• إنَّ اللهَ اصطفَى كِنانةَ من ولدِ إسماعيلَ . واصطفَى قريشًا من كنانةَ . واصطفَى من قريشٍ بني هاشمَ . واصطفاني من بني هاشمَ

    شرح الحديث

    يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ اللهَ "اصطَفَى"، اختَارَ، كِنانةَ، وهوَ ابنُ خُزيْمةَ بنِ مُدرِكةَ مِن ولدِ إِسماعيلَ، أي: مِن أَولادِه، واصطَفَى قُريشًا مِن كِنانةَ، وَهُم أَولادُ نَضر بنِ كِنانةَ، كانوا تَفرَّقوا في البِلادِ، جَمَعَهم قُصيُّ بنُ كِلابٍ في مكَّةَ، فسُمُّوا قُريشًا؛ لأنَّه قَرَشَهم، أي: جَمَعَهم؛ واصطَفَى مِن قُريشٍ بَني هاشمٍ، وهُم بَنو هاشمِ بنِ عبدِ مَنافِ بنِ قُصيِّ بنِ كِلابٍ، ويَنتَهي نَسبُه إلى عَدنانَ، واصطَفاه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن بني هاشمٍ. ونَسَبُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى عَدنانَ مُتَّفقٌ عليه؛ فَهو مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المُطَّلبِ بنِ هاشمِ بنِ عبدِ مَنافِ بنِ قُصيِّ بنِ كِلابِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعبِ بنِ لُؤيِّ بنِ غالبِ بنِ فِهرِ بنِ مالكِ بنِ النَّضرِ بنِ كِنانةَ بنِ خُزَيمةَ بنِ مُدرِكةَ بنِ إِلياسَ بنِ مُضرَ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدنانَ.
    وفي الحديثِ: اصطفاءُ اللهِ عزَّ وجلَّ لنبيِّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من خِيارِ الأنسابِ.

    صحيح مسلم

    إنَّ اللهَ اصطفَى كِنانةَ من ولدِ إسماعيلَ . واصطفَى قريشًا من كنانةَ . واصطفَى من قريشٍ بني هاشمَ . واصطفاني من بني هاشمَ

    شرح الحديث

    يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ اللهَ "اصطَفَى"، اختَارَ، كِنانةَ، وهوَ ابنُ خُزيْمةَ بنِ مُدرِكةَ مِن ولدِ إِسماعيلَ، أي: مِن أَولادِه، واصطَفَى قُريشًا مِن كِنانةَ، وَهُم أَولادُ نَضر بنِ كِنانةَ، كانوا تَفرَّقوا في البِلادِ، جَمَعَهم قُصيُّ بنُ كِلابٍ في مكَّةَ، فسُمُّوا قُريشًا؛ لأنَّه قَرَشَهم، أي: جَمَعَهم؛ واصطَفَى مِن قُريشٍ بَني هاشمٍ، وهُم بَنو هاشمِ بنِ عبدِ مَنافِ بنِ قُصيِّ بنِ كِلابٍ، ويَنتَهي نَسبُه إلى عَدنانَ، واصطَفاه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن بني هاشمٍ. ونَسَبُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى عَدنانَ مُتَّفقٌ عليه؛ فَهو مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المُطَّلبِ بنِ هاشمِ بنِ عبدِ مَنافِ بنِ قُصيِّ بنِ كِلابِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعبِ بنِ لُؤيِّ بنِ غالبِ بنِ فِهرِ بنِ مالكِ بنِ النَّضرِ بنِ كِنانةَ بنِ خُزَيمةَ بنِ مُدرِكةَ بنِ إِلياسَ بنِ مُضرَ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدنانَ. وفي الحديثِ: اصطفاءُ اللهِ عزَّ وجلَّ لنبيِّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من خِيارِ الأنسابِ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 52 مشاهدة 0 معاينة
  • إنِّي لأعرفُ حجرًا بمكَّةَ كان يسلِّمُ عليَّ قبل أنْ أُبعثَ . إنِّي لأعرفهُ الآن

    شرح الحديث

    للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُعجزاتٌ، ومِن تلكَ المُعجزاتِ تَسليمُ الحَجَرِ عَليه قَبلَ بَعثتِه، كما في هذا الحديثِ؛ فإنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذَكَر أنَّه يَعرِفُ حَجرًا بمَكَّةَ كان يُسلِّم عليه قَبلَ أنْ يُبعَثَ، وأَخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه ما زال يَعرِفُه.
    في الحديثِ: إِثباتُ التَّمييزِ في بَعضِ الجَماداتِ.

    صحيح مسلم

    إنِّي لأعرفُ حجرًا بمكَّةَ كان يسلِّمُ عليَّ قبل أنْ أُبعثَ . إنِّي لأعرفهُ الآن

    شرح الحديث

    للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُعجزاتٌ، ومِن تلكَ المُعجزاتِ تَسليمُ الحَجَرِ عَليه قَبلَ بَعثتِه، كما في هذا الحديثِ؛ فإنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذَكَر أنَّه يَعرِفُ حَجرًا بمَكَّةَ كان يُسلِّم عليه قَبلَ أنْ يُبعَثَ، وأَخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه ما زال يَعرِفُه. في الحديثِ: إِثباتُ التَّمييزِ في بَعضِ الجَماداتِ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 49 مشاهدة 0 معاينة
  • أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ . وأوَّل من ينشقُّ عنه القبرُ . وأوَّل شافعٍ وأوَّلُ مُشفَّعٍ

    شرح الحديث


    يُبيِّنُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه سيِّدُ وَلدِ آدمَ يَومَ القيامةِ، والسَّيِّدُ: هُو الَّذي يَفوقُ قَومَه في الخيرِ. وقيل: هوَ الَّذي يُفزَعُ إِليه في النَّوائبِ والشَّدائدِ، فيَقومُ بأُمورِهم، ويَتحمَّلُ عَنهم مَكارِهَهم ويَدفعُها عنهم، والتَّقييدُ بيَومِ القيامَةِ مَع أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سيِّدُهم في الدُّنيا والآخرَةِ، مَعناه: أنَّه يَظْهَرُ يومَ القيامةِ سُؤدُدُه بِلا مُنازعٍ ولا مُعاندٍ، بِخِلافِ الدُّنيا، فَقدْ نازعَه فيها مُلوكُ الكُفَّارِ وزُعماءُ المشركينَ. وأَوَّلُ مَن يَنشَقُّ عنه القَبرُ، أي: أَوَّلُ مَن يُبعَثُ مِن قَبرِه ويَحضُرُ في المحشَرِ. وأَوَّلُ شافعٍ، أي: في ذلكَ المحضَرِ، وأَوَّلُ مُشَفَّعٍ أي: أَوَّلُ مَن تُقبَلُ شَفاعتُه عَلى الإِطلاقِ في أَنواعِ الشَّفاعاتِ.

