-
- ИССЛЕДОВАТЬ
-
-
-
-
-
-
-
-
-
محمد صلى الله عليه وسلم الزوج
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاً يحب زوجاته ويخبرهن بذلك و لا يتحرج من إخبارهن: عن عمرو بن العاص أنه قال : يا رسول الله من أحب الناس إليك ؟ قال: (( عائشة )) ، قال من الرجال ؟ ، قال: (( أبوها ))
ويدعو النبي صلى الله عليه وسلم ويقول مرةً: الحمد لله الذي رزقني حب عائشة
ومرةً قالت زوجات النبي للسيدة فاطمة: يا فاطمة لو كلمت أبيك فى بنت أبي قحافة – عائشة - ، فذهبت فاطمة فكلمت النبي ، فقال لها رسول الله : ألست تحبين ما أحب ؟ فقالت بلى ، فقال لها : فأحبيها فإنها حبيبة أبيكِ
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاطف زوجته ويمازحها: سُئلت السيدة عائشة كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى البيت ، فقالت: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحاكاً وبساماً
كانت السيدة عائشة فى سفرٍ مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد كان النبي إذا سافر أقرع بين نسائه لتخرج إحدى نسائه معه ،فعندما أقرع خرجت قرعة السيدة عائشة ، و كانت السيدة عائشة صغيرة
وفى الطريق قال النبي لأصحابه تقدموا ، وبقى مع زوجته عائشة ، وقال : يا عائشة تسابقيننى؟ وهو رسول الله قالت : نعم ، فتسابقا فسبَقته
قالت : فلما كان بعد حين واكتنزت اللحم -أي بعد شهر أو اثنين وقد سمنت السيدة عائشة - ، قال : يا عائشة تسابقيننى ؟ ، فقالت نعم ، فسابقنى فسبقنى
فقال لي يا عائشة هذه بتلك
وكانت السيدة عائشة تقول : كان رسول الله أفكه الناس أي يوجد عنده ممازحة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاً وفياً مع زوجته
عن عائشة رضي الله عنها قالت : استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله ، فعرف استأذان خديجة فقال : اللهم هالة
قالت فغرت ، فقلت : ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت الدهر قد أبدلك الله خيرا منها
وفى رواية أحمد : فقال : ما بدلنى الله عز و جل خيرا منها قد آمنت بى إذ كفر الناس ، و صدقتنى إذ كذبنى الناس ، وواستنى بمالها إذ حرمنى الناس ، و رزقنى الله أولادها إذ حرمنى أولاد النساء
فلم يمنعه حبه لعائشة أن يصرح بفضل خديجة و مكانها فى قلبه ، فقال لعائشة إنى قد رزقت حبها
و تقول السيدة عائشة : ” ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ”
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاً يحترم زوجاته
يقول رسول الله : ((ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم )) تاريخ ابن عساكر
كان النبي صلى الله عليه وسلم يشاور زوجاته : كان رسول الله يشاور زوجاته و حسبنا فى ذلك المشورة المباركة التى قدمتها أم سلمة لرسول الله يوم الحديبية : عن المسرور بن مخرمة و مروان بن الحكم قالا :
فلما فرغ – أي : رسول الله من قضية الكتاب –أي كتاب صلح الحديبية –قال رسول الله لأصحابه : قوموا فانحروا ثم احلقوا
قال : فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات ، فلما لم يقم منهم أحد
فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقى من الناس فقالت أم سلمة : يا نبي الله أتحب ذلك ، اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بُدنك ، و تدعو حالقك فيحلقك ، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك ، نحر بُدْنه ، و دعا حالقه فحلقه ، فلما رأو ذلك قاموا فنحروا ، و جعل بعضهم يحلق بعضا
وهكذا نجا المسلمون من عصيانهم لأمر رسول الله بفضل رأي ومشورة السيدة أم سلمة رضوان الله تعالى عنهم أجمعين
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاً يتجمل لزوجته
وهذا أمرٌ مطلوب فى البشر
