• جاء رجلٌ يقال له نَهِيكُ بنُ سنانٍ إلى عبدِاللهِ . فقال : يا أبا عبدِالرحمنِ ! كيف تقرأ هذا الحرفَ . ألفًا تجدُه أم ياءً : من ماءٍ غيرِ آسِنٍ أو من ماءٍ غيرِ يَاسِنٍ ؟ قال فقال عبدُ اللهِ : وكلَّ القرآنِ قد أحصَيتَ غيرَ هذا ؟ قال : إني لأقرأ المُفَصَّلَ في ركعةٍ . فقال عبدُ اللهِ : هَذًّا كهَذِّ الشِّعرِ ؟ إنَّ أقوامًا يقرؤون القرآنَ لا يجاوزُ تراقيهم . ولكن إذا وقع في القلبِ فرسخ فيه ، نفع . إنَّ أفضلَ الصلاةِ الركوعُ والسجودُ . إني لَأعلمُ النظائرَ التي كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقرُنُ بينهنَّ . سورتَين في كلِّ ركعةٍ . ثم قام عبدُ اللهِ فدخل علقمةُ في إِثرِه . ثم خرج فقال : قد أخبرني بها . قال ابن نمير في روايتِه : جاء رجلٌ من بني بُجَيلةَ إلى عبدِاللهِ . ولم يقل : نَهِيكُ بنُ سِنانٍ . وفي رواية : فجاء علقمةُ ليدخلَ عليه . فقلنا له : سَلْه عن النَّظائرِ التي كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقرأ بها في ركعةٍ . فدخل عليه فسأله . ثم خرج علينا فقال : عشرون سورةً من المُفصَّلِ . في تأليفِ عبدِاللهِ .

    شرح الحديث

    كانَ الصَّحابة رضيَ اللهُ عَنهم يَتعلَّمونَ أحرُفَ القرآنِ مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ويُرتِّلونَ بها آياتِه العَظيمةِ ثم يُعلِّمونها لِمَن أَتى بَعدهم.
    وفي هذا الحَديثِ يُخبر أبو وائلٍ شَقيقُ بنُ سلَمةَ: أنَّ رجُلًا يقالُ له: نَهِيكُ بنُ سِنانٍ جاء إلى عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ فقال: "يا أبا عبدِ الرَّحمنِ، كيف تقرَأُ هذا الحرفَ؟"، أي: كيفَ تجِدُ هذا الحرفَ في القرآنِ؟ "ألِفًا تجِدُه أم ياءً؟" هلْ حرفُ الألف أم حرفُ الياء؟ {مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} أو (مِن ماءٍ غَيرِ ياسِنٍ)؟" والماءُ الآسِنُ هو المتغيِّرُ طعمُه ولونُه، والماء الياسِنُ هو المُنتِنُ المتعفِّنُ، فقالَ عبد اللهِ: "وكلَّ القرآنِ قدْ أحصَيتَ غيرَ هذا؟!"، أي: هلْ حفِظتَ كلَّ القرآنِ إلَّا تلكَ الآيةَ؟! كأنَّه يتعجَّبُ منه ويُنكِرُ عليهِ، قالَ نَهِيكُ بنُ سِنانٍ: "إنِّي لأقرأُ المفصَّلَ في رَكعةٍ"، أي: إنِّي لأقرأُ المفصَّلَ مِن القرآنِ في ركعةٍ واحدةٍ، والمفَصَّلُ هو صِغار السُّورِ، وقيلَ: يَبدأ المُفصَّلُ مِن سُورة مُحمدٍ حتى آخِرِ القرآنِ الكريمِ، وقيل: يَبدأ مِن سورةِ ق. فقال عبدُ اللهِ: "هَذًّا كَهذِّ الشِّعرِ؟!"، أي: هلْ تَقرأُ القرآنَ مُسرِعًا غيرَ متدبِّرٍ كأنَّكَ تَقرأُ شِعرًا، كأنَّ ابنَ مَسعودٍ يُنكِرُ عليهِ قرءاتَه المفصَّلَ في رَكعةٍ واحدةٍ وعدمَ تدبُّرِه وتأمُّلِه في الآياتِ.
    ثمَّ قال ابنُ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه: "إنَّ أقوامًا يَقرؤون القُرآنَ لا يُجاوِزُ تَراقيهِم"، أي: إنَّ هناكَ أقوامًا يَقرؤونَ القرآنَ فلا يَتدبَّرونَ آياتِه ولا يتفكَّرونَ في مَعانيهِ، فلا تصِلُ إلى قلوبِهم بالتدبُّرِ والخشوعِ، ولا تصعدُ إلى السماءِ؛ فلا يكونُ لهم بها أجرٌ ولا ثوابٌ. والتَّرْقُوةُ: هي العَظمُ البارزُ أعلى الصَّدرِ من أوَّلِ الكَتِفِ إلى أسفلِ العُنقِ. قال: "ولكنْ إذا وقعَ في القلبِ فَرسَخَ فيهِ نَفعَ"، أي: إنَّ القرآنَ إذا قُرِئَ بتدبُّرٍ وتأمُّلٍ فَوعَى القلبُ مَعانيَه وأدركَ مواعِظَه نَفعَ قارِئَه؛ "إنَّ أفضلَ الصَّلاةِ الركوعُ والسجودُ"، أي: إنَّ الأحسنَ أجرًا والأكثرَ ثوابًا في الصلاةِ كثرةُ الرُّكوعِ والسجودِ، وليس طولَ القراءةِ.
    "إنِّي لأعلَمُ النَّظائرَ التي كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقرُنُ بَينَهنَّ"، أي: وإنِّي لأعرِفُ السُّورَ التي كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يجمعُ بَينها في رَكعاتِ صلاتهِ. والنظائرُ هي السُّورُ المتماثِلةُ في المعاني أو المتقارِبةُ في الطولِ أو القِصَرِ، "سُورَتينِ في كلِّ رَكعةٍ"، أي: كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقرأُ سورتينِ في كلِّ ركعةٍ، وهذا تفسيرٌ لقولهِ: يَقرُنُ بَينهُنَّ، "ثم قامَ عبدُ اللهِ فدخلَ علقمةُ في إثرِه ثم خَرجَ"، أي: ثم قامَ ابنُ مَسعودٍ مِن هذا المجلسِ ودَخَلَ دارَه فدخلَ وراءَه التابعيُّ عَلْقمةُ بنُ قَيسٍ؛ لِيسألَه عن تلكَ السورِ التي كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يجمعُ بَينها، فقالَ علقمةُ: "قدْ أخبرَني بها"، أي: قدْ أخبرَني ابنُ مَسعودٍ بالسُّورِ التي كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يجمعُ بَينها.
    قال ابنُ نميرٍ - وهو محمَّدُ بنُ عبد اللهِ بنِ نُمَيرٍ - في روايتهِ: "جاءَ رجلٌ مِن بَني بَجِيلةَ إلى عبد اللهِ" وبَجِيلةُ: قَبيلةٌ من العَربِ، "ولم يقُلْ: نَهيكُ بنُ سِنانٍ"، أي: ولم يَذكُر اسمَ السائلِ لابنِ مَسعود.
    وفي روايةٍ: قالَ أبو وائلٍ: "فجاءَ عَلْقمةُ ليدخُلَ عليهِ"، أي: على عبدِ اللهِ بن مسعودٍ، فقُلنا له: "سَلْه عن النَّظائرِ التي كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقرأ بها في رَكعةٍ"، أي: اسألِ ابنَ مَسعودٍ عن السُّوَرِ التي كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يجمعُ بَينها، "فدخل عليهِ فسَألَه"، أي: فدخَلَ عَلقمةُ على ابنِ مَسعودٍ فسألَه عن تِلكَ السُّوَرِ، "ثم خرَجَ علينا، فقالَ: عِشرونَ سُورةً مِن المفَصَّلِ"، أي: عِشرونَ سُورةً من صِغار السُّوَرِ، "في تأليفِ عبدِ اللهِ"، أي: على تَرتيبِ عبدِ الله بنِ مَسعودٍ للمُصْحفِ؛ حيثُ اختَلفَ تَرتيبُ ابنِ مسعودٍ عن تَرتيبِ زَيدِ بنِ ثابتٍ، والسُّوَرُ على تَرتيبِ ابن مَسعودٍ هي: الرَّحمنُ والنَّجمُ في رَكعةٍ، والقمرُ والحاقَّةُ في رَكعةٍ، والطُّورُ والذَّارياتُ في رَكعةٍ، والواقِعةُ ونونٌ في رَكعةٍ، والمعارِجُ والنازِعاتُ في ركعةٍ، والمطفِّفينَ وعَبس في رَكعةٍ، والمُدِّثِّرُ والمُزَّمِّلُ في ركعةٍ، والإنسانُ والقيامةُ في ركعةٍ، والنَّبأُ والمرسلاتُ في ركعةٍ، والدُّخانُ والتَّكويرُ في ركعةٍ.
    وفي الحديثِ: الحثُّ على تدبُّرِ القرآنِ وعدمِ الإسراعِ في قِراءتِه.
    وفيه: بَيانُ النَّظائرِ التي كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقرُن بَينها في القراءةِ.( ).