    صحيح مسلم

    أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ . وأوَّل من ينشقُّ عنه القبرُ . وأوَّل شافعٍ وأوَّلُ مُشفَّعٍ

    شرح الحديث

    يُبيِّنُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه سيِّدُ وَلدِ آدمَ يَومَ القيامةِ، والسَّيِّدُ: هُو الَّذي يَفوقُ قَومَه في الخيرِ. وقيل: هوَ الَّذي يُفزَعُ إِليه في النَّوائبِ والشَّدائدِ، فيَقومُ بأُمورِهم، ويَتحمَّلُ عَنهم مَكارِهَهم ويَدفعُها عنهم، والتَّقييدُ بيَومِ القيامَةِ مَع أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سيِّدُهم في الدُّنيا والآخرَةِ، مَعناه: أنَّه يَظْهَرُ يومَ القيامةِ سُؤدُدُه بِلا مُنازعٍ ولا مُعاندٍ، بِخِلافِ الدُّنيا، فَقدْ نازعَه فيها مُلوكُ الكُفَّارِ وزُعماءُ المشركينَ. وأَوَّلُ مَن يَنشَقُّ عنه القَبرُ، أي: أَوَّلُ مَن يُبعَثُ مِن قَبرِه ويَحضُرُ في المحشَرِ. وأَوَّلُ شافعٍ، أي: في ذلكَ المحضَرِ، وأَوَّلُ مُشَفَّعٍ أي: أَوَّلُ مَن تُقبَلُ شَفاعتُه عَلى الإِطلاقِ في أَنواعِ الشَّفاعاتِ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 51 مشاهدة 0 معاينة
  • إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ إذا أراد رحمةَ أمَّةٍ من عبادهِ ، قبضَ نبيَّها قبلَها . فجعلَهُ لها فرَطًا وسلفًا بين يدَيها . وإذا أراد هلَكةَ أمَّةٍ ، عذَّبها ، ونبيُّها حيٌّ ، فأهلكَها وهو ينظرُ ، فأقرَّ عينَهُ بهلَكتِها حين كذَّبوهُ وعصَوْا أمرَهُ

    شرح الحديث

    يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ إِذا أَرادَ رَحمةَ أُمَّةٍ مِن عِبادِه قَبَضَ، أي: أَماتَ نَبيَّها قَبلَها فجَعَلَه لها "فَرطًا وسَلَفًا"، أي: سابقًا ومُقدَّمًا وشَفيعًا، بين يَديها، أي: قُدَّامَها حينَ ماتَ راضيًا عنها. وإِذا أَرادَ اللهُ عزَّ وجلَّ "هَلَكَةَ أُمَّةٍ"، أي: هَلاكَها ودَمارَها، عَذَّبَها ونَبيُّها حيٌّ، أي: وَهو مُقيمٌ بَين أَظهُرِهم؛ فأَهلَكَها وهو يَنظُرُ، أي: إليها أَو إلى قُدرةِ خالقِها؛ كَما وَقعَ لنُوحٍ معَ قومِه وغَيرِه منَ الأَنبياءِ؛ فأَقرَّ اللهُ عَينَيْه، أي: أَسرَّهما بما تَرياه مِمَّا يَشفي غَيظَه بِهَلكتِها، أي: بِسببِ هَلاكِها حينَ كذَّبوه وعَصَوْا أَمرَه، أي: خالَفوا ما أَمرَهم بِه.
    في الحديثِ: تَبشيرُ اللهِ سُبحانَه وتَعالى للأُممِ الَّتي يَموتُ نبيُّها قَبلَها بشَفاعتِه لأُمَّتهِ ووَساطتِه لَهم عندَ رَبِّهم، وفيه إشارةٌ إلى ورحمةِ الله تعالى بهذه الأمَّةِ وتبشيرِها وفَضلِها.

    صحيح مسلم

    إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ إذا أراد رحمةَ أمَّةٍ من عبادهِ ، قبضَ نبيَّها قبلَها . فجعلَهُ لها فرَطًا وسلفًا بين يدَيها . وإذا أراد هلَكةَ أمَّةٍ ، عذَّبها ، ونبيُّها حيٌّ ، فأهلكَها وهو ينظرُ ، فأقرَّ عينَهُ بهلَكتِها حين كذَّبوهُ وعصَوْا أمرَهُ

    شرح الحديث

    يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ إِذا أَرادَ رَحمةَ أُمَّةٍ مِن عِبادِه قَبَضَ، أي: أَماتَ نَبيَّها قَبلَها فجَعَلَه لها "فَرطًا وسَلَفًا"، أي: سابقًا ومُقدَّمًا وشَفيعًا، بين يَديها، أي: قُدَّامَها حينَ ماتَ راضيًا عنها. وإِذا أَرادَ اللهُ عزَّ وجلَّ "هَلَكَةَ أُمَّةٍ"، أي: هَلاكَها ودَمارَها، عَذَّبَها ونَبيُّها حيٌّ، أي: وَهو مُقيمٌ بَين أَظهُرِهم؛ فأَهلَكَها وهو يَنظُرُ، أي: إليها أَو إلى قُدرةِ خالقِها؛ كَما وَقعَ لنُوحٍ معَ قومِه وغَيرِه منَ الأَنبياءِ؛ فأَقرَّ اللهُ عَينَيْه، أي: أَسرَّهما بما تَرياه مِمَّا يَشفي غَيظَه بِهَلكتِها، أي: بِسببِ هَلاكِها حينَ كذَّبوه وعَصَوْا أَمرَه، أي: خالَفوا ما أَمرَهم بِه. في الحديثِ: تَبشيرُ اللهِ سُبحانَه وتَعالى للأُممِ الَّتي يَموتُ نبيُّها قَبلَها بشَفاعتِه لأُمَّتهِ ووَساطتِه لَهم عندَ رَبِّهم، وفيه إشارةٌ إلى ورحمةِ الله تعالى بهذه الأمَّةِ وتبشيرِها وفَضلِها.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 51 مشاهدة 0 معاينة
  • إنَّ حوضي لأبعدُ من أيلةَ من عدنٍ والَّذي نفسي بيدِهِ إنِّي لأذودُ عنْهُ الرِّجالَ كما يذودُ الرَّجلُ الإبلَ الغريبةَ عن حوضِه» قالوا: يا رسولَ اللَّهِ وتعرفُنا قالَ: «نعَم ترِدونَ عليَّ غرًّا محجَّلينَ من آثارِ الوضوءِ ليسَتْ لأحدٍ غيرِكُم

