• ما مِن غازِيَةٍ تَغزو في سبيلِ اللهِ فيُصيبونَ الغَنيمَةَ ، إلَّا تعَجَّلوا ثُلُثَيْ أجرِهم منَ الآخِرَةِ. ويَبقى لهمُ الثلُثُ. وإنْ لم يُصيبوا غَنيمَةً تَمَّ لهم أجرُهم

    شرح الحديث

    الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ دَرجاتٌ بعضُها أَفْضَلُ من بعضٍ. وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه ما مِن غَازيةٍ، أي: جماعةٍ تَغزو في سَبيلِ اللهِ، أي: لا يُخرِجُهم إلى الجِهادِ إلَّا إِعلاءُ كلمةِ اللهِ، فجِهادُهم هو في سَبيلِ اللهِ خالصٌ للهِ مِن غَيرِ رِياءٍ أو سُمعةٍ، وليس لطَلبِ عَرَضِ مِن الدُّنيا زَائلٍ. وقَولُه: فيُصيبونَ منَ الغَنيمةِ إلَّا تَعجَّلوا ثُلثَيْ أجْرِهم ويَبقى لهم الثُّلثُ، أي: نالوا مِن الدُّنيا ما هو حسابُ ما فاتَهم مِنها بقدْرِ ثُلثي الأجْرِ. وإنْ لَم يُصِيبوا غنيمةً تمَّ لهم أجْرُهم، أي: إنَّ المُجاهدَ الَّذي يَغنَمُ مِن الجِهادِ أَقَلُّ أجْرًا في الآخرةِ مِنَ المجاهدِ الَّذي لا يَغنَمُ حيث، وإنْ كان كِلاهما مأجورًا مُثابًا، وتوضيحُ ذلك أنَّ الغُزاةَ إذا سَلِموا أو غَنِموا يكونُ أجرُهم أقلَّ مِن أجرِ مَن لم يَسْلَم أو سَلِم ولم يَغْنَمْ، وأنَّ الغنيمةَ هي في مقابلةِ جُزءٍ مِن أجْرِ غَزوِهم؛ فإذا حصَلَتْ لهم فقَدْ تَعجَّلوا ثُلُثَيْ أجْرهم المترتِّب على الغزوِ، وتكونُ هذه الغنيمةُ مِن جُملة الأجْرِ بما فُتِحَ عليه مِن الدُّنيا وتَمتَّع بِه، وذهَب عنه شَظفُ عَيشِه، بخِلافِ مَن أخْفَق ولم يُصِبْ منها شيئًا، وبَقِي على شَظفِ عيشِه والصَّبرِ على حالتِه؛ فهذا يُوفَّى أجْرَه كُلَّه .

    صحيح مسلم

    ما مِن غازِيَةٍ تَغزو في سبيلِ اللهِ فيُصيبونَ الغَنيمَةَ ، إلَّا تعَجَّلوا ثُلُثَيْ أجرِهم منَ الآخِرَةِ. ويَبقى لهمُ الثلُثُ. وإنْ لم يُصيبوا غَنيمَةً تَمَّ لهم أجرُهم

    شرح الحديث

    الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ دَرجاتٌ بعضُها أَفْضَلُ من بعضٍ. وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه ما مِن غَازيةٍ، أي: جماعةٍ تَغزو في سَبيلِ اللهِ، أي: لا يُخرِجُهم إلى الجِهادِ إلَّا إِعلاءُ كلمةِ اللهِ، فجِهادُهم هو في سَبيلِ اللهِ خالصٌ للهِ مِن غَيرِ رِياءٍ أو سُمعةٍ، وليس لطَلبِ عَرَضِ مِن الدُّنيا زَائلٍ. وقَولُه: فيُصيبونَ منَ الغَنيمةِ إلَّا تَعجَّلوا ثُلثَيْ أجْرِهم ويَبقى لهم الثُّلثُ، أي: نالوا مِن الدُّنيا ما هو حسابُ ما فاتَهم مِنها بقدْرِ ثُلثي الأجْرِ. وإنْ لَم يُصِيبوا غنيمةً تمَّ لهم أجْرُهم، أي: إنَّ المُجاهدَ الَّذي يَغنَمُ مِن الجِهادِ أَقَلُّ أجْرًا في الآخرةِ مِنَ المجاهدِ الَّذي لا يَغنَمُ حيث، وإنْ كان كِلاهما مأجورًا مُثابًا، وتوضيحُ ذلك أنَّ الغُزاةَ إذا سَلِموا أو غَنِموا يكونُ أجرُهم أقلَّ مِن أجرِ مَن لم يَسْلَم أو سَلِم ولم يَغْنَمْ، وأنَّ الغنيمةَ هي في مقابلةِ جُزءٍ مِن أجْرِ غَزوِهم؛ فإذا حصَلَتْ لهم فقَدْ تَعجَّلوا ثُلُثَيْ أجْرهم المترتِّب على الغزوِ، وتكونُ هذه الغنيمةُ مِن جُملة الأجْرِ بما فُتِحَ عليه مِن الدُّنيا وتَمتَّع بِه، وذهَب عنه شَظفُ عَيشِه، بخِلافِ مَن أخْفَق ولم يُصِبْ منها شيئًا، وبَقِي على شَظفِ عيشِه والصَّبرِ على حالتِه؛ فهذا يُوفَّى أجْرَه كُلَّه .

