• خيارُ أئمَّتِكم: الَّذين تُحبُّونهم ويُحبُّونكم، وتُصلُّون عليهم ويُصلُّون عليكم، وشِرارُ أئمَّتِكم: الَّذين تُبغِضونهم ويُبغِضونكم، وتَلعَنونهم ويَلعَنونكم، قالوا: قُلنا: يا رسولَ اللهِ، أفَلا نُنابِذُهم عندَ ذلك؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصَّلاةَ، لا، ما أقاموا فيكم الصَّلاةَ، ألَا مَن وَلِيَ عليه والٍ، فرآه يأتي شيئًا مِن مَعصيةِ اللهِ، فلْيَكرَهْ ما يأتي مِن مَعصيَةِ اللهِ، ولَا يَنزِعَنَّ يدًا مِن طاعةٍ.

    شرح الحديث


    يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ خِيَارَ أَئِمَّة المسلِمين (يعني وُلاةَ الأمور)، سواءٌ كان الإمامَ الكبيرَ في البلدِ وهو السُّلطانُ الأعلَى، أو كان مَن دُونَه؛ الَّذِينَ تُحِبُّونَهم ويُحِبُّونَكم، أي: الَّذِينَ عَدَلوا في الحُكم فتَنعَقِد بينكم وبينهم مودَّةٌ ومَحبَّةٌ؛ وتُصلُّون عليهم ويُصَلُّون عليكم، والصَّلاة هنا بمعنى الدُّعاءِ، أي: تَدْعُونَ لهم ويدعون لكم؛ وشِرارُ أَئِمَّتِكم الَّذِينَ تُبغِضُونَهم ويُبغِضُونَكم، وتَلْعَنُونَهم ويَلْعَنُونَكم، أي: تَدْعُونَ عليهم ويَدْعُون عليكم. ونَهى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن مُنابَذَتِهم، أي: عَزْلِهم وطَرْحِ عَهْدِهم ومُحارَبَتِهم؛ ما أقاموا الصلاةَ، أي: مُدَّةَ إقامَتِهِمُ الصَّلاةَ فيما بينَكم ; لأنها علامةُ اجتِماعِ الكلمةِ في الأُمَّةِ؛ ألَا مَن وَلِيَ عليه وَالٍ، أي: أُمِّرَ عليه وَالٍ؛ فرَآهُ (أي: المُوَلَّى عليه هذا الوَالِي) يأتي شيئًا مِن مَعْصِيَةِ الله، فَلْيَكْرَهْ ما يأتي مِن مَعْصِيَةِ الله، أي: فَلْيُنْكِرْه (إنِ استَطاعَ بلِسانِه، فإن لم يَستَطِعْ فبِقَلْبِه)؛ ولا يَنْزِعَنَّ يدًا مِن طاعةٍ، أي: بالخَلْعِ والخُروجِ عليه.
    في هذا الحديثِ: تعظيمُ شأنِ الصَّلاةِ.
    وفيه: النهيُ عن الخروجِ على الأُمراءِ ما أقاموا الصلاةَ.
    وفيه: الأمرُ بطاعةِ الأُمراءِ ووُلاةِ الأمورِ على كلِّ حال فيما يُرضِي اللهَ عزَّ وجلَّ.
    وفيه: الأمرُ بِمُلازَمَةِ الجماعةِ.
    وفيه: بيانُ خيارِ الحُكَّامِ مِن شِرارِهم.

    صحيح مسلم

    خيارُ أئمَّتِكم: الَّذين تُحبُّونهم ويُحبُّونكم، وتُصلُّون عليهم ويُصلُّون عليكم، وشِرارُ أئمَّتِكم: الَّذين تُبغِضونهم ويُبغِضونكم، وتَلعَنونهم ويَلعَنونكم، قالوا: قُلنا: يا رسولَ اللهِ، أفَلا نُنابِذُهم عندَ ذلك؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصَّلاةَ، لا، ما أقاموا فيكم الصَّلاةَ، ألَا مَن وَلِيَ عليه والٍ، فرآه يأتي شيئًا مِن مَعصيةِ اللهِ، فلْيَكرَهْ ما يأتي مِن مَعصيَةِ اللهِ، ولَا يَنزِعَنَّ يدًا مِن طاعةٍ.

    شرح الحديث

    يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ خِيَارَ أَئِمَّة المسلِمين (يعني وُلاةَ الأمور)، سواءٌ كان الإمامَ الكبيرَ في البلدِ وهو السُّلطانُ الأعلَى، أو كان مَن دُونَه؛ الَّذِينَ تُحِبُّونَهم ويُحِبُّونَكم، أي: الَّذِينَ عَدَلوا في الحُكم فتَنعَقِد بينكم وبينهم مودَّةٌ ومَحبَّةٌ؛ وتُصلُّون عليهم ويُصَلُّون عليكم، والصَّلاة هنا بمعنى الدُّعاءِ، أي: تَدْعُونَ لهم ويدعون لكم؛ وشِرارُ أَئِمَّتِكم الَّذِينَ تُبغِضُونَهم ويُبغِضُونَكم، وتَلْعَنُونَهم ويَلْعَنُونَكم، أي: تَدْعُونَ عليهم ويَدْعُون عليكم. ونَهى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن مُنابَذَتِهم، أي: عَزْلِهم وطَرْحِ عَهْدِهم ومُحارَبَتِهم؛ ما أقاموا الصلاةَ، أي: مُدَّةَ إقامَتِهِمُ الصَّلاةَ فيما بينَكم ; لأنها علامةُ اجتِماعِ الكلمةِ في الأُمَّةِ؛ ألَا مَن وَلِيَ عليه وَالٍ، أي: أُمِّرَ عليه وَالٍ؛ فرَآهُ (أي: المُوَلَّى عليه هذا الوَالِي) يأتي شيئًا مِن مَعْصِيَةِ الله، فَلْيَكْرَهْ ما يأتي مِن مَعْصِيَةِ الله، أي: فَلْيُنْكِرْه (إنِ استَطاعَ بلِسانِه، فإن لم يَستَطِعْ فبِقَلْبِه)؛ ولا يَنْزِعَنَّ يدًا مِن طاعةٍ، أي: بالخَلْعِ والخُروجِ عليه. في هذا الحديثِ: تعظيمُ شأنِ الصَّلاةِ. وفيه: النهيُ عن الخروجِ على الأُمراءِ ما أقاموا الصلاةَ. وفيه: الأمرُ بطاعةِ الأُمراءِ ووُلاةِ الأمورِ على كلِّ حال فيما يُرضِي اللهَ عزَّ وجلَّ. وفيه: الأمرُ بِمُلازَمَةِ الجماعةِ. وفيه: بيانُ خيارِ الحُكَّامِ مِن شِرارِهم.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 106 Views 0 Reviews
  • تَضمَّن اللهُ لِمن خرَج في سَبيلِه، لا يُخرِجُه إلَّا جِهادًا في سَبيلي، وإيمانًا بي، وتَصديقًا برُسُلي - فهو عليَّ ضامِنٌ أنْ أُدخِلَه الجنَّةَ، أو أُرجِعَه إلى مَسكَنِه الَّذي خرَج منه، نائلًا ما نال مِن أجْرٍ أو غَنيمَةٍ، والَّذي نَفسُ محمَّدٍ بيَدِه، ما مِن كَلْمٍ يُكْلَمُ في سَبيلِ اللهِ، إلَّا جاء يومَ القيامَةِ كهيئَتِه حين كُلِم، لَونُه لونُ دمٍ وريحُه مِسكٌ، والَّذي نَفسُ محمَّدٍ بيَدِه، لولا أن يَشُقَّ على المسلِمين، ما قعَدْتُ خِلافَ سَريَّةٍ تَغْزو في سَبيلِ اللهِ أبدًا، ولكنْ لا أجِدُ سَعةً فَأَحْمِلَهُمْ، ولا يَجِدون سَعةً، ويَشُقُّ عليهم أن يتَخلَّفوا عنِّي، والَّذي نَفسُ محمَّدٍ بيَدِه، لوَدِدتُ أنِّي أغزُو في سبيلِ اللهِ فأُقتَلُ، ثمَّ أَغزُو فأُقتَلُ، ثمَّ أغزُو فأُقتَلُ.

