• بينما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بعضِ أسفارِه ، وامرأةٌ من الأنصارِ على ناقةٍ . فضجَرتْ فلعنَتْها . فسمع ذلك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقال خذوا ما عليها ودَعوها . فإنها ملعونةٌ . إلا أنَّ في حديثِ حمادٍ : قال عمرانُ : فكأني أنظرُ إليها ، ناقةً ورقاءَ . وفي حديثِ الثَّقفيِّ : فقال خذوا ما عليها وأَعْرُوها . فإنها ملعونةٌ .

    شرح الحديث

    بَينَما كانَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بَعضِ أَسفارِه؛ إذِ امرأةٌ مِن الأَنصارِ تَركَبُ ناقتَها، وقيلَ: إنَّها ناقةٌ "وَرقاءُ"، هيَ الَّتي في لَونِها بَياضٌ إِلى سوادٍ فيَكونُ لَونُها كَلَونِ الرَّمادِ تَقريبًا، "فَضَجِرَت"، أي: سَئِمَت؛ وكأنَّ النَّاقةَ كانت بَطيئَةَ المَشيِ، "فلَعَنَتْها"، أي: دَعتْ عَليها بالإِبعادِ مِن رَحمةِ اللهِ، فسَمِعَ ذلكَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فَقال: خُذوا ما عَليها ودَعُوها، أيِ: اتْرُكوها، وفي روايةٍ: "وأَعْرُوها"، أي: واجْعَلوها عاريةَ الظَّهرِ، ليسَ عليه شَيءٌ؛ فإنَّها مَلعونَةٌ؛ وذَلك جَزاءٌ وعِقابٌ للمَرأةِ عَلى لَعنِها النَّاقةَ.
    في الحديثِ: النَّهيُ عنْ لَعنِ المُعيَّنِ.

    صحيح مسلم

    بينما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بعضِ أسفارِه ، وامرأةٌ من الأنصارِ على ناقةٍ . فضجَرتْ فلعنَتْها . فسمع ذلك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقال خذوا ما عليها ودَعوها . فإنها ملعونةٌ . إلا أنَّ في حديثِ حمادٍ : قال عمرانُ : فكأني أنظرُ إليها ، ناقةً ورقاءَ . وفي حديثِ الثَّقفيِّ : فقال خذوا ما عليها وأَعْرُوها . فإنها ملعونةٌ .

    شرح الحديث

    بَينَما كانَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بَعضِ أَسفارِه؛ إذِ امرأةٌ مِن الأَنصارِ تَركَبُ ناقتَها، وقيلَ: إنَّها ناقةٌ "وَرقاءُ"، هيَ الَّتي في لَونِها بَياضٌ إِلى سوادٍ فيَكونُ لَونُها كَلَونِ الرَّمادِ تَقريبًا، "فَضَجِرَت"، أي: سَئِمَت؛ وكأنَّ النَّاقةَ كانت بَطيئَةَ المَشيِ، "فلَعَنَتْها"، أي: دَعتْ عَليها بالإِبعادِ مِن رَحمةِ اللهِ، فسَمِعَ ذلكَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فَقال: خُذوا ما عَليها ودَعُوها، أيِ: اتْرُكوها، وفي روايةٍ: "وأَعْرُوها"، أي: واجْعَلوها عاريةَ الظَّهرِ، ليسَ عليه شَيءٌ؛ فإنَّها مَلعونَةٌ؛ وذَلك جَزاءٌ وعِقابٌ للمَرأةِ عَلى لَعنِها النَّاقةَ. في الحديثِ: النَّهيُ عنْ لَعنِ المُعيَّنِ.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 77 Views 0 Reviews
  • بينما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المسجدِ ، ونحن قعودٌ معه ، إذ جاء رجلٌ فقال : يا رسولَ اللهِ ! إني أصبتُ حدًّا . فأَقِمْه عليَّ . فسكت عنه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . ثم أعاد فقال : يا رسولَ اللهِ ! إني أصبتُ حدًّا . فأَقِمْه عليَّ . فسكت عنه . وأقيمتِ الصلاةُ . فلما انصرف نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال أبو أُمامةَ : فاتبع الرجلُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين انصرف . واتبعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنظرُ ما يردُّ على الرجلِ . فلحق الرجلُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ ! إني أصبتُ حدًّا ، فأَقِمْه عليَّ . قال أبو أمامةَ : فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أرأيتَ حين خرجتَ من بيتك ، أليس قد توضأتَ فأحسنتَ الوضوءَ ؟ قال : بلى . يا رسولَ اللهِ ! قال ثم شهدتَ الصلاةَ معنا ؟ فقال نعم . يا رسولَ اللهِ ! قال فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فإن اللهَ قد غفر لك حدَّك . - أو قال - ذنبَكَ .

    شرح الحديث

    يَحكي أبو أُمامَةَ رضِي اللهُ عنه أنَّهم بَينَما كانوا قُعودًا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مَسجدِه جاءَه رَجلٌ فقال: يا رسولَ اللهِ إنِّي أَصبْتُ، أي: فِعلًا يوجُب حدًّا فَأقِمْه عليَّ، فَسكتَ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثُمَّ أعادَ الرَّجلُّ ما قالَه، فسكتَ عنه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرَّةً أُخرى، وأُقِيمتِ الصَّلاةُ، فلمَّا سلَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وانصرفَ تتبَّعَه الرَّجلُ فكرَّرَ الرَّجلُ ما قاله سابقًا، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أَرأيْتَ حين خَرجْتَ مِن بيتِكَ، أليسَ قد تَوضَّأْتَ فَأحسنْتَ الوُضوءَ؟ أي: أَسبَغْتَه؟ قال: بَلى يا رسولَ اللهِ، قال: ثُمَّ شَهدْتَ الصَّلاةَ معنا؟ أي: صلَّيْتَ معنا؟ فقال: نَعمْ يا رسولَ اللهِ. قال: فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فإنَّ اللهَ قد غَفرَ لك حدَّكَ، أو قال ذنْبَك، أي: غفرَ لك ما يُوجبُ حَدَّكَ، ويُحتمُل أنْ يكونَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اطَّلعَ بِالوحي على أنَّ اللهَ قد غفرَ له لِكونِها واقعةَ عَينٍ وإلَّا لكانَ يَستفسِرُه عَنِ الحدِّ ويُقيمُه عليه.
    وقيلَ: الحدُّ المذكورُ في الحديثِ معناه معصيةٌ تُوجبُ التَّعزيرَ، وليس المرادُ الحدَّ الشَّرعيَّ الحقيقيَّ كحدِّ الزِّنا والخمرِ وغيرِهما؛ فإنَّ هذه الحدودَ لا تَسقطُ بِالصَّلاةِ، ولا يجوزُ لِلإمامِ تركُها.
    في الحديثِ: أنَّ الصَّلاةَ كفَّارةٌ لِلذُّنوبِ

    صحيح مسلم

    بينما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المسجدِ ، ونحن قعودٌ معه ، إذ جاء رجلٌ فقال : يا رسولَ اللهِ ! إني أصبتُ حدًّا . فأَقِمْه عليَّ . فسكت عنه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . ثم أعاد فقال : يا رسولَ اللهِ ! إني أصبتُ حدًّا . فأَقِمْه عليَّ . فسكت عنه . وأقيمتِ الصلاةُ . فلما انصرف نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال أبو أُمامةَ : فاتبع الرجلُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين انصرف . واتبعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنظرُ ما يردُّ على الرجلِ . فلحق الرجلُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ ! إني أصبتُ حدًّا ، فأَقِمْه عليَّ . قال أبو أمامةَ : فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أرأيتَ حين خرجتَ من بيتك ، أليس قد توضأتَ فأحسنتَ الوضوءَ ؟ قال : بلى . يا رسولَ اللهِ ! قال ثم شهدتَ الصلاةَ معنا ؟ فقال نعم . يا رسولَ اللهِ ! قال فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فإن اللهَ قد غفر لك حدَّك . - أو قال - ذنبَكَ .