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 87 Views 0 Reviews
  • مَن طَلَب الشَّهادَةَ صادِقًا ، أُعطِيَها ، ولو لم تُصِبْه

    شرح الحديث

    إنَّ نِيَّةَ الخيرِ والإخلاصِ تُنزِلُ الإنسانَ مَنازلَ عاليةً وإنْ لم يَبلُغْها بعَمَلِه.
    وفي هذا الحديثِ أنَّ مَن طَلَبَ الشَّهادةَ، أي: سَألَها مِنَ اللهِ ودعا اللهَ أن يَنالَها، وهذه الفَضيلةُ لا تَكونُ إلَّا لِمَنْ طَلَبَها بصِدقٍ، وكأنَّه قال: تمنَّاها مِن قَلبِه مِن غيرِ أن يَذكُرَ ذلك لأحدٍ، فلا يَعلمُ صِدقَ نِيَّتهِ وتَمنِّيه الشَّهادةَ إلَّا اللهُ، فمَن فَعَلَ ذلك أَعطاه اللهُ أَجْرَ الشُّهداءِ، وإنْ لم يُصبْها، أي: في الحقيقةِ، فاللهُ تعالى يُعطيه أَجرَها بنِيَّتِه الصَّادقةِ.
    وفي الحديثِ: الحثُّ على عملِ الخيرِ عمومًا وأنْ يَنوِيَه، وعل سُؤالِ الشَّهادةِ خصوصًا.
    وفيه: أنَّ مَن نوى خَيرًا وحال بينه وبين فِعلِه حائلٌ، فإنَّه يُكتبُ له أَجرُه.

    صحيح مسلم

    مَن طَلَب الشَّهادَةَ صادِقًا ، أُعطِيَها ، ولو لم تُصِبْه

    شرح الحديث

    إنَّ نِيَّةَ الخيرِ والإخلاصِ تُنزِلُ الإنسانَ مَنازلَ عاليةً وإنْ لم يَبلُغْها بعَمَلِه. وفي هذا الحديثِ أنَّ مَن طَلَبَ الشَّهادةَ، أي: سَألَها مِنَ اللهِ ودعا اللهَ أن يَنالَها، وهذه الفَضيلةُ لا تَكونُ إلَّا لِمَنْ طَلَبَها بصِدقٍ، وكأنَّه قال: تمنَّاها مِن قَلبِه مِن غيرِ أن يَذكُرَ ذلك لأحدٍ، فلا يَعلمُ صِدقَ نِيَّتهِ وتَمنِّيه الشَّهادةَ إلَّا اللهُ، فمَن فَعَلَ ذلك أَعطاه اللهُ أَجْرَ الشُّهداءِ، وإنْ لم يُصبْها، أي: في الحقيقةِ، فاللهُ تعالى يُعطيه أَجرَها بنِيَّتِه الصَّادقةِ. وفي الحديثِ: الحثُّ على عملِ الخيرِ عمومًا وأنْ يَنوِيَه، وعل سُؤالِ الشَّهادةِ خصوصًا. وفيه: أنَّ مَن نوى خَيرًا وحال بينه وبين فِعلِه حائلٌ، فإنَّه يُكتبُ له أَجرُه.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 86 Views 0 Reviews
  • مَن مات ولم يَغزُ ، ولم يحدِّث به نفسَه ، مات علَى شُعبةٍ من نفاقٍ

    شرح الحديث

    الغَزْوِ هو الخروجُ للجِهادِ في سَبيلِ اللهِ، وهو مِن كمالِ الإيمانِ وتَمامِه. وفي هذا الحديثِ الحثُّ على الغَزوِ وعلى تحديثِ النَّفْسِ به؛ الغَزْو لِمَن يستطيع، وتَحديث النَّفْسِ لمَن عَجَزَ عنه وحِيلَ بَينه وبَينَه؛ فإنَّه يَنبغي أنْ يُحدِّثَ نَفسَه به ويَكونُ على نِيَّةِ الجِهادِ والغَزْوِ، بحيثُ إنَّه لو تَيسَّرَ له لفَعَلَه في أيِّ وقتٍ. كما أنَّ في الحديثِ تحذيرًا شديدًا مِن تَرْكِ الغَزوِ وتَركِ تحديثِ النَّفسِ به لِمَنْ لم يَكنْ مُستطيعًا له، فإنَّه لو ماتَ مِن غيرِ أن يغزو، أو يُحدث نفسه بالغزو ماتَ على شُعْبَةٍ مِن نِفاقٍ.

    صحيح مسلم

    مَن مات ولم يَغزُ ، ولم يحدِّث به نفسَه ، مات علَى شُعبةٍ من نفاقٍ

    شرح الحديث

    الغَزْوِ هو الخروجُ للجِهادِ في سَبيلِ اللهِ، وهو مِن كمالِ الإيمانِ وتَمامِه. وفي هذا الحديثِ الحثُّ على الغَزوِ وعلى تحديثِ النَّفْسِ به؛ الغَزْو لِمَن يستطيع، وتَحديث النَّفْسِ لمَن عَجَزَ عنه وحِيلَ بَينه وبَينَه؛ فإنَّه يَنبغي أنْ يُحدِّثَ نَفسَه به ويَكونُ على نِيَّةِ الجِهادِ والغَزْوِ، بحيثُ إنَّه لو تَيسَّرَ له لفَعَلَه في أيِّ وقتٍ. كما أنَّ في الحديثِ تحذيرًا شديدًا مِن تَرْكِ الغَزوِ وتَركِ تحديثِ النَّفسِ به لِمَنْ لم يَكنْ مُستطيعًا له، فإنَّه لو ماتَ مِن غيرِ أن يغزو، أو يُحدث نفسه بالغزو ماتَ على شُعْبَةٍ مِن نِفاقٍ.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 64 Views 0 Reviews
  • رباطُ يومٍ وليلةٍ خيرٌ من صيامِ شَهْرٍ وقِيامِهِ . وإن ماتَ ، جَرى عليهِ عملُهُ الَّذي كانَ يَعملُهُ ، وأُجْريَ عليهِ رزقُهُ ، وأمِنَ الفتَّانَ