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ أنَّ المُسلِمينَ مِن أمَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ يَتميَّزُون عن غَيرِهِم مِنَ الأُمَمِ يومَ القيامةِ بالنُّورِ في وُجوهِهم وأيديهم مِن أثَرِ الوضوءِ، فيَرِدونَ على حَوضِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ الواسِعِ الذي يَقولُ عنه: "إنَّ حَوضِي لأبعَدُ مِن أيلَةَ مِن عدَنٍ"، و"أَيلَةُ" مدينةٌ مِن بِلادِ الشَّامِ على ساحِلِ البَحرِ، و"عدنٌ" مدينةٌ ببِلادِ اليَمَنِ، وهوَ كِنايةٌ عن عِظَمِ طُولِهِ واتِّساعِهِ، ثمَّ يقولُ: "والذي نَفسي بيدِهِ، إنِّي لأَذودُ عَنهُ الرِّجالَ"، أي: أطرُدُ عنه رجالَ الأُمَمِ الأُخرَى، "كما يَذودُ الرَّجلُ الإبلَ الغَريبةَ عِن حَوضِهِ"، أي: كما يَطرُدُ الرَّجلُ الإبِلَ التي لا يَعرِفُ صاحبَها عَنِ الحَوضِ الذي تَشرَبُ منه إبلُهُ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، وتَعرِفُنا؟ قالَ: "نعَم؛ تَرِدُونَ عليًّ غرًّا مُحجَّلينَ"، و"الغُرَّة": بياضٌ في الوَجهِ والرَّأسِ، و"التَّحْجيلُ": بياضٌ في اليَدَينِ والرِّجلَينِ، وهَذا البَياضُ في هذه المواضِعِ مِن آثارِ الوُضوءِ، أي: مِن آثارِ الماءِ المُستعمَلِ في الوضوءِ، وهذِهِ النِّعمَةُ ليسَتْ لأحَدٍ غَيرِكم؛ فهذِهِ العَلامَةُ خاصَّةٌ بأمَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ.

    صحيح مسلم

    إنَّ حوضي لأبعدُ من أيلةَ من عدنٍ والَّذي نفسي بيدِهِ إنِّي لأذودُ عنْهُ الرِّجالَ كما يذودُ الرَّجلُ الإبلَ الغريبةَ عن حوضِه» قالوا: يا رسولَ اللَّهِ وتعرفُنا قالَ: «نعَم ترِدونَ عليَّ غرًّا محجَّلينَ من آثارِ الوضوءِ ليسَتْ لأحدٍ غيرِكُم

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ أنَّ المُسلِمينَ مِن أمَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ يَتميَّزُون عن غَيرِهِم مِنَ الأُمَمِ يومَ القيامةِ بالنُّورِ في وُجوهِهم وأيديهم مِن أثَرِ الوضوءِ، فيَرِدونَ على حَوضِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ الواسِعِ الذي يَقولُ عنه: "إنَّ حَوضِي لأبعَدُ مِن أيلَةَ مِن عدَنٍ"، و"أَيلَةُ" مدينةٌ مِن بِلادِ الشَّامِ على ساحِلِ البَحرِ، و"عدنٌ" مدينةٌ ببِلادِ اليَمَنِ، وهوَ كِنايةٌ عن عِظَمِ طُولِهِ واتِّساعِهِ، ثمَّ يقولُ: "والذي نَفسي بيدِهِ، إنِّي لأَذودُ عَنهُ الرِّجالَ"، أي: أطرُدُ عنه رجالَ الأُمَمِ الأُخرَى، "كما يَذودُ الرَّجلُ الإبلَ الغَريبةَ عِن حَوضِهِ"، أي: كما يَطرُدُ الرَّجلُ الإبِلَ التي لا يَعرِفُ صاحبَها عَنِ الحَوضِ الذي تَشرَبُ منه إبلُهُ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، وتَعرِفُنا؟ قالَ: "نعَم؛ تَرِدُونَ عليًّ غرًّا مُحجَّلينَ"، و"الغُرَّة": بياضٌ في الوَجهِ والرَّأسِ، و"التَّحْجيلُ": بياضٌ في اليَدَينِ والرِّجلَينِ، وهَذا البَياضُ في هذه المواضِعِ مِن آثارِ الوُضوءِ، أي: مِن آثارِ الماءِ المُستعمَلِ في الوضوءِ، وهذِهِ النِّعمَةُ ليسَتْ لأحَدٍ غَيرِكم؛ فهذِهِ العَلامَةُ خاصَّةٌ بأمَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 51 مشاهدة 0 معاينة
  • اهجوا قريشًا فإنَّهُ أشدُّ عليْهم من رَشقٍ بالنَّبلِ» فأرسلَ إلى ابنِ رواحةَ فقالَ «اهجُهم» فَهجاهم فلم يُرضِ فأرسلَ إلى كعبِ بنِ مالِكٍ ثمَّ أرسلَ إلى حسَّانَ بنِ ثابتٍ فلمَّا دخلَ عليْهِ قالَ حسَّانُ قد آنَ لَكم أن تُرسلوا إلى هذا الأسدِ الضَّاربِ بذنَبِهِ ثمَّ أدلعَ لسانَهُ فجعلَ يحرِّكُهُ فقالَ والَّذي بعثَكَ بالحقِّ لأفرينَّهم بلساني فريَ الأديمِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ «لا تعجل فإنَّ أبا بَكرٍ أعلَمُ قريشٍ بأنسابِها وإنَّ لي فيهم نسبًا حتَّى يلخِّصَ لَكَ نسبي» فأتاهُ حسَّانُ ثمَّ رجعَ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ قد لَخَّصَ لي نسبَكَ والَّذي بعثَكَ بالحقِّ لأسلَّنَّكَ منْهم كما تسلُّ الشَّعرةُ منَ العَجينِ. قالت عائشةُ فسمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يقولُ لحسَّانَ «إنَّ روحَ القدسِ لا يزالُ يؤيِّدُكَ ما نافحتَ عنِ اللَّهِ ورسولِه» وقالت سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يقولُ «هجاهم حسَّانُ فشَفى واشتَفى» قالَ حسَّانُ هجوتَ محمَّدًا فأجبتُ عنْهُ * وعندَ اللَّهِ في ذاكَ الجزاءُ . هجوتَ محمَّدًا برًّا تقيًّا* رسولَ اللَّهِ شيمتُهُ الوفاءُ . فإنَّ أبي ووالدَهُ وعرضي* لعرضِ محمَّدٍ منْكم وقاءُ . ثَكلتُ بنيَّتي إن لم تروْها* تثيرُ النَّقعَ من كَنفي كُداءِ . يبارينَ الأعنَّةَ مصعداتٍ * على أَكتافِها الأسلُ الظِّماءُ . تظلُّ جيادنا متمطِّراتٍ* تلطِّمُهنَّ بالخمرِ النِّساءُ . فإن أعرضتمو عنَّا اعتمرنا* وَكانَ الفتحُ وانْكشفَ الغطاءُ . وإلَّا فاصبروا لضرابِ يومٍ* يعزُّ اللَّهُ فيهِ من يشاءُ . وقالَ اللَّهُ قد أرسلتُ عبدًا * يقولُ الحقَّ ليسَ بِهِ خفاءُ . وقالَ اللَّهُ قد يسَّرتُ جندًا * همُ الأنصارُ عرضتُها اللِّقاءُ . لنا في كلِّ يومٍ من معدٍّ* سبابٌ أو قتالٌ أو هجاءُ. فمن يَهجو رسولَ اللَّهِ منْكم* ويمدحُهُ وينصرُهُ سواءُ . وجبريلٌ رسولُ اللَّهِ فينا * وروحُ القدسِ ليسَ لَهُ كفاءُ .