تقول السيدة عائشة : ((كانت كف رسول الله ألين من الحرير ، يصافح المصافح فيظل يومه يجد ريحها ))
ويقول سيدنا عبد الله بن عباس: إني لأتزين لامرأتى كما أحب أن تتزين لي
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستن بالسواك أول ما يدخل البيت ، و كان يقول السواك مطهرة للفم مرضاة للرب
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاً يعلِّم زوجاته
فقد كان يعلِّم زوجاته أمور دينهن ويفقهن فى الدين ، ويحرص على تعليمهن وتثقيفهن
عن ابن عباس رضي الله عنهما- عن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حيث صلى الفجر وهي فى مسجدها، أي موضع صلاتها ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة، فقال: ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت نعم، قال النبي : لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات ، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلُمُ عن زوجاته
تحدث [أم سلمة] أنها رضي الله عنها أتت بطعام فى صحفة لها إلى رسول الله ، وأصحابه ، من الذى جاء بالطعام ؟ أم سلمة، فجاءت عائشة متزرة الكساء ومعها فهر أي: حجر ناعم صلب ففلقت به الصحفة فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وقال: كلوا ، يعنى أصحابه ، كلوا غارت أمكم غارت أمكم ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أم سلمة وأعطى صحفة أم سلمة لعائشة،
فانظر لحسن خلقه وإنصافه وحلمه, وانظر لحسن تصرفه وحله لهذا الموقف بطريقة مقنعة معللا هذا الخطأ من عائشة رضي الله عنها بقوله: غارت أمكم، غارت أمكم
ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأةً قط
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد فى سبيل الله رواه مالك والشيخان وأبو داودمحمد صلى الله عليه وسلم الزوج
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاً يحب زوجاته ويخبرهن بذلك و لا يتحرج من إخبارهن: عن عمرو بن العاص أنه قال : يا رسول الله من أحب الناس إليك ؟ قال: (( عائشة )) ، قال من الرجال ؟ ، قال: (( أبوها ))
ويدعو النبي صلى الله عليه وسلم ويقول مرةً: الحمد لله الذي رزقني حب عائشة
ومرةً قالت زوجات النبي للسيدة فاطمة: يا فاطمة لو كلمت أبيك فى بنت أبي قحافة – عائشة - ، فذهبت فاطمة فكلمت النبي ، فقال لها رسول الله : ألست تحبين ما أحب ؟ فقالت بلى ، فقال لها : فأحبيها فإنها حبيبة أبيكِ
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاطف زوجته ويمازحها: سُئلت السيدة عائشة كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى البيت ، فقالت: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحاكاً وبساماً
كانت السيدة عائشة فى سفرٍ مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد كان النبي إذا سافر أقرع بين نسائه لتخرج إحدى نسائه معه ،فعندما أقرع خرجت قرعة السيدة عائشة ، و كانت السيدة عائشة صغيرة
وفى الطريق قال النبي لأصحابه تقدموا ، وبقى مع زوجته عائشة ، وقال : يا عائشة تسابقيننى؟ وهو رسول الله قالت : نعم ، فتسابقا فسبَقته
قالت : فلما كان بعد حين واكتنزت اللحم -أي بعد شهر أو اثنين وقد سمنت السيدة عائشة - ، قال : يا عائشة تسابقيننى ؟ ، فقالت نعم ، فسابقنى فسبقنى
فقال لي يا عائشة هذه بتلك
وكانت السيدة عائشة تقول : كان رسول الله أفكه الناس أي يوجد عنده ممازحة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاً وفياً مع زوجته
عن عائشة رضي الله عنها قالت : استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله ، فعرف استأذان خديجة فقال : اللهم هالة
قالت فغرت ، فقلت : ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت الدهر قد أبدلك الله خيرا منها