    صحيح مسلم

    جاء رجلٌ يقال له نَهِيكُ بنُ سنانٍ إلى عبدِاللهِ . فقال : يا أبا عبدِالرحمنِ ! كيف تقرأ هذا الحرفَ . ألفًا تجدُه أم ياءً : من ماءٍ غيرِ آسِنٍ أو من ماءٍ غيرِ يَاسِنٍ ؟ قال فقال عبدُ اللهِ : وكلَّ القرآنِ قد أحصَيتَ غيرَ هذا ؟ قال : إني لأقرأ المُفَصَّلَ في ركعةٍ . فقال عبدُ اللهِ : هَذًّا كهَذِّ الشِّعرِ ؟ إنَّ أقوامًا يقرؤون القرآنَ لا يجاوزُ تراقيهم . ولكن إذا وقع في القلبِ فرسخ فيه ، نفع . إنَّ أفضلَ الصلاةِ الركوعُ والسجودُ . إني لَأعلمُ النظائرَ التي كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقرُنُ بينهنَّ . سورتَين في كلِّ ركعةٍ . ثم قام عبدُ اللهِ فدخل علقمةُ في إِثرِه . ثم خرج فقال : قد أخبرني بها . قال ابن نمير في روايتِه : جاء رجلٌ من بني بُجَيلةَ إلى عبدِاللهِ . ولم يقل : نَهِيكُ بنُ سِنانٍ . وفي رواية : فجاء علقمةُ ليدخلَ عليه . فقلنا له : سَلْه عن النَّظائرِ التي كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقرأ بها في ركعةٍ . فدخل عليه فسأله . ثم خرج علينا فقال : عشرون سورةً من المُفصَّلِ . في تأليفِ عبدِاللهِ .

    شرح الحديث

    كانَ الصَّحابة رضيَ اللهُ عَنهم يَتعلَّمونَ أحرُفَ القرآنِ مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ويُرتِّلونَ بها آياتِه العَظيمةِ ثم يُعلِّمونها لِمَن أَتى بَعدهم. وفي هذا الحَديثِ يُخبر أبو وائلٍ شَقيقُ بنُ سلَمةَ: أنَّ رجُلًا يقالُ له: نَهِيكُ بنُ سِنانٍ جاء إلى عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ فقال: "يا أبا عبدِ الرَّحمنِ، كيف تقرَأُ هذا الحرفَ؟"، أي: كيفَ تجِدُ هذا الحرفَ في القرآنِ؟ "ألِفًا تجِدُه أم ياءً؟" هلْ حرفُ الألف أم حرفُ الياء؟ {مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} أو (مِن ماءٍ غَيرِ ياسِنٍ)؟" والماءُ الآسِنُ هو المتغيِّرُ طعمُه ولونُه، والماء الياسِنُ هو المُنتِنُ المتعفِّنُ، فقالَ عبد اللهِ: "وكلَّ القرآنِ قدْ أحصَيتَ غيرَ هذا؟!"، أي: هلْ حفِظتَ كلَّ القرآنِ إلَّا تلكَ الآيةَ؟! كأنَّه يتعجَّبُ منه ويُنكِرُ عليهِ، قالَ نَهِيكُ بنُ سِنانٍ: "إنِّي لأقرأُ المفصَّلَ في رَكعةٍ"، أي: إنِّي لأقرأُ المفصَّلَ مِن القرآنِ في ركعةٍ واحدةٍ، والمفَصَّلُ هو صِغار السُّورِ، وقيلَ: يَبدأ المُفصَّلُ مِن سُورة مُحمدٍ حتى آخِرِ القرآنِ الكريمِ، وقيل: يَبدأ مِن سورةِ ق. فقال عبدُ اللهِ: "هَذًّا كَهذِّ الشِّعرِ؟!"، أي: هلْ تَقرأُ القرآنَ مُسرِعًا غيرَ متدبِّرٍ كأنَّكَ تَقرأُ شِعرًا، كأنَّ ابنَ مَسعودٍ يُنكِرُ عليهِ قرءاتَه المفصَّلَ في رَكعةٍ واحدةٍ وعدمَ تدبُّرِه وتأمُّلِه في الآياتِ. ثمَّ قال ابنُ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه: "إنَّ أقوامًا يَقرؤون القُرآنَ لا يُجاوِزُ تَراقيهِم"، أي: إنَّ هناكَ أقوامًا يَقرؤونَ القرآنَ فلا يَتدبَّرونَ آياتِه ولا يتفكَّرونَ في مَعانيهِ، فلا تصِلُ إلى قلوبِهم بالتدبُّرِ والخشوعِ، ولا تصعدُ إلى السماءِ؛ فلا يكونُ لهم بها أجرٌ ولا ثوابٌ. والتَّرْقُوةُ: هي العَظمُ البارزُ أعلى الصَّدرِ من أوَّلِ الكَتِفِ إلى أسفلِ العُنقِ. قال: "ولكنْ إذا وقعَ في القلبِ فَرسَخَ فيهِ نَفعَ"، أي: إنَّ القرآنَ إذا قُرِئَ بتدبُّرٍ وتأمُّلٍ فَوعَى القلبُ مَعانيَه وأدركَ مواعِظَه نَفعَ قارِئَه؛ "إنَّ أفضلَ الصَّلاةِ الركوعُ والسجودُ"، أي: إنَّ الأحسنَ أجرًا والأكثرَ ثوابًا في الصلاةِ كثرةُ الرُّكوعِ والسجودِ، وليس طولَ القراءةِ. "إنِّي لأعلَمُ النَّظائرَ التي كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقرُنُ بَينَهنَّ"، أي: وإنِّي لأعرِفُ السُّورَ التي كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يجمعُ بَينها في رَكعاتِ صلاتهِ. والنظائرُ هي السُّورُ المتماثِلةُ في المعاني أو المتقارِبةُ في الطولِ أو القِصَرِ، "سُورَتينِ في كلِّ رَكعةٍ"، أي: كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقرأُ سورتينِ في كلِّ ركعةٍ، وهذا تفسيرٌ لقولهِ: يَقرُنُ بَينهُنَّ، "ثم قامَ عبدُ اللهِ فدخلَ علقمةُ في إثرِه ثم خَرجَ"، أي: ثم قامَ ابنُ مَسعودٍ مِن هذا المجلسِ ودَخَلَ دارَه فدخلَ وراءَه التابعيُّ عَلْقمةُ بنُ قَيسٍ؛ لِيسألَه عن تلكَ السورِ التي كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يجمعُ بَينها، فقالَ علقمةُ: "قدْ أخبرَني بها"، أي: قدْ أخبرَني ابنُ مَسعودٍ بالسُّورِ التي كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يجمعُ بَينها. قال ابنُ نميرٍ - وهو محمَّدُ بنُ عبد اللهِ بنِ نُمَيرٍ - في روايتهِ: "جاءَ رجلٌ مِن بَني بَجِيلةَ إلى عبد اللهِ" وبَجِيلةُ: قَبيلةٌ من العَربِ، "ولم يقُلْ: نَهيكُ بنُ سِنانٍ"، أي: ولم يَذكُر اسمَ السائلِ لابنِ مَسعود. وفي روايةٍ: قالَ أبو وائلٍ: "فجاءَ عَلْقمةُ ليدخُلَ عليهِ"، أي: على عبدِ اللهِ بن مسعودٍ، فقُلنا له: "سَلْه عن النَّظائرِ التي كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقرأ بها في رَكعةٍ"، أي: اسألِ ابنَ مَسعودٍ عن السُّوَرِ التي كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يجمعُ بَينها، "فدخل عليهِ فسَألَه"، أي: فدخَلَ عَلقمةُ على ابنِ مَسعودٍ فسألَه عن تِلكَ السُّوَرِ، "ثم خرَجَ علينا، فقالَ: عِشرونَ سُورةً مِن المفَصَّلِ"، أي: عِشرونَ سُورةً من صِغار السُّوَرِ، "في تأليفِ عبدِ اللهِ"، أي: على تَرتيبِ عبدِ الله بنِ مَسعودٍ للمُصْحفِ؛ حيثُ اختَلفَ تَرتيبُ ابنِ مسعودٍ عن تَرتيبِ زَيدِ بنِ ثابتٍ، والسُّوَرُ على تَرتيبِ ابن مَسعودٍ هي: الرَّحمنُ والنَّجمُ في رَكعةٍ، والقمرُ والحاقَّةُ في رَكعةٍ، والطُّورُ والذَّارياتُ في رَكعةٍ، والواقِعةُ ونونٌ في رَكعةٍ، والمعارِجُ والنازِعاتُ في ركعةٍ، والمطفِّفينَ وعَبس في رَكعةٍ، والمُدِّثِّرُ والمُزَّمِّلُ في ركعةٍ، والإنسانُ والقيامةُ في ركعةٍ، والنَّبأُ والمرسلاتُ في ركعةٍ، والدُّخانُ والتَّكويرُ في ركعةٍ. وفي الحديثِ: الحثُّ على تدبُّرِ القرآنِ وعدمِ الإسراعِ في قِراءتِه. وفيه: بَيانُ النَّظائرِ التي كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقرُن بَينها في القراءةِ.( ).