    شرح الحديث

    يَحكي أبو أُمامَةَ رضِي اللهُ عنه أنَّهم بَينَما كانوا قُعودًا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مَسجدِه جاءَه رَجلٌ فقال: يا رسولَ اللهِ إنِّي أَصبْتُ، أي: فِعلًا يوجُب حدًّا فَأقِمْه عليَّ، فَسكتَ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثُمَّ أعادَ الرَّجلُّ ما قالَه، فسكتَ عنه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرَّةً أُخرى، وأُقِيمتِ الصَّلاةُ، فلمَّا سلَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وانصرفَ تتبَّعَه الرَّجلُ فكرَّرَ الرَّجلُ ما قاله سابقًا، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أَرأيْتَ حين خَرجْتَ مِن بيتِكَ، أليسَ قد تَوضَّأْتَ فَأحسنْتَ الوُضوءَ؟ أي: أَسبَغْتَه؟ قال: بَلى يا رسولَ اللهِ، قال: ثُمَّ شَهدْتَ الصَّلاةَ معنا؟ أي: صلَّيْتَ معنا؟ فقال: نَعمْ يا رسولَ اللهِ. قال: فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فإنَّ اللهَ قد غَفرَ لك حدَّكَ، أو قال ذنْبَك، أي: غفرَ لك ما يُوجبُ حَدَّكَ، ويُحتمُل أنْ يكونَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اطَّلعَ بِالوحي على أنَّ اللهَ قد غفرَ له لِكونِها واقعةَ عَينٍ وإلَّا لكانَ يَستفسِرُه عَنِ الحدِّ ويُقيمُه عليه. وقيلَ: الحدُّ المذكورُ في الحديثِ معناه معصيةٌ تُوجبُ التَّعزيرَ، وليس المرادُ الحدَّ الشَّرعيَّ الحقيقيَّ كحدِّ الزِّنا والخمرِ وغيرِهما؛ فإنَّ هذه الحدودَ لا تَسقطُ بِالصَّلاةِ، ولا يجوزُ لِلإمامِ تركُها. في الحديثِ: أنَّ الصَّلاةَ كفَّارةٌ لِلذُّنوبِ

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 50 Views 0 Reviews
  • قال حذيفةُ بنُ اليمانِ . واللهِ ! إني لأعلمُ الناسِ بكلِّ فتنةٍ هي كائنةٌ ، فيما بيني وبين الساعةِ . وما بي إلا أن يكون رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أسرَّ إليَّ في ذلك شيئًا ، لم يُحدِّثْه غيري . ولكن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال ، وهو يُحدِّثُ مجلسًا أنا فيه عن الفتنِ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، وهو يعُدُّ الفتنَ منهن ثلاثٌ لا يكدن يذَرْن شيئًا . ومنهن فتنٌ كرياحِ الصيفِ . منها صغارٌ ومنها كبارٌ . قال حذيفةُ : فذهب أولئك الرهطُ كلُّهم غيري .

    شرح الحديث

    كانَ حُذَيفةُ بنُ اليَمانِ رضِيَ الله عنه صاحِبَ سرِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، وفي هذا يَقولُ حُذيفَةُ عَن نفْسِه: واللهِ، إنِّي لأعلَمُ النَّاسِ بكلِّ فِتنَةٍ هيَ كائِنَةٌ، أي: التي ستَحدُثُ مُستَقَبلاً، فيما بَينِي وبينَ الساعَةِ، أي: إنَّ مِيقاتَ تِلكَ الفِتَنِ مِن الوَقتِ الذي يتكلَّمُ فيه إلى وقتِ قيامِ السَّاعَةِ، وما بيَ إلَّا أنْ يكونَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ أسرَّ إليَّ في ذلكَ شيئًا، لم يُحدِّثْه غَيري، أي: وليسَ ممَّا سأَذكُرُه ممَّا أسرَّ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ لم يُسِرَّ بهِ إلى أحدٍ غيرِهِ، ولكن ما أحدِّثُ بهِ عَن رسولِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ قد حدَّثَ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ مَجلِسًا وأنا فيه، وكانَ عن الفِتَنِ، فقالَ رسول الله صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ وهو يَعُدُّ الفِتَنَ، أي: يُحصِيها لهُم: مِنهنَّ ثلاثٌ لا يَكَدْنَ يذَرْنَ شيئًا، أي: تُوشِكُ ألَّا تَترُكَ شيئًا، وقولُه: "ومِنهنَّ فِتَنٌ كَرِياحِ الصَّيفِ"، أي: فيها بعضُ الشِّدَّةِ، وإنَّما خصَّ الصَّيفَ؛ لأنَّ رِياحَ الشِّتاءِ أَقوى، وقولُه: "مِنها صِغارٌ ومِنها كِبارٌ"، أي: إنَّ تلكَ الفِتَنَ مِنها الصَّغيرةُ ومِنها الكَبيرَةُ، قالَ حُذَيفةُ: فذهَبَ أُولئكَ الرَّهطُ كلُّهم غَيرِي، يَعني الذين سَمِعُوا هذا الحَديثَ، و"الرَّهطُ": العِصابَةُ دونَ العَشرةِ، وقيلَ: دُونَ الأَربعِينَ.

    صحيح مسلم

    قال حذيفةُ بنُ اليمانِ . واللهِ ! إني لأعلمُ الناسِ بكلِّ فتنةٍ هي كائنةٌ ، فيما بيني وبين الساعةِ . وما بي إلا أن يكون رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أسرَّ إليَّ في ذلك شيئًا ، لم يُحدِّثْه غيري . ولكن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال ، وهو يُحدِّثُ مجلسًا أنا فيه عن الفتنِ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، وهو يعُدُّ الفتنَ منهن ثلاثٌ لا يكدن يذَرْن شيئًا . ومنهن فتنٌ كرياحِ الصيفِ . منها صغارٌ ومنها كبارٌ . قال حذيفةُ : فذهب أولئك الرهطُ كلُّهم غيري .