وفى رواية أحمد : فقال : ما بدلنى الله عز و جل خيرا منها قد آمنت بى إذ كفر الناس ، و صدقتنى إذ كذبنى الناس ، وواستنى بمالها إذ حرمنى الناس ، و رزقنى الله أولادها إذ حرمنى أولاد النساء
فلم يمنعه حبه لعائشة أن يصرح بفضل خديجة و مكانها فى قلبه ، فقال لعائشة إنى قد رزقت حبها
و تقول السيدة عائشة : ” ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ”
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاً يحترم زوجاته
يقول رسول الله : ((ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم )) تاريخ ابن عساكر
كان النبي صلى الله عليه وسلم يشاور زوجاته : كان رسول الله يشاور زوجاته و حسبنا فى ذلك المشورة المباركة التى قدمتها أم سلمة لرسول الله يوم الحديبية : عن المسرور بن مخرمة و مروان بن الحكم قالا :
فلما فرغ – أي : رسول الله من قضية الكتاب –أي كتاب صلح الحديبية –قال رسول الله لأصحابه : قوموا فانحروا ثم احلقوا
قال : فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات ، فلما لم يقم منهم أحد
فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقى من الناس فقالت أم سلمة : يا نبي الله أتحب ذلك ، اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بُدنك ، و تدعو حالقك فيحلقك ، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك ، نحر بُدْنه ، و دعا حالقه فحلقه ، فلما رأو ذلك قاموا فنحروا ، و جعل بعضهم يحلق بعضا
وهكذا نجا المسلمون من عصيانهم لأمر رسول الله بفضل رأي ومشورة السيدة أم سلمة رضوان الله تعالى عنهم أجمعين
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاً يتجمل لزوجته
وهذا أمرٌ مطلوب فى البشر
تقول السيدة عائشة : ((كانت كف رسول الله ألين من الحرير ، يصافح المصافح فيظل يومه يجد ريحها ))
ويقول سيدنا عبد الله بن عباس: إني لأتزين لامرأتى كما أحب أن تتزين لي
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستن بالسواك أول ما يدخل البيت ، و كان يقول السواك مطهرة للفم مرضاة للرب
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاً يعلِّم زوجاته
فقد كان يعلِّم زوجاته أمور دينهن ويفقهن فى الدين ، ويحرص على تعليمهن وتثقيفهن
عن ابن عباس رضي الله عنهما- عن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حيث صلى الفجر وهي فى مسجدها، أي موضع صلاتها ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة، فقال: ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت نعم، قال النبي : لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات ، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلُمُ عن زوجاته
تحدث [أم سلمة] أنها رضي الله عنها أتت بطعام فى صحفة لها إلى رسول الله ، وأصحابه ، من الذى جاء بالطعام ؟ أم سلمة، فجاءت عائشة متزرة الكساء ومعها فهر أي: حجر ناعم صلب ففلقت به الصحفة فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وقال: كلوا ، يعنى أصحابه ، كلوا غارت أمكم غارت أمكم ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أم سلمة وأعطى صحفة أم سلمة لعائشة،
فانظر لحسن خلقه وإنصافه وحلمه, وانظر لحسن تصرفه وحله لهذا الموقف بطريقة مقنعة معللا هذا الخطأ من عائشة رضي الله عنها بقوله: غارت أمكم، غارت أمكم
ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأةً قط
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد فى سبيل الله رواه مالك والشيخان وأبو داود0 Комментарии 0 Поделились 198 Просмотры 0 предпросмотрВойдите, чтобы отмечать, делиться и комментировать! -
محمد صلى الله عليه وسلم القائد العسكري