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 35 Views 0 Reviews
  • رآني نافعُ بنُ جُبيرٍ ، ونحن في جنازةٍ ، قائمًا . وقد جلس ينتظرُ أن تُوضعَ الجنازةُ . فقال لي : ما يُقيمك ؟ فقلتُ : أنتظرُ أن توضعَ الجنازةُ . لما يُحدِّثُ أبو سعيدٍ الخُدريُّ . فقال نافعٌ : فإنَّ مسعودَ بنَ الحكمِ حدَّثني عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ ؛ أنه قال : قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . ثم قعد .

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ بعضُ آدابِ الجَنائزِ، حيثُ إنَّ النَّفسَ الإنسانيَّةَ مُحترَمةٌ في الحَياةِ وبعدَ المماتِ، ومَسألةُ الوقوفِ أو الجُلوسِ عندَ اتِّباعِ الجَنائزِ حتَّى تُدفنَ مَسألةٌ فِيها رِواياتٌ مُتعدِّدةٌ تَذكرُ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قام مَع الجِنازةِ حتَّى تُدفنَ، وأُخْرى تَذكرُ أنَّه قعدَ عِندَ الدَّفنِ وكَذا عندَ التَّشييعِ.
    وَهذا الحَديثُ يُمثِّلُ جانبًا مِن هذا الاختلافِ، فيَقولُ واقدُ بنُ عَمرِو بنِ سَعدِ بنِ مُعاذٍ: "رَآني نافعُ بنُ جُبيرٍ، ونَحنُ في جِنازةٍ، قائمًا"، أي: واقفًا، بَينما نافعُ بنُ جُبيرٍ، "قدْ جَلس يَنتظِرُ أن تُوضعَ الجِنازةُ"، وهذا يُمثِّلُ الاختلافَ بَينهما فَسألَه نافعُ بنُ جُبَيرٍ: "ما يُقيمُك؟" أي: ما يَجعلُك تَقِفُ على قَدميكَ؟ وهوَ استفهامُ إنكارٍ، فقلتُ: أَنتظرُ أنْ تُوضعَ الجِنازةُ، لِمَا يُحدِّثُ أَبو سعيدٍ الخُدريُّ."، أي: فأَجبتُ نافعَ بنَ جُبَيرٍ بأنَّ سببَ الوقوفِ هوَ حَديثُ أَبي سعيدٍ الخُدريِّ الَّذي يَذكُر فيهِ أنَّ النَّبيَّ وَقَف للجِنازةِ حتَّى وُضِعَت عن أَكتافِ الرِّجالِ وأُدخِلت في قَبرِها، "فَقال نافعٌ: فإنَّ مَسعودَ بنَ الحَكمِ حَدَّثني عن عَليِّ بنِ أَبي طالبٍ؛ أنَّه قالَ: قامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، ثُمَّ قَعدَ " يَحتملُ قولُ عَليٍّ "ثُمَّ قَعَدَ"، أي: قَعَدَ بَعد أنْ جاوَزتْه الجنازةُ وَبَعُدَت عنهُ، وَيَحتملُ أَن يُريدَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كانَ يَقومُ في وَقتٍ ثُمَّ تَرَكَ القيامَ أَصلًا.

    صحيح مسلم

    رآني نافعُ بنُ جُبيرٍ ، ونحن في جنازةٍ ، قائمًا . وقد جلس ينتظرُ أن تُوضعَ الجنازةُ . فقال لي : ما يُقيمك ؟ فقلتُ : أنتظرُ أن توضعَ الجنازةُ . لما يُحدِّثُ أبو سعيدٍ الخُدريُّ . فقال نافعٌ : فإنَّ مسعودَ بنَ الحكمِ حدَّثني عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ ؛ أنه قال : قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . ثم قعد .