    شرح الحديث

    تَحكي عائشةُ رضِي اللهُ عنها أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ لِشعراءِ المسلمِينَ: اهْجُوا قريشًا، أي: مجازاةً لِمُهاجاتِهم؛ فإنَّه، أي: الهجْوُ، أشدُّ، أي: أصعبُ عليهم وأكثَرُ تأثيرًا فيهم مِن رَشق ِالنَّبلِ، أي: مِن رَميِ السَّهمِ إليهم.
    فَأرسلَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى ابنِ رَواحةَ، فقال: اهجُهم فَهجَاهم فلم يَرْضَ فَأرسلَ إلى كعبِ بنِ مالكٍ ثُمَّ أرسلَ إلى حسَّانَ بنِ ثابتٍ، فلمَّا دخلَ عليه قال حسَّانُ: قد آنَ لكم أنْ تُرسِلُوا إلى هذا الأسدَ "الضَّاربَ بِذَنَبِه"، أي: الَّذي يُحرِّكُ ذَنَبَه يمينًا وشمالًا، ثُمَّ "أدلعَ لسانَه"، أي: أَخرَجَه مِن فمِه، فَجعلَ يُحرِّكُه فقالَ: والَّذي بَعثَكَ بِالحقِّ "لَأَفْرينَّهم بِلساني فَرْيَ الأديمِ"، أي: لَأُمزِّقنَّ أعراضَهم وأُقطِّعُها كما يُقطَّعُ الأديمُ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا تَعجلْ فإنَّ أبا بكرٍ أعلمُ قريشٍ بِأنسابِها وإنَّ لي فيهم نسَبًا حتَّى يُلَخِّصَ لكَ نَسبي؛ وذلك حتَّى لا يَسُبَّ نَسبَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَن جهلٍ أو سُوءِ قصْدٍ؛ لأنَّه بينَه وبينَهم قرابةٌ وصلةٌ، فأتاه حسَّانُ ثُمَّ رجَعَ فقالَ: يا رسولَ اللهِ قد لَخَّصَ لي نَسبَكَ، والَّذي بعثَكَ بِالحقِّ لَأسلَّنَّك منهم، أي: لَأخلِّصَنَّ نَسبَكَ مِن نَسبِهم بحيثُ يختصُّ الهجْوُ بهم دُونكَ، كما تُسلُّ الشَّعرةُ مِنَ العجينِ؛ لأنَّ الشَّعرةَ إذا سُلِّتْ منه لا يَعلَقُ بها منه شيءٌ لِنعومِتها، قالتْ عائشةُ رضِي اللهُ عنها: فسمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ لِحسَّانَ: إنَّ رُوحَ القُدُسِ، أي: جبريلَ عليه السلام لا يزالُ يُؤيِّدُكَ ما "نَافحْتَ"، أي: دافعْتَ عَنِ اللهِ ورسولِه.
    وتَحكي عائشةُ رضِي اللهُ عنها أنَّها سمعَتْه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: هَجاهِم حسَّانُ "فشَفَى"، أي: المؤمنينَ "واشْتَفى" هو بِنفسِه بما نالَ مِن أعراضِهم، قال حسَّانُ:
    "هَجَوْتَ محمَّدًا فَأجبْتُ عنه"، يُوجِّهُ حسَّانُ كلامَه لِمَنْ هَجا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنَّه سيُجيبُ عنه.
    "وعِندَ اللهِ في ذاك الجزاءُ"، أي: وأَجْرِي وثَوابي عند ربِّي.
    "هَجوتَ محمَّدًا برًّا تَقيًّا"، أي: واسعَ الخيرِ والإحسانِ ولا يأتي إلَّا ما يُرضِي ربَّه.
    "رسولَ اللهِ شيِمتُه الوفاءُ"، شِيمتُه، أي: خُلُقُه.
    "فَإنَّ أبي وَوالدَه وعِرْضِي"، وعِرضُ الرَّجلِ حسَبُه وما يُحمدُ عليه إذا وُجِدَ أو يُذمُّ عليه إذا انْتُقِصَ.
    "لِعِرضِ محمَّدٍ منكم وِقاءُ"، والوقاء ما وَقَيتَ به الشَّيءَ.
    "ثَكلْتُ بُنَيَّتِي إنْ لم تَرَوْها"، أي: عَدِمتُ وفَقدْتُ الخيلَ، إن أنتم لم تَرَوْها:
    "تُثيرُ النَّقْعَ مِن كَنَفَيْ كُداءَ"، أي: تُهيِّجُ الغبارَ وتَرفعُه مِن جَانِبَيْ كُداءَ، وهو طَريقُ الْحَجُونِ.
    "يُبَارِينَ الأعِنَّةَ مُصْعداتٍ"، أي: يُسابِقْنَ اللِّجامَ مُتقدِّمَاتٍ إلى مكَّةَ، وفيه مبالغةٌ لِسرعَةِ الخيولِ وشِدَّةِ اندفاعِها.
    "على أكتافِها الأَسَلُ الظِّماءُ"، أكتافُ الخيولِ هو ما فوقَ اليدَينِ مِنَ الظَّهْرِ، أي: قُدَّامَ الظَّهْرِ، و"الأَسَلُ الظِّماءُ"، أي: الرِّماحُ الْمُتعطِّشَةُ لِدمائِهم.
    "تَظلُّ جِيادُنا مُتمطِّراتٍ"، أي: تظلُّ خُيولُنا مُسرعاتٍ
    "تُلَطِّمُهُنَّ بِالْخُمُرِ النِّسَاءُ"، التلطُّمُ: هو ضرْبُ الوجهِ، وبِالخُمُرِ: وهو الثَّوبُ الَّذي تُغطِّي به المرأةُ رأسَها، أي: إنَّ النِّساءَ يَضربْنَ هذه الخيولَ بِخُمرِهنَّ.
    "فإنْ أَعرضَتُمو عنَّا اعتمَرْنا"، أي: إنْ لم تُقاتِلونا حينما نَأتي نَقصِدُ البيتَ الحرامَ لِلعمرةِ.
    "وَكَانَ الفَتْحُ وَانْكَشَفَ الغطاءُ"، أي: فتحُ مكَّةَ العظيمُ.
    "وإلَّا فَاصبِروا لِضرابِ يومٍ ** يُعزُّ اللهُ فيه مَن يشاءُ.
    "وقال اللهُ قدْ أرسلْتُ عبدًا" وهو رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
    "يقولُ الحقَّ لَيسَ به خَفاءُ"، أي: يُبلِّغُ ما أَنزلَ إليه مِن ربِّه.
    "وقال اللهُ قد يَسَّرْتُ جُندًا"، أي: هَيَّأتُهم وأَرْصدتُهم.
    "همُ الأنصارُ عُرْضَتُها اللِّقاءُ"، أي: مَقصودُها ومطلوبُها القتالُ.
    "لنا في كلِّ يومٍ مِن مَعَدٍّ"، أي: لنا نحن الأنصارِ مِن قريشٍ:
    "سُبابٌ أو قتالُ أو هجاءُ".
    فَمنْ يَهجو رَسولَ اللهِ منكم ** ويَمْدَحُه ويَنصرُه سواءُ.
    وجبريلٌ رسولُ اللهِ فِينا ** ورُوحُ القُدسِ ليس له كِفاءُ"، أي: ليس له مُمَاثِلٌ ومُقاوِمٌ.
    في الحديثِ: أنَّ الكافرَ المحارِبَ لا حُرمةَ لِعِرضِه، كما أنَّه لا حُرمَة لِمالِه، ولا لِدمِه، وأنَّه يَتعرَّضُ لِنكايتِهم بِكلِّ ما يُؤلِمُهم مِنَ القولِ والفعلِ.
    وفيه: أنَّ مِنَ الدِّينِ والمروءةِ أنْ يُحرصَ الإنسانُ على سُمعةِ آبائِه وأجدادِه، وأنْ يغارَ على نَسبِه ويَحمِيَه مِن أنْ يَعيبَه أحدٌ.
    وفيه: فضْلُ حسَّانَ بنِ ثابتٍ رضِي اللهُ عنه وقدرَتُه الشِّعْريَّةُ العجيبةُ على حُسنِ التَّصرُّفِ في المديحِ والهجاءِ