    شرح الحديث

    الرِّباطُ يَعني مُلازمَةَ المكانِ الَّذي بَينَ المُسلمينَ والكُفَّارِ لحِراسةِ المُسلمينَ، وهُو مِنَ الأعمالِ الَّتي يُضاعِفُها اللهُ عزَّ وجلَّ حتَّى تَكونَ أَفضلَ مِنَ الصِّيامِ والقيامِ، وفي هذا الحديثِ أنَّ مَنْ رابطَ يومًا وليلةً في سَبيلِ اللهِ كانت له أَفْضَلَ مِن صِيامِ شهرٍ تطوُّعًا وقيامِهِ، وأنَّ المُرابطَ في سَبيلِ اللهِ لو ماتَ على تلك الحالِ كَتَبَ اللهُ له مِنَ العملِ ما كان يَعمَلُ إلى يومِ القيامَةِ، وأنَّ المُرابطَ إذا ماتَ أُجرِيَ عليه رِزقُه إلى يومِ القيامَةِ، فيكونُ عندَ ربِّه منَ الأحياءِ الَّذين يُرزَقون عِندَ ربِّهم، وأَرْواحُهم في حَواصِلِ طَيرٍ خُضرٍ تَأكُلُ مِنَ الجَنَّةِ حيثُ شاءَتْ. وفيه أنَّ المرابطَ يَأمَنُ الفَتَّانَ، أي: سؤالَ المَلَكين في القَبرِ؛ لأنَّه قد فُتِنَ في الحياةِ بتَحمُّلِ المَخاطِرِ وأَلَمِ القَتلِ في سَبيلِ اللهِ.

    صحيح مسلم

    رباطُ يومٍ وليلةٍ خيرٌ من صيامِ شَهْرٍ وقِيامِهِ . وإن ماتَ ، جَرى عليهِ عملُهُ الَّذي كانَ يَعملُهُ ، وأُجْريَ عليهِ رزقُهُ ، وأمِنَ الفتَّانَ

    شرح الحديث

    الرِّباطُ يَعني مُلازمَةَ المكانِ الَّذي بَينَ المُسلمينَ والكُفَّارِ لحِراسةِ المُسلمينَ، وهُو مِنَ الأعمالِ الَّتي يُضاعِفُها اللهُ عزَّ وجلَّ حتَّى تَكونَ أَفضلَ مِنَ الصِّيامِ والقيامِ، وفي هذا الحديثِ أنَّ مَنْ رابطَ يومًا وليلةً في سَبيلِ اللهِ كانت له أَفْضَلَ مِن صِيامِ شهرٍ تطوُّعًا وقيامِهِ، وأنَّ المُرابطَ في سَبيلِ اللهِ لو ماتَ على تلك الحالِ كَتَبَ اللهُ له مِنَ العملِ ما كان يَعمَلُ إلى يومِ القيامَةِ، وأنَّ المُرابطَ إذا ماتَ أُجرِيَ عليه رِزقُه إلى يومِ القيامَةِ، فيكونُ عندَ ربِّه منَ الأحياءِ الَّذين يُرزَقون عِندَ ربِّهم، وأَرْواحُهم في حَواصِلِ طَيرٍ خُضرٍ تَأكُلُ مِنَ الجَنَّةِ حيثُ شاءَتْ. وفيه أنَّ المرابطَ يَأمَنُ الفَتَّانَ، أي: سؤالَ المَلَكين في القَبرِ؛ لأنَّه قد فُتِنَ في الحياةِ بتَحمُّلِ المَخاطِرِ وأَلَمِ القَتلِ في سَبيلِ اللهِ.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 79 Views 0 Reviews
  • ما تعدُّونَ الشَّهيدَ فيكُم ؟ قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، مَن قُتِلَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ ، قالَ : إنَّ شُهَداءَ أمَّتي إذًا لقليلٌ ، قالوا : فمَن هم يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : مَن قُتِلَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ ، ومن ماتَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ ، ومَن ماتَ في الطَّاعونِ فَهوَ شَهيدٌ ، ومَن ماتَ في البَطنِ فَهوَ شَهيدٌ ، قالَ ابنُ مِقسَمٍ : أشهدُ على أبيكَ في هذا الحديثِ أنَّهُ قالَ : والغَريقُ شَهيدٌ . وفي روايةٍ : قالَ عبيدُ اللَّهِ بنُ مِقسمٍ ، أشهدُ على أخيكَ أنَّهُ زادَ في هذا الحديثِ ومن غرِقَ فَهوَ شَهيدٌ وفي روايةٍ زادَ فيِهِ والغَرِقُ شهيدٌ