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قائدًا فذًّا فى المجال العسكرى، وما حدث فى غزوة بدر خير شاهد على هذه العبقرية فى القيادة، فقَبْل المعركة بدأ النبي صلى الله عليه وسلم فى تنظيم صفوف جنوده؛ ليكونوا على استعداد تامٍّ فى مواجهة مشركى قريش، ولمَّا ابتدأت المعركة بالمبارزة، اختار رسول الله ثلاثة من جنده الأشدَّاء فى مواجهة خصومهم، وقد كان اختياره موفَّقًا لأبعد حدٍّ؛ لِعِلْمِه -وهو القائد- بحقيقة جنده وحالهم، فقال رسول الله: قُمْ يَا عُبَيْدَة بْنَ الْحَارِثِ، وَقُمْ يَا حَمْزَةُ، وَقُمْ يَا عَلِيُّ
فقَتَل اللهُ عتبةَ وشيبةَ ابني ربيعة، والوليدَ بن عتبة، وجُرِحَ عبيدةُ، فسبَّب ذلك هزيمة نفسيَّة للمشركين قبل لقائهم الفعلى مع المسلمين، فقتل المسلمون منهم سبعين، وأسروا سبعين آخرين
رسول الله القائد المبدع
كان صلى الله عليه وسلم يغرس فى صحابته مبدأ (المبادرة والإبداع) ، وخاصة فى الأمور التى تحتاج إلى قرار سريع حاسم، ونظر ثاقب، وقدَّم رسول الله القدوة والمثل فى ذلك، فلننظر إلى صلحه مع مشركي قريش فى الحديبية، فهو يدلُّ -ولا شكَّ- على حُنْكَة وحسن سياسة من الرسول القائد؛ إذ كانت من النتائج المترتِّبة على هذا الصلح أن اعْتُبِر المسلمون فى درجة مساوية لقريش، وهو أوَّل اعتراف بالدولة الإسلاميَّة من أشدِّ أعدائها وأقواهم فى الجزيرة العربية، بل وأدَّى أيضًا إلى محالفة مجموعة من القبائل لرسول الله، ثم أدَّى كذلك إلى الاستقرار الأمنى الذى أعان المسلمين على نشر دعوتهم ودينهم فى القبائل والقرى المجاورة؛ فكان هذا الصلح دليلاً على عمق نظرته
ولننظر إلى إبداع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطِّط للهجرة؛ بداية من اختياره للرفيق وهو خير أصحابه أبو بكر الصديق ، ثم للطريق الذى يسلكه؛ حيث اختار رسول الله طريقًا غير معهود لقريش، وهو طريق السواحل، وكذلك مكثه فى غارٍ بجبل ثور ثلاث ليالٍ؛ حتى تهدأ الأمور، ثم اختيار عبد الله بن أُرَيْقِط المشرك دليلاً، وإرساله عبد الله بن أبى بكر ليأتي بخبر قريش، وانتهاءً برعي عامر بن فهيرة للغنم حول الغار حتى يوفِّر الأمان، ثم تتجلَّى عظمته القيادية فى توكُّله بعد ذلك على الله، واطمئنانه إلى معيَّته ، فيقول لأبى بكر: مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟
رسول الله القائد القدوة
لم يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على غرس هذه القيم والمبادئ بالكلمات الجوفاء والأحاديث الرنَّانة، ولكنه كان قدوة ومثلاً فى كل شيء، فكان رسول الله يؤثِّر فى الآخرين بأقواله وأفعاله فى تواضعه وحلمه، ورحمته وصبره
ففى غزوة الأحزاب نجده يرفع معنويَّات جنوده، ويُدخل السرور عليهم عندما يشاركهم بنفسه فى حفر الخندق، وهو يرتجز بكلمات ابن رواحة للتراب، وقد وارى التُّراب بياض بطنه أثناء نقله
فكان لهذا التبسُّط والمرح من رسول الله أثره فى التخفيف عن الصحابة ممَّا يعانونه أثناء هذه الغزوة، كما كان له أثره فى بعث الهمَّة والنشاط، وإنجاز المهمَّة قبل وصول عدوِّهم، فكان بذلك خير قائد
رسول الله القائد الحازم العادل
غرس رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أصحابه مبدأ الحزم، وكان النبي القمَّة فى هذه الصفة أيضًا؛ فلننظر إلى حزمه عندما نادى فى صحابته بعد انتهاء غزوة الأحزاب: أَنْ لاَ يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلاَّ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ
فكان قرارًا حازمًا من القائد لجنوده، فخرج الجميع لمواجهة مَنْ خان العهد وتعاون مع الأعداء
رسول الله القائد العادل
أمَّا عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جنوده فقد ضرب فيه المثل الذى لا يُضَاهَى؛ ففى غزوة بدر كان رسول الله ينظِّم صفوف أصحابه وفى يده قدح يعدل به القوم، فمرَّ بسواد بن غزيَّة وهو مُسْتَنْتِل من الصفِّ، فطعنه فى بطنه بالقدح، وقال: اسْتَوِ يَا سَوَادُ