    صحيح مسلم

    اهجوا قريشًا فإنَّهُ أشدُّ عليْهم من رَشقٍ بالنَّبلِ» فأرسلَ إلى ابنِ رواحةَ فقالَ «اهجُهم» فَهجاهم فلم يُرضِ فأرسلَ إلى كعبِ بنِ مالِكٍ ثمَّ أرسلَ إلى حسَّانَ بنِ ثابتٍ فلمَّا دخلَ عليْهِ قالَ حسَّانُ قد آنَ لَكم أن تُرسلوا إلى هذا الأسدِ الضَّاربِ بذنَبِهِ ثمَّ أدلعَ لسانَهُ فجعلَ يحرِّكُهُ فقالَ والَّذي بعثَكَ بالحقِّ لأفرينَّهم بلساني فريَ الأديمِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ «لا تعجل فإنَّ أبا بَكرٍ أعلَمُ قريشٍ بأنسابِها وإنَّ لي فيهم نسبًا حتَّى يلخِّصَ لَكَ نسبي» فأتاهُ حسَّانُ ثمَّ رجعَ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ قد لَخَّصَ لي نسبَكَ والَّذي بعثَكَ بالحقِّ لأسلَّنَّكَ منْهم كما تسلُّ الشَّعرةُ منَ العَجينِ. قالت عائشةُ فسمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يقولُ لحسَّانَ «إنَّ روحَ القدسِ لا يزالُ يؤيِّدُكَ ما نافحتَ عنِ اللَّهِ ورسولِه» وقالت سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يقولُ «هجاهم حسَّانُ فشَفى واشتَفى» قالَ حسَّانُ هجوتَ محمَّدًا فأجبتُ عنْهُ * وعندَ اللَّهِ في ذاكَ الجزاءُ . هجوتَ محمَّدًا برًّا تقيًّا* رسولَ اللَّهِ شيمتُهُ الوفاءُ . فإنَّ أبي ووالدَهُ وعرضي* لعرضِ محمَّدٍ منْكم وقاءُ . ثَكلتُ بنيَّتي إن لم تروْها* تثيرُ النَّقعَ من كَنفي كُداءِ . يبارينَ الأعنَّةَ مصعداتٍ * على أَكتافِها الأسلُ الظِّماءُ . تظلُّ جيادنا متمطِّراتٍ* تلطِّمُهنَّ بالخمرِ النِّساءُ . فإن أعرضتمو عنَّا اعتمرنا* وَكانَ الفتحُ وانْكشفَ الغطاءُ . وإلَّا فاصبروا لضرابِ يومٍ* يعزُّ اللَّهُ فيهِ من يشاءُ . وقالَ اللَّهُ قد أرسلتُ عبدًا * يقولُ الحقَّ ليسَ بِهِ خفاءُ . وقالَ اللَّهُ قد يسَّرتُ جندًا * همُ الأنصارُ عرضتُها اللِّقاءُ . لنا في كلِّ يومٍ من معدٍّ* سبابٌ أو قتالٌ أو هجاءُ. فمن يَهجو رسولَ اللَّهِ منْكم* ويمدحُهُ وينصرُهُ سواءُ . وجبريلٌ رسولُ اللَّهِ فينا * وروحُ القدسِ ليسَ لَهُ كفاءُ .