    شرح الحديث

    الشَّهادةُ في سبيلِ اللهِ تعالى مَنزِلةٌ عظيمةٌ، ومَرتَبةٌ جليلةٌ، أَجْرُهَا عظيمٌ، وثوابُها كبيرٌ، وأنواعُ الشَّهادةِ كثيرةٌ مُتَعَدِّدَةٌ؛ فَأَشْرَفُهَا القَتْلُ في سبيلِ اللهِ تعالى، ومنها: الموتُ بالطاعونِ أو الغَرَقِ أو مرضِ البَطْنِ أو الهَدْمِ.
    وفي هذا الحديثِ يسألُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصَّحابةَ معلِّمًا لهم، فيقولُ: "ما تَعدُّونَ الشَّهيدَ فيكُم؟"، أي: مَنْ تَظنُّون أنَّه شهيدٌ، وتَحتسِبونه عِنْدَ اللهِ مِنَ الشُّهداءِ؟ "قالوا"، أي: الصَّحابةُ، "يا رسولَ اللهِ، مَنْ قُتِلَ في سبيلِ اللهِ فَهوَ شَهيدٌ"، أي: إنَّ الشَّهيدَ عِندنا- يا رسولَ اللهِ- هو مَنْ يُقتَلُ في أرضِ المعركةِ، وهو يُحارِبُ في سبيلِ اللهِ، "قال"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ شُهَداءَ أمَّتي إذًا لقليلٌ"، أي: لو كان الشَّهيدُ فقط هو مَنْ يَموتُ في أرضِ المعارِكِ وهو يُحارِبُ في سبيلِ اللهِ، فشهداءُ المسلِمين إذنْ لقليلٌ، "قالوا"، أي: الصَّحابةُ، "فمَنْ هُمْ يا رسولَ اللهِ؟"، أي: فَمَنْ هُمُ الَّذين يُعَدُّونَ شُهداءَ، غَيْرَ مَنْ يُقتَلُ في سبيلِ اللهِ، يا رسولَ اللهِ؟ "قال"، أي: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "مَن قُتِلَ في سبيلِ اللهِ فَهوَ شَهيدٌ"، أي: مَنْ قُتِلَ في المعارِكِ، وهو يُقاتِلُ في سبيلِ اللهِ، فهو مِنَ الشُّهداءِ، "ومَنْ ماتَ في سبيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ"، أي: وَمَنْ مات وهو يُجاهِدُ في سبيلِ اللهِ، وَإِنْ لم يُقتَلْ، فهو مِنَ الشُّهداءِ، وسبيلُ اللهِ واسِعٌ يَشمَلُ أعمالًا كثيرةً مِنَ الخيرِ الَّذي يُبْتَغَى فيه وجهُ اللهِ، "وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعونِ فَهُوَ شَهِيدٌ"، أي: وَمَنْ مات بمرضِ الطَّاعونِ فهو مِنَ الشُّهداءِ، والطاعون؛ َقِيلَ: هو كُلُّ وَبَاءٍ طاعونٌ، وقدْ جاءَ تَفسيرُه عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بَعضِ الرِّوايات بأنَّه طَعنُ الجنِّ. وفي روايةٍ أخرى: أنَّه "غُدَّةٌ كغُدَّة البَعير"، أي: ورمٌ ظاهرٌ يظهرُ في الجِلدِ الرَّقيقِ الضَّعيف، وتحتَ آباطِ الذِّارعين، وهذا مِن رَحمةِ الله بالمؤمنِينَ مِن أُمَّةِ الإسلامِ. وقيل: إنَّ كُلَّ وَبَاءٍ طاعونٌ. "وَمَنْ ماتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ"، أي: وَمَنْ مات بمرَضٍ في بطنِهِ؛ كالاستسقاءِ والإسهالِ ونحوِهِمَا، فهو مِنَ الشُّهداءِ.
    والمُرادُ بِشَهادةِ هؤلاءِ كُلِّهم غيرِ المقتولِ في سبيلِ اللهِ أنَّهم يكونُ لهم في الآخِرةِ ثوابُ الشُّهداءِ، وأمَّا في الدُّنيا فَيُغَسَّلُونَ وَيُصَلَّى عليهم.( ).

    صحيح مسلم

    ما تعدُّونَ الشَّهيدَ فيكُم ؟ قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، مَن قُتِلَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ ، قالَ : إنَّ شُهَداءَ أمَّتي إذًا لقليلٌ ، قالوا : فمَن هم يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : مَن قُتِلَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ ، ومن ماتَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ ، ومَن ماتَ في الطَّاعونِ فَهوَ شَهيدٌ ، ومَن ماتَ في البَطنِ فَهوَ شَهيدٌ ، قالَ ابنُ مِقسَمٍ : أشهدُ على أبيكَ في هذا الحديثِ أنَّهُ قالَ : والغَريقُ شَهيدٌ . وفي روايةٍ : قالَ عبيدُ اللَّهِ بنُ مِقسمٍ ، أشهدُ على أخيكَ أنَّهُ زادَ في هذا الحديثِ ومن غرِقَ فَهوَ شَهيدٌ وفي روايةٍ زادَ فيِهِ والغَرِقُ شهيدٌ

    شرح الحديث

    الشَّهادةُ في سبيلِ اللهِ تعالى مَنزِلةٌ عظيمةٌ، ومَرتَبةٌ جليلةٌ، أَجْرُهَا عظيمٌ، وثوابُها كبيرٌ، وأنواعُ الشَّهادةِ كثيرةٌ مُتَعَدِّدَةٌ؛ فَأَشْرَفُهَا القَتْلُ في سبيلِ اللهِ تعالى، ومنها: الموتُ بالطاعونِ أو الغَرَقِ أو مرضِ البَطْنِ أو الهَدْمِ. وفي هذا الحديثِ يسألُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصَّحابةَ معلِّمًا لهم، فيقولُ: "ما تَعدُّونَ الشَّهيدَ فيكُم؟"، أي: مَنْ تَظنُّون أنَّه شهيدٌ، وتَحتسِبونه عِنْدَ اللهِ مِنَ الشُّهداءِ؟ "قالوا"، أي: الصَّحابةُ، "يا رسولَ اللهِ، مَنْ قُتِلَ في سبيلِ اللهِ فَهوَ شَهيدٌ"، أي: إنَّ الشَّهيدَ عِندنا- يا رسولَ اللهِ- هو مَنْ يُقتَلُ في أرضِ المعركةِ، وهو يُحارِبُ في سبيلِ اللهِ، "قال"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ شُهَداءَ أمَّتي إذًا لقليلٌ"، أي: لو كان الشَّهيدُ فقط هو مَنْ يَموتُ في أرضِ المعارِكِ وهو يُحارِبُ في سبيلِ اللهِ، فشهداءُ المسلِمين إذنْ لقليلٌ، "قالوا"، أي: الصَّحابةُ، "فمَنْ هُمْ يا رسولَ اللهِ؟"، أي: فَمَنْ هُمُ الَّذين يُعَدُّونَ شُهداءَ، غَيْرَ مَنْ يُقتَلُ في سبيلِ اللهِ، يا رسولَ اللهِ؟ "قال"، أي: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "مَن قُتِلَ في سبيلِ اللهِ فَهوَ شَهيدٌ"، أي: مَنْ قُتِلَ في المعارِكِ، وهو يُقاتِلُ في سبيلِ اللهِ، فهو مِنَ الشُّهداءِ، "ومَنْ ماتَ في سبيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ"، أي: وَمَنْ مات وهو يُجاهِدُ في سبيلِ اللهِ، وَإِنْ لم يُقتَلْ، فهو مِنَ الشُّهداءِ، وسبيلُ اللهِ واسِعٌ يَشمَلُ أعمالًا كثيرةً مِنَ الخيرِ الَّذي يُبْتَغَى فيه وجهُ اللهِ، "وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعونِ فَهُوَ شَهِيدٌ"، أي: وَمَنْ مات بمرضِ الطَّاعونِ فهو مِنَ الشُّهداءِ، والطاعون؛ َقِيلَ: هو كُلُّ وَبَاءٍ طاعونٌ، وقدْ جاءَ تَفسيرُه عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بَعضِ الرِّوايات بأنَّه طَعنُ الجنِّ. وفي روايةٍ أخرى: أنَّه "غُدَّةٌ كغُدَّة البَعير"، أي: ورمٌ ظاهرٌ يظهرُ في الجِلدِ الرَّقيقِ الضَّعيف، وتحتَ آباطِ الذِّارعين، وهذا مِن رَحمةِ الله بالمؤمنِينَ مِن أُمَّةِ الإسلامِ. وقيل: إنَّ كُلَّ وَبَاءٍ طاعونٌ. "وَمَنْ ماتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ"، أي: وَمَنْ مات بمرَضٍ في بطنِهِ؛ كالاستسقاءِ والإسهالِ ونحوِهِمَا، فهو مِنَ الشُّهداءِ. والمُرادُ بِشَهادةِ هؤلاءِ كُلِّهم غيرِ المقتولِ في سبيلِ اللهِ أنَّهم يكونُ لهم في الآخِرةِ ثوابُ الشُّهداءِ، وأمَّا في الدُّنيا فَيُغَسَّلُونَ وَيُصَلَّى عليهم.( ).