فقال: يا رسول الله، أوجعتنى، وقد بعثك الله بالحقِّ والعدل
وقال: فأَقِدْنِى
فكشف رسول الله عن بطنه
وقال: اسْتَقِدْ
فاعتنقه فقبَّل بطنه، فقال رسول الله: مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا يَا سَوَادُ؟ قال: يا رسول الله، حضر ما ترى، فأردتُ أن يكون آخرُ العهد بك أن يمسَّ جلدي جلدك
فدعا له رسول الله بخير
هكذا كانت تعاملات رسول الله مع جنوده، فكان بحقٍّ قائدًا إنسانًا فى كل موقف من مواقف حياته، وفى كل غزوة من غزواته
فكانت تعاملاته هذه سمة قياديَّة جديدة تستمدُّ عونها وتوفيقها من الله؛ حتى يتأسَّى بها مَنْ يأتى بعده من القادة إلى يوم الدين
"
محمد صلى الله عليه وسلم القائد العسكري
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قائدًا فذًّا فى المجال العسكرى، وما حدث فى غزوة بدر خير شاهد على هذه العبقرية فى القيادة، فقَبْل المعركة بدأ النبي صلى الله عليه وسلم فى تنظيم صفوف جنوده؛ ليكونوا على استعداد تامٍّ فى مواجهة مشركى قريش، ولمَّا ابتدأت المعركة بالمبارزة، اختار رسول الله ثلاثة من جنده الأشدَّاء فى مواجهة خصومهم، وقد كان اختياره موفَّقًا لأبعد حدٍّ؛ لِعِلْمِه -وهو القائد- بحقيقة جنده وحالهم، فقال رسول الله: قُمْ يَا عُبَيْدَة بْنَ الْحَارِثِ، وَقُمْ يَا حَمْزَةُ، وَقُمْ يَا عَلِيُّ
فقَتَل اللهُ عتبةَ وشيبةَ ابني ربيعة، والوليدَ بن عتبة، وجُرِحَ عبيدةُ، فسبَّب ذلك هزيمة نفسيَّة للمشركين قبل لقائهم الفعلى مع المسلمين، فقتل المسلمون منهم سبعين، وأسروا سبعين آخرينرسول الله القائد المبدع
كان صلى الله عليه وسلم يغرس فى صحابته مبدأ (المبادرة والإبداع) ، وخاصة فى الأمور التى تحتاج إلى قرار سريع حاسم، ونظر ثاقب، وقدَّم رسول الله القدوة والمثل فى ذلك، فلننظر إلى صلحه مع مشركي قريش فى الحديبية، فهو يدلُّ -ولا شكَّ- على حُنْكَة وحسن سياسة من الرسول القائد؛ إذ كانت من النتائج المترتِّبة على هذا الصلح أن اعْتُبِر المسلمون فى درجة مساوية لقريش، وهو أوَّل اعتراف بالدولة الإسلاميَّة من أشدِّ أعدائها وأقواهم فى الجزيرة العربية، بل وأدَّى أيضًا إلى محالفة مجموعة من القبائل لرسول الله، ثم أدَّى كذلك إلى الاستقرار الأمنى الذى أعان المسلمين على نشر دعوتهم ودينهم فى القبائل والقرى المجاورة؛ فكان هذا الصلح دليلاً على عمق نظرته
ولننظر إلى إبداع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطِّط للهجرة؛ بداية من اختياره للرفيق وهو خير أصحابه أبو بكر الصديق ، ثم للطريق الذى يسلكه؛ حيث اختار رسول الله طريقًا غير معهود لقريش، وهو طريق السواحل، وكذلك مكثه فى غارٍ بجبل ثور ثلاث ليالٍ؛ حتى تهدأ الأمور، ثم اختيار عبد الله بن أُرَيْقِط المشرك دليلاً، وإرساله عبد الله بن أبى بكر ليأتي بخبر قريش، وانتهاءً برعي عامر بن فهيرة للغنم حول الغار حتى يوفِّر الأمان، ثم تتجلَّى عظمته القيادية فى توكُّله بعد ذلك على الله، واطمئنانه إلى معيَّته ، فيقول لأبى بكر: مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟رسول الله القائد القدوة
لم يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على غرس هذه القيم والمبادئ بالكلمات الجوفاء والأحاديث الرنَّانة، ولكنه كان قدوة ومثلاً فى كل شيء، فكان رسول الله يؤثِّر فى الآخرين بأقواله وأفعاله فى تواضعه وحلمه، ورحمته وصبره
ففى غزوة الأحزاب نجده يرفع معنويَّات جنوده، ويُدخل السرور عليهم عندما يشاركهم بنفسه فى حفر الخندق، وهو يرتجز بكلمات ابن رواحة للتراب، وقد وارى التُّراب بياض بطنه أثناء نقله
فكان لهذا التبسُّط والمرح من رسول الله أثره فى التخفيف عن الصحابة ممَّا يعانونