَيرِ والشَّرِّ والصَّلاحِ والفَسادِ , وأنَّ الخيِّرَ مِن النَّاسِ يَحِنُّ إلى شَكلِه، والشِّرِّيرُ نَظيرُ ذلكَ يَميلُ إِلى نَظيرِه، فتَعارفُ الأَرواحِ يَقعُ بِحَسبِ الطِّباعِ الَّتي جُبِلت عَليها مِن خيرٍ وشرٍّ , فإِذا اتَّفقتْ تَعارَفت , وإِذا اختَلَفت تَناكَرَت .
في الحديثِ: بَيانُ مَعادِنِ النَّاسِ وأَفضَلِهم.
وفيهِ: ثُبوتُ أنَّ الأَرواحِ خُلِقَت قبلَ الأَجسادِ.
وفيهِ: أنَّ الإِنسانَ إِذا وَجَدَ مِن نَفسِه نُفرةً عنْ ذي فَضلٍ وصَلاحٍ، فَعليهِ أنْ يَبحثَ عنِ المُقتضي لذلكَ؛ لِيسعَى في إِزالتِه فيَتخلَّصَ مِنَ الوَصفِ المَذمومِ، وكَذا عَكسُه.
صحيح مسلم
النَّاسُ معادِنُ كمعادنِ الفضَّةِ والذَّهبِ . خيارُهم في الجاهليَّةِ خيارُهم في الإسلامِ إذا فقِهوا . والأرواحُ جنودٌ مجنَّدةٌ . فما تعارف منها ائْتَلف . وما تناكَر منها اخْتَلف
شرح الحديث
النَّاسُ مَعادِنُ، أي: أُصولٌ للخَيرِ والشَّرِّ بِحَسَبِ ما جَعلَهمُ اللهُ مُستعدِّينَ لَه؛ كمَعادنِ الفِضَّةِ والذَّهبِ، أي: في اشتِمالِ المَعدِنِ عَلى الجَواهرِ المُختلفَةِ نَفاسةً وخِسَّةً، وكُلُّ مَعدِنٍ يَخرُجُ مِنه ما في أَصلِه، وكَذا كُلُّ إِنسانٍ يَظهَرُ مِنه ما في أَصلِه مِن شَرفٍ أو خِسَّةٍ. خِيارُهم في الجاهليَّةِ، أي: أَشرافُهم فيها، وهيَ ما قَبلَ الإِسلامِ؛ سُمُّوا بِه لكَثرةِ جَهالاتِهم؛ خِيارُهم في الإسلامِ إذا فَقُهوا، أي: أَسْلَموا وتَفقَّهوا في الدِّين. والأَرواحُ، أي: رُوحُ الإِنسانِ، وهيَ الَّتي خُلِقت قبلَ الجَسدِ؛ "جُنودٌ مُجنَّدةٌ"، أي: جُموعٌ مُجمَّعةٌ؛ فَما تَعارفَ، أي: في عالَمِ الأَرواحِ مِنها ووافقَ في الأَخلاقِ والصِّفاتِ؛ "ائتلَفَ"، أي: وَقعَ بَينَها الأُلْفةُ والاجتِماعُ في هَذِه الدُّنيا وإِن تَباعدَا؛ وَما "تَناكرَ"، أي: تَنافَرَ في عالَمِ الأَرواحِ إِذا ابتَعدَت وَلم تَتعارَفْ؛ مِنها اختَلَفَ: في هَذه الدُّنيا وإِن تَقارَبا في هَذه الدُّنيا. ويَحتمِلُ أنْ يَكونَ إِشارةً إِلى مَعنَى التَّشاكُلِ في الخَيرِ والشَّرِّ والصَّلاحِ والفَسادِ , وأنَّ الخيِّرَ مِن النَّاسِ يَحِنُّ إلى شَكلِه، والشِّرِّيرُ نَظيرُ ذلكَ يَميلُ إِلى نَظيرِه، فتَعارفُ الأَرواحِ يَقعُ بِحَسبِ الطِّباعِ الَّتي جُبِلت عَليها مِن خيرٍ وشرٍّ , فإِذا اتَّفقتْ تَعارَفت , وإِذا اختَلَفت تَناكَرَت .
في الحديثِ: بَيانُ مَعادِنِ النَّاسِ وأَفضَلِهم.
وفيهِ: ثُبوتُ أنَّ الأَرواحِ خُلِقَت قبلَ الأَجسادِ.
وفيهِ: أنَّ الإِنسانَ إِذا وَجَدَ مِن نَفسِه نُفرةً عنْ ذي فَضلٍ وصَلاحٍ، فَعليهِ أنْ يَبحثَ عنِ المُقتضي لذلكَ؛ لِيسعَى في إِزالتِه فيَتخلَّصَ مِنَ الوَصفِ المَذمومِ، وكَذا عَكسُه.
صحيح مسلم