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 90 Views 0 Reviews
  • ستُفتَحُ عليكم أرضونَ ويَكْفيكمُ اللَّهُ ، فلا يَعجزْ أحدُكُم أن يلهوَ بأسهمِهِ

    شرح الحديث

    المحافَظَةُ على تَعلُّمِ الرَّميِ والمُداومَةُ عليه مِنَ الأعمالِ الصَّالحةِ، وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه ستُفتَحُ عليكم أَرَضونَ (جمع أرض)، وعِندَها يأمَنُ المسلمون ويُكْفَوْنَ أَمْرَ الأعداءِ، وقد حذَّرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا حَدَث ذلك أن يَترُكَ النَّاسُ الرَّميَ فيَنْسَوْنَه، بل عليهم أن يَتَدَرَّبوا دائمًا عليه ولو على سَبيلِ اللَّهوِ والمُسابقَةِ عليه؛ ففيه حضٌّ على تَعلُّمِ الرَّميِ والتَّحذيرُ من نِسيانِه، فإن لم يَكُنْ مُحتاجًا إليه في وقتِه الحالي فَقدْ يحتاجُ إليه بَعدَ ذلك، فيَكونُ على أُهبَةِ الاستِعدادِ لِمُجابَهةِ الأعداءِ ورَدِّ كيدِهم، وإِحداثِ النِّكايَةِ بهم، وإنَّما قال: يَلهو بأَسْهُمِه تَشجيعًا للنُّفوسِ على تَعلُّمِ الرَّميِ والمُداومَةِ عليه.
    وفي الحديثِ: معجزةٌ من مُعجزاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.

    صحيح مسلم

    ستُفتَحُ عليكم أرضونَ ويَكْفيكمُ اللَّهُ ، فلا يَعجزْ أحدُكُم أن يلهوَ بأسهمِهِ

    شرح الحديث

    المحافَظَةُ على تَعلُّمِ الرَّميِ والمُداومَةُ عليه مِنَ الأعمالِ الصَّالحةِ، وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه ستُفتَحُ عليكم أَرَضونَ (جمع أرض)، وعِندَها يأمَنُ المسلمون ويُكْفَوْنَ أَمْرَ الأعداءِ، وقد حذَّرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا حَدَث ذلك أن يَترُكَ النَّاسُ الرَّميَ فيَنْسَوْنَه، بل عليهم أن يَتَدَرَّبوا دائمًا عليه ولو على سَبيلِ اللَّهوِ والمُسابقَةِ عليه؛ ففيه حضٌّ على تَعلُّمِ الرَّميِ والتَّحذيرُ من نِسيانِه، فإن لم يَكُنْ مُحتاجًا إليه في وقتِه الحالي فَقدْ يحتاجُ إليه بَعدَ ذلك، فيَكونُ على أُهبَةِ الاستِعدادِ لِمُجابَهةِ الأعداءِ ورَدِّ كيدِهم، وإِحداثِ النِّكايَةِ بهم، وإنَّما قال: يَلهو بأَسْهُمِه تَشجيعًا للنُّفوسِ على تَعلُّمِ الرَّميِ والمُداومَةِ عليه. وفي الحديثِ: معجزةٌ من مُعجزاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 59 Views 0 Reviews
  • مَن علمَ الرَّميَ ، ثمَّ ترَكَهُ ، فليسَ منَّا أو قد عَصى

    شرح الحديث

    تَعَلُّمُ الرَّميِ والمداومَةُ عليه مِن الطَّاعاتِ والقُرَبِ، وتَرْكُه بعد تعلمه منهيٌّ عنه.
    ففي هذا الحديثِ يقول النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: مَن عَلِمَ الرَّميَ، أي: تعلَّمَه وأتقَنَه وصار حاذقًا فيه، ثُمَّ تَرَكَه بِلا عُذرٍ؛ إعراضًا عنه وإهمالًا له حتَّى نَسِيَه، فقَدْ كَفَر بالنِّعمَةِ الَّتي أَنعَمَها اللهُ عليه. وقَولُه: "ليس منَّا"، أي: ليس على هَدْينا وسُنَّتنا؛ لأنَّنا لا نَتركُ الرَّميَ بعدَ تَعلُّمِه لِمَا في الرَّمي مِنَ الفَوائدِ الَّتي منها الظَّفَرُ على الأعداءِ عِندَ مُلاقاتِهم، وإِحداثُ النِّكايَةِ بهم. أو قَدْ عصى، أي: عَصَى ما حَضَّ عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنَ المناضَلَةِ والرَّميِ، وهو تَشديدٌ عَظيمٌ على نِسيانِ الرَّميِ بعدَ تعلُّمِه.
    وفي الحديثِ: الحضُّ على تَعلُّم الرَّميِ والمُثابرَةِ عليه والمواظبَةِ.
    وفيه: زَجرٌ شَديدٌ لِمَنْ تَعلَّمَ الرَّميَ ثُمَّ ترَكَه.