    شرح الحديث

    الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ لَهُ في الإسلامِ مَنْزلةٌ عاليةٌ؛ لِمَا فيه مِن الفَضْلِ والأَجْرِ الذي يُفضَّلُ به على كثيرٍ من العِباداتِ، وفي هذا الحديثِ يَقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "تَضمَّنَ اللهُ"، أي: أَوْجَبَ اللهُ تعالى على نَفْسِه، "لِمَن خَرَج في سَبيلِهِ"، أي: يُريدُ الغزوَ والجِهادَ في سبيلِ اللهِ وضِدَّ أعداءِ اللهِ عزَّ وجلَّ، "لا يُخْرِجُهُ إلا جهادًا في سَبيلي"، أي: لا تكون نيَّتُه في الخُروجِ إلا للهِ عزَّ وجلَّ، "وإيمانًا بي، وتصديقًا بِرُسُلي"، أي: ومُؤمنًا برُسُلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وبما أُرْسِلوا به بما ذَكَرَهم سُبْحانَه في كتابِه وبيَّنتْه سُنَّةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "فهو عليَّ ضَامِنٌ أنْ أُدْخِله الجَنَّةَ"، أي: كان جزاؤه عِنْد اللهِ تعالى أنْ يُدْخِلَه الجَنَّة، وذلك إنْ قُتِلَ في المَعْركةِ، "أو أَرْجَعَه إلى مَسْكنِه الذي خَرَج منه نائلًا ما نال من أَجْرٍ أو غَنيمةٍ"، أي: فإنَّ لم يُقْتَل جَعَل اللهُ عزَّ وجلَّ له أجرًا عظيمًا في الآخرةِ، ورَزَقَهُ الغنيمةَ في الدُّنيا، قال النبيُّ صلىَّ الله عليه وسلَّم: "والذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بيدِه"، أي: يَحْلِفُ النبيُّ باللهِ عزَّ وجلَّ؛ وذلك لأنَّ اللهَ هو الذي يَمْلِكُ الأنفسَ، وكثيرًا ما كان يُقْسِمُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بهذا القَسَمِ، "ما مِن كَلْمٍ يُكْلَمُ في سبيلِ اللهِ"، أي: ما مِن مُسلِمٍ يُصِيبُه جُرْحٌ أثناءَ القِتالِ، "إلَّا جاء يَومَ القيامةِ كهيئتِه حين كُلِمَ"، أي: إلَّا جَاء هذا الجُرْحُ الذي جُرِحَهُ في الدُّنيا، "لونُه لونُ دَمٍ وريحُه مِسْكٌ"، أي: تَفوحُ منه رائحةُ المِسْكُ، "والذي نَفْسُ محمدٍ بيدِه، لولا أنْ يَشُقَّ على المسلمين"، أي: لولا أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم يَخْشى المشقَّةَ والتَّعَبَ على المسلمين، "ما قَعْدتُ خِلافَ سَرِيَّةٍ تَغْزو في سبيلِ اللهِ أبدًا"، أي: ما تَركتُ غزوًا إلَّا وخَرَجتُ إليهِ، والسَّرِيَّةُ: القِطْعَةُ من الجيشِ يَبْلُغُ أقصاها أَرْبَعَ مائةٍ، "ولكن لا أَجِدُ سَعَةً فأَحْمِلهم"، أي: ليس عند النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن الدَّوابِّ التي تَحمِلُ المسلمين في السَّفرِ، وتَعْبُرُ بهم إلى الغَزْوِ، "ولا يَجِدونَ سَعَةً"، أي: وكذلك هم لا يَملِكُون من الدَّوابِّ التي تُعِينُهم وتَحْمِلُهم؛ ليَكونوا مع رَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، "ويَشُقُّ عليهم أنْ يتخلَّفوا عنِّي"، أي: ويعودُ عَجْزُهم عن اللَّحاقِ بي بالمشقَّة عليهم، سواءٌ اتَّبَعُوه وسارَوا معه مَشيًا على الأقدامِ، أو قَعَدوا وتَخلَّفُوا عنه حين يَخرُجُ، "والذي نَفْسُ محمَّدٍ بيدِه، لوَدَدتُ أنْ أَغْزُوَ في سبيلِ اللهِ فأُقْتَل، ثُمَّ أَغْزُو فأُقْتَل، ثُمَّ أَغْزُو فأُقْتَل"، أي: أنْ يُبْعَثَ فيُقَتَل مرَّاتٍ مُتكرِّرةً عَديدةً؛ وذلك لِما في الجهادِ والغزوِ من عظيمِ الفَضْلِ والأَجْرِ.
    وفي الحديثِ: الحثُّ على الجِهادِ والخُروجِ في سبيلِ اللهِ تعالى.
    وفيه: بيانُ ما كان عليه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من شَفَقَةٍ ورَحْمةٍ بالمسلمين.( ).

    صحيح مسلم

    تَضمَّن اللهُ لِمن خرَج في سَبيلِه، لا يُخرِجُه إلَّا جِهادًا في سَبيلي، وإيمانًا بي، وتَصديقًا برُسُلي - فهو عليَّ ضامِنٌ أنْ أُدخِلَه الجنَّةَ، أو أُرجِعَه إلى مَسكَنِه الَّذي خرَج منه، نائلًا ما نال مِن أجْرٍ أو غَنيمَةٍ، والَّذي نَفسُ محمَّدٍ بيَدِه، ما مِن كَلْمٍ يُكْلَمُ في سَبيلِ اللهِ، إلَّا جاء يومَ القيامَةِ كهيئَتِه حين كُلِم، لَونُه لونُ دمٍ وريحُه مِسكٌ، والَّذي نَفسُ محمَّدٍ بيَدِه، لولا أن يَشُقَّ على المسلِمين، ما قعَدْتُ خِلافَ سَريَّةٍ تَغْزو في سَبيلِ اللهِ أبدًا، ولكنْ لا أجِدُ سَعةً فَأَحْمِلَهُمْ، ولا يَجِدون سَعةً، ويَشُقُّ عليهم أن يتَخلَّفوا عنِّي، والَّذي نَفسُ محمَّدٍ بيَدِه، لوَدِدتُ أنِّي أغزُو في سبيلِ اللهِ فأُقتَلُ، ثمَّ أَغزُو فأُقتَلُ، ثمَّ أغزُو فأُقتَلُ.

    شرح الحديث

    الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ لَهُ في الإسلامِ مَنْزلةٌ عاليةٌ؛ لِمَا فيه مِن الفَضْلِ والأَجْرِ الذي يُفضَّلُ به على كثيرٍ من العِباداتِ، وفي هذا الحديثِ يَقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "تَضمَّنَ اللهُ"، أي: أَوْجَبَ اللهُ تعالى على نَفْسِه، "لِمَن خَرَج في سَبيلِهِ"، أي: يُريدُ الغزوَ والجِهادَ في سبيلِ اللهِ وضِدَّ أعداءِ اللهِ عزَّ وجلَّ، "لا يُخْرِجُهُ إلا جهادًا في سَبيلي"، أي: لا تكون نيَّتُه في الخُروجِ إلا للهِ عزَّ وجلَّ، "وإيمانًا بي، وتصديقًا بِرُسُلي"، أي: ومُؤمنًا برُسُلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وبما أُرْسِلوا به بما ذَكَرَهم سُبْحانَه في كتابِه وبيَّنتْه سُنَّةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "فهو عليَّ ضَامِنٌ أنْ أُدْخِله الجَنَّةَ"، أي: كان جزاؤه عِنْد اللهِ تعالى أنْ يُدْخِلَه الجَنَّة، وذلك إنْ قُتِلَ في المَعْركةِ، "أو أَرْجَعَه إلى مَسْكنِه الذي خَرَج منه نائلًا ما نال من أَجْرٍ أو غَنيمةٍ"، أي: فإنَّ لم يُقْتَل جَعَل اللهُ عزَّ وجلَّ له أجرًا عظيمًا في الآخرةِ، ورَزَقَهُ الغنيمةَ في الدُّنيا، قال النبيُّ صلىَّ الله عليه وسلَّم: "والذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بيدِه"، أي: يَحْلِفُ النبيُّ باللهِ عزَّ وجلَّ؛ وذلك لأنَّ اللهَ هو الذي يَمْلِكُ الأنفسَ، وكثيرًا ما كان يُقْسِمُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بهذا القَسَمِ، "ما مِن كَلْمٍ يُكْلَمُ في سبيلِ اللهِ"، أي: ما مِن مُسلِمٍ يُصِيبُه جُرْحٌ أثناءَ القِتالِ، "إلَّا جاء يَومَ القيامةِ كهيئتِه حين كُلِمَ"، أي: إلَّا جَاء هذا الجُرْحُ الذي جُرِحَهُ في الدُّنيا، "لونُه لونُ دَمٍ وريحُه مِسْكٌ"، أي: تَفوحُ منه رائحةُ المِسْكُ، "والذي نَفْسُ محمدٍ بيدِه، لولا أنْ يَشُقَّ على المسلمين"، أي: لولا أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم يَخْشى المشقَّةَ والتَّعَبَ على المسلمين، "ما قَعْدتُ خِلافَ سَرِيَّةٍ تَغْزو في سبيلِ اللهِ أبدًا"، أي: ما تَركتُ غزوًا إلَّا وخَرَجتُ إليهِ، والسَّرِيَّةُ: القِطْعَةُ من الجيشِ يَبْلُغُ أقصاها أَرْبَعَ مائةٍ، "ولكن لا أَجِدُ سَعَةً فأَحْمِلهم"، أي: ليس عند النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن الدَّوابِّ التي تَحمِلُ المسلمين في السَّفرِ، وتَعْبُرُ بهم إلى الغَزْوِ، "ولا يَجِدونَ سَعَةً"، أي: وكذلك هم لا يَملِكُون من الدَّوابِّ التي تُعِينُهم وتَحْمِلُهم؛ ليَكونوا مع رَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، "ويَشُقُّ عليهم أنْ يتخلَّفوا عنِّي"، أي: ويعودُ عَجْزُهم عن اللَّحاقِ بي بالمشقَّة عليهم، سواءٌ اتَّبَعُوه وسارَوا معه مَشيًا على الأقدامِ، أو قَعَدوا وتَخلَّفُوا عنه حين يَخرُجُ، "والذي نَفْسُ محمَّدٍ بيدِه، لوَدَدتُ أنْ أَغْزُوَ في سبيلِ اللهِ فأُقْتَل، ثُمَّ أَغْزُو فأُقْتَل، ثُمَّ أَغْزُو فأُقْتَل"، أي: أنْ يُبْعَثَ فيُقَتَل مرَّاتٍ مُتكرِّرةً عَديدةً؛ وذلك لِما في الجهادِ والغزوِ من عظيمِ الفَضْلِ والأَجْرِ. وفي الحديثِ: الحثُّ على الجِهادِ والخُروجِ في سبيلِ اللهِ تعالى. وفيه: بيانُ ما كان عليه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من شَفَقَةٍ ورَحْمةٍ بالمسلمين.( ).

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 99 Views 0 Reviews
  • إنَّ أدنَى أهلِ الجنةِ منزلةً رجلٌ صرَفَ اللهُ وجْهَهُ عن النارِ قِبَلَ الجنةِ. ومُثِّلَ له شجرةٌ ذاتُ ظلٍّ. فقالَ: أيْ ربِّ ! قدِّمنِي إلى هذه الشجرةِ أكونُ في ظلِّها. وساق الحديثَ بنحو حديثِ ابنِ مسعودٍ. ولم يذكر فيقول: يا ابنَ آدمَ ! ما يُصْرِينِي منكَ... إلى آخرِ الحديثِ. وزادَ فيه ويُذَكِّرُهُ اللهُ سَلْ كذا وكذا. فإذا انقَطَعَتْ بِهِ الأمَانِيُّ قال اللهُ: هُو لَكَ وعشْرَةُ أمْثَالِهِ. قال: ثُمَّ يَدخُلُ بيتَه فتدخُلُ عليه زوجتاهُ من الحورِ العينِ. فتقولان: الحمدُ للهِ الذي أحياكَ لنَا وأحيانَا لكَ. قال فيقولُ: ما أُعطِيَ أحَدٌ مِثْلَ ما أُعْطِيتُ

    شرح الحديث

    مَن أنْعمَ اللهُ تعالى عليه بأنْ أَنْجاهُ من النَّارِ وأَدْخله الجَنَّةَ فقدْ فازَ، وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ أَدْنَى أهلِ الجنَّةِ مَنزِلةً"، أي: إنَّ أقلَّهم نَصيبًا فيها وعطاءً، "رَجُلٌ صرَفَ اللهُ وجهَهُ عَنِ النَّارِ قِبَلَ الجنَّةِ"، أي: بعْدَ أنْ أَخْرجَهُ اللهُ مِنَ النَّارِ صرَفَ وَجْهَهُ عَنْها ووَجَّهَهُ نَحْوَ الجنَّةِ، "ومثَّل له شَجرةً ذاتَ ظِلٍّ"، أي: أظهَرَ اللهُ له على مَرْمَى بَصَرِهِ شَجرةً لها ظِلٌّ، فقال الرَّجُلُ مُنادِيًا رَبَّه عزَّ وجلَّ: "أَيْ رَبِّ، قدِّمْني إلى هذه الشَّجرةِ أكون في ظِلِّها"، أي: قَرِّبْني منها، لِأَسْتَظِلَّ بظِلِّها، وساقَ الحديثَ بنَحْوِ حديثِ ابنِ مسعودٍ، ، وفيه: أنَّ الرَّجُلَ يسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يَقترِبَ مِن شجرةٍ تِلوَ الشَّجرةِ شَريطةَ إنْ ذهَب إلى إحداها ألَّا يَطمعَ في التي بَعدَها، وهي أحسنُ مِن التي يقِفُ في ظلِّها، ولشَغفِ قلبِ ابنِ آدَمَ بها، يَقبَلُ هذا الشَّرطَ مِن الله عزَّ وجلَّ، وحينما يأتي شجرةً على باب الجنة فيَسمعُ أصواتَ أهلِ الجنةِ، يطلُب ويتمنَّى على اللهِ عزَّ وجلَّ دُخولَها، فلمَّا أن يأذنَ اللهُ تعالى له بدُخولها- وزاد فيه، أي: وزاد أبو سعيدٍ الخُدْرِيُّ في رِوايتِهِ: "وَيُذَكِّرُهُ اللهُ: سَلْ كذا وكذا"، أي: يُذَكِّرُ اللهُ عزَّ وجلَّ الرَّجلَ الَّذي يكون أقلَّ أهلِ الجنَّةِ مَنزِلةً بما في الجنَّةِ من نَعيمٍ غاب عنه، ويُسمِّي له ما فيها، "فإذا انقطعَتْ به الأمانيُّ"، أي: انتهَتْ طَلَباتُهُ، ونَفِدَتْ رَغباتُه، قال الله عزَّ وجلَّ: "هو لك وعشَرةُ أمثالِهِ"، أي: عشَرةُ أضعافِ ما تمنَّيْتَ وطلَبْتَ، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "ثمَّ يَدْخُلُ بَيْتَهَ"، أي: في الجنَّةِ، "فتدخُلُ عليه زَوْجتاهُ مِنَ الحُورِ العِينِ"، والحورُ العِينُ: نِساءُ أهلِ الجنَّةِ، والمُرادُ بالحَوْراءِ: الشَّديدَةُ بَياضِ العَيْنِ الشَّديدَةُ سَوادِها، والمُرادُ بالعِينِ: واسعةُ العَيْنِ، فتقولان: "الحمدُ للهِ الَّذي أَحْياكَ لنا وأَحْيَانَا لكَ"، أي: الَّذي خَلَقَكَ لنا وخَلَقَنَا لكَ، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فيقول الرَّجلُ: "ما أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ ما أُعْطِيتُ"، أي: يَظُنُّ الرَّجُلُ بما أعطاه اللهُ من نَعيمٍ في الجنَّةِ أنَّه أخَذَ أعلى مَنزِلةً في الجنَّةِ.
    وقوله: "ولم يَذْكُرْ: فيقولُ: يا ابنَ آدمَ، ما يَصْرِينِي مِنْكَ... إلى آخِرِ الحديثِ"، أي: لم يَذكُرْ أبو سعيدٍ الخدريُّ رضِيَ اللهُ عنه في رِوايتِه ما قاله اللهُ عزَّ وجلَّ لعبدِه، وفيه: أنَّه لَمَّا طلَبَ مِن الله دُخولَ الجنَّةِ، قال الله عزَّ وجلَّ: "يا ابنَ آدَمُ، ما يَصريني منك؟" أي: ما العطاءُ الذي إذا مَنحتُك وأعطيتُك إياَّه تَقْبَلُه وتَقنَعُ به؟ "أيُرضيك أنْ أُعطيَك الدُّنيا ومِثلَها معها؟ قال: يا ربِّ، أتستهزئُ منِّي وأنتَ ربُّ العالَمين؟! "، فضَحِك ابنُ مسعودٍ، فقال: ألَّا تَسألوني ممَّ أَضحَكُ؟! فقالوا: ممَّ تَضحكُ؟ قال: هكذا ضَحِكَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقالوا: ممَّ تَضحَكُ يا رسولَ الله؟ قال: "مِن ضَحِكِ ربِّ العالَمِين حين قال: أتستهزئُ منِّي وأنتَ ربُّ العالَمِين؟! فيقول: إنِّي لا أستهزئُ منك، ولكنِّي على ما أشاءُ قادرٌ!
    وفي الحديثِ: بيانٌ لسَعةِ مُلكِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وسَعةِ الجَنِّةِ وعِظَمِ خَلقِها، مِصداقًا لقولِه تعالى: {عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ} [آل عمران: ].
    وفيه: بيانُ سَعَةِ فَضلِ اللهِ سُبحانَه وجزيلِ عَطائِه لعَبدِه المؤمنِ، حيث كان هذا العطاءُ الجزيلُ لِمَن هو أقلُّ منزلةً في الجَنَّة؛ فكيف الظنُّ بمَن هو أعْلَى مَنزلةً؟! ( ).

    صحيح مسلم

    إنَّ أدنَى أهلِ الجنةِ منزلةً رجلٌ صرَفَ اللهُ وجْهَهُ عن النارِ قِبَلَ الجنةِ. ومُثِّلَ له شجرةٌ ذاتُ ظلٍّ. فقالَ: أيْ ربِّ ! قدِّمنِي إلى هذه الشجرةِ أكونُ في ظلِّها. وساق الحديثَ بنحو حديثِ ابنِ مسعودٍ. ولم يذكر فيقول: يا ابنَ آدمَ ! ما يُصْرِينِي منكَ... إلى آخرِ الحديثِ. وزادَ فيه ويُذَكِّرُهُ اللهُ سَلْ كذا وكذا. فإذا انقَطَعَتْ بِهِ الأمَانِيُّ قال اللهُ: هُو لَكَ وعشْرَةُ أمْثَالِهِ. قال: ثُمَّ يَدخُلُ بيتَه فتدخُلُ عليه زوجتاهُ من الحورِ العينِ. فتقولان: الحمدُ للهِ الذي أحياكَ لنَا وأحيانَا لكَ. قال فيقولُ: ما أُعطِيَ أحَدٌ مِثْلَ ما أُعْطِيتُ

    شرح الحديث

    مَن أنْعمَ اللهُ تعالى عليه بأنْ أَنْجاهُ من النَّارِ وأَدْخله الجَنَّةَ فقدْ فازَ، وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ أَدْنَى أهلِ الجنَّةِ مَنزِلةً"، أي: إنَّ أقلَّهم نَصيبًا فيها وعطاءً، "رَجُلٌ صرَفَ اللهُ وجهَهُ عَنِ النَّارِ قِبَلَ الجنَّةِ"، أي: بعْدَ أنْ أَخْرجَهُ اللهُ مِنَ النَّارِ صرَفَ وَجْهَهُ عَنْها ووَجَّهَهُ نَحْوَ الجنَّةِ، "ومثَّل له شَجرةً ذاتَ ظِلٍّ"، أي: أظهَرَ اللهُ له على مَرْمَى بَصَرِهِ شَجرةً لها ظِلٌّ، فقال الرَّجُلُ مُنادِيًا رَبَّه عزَّ وجلَّ: "أَيْ رَبِّ، قدِّمْني إلى هذه الشَّجرةِ أكون في ظِلِّها"، أي: قَرِّبْني منها، لِأَسْتَظِلَّ بظِلِّها، وساقَ الحديثَ بنَحْوِ حديثِ ابنِ مسعودٍ، ، وفيه: أنَّ الرَّجُلَ يسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يَقترِبَ مِن شجرةٍ تِلوَ الشَّجرةِ شَريطةَ إنْ ذهَب إلى إحداها ألَّا يَطمعَ في التي بَعدَها، وهي أحسنُ مِن التي يقِفُ في ظلِّها، ولشَغفِ قلبِ ابنِ آدَمَ بها، يَقبَلُ هذا الشَّرطَ مِن الله عزَّ وجلَّ، وحينما يأتي شجرةً على باب الجنة فيَسمعُ أصواتَ أهلِ الجنةِ، يطلُب ويتمنَّى على اللهِ عزَّ وجلَّ دُخولَها، فلمَّا أن يأذنَ اللهُ تعالى له بدُخولها- وزاد فيه، أي: وزاد أبو سعيدٍ الخُدْرِيُّ في رِوايتِهِ: "وَيُذَكِّرُهُ اللهُ: سَلْ كذا وكذا"، أي: يُذَكِّرُ اللهُ عزَّ وجلَّ الرَّجلَ الَّذي يكون أقلَّ أهلِ الجنَّةِ مَنزِلةً بما في الجنَّةِ من نَعيمٍ غاب عنه، ويُسمِّي له ما فيها، "فإذا انقطعَتْ به الأمانيُّ"، أي: انتهَتْ طَلَباتُهُ، ونَفِدَتْ رَغباتُه، قال الله عزَّ وجلَّ: "هو لك وعشَرةُ أمثالِهِ"، أي: عشَرةُ أضعافِ ما تمنَّيْتَ وطلَبْتَ، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "ثمَّ يَدْخُلُ بَيْتَهَ"، أي: في الجنَّةِ، "فتدخُلُ عليه زَوْجتاهُ مِنَ الحُورِ العِينِ"، والحورُ العِينُ: نِساءُ أهلِ الجنَّةِ، والمُرادُ بالحَوْراءِ: الشَّديدَةُ بَياضِ العَيْنِ الشَّديدَةُ سَوادِها، والمُرادُ بالعِينِ: واسعةُ العَيْنِ، فتقولان: "الحمدُ للهِ الَّذي أَحْياكَ لنا وأَحْيَانَا لكَ"، أي: الَّذي خَلَقَكَ لنا وخَلَقَنَا لكَ، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فيقول الرَّجلُ: "ما أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ ما أُعْطِيتُ"، أي: يَظُنُّ الرَّجُلُ بما أعطاه اللهُ من نَعيمٍ في الجنَّةِ أنَّه أخَذَ أعلى مَنزِلةً في الجنَّةِ. وقوله: "ولم يَذْكُرْ: فيقولُ: يا ابنَ آدمَ، ما يَصْرِينِي مِنْكَ... إلى آخِرِ الحديثِ"، أي: لم يَذكُرْ أبو سعيدٍ الخدريُّ رضِيَ اللهُ عنه في رِوايتِه ما قاله اللهُ عزَّ وجلَّ لعبدِه، وفيه: أنَّه لَمَّا طلَبَ مِن الله دُخولَ الجنَّةِ، قال الله عزَّ وجلَّ: "يا ابنَ آدَمُ، ما يَصريني منك؟" أي: ما العطاءُ الذي إذا مَنحتُك وأعطيتُك إياَّه تَقْبَلُه وتَقنَعُ به؟ "أيُرضيك أنْ أُعطيَك الدُّنيا ومِثلَها معها؟ قال: يا ربِّ، أتستهزئُ منِّي وأنتَ ربُّ العالَمين؟! "، فضَحِك ابنُ مسعودٍ، فقال: ألَّا تَسألوني ممَّ أَضحَكُ؟! فقالوا: ممَّ تَضحكُ؟ قال: هكذا ضَحِكَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقالوا: ممَّ تَضحَكُ يا رسولَ الله؟ قال: "مِن ضَحِكِ ربِّ العالَمِين حين قال: أتستهزئُ منِّي وأنتَ ربُّ العالَمِين؟! فيقول: إنِّي لا أستهزئُ منك، ولكنِّي على ما أشاءُ قادرٌ! وفي الحديثِ: بيانٌ لسَعةِ مُلكِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وسَعةِ الجَنِّةِ وعِظَمِ خَلقِها، مِصداقًا لقولِه تعالى: {عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ} [آل عمران: ]. وفيه: بيانُ سَعَةِ فَضلِ اللهِ سُبحانَه وجزيلِ عَطائِه لعَبدِه المؤمنِ، حيث كان هذا العطاءُ الجزيلُ لِمَن هو أقلُّ منزلةً في الجَنَّة؛ فكيف الظنُّ بمَن هو أعْلَى مَنزلةً؟! ( ).

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 77 Views 0 Reviews
  • يُغفَرُ للشهيدِ كلَّ ذنبٍ ، إلا الدَّيْنَ

    شرح الحديث

    يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ القَتْلَ في سَبيلِ الله يُكفِّر كلَّ شيءٍ، أي: يكونُ سببًا لتَكفيرِ كلِّ شيءٍ مِنَ الخَطايَا عن المقتولِ؛ إلَّا الدَّيْنَ، وذلك لأنَّ دَيْنَ الآدَمِيِّ لا بُدَّ مِن إيفائِه إمَّا في الدُّنيا وإمَّا في الآخِرَةِ؛ ولا يَنبغِي للإنسانِ أنْ يَتساهَلَ في أمرِ الدَّيْنِ.
    في الحديثِ: تَنبِيهٌ على جَميعِ حُقوقِ الآدَمِيِّينَ، وأنَّ الجهادَ والشَّهادَةَ وغيرَهما مِن أعمالِ البِرِّ لا يُكفِّر حُقوقَ الآدَمِيِّينَ، وإنَّما يُكفِّر حُقوقَ الله تعالى.

    صحيح مسلم

    يُغفَرُ للشهيدِ كلَّ ذنبٍ ، إلا الدَّيْنَ

    شرح الحديث

    يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ القَتْلَ في سَبيلِ الله يُكفِّر كلَّ شيءٍ، أي: يكونُ سببًا لتَكفيرِ كلِّ شيءٍ مِنَ الخَطايَا عن المقتولِ؛ إلَّا الدَّيْنَ، وذلك لأنَّ دَيْنَ الآدَمِيِّ لا بُدَّ مِن إيفائِه إمَّا في الدُّنيا وإمَّا في الآخِرَةِ؛ ولا يَنبغِي للإنسانِ أنْ يَتساهَلَ في أمرِ الدَّيْنِ. في الحديثِ: تَنبِيهٌ على جَميعِ حُقوقِ الآدَمِيِّينَ، وأنَّ الجهادَ والشَّهادَةَ وغيرَهما مِن أعمالِ البِرِّ لا يُكفِّر حُقوقَ الآدَمِيِّينَ، وإنَّما يُكفِّر حُقوقَ الله تعالى.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 61 Views 0 Reviews
  • من خيرِ معاشِ الناسِ لهم ، رجلٌ ممسكٌ عنانَ فرسِه في سبيلِ اللهِ. يطيرُ على متنِه. كلما سمع هيعةً أو فزعةً طار عليه. يبتغي القتلَ والموتَ مظانَّه. أو رجلٌ في غنيمةٍ في رأسِ شعفةٍ من هذه الشعفِ. أو بطنِ وادٍ من هذه الأوديةِ. يقيمُ الصلاةَ ويؤتي الزكاةَ. ويعبدُ ربَّه حتى يأتيَه اليقينُ. ليس من الناسِ إلا في خيرٍ. وفي روايةٍ: في شعبةٍ من هذه الشعابِ

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه مِن خيرِ مَعَاشِ النَّاسِ لهم، أي: مَعَاشُ رَجُلٍ هذا شأنُه مِن خيرِ مَعاشِهم النَّافِع لهم؛ رَجُلٌ مُمْسِكٌ "عِنَانَ" فَرَسِه في سبيلِ الله، أي: لِجَامَه وزِمَامَه، يُرِيدُ أنَّه مُراقِبٌ لِحَرَكاتِ العَدُوِّ ومُتأهِّبٌ لِلقائِه ومُستَعِدٌّ لِقتالِه؛ يَطِيرُ على مَتْنِه، أي: يُسرِعُ راكبًا على ظهرِه؛ كُلَّمَا سِمِعَ "هَيْعَةً"، أي: صَيْحَةً يُفزَعُ منها ويُجْبَن؛ أو فَزْعَةً، أي: مرَّةً مِن الاستِغاثَةِ؛ طارَ عليه، أي: أسرَعَ راكبًا على ظَهْرِ فَرَسِه طائِرًا إلى الهَيْعَةِ أو الفَزْعَةِ؛ يَبتغِي القَتْلَ والموتَ مَظَانَّهُ، أي: لا يُبالِي ولا يَحْتَرِزُ منه، بل يَطلُبُه حيثُ يَظُنُّ أنَّه يكون؛ أو رَجُلٌ في غُنَيْمَةٍ، أي: في مَعاشِه، والمُرادُ: قِطْعَةُ غَنَمٍ؛ في رأسِ "شَعَفَةٍ مِن هذه الشَّعَفِ" أي: أَعْلَى رأسِ الجَبَلِ، وفي روايةٍ: في "شُعْبَةٍ" مِن هذه الشِّعَابِ، وهي الطُّرُقُ في الجِبالِ؛ أو في بَطْنِ وادٍ مِن هذه الأَوْدِيَةِ، يُقِيمُ الصَّلاةَ، ويُؤتِي الزَّكاةَ، أي: إنْ كان ممَّن مَلَك نِصابَها واستُحقَّتْ عليه بشُروطِها؛ ويَعبُدُ ربَّه حتَّى يَأتِيَه اليَقِينُ، أي: الموتُ؛ سُمِّيَ به لأنَّه لا شَكَّ في تحقيقِ وُقوعِه؛ ليس (أي: كلُّ واحدٍ مِنَ الرَّجُلَيْنِ، أو الثاني، وهو أقرَبُ) مِنَ الناسِ (أي: مِن أُمورِهم) إلَّا في خيرٍ (أي: في أمرِ خيرٍ).
    في الحديثِ: فَضِيلَةُ القتلِ أو الموتِ في سَبِيلِ الله.
    وفيه: فضيلةُ اعتِزالِ الناسِ عندَ وُقوعِ الفِتنَةِ.
    وفيه: أهمِّيَّةُ الصَّلاةِ والزَّكاةِ، وعدمُ تَركِهما.

    صحيح مسلم

    من خيرِ معاشِ الناسِ لهم ، رجلٌ ممسكٌ عنانَ فرسِه في سبيلِ اللهِ. يطيرُ على متنِه. كلما سمع هيعةً أو فزعةً طار عليه. يبتغي القتلَ والموتَ مظانَّه. أو رجلٌ في غنيمةٍ في رأسِ شعفةٍ من هذه الشعفِ. أو بطنِ وادٍ من هذه الأوديةِ. يقيمُ الصلاةَ ويؤتي الزكاةَ. ويعبدُ ربَّه حتى يأتيَه اليقينُ. ليس من الناسِ إلا في خيرٍ. وفي روايةٍ: في شعبةٍ من هذه الشعابِ

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه مِن خيرِ مَعَاشِ النَّاسِ لهم، أي: مَعَاشُ رَجُلٍ هذا شأنُه مِن خيرِ مَعاشِهم النَّافِع لهم؛ رَجُلٌ مُمْسِكٌ "عِنَانَ" فَرَسِه في سبيلِ الله، أي: لِجَامَه وزِمَامَه، يُرِيدُ أنَّه مُراقِبٌ لِحَرَكاتِ العَدُوِّ ومُتأهِّبٌ لِلقائِه ومُستَعِدٌّ لِقتالِه؛ يَطِيرُ على مَتْنِه، أي: يُسرِعُ راكبًا على ظهرِه؛ كُلَّمَا سِمِعَ "هَيْعَةً"، أي: صَيْحَةً يُفزَعُ منها ويُجْبَن؛ أو فَزْعَةً، أي: مرَّةً مِن الاستِغاثَةِ؛ طارَ عليه، أي: أسرَعَ راكبًا على ظَهْرِ فَرَسِه طائِرًا إلى الهَيْعَةِ أو الفَزْعَةِ؛ يَبتغِي القَتْلَ والموتَ مَظَانَّهُ، أي: لا يُبالِي ولا يَحْتَرِزُ منه، بل يَطلُبُه حيثُ يَظُنُّ أنَّه يكون؛ أو رَجُلٌ في غُنَيْمَةٍ، أي: في مَعاشِه، والمُرادُ: قِطْعَةُ غَنَمٍ؛ في رأسِ "شَعَفَةٍ مِن هذه الشَّعَفِ" أي: أَعْلَى رأسِ الجَبَلِ، وفي روايةٍ: في "شُعْبَةٍ" مِن هذه الشِّعَابِ، وهي الطُّرُقُ في الجِبالِ؛ أو في بَطْنِ وادٍ مِن هذه الأَوْدِيَةِ، يُقِيمُ الصَّلاةَ، ويُؤتِي الزَّكاةَ، أي: إنْ كان ممَّن مَلَك نِصابَها واستُحقَّتْ عليه بشُروطِها؛ ويَعبُدُ ربَّه حتَّى يَأتِيَه اليَقِينُ، أي: الموتُ؛ سُمِّيَ به لأنَّه لا شَكَّ في تحقيقِ وُقوعِه؛ ليس (أي: كلُّ واحدٍ مِنَ الرَّجُلَيْنِ، أو الثاني، وهو أقرَبُ) مِنَ الناسِ (أي: مِن أُمورِهم) إلَّا في خيرٍ (أي: في أمرِ خيرٍ). في الحديثِ: فَضِيلَةُ القتلِ أو الموتِ في سَبِيلِ الله. وفيه: فضيلةُ اعتِزالِ الناسِ عندَ وُقوعِ الفِتنَةِ. وفيه: أهمِّيَّةُ الصَّلاةِ والزَّكاةِ، وعدمُ تَركِهما.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 101 Views 0 Reviews
  • سأَل موسى ربَّه: ما أدْنَى أهْلِ الجنَّةِ مَنزلةً؟ قال: هو رَجلٌ يَجيءُ بعدَما أُدخِل أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ، فيُقالُ له: ادْخُلِ الجنَّةَ، فيقولُ: أيْ ربِّ، كيف وقد نزَل النَّاسُ مَنازِلَهم، وأَخَذوا أخَذاتِهم؟ فيُقالُ له: أتَرضى أن يَكونَ لك مِثلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِن مُلوكِ الدُّنيا؟ فيقولُ: رَضيتُ ربِّ، فيقولُ: لك ذلك، ومِثلُه ومِثلُه ومِثلُه ومِثلُه، فقال في الخامِسةِ: رضيتُ ربِّ، فيقولُ: هذا لَك وعشَرةُ أمثالِه، ولك ما اشتهَتْ نَفسُك ولذَّتْ عينُك، فيقولُ: رَضيتُ ربِّ. قال: ربِّ، فأعلاهم مَنزلةً؟ قال: أولئك الَّذين أردتُ، غرَستُ كرامَتَهم بيَدي، وخَتَمتُ عليها، فلم ترَ عَينٌ ولَم تَسمَعْ أذُنٌ ولَم يَخطُرْ على قَلبِ بشَرٍ، قال: ومِصْداقُه في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17]؛ الآيةَ. وفي رِوايةٍ: سمِعْتُ الشَّعبيَّ يَقولُ: سمِعتُ المُغيرةَ بنَ شُعبةَ يقولُ على المنبَرِ: إنَّ موسى عليه السَّلامُ سأَل اللهَ عزَّ وجلَّ عن أخسِّ أهلِ الجنَّةِ مِنها حظًّا؟ وساق الحَديثَ بنَحوِه.

    شرح الحديث

    سألَ موسى عليه السَّلامُ ربَّه: ما أدْنى، أي: أقلُّ أهلِ الجنَّةِ منزلةً؟ قال: هو رجلٌ يجيءُ بعدما أُدخِلَ أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ، فيقالُ له: ادخُلِ الجنَّةَ، فيقولُ: أيْ ربِّ، كيف، أي: دُخولي فيها وقد نزَل النَّاسُ منازلَهم؟ أي: فيها وما أبقَوْا لغيرِهم منزلًا، وأخَذوا "أَخَذَاتِهم"، أي: سلَكوا طُرقَهم، أو حصَّلوا كراماتِهم، فيقالُ له: أتَرضَى أنْ يكونَ لك مِثلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِن ملوكِ الدُّنيا؟ فيقولُ: رضِيتُ ربِّ؛ مسارعةً لذِكرِ الرَّبِّ، فيقولُ: لك ذلك ومِثلُه ومِثلُه ومِثلُه ومِثلُه، أي: مُنضمًّا لِمَا رَضيتَ به زيادةً عليه، مبالغةً في التَّفضيلِ، فيقول في الخامسةِ: رضيتُ ربِّ، فيقولُ: هذا لك وعشَرةُ أمثالِه، ولك ما اشتهَتْ نفسُك، ولذَّتْ عينُك، وهذا شاملٌ لكلِّ أحدٍ مِن أهلِ الجنَّةِ، فيقولُ: رضِيتُ ربِّ، قال موسى: ربِّ، فأعلاهم منزلةً، قال اللهُ تعالى: فأولئك الَّذين أردتُ، غرَسْتُ كرامتَهم بيدي، وختَمْتُ عليها؛ فلم تَرَ عينٌ، ولم تسمَعْ أُذُنٌ، ولم يخطُرْ على قلبِ بشَرٍ، أي: ما أعدَدْتُ لهم مِن الكرامةِ؛ لعدمِ وجودِ شيءٍ ممَّا ذُكِر لأحدٍ منهم، ومصداقُه في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: ].
    في الحديثِ: بيانُ نعيمِ أدْنى أهلِ الجنَّةِ.
    وفيه: بيانُ درجاتِ الجنَّةِ.
    وفيه: وجودُ الجنَّةِ الَّتي خلَقَها اللهُ تعالى لتكونَ دارَ النَّعيمِ لأوليائِه.
    وفيه: ثبوتُ صِفةِ اليدِ للهِ عزَّ وجلَّ.

    صحيح مسلم

    سأَل موسى ربَّه: ما أدْنَى أهْلِ الجنَّةِ مَنزلةً؟ قال: هو رَجلٌ يَجيءُ بعدَما أُدخِل أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ، فيُقالُ له: ادْخُلِ الجنَّةَ، فيقولُ: أيْ ربِّ، كيف وقد نزَل النَّاسُ مَنازِلَهم، وأَخَذوا أخَذاتِهم؟ فيُقالُ له: أتَرضى أن يَكونَ لك مِثلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِن مُلوكِ الدُّنيا؟ فيقولُ: رَضيتُ ربِّ، فيقولُ: لك ذلك، ومِثلُه ومِثلُه ومِثلُه ومِثلُه، فقال في الخامِسةِ: رضيتُ ربِّ، فيقولُ: هذا لَك وعشَرةُ أمثالِه، ولك ما اشتهَتْ نَفسُك ولذَّتْ عينُك، فيقولُ: رَضيتُ ربِّ. قال: ربِّ، فأعلاهم مَنزلةً؟ قال: أولئك الَّذين أردتُ، غرَستُ كرامَتَهم بيَدي، وخَتَمتُ عليها، فلم ترَ عَينٌ ولَم تَسمَعْ أذُنٌ ولَم يَخطُرْ على قَلبِ بشَرٍ، قال: ومِصْداقُه في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17]؛ الآيةَ. وفي رِوايةٍ: سمِعْتُ الشَّعبيَّ يَقولُ: سمِعتُ المُغيرةَ بنَ شُعبةَ يقولُ على المنبَرِ: إنَّ موسى عليه السَّلامُ سأَل اللهَ عزَّ وجلَّ عن أخسِّ أهلِ الجنَّةِ مِنها حظًّا؟ وساق الحَديثَ بنَحوِه.

    شرح الحديث

    سألَ موسى عليه السَّلامُ ربَّه: ما أدْنى، أي: أقلُّ أهلِ الجنَّةِ منزلةً؟ قال: هو رجلٌ يجيءُ بعدما أُدخِلَ أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ، فيقالُ له: ادخُلِ الجنَّةَ، فيقولُ: أيْ ربِّ، كيف، أي: دُخولي فيها وقد نزَل النَّاسُ منازلَهم؟ أي: فيها وما أبقَوْا لغيرِهم منزلًا، وأخَذوا "أَخَذَاتِهم"، أي: سلَكوا طُرقَهم، أو حصَّلوا كراماتِهم، فيقالُ له: أتَرضَى أنْ يكونَ لك مِثلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِن ملوكِ الدُّنيا؟ فيقولُ: رضِيتُ ربِّ؛ مسارعةً لذِكرِ الرَّبِّ، فيقولُ: لك ذلك ومِثلُه ومِثلُه ومِثلُه ومِثلُه، أي: مُنضمًّا لِمَا رَضيتَ به زيادةً عليه، مبالغةً في التَّفضيلِ، فيقول في الخامسةِ: رضيتُ ربِّ، فيقولُ: هذا لك وعشَرةُ أمثالِه، ولك ما اشتهَتْ نفسُك، ولذَّتْ عينُك، وهذا شاملٌ لكلِّ أحدٍ مِن أهلِ الجنَّةِ، فيقولُ: رضِيتُ ربِّ، قال موسى: ربِّ، فأعلاهم منزلةً، قال اللهُ تعالى: فأولئك الَّذين أردتُ، غرَسْتُ كرامتَهم بيدي، وختَمْتُ عليها؛ فلم تَرَ عينٌ، ولم تسمَعْ أُذُنٌ، ولم يخطُرْ على قلبِ بشَرٍ، أي: ما أعدَدْتُ لهم مِن الكرامةِ؛ لعدمِ وجودِ شيءٍ ممَّا ذُكِر لأحدٍ منهم، ومصداقُه في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: ]. في الحديثِ: بيانُ نعيمِ أدْنى أهلِ الجنَّةِ. وفيه: بيانُ درجاتِ الجنَّةِ. وفيه: وجودُ الجنَّةِ الَّتي خلَقَها اللهُ تعالى لتكونَ دارَ النَّعيمِ لأوليائِه. وفيه: ثبوتُ صِفةِ اليدِ للهِ عزَّ وجلَّ.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 107 Views 0 Reviews
  • لا يَجتَمِعانِ في النارِ اجتِماعًا يَضُرُّ أحدُهما الآخَرَ قيل: مَن هم ؟ يا رسولَ اللهِ ! قال: مؤمِنٌ قتَل كافِرًا ثم سَدَّدَ

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن اثنَيْنِ لا يَجتمِعان فى النَّارِ اجتماعًا يَضُرُّ أحدُهما الآخَرَ؛ فسُئِلَ صلَّى الله عليه وسلَّم: من هم؟ فقال: مُؤمِنٌ قَتَل كافرًا؛ وذلك بألَّا يَدخُلَ المؤمنُ النَّارَ إطلاقًا، أو يَدخُلها ولكنْ في مَكانٍ لا يَرَاه الكافِرُ؛ حتَّى لا يُعيِّرَه بأنَّه لم يَنْفَعْه إيمانُه ولا جِهادُه. ثُمَّ سدَّد، أي: عاشَ على السَّدادِ، أي: على الاستِقامَةِ في الدِّينِ.
    في الحديثِ: أنَّ المؤمِنَ إذا قتَل كافرًا في سبيلِ الله، ولأجلِ الله؛ فإنَّ اللهَ سبحانه وتعالى أكرَمُ مِن أن يَجْمَعَ بَينَه وبينَ مَن قَتَله فيه في دارٍ واحدةٍ.

    صحيح مسلم

    لا يَجتَمِعانِ في النارِ اجتِماعًا يَضُرُّ أحدُهما الآخَرَ قيل: مَن هم ؟ يا رسولَ اللهِ ! قال: مؤمِنٌ قتَل كافِرًا ثم سَدَّدَ

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن اثنَيْنِ لا يَجتمِعان فى النَّارِ اجتماعًا يَضُرُّ أحدُهما الآخَرَ؛ فسُئِلَ صلَّى الله عليه وسلَّم: من هم؟ فقال: مُؤمِنٌ قَتَل كافرًا؛ وذلك بألَّا يَدخُلَ المؤمنُ النَّارَ إطلاقًا، أو يَدخُلها ولكنْ في مَكانٍ لا يَرَاه الكافِرُ؛ حتَّى لا يُعيِّرَه بأنَّه لم يَنْفَعْه إيمانُه ولا جِهادُه. ثُمَّ سدَّد، أي: عاشَ على السَّدادِ، أي: على الاستِقامَةِ في الدِّينِ. في الحديثِ: أنَّ المؤمِنَ إذا قتَل كافرًا في سبيلِ الله، ولأجلِ الله؛ فإنَّ اللهَ سبحانه وتعالى أكرَمُ مِن أن يَجْمَعَ بَينَه وبينَ مَن قَتَله فيه في دارٍ واحدةٍ.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 93 Views 0 Reviews
  • حُرمَةُ نِساءِ المُجاهِدينَ على القاعِدينَ ، كحُرمَةِ أُمَّهاتِهم. وما مِن رجُلٍ منَ القاعِدينَ يَخلُفُ رجُلًا منَ المُجاهِدينَ في أهلِه ، فيَخونُه فيهِم ، إلَّا وقَف له يومَ القيامَةِ ، فيَأخُذُ من عمَلِه ما شاء. فما ظَنُّكم ؟. وفي روايةٍ: فقال: فخُذْ من حسَناتِه ما شِئتَ. فالتفَت إلينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: فما ظَنُّكم ؟

    شرح الحديث

    إِنَّ حِمايةَ المجتمَعِ المسلِمِ لنِساءِ المُجاهدين والحِفاظَ عَليهنَّ مِمَّا يُعينُ على الجِهادِ في سبيلِ اللهِ؛ لأنَّ المُجاهدَ سيأمَنُ على مَنْ يَترُكُ من زَوجَةٍ وأبناءٍ.
    قَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (حُرمَةُ نِساءِ المُجاهِدين على القاعِدين، كحُرمَةِ أُمَّهاتِهم)، شَدَّد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على حُرمَةِ نِساءِ المُجاهِدين، وغَلَّظَ مِن شأنِ النَّيلِ منهم أو انتِهاكِ حُرْمتهنَّ، وجَعَلَ نِساءَ المُجاهدين في الحُرمَةِ كأُمَّهاتِ القاعِدين، وهذه الحُرمَةُ أَكَّدَ عليها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِمَا يَتَعرَّضُ له القاعدُ منَ الدُّخولِ عليهنَّ لِقَضاءِ حَوائجِهنَّ والقِيامِ على شُؤونِهنَّ، فأكَّدَ حُرمةَ نِساءِ المُجاهدين في التَّعرُّضِ لَهُنَّ برِيبَةٍ أو فَسادٍ، كما أَكَّدَ على ضَرورةِ القيامِ بقَضاءِ حَوائِجِهنَّ ورِعايَةِ أُمورِهنَّ، كما يَرعَى الإنسانُ حُرمَةَ أُمِّه ويَقومُ على قَضاءِ حَوائِجِها، ففيه بيانُ عِظَمِ إثمِ مَن خان المجاهدَ في أهلِه ونِسائِه وخَلَفَه فيهم بِشَرٍّ، وبَيَّنَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ مَن فَعَلَ ذلك إلَّا وَقَفَ له، أي: المُجاهدُ، فيَأخذُ مِن عملِ الخائنِ ما شاء، أي: مِن حَسناتِه، كما في الرِّوايَةِ الأخرَى. وقوله: فالتفَتَ إلينا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيه: جَذبُ انتباهِ السَّامعِ بالالتِفاتِ إليه لِبيانِ أهمِّيَّةِ الكَلامِ وخُطورَتِه.
    وقَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فما ظَنُّكم؟ يَعنِي ما ظَنُّكم به؟ هل يَترُكُ من عَملِه شيئًا إلَّا أخَذَه لا سيَّما مع شِدَّةِ الاحتياجِ للحَسَناتِ في ذلك اليومِ؟
    أو قدْ يَكونُ المعنَى: فما ظَنُّكم باللهِ عزَّ وجلَّ أنَّه يَصنَعُ مع هذا الخائنِ مِنَ العذابِ الشَّديدِ، وفي هذا منَ الوَعيدِ والزَّجرِ والتَّهديدِ ما فيه.

    صحيح مسلم

    حُرمَةُ نِساءِ المُجاهِدينَ على القاعِدينَ ، كحُرمَةِ أُمَّهاتِهم. وما مِن رجُلٍ منَ القاعِدينَ يَخلُفُ رجُلًا منَ المُجاهِدينَ في أهلِه ، فيَخونُه فيهِم ، إلَّا وقَف له يومَ القيامَةِ ، فيَأخُذُ من عمَلِه ما شاء. فما ظَنُّكم ؟. وفي روايةٍ: فقال: فخُذْ من حسَناتِه ما شِئتَ. فالتفَت إلينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: فما ظَنُّكم ؟

    شرح الحديث

    إِنَّ حِمايةَ المجتمَعِ المسلِمِ لنِساءِ المُجاهدين والحِفاظَ عَليهنَّ مِمَّا يُعينُ على الجِهادِ في سبيلِ اللهِ؛ لأنَّ المُجاهدَ سيأمَنُ على مَنْ يَترُكُ من زَوجَةٍ وأبناءٍ. قَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (حُرمَةُ نِساءِ المُجاهِدين على القاعِدين، كحُرمَةِ أُمَّهاتِهم)، شَدَّد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على حُرمَةِ نِساءِ المُجاهِدين، وغَلَّظَ مِن شأنِ النَّيلِ منهم أو انتِهاكِ حُرْمتهنَّ، وجَعَلَ نِساءَ المُجاهدين في الحُرمَةِ كأُمَّهاتِ القاعِدين، وهذه الحُرمَةُ أَكَّدَ عليها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِمَا يَتَعرَّضُ له القاعدُ منَ الدُّخولِ عليهنَّ لِقَضاءِ حَوائجِهنَّ والقِيامِ على شُؤونِهنَّ، فأكَّدَ حُرمةَ نِساءِ المُجاهدين في التَّعرُّضِ لَهُنَّ برِيبَةٍ أو فَسادٍ، كما أَكَّدَ على ضَرورةِ القيامِ بقَضاءِ حَوائِجِهنَّ ورِعايَةِ أُمورِهنَّ، كما يَرعَى الإنسانُ حُرمَةَ أُمِّه ويَقومُ على قَضاءِ حَوائِجِها، ففيه بيانُ عِظَمِ إثمِ مَن خان المجاهدَ في أهلِه ونِسائِه وخَلَفَه فيهم بِشَرٍّ، وبَيَّنَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ مَن فَعَلَ ذلك إلَّا وَقَفَ له، أي: المُجاهدُ، فيَأخذُ مِن عملِ الخائنِ ما شاء، أي: مِن حَسناتِه، كما في الرِّوايَةِ الأخرَى. وقوله: فالتفَتَ إلينا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيه: جَذبُ انتباهِ السَّامعِ بالالتِفاتِ إليه لِبيانِ أهمِّيَّةِ الكَلامِ وخُطورَتِه. وقَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فما ظَنُّكم؟ يَعنِي ما ظَنُّكم به؟ هل يَترُكُ من عَملِه شيئًا إلَّا أخَذَه لا سيَّما مع شِدَّةِ الاحتياجِ للحَسَناتِ في ذلك اليومِ؟ أو قدْ يَكونُ المعنَى: فما ظَنُّكم باللهِ عزَّ وجلَّ أنَّه يَصنَعُ مع هذا الخائنِ مِنَ العذابِ الشَّديدِ، وفي هذا منَ الوَعيدِ والزَّجرِ والتَّهديدِ ما فيه.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 90 Views 0 Reviews
  • إنَّ أبوابَ الجنَّةِ تحتَ ظِلالِ السُّيوفِ. فقام رجُلٌ رَثُّ الهيئَةِ. فقال: يا أبا موسى ! آنتَ سمِعتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ هذا ؟ قال: نَعَمْ. قال: فرجَع إلى أصحابِه فقال: أَقرَأُ عليكمُ السلامَ. ثم كسَر جَفنَ سيفِه فألقاه. ثم مَشى بسيفِه إلى العدُوِّ. فضرَب به حتى قُتِل.

    شرح الحديث

    التَّشبيهُ والتَّصويرُ البَلاغِيُّ أحدُ أَساليبِ الحضِّ والتَّحفيزِ.
    وفي هذا الحديثِ يَذكُر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأُمَّتِه: أنَّ أبوابَ الجَنَّةِ تَحتَ ظِلالِ السُّيوفِ"، وهذا فيه بَيانُ فَضيلَةِ الجِهادِ، وأنَّه سَببٌ لدُخولِ الجَنَّةِ لِمَا فِيه من تَحَمُّلِ الفِتنَةِ مِنَ التَّواجُدِ تحتَ ظِلال السُّيوفِ، وفيه إِشارةٌ لِمَن حَضَر الجهادَ أن يَكونَ مُستصْحِبًا لصِدقِ النِّيَّةِ والثَّباتِ، وعَبَّرَ عنها بالظِّلالِ كِنايةً على أنَّها مُشهَرَةٌ وليستْ في غِمدِها، ولا يَحصُلُ ذلك إلَّا بالقُربِ والدُّنوِّ منَ العَدوِّ.
    فقامَ رجُلٌ رَثُّ الهيئةِ، يَعنِي يَلبَسُ الملابِسَ الباليَةَ الخَلِقَةَ، فقال لأبي موسى: أنت سَمِعتَ هذا مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ يَستوثِقُ منه، فَلمَّا قال له: نَعمْ، رَجعَ الرَّجلُ إلى أصحابِه الَّذين كانوا معه في الغَزوَةِ والقِتالِ فسَلَّم عليهم كالمُودِّعِ لهم، ثُمَّ كَسَرَ جَفْنَ (غِمْدَ) سَيفِه فأَلقاه، ثُمَّ مَشى بسَيفِه إلى العدوِّ فضَرَبَ به حتَّى قُتِلَ.
    وفي الحديث: الحضُّ على القِتالِ، وأنَّ مَن قُتِلَ في سَبيلِ اللهِ كان ذلك من أَعظمِ أسبابِ دُخولِ الجَنَّةِ.
    وفيه: المُسارَعَةُ إلى فِعلِ الخَيرِ إذا عَلِمَ به.

    صحيح مسلم

    إنَّ أبوابَ الجنَّةِ تحتَ ظِلالِ السُّيوفِ. فقام رجُلٌ رَثُّ الهيئَةِ. فقال: يا أبا موسى ! آنتَ سمِعتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ هذا ؟ قال: نَعَمْ. قال: فرجَع إلى أصحابِه فقال: أَقرَأُ عليكمُ السلامَ. ثم كسَر جَفنَ سيفِه فألقاه. ثم مَشى بسيفِه إلى العدُوِّ. فضرَب به حتى قُتِل.

    شرح الحديث

    التَّشبيهُ والتَّصويرُ البَلاغِيُّ أحدُ أَساليبِ الحضِّ والتَّحفيزِ. وفي هذا الحديثِ يَذكُر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأُمَّتِه: أنَّ أبوابَ الجَنَّةِ تَحتَ ظِلالِ السُّيوفِ"، وهذا فيه بَيانُ فَضيلَةِ الجِهادِ، وأنَّه سَببٌ لدُخولِ الجَنَّةِ لِمَا فِيه من تَحَمُّلِ الفِتنَةِ مِنَ التَّواجُدِ تحتَ ظِلال السُّيوفِ، وفيه إِشارةٌ لِمَن حَضَر الجهادَ أن يَكونَ مُستصْحِبًا لصِدقِ النِّيَّةِ والثَّباتِ، وعَبَّرَ عنها بالظِّلالِ كِنايةً على أنَّها مُشهَرَةٌ وليستْ في غِمدِها، ولا يَحصُلُ ذلك إلَّا بالقُربِ والدُّنوِّ منَ العَدوِّ. فقامَ رجُلٌ رَثُّ الهيئةِ، يَعنِي يَلبَسُ الملابِسَ الباليَةَ الخَلِقَةَ، فقال لأبي موسى: أنت سَمِعتَ هذا مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ يَستوثِقُ منه، فَلمَّا قال له: نَعمْ، رَجعَ الرَّجلُ إلى أصحابِه الَّذين كانوا معه في الغَزوَةِ والقِتالِ فسَلَّم عليهم كالمُودِّعِ لهم، ثُمَّ كَسَرَ جَفْنَ (غِمْدَ) سَيفِه فأَلقاه، ثُمَّ مَشى بسَيفِه إلى العدوِّ فضَرَبَ به حتَّى قُتِلَ. وفي الحديث: الحضُّ على القِتالِ، وأنَّ مَن قُتِلَ في سَبيلِ اللهِ كان ذلك من أَعظمِ أسبابِ دُخولِ الجَنَّةِ. وفيه: المُسارَعَةُ إلى فِعلِ الخَيرِ إذا عَلِمَ به.

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 73 Views 0 Reviews
  • إنَّ أولَ الناسِ يُقضى يومَ القيامَةِ عليه ، رجُلٌ استُشهِد. فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: قاتَلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه حتى أُلقِيَ في النارِ. ورجُلٌ تعلَّم العِلمَ وعلَّمه وقرَأ القرآنَ. فأُتِي به. فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: تعلَّمتُ العِلمَ وعلَّمتُه وقرَأتُ فيكَ القرآنَ. قال: كذَبتَ ولكنَّكَ تعلَّمتَ العِلمَ لِيُقالَ عالِمٌ. وقرَأتُ القُرآنَ لِيُقالَ هو قارِئٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقِي في النارِ. ورجُلٌ وسَّع اللهُ عليه وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كلِّه. فأتَى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: ما ترَكتُ مِن سبيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنفَقَ فيها إلَّا أنفَقتُ فيها لكَ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ فعَلتَ لِيُقالَ هو جَوَادٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه. ثم أُلقِي في النارِ

    شرح الحديث

    يَحكي أبو هُرَيْرَةَ رضِي اللهُ عنه أنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقضَى عليه، أي: يُحاسَبُ ويُسأَلُ عَن أفعالِه يومَ القيامةِ، الأوَّلُ: رجلٌ اسْتُشهِدَ، أي: قُتِلَ في سبيلِ اللهِ فأُتِيَ به، أي: بِالرَّجلِ لِلحسابِ فعرَّفَه، أي: ذَكَّره تعالى نِعمتَه فعَرَفَها، أي: فاعترفَ بها وتذكَّرَها فَكأنَّه مِنَ الهولِ والشِّدَّةِ نَسيِها وذَهَلَ عنها، فَسُئِلَ ما عمِلْتَ فيها؟ أي: في مُقابَلتِها شكرًا لها؟ فأجابَ الرَّجلُ: قاتَلْتُ فيك، أي: جاهدْتُ لِأجلِك، فَقيلَ: كذبْتَ، أي: في دعوى الإخلاص؛ لِأنْ يقالَ جَريءٌ، أي: لأنْ يُقالَ في حقِّك أنَّك جريءٌ، أي: شجاعٌ، فقد قِيلَ، أي: ذلك القولُ في شأنِكَ، فحصَلَ مَقصودُك وغَرضُك، ثُمَّ أُمِرَ به، أي: قِيلَ لِخزنةِ جهنَّمَ: أَلْقُوه في النَّارِ، فَسُحِبَ، أي: جُرَّ عَلى وَجْهِه حتَّى أُلقِيَ في النَّارِ.
    والثَّاني: وَرجلٌ تَعلَّمَ العلمَ الشَّرعِيَّ وعلَّمَه النَّاسَ وقرأَ القرآنَ، فأُتِيَ به إلى محضرِ الحسابِ، فَسُئلَ: ما عمِلْتَ فيها؟ أي: هل صَرفْتَها في مَرضاتي أم في غيرِها؟ فَأجابَ: تعلَّمتُ العلمَ وعلَّمْتُه، وقرأتُ فيكَ القرآنَ، أي: صرفْتُ نِعمتي الَّتي أنعمْتَ بها علَيَّ في الاشتغالِ بِالعلمِ والعملِ والقراءةِ؛ ابتغاءً لِوجهِك وشكرًا لِنعمَتِك، فقيل: تعلَمْتَ العلمَ؛ لِيقالَ: إنَّك عالِمٌ وعلَّمتَ العلمَ؛ لِيُقالَ: إنَّك مُعلِّمٌ فقد قيلَ لك عالِمٌ وقارئٌ، فَما لك عندَنَا أجْرٌ، ثُمَّ أُمِرَ به، أي: قِيلَ لِخزنِة جهنَّمَ: أَلْقُوه في النَّارِ، فَسُحِبَ، أي: جُرَّ على وجْهِه حتَّى أُلقِيَ في النَّارِ.
    والثَّالثُ: رَجلٌ وسَّعَ اللهُ عليه، أي: كثَّرَ مالَه وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كلِّهِ كَالنُّقودِ، والمتاعِ، والعقارِ، والْمَواشي، فسُئِلَ ما عَمِلْتَ فيها؟ أي: في مُقابلةِ النِّعمِ، أو في الأموال؟ فَأجابَ: ما تركْتُ مِن سبيلٍ، أي: طريقٍ تُحبُّ أنْ يُنفقَ فيها إلَّا أنْفقْتُ فيها لك، فَقيلَ: كذَبْتَ، أي: في قولِك ولكنَّكَ فعلْتَ؛ لِيُقالَ هو جوادٌ، أي: سَخِيٌّ كريمٌ، فقد قيلَ، ثُمَّ أُمرَ به، أي: قِيلَ لِخزنةِ جهنَّمَ: أَلقُوه في النَّارِ، فَسُحبَ، أي: جُرَّ على وجهِه حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ.
    في الحديثِ: أهميَّةُ الإخلاصِ في الأعمالِ

    صحيح مسلم

    إنَّ أولَ الناسِ يُقضى يومَ القيامَةِ عليه ، رجُلٌ استُشهِد. فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: قاتَلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه حتى أُلقِيَ في النارِ. ورجُلٌ تعلَّم العِلمَ وعلَّمه وقرَأ القرآنَ. فأُتِي به. فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: تعلَّمتُ العِلمَ وعلَّمتُه وقرَأتُ فيكَ القرآنَ. قال: كذَبتَ ولكنَّكَ تعلَّمتَ العِلمَ لِيُقالَ عالِمٌ. وقرَأتُ القُرآنَ لِيُقالَ هو قارِئٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقِي في النارِ. ورجُلٌ وسَّع اللهُ عليه وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كلِّه. فأتَى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: ما ترَكتُ مِن سبيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنفَقَ فيها إلَّا أنفَقتُ فيها لكَ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ فعَلتَ لِيُقالَ هو جَوَادٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه. ثم أُلقِي في النارِ

    شرح الحديث

    يَحكي أبو هُرَيْرَةَ رضِي اللهُ عنه أنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقضَى عليه، أي: يُحاسَبُ ويُسأَلُ عَن أفعالِه يومَ القيامةِ، الأوَّلُ: رجلٌ اسْتُشهِدَ، أي: قُتِلَ في سبيلِ اللهِ فأُتِيَ به، أي: بِالرَّجلِ لِلحسابِ فعرَّفَه، أي: ذَكَّره تعالى نِعمتَه فعَرَفَها، أي: فاعترفَ بها وتذكَّرَها فَكأنَّه مِنَ الهولِ والشِّدَّةِ نَسيِها وذَهَلَ عنها، فَسُئِلَ ما عمِلْتَ فيها؟ أي: في مُقابَلتِها شكرًا لها؟ فأجابَ الرَّجلُ: قاتَلْتُ فيك، أي: جاهدْتُ لِأجلِك، فَقيلَ: كذبْتَ، أي: في دعوى الإخلاص؛ لِأنْ يقالَ جَريءٌ، أي: لأنْ يُقالَ في حقِّك أنَّك جريءٌ، أي: شجاعٌ، فقد قِيلَ، أي: ذلك القولُ في شأنِكَ، فحصَلَ مَقصودُك وغَرضُك، ثُمَّ أُمِرَ به، أي: قِيلَ لِخزنةِ جهنَّمَ: أَلْقُوه في النَّارِ، فَسُحِبَ، أي: جُرَّ عَلى وَجْهِه حتَّى أُلقِيَ في النَّارِ. والثَّاني: وَرجلٌ تَعلَّمَ العلمَ الشَّرعِيَّ وعلَّمَه النَّاسَ وقرأَ القرآنَ، فأُتِيَ به إلى محضرِ الحسابِ، فَسُئلَ: ما عمِلْتَ فيها؟ أي: هل صَرفْتَها في مَرضاتي أم في غيرِها؟ فَأجابَ: تعلَّمتُ العلمَ وعلَّمْتُه، وقرأتُ فيكَ القرآنَ، أي: صرفْتُ نِعمتي الَّتي أنعمْتَ بها علَيَّ في الاشتغالِ بِالعلمِ والعملِ والقراءةِ؛ ابتغاءً لِوجهِك وشكرًا لِنعمَتِك، فقيل: تعلَمْتَ العلمَ؛ لِيقالَ: إنَّك عالِمٌ وعلَّمتَ العلمَ؛ لِيُقالَ: إنَّك مُعلِّمٌ فقد قيلَ لك عالِمٌ وقارئٌ، فَما لك عندَنَا أجْرٌ، ثُمَّ أُمِرَ به، أي: قِيلَ لِخزنِة جهنَّمَ: أَلْقُوه في النَّارِ، فَسُحِبَ، أي: جُرَّ على وجْهِه حتَّى أُلقِيَ في النَّارِ. والثَّالثُ: رَجلٌ وسَّعَ اللهُ عليه، أي: كثَّرَ مالَه وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كلِّهِ كَالنُّقودِ، والمتاعِ، والعقارِ، والْمَواشي، فسُئِلَ ما عَمِلْتَ فيها؟ أي: في مُقابلةِ النِّعمِ، أو في الأموال؟ فَأجابَ: ما تركْتُ مِن سبيلٍ، أي: طريقٍ تُحبُّ أنْ يُنفقَ فيها إلَّا أنْفقْتُ فيها لك، فَقيلَ: كذَبْتَ، أي: في قولِك ولكنَّكَ فعلْتَ؛ لِيُقالَ هو جوادٌ، أي: سَخِيٌّ كريمٌ، فقد قيلَ، ثُمَّ أُمرَ به، أي: قِيلَ لِخزنةِ جهنَّمَ: أَلقُوه في النَّارِ، فَسُحبَ، أي: جُرَّ على وجهِه حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ. في الحديثِ: أهميَّةُ الإخلاصِ في الأعمالِ

    صحيح مسلم
    0 Comments 0 Shares 75 Views 0 Reviews