    شرح الحديث

    كانَ حُذَيفةُ بنُ اليَمانِ رضِيَ الله عنه صاحِبَ سرِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، وفي هذا يَقولُ حُذيفَةُ عَن نفْسِه: واللهِ، إنِّي لأعلَمُ النَّاسِ بكلِّ فِتنَةٍ هيَ كائِنَةٌ، أي: التي ستَحدُثُ مُستَقَبلاً، فيما بَينِي وبينَ الساعَةِ، أي: إنَّ مِيقاتَ تِلكَ الفِتَنِ مِن الوَقتِ الذي يتكلَّمُ فيه إلى وقتِ قيامِ السَّاعَةِ، وما بيَ إلَّا أنْ يكونَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ أسرَّ إليَّ في ذلكَ شيئًا، لم يُحدِّثْه غَيري، أي: وليسَ ممَّا سأَذكُرُه ممَّا أسرَّ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ لم يُسِرَّ بهِ إلى أحدٍ غيرِهِ، ولكن ما أحدِّثُ بهِ عَن رسولِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ قد حدَّثَ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ مَجلِسًا وأنا فيه، وكانَ عن الفِتَنِ، فقالَ رسول الله صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ وهو يَعُدُّ الفِتَنَ، أي: يُحصِيها لهُم: مِنهنَّ ثلاثٌ لا يَكَدْنَ يذَرْنَ شيئًا، أي: تُوشِكُ ألَّا تَترُكَ شيئًا، وقولُه: "ومِنهنَّ فِتَنٌ كَرِياحِ الصَّيفِ"، أي: فيها بعضُ الشِّدَّةِ، وإنَّما خصَّ الصَّيفَ؛ لأنَّ رِياحَ الشِّتاءِ أَقوى، وقولُه: "مِنها صِغارٌ ومِنها كِبارٌ"، أي: إنَّ تلكَ الفِتَنَ مِنها الصَّغيرةُ ومِنها الكَبيرَةُ، قالَ حُذَيفةُ: فذهَبَ أُولئكَ الرَّهطُ كلُّهم غَيرِي، يَعني الذين سَمِعُوا هذا الحَديثَ، و"الرَّهطُ": العِصابَةُ دونَ العَشرةِ، وقيلَ: دُونَ الأَربعِينَ.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 75 Views 0 Reviews
  • أخبَرني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما هو كائنٌ إلى أن تقومَ الساعةُ . فما منه شيءٌ إلا قد سألتُه . إلا أني لم أسألْه : ما يُخرِجُ أهلَ المدينةِ من المدينةِ ؟

    شرح الحديث

    كانَ حُذَيفةُ بنُ اليَمانِ رضِيَ الله عنه صاحِبَ سرِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، وفي هذا الحديثِ يقول حذيفةُ رضِي اللهُ عنه: أخْبَرنِي رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم بما هو كائنٌ إلى أنْ تقومَ الساعةُ؛ فما مِنه شيءٌ إلَّا قدْ سألتُه، إلَّا أنِّي لم أسألْه: ما يُخرِجُ أهلَ المَدينةِ مِنَ المَدينةِ؟"، أي: إنَّ حُذَيفةَ رضِيَ الله عنه على قَدْرِ مَعرفتِهِ بالفِتَنِ وما سيَكونُ مِنها، وما ترَكَ شيئًا إلَّا قد سألَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، إلَّا أنَّه رضِيَ الله عَنهُ لم يَسألِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ: ما يُخرِجُ أهلَ المَدينةِ مِنَ المَدينةِ؟ أي: لعلَّه يُريدُ أن يَسألَه عمَّا يُصيبُ أهْلَ المَدينةِ مِن أذًى وسوءٍ يُجبِرُ أهلَها على الخُروجِ مِنها، أو لعلَّه يُريدُ أن يَسألَهُ عن نَصيبِهِم مِن تِلكَ الفِتَنِ التي ستَجعَلُ أهْلَ المَدينةِ يَخرُجُونَ مِنها.

    صحيح مسلم

    أخبَرني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما هو كائنٌ إلى أن تقومَ الساعةُ . فما منه شيءٌ إلا قد سألتُه . إلا أني لم أسألْه : ما يُخرِجُ أهلَ المدينةِ من المدينةِ ؟

    شرح الحديث

    كانَ حُذَيفةُ بنُ اليَمانِ رضِيَ الله عنه صاحِبَ سرِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، وفي هذا الحديثِ يقول حذيفةُ رضِي اللهُ عنه: أخْبَرنِي رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم بما هو كائنٌ إلى أنْ تقومَ الساعةُ؛ فما مِنه شيءٌ إلَّا قدْ سألتُه، إلَّا أنِّي لم أسألْه: ما يُخرِجُ أهلَ المَدينةِ مِنَ المَدينةِ؟"، أي: إنَّ حُذَيفةَ رضِيَ الله عنه على قَدْرِ مَعرفتِهِ بالفِتَنِ وما سيَكونُ مِنها، وما ترَكَ شيئًا إلَّا قد سألَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، إلَّا أنَّه رضِيَ الله عَنهُ لم يَسألِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ: ما يُخرِجُ أهلَ المَدينةِ مِنَ المَدينةِ؟ أي: لعلَّه يُريدُ أن يَسألَه عمَّا يُصيبُ أهْلَ المَدينةِ مِن أذًى وسوءٍ يُجبِرُ أهلَها على الخُروجِ مِنها، أو لعلَّه يُريدُ أن يَسألَهُ عن نَصيبِهِم مِن تِلكَ الفِتَنِ التي ستَجعَلُ أهْلَ المَدينةِ يَخرُجُونَ مِنها.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 44 Views 0 Reviews
  • صلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الفجرَ . وصعِد المنبرَ فخطبنا حتى حضرتِ الظهرُ . فنزل فصلى . ثم صعِد المنبرَ . فخطبنا حتى حضرت العصرُ . ثم نزل فصلَّى . ثم صعِد المنبرَ . فخطبَنا حتى غربتِ الشمسُ . فأخبرنا بما كان وبما هو كائنٌ . فأعلمُنا أحفظُنا .

    شرح الحديث

    لم يَتركِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم شيئًا يَقومُ به صلاحُ أُمَّتِه ويَنفعُهم في دُنياهُم إلَّا أَخبرَهم بهِ.
    وفي هذا الحَديثِ يَقولُ عَمرُو بنُ أَخطبَ الأَنصاريُّ: صلَّى بِنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يومًا الفَجرَ، أي: صلاةَ الصُّبحِ (وصَعَد على المِنبرِ)، أي: طَلعَ (فخَطبَنا ووَعظَنا حتَّى حَضرتِ الظُّهرُ، أي: صَلاةُ الظُّهرِ بدُخولِ وَقتِها فنَزل فصلَّى، ثُمَّ صعِدَ المِنبرَ فخَطبَنا، حتَّى حَضرَتِ العَصرُ، ثُمَّ نزَلَ فصلَّى، ثُمَّ صَعِدَ المِنبرَ، حتَّى غَرَبت)، أي: غابتِ، فأَخبرَنا بِما كانَ وَبِما هوَ كائنٌ، أي: بما سَيكونُ وسَيحدُثُ، فأَعلَمُنا أَحفظُنا، أي: أَعلمُنا هوَ أكثرُنا حفظًا لتلكَ الخُطبةِ .