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ بعضُ آدابِ الجَنائزِ، حيثُ إنَّ النَّفسَ الإنسانيَّةَ مُحترَمةٌ في الحَياةِ وبعدَ المماتِ، ومَسألةُ الوقوفِ أو الجُلوسِ عندَ اتِّباعِ الجَنائزِ حتَّى تُدفنَ مَسألةٌ فِيها رِواياتٌ مُتعدِّدةٌ تَذكرُ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قام مَع الجِنازةِ حتَّى تُدفنَ، وأُخْرى تَذكرُ أنَّه قعدَ عِندَ الدَّفنِ وكَذا عندَ التَّشييعِ. وَهذا الحَديثُ يُمثِّلُ جانبًا مِن هذا الاختلافِ، فيَقولُ واقدُ بنُ عَمرِو بنِ سَعدِ بنِ مُعاذٍ: "رَآني نافعُ بنُ جُبيرٍ، ونَحنُ في جِنازةٍ، قائمًا"، أي: واقفًا، بَينما نافعُ بنُ جُبيرٍ، "قدْ جَلس يَنتظِرُ أن تُوضعَ الجِنازةُ"، وهذا يُمثِّلُ الاختلافَ بَينهما فَسألَه نافعُ بنُ جُبَيرٍ: "ما يُقيمُك؟" أي: ما يَجعلُك تَقِفُ على قَدميكَ؟ وهوَ استفهامُ إنكارٍ، فقلتُ: أَنتظرُ أنْ تُوضعَ الجِنازةُ، لِمَا يُحدِّثُ أَبو سعيدٍ الخُدريُّ."، أي: فأَجبتُ نافعَ بنَ جُبَيرٍ بأنَّ سببَ الوقوفِ هوَ حَديثُ أَبي سعيدٍ الخُدريِّ الَّذي يَذكُر فيهِ أنَّ النَّبيَّ وَقَف للجِنازةِ حتَّى وُضِعَت عن أَكتافِ الرِّجالِ وأُدخِلت في قَبرِها، "فَقال نافعٌ: فإنَّ مَسعودَ بنَ الحَكمِ حَدَّثني عن عَليِّ بنِ أَبي طالبٍ؛ أنَّه قالَ: قامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، ثُمَّ قَعدَ " يَحتملُ قولُ عَليٍّ "ثُمَّ قَعَدَ"، أي: قَعَدَ بَعد أنْ جاوَزتْه الجنازةُ وَبَعُدَت عنهُ، وَيَحتملُ أَن يُريدَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كانَ يَقومُ في وَقتٍ ثُمَّ تَرَكَ القيامَ أَصلًا.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 37 Views 0 Reviews
  • صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على جنازةٍ . فحفظتُ من دعائِه وهو يقول اللهمَّ ! اغفرْ له وارحمْه وعافِه واعفُ عنه . وأكرِم نُزُلَه . ووسِّعْ مُدخلَه واغسِلْه بالماءِ والثَّلجِ والبرَدِ . ونقِّه من الخطايا كما نقَّيتَ الثوبَ الأبيضَ من الدَّنسِ . وأبدِلْه دارًا خيرًا من دارِه . وأهلًا خيرًا من أهلِه وزوجًا خيرًا من زوجِه . وأَدخِلْه الجنةَ وأَعِذْه من عذابِ القبرِ ( أو من عذابِ النَّارِ ) . قال : حتى تمنَّيتُ أن أكون أنا ذلك الميِّتَ .

    شرح الحديث

    هذا حديثٌ فيهِ تَعليمٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم للمُسلمينَ، حيثُ يُعلِّمُنا الدُّعاءَ لأَمواتِنا وَماذا نَقولُ في هذا الدُّعاءِ.
    وَهذا الحديثُ رِوايةٌ سماعيَّةٌ منَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم حينَما كانَ يُصلِّي عَلى جِنازةٍ فَقال الرَّاوي: "صلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عَلى جِنازةٍ، فحَفَظتُ مِن دُعائِه وهوَ يَقولُ"، وذَلك يَدُلُّ على أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم جَهَرَ بالدُّعاءِ في صلاةِ الجَنازةِ حتَّى سَمِعَه وحَفِظَه بعضُ الصَّحابةِ، وَكان مِن دُعائِه للميِّت: "اللَّهمَّ اغفِرْ لَه"، أيِ: اغفِر لَه بمَحوِ السَّيِّئاتِ، "وارحَمْه" بقُبولِ الطَّاعاتِ، "وعافِه"، وهوَ طلبٌ ودُعاءٌ بالمُعافاةِ، والمَعنى: خَلِّصه منَ المَكروهاتِ، وسلِّمْه منَ العَذابِ والبَلايا، "واعفُ عنهُ"، أيِ: اعفُ عمَّا وقَعَ منه منَ التَّقصيراتِ، "وأَكرِمْ نُزُلَه"، يَعني ضِيافَتَه، يعني: أَكرِمْه في ضِيافتِه؛ لأنَّ الميِّتَ في ضِيافةِ اللهِ عزَّ وجلَّ إذا انتقَلَ مِن هذِه الدُّنيا إلى قَبرِه، "ووَسِّع مُدْخلَه"، أي: وَسِّع مَوضعَ دُخولِه الَّذي يَدخُلُ فيه، وهوَ قبرُه "واغسِلْه"، أيِ: اغسِلْ ذُنوبَه "بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ"، البَردُ: حَبُّ الثَّلجِ منَ الغَمامِ، أي: طَهِّرْه منَ الذُّنوبِ والمَعاصي، كَما أنَّ هَذه الأَشياءَ أَنواعُ المُطهِّراتِ منَ الوَسخِ والدَّنسِ، وذَكَرَ الثَّلجَ والبَرَدَ؛ لأنَّهما بارِدانِ وذَكَر الماءَ؛ لأنَّ بهِ النَّظافةَ، والذُّنوبُ عُقوبتُها حارَّةٌ، فناسَبَ أنْ يَقْرِنَ معَ الماءِ الثَّلجَ فيَحصلُ بالماءِ التَّنظيفُ ويَحصلُ بالثَّلجِ والبَرَدِ التَّبريدُ.
    "ونَقِّهِ منَ الخَطايا كَما نَقَّيت الثَّوبَ الأَبيضَ منَ الدَّنسِ"، دُعاءٌ بالتَّقنيةِ بمَعنى التَّطهيرِ من مَعاصِيه، كَما يُنظَّفُ الثَّوبُ الأَبيضُ منَ الوَسخِ وهوَ تَشبيهٌ للمَعقولِ بالمَحسوسِ، وهوَ تَأكيدٌ لِمَا قَبْلَه أَرادَ بهِ المُبالغةَ في التَّطهيرِ منَ الخَطايا والذُّنوبِ، "وأَبْدِلْه دارًا خَيرًا مِن دارِه" أي: عَوِّضْه وأَعطِه منَ القُصورِ أو مِن سَعةِ القُبورِ ما هوَ خيرٌ مِن دارِه في الدُّنيا الفانِيَةِ، "وأَهلًا خيرًا مِن أَهلِه"، أَهلُه ذَووه كأُمِّه وخالتِه وبَناتِه وأَبيه وابنِه وَما أَشبهَ ذلكَ، "وزوجًا خيرًا من زَوجِه"، أي: أَعطِه زَوجةً منَ الحُورِ العينِ، أو مِن نِساءِ الدُّنيا في الجَنَّةِ.
    "وأَدخِلْه الجنَّةَ"، وهو دُعاءٌ بدُخولِه الجنَّةَ، "وأَعِذه مِن فِتنةِ القَبرِ"، دُعاءٌ بالحِمايةِ مِن فِتنةِ القَبرِ، أي: أَجِرْه وخَلِّصه مِن فتنةِ القَبرِ، والمَقصودُ بها التَّحيُّرُ في جَواب المَلَكينِ المُؤدِّي إلى عَذابِ القَبرِ.
    وبعدَ انتِهاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم منَ الدُّعاءِ للميِّت، قال عوفُ بنُ مالكٍ: "حتَّى تَمنَّيتُ أنْ أكونَ أَنا ذلكَ الميِّتَ"، أي: تَمنَّيتُ أنْ لو كُنتُ أَنا ذلكَ الميِّتَ؛ لدُعاءِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لَه.

    صحيح مسلم

    صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على جنازةٍ . فحفظتُ من دعائِه وهو يقول اللهمَّ ! اغفرْ له وارحمْه وعافِه واعفُ عنه . وأكرِم نُزُلَه . ووسِّعْ مُدخلَه واغسِلْه بالماءِ والثَّلجِ والبرَدِ . ونقِّه من الخطايا كما نقَّيتَ الثوبَ الأبيضَ من الدَّنسِ . وأبدِلْه دارًا خيرًا من دارِه . وأهلًا خيرًا من أهلِه وزوجًا خيرًا من زوجِه . وأَدخِلْه الجنةَ وأَعِذْه من عذابِ القبرِ ( أو من عذابِ النَّارِ ) . قال : حتى تمنَّيتُ أن أكون أنا ذلك الميِّتَ .

    شرح الحديث

    هذا حديثٌ فيهِ تَعليمٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم للمُسلمينَ، حيثُ يُعلِّمُنا الدُّعاءَ لأَمواتِنا وَماذا نَقولُ في هذا الدُّعاءِ. وَهذا الحديثُ رِوايةٌ سماعيَّةٌ منَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم حينَما كانَ يُصلِّي عَلى جِنازةٍ فَقال الرَّاوي: "صلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عَلى جِنازةٍ، فحَفَظتُ مِن دُعائِه وهوَ يَقولُ"، وذَلك يَدُلُّ على أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم جَهَرَ بالدُّعاءِ في صلاةِ الجَنازةِ حتَّى سَمِعَه وحَفِظَه بعضُ الصَّحابةِ، وَكان مِن دُعائِه للميِّت: "اللَّهمَّ اغفِرْ لَه"، أيِ: اغفِر لَه بمَحوِ السَّيِّئاتِ، "وارحَمْه" بقُبولِ الطَّاعاتِ، "وعافِه"، وهوَ طلبٌ ودُعاءٌ بالمُعافاةِ، والمَعنى: خَلِّصه منَ المَكروهاتِ، وسلِّمْه منَ العَذابِ والبَلايا، "واعفُ عنهُ"، أيِ: اعفُ عمَّا وقَعَ منه منَ التَّقصيراتِ، "وأَكرِمْ نُزُلَه"، يَعني ضِيافَتَه، يعني: أَكرِمْه في ضِيافتِه؛ لأنَّ الميِّتَ في ضِيافةِ اللهِ عزَّ وجلَّ إذا انتقَلَ مِن هذِه الدُّنيا إلى قَبرِه، "ووَسِّع مُدْخلَه"، أي: وَسِّع مَوضعَ دُخولِه الَّذي يَدخُلُ فيه، وهوَ قبرُه "واغسِلْه"، أيِ: اغسِلْ ذُنوبَه "بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ"، البَردُ: حَبُّ الثَّلجِ منَ الغَمامِ، أي: طَهِّرْه منَ الذُّنوبِ والمَعاصي، كَما أنَّ هَذه الأَشياءَ أَنواعُ المُطهِّراتِ منَ الوَسخِ والدَّنسِ، وذَكَرَ الثَّلجَ والبَرَدَ؛ لأنَّهما بارِدانِ وذَكَر الماءَ؛ لأنَّ بهِ النَّظافةَ، والذُّنوبُ عُقوبتُها حارَّةٌ، فناسَبَ أنْ يَقْرِنَ معَ الماءِ الثَّلجَ فيَحصلُ بالماءِ التَّنظيفُ ويَحصلُ بالثَّلجِ والبَرَدِ التَّبريدُ. "ونَقِّهِ منَ الخَطايا كَما نَقَّيت الثَّوبَ الأَبيضَ منَ الدَّنسِ"، دُعاءٌ بالتَّقنيةِ بمَعنى التَّطهيرِ من مَعاصِيه، كَما يُنظَّفُ الثَّوبُ الأَبيضُ منَ الوَسخِ وهوَ تَشبيهٌ للمَعقولِ بالمَحسوسِ، وهوَ تَأكيدٌ لِمَا قَبْلَه أَرادَ بهِ المُبالغةَ في التَّطهيرِ منَ الخَطايا والذُّنوبِ، "وأَبْدِلْه دارًا خَيرًا مِن دارِه" أي: عَوِّضْه وأَعطِه منَ القُصورِ أو مِن سَعةِ القُبورِ ما هوَ خيرٌ مِن دارِه في الدُّنيا الفانِيَةِ، "وأَهلًا خيرًا مِن أَهلِه"، أَهلُه ذَووه كأُمِّه وخالتِه وبَناتِه وأَبيه وابنِه وَما أَشبهَ ذلكَ، "وزوجًا خيرًا من زَوجِه"، أي: أَعطِه زَوجةً منَ الحُورِ العينِ، أو مِن نِساءِ الدُّنيا في الجَنَّةِ. "وأَدخِلْه الجنَّةَ"، وهو دُعاءٌ بدُخولِه الجنَّةَ، "وأَعِذه مِن فِتنةِ القَبرِ"، دُعاءٌ بالحِمايةِ مِن فِتنةِ القَبرِ، أي: أَجِرْه وخَلِّصه مِن فتنةِ القَبرِ، والمَقصودُ بها التَّحيُّرُ في جَواب المَلَكينِ المُؤدِّي إلى عَذابِ القَبرِ. وبعدَ انتِهاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم منَ الدُّعاءِ للميِّت، قال عوفُ بنُ مالكٍ: "حتَّى تَمنَّيتُ أنْ أكونَ أَنا ذلكَ الميِّتَ"، أي: تَمنَّيتُ أنْ لو كُنتُ أَنا ذلكَ الميِّتَ؛ لدُعاءِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لَه.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 36 Views 0 Reviews
  • أخبرني أبو الزبيرِ ؛ أنه سمع جابرَ بنَ عبدِاللهِ رضي اللهُ عنه يقول : لم يطفِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، ولا أصحابُه بين الصفا والمروةِ ، إلا طوافًا واحدًا . زاد في حديث محمد بن بكر : طوافَه الأولَ .

    شرح الحديث

    الحجُّ رُكنٌ مِن أَركانِ الإِسلامِ وهوَ عِبادةٌ لمَنِ استَطاعَ إليها سبيلًا، والإِهلالُ بهِ إمَّا أن يَكونَ إفرادًا أو قِرانًا أو تمتُّعًا بالعُمرةِ إلى الحجِّ، وهذا الحَديثُ يُوضِّح جانبًا مِن جَوانبِ حجِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في حجَّةِ الوَداعِ، وَقد كانَ قارنًا بينَ الحجِّ والعُمرةِ؛ لأنَّه كانَ معَه الهَديُ؛ ولِذلكَ قالَ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ في هذا الحَديثِ: "لم يَطُفِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، ولا أَصحابُه بينَ الصَّفا والمَروةِ إلَّا طوافًا واحدًا، زاد في حديثِ محمَّدِ بنِ بكرٍ: طوافَه الأَوَّلَ"، أي: إنَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ومَن كان مَعه قارنًا لم يَسعَوا بينَ الصَّفا والمَروةِ إلَّا سعيًا واحدًا، وهوَ السَّعيُ الَّذي كانَ معَ طَوافِ القُدومِ.
    أمَّا الَّذين تمتَّعوا فعَليهِم سَعيانِ؛ سَعْيٌ لعُمرَتِهم، وسَعيٌ لحَجِّهم يومَ النَّحرِ، يُوضِّح ذلكَ ما رَواه البُخاريُّ ومُسلمٌ عنْ عائشةَ رَضي اللهُ عنْها قالتْ: (فطافَ الَّذينَ كانوا أَهلُّوا بالعُمرةِ بالبَيتِ وبينَ الصَّفا والمَروةِ، ثُمَّ حلُّوا، ثُمَّ طافوا طَوافًا آخرَ بعدَ أن رَجعوا مِن منًى-أي: مَن كان متمتِّعًا-، وأمَّا الَّذين جَمَعوا الحجَّ والعُمرةَ؛ فإنَّما طافوا طَوافًا واحدًا-أي: مَن كان قارنًا-).

    صحيح مسلم

    أخبرني أبو الزبيرِ ؛ أنه سمع جابرَ بنَ عبدِاللهِ رضي اللهُ عنه يقول : لم يطفِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، ولا أصحابُه بين الصفا والمروةِ ، إلا طوافًا واحدًا . زاد في حديث محمد بن بكر : طوافَه الأولَ .

    شرح الحديث

    الحجُّ رُكنٌ مِن أَركانِ الإِسلامِ وهوَ عِبادةٌ لمَنِ استَطاعَ إليها سبيلًا، والإِهلالُ بهِ إمَّا أن يَكونَ إفرادًا أو قِرانًا أو تمتُّعًا بالعُمرةِ إلى الحجِّ، وهذا الحَديثُ يُوضِّح جانبًا مِن جَوانبِ حجِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في حجَّةِ الوَداعِ، وَقد كانَ قارنًا بينَ الحجِّ والعُمرةِ؛ لأنَّه كانَ معَه الهَديُ؛ ولِذلكَ قالَ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ في هذا الحَديثِ: "لم يَطُفِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، ولا أَصحابُه بينَ الصَّفا والمَروةِ إلَّا طوافًا واحدًا، زاد في حديثِ محمَّدِ بنِ بكرٍ: طوافَه الأَوَّلَ"، أي: إنَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ومَن كان مَعه قارنًا لم يَسعَوا بينَ الصَّفا والمَروةِ إلَّا سعيًا واحدًا، وهوَ السَّعيُ الَّذي كانَ معَ طَوافِ القُدومِ. أمَّا الَّذين تمتَّعوا فعَليهِم سَعيانِ؛ سَعْيٌ لعُمرَتِهم، وسَعيٌ لحَجِّهم يومَ النَّحرِ، يُوضِّح ذلكَ ما رَواه البُخاريُّ ومُسلمٌ عنْ عائشةَ رَضي اللهُ عنْها قالتْ: (فطافَ الَّذينَ كانوا أَهلُّوا بالعُمرةِ بالبَيتِ وبينَ الصَّفا والمَروةِ، ثُمَّ حلُّوا، ثُمَّ طافوا طَوافًا آخرَ بعدَ أن رَجعوا مِن منًى-أي: مَن كان متمتِّعًا-، وأمَّا الَّذين جَمَعوا الحجَّ والعُمرةَ؛ فإنَّما طافوا طَوافًا واحدًا-أي: مَن كان قارنًا-).

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 34 Views 0 Reviews
  • والذي نفسي بيدِه ! لَيُهلَّنَّ ابنُ مريمَ بفجِّ الرَّوحاءِ ، حاجًّا أو معتمرًا ، أو ليُثنِّينَهما . وفي رواية : والذي نفسُ محمدٍ بيدِه ! .

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بنُزولِ عيسى ابنِ مَريمَ منَ السَّماءِ في آخرِ الزَّمانِ، وأنَّه بعدَ نُزولِه سيَقومُ بالمَناسكِ.
    فيُقسمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم باللهِ بقَولِه: (والَّذي نَفسي بيَدِه)، ثمَّ يُخبِرُ لَيُهِلَّنَّ، وهوَ رفعُ الصَّوتِ بالتَّلبيَةِ، ابنُ مَريمَ بفَجِّ الرَّوحاءِ وهوَ مكانٌ بينَ مكَّةَ والمدينةِ حاجًّا أو مُعتمرًا، أو لَيُثنِّينَهُما، أي: يَجمعُ بَين الحجِّ والعُمرةِ.

    صحيح مسلم

    والذي نفسي بيدِه ! لَيُهلَّنَّ ابنُ مريمَ بفجِّ الرَّوحاءِ ، حاجًّا أو معتمرًا ، أو ليُثنِّينَهما . وفي رواية : والذي نفسُ محمدٍ بيدِه ! .

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بنُزولِ عيسى ابنِ مَريمَ منَ السَّماءِ في آخرِ الزَّمانِ، وأنَّه بعدَ نُزولِه سيَقومُ بالمَناسكِ. فيُقسمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم باللهِ بقَولِه: (والَّذي نَفسي بيَدِه)، ثمَّ يُخبِرُ لَيُهِلَّنَّ، وهوَ رفعُ الصَّوتِ بالتَّلبيَةِ، ابنُ مَريمَ بفَجِّ الرَّوحاءِ وهوَ مكانٌ بينَ مكَّةَ والمدينةِ حاجًّا أو مُعتمرًا، أو لَيُثنِّينَهُما، أي: يَجمعُ بَين الحجِّ والعُمرةِ.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 35 Views 0 Reviews
  • سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، وهو على المنبرِ ، يقول ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ . ألا إنَّ القوةَ الرميُ . ألا إنَّ القوةَ الرميُ . ألا إنَّ القوةَ الرميُ ) .

    شرح الحديث

    الإعدادُ للجِهادِ بكُلِّ ما يَستطيعُ المسلِمُ منَ الأُمورِ الَّتي حضَّ عليها الشَّرعُ الحنيفُ؛ صِيانةً للأُمَّةِ، ونشرًا للإسلامِ والعَدْلِ، وحِمايةً لِلدِّين والعِرْضِ.
    وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَمْرَ اللهِ تعالى بإِعدادِ القُوَّةِ حَسَبَ الاستِطاعَةِ بأنَّ القُوَّةَ الرَّميُ، أي: إنَّ القُوَّةَ المذكورَةَ في كِتابِ اللهِ المُرادُ بها الرَّميُ، وخصَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الرَّميَ مع أنَّ الجهادَ يَحتاجُ إلى إِعدادِ أُمورٍ أُخرى، مِثلَ: السَّيفِ والرُّمحِ ورُكوبِ الخَيلِ، وغَيرِ ذلك مِمَّا يَحتاجُه المُقاتِلُ في سَبيلِ اللهِ؛ إلَّا أنَّه خصَّ الرَّميَ في تَفسيرِ القُوَّةِ؛ لأنَّه يَحتاجُ إلى مُمارسةٍ دائمةٍ وتَدريبٍ مُستمِرٍّ حتَّى لا ينسى، ولأنَّه أكثرُ نِكايةً في العدوِّ مِن غيرِه .
    وإنَّما يَكونُ تَعلُّمُ الرَّميِ المأمورِ بِه في الحديثِ في كُلِّ زمانٍ على حَسَبِ ما هو موجودٌ فيه من أَدواتِ الرَّميِ، فيَتعلَّمُ الرَّميَ بالسِّهامِ في زَمنِه، ويَتَعلَّمُ الرَّميَ بالرَّصاصِ والقَنابلِ والصَّواريخِ ونَحوِها في زَمانِنا.
    وكرَّر صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذلك تأكيدًا على هذا المعْنَى.
    وفي الحديثِ: الحضُّ على تَعلُّمِ الرَّميِ، والحضُّ على إِعدادِ العُدَّةِ قدرَ الاستِطاعَةِ.

    صحيح مسلم

    سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، وهو على المنبرِ ، يقول ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ . ألا إنَّ القوةَ الرميُ . ألا إنَّ القوةَ الرميُ . ألا إنَّ القوةَ الرميُ ) .

    شرح الحديث

    الإعدادُ للجِهادِ بكُلِّ ما يَستطيعُ المسلِمُ منَ الأُمورِ الَّتي حضَّ عليها الشَّرعُ الحنيفُ؛ صِيانةً للأُمَّةِ، ونشرًا للإسلامِ والعَدْلِ، وحِمايةً لِلدِّين والعِرْضِ. وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَمْرَ اللهِ تعالى بإِعدادِ القُوَّةِ حَسَبَ الاستِطاعَةِ بأنَّ القُوَّةَ الرَّميُ، أي: إنَّ القُوَّةَ المذكورَةَ في كِتابِ اللهِ المُرادُ بها الرَّميُ، وخصَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الرَّميَ مع أنَّ الجهادَ يَحتاجُ إلى إِعدادِ أُمورٍ أُخرى، مِثلَ: السَّيفِ والرُّمحِ ورُكوبِ الخَيلِ، وغَيرِ ذلك مِمَّا يَحتاجُه المُقاتِلُ في سَبيلِ اللهِ؛ إلَّا أنَّه خصَّ الرَّميَ في تَفسيرِ القُوَّةِ؛ لأنَّه يَحتاجُ إلى مُمارسةٍ دائمةٍ وتَدريبٍ مُستمِرٍّ حتَّى لا ينسى، ولأنَّه أكثرُ نِكايةً في العدوِّ مِن غيرِه . وإنَّما يَكونُ تَعلُّمُ الرَّميِ المأمورِ بِه في الحديثِ في كُلِّ زمانٍ على حَسَبِ ما هو موجودٌ فيه من أَدواتِ الرَّميِ، فيَتعلَّمُ الرَّميَ بالسِّهامِ في زَمنِه، ويَتَعلَّمُ الرَّميَ بالرَّصاصِ والقَنابلِ والصَّواريخِ ونَحوِها في زَمانِنا. وكرَّر صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذلك تأكيدًا على هذا المعْنَى. وفي الحديثِ: الحضُّ على تَعلُّمِ الرَّميِ، والحضُّ على إِعدادِ العُدَّةِ قدرَ الاستِطاعَةِ.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 35 Views 0 Reviews
  • أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال له ( فراشٌ للرجلِ . وفراشٌ لامرأتِه . والثالثُ للضَّيفِ . والرابعُ للشيطانِ ) .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يَحكي جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رضِي اللهُ عنهما أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال له: فِراشٌ لِلرَّجلِ، أي: فِراشٌ واحدٌ كافٍ لِلرَّجلِ، وفِراشٌ، أي: آخَرُ لامرأتِه، والثَّالثُ لِلضَّيفِ، والرَّابعُ للشِّيطانِ، أي: لأنَّه يَرتضيهِ ويَأمرُ له، فكأنَّه له، أو لأنَّه إذا لم يُحتَجْ إليه، كان مَبيتُه ومَقيلُه عليه.
    في الحديثِ: النَّهيُ عمَّا زاد عَنِ الحاجَةِ مِنَ الفِراشِ

    صحيح مسلم

    أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال له ( فراشٌ للرجلِ . وفراشٌ لامرأتِه . والثالثُ للضَّيفِ . والرابعُ للشيطانِ ) .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يَحكي جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رضِي اللهُ عنهما أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال له: فِراشٌ لِلرَّجلِ، أي: فِراشٌ واحدٌ كافٍ لِلرَّجلِ، وفِراشٌ، أي: آخَرُ لامرأتِه، والثَّالثُ لِلضَّيفِ، والرَّابعُ للشِّيطانِ، أي: لأنَّه يَرتضيهِ ويَأمرُ له، فكأنَّه له، أو لأنَّه إذا لم يُحتَجْ إليه، كان مَبيتُه ومَقيلُه عليه. في الحديثِ: النَّهيُ عمَّا زاد عَنِ الحاجَةِ مِنَ الفِراشِ

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 35 Views 0 Reviews
  • مررتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، وفي إزاري استرخاءٌ . فقال ( يا عبدَ اللهِ ! ارفَعْ إزارَك ) فرفعتُه . ثم قال ( زِدْ ) فزدتُ . فما زلتُ أتحرَّاها بعد . فقال بعضُ القومِ : إلى أين ؟ فقال : أنصافِ الساقَينِ .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يَحكي عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رضِي اللهُ عنهما أنَّه مرَّ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وفي إزارِ عبدِ اللهِ "استرخاءٌ"، أي: استنزالٌ، فقال له صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا عبدَ اللهِ، ارفعْ إزارَك، فرفعه عبدُ اللهِ، ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: زِدْ، أي: في الرَّفعِ؛ لِكونِه أطيبَ وأطهَرَ، فزادَ عبدُ اللهِ، فسكت صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فما زال "يتحرَّاها بَعدُ"، أي: يَتحرَّى عبدُ اللهِ ويَقصِدُ رفْعَ الإزارِ شيئًا فشيئًا بعد قولِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ارْفَعْ ثُمَّ زِدْ، فقال له بعضُ القومِ: إلى أينَ؟ أي: كانَ انتهاءُ الرَّفعِ المأمورِ به؟ فأجابَهم عبدُ اللهِ: إلى أَنصافِ السَّاقينِ.
    في الحديثِ: مَزيدُ اعتناءِ عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ رضي الله عنهما بِالسُّنَّةِ، وملازمتِه لِلاتِّباعِ.
    وفيه: الأمْرُ برفْعِ الإزارِ والنَّهي عن ترْكِه مُسترخيًا

    صحيح مسلم

    مررتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، وفي إزاري استرخاءٌ . فقال ( يا عبدَ اللهِ ! ارفَعْ إزارَك ) فرفعتُه . ثم قال ( زِدْ ) فزدتُ . فما زلتُ أتحرَّاها بعد . فقال بعضُ القومِ : إلى أين ؟ فقال : أنصافِ الساقَينِ .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يَحكي عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رضِي اللهُ عنهما أنَّه مرَّ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وفي إزارِ عبدِ اللهِ "استرخاءٌ"، أي: استنزالٌ، فقال له صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا عبدَ اللهِ، ارفعْ إزارَك، فرفعه عبدُ اللهِ، ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: زِدْ، أي: في الرَّفعِ؛ لِكونِه أطيبَ وأطهَرَ، فزادَ عبدُ اللهِ، فسكت صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فما زال "يتحرَّاها بَعدُ"، أي: يَتحرَّى عبدُ اللهِ ويَقصِدُ رفْعَ الإزارِ شيئًا فشيئًا بعد قولِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ارْفَعْ ثُمَّ زِدْ، فقال له بعضُ القومِ: إلى أينَ؟ أي: كانَ انتهاءُ الرَّفعِ المأمورِ به؟ فأجابَهم عبدُ اللهِ: إلى أَنصافِ السَّاقينِ. في الحديثِ: مَزيدُ اعتناءِ عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ رضي الله عنهما بِالسُّنَّةِ، وملازمتِه لِلاتِّباعِ. وفيه: الأمْرُ برفْعِ الإزارِ والنَّهي عن ترْكِه مُسترخيًا

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 35 Views 0 Reviews
  • رخَّص رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الرُّقيةِ من العَينِ ، والحُمَةِ ، والنَّملةِ

    شرح الحديث

    يَحكِي أَنَسٌ رضِي اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم «رخَّص في الرُّقْيَةِ»، والرُّخْصَة إنَّما تكونُ بعدَ النَّهيِ، وكان صلَّى الله عليه وسلَّم قد نَهى عن الرُّقَى؛ لِمَا عَسَى أنْ يكونَ فيها مِن الألفاظِ الجاهليَّةِ، فانْتَهَى الناسُ عن الرُّقَى، فرخَّص لهم فيها إذا خَلَتْ مِن الألفاظِ الجاهليَّةِ، «مِنَ العَيْنِ» أي بِسَببِ إصابةِ عَيْنِ الجِنِّ أو الإِنْسِ، والمُرادُ بالرُّقيَةِ هنا: ما يُقرَأُ مِن الدُّعاءِ وآياتِ القُرآنِ لِطَلَبِ الشِّفاء منها، ومِنَ «الحُمَةِ» وهي لَدْغَةُ العَقْرَبِ، ومِنَ «النَّمْلَةِ» وهي قُرُوحٌ تخرُج بالجَنْبِ وغيرِه، وكأنَّها سُمِّيَتْ نَمْلَةً لِتغَشِّيها وانْتِشارِها، شُبِّه ذلك بالنَّمْلَةِ ودَبِيبِها، وقِيل: هي بُثُورٌ صِغارٌ مع وَرَمٍ يَسِيرٍ، ثُمَّ تَتقرَّح فتُشفَى وتَتَّسِع.
    ولعلَّه لو سُئل صلَّى الله عليه وسلَّم عن غيرِها لَأَذِنَ فيه، وقد أَذِنَ لغيرِ هؤلاء، وقد رَقَى هو صلَّى الله عليه وسلَّم في غيرِ هذه الثلاثةِ.
    في الحديثِ: إثباتُ العَيْنِ وأنَّها حقٌّ.
    وفيه: بيانُ التداوِي بالرُّقَى الشرعيَّةِ.
    وفيه: بيانُ التداوِي مِنَ العَيْنِ وغيرِها.

    صحيح مسلم

    رخَّص رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الرُّقيةِ من العَينِ ، والحُمَةِ ، والنَّملةِ

    شرح الحديث

    يَحكِي أَنَسٌ رضِي اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم «رخَّص في الرُّقْيَةِ»، والرُّخْصَة إنَّما تكونُ بعدَ النَّهيِ، وكان صلَّى الله عليه وسلَّم قد نَهى عن الرُّقَى؛ لِمَا عَسَى أنْ يكونَ فيها مِن الألفاظِ الجاهليَّةِ، فانْتَهَى الناسُ عن الرُّقَى، فرخَّص لهم فيها إذا خَلَتْ مِن الألفاظِ الجاهليَّةِ، «مِنَ العَيْنِ» أي بِسَببِ إصابةِ عَيْنِ الجِنِّ أو الإِنْسِ، والمُرادُ بالرُّقيَةِ هنا: ما يُقرَأُ مِن الدُّعاءِ وآياتِ القُرآنِ لِطَلَبِ الشِّفاء منها، ومِنَ «الحُمَةِ» وهي لَدْغَةُ العَقْرَبِ، ومِنَ «النَّمْلَةِ» وهي قُرُوحٌ تخرُج بالجَنْبِ وغيرِه، وكأنَّها سُمِّيَتْ نَمْلَةً لِتغَشِّيها وانْتِشارِها، شُبِّه ذلك بالنَّمْلَةِ ودَبِيبِها، وقِيل: هي بُثُورٌ صِغارٌ مع وَرَمٍ يَسِيرٍ، ثُمَّ تَتقرَّح فتُشفَى وتَتَّسِع. ولعلَّه لو سُئل صلَّى الله عليه وسلَّم عن غيرِها لَأَذِنَ فيه، وقد أَذِنَ لغيرِ هؤلاء، وقد رَقَى هو صلَّى الله عليه وسلَّم في غيرِ هذه الثلاثةِ. في الحديثِ: إثباتُ العَيْنِ وأنَّها حقٌّ. وفيه: بيانُ التداوِي بالرُّقَى الشرعيَّةِ. وفيه: بيانُ التداوِي مِنَ العَيْنِ وغيرِها.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 35 Views 0 Reviews
  • أنَّ رجلًا قال : يا رسولَ اللهِ ! إنَّ لي قرابةً . أصِلُهم ويقطَعوني . وأُحسِنُ إليهم ويُسيئون إليَّ . وأحلمُ عنهم ويجهلون عليَّ . فقال لئن كنتَ كما قلتَ، فكأنما تُسِفُّهمُ المَلَّ . ولا يزال معك من اللهِ ظهيرٌ عليهم ، ما دمتَ على ذلك .

    شرح الحديث

    قالَ رجلٌ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ لي قَرابةً، أي: ذَوي قرابةٍ، أَصِلُهم ويَقْطَعوني: وكأنَّه أرادَ بِالوَصْلِ الْمَأتِيَّ إليهم وبِالقَطْعِ ضَدَّه، وأُحْسِنُ إليهم، أي: بِالبِرِّ وَالوفاءِ، وَيُسيئونَ إليَّ، أي: بِالْجَوْرِ وَالْجَفاءِ، وأَحلُمُ عنهم، أي: بِالعفوِ وَالتَّحَمُّلِ، وَيَجهلونَ علَيَّ، أي: بِالسَّبِّ وَالْغضبِ؛ فقالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لَئِنْ كنتَ كما قلتَ، أي: إنْ كان مَقولُك كما قلْتَ، أوْ إنْ كنتَ مثلَ ما قُلتَ مِنَ الأوصافِ الجَميلةِ والأخلاقِ الجزيلةِ؛ فكأنَّما تُسِفُّهُم، أي: تُطعِمُهم "الْمَلَّ"، أي: الرَّمادَ الحارَّ، ولا يزالَ معكَ مِنَ اللهِ، أي: مِن عندِه "ظَهيرٌ عَليهم"، أي: مُعِينٌ لكَ عليهم ودَافِعٌ عنكَ أَذاهم مَا دمْتَ على ذلك، أي: على ما ذَكرْتَ مِن إحسانِكَ وَإساءتِهم.
    في الحديثِ: الحثُّ على صِلةِ الرَّحمِ ولو آذَوْكَ.
    في الحديثِ: الحضُّ على الصَّبرِ على الإيذاءِ، خصوصًا مِنَ الأقاربِ، وأنَّ مَن كان كذلك أعانَه المولى سبحانَه وتعالى.
    وفيه: مُقابلَةُ الإساءةِ بِالإحسانِ مَع الأقاربِ أوْ غيرِهم.

    صحيح مسلم

    أنَّ رجلًا قال : يا رسولَ اللهِ ! إنَّ لي قرابةً . أصِلُهم ويقطَعوني . وأُحسِنُ إليهم ويُسيئون إليَّ . وأحلمُ عنهم ويجهلون عليَّ . فقال لئن كنتَ كما قلتَ، فكأنما تُسِفُّهمُ المَلَّ . ولا يزال معك من اللهِ ظهيرٌ عليهم ، ما دمتَ على ذلك .

    شرح الحديث

    قالَ رجلٌ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ لي قَرابةً، أي: ذَوي قرابةٍ، أَصِلُهم ويَقْطَعوني: وكأنَّه أرادَ بِالوَصْلِ الْمَأتِيَّ إليهم وبِالقَطْعِ ضَدَّه، وأُحْسِنُ إليهم، أي: بِالبِرِّ وَالوفاءِ، وَيُسيئونَ إليَّ، أي: بِالْجَوْرِ وَالْجَفاءِ، وأَحلُمُ عنهم، أي: بِالعفوِ وَالتَّحَمُّلِ، وَيَجهلونَ علَيَّ، أي: بِالسَّبِّ وَالْغضبِ؛ فقالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لَئِنْ كنتَ كما قلتَ، أي: إنْ كان مَقولُك كما قلْتَ، أوْ إنْ كنتَ مثلَ ما قُلتَ مِنَ الأوصافِ الجَميلةِ والأخلاقِ الجزيلةِ؛ فكأنَّما تُسِفُّهُم، أي: تُطعِمُهم "الْمَلَّ"، أي: الرَّمادَ الحارَّ، ولا يزالَ معكَ مِنَ اللهِ، أي: مِن عندِه "ظَهيرٌ عَليهم"، أي: مُعِينٌ لكَ عليهم ودَافِعٌ عنكَ أَذاهم مَا دمْتَ على ذلك، أي: على ما ذَكرْتَ مِن إحسانِكَ وَإساءتِهم. في الحديثِ: الحثُّ على صِلةِ الرَّحمِ ولو آذَوْكَ. في الحديثِ: الحضُّ على الصَّبرِ على الإيذاءِ، خصوصًا مِنَ الأقاربِ، وأنَّ مَن كان كذلك أعانَه المولى سبحانَه وتعالى. وفيه: مُقابلَةُ الإساءةِ بِالإحسانِ مَع الأقاربِ أوْ غيرِهم.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 35 Views 0 Reviews