    صحيح مسلم

    مَن علمَ الرَّميَ ، ثمَّ ترَكَهُ ، فليسَ منَّا أو قد عَصى

    شرح الحديث

    تَعَلُّمُ الرَّميِ والمداومَةُ عليه مِن الطَّاعاتِ والقُرَبِ، وتَرْكُه بعد تعلمه منهيٌّ عنه. ففي هذا الحديثِ يقول النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: مَن عَلِمَ الرَّميَ، أي: تعلَّمَه وأتقَنَه وصار حاذقًا فيه، ثُمَّ تَرَكَه بِلا عُذرٍ؛ إعراضًا عنه وإهمالًا له حتَّى نَسِيَه، فقَدْ كَفَر بالنِّعمَةِ الَّتي أَنعَمَها اللهُ عليه. وقَولُه: "ليس منَّا"، أي: ليس على هَدْينا وسُنَّتنا؛ لأنَّنا لا نَتركُ الرَّميَ بعدَ تَعلُّمِه لِمَا في الرَّمي مِنَ الفَوائدِ الَّتي منها الظَّفَرُ على الأعداءِ عِندَ مُلاقاتِهم، وإِحداثُ النِّكايَةِ بهم. أو قَدْ عصى، أي: عَصَى ما حَضَّ عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنَ المناضَلَةِ والرَّميِ، وهو تَشديدٌ عَظيمٌ على نِسيانِ الرَّميِ بعدَ تعلُّمِه. وفي الحديثِ: الحضُّ على تَعلُّم الرَّميِ والمُثابرَةِ عليه والمواظبَةِ. وفيه: زَجرٌ شَديدٌ لِمَنْ تَعلَّمَ الرَّميَ ثُمَّ ترَكَه.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 91 Views 0 Reviews
  • يخرجُ منَ النَّارِ أربعةٌ فيُعرَضونَ على اللَّهِ . فيلتفتُ أحدُهُم ، فيقولُ : أي ربِّ ! إذْ أخرجتَني منها فلا تُعِدني فيها . فيُنجيهِ اللَّهُ منها

    شرح الحديث

    إذا طَمِعَ العبدُ في رَبِّهِ وأَحسنَ ظَنَّه فيه، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَقبلُ منه ويُلَبِّي له، وفي ذلك يُخبِر النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فيقولُ: يَخرُجُ منَ النَّارِ أَربعةٌ، أي: أَربعةُ أصنافٍ أو أَربعةُ رجالٍ، وقِيلَ: هم الآخِرونَ خُروجًا منها، فيُعرَضونَ على الله، أي: ليَقضِيَ الله عزَّ وجلَّ فيهم أَمرَه، والغالِبُ فيهم أنَّهم من أهلِ التَّوحيدِ ولكنْ يَدْخُلون النَّارَ تَخليصًا لِذُنوبٍ وَمَعاصٍ، فَيَلْتَفِتُ أحدُهم، أي: أحدُ الأربعةِ؛ فيقولُ: أي رَبِّ! لقد كنتُ أَرْجو، أي: أَطمعُ في فضلِك وجُودِك؛ إذ أَخْرَجتَني منها، أي: منَ النَّارِ، فلا تُعِدِني فيها، أي: لا تُرجِعْني إلى النَّارِ، قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: فَيُنَجِّيهِ الله منها، أي: يُخلِّصه مِن النَّارِ لا يَرُدُّه إليها ويُدخِلُه الجنَّةَ سُبحانَهُ جَلَّ شَأنُه.
    وفي الحديث: عَظيمُ كرمِ اللهِ تعالى، وفَضلُ حُسنِ الظنِّ به عزَّ وجلَّ.
    وفيه: حَثُّ الكُرماءِ على إتْمامِ ما أَنعَموا به؛ إذِ المُنعِمُ بالنِّعمةِ لا يُعقبُها بضِدِّها..

    صحيح مسلم

    يخرجُ منَ النَّارِ أربعةٌ فيُعرَضونَ على اللَّهِ . فيلتفتُ أحدُهُم ، فيقولُ : أي ربِّ ! إذْ أخرجتَني منها فلا تُعِدني فيها . فيُنجيهِ اللَّهُ منها

    شرح الحديث

    إذا طَمِعَ العبدُ في رَبِّهِ وأَحسنَ ظَنَّه فيه، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَقبلُ منه ويُلَبِّي له، وفي ذلك يُخبِر النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فيقولُ: يَخرُجُ منَ النَّارِ أَربعةٌ، أي: أَربعةُ أصنافٍ أو أَربعةُ رجالٍ، وقِيلَ: هم الآخِرونَ خُروجًا منها، فيُعرَضونَ على الله، أي: ليَقضِيَ الله عزَّ وجلَّ فيهم أَمرَه، والغالِبُ فيهم أنَّهم من أهلِ التَّوحيدِ ولكنْ يَدْخُلون النَّارَ تَخليصًا لِذُنوبٍ وَمَعاصٍ، فَيَلْتَفِتُ أحدُهم، أي: أحدُ الأربعةِ؛ فيقولُ: أي رَبِّ! لقد كنتُ أَرْجو، أي: أَطمعُ في فضلِك وجُودِك؛ إذ أَخْرَجتَني منها، أي: منَ النَّارِ، فلا تُعِدِني فيها، أي: لا تُرجِعْني إلى النَّارِ، قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: فَيُنَجِّيهِ الله منها، أي: يُخلِّصه مِن النَّارِ لا يَرُدُّه إليها ويُدخِلُه الجنَّةَ سُبحانَهُ جَلَّ شَأنُه. وفي الحديث: عَظيمُ كرمِ اللهِ تعالى، وفَضلُ حُسنِ الظنِّ به عزَّ وجلَّ. وفيه: حَثُّ الكُرماءِ على إتْمامِ ما أَنعَموا به؛ إذِ المُنعِمُ بالنِّعمةِ لا يُعقبُها بضِدِّها..