    صحيح مسلم

    صلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الفجرَ . وصعِد المنبرَ فخطبنا حتى حضرتِ الظهرُ . فنزل فصلى . ثم صعِد المنبرَ . فخطبنا حتى حضرت العصرُ . ثم نزل فصلَّى . ثم صعِد المنبرَ . فخطبَنا حتى غربتِ الشمسُ . فأخبرنا بما كان وبما هو كائنٌ . فأعلمُنا أحفظُنا .

    شرح الحديث

    لم يَتركِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم شيئًا يَقومُ به صلاحُ أُمَّتِه ويَنفعُهم في دُنياهُم إلَّا أَخبرَهم بهِ. وفي هذا الحَديثِ يَقولُ عَمرُو بنُ أَخطبَ الأَنصاريُّ: صلَّى بِنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يومًا الفَجرَ، أي: صلاةَ الصُّبحِ (وصَعَد على المِنبرِ)، أي: طَلعَ (فخَطبَنا ووَعظَنا حتَّى حَضرتِ الظُّهرُ، أي: صَلاةُ الظُّهرِ بدُخولِ وَقتِها فنَزل فصلَّى، ثُمَّ صعِدَ المِنبرَ فخَطبَنا، حتَّى حَضرَتِ العَصرُ، ثُمَّ نزَلَ فصلَّى، ثُمَّ صَعِدَ المِنبرَ، حتَّى غَرَبت)، أي: غابتِ، فأَخبرَنا بِما كانَ وَبِما هوَ كائنٌ، أي: بما سَيكونُ وسَيحدُثُ، فأَعلَمُنا أَحفظُنا، أي: أَعلمُنا هوَ أكثرُنا حفظًا لتلكَ الخُطبةِ .

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 75 Views 0 Reviews
  • إذا دعيَ أحدُكم فليُجِبْ فإن كانَ صائمًا فليصلِّ وإن كانَ مفطرًا فليَطعَمْ

    شرح الحديث

    مِن سَماحةِ الإسلامِ أنَّه راعَى ترابُطَ الناسِ وتوادَّهم؛ حيثُ حثَّ على إجابَةِ الداعي وجعلَها حقًّا من حُقوقِ المسلمِ على أخيهِ؛ من أجلِ مُجتمَعٍ تسودُه رُوحُ المودَّةِ والإخاءِ والترابطِ والتلاحُمِ.
    وفي هذا الحديثِ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ: "إذا دُعِيَ أحدُكم فلْيُجِبْ"، أي: إذا جاءتْ لأحدِكم دَعوةٌ إلى طعامٍ من أخيهِ المسْلمِ فليُجِب الدَّعوةَ، "فإنْ كانَ صائمًا"، أي: فإنْ كان مَن جاءتْ لهُ الدَّعوةُ إلى الطعامِ صائمًا، "فليُصَلِّ" قيل: مَعناه، أي: فليدْعُ لأهلِ البَيتِ بالخيرِ والبركةِ ويَشتغِل بالدُّعاءِ لهم، وقيلَ: مَعناه، أي: فليُصلِّ رَكعاتٍ، وليشتغِل بالصَّلاةِ عن الطعامِ؛ لأنَّه صائمٌ، "وإن كانَ مفطِرًا فليَطْعمْ"، أي: وإنْ كانَ مَن جاءتْ له الدعوةُ إلى الطَّعامِ مُفطرًا غير صائمٍ، فلْيُجبِ الدَّعوةَ ويأكل من الطعامِ.
    وفي الحَديثِ: الأمرُ بإجابةِ الدَّعوةِ إلى الولَيمةِ.
    وفيه: الحثُّ على الدُّعاءِ لأهل الوليمةِ.( ).

    صحيح مسلم

    إذا دعيَ أحدُكم فليُجِبْ فإن كانَ صائمًا فليصلِّ وإن كانَ مفطرًا فليَطعَمْ

    شرح الحديث

    مِن سَماحةِ الإسلامِ أنَّه راعَى ترابُطَ الناسِ وتوادَّهم؛ حيثُ حثَّ على إجابَةِ الداعي وجعلَها حقًّا من حُقوقِ المسلمِ على أخيهِ؛ من أجلِ مُجتمَعٍ تسودُه رُوحُ المودَّةِ والإخاءِ والترابطِ والتلاحُمِ. وفي هذا الحديثِ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ: "إذا دُعِيَ أحدُكم فلْيُجِبْ"، أي: إذا جاءتْ لأحدِكم دَعوةٌ إلى طعامٍ من أخيهِ المسْلمِ فليُجِب الدَّعوةَ، "فإنْ كانَ صائمًا"، أي: فإنْ كان مَن جاءتْ لهُ الدَّعوةُ إلى الطعامِ صائمًا، "فليُصَلِّ" قيل: مَعناه، أي: فليدْعُ لأهلِ البَيتِ بالخيرِ والبركةِ ويَشتغِل بالدُّعاءِ لهم، وقيلَ: مَعناه، أي: فليُصلِّ رَكعاتٍ، وليشتغِل بالصَّلاةِ عن الطعامِ؛ لأنَّه صائمٌ، "وإن كانَ مفطِرًا فليَطْعمْ"، أي: وإنْ كانَ مَن جاءتْ له الدعوةُ إلى الطَّعامِ مُفطرًا غير صائمٍ، فلْيُجبِ الدَّعوةَ ويأكل من الطعامِ. وفي الحَديثِ: الأمرُ بإجابةِ الدَّعوةِ إلى الولَيمةِ. وفيه: الحثُّ على الدُّعاءِ لأهل الوليمةِ.( ).

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 46 Views 0 Reviews
  • إن اللهَ خلق ، يوم خلق السماواتِ والأرضَ ، مائةَ رحمةٍ . كلُّ رحمةٍ طباقُ ما بين السماءِ والأرضِ . فجعل منها في الأرضِ رحمةً . فبها تعطفُ الوالدةُ على ولدِها . والوحشُ والطيرُ بعضُها على بعضٍ . فإذا كان يومُ القيامةِ ، أكملُها بهذه الرحمةِ

    شرح الحديث

    رحمةُ اللهِ تعالى وَسِعتْ كلَّ شيءٍ، ورَحمتُه في الآخِرةِ أَضعافُ ما جَعلَه في الدُّنيا وتَكونُ لِعبادِه المؤمِنينَ.
    وفي هذا الحديثِ يُبَيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَعَةَ رَحمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فيَقولُ: إنَّ اللهَ خَلقَ يَومَ خَلقَ السَّمواتِ والأرضَ مِئةَ رَحمَةٍ، وهَذه الرَّحمَةُ الَّتي جَعَلَها اللهُ في خَلقِه وعِبادِه مَخلوقَةٌ، أَمَّا الرَّحمَةُ الَّتي هِي صِفَةٌ مِن صِفاتِ الرَّبِّ سُبحانَه القائمةِ بِذاتِه سبحانَه، وهي تَليقُ بجَلالِه وعَظمَتِه ليست بمَخلوقَةٍ.
    كُلُّ رَحمةٍ طِباقُ ما بَينَ السَّماءِ والأَرضِ، أي: تَملأُ ما بَينَ السَّماءِ والأَرضِ فَكأنَّه يَعمُّه فيَكونُ طِبقًا له، فجَعلَ مِنها في الأَرضِ رَحمةً، أي: جُزءًا واحدًا منَ المئةِ جُزءٍ، وَهَذا الجزءُ الواحدُ الَّذي جَعلَه اللهُ في الدُّنيا بِه تَعطِفُ الوالِدَةُ على وَلدِها، والوَحشُ، أي: حَيوانُ البَرِّ، والطَّيرُ بَعضُها عَلى بعضٍ، أي: يَعطِفُ الوَحشُ والطَّيرُ بَعضُها على بَعضٍ فيَعطِفُ الكَبيرُ عَلى الصَّغيرِ والقَويُّ عَلى الضَّعيفِ؛ كُلُّ ذَلك مِن رَحمةٍ واحدةٍ أَنزلَها اللهُ في الدُّنيا، فإذا كانَ يَومُ القيامَةِ أَكمَلَها اللهُ سبحانَه مِئةَ رَحمةٍ بهَذِه الرَّحمةِ، وفيه إشارةٌ إلى أنَّ الرَّحمَةَ الَّتي في الدُّنيا بَيْنَ الخَلْقِ تَكونُ فيهم يَومَ القِيامةِ يَتراحَمونَ بِها أيضًا .