    شرح الحديث

    تَحكي عائشةُ رضِي اللهُ عنها أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ لِشعراءِ المسلمِينَ: اهْجُوا قريشًا، أي: مجازاةً لِمُهاجاتِهم؛ فإنَّه، أي: الهجْوُ، أشدُّ، أي: أصعبُ عليهم وأكثَرُ تأثيرًا فيهم مِن رَشق ِالنَّبلِ، أي: مِن رَميِ السَّهمِ إليهم. فَأرسلَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى ابنِ رَواحةَ، فقال: اهجُهم فَهجَاهم فلم يَرْضَ فَأرسلَ إلى كعبِ بنِ مالكٍ ثُمَّ أرسلَ إلى حسَّانَ بنِ ثابتٍ، فلمَّا دخلَ عليه قال حسَّانُ: قد آنَ لكم أنْ تُرسِلُوا إلى هذا الأسدَ "الضَّاربَ بِذَنَبِه"، أي: الَّذي يُحرِّكُ ذَنَبَه يمينًا وشمالًا، ثُمَّ "أدلعَ لسانَه"، أي: أَخرَجَه مِن فمِه، فَجعلَ يُحرِّكُه فقالَ: والَّذي بَعثَكَ بِالحقِّ "لَأَفْرينَّهم بِلساني فَرْيَ الأديمِ"، أي: لَأُمزِّقنَّ أعراضَهم وأُقطِّعُها كما يُقطَّعُ الأديمُ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا تَعجلْ فإنَّ أبا بكرٍ أعلمُ قريشٍ بِأنسابِها وإنَّ لي فيهم نسَبًا حتَّى يُلَخِّصَ لكَ نَسبي؛ وذلك حتَّى لا يَسُبَّ نَسبَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَن جهلٍ أو سُوءِ قصْدٍ؛ لأنَّه بينَه وبينَهم قرابةٌ وصلةٌ، فأتاه حسَّانُ ثُمَّ رجَعَ فقالَ: يا رسولَ اللهِ قد لَخَّصَ لي نَسبَكَ، والَّذي بعثَكَ بِالحقِّ لَأسلَّنَّك منهم، أي: لَأخلِّصَنَّ نَسبَكَ مِن نَسبِهم بحيثُ يختصُّ الهجْوُ بهم دُونكَ، كما تُسلُّ الشَّعرةُ مِنَ العجينِ؛ لأنَّ الشَّعرةَ إذا سُلِّتْ منه لا يَعلَقُ بها منه شيءٌ لِنعومِتها، قالتْ عائشةُ رضِي اللهُ عنها: فسمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ لِحسَّانَ: إنَّ رُوحَ القُدُسِ، أي: جبريلَ عليه السلام لا يزالُ يُؤيِّدُكَ ما "نَافحْتَ"، أي: دافعْتَ عَنِ اللهِ ورسولِه. وتَحكي عائشةُ رضِي اللهُ عنها أنَّها سمعَتْه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: هَجاهِم حسَّانُ "فشَفَى"، أي: المؤمنينَ "واشْتَفى" هو بِنفسِه بما نالَ مِن أعراضِهم، قال حسَّانُ: "هَجَوْتَ محمَّدًا فَأجبْتُ عنه"، يُوجِّهُ حسَّانُ كلامَه لِمَنْ هَجا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنَّه سيُجيبُ عنه. "وعِندَ اللهِ في ذاك الجزاءُ"، أي: وأَجْرِي وثَوابي عند ربِّي. "هَجوتَ محمَّدًا برًّا تَقيًّا"، أي: واسعَ الخيرِ والإحسانِ ولا يأتي إلَّا ما يُرضِي ربَّه. "رسولَ اللهِ شيِمتُه الوفاءُ"، شِيمتُه، أي: خُلُقُه. "فَإنَّ أبي وَوالدَه وعِرْضِي"، وعِرضُ الرَّجلِ حسَبُه وما يُحمدُ عليه إذا وُجِدَ أو يُذمُّ عليه إذا انْتُقِصَ. "لِعِرضِ محمَّدٍ منكم وِقاءُ"، والوقاء ما وَقَيتَ به الشَّيءَ. "ثَكلْتُ بُنَيَّتِي إنْ لم تَرَوْها"، أي: عَدِمتُ وفَقدْتُ الخيلَ، إن أنتم لم تَرَوْها: "تُثيرُ النَّقْعَ مِن كَنَفَيْ كُداءَ"، أي: تُهيِّجُ الغبارَ وتَرفعُه مِن جَانِبَيْ كُداءَ، وهو طَريقُ الْحَجُونِ. "يُبَارِينَ الأعِنَّةَ مُصْعداتٍ"، أي: يُسابِقْنَ اللِّجامَ مُتقدِّمَاتٍ إلى مكَّةَ، وفيه مبالغةٌ لِسرعَةِ الخيولِ وشِدَّةِ اندفاعِها. "على أكتافِها الأَسَلُ الظِّماءُ"، أكتافُ الخيولِ هو ما فوقَ اليدَينِ مِنَ الظَّهْرِ، أي: قُدَّامَ الظَّهْرِ، و"الأَسَلُ الظِّماءُ"، أي: الرِّماحُ الْمُتعطِّشَةُ لِدمائِهم. "تَظلُّ جِيادُنا مُتمطِّراتٍ"، أي: تظلُّ خُيولُنا مُسرعاتٍ "تُلَطِّمُهُنَّ بِالْخُمُرِ النِّسَاءُ"، التلطُّمُ: هو ضرْبُ الوجهِ، وبِالخُمُرِ: وهو الثَّوبُ الَّذي تُغطِّي به المرأةُ رأسَها، أي: إنَّ النِّساءَ يَضربْنَ هذه الخيولَ بِخُمرِهنَّ. "فإنْ أَعرضَتُمو عنَّا اعتمَرْنا"، أي: إنْ لم تُقاتِلونا حينما نَأتي نَقصِدُ البيتَ الحرامَ لِلعمرةِ. "وَكَانَ الفَتْحُ وَانْكَشَفَ الغطاءُ"، أي: فتحُ مكَّةَ العظيمُ. "وإلَّا فَاصبِروا لِضرابِ يومٍ ** يُعزُّ اللهُ فيه مَن يشاءُ. "وقال اللهُ قدْ أرسلْتُ عبدًا" وهو رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. "يقولُ الحقَّ لَيسَ به خَفاءُ"، أي: يُبلِّغُ ما أَنزلَ إليه مِن ربِّه. "وقال اللهُ قد يَسَّرْتُ جُندًا"، أي: هَيَّأتُهم وأَرْصدتُهم. "همُ الأنصارُ عُرْضَتُها اللِّقاءُ"، أي: مَقصودُها ومطلوبُها القتالُ. "لنا في كلِّ يومٍ مِن مَعَدٍّ"، أي: لنا نحن الأنصارِ مِن قريشٍ: "سُبابٌ أو قتالُ أو هجاءُ". فَمنْ يَهجو رَسولَ اللهِ منكم ** ويَمْدَحُه ويَنصرُه سواءُ. وجبريلٌ رسولُ اللهِ فِينا ** ورُوحُ القُدسِ ليس له كِفاءُ"، أي: ليس له مُمَاثِلٌ ومُقاوِمٌ. في الحديثِ: أنَّ الكافرَ المحارِبَ لا حُرمةَ لِعِرضِه، كما أنَّه لا حُرمَة لِمالِه، ولا لِدمِه، وأنَّه يَتعرَّضُ لِنكايتِهم بِكلِّ ما يُؤلِمُهم مِنَ القولِ والفعلِ. وفيه: أنَّ مِنَ الدِّينِ والمروءةِ أنْ يُحرصَ الإنسانُ على سُمعةِ آبائِه وأجدادِه، وأنْ يغارَ على نَسبِه ويَحمِيَه مِن أنْ يَعيبَه أحدٌ. وفيه: فضْلُ حسَّانَ بنِ ثابتٍ رضِي اللهُ عنه وقدرَتُه الشِّعْريَّةُ العجيبةُ على حُسنِ التَّصرُّفِ في المديحِ والهجاءِ

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 49 مشاهدة 0 معاينة
  • لا يدخلُ النَّارَ إن شاءَ اللَّهُ من أصحابِ الشَّجرةِ أحدُ الَّذينَ بايعوا تحتَها» قالَت بلى يا رسولَ اللَّهِ فانتَهرَها فقالَت حفصةُ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا [ 19 / مريم / 71 ] فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قد قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا [ 19 / مريم / 72 ]

    شرح الحديث

    أَخْبَرَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو في بيتِ حَفْصَةَ أنَّه لا يَدْخلُ النَّارَ- إنْ شاءَ اللهُ- مِن أصحابِ الشَّجرةِ أحدٌ، وأصحابُ الشَّجرةِ هُمْ أهلُ بيعةِ الرِّضوانِ، وهم الَّذِينَ بَايَعوا تَحْتَ هذه الشَّجرةِ، أي: على الجهادِ والإسلامِ، فَردَّتْ حَفْصَةُ: بلى يا رسولَ الله؛ "فَانْتَهَرَهَا"، أي: زَجَرَهَا؛ فقالتْ حَفْصَةُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: ]، أي: وما منكم إلَّا مارٌّ بها أو حاضِرُها، وكانَتْ حَفْصَةُ ظَنَّتْ أنَّ مَعْنَى "وَارِدُهَا": دَاخِلُها؛ فقالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: قَدْ قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرَ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: ]، أي: إذا مَرَّ الخلائقُ كلُّهم على النَّارِ، وَسقطَ فيها مَنْ سَقطَ مِنَ الكفَّارِ وَالعُصاةِ ذَوي الْمَعاصي، بِحَسَبِهم، نَجَّى اللهُ تعالى المؤمنينَ الْمتَّقِينَ منها بِحَسَبِ أَعمالِهم؛ فَجَوازُهم على الصِّراطِ وسُرعَتُهم بِقَدْرِ أعمالِهمُ الَّتي كانتْ في الدُّنيا.
    في الحديثِ: دَليلٌ على الْمُناظرَةِ فى العِلْمِ.
    وفيه: أنَّ مِن هدْيِ الصَّالحينَ الاعتراضَ والسُّؤالَ لاستخراجِ الفائدةِ.
    وفيه: فَضلُ أصحابِ الشجرةِ أهلِ بَيعةِ الرِّضوانِ رضِي اللهُ عنهم.

    صحيح مسلم

    لا يدخلُ النَّارَ إن شاءَ اللَّهُ من أصحابِ الشَّجرةِ أحدُ الَّذينَ بايعوا تحتَها» قالَت بلى يا رسولَ اللَّهِ فانتَهرَها فقالَت حفصةُ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا [ 19 / مريم / 71 ] فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قد قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا [ 19 / مريم / 72 ]

    شرح الحديث

    أَخْبَرَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو في بيتِ حَفْصَةَ أنَّه لا يَدْخلُ النَّارَ- إنْ شاءَ اللهُ- مِن أصحابِ الشَّجرةِ أحدٌ، وأصحابُ الشَّجرةِ هُمْ أهلُ بيعةِ الرِّضوانِ، وهم الَّذِينَ بَايَعوا تَحْتَ هذه الشَّجرةِ، أي: على الجهادِ والإسلامِ، فَردَّتْ حَفْصَةُ: بلى يا رسولَ الله؛ "فَانْتَهَرَهَا"، أي: زَجَرَهَا؛ فقالتْ حَفْصَةُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: ]، أي: وما منكم إلَّا مارٌّ بها أو حاضِرُها، وكانَتْ حَفْصَةُ ظَنَّتْ أنَّ مَعْنَى "وَارِدُهَا": دَاخِلُها؛ فقالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: قَدْ قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرَ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: ]، أي: إذا مَرَّ الخلائقُ كلُّهم على النَّارِ، وَسقطَ فيها مَنْ سَقطَ مِنَ الكفَّارِ وَالعُصاةِ ذَوي الْمَعاصي، بِحَسَبِهم، نَجَّى اللهُ تعالى المؤمنينَ الْمتَّقِينَ منها بِحَسَبِ أَعمالِهم؛ فَجَوازُهم على الصِّراطِ وسُرعَتُهم بِقَدْرِ أعمالِهمُ الَّتي كانتْ في الدُّنيا. في الحديثِ: دَليلٌ على الْمُناظرَةِ فى العِلْمِ. وفيه: أنَّ مِن هدْيِ الصَّالحينَ الاعتراضَ والسُّؤالَ لاستخراجِ الفائدةِ. وفيه: فَضلُ أصحابِ الشجرةِ أهلِ بَيعةِ الرِّضوانِ رضِي اللهُ عنهم.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 51 مشاهدة 0 معاينة
  • قلْ: لا إلَهَ إلَّا اللَّه، أشْهَدْ لَكَ بِها يومَ القيامةِ ، قال: لولا أن تعيِّرَني قريشٌ، يقولون: إنَّما حملَهُ على ذلِكَ الجزَعُ لأقررتُ بِها عينَكَ، فأنزلَ اللَّه: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [ 28 / القصص / آية 56 ] .

    شرح الحديث

    هِدايَةُ القُلوبِ بِيَدِ اللهِ وحَدَهُ، ولقد كانَ أَبو طالِبٍ عمُّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ يَحوطُهُ ويُدافِعُ عنه دِفاعًا شديدًا، وفي هذا الحديثِ أنَّه عِندَما حانتْ وفاةُ أبي طالبٍ جاءَه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم طامعًا في إسلامِهِ، فقالَ له، "يا عمِّ، قلْ: لا إلهَ إلا اللهُ، أشهَدُ لكَ بِها يَومَ القيامَةِ"، أي: إنْ قُلتَها صِرتَ مُسلمًا؛ فأَستَطيعَ أنْ أشفَعَ لكَ، قالَ: "لولا أنْ تُعيِّرَني قُرَيشٌ"، أي: يَلحقُني العارُ والسبُّ مِنهم، "يقولونَ: إنَّما حمَله على ذلكَ الجزَعُ"، أي: الضَّعفُ والخَوفُ مِن المَوتِ، "لأَقررتُ بها عَينَكَ"، أي: لأفرَحتُكَ، وحقَّقتُ أُمنيتَكَ بقَولِها، فأنزَلَ اللهُ قولَه تَعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: ].
    وفي الحديث: حِرصُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم على الدَّعوةِ إلى الإسلام ونَجاةِ النَّاسِ مِن النِّيرانِ.
    وفيه: عِيادةُ الكافرِ؛ لدَعوتِه إلى الإسلامِ.
    وفيه: أنَّ مُراعاةَ كلامِ النَّاسِ وخَشيتِهم تَتسبَّبُ أحيانًا في منْعِ الخيرِ عن الإنسانِ، وتَصدُّه عن الإيمانِ..

    صحيح مسلم

    قلْ: لا إلَهَ إلَّا اللَّه، أشْهَدْ لَكَ بِها يومَ القيامةِ ، قال: لولا أن تعيِّرَني قريشٌ، يقولون: إنَّما حملَهُ على ذلِكَ الجزَعُ لأقررتُ بِها عينَكَ، فأنزلَ اللَّه: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [ 28 / القصص / آية 56 ] .

    شرح الحديث

    هِدايَةُ القُلوبِ بِيَدِ اللهِ وحَدَهُ، ولقد كانَ أَبو طالِبٍ عمُّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ يَحوطُهُ ويُدافِعُ عنه دِفاعًا شديدًا، وفي هذا الحديثِ أنَّه عِندَما حانتْ وفاةُ أبي طالبٍ جاءَه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم طامعًا في إسلامِهِ، فقالَ له، "يا عمِّ، قلْ: لا إلهَ إلا اللهُ، أشهَدُ لكَ بِها يَومَ القيامَةِ"، أي: إنْ قُلتَها صِرتَ مُسلمًا؛ فأَستَطيعَ أنْ أشفَعَ لكَ، قالَ: "لولا أنْ تُعيِّرَني قُرَيشٌ"، أي: يَلحقُني العارُ والسبُّ مِنهم، "يقولونَ: إنَّما حمَله على ذلكَ الجزَعُ"، أي: الضَّعفُ والخَوفُ مِن المَوتِ، "لأَقررتُ بها عَينَكَ"، أي: لأفرَحتُكَ، وحقَّقتُ أُمنيتَكَ بقَولِها، فأنزَلَ اللهُ قولَه تَعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: ]. وفي الحديث: حِرصُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم على الدَّعوةِ إلى الإسلام ونَجاةِ النَّاسِ مِن النِّيرانِ. وفيه: عِيادةُ الكافرِ؛ لدَعوتِه إلى الإسلامِ. وفيه: أنَّ مُراعاةَ كلامِ النَّاسِ وخَشيتِهم تَتسبَّبُ أحيانًا في منْعِ الخيرِ عن الإنسانِ، وتَصدُّه عن الإيمانِ..