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 80 Views 0 Reviews
  • لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي ظاهرينَ علَى الحقِّ ، لا يضرُّهم مَن خذلَهُم ، حتَّى يأتيَ أمرُ اللَّهِ وَهُم كذلِكَ ، وليسَ في حَديثِ قُتَيْبةَ : وَهُم كذلِكَ ) .

    شرح الحديث

    الْخَيْرُ باقٍ في هذه الأُمَّةِ لا يَنقطِعُ حتَّى تَقومَ السَّاعةُ، وفي هذا الحديثِ يُخبرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن هذه الأُمَّةِ أنَّها لا تَزالُ فيها طائفةٌ على الحقِّ، وهذه الطَّائفَةُ مُعانَةٌ مِنَ اللهِ مَنصورةٌ على مَن خَذَلها وحَاربَها، والهَزيمَةُ والخِذلانُ عَاقبةُ مَن حارَبَها أو عارَضَها، وقد بَشَّرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ هذه الطَّائفةَ ستَكونُ كذلِك على أمرِ اللهِ مُستمسِكين، وبه قائِمينَ حتَّى يَأتيَ أمرُ اللهِ، وهي الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ تَكونُ قبلَ قيامِ السَّاعةِ تَقبِضُ أَرواحَ المؤمنينَ.
    وقد اختُلِفَ في المقصودِ بهذِه الطَّائفةِ، وكذلك اختُلِف في مكانها؛ فقيل: هُم العُلماءُ والفقهاء، وقيل: هُم أصحابُ الحديثِ، وقيل: هُم المُجاهِدُون في سَبيلِ اللهِ تعالى، وقد ورَدَ أنَّهم بالشَّام، وأنَّهم ببيتِ المقدسِ وأكنافِ بيتِ المقدس، وورَد أنَّ آخِرَهم بِبيتِ المقْدِسِ، والأولى الجَمْعُ بين هذه الأقوال كلِّها بأنَّ هذه الطَّائفةَ تكون مُتناثِرةً بَينَ طَوائفِ الأُمَّةِ؛ فَمنَ المُمكنِ أن يَكونوا مِنَ العُلماءِ والمُجاهِدين والفُقهاءِ والآمِرين بالمَعروفِ والنَّاهينَ عنِ المُنكرِ، وقَدْ يَكونون مُجتمِعينَ في مَكانٍ أو مُتفرِّقينَ في البُلدانِ.
    والحديثُ آيةٌ على صِدقِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لأنَّه مُنذُ أخبَرَ بذلكَ وهذه الطَّائفَةُ لا تَزالُ مَوجودَةً في الأُمَّةِ لم تَنقَطِعْ في زَمانٍ منَ الأزمنَةِ.
    وفي الحديثِ: فَضلُ الثَّباتِ على الحقِّ والعملِ به.
    وفيه: فَضلُ لُزومِ هذِه الطائِفةِ؛ فإنَّهم مَنصورونَ مُعانونَ.

    صحيح مسلم

    لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي ظاهرينَ علَى الحقِّ ، لا يضرُّهم مَن خذلَهُم ، حتَّى يأتيَ أمرُ اللَّهِ وَهُم كذلِكَ ، وليسَ في حَديثِ قُتَيْبةَ : وَهُم كذلِكَ ) .

    شرح الحديث

    الْخَيْرُ باقٍ في هذه الأُمَّةِ لا يَنقطِعُ حتَّى تَقومَ السَّاعةُ، وفي هذا الحديثِ يُخبرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن هذه الأُمَّةِ أنَّها لا تَزالُ فيها طائفةٌ على الحقِّ، وهذه الطَّائفَةُ مُعانَةٌ مِنَ اللهِ مَنصورةٌ على مَن خَذَلها وحَاربَها، والهَزيمَةُ والخِذلانُ عَاقبةُ مَن حارَبَها أو عارَضَها، وقد بَشَّرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ هذه الطَّائفةَ ستَكونُ كذلِك على أمرِ اللهِ مُستمسِكين، وبه قائِمينَ حتَّى يَأتيَ أمرُ اللهِ، وهي الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ تَكونُ قبلَ قيامِ السَّاعةِ تَقبِضُ أَرواحَ المؤمنينَ. وقد اختُلِفَ في المقصودِ بهذِه الطَّائفةِ، وكذلك اختُلِف في مكانها؛ فقيل: هُم العُلماءُ والفقهاء، وقيل: هُم أصحابُ الحديثِ، وقيل: هُم المُجاهِدُون في سَبيلِ اللهِ تعالى، وقد ورَدَ أنَّهم بالشَّام، وأنَّهم ببيتِ المقدسِ وأكنافِ بيتِ المقدس، وورَد أنَّ آخِرَهم بِبيتِ المقْدِسِ، والأولى الجَمْعُ بين هذه الأقوال كلِّها بأنَّ هذه الطَّائفةَ تكون مُتناثِرةً بَينَ طَوائفِ الأُمَّةِ؛ فَمنَ المُمكنِ أن يَكونوا مِنَ العُلماءِ والمُجاهِدين والفُقهاءِ والآمِرين بالمَعروفِ والنَّاهينَ عنِ المُنكرِ، وقَدْ يَكونون مُجتمِعينَ في مَكانٍ أو مُتفرِّقينَ في البُلدانِ. والحديثُ آيةٌ على صِدقِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لأنَّه مُنذُ أخبَرَ بذلكَ وهذه الطَّائفَةُ لا تَزالُ مَوجودَةً في الأُمَّةِ لم تَنقَطِعْ في زَمانٍ منَ الأزمنَةِ. وفي الحديثِ: فَضلُ الثَّباتِ على الحقِّ والعملِ به. وفيه: فَضلُ لُزومِ هذِه الطائِفةِ؛ فإنَّهم مَنصورونَ مُعانونَ.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 65 Views 0 Reviews
  • لَن يَبرحَ هذا الدِّينُ قائمًا ، يُقاتلُ عليهِ عِصابةٌ منَ المُسلِمينَ ، حتَّى تقومَ السَّاعةُ