    صحيح مسلم

    إن اللهَ خلق ، يوم خلق السماواتِ والأرضَ ، مائةَ رحمةٍ . كلُّ رحمةٍ طباقُ ما بين السماءِ والأرضِ . فجعل منها في الأرضِ رحمةً . فبها تعطفُ الوالدةُ على ولدِها . والوحشُ والطيرُ بعضُها على بعضٍ . فإذا كان يومُ القيامةِ ، أكملُها بهذه الرحمةِ

    شرح الحديث

    رحمةُ اللهِ تعالى وَسِعتْ كلَّ شيءٍ، ورَحمتُه في الآخِرةِ أَضعافُ ما جَعلَه في الدُّنيا وتَكونُ لِعبادِه المؤمِنينَ. وفي هذا الحديثِ يُبَيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَعَةَ رَحمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فيَقولُ: إنَّ اللهَ خَلقَ يَومَ خَلقَ السَّمواتِ والأرضَ مِئةَ رَحمَةٍ، وهَذه الرَّحمَةُ الَّتي جَعَلَها اللهُ في خَلقِه وعِبادِه مَخلوقَةٌ، أَمَّا الرَّحمَةُ الَّتي هِي صِفَةٌ مِن صِفاتِ الرَّبِّ سُبحانَه القائمةِ بِذاتِه سبحانَه، وهي تَليقُ بجَلالِه وعَظمَتِه ليست بمَخلوقَةٍ. كُلُّ رَحمةٍ طِباقُ ما بَينَ السَّماءِ والأَرضِ، أي: تَملأُ ما بَينَ السَّماءِ والأَرضِ فَكأنَّه يَعمُّه فيَكونُ طِبقًا له، فجَعلَ مِنها في الأَرضِ رَحمةً، أي: جُزءًا واحدًا منَ المئةِ جُزءٍ، وَهَذا الجزءُ الواحدُ الَّذي جَعلَه اللهُ في الدُّنيا بِه تَعطِفُ الوالِدَةُ على وَلدِها، والوَحشُ، أي: حَيوانُ البَرِّ، والطَّيرُ بَعضُها عَلى بعضٍ، أي: يَعطِفُ الوَحشُ والطَّيرُ بَعضُها على بَعضٍ فيَعطِفُ الكَبيرُ عَلى الصَّغيرِ والقَويُّ عَلى الضَّعيفِ؛ كُلُّ ذَلك مِن رَحمةٍ واحدةٍ أَنزلَها اللهُ في الدُّنيا، فإذا كانَ يَومُ القيامَةِ أَكمَلَها اللهُ سبحانَه مِئةَ رَحمةٍ بهَذِه الرَّحمةِ، وفيه إشارةٌ إلى أنَّ الرَّحمَةَ الَّتي في الدُّنيا بَيْنَ الخَلْقِ تَكونُ فيهم يَومَ القِيامةِ يَتراحَمونَ بِها أيضًا .

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 47 Views 0 Reviews
  • إنَّه خُلِقَ كلُّ إنسانٍ من بَني آدمَ على ستِّينَ وثلاثِمائةِ مِفصَلٍ . فمَن كبَّرَ اللهَ ، وحَمِدَ اللهَ ، وهَلَّلَ اللهَ ، وسَبَّحَ اللهَ ، واستَغفرَ اللهَ ، وعزَلَ حَجرًا عَن طريقِ النَّاسِ ، أو شَوكةً أو عَظمًا من طريقِ النَّاسِ ، وأمرَ بمَعروفٍ ، أو نَهي عن منكرٍ ، عدَدَ تلكَ السِّتِّينَ والثلاثمائةِ السُّلامَى . فإنَّه يَمشي يومَئذٍ وقد زَحزَحَ نفسَه عنِ النَّارِ

    شرح الحديث

    خَلَقَ اللهُ الإِنسانَ في أَحسنِ تَقويمٍ، وهيَّأَ لَه الظُّروفَ والأَحولَ للحَياةِ، وهَداهُ وأَرشدَه وأَعطاهُ النِّعمَ الَّتي لا تُعَدُّ، وهذا كلُّه يَستوجبُ شُكرَ اللهِ وحَمدَه، ولكنْ أَنَّى لَه أن يُكافِئَ نِعَمَ اللهِ؟ إلَّا أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أَرشدَنا إلى ما يُرضي رَبَّنا سُبحانَه وتَعالى، فَقالَ في هذا الحَديثِ: "خُلِقَ كُلُّ إِنسانٍ مِن بَني آدمَ"، أي: خَلَقَ اللهُ كلَّ بَني آدمَ بطَريقةٍ واحدَةٍ، وَهذا بيانٌ لإفادةِ التَّعميمِ أنَّ البَدنَ خُلِقَ "عَلى سِتِّين وثَلاثِ مئةِ مَفْصِلٍ"، أي: لكُلِّ إِنسانٍ هذا العَددُ مِن المَفاصلِ، والمَفْصِلُ هوَ مُلتَقى كلِّ عَظمَينِ في الْبدَنِ، وهذا ممَّا يَنبَغي الشُّكرُ عليهِ، ولكنْ كَيفَ ذلكَ؟
    قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مُرشدًا إلى أَنواعِ الحَمدِ والشُّكرِ الَّتي تُعافي مَن فَعلَها مِنَ النَّارِ، فقال:"فَمَنْ كَبَّرَ اللهَ"، أي: عَظَّمَه أو قال: اللهُ أكبرُ، ومَنْ "هَلَّل اللهَ" أي: وَحَّدَه، أو قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ، "وسبَّح اللهَ"، أي: نَزَّهَه عمَّا لا يَليقُ بهِ مِنَ الصِّفاتِ، أو قالَ سُبحانَ اللهِ، "وعَزلَ حَجَرًا عن طَريقِ النَّاسِ، أو شَوكةً أو عَظمًا مِن طَريقِ النَّاسِ"، أي: أَبعَد وأزالَ ونحَّى، ولَفظُ "أو" للتَّنويعِ، "وأَمَر بمَعروفٍ، أو نَهى عنْ مُنكرٍ" أي: مَن كانَ مِن حالِه الأَمرُ بالمَعروفِ والنَّهيُ عنِ المُنكرِ.
    فمَنْ فَعَلَ مِن هَذه الأُمورِ ما يُوازي "عَددَ تِلكَ السِّتِّين والثَّلاثِ مِئةِ السُّلامَى" يَعني: مَن فَعلَ الخَيراتِ المَذكورةَ ونحوَها بِعددِ تلكَ السِّتِّين والثَّلاثِ مئةِ مِنَ السُّلامى وهيَ المَفاصلُ.
    فتَكونُ نَتيجةُ فِعلِه هذا: أنَّه "يَمشي يَومَئِذٍ، وقدْ زَحزحَ نَفسَه عنِ النَّارِ"، أي: فإنَّه وقتَ إذ فَعَلَ ذَلك يَمشي عَلى الأَرضِ، وقدْ أَبْعدَ نَفْسَه ونَحَّاها عنِ النَّارِ في الآخرَةِ.
    وفي الحَديث: خَلْقُ الإنسانِ يَستأهِلُ الحَمدَ والشُّكرَ للهِ.
    وفيه: تَعدُّدُ أَبوابِ الطَّاعاتِ المُؤدِّيةِ إلى الخَلاصِ منَ النَّارِ.
    وفيه: إِرشادُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أُمَّتَه إلى كُلِّ الخَيراتِ وَما فيهِ طاعةُ رَبِّهم وشُكرُه وحَمدُه سُبحانَه.