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 48 مشاهدة 0 معاينة
  • لا حلفَ في الإسلامِ . وأيمُّا حلفٍ ، كانَ في الجاهليةِ ، لم يزدْه الإسلامُ إلا شِدَّةً

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُبَيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه لا حِلْفَ في الإسلامِ، و"الحِلْفُ": هو عقْدُ النُّصرَةِ والتَّعاوُنِ بَيْنَ فَرْدَيْنِ أو قَبِيلَتَيْنِ أو جَمَاعَتَيْنِ؛ والمرادُ بالحِلفِ المنفيِّ حِلفُ التوارُثِ والحِلف على ما مَنَع الشرعُ مِنه، وقيل: وَإِنَّما نُفِيَ الحِلْفُ في الإسلامِ؛ لأنَّ الإسلامَ يُوجِبُ على المسلمِ لِأخيهِ المسلمِ مِنَ التَّعاونِ والأُخوَّةِ والتَّناصرِ ما هو فوقَ المطلوبِ مِنَ الْحِلْفِ؛ فلا معنى لِعقدِ الحلفِ بَيْنَ المسلمينَ.
    وما كان مِن حِلْفٍ في الجاهليَّةِ؛ فإنَّ الإسلامَ لا يَزيدُه إلَّا شِدَّةً؛ وكانَ أهلُ الجاهليَّةِ يَتَعاهدونَ على التَّوارثِ والتَّناصُرِ في الحروبِ، وَأداءِ الضَّماناتِ الواجبةِ عليهم وغَيرِ ذلك، فَنَهى النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَن إِحداثِه في الإسلامِ، وَأقرَّ ما كان في الجاهليَّةِ؛ وَفاءً بِالعهودِ وحِفظًا لِلحقوقِ وَالذِّمامِ.

    صحيح مسلم

    لا حلفَ في الإسلامِ . وأيمُّا حلفٍ ، كانَ في الجاهليةِ ، لم يزدْه الإسلامُ إلا شِدَّةً

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُبَيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه لا حِلْفَ في الإسلامِ، و"الحِلْفُ": هو عقْدُ النُّصرَةِ والتَّعاوُنِ بَيْنَ فَرْدَيْنِ أو قَبِيلَتَيْنِ أو جَمَاعَتَيْنِ؛ والمرادُ بالحِلفِ المنفيِّ حِلفُ التوارُثِ والحِلف على ما مَنَع الشرعُ مِنه، وقيل: وَإِنَّما نُفِيَ الحِلْفُ في الإسلامِ؛ لأنَّ الإسلامَ يُوجِبُ على المسلمِ لِأخيهِ المسلمِ مِنَ التَّعاونِ والأُخوَّةِ والتَّناصرِ ما هو فوقَ المطلوبِ مِنَ الْحِلْفِ؛ فلا معنى لِعقدِ الحلفِ بَيْنَ المسلمينَ. وما كان مِن حِلْفٍ في الجاهليَّةِ؛ فإنَّ الإسلامَ لا يَزيدُه إلَّا شِدَّةً؛ وكانَ أهلُ الجاهليَّةِ يَتَعاهدونَ على التَّوارثِ والتَّناصُرِ في الحروبِ، وَأداءِ الضَّماناتِ الواجبةِ عليهم وغَيرِ ذلك، فَنَهى النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَن إِحداثِه في الإسلامِ، وَأقرَّ ما كان في الجاهليَّةِ؛ وَفاءً بِالعهودِ وحِفظًا لِلحقوقِ وَالذِّمامِ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 50 مشاهدة 0 معاينة
  • خيرُ أمتي القرنُ الذين بعثتُ فيهم . ثم الذين يلونُهم . واللهُ أعلمُ أذكرَ الثالثَ أم لا . قالَ : ثم يخلفُ قومٌ يحبونَ السمانةَ . يشهدونَ قبلَ أن يُستشهدوا . غيرَ أن في حديثِ شعبةَ : قالَ أبو هريرةَ : فلا أدري مرتينِ أو ثلاثةً .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ خيرَ أُمَّتهِ القرنُ الَّذي بُعِثَ فيه، أي: أنَّ خَيرَ الأزمنةِ الزَّمانُ الَّذي بُعِثَ فيه؛ لأنَّه زمانٌ مَنَّ اللهُ على عِبادِه بِالرَّحمةِ العامَّةِ، ويدخُلُ فيه أنَّ خيرَ النَّاسِ ناسُ عصْرِه، أي: الَّذِينَ أَدْركُوه وَآمنوا به وهمُ الصِّحابةُ الكرامُ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلونَهم وهمُ التابعونَ. ثُمَّ أخبَر أنَّه يَخلُفٌ قومٌ يُحبونَ "السَّمانةَ"، أي: السِّمَنَ؛ وذلك أَنَّهم إذا كانوا مِن أهلِ حُبِّ الرَّاحةِ والحِرصِ على الدُّنيا والتنعُّم فيها، ومَحبَّة الأكْلِ والشَّهواتِ، أكْثروا من المَطاعِم الَّتي تُسبِّبُ الآفات، التي منها السَّمانَةُ؛ فقَدْ أَحبُّوها. يَشهدونَ قَبْلَ أنْ يُسْتشْهَدوا، أي: إَنَّهم يَشهدُون قَبْلَ أنْ يُطلبَ منهمُ الشَّهادةُ؛ فَهوُ ذَمٌّ على الشَّهادةِ قَبْلَ الاستشهادِ.

    صحيح مسلم

    خيرُ أمتي القرنُ الذين بعثتُ فيهم . ثم الذين يلونُهم . واللهُ أعلمُ أذكرَ الثالثَ أم لا . قالَ : ثم يخلفُ قومٌ يحبونَ السمانةَ . يشهدونَ قبلَ أن يُستشهدوا . غيرَ أن في حديثِ شعبةَ : قالَ أبو هريرةَ : فلا أدري مرتينِ أو ثلاثةً .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ خيرَ أُمَّتهِ القرنُ الَّذي بُعِثَ فيه، أي: أنَّ خَيرَ الأزمنةِ الزَّمانُ الَّذي بُعِثَ فيه؛ لأنَّه زمانٌ مَنَّ اللهُ على عِبادِه بِالرَّحمةِ العامَّةِ، ويدخُلُ فيه أنَّ خيرَ النَّاسِ ناسُ عصْرِه، أي: الَّذِينَ أَدْركُوه وَآمنوا به وهمُ الصِّحابةُ الكرامُ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلونَهم وهمُ التابعونَ. ثُمَّ أخبَر أنَّه يَخلُفٌ قومٌ يُحبونَ "السَّمانةَ"، أي: السِّمَنَ؛ وذلك أَنَّهم إذا كانوا مِن أهلِ حُبِّ الرَّاحةِ والحِرصِ على الدُّنيا والتنعُّم فيها، ومَحبَّة الأكْلِ والشَّهواتِ، أكْثروا من المَطاعِم الَّتي تُسبِّبُ الآفات، التي منها السَّمانَةُ؛ فقَدْ أَحبُّوها. يَشهدونَ قَبْلَ أنْ يُسْتشْهَدوا، أي: إَنَّهم يَشهدُون قَبْلَ أنْ يُطلبَ منهمُ الشَّهادةُ؛ فَهوُ ذَمٌّ على الشَّهادةِ قَبْلَ الاستشهادِ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 48 مشاهدة 0 معاينة