    شرح الحديث

    الْخَيْرُ باقٍ في هذه الأُمَّةِ لا يَنقطِعُ حتَّى تَقومَ السَّاعةُ. وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه لن يَبرَحَ هذا الدِّينُ قائمًا، أي: إنَّ هذا الدِّينَ وهو الَّذي بَعثَ اللهُ به خاتَمَ رُسلِه لم يَزلْ قائمًا بسَبَبِ قِتالِ عِصابةٍ، أي: طائفَةٍ من المسلِمين على هذا الدينِ، حتَّى تَقومَ السَّاعةُ، أي: قُربَ قِيامِها؛ لأنَّ السَّاعةَ لا تَقومُ إلَّا على شِرارِ الخَلقِ، وسَوفَ تَأتِي رِيحٌ طيِّبَةٌ تَقبِضُ أرواحَ المؤمنينِ قُبيلَ السَّاعةِ. وقد اختُلِفَ في المَقصودِ بهذِه الطَّائفةِ، وكذلك اختُلِف في مَكانها؛ فقيل: هُم العُلماءُ والفقهاء، وقيل: هُم أصحابُ الحديثِ، وقيل: هُم المُجاهِدُون في سَبيلِ اللهِ تعالى، وقدْ ورَدَ أنَّهم بالشَّام، وأنَّهم ببيتِ المقدسِ وأكنافِ بيتِ المقدس، وورَد أنَّ آخِرَهم بِبيتِ المقْدِسِ، والأولى الجَمْعُ بين هذه الأقوال كلِّها بأنَّ هذه الطَّائفةَ تكون مُتناثِرةً بَينَ طَوائفِ الأُمَّةِ؛ فَمنَ المُمكنِ أن يَكونوا مِنَ العُلماءِ والمُجاهِدين والفُقهاءِ والآمِرين بالمَعروفِ والنَّاهينَ عنِ المُنكرِ، وقَدْ يَكونون مُجتمِعينَ في مَكانٍ أو مُتفرِّقينَ في البُلدانِ.
    وهذا الحديثُ آيةٌ على صِدقِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لأنَّه مُنذُ أخبَرَ بذلكَ وهذه الطَّائفَةُ لا تَزالُ مَوجودَةً في الأُمَّةِ لم تَنقَطِعْ في زَمانٍ منَ الأزمنَةِ.

    صحيح مسلم

    لَن يَبرحَ هذا الدِّينُ قائمًا ، يُقاتلُ عليهِ عِصابةٌ منَ المُسلِمينَ ، حتَّى تقومَ السَّاعةُ

    شرح الحديث

    الْخَيْرُ باقٍ في هذه الأُمَّةِ لا يَنقطِعُ حتَّى تَقومَ السَّاعةُ. وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه لن يَبرَحَ هذا الدِّينُ قائمًا، أي: إنَّ هذا الدِّينَ وهو الَّذي بَعثَ اللهُ به خاتَمَ رُسلِه لم يَزلْ قائمًا بسَبَبِ قِتالِ عِصابةٍ، أي: طائفَةٍ من المسلِمين على هذا الدينِ، حتَّى تَقومَ السَّاعةُ، أي: قُربَ قِيامِها؛ لأنَّ السَّاعةَ لا تَقومُ إلَّا على شِرارِ الخَلقِ، وسَوفَ تَأتِي رِيحٌ طيِّبَةٌ تَقبِضُ أرواحَ المؤمنينِ قُبيلَ السَّاعةِ. وقد اختُلِفَ في المَقصودِ بهذِه الطَّائفةِ، وكذلك اختُلِف في مَكانها؛ فقيل: هُم العُلماءُ والفقهاء، وقيل: هُم أصحابُ الحديثِ، وقيل: هُم المُجاهِدُون في سَبيلِ اللهِ تعالى، وقدْ ورَدَ أنَّهم بالشَّام، وأنَّهم ببيتِ المقدسِ وأكنافِ بيتِ المقدس، وورَد أنَّ آخِرَهم بِبيتِ المقْدِسِ، والأولى الجَمْعُ بين هذه الأقوال كلِّها بأنَّ هذه الطَّائفةَ تكون مُتناثِرةً بَينَ طَوائفِ الأُمَّةِ؛ فَمنَ المُمكنِ أن يَكونوا مِنَ العُلماءِ والمُجاهِدين والفُقهاءِ والآمِرين بالمَعروفِ والنَّاهينَ عنِ المُنكرِ، وقَدْ يَكونون مُجتمِعينَ في مَكانٍ أو مُتفرِّقينَ في البُلدانِ. وهذا الحديثُ آيةٌ على صِدقِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لأنَّه مُنذُ أخبَرَ بذلكَ وهذه الطَّائفَةُ لا تَزالُ مَوجودَةً في الأُمَّةِ لم تَنقَطِعْ في زَمانٍ منَ الأزمنَةِ.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 80 Views 0 Reviews