    صحيح مسلم

    إنَّه خُلِقَ كلُّ إنسانٍ من بَني آدمَ على ستِّينَ وثلاثِمائةِ مِفصَلٍ . فمَن كبَّرَ اللهَ ، وحَمِدَ اللهَ ، وهَلَّلَ اللهَ ، وسَبَّحَ اللهَ ، واستَغفرَ اللهَ ، وعزَلَ حَجرًا عَن طريقِ النَّاسِ ، أو شَوكةً أو عَظمًا من طريقِ النَّاسِ ، وأمرَ بمَعروفٍ ، أو نَهي عن منكرٍ ، عدَدَ تلكَ السِّتِّينَ والثلاثمائةِ السُّلامَى . فإنَّه يَمشي يومَئذٍ وقد زَحزَحَ نفسَه عنِ النَّارِ

    شرح الحديث

    خَلَقَ اللهُ الإِنسانَ في أَحسنِ تَقويمٍ، وهيَّأَ لَه الظُّروفَ والأَحولَ للحَياةِ، وهَداهُ وأَرشدَه وأَعطاهُ النِّعمَ الَّتي لا تُعَدُّ، وهذا كلُّه يَستوجبُ شُكرَ اللهِ وحَمدَه، ولكنْ أَنَّى لَه أن يُكافِئَ نِعَمَ اللهِ؟ إلَّا أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أَرشدَنا إلى ما يُرضي رَبَّنا سُبحانَه وتَعالى، فَقالَ في هذا الحَديثِ: "خُلِقَ كُلُّ إِنسانٍ مِن بَني آدمَ"، أي: خَلَقَ اللهُ كلَّ بَني آدمَ بطَريقةٍ واحدَةٍ، وَهذا بيانٌ لإفادةِ التَّعميمِ أنَّ البَدنَ خُلِقَ "عَلى سِتِّين وثَلاثِ مئةِ مَفْصِلٍ"، أي: لكُلِّ إِنسانٍ هذا العَددُ مِن المَفاصلِ، والمَفْصِلُ هوَ مُلتَقى كلِّ عَظمَينِ في الْبدَنِ، وهذا ممَّا يَنبَغي الشُّكرُ عليهِ، ولكنْ كَيفَ ذلكَ؟ قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مُرشدًا إلى أَنواعِ الحَمدِ والشُّكرِ الَّتي تُعافي مَن فَعلَها مِنَ النَّارِ، فقال:"فَمَنْ كَبَّرَ اللهَ"، أي: عَظَّمَه أو قال: اللهُ أكبرُ، ومَنْ "هَلَّل اللهَ" أي: وَحَّدَه، أو قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ، "وسبَّح اللهَ"، أي: نَزَّهَه عمَّا لا يَليقُ بهِ مِنَ الصِّفاتِ، أو قالَ سُبحانَ اللهِ، "وعَزلَ حَجَرًا عن طَريقِ النَّاسِ، أو شَوكةً أو عَظمًا مِن طَريقِ النَّاسِ"، أي: أَبعَد وأزالَ ونحَّى، ولَفظُ "أو" للتَّنويعِ، "وأَمَر بمَعروفٍ، أو نَهى عنْ مُنكرٍ" أي: مَن كانَ مِن حالِه الأَمرُ بالمَعروفِ والنَّهيُ عنِ المُنكرِ. فمَنْ فَعَلَ مِن هَذه الأُمورِ ما يُوازي "عَددَ تِلكَ السِّتِّين والثَّلاثِ مِئةِ السُّلامَى" يَعني: مَن فَعلَ الخَيراتِ المَذكورةَ ونحوَها بِعددِ تلكَ السِّتِّين والثَّلاثِ مئةِ مِنَ السُّلامى وهيَ المَفاصلُ. فتَكونُ نَتيجةُ فِعلِه هذا: أنَّه "يَمشي يَومَئِذٍ، وقدْ زَحزحَ نَفسَه عنِ النَّارِ"، أي: فإنَّه وقتَ إذ فَعَلَ ذَلك يَمشي عَلى الأَرضِ، وقدْ أَبْعدَ نَفْسَه ونَحَّاها عنِ النَّارِ في الآخرَةِ. وفي الحَديث: خَلْقُ الإنسانِ يَستأهِلُ الحَمدَ والشُّكرَ للهِ. وفيه: تَعدُّدُ أَبوابِ الطَّاعاتِ المُؤدِّيةِ إلى الخَلاصِ منَ النَّارِ. وفيه: إِرشادُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أُمَّتَه إلى كُلِّ الخَيراتِ وَما فيهِ طاعةُ رَبِّهم وشُكرُه وحَمدُه سُبحانَه.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 46 Views 0 Reviews
  • تقيءُ الأرضُ أفلاذَ كبدِها . أمثالَ الأسطوانِ من الذهبِ والفضةِ . فيجيء القاتلُ فيقول : في هذا قُتِلتُ . ويجيء القاطعُ فيقول : في هذا قَطعتُ رحِمي . ويجيءُ السارقُ فيقول : في هذا قُطعَتْ يدي . ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئًا

    شرح الحديث

    حبُّ المالِ الشَّديدُ قد يَكونُ سببًا في قَتلِ الأَنفُس وقَطعِ الأَرحامِ، ولكنَّه سيَكونُ يَومًا ما لَيس له قِيمةٌ، وَمِن عَلاماتِ السَّاعةِ الصُّغرى الَّتي لم تَقعْ بعدُ إخراجُ الأَرضِ كُنوزَها المَخبوءَةَ.
    وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: تَقيءُ الأَرضُ، أي: تُلقي الأَرضُ أَفلاذَ كَبِدِها، أيِ: القِطعةَ المَقطوعةَ أَمثالَ الأُسطوانِ، جَمع أُسطوانةٍ، وَهي السَّاريةُ والعَمودُ منَ الذَّهبِ والفضَّةِ، والمَعنى أنَّ الأرضَ تُخرِجُ الكُنوزَ المَدفونةَ فيها، فيَجيءُ القاتلُ فيَقولُ: في هذا، ولأجْلِ هذا قَتلتُ الأَنفُسَ، ويَجيءُ قاطعُ الرَّحمِ، فيَقولُ: مِن أجلِ هذا قَطعتُ رَحمي، ويَجيءُ السَّارقُ، فيقول: في هذا قُطِعَت يَدي، ثُمَّ يَدَعونه ويَتركونَ ما أَلقتْه الأَرضُ منَ الكَنزِ، أوِ المَعدِن؛ لأنَّه لا يَنفعُ حينَئذٍ.

    صحيح مسلم

    تقيءُ الأرضُ أفلاذَ كبدِها . أمثالَ الأسطوانِ من الذهبِ والفضةِ . فيجيء القاتلُ فيقول : في هذا قُتِلتُ . ويجيء القاطعُ فيقول : في هذا قَطعتُ رحِمي . ويجيءُ السارقُ فيقول : في هذا قُطعَتْ يدي . ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئًا

    شرح الحديث

    حبُّ المالِ الشَّديدُ قد يَكونُ سببًا في قَتلِ الأَنفُس وقَطعِ الأَرحامِ، ولكنَّه سيَكونُ يَومًا ما لَيس له قِيمةٌ، وَمِن عَلاماتِ السَّاعةِ الصُّغرى الَّتي لم تَقعْ بعدُ إخراجُ الأَرضِ كُنوزَها المَخبوءَةَ. وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: تَقيءُ الأَرضُ، أي: تُلقي الأَرضُ أَفلاذَ كَبِدِها، أيِ: القِطعةَ المَقطوعةَ أَمثالَ الأُسطوانِ، جَمع أُسطوانةٍ، وَهي السَّاريةُ والعَمودُ منَ الذَّهبِ والفضَّةِ، والمَعنى أنَّ الأرضَ تُخرِجُ الكُنوزَ المَدفونةَ فيها، فيَجيءُ القاتلُ فيَقولُ: في هذا، ولأجْلِ هذا قَتلتُ الأَنفُسَ، ويَجيءُ قاطعُ الرَّحمِ، فيَقولُ: مِن أجلِ هذا قَطعتُ رَحمي، ويَجيءُ السَّارقُ، فيقول: في هذا قُطِعَت يَدي، ثُمَّ يَدَعونه ويَتركونَ ما أَلقتْه الأَرضُ منَ الكَنزِ، أوِ المَعدِن؛ لأنَّه لا يَنفعُ حينَئذٍ.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 47 Views 0 Reviews
  • أيها الناسُ ! إنَّ اللهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلا طيِّبًا . وإنَّ اللهَ أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين . فقال : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ . [ 23 / المؤمنون / الآية 51 ] وقال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [ 2 / البقرة / الآية 172 ] . ثم ذكر الرجلَ يطيلُ السَّفرَ . أشعثَ أغبَرَ . يمدُّ يدَيه إلى السماءِ . يا ربِّ ! يا ربِّ ! ومطعمُه حرامٌ ، ومشربُه حرامٌ ، وملبَسُه حرامٌ ، وغُذِيَ بالحرام . فأَنَّى يُستجابُ لذلك ؟

    شرح الحديث

    هذا الحديثُ أحدُ الأحاديثِ الَّتِي هي قواعدُ الإسلامِ ومَبانِي الأحكامِ، وفيه يُعلِّم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أُمَّتَه ما يتعلَّق بِطِيبِ المَشْرَبِ والمَطعمِ والمَلبسِ، وأسبابَ استجابةِ الدُّعاءِ، وأنَّ الله طيِّبٌ ومُنَزَّهٌ عن النَّقائِص، ويُحِبُّ الحلالَ الطيِّبَ.
    والمقصودُ من قوله: "إنَّ اللهَ طيِّب"، أي: مُنَزَّهٌ عن النَّقائِصِ والعُيوبِ، ومُتَّصِفٌ بالكَمالاتِ من النُّعوتِ، "لا يَقبَلُ إلَّا طيِّبًا"، أي: لا يَقبَلُ مِن الصَّدقاتِ ونحوِها من الأعمالِ إلَّا ما كان مُنَزَّهًا عن العُيوبِ الشَّرعيَّةِ والأغراضِ الفاسدةِ في النِّيَّةِ.
    وقولُه "وإنَّ اللهَ أمَرَ المؤمنين بما أمَر به المرسَلين" المرادُ به: أنه أمَرَهم بأكْلِ الحلالِ، وعمل الصَّالحاتِ، فقال اللهُ في قُرآنِه مُبَيِّنًا ما أمَرَ به المُرسَلِينَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: ]، وهذا النِّداء خِطابٌ لجميعِ الأنبياءِ لا على أنَّهم خُوطِبوا بذلك دَفعةً واحدةً؛ لأنَّهم أُرسِلوا في أَزمِنَةٍ مختلفةٍ، بل على أنَّ كلًّا منهم خُوطِب به في زمانِه، وفيه تنبيهٌ على أنَّ إباحةَ الطَّيِّباتِ شَرْعٌ قديمٌ، واعتراضٌ على الرَّهبانِيَّةِ ورَفْضِهم اللَّذَّاتِ، وإيماءٌ إلى أنَّ أكلَ الطَّيِّباتِ مُوَرِّثٌ للعملِ الصَّالِحِ، وهو ما يُتقرَّب به إلى الله تعالى.
    وقال اللهُ تعالى مُبيِّنًا ما أمَرَ به المؤمنِينَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: ]، أي: يا أيُّها الَّذِينَ آمنوا كلُوا مِن حَلالاتِه أو مُستَلَذَّاتِه.
    "ثُمَّ ذَكَر"، أي: ذَكَرَ الرَّسُولُ صلَّى الله عليه وسلَّم "الرَّجُلَ يُطِيل السَّفَرَ"، أي: يُطِيلُ زَمانَ السَّفَرِ ويُكثِر مُباشَرَةَ الرِّحلةَ مُسافِرًا في العباداتِ، كالحَجِّ والعُمْرَةِ والجِهادِ وتَعلُّمِ العِلم، وسائِرِ وُجوه الخَيْرَاتِ "أَشْعَثَ، أَغْبَرَ"، أي: مِن كثرةِ السَّفرِ وشدَّةِ عَنائِه يَشْعَثُ شَعَرُه ويَتفرَّق؛ لعدمِ تَهذيبِه أو تَمشيطِه، ويَغْبَرُّ لونُه مِن أثَرِ التُّرابِ والغُبارِ، ومع الشَّعَثِ والغُبْرَةِ والتَّعَبِ والنَّصَبِ "يَمُدُّ يدَيْه إلى السَّماءِ"، أي: يَرفَعُ يدَيْه بالدُّعاء إلى السَّماءِ، ومَدُّ اليدَيْن إلى السَّماءِ مِن أسبابِ إجابة الدُّعاءِ، قائلًا مُكرِّرًا: "يا رَبِّ! يا رَبِّ!" وفيه إشارةٌ إلى أنَّ الدُّعاءَ بلفظِ الرَّبِّ مُؤثِّرٌ في الإجابةِ، "ومَطْعَمُه حَرَامٌ، ومَشْرَبُه حرامٌ، ومَلبسُه حرامٌ، وغُذِيَ بالحرامِ"، أي: طعامُه وشرابُه وملابِسُه من كَسْبٍ حرامٍ، وغُذِيَ مِن صِغَرِه إلى كِبَرِه بالحرامِ.
    وكلُّ هذه الحالاتِ مِن ذِكْر مَطعَمِه ومَشرَبِه وملبسِه الحرامِ، حالاتٌ دالَّةٌ على استِحقاقِ الدَّاعِي عدمَ الإجابةِ، كما قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "فأَنَّى"، أي: فكيف؟! أو: فمِن أين؟! والاستِفهامُ للاستِبعادِ مِن أن "يُستَجاب لذلك"، أي: لذلك الرَّجُلِ، أو: لِأَجْلِ ما ذُكِرَ مِن حالِه.
    وفي الحديثِ: الحثُّ على الإنفاقِ مِن الحلالِ، والنهيُ عن الإنفاقِ من غيرِه.
    وفيه: أنَّ المشروبَ والمأكولَ والملبوسَ ونحوَ ذلك ينبغي أن يكونَ حلالًا خالصًا لا شُبهةَ فيه.

    صحيح مسلم

    أيها الناسُ ! إنَّ اللهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلا طيِّبًا . وإنَّ اللهَ أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين . فقال : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ . [ 23 / المؤمنون / الآية 51 ] وقال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [ 2 / البقرة / الآية 172 ] . ثم ذكر الرجلَ يطيلُ السَّفرَ . أشعثَ أغبَرَ . يمدُّ يدَيه إلى السماءِ . يا ربِّ ! يا ربِّ ! ومطعمُه حرامٌ ، ومشربُه حرامٌ ، وملبَسُه حرامٌ ، وغُذِيَ بالحرام . فأَنَّى يُستجابُ لذلك ؟

    شرح الحديث

    هذا الحديثُ أحدُ الأحاديثِ الَّتِي هي قواعدُ الإسلامِ ومَبانِي الأحكامِ، وفيه يُعلِّم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أُمَّتَه ما يتعلَّق بِطِيبِ المَشْرَبِ والمَطعمِ والمَلبسِ، وأسبابَ استجابةِ الدُّعاءِ، وأنَّ الله طيِّبٌ ومُنَزَّهٌ عن النَّقائِص، ويُحِبُّ الحلالَ الطيِّبَ. والمقصودُ من قوله: "إنَّ اللهَ طيِّب"، أي: مُنَزَّهٌ عن النَّقائِصِ والعُيوبِ، ومُتَّصِفٌ بالكَمالاتِ من النُّعوتِ، "لا يَقبَلُ إلَّا طيِّبًا"، أي: لا يَقبَلُ مِن الصَّدقاتِ ونحوِها من الأعمالِ إلَّا ما كان مُنَزَّهًا عن العُيوبِ الشَّرعيَّةِ والأغراضِ الفاسدةِ في النِّيَّةِ. وقولُه "وإنَّ اللهَ أمَرَ المؤمنين بما أمَر به المرسَلين" المرادُ به: أنه أمَرَهم بأكْلِ الحلالِ، وعمل الصَّالحاتِ، فقال اللهُ في قُرآنِه مُبَيِّنًا ما أمَرَ به المُرسَلِينَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: ]، وهذا النِّداء خِطابٌ لجميعِ الأنبياءِ لا على أنَّهم خُوطِبوا بذلك دَفعةً واحدةً؛ لأنَّهم أُرسِلوا في أَزمِنَةٍ مختلفةٍ، بل على أنَّ كلًّا منهم خُوطِب به في زمانِه، وفيه تنبيهٌ على أنَّ إباحةَ الطَّيِّباتِ شَرْعٌ قديمٌ، واعتراضٌ على الرَّهبانِيَّةِ ورَفْضِهم اللَّذَّاتِ، وإيماءٌ إلى أنَّ أكلَ الطَّيِّباتِ مُوَرِّثٌ للعملِ الصَّالِحِ، وهو ما يُتقرَّب به إلى الله تعالى. وقال اللهُ تعالى مُبيِّنًا ما أمَرَ به المؤمنِينَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: ]، أي: يا أيُّها الَّذِينَ آمنوا كلُوا مِن حَلالاتِه أو مُستَلَذَّاتِه. "ثُمَّ ذَكَر"، أي: ذَكَرَ الرَّسُولُ صلَّى الله عليه وسلَّم "الرَّجُلَ يُطِيل السَّفَرَ"، أي: يُطِيلُ زَمانَ السَّفَرِ ويُكثِر مُباشَرَةَ الرِّحلةَ مُسافِرًا في العباداتِ، كالحَجِّ والعُمْرَةِ والجِهادِ وتَعلُّمِ العِلم، وسائِرِ وُجوه الخَيْرَاتِ "أَشْعَثَ، أَغْبَرَ"، أي: مِن كثرةِ السَّفرِ وشدَّةِ عَنائِه يَشْعَثُ شَعَرُه ويَتفرَّق؛ لعدمِ تَهذيبِه أو تَمشيطِه، ويَغْبَرُّ لونُه مِن أثَرِ التُّرابِ والغُبارِ، ومع الشَّعَثِ والغُبْرَةِ والتَّعَبِ والنَّصَبِ "يَمُدُّ يدَيْه إلى السَّماءِ"، أي: يَرفَعُ يدَيْه بالدُّعاء إلى السَّماءِ، ومَدُّ اليدَيْن إلى السَّماءِ مِن أسبابِ إجابة الدُّعاءِ، قائلًا مُكرِّرًا: "يا رَبِّ! يا رَبِّ!" وفيه إشارةٌ إلى أنَّ الدُّعاءَ بلفظِ الرَّبِّ مُؤثِّرٌ في الإجابةِ، "ومَطْعَمُه حَرَامٌ، ومَشْرَبُه حرامٌ، ومَلبسُه حرامٌ، وغُذِيَ بالحرامِ"، أي: طعامُه وشرابُه وملابِسُه من كَسْبٍ حرامٍ، وغُذِيَ مِن صِغَرِه إلى كِبَرِه بالحرامِ. وكلُّ هذه الحالاتِ مِن ذِكْر مَطعَمِه ومَشرَبِه وملبسِه الحرامِ، حالاتٌ دالَّةٌ على استِحقاقِ الدَّاعِي عدمَ الإجابةِ، كما قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "فأَنَّى"، أي: فكيف؟! أو: فمِن أين؟! والاستِفهامُ للاستِبعادِ مِن أن "يُستَجاب لذلك"، أي: لذلك الرَّجُلِ، أو: لِأَجْلِ ما ذُكِرَ مِن حالِه. وفي الحديثِ: الحثُّ على الإنفاقِ مِن الحلالِ، والنهيُ عن الإنفاقِ من غيرِه. وفيه: أنَّ المشروبَ والمأكولَ والملبوسَ ونحوَ ذلك ينبغي أن يكونَ حلالًا خالصًا لا شُبهةَ فيه.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 46 Views 0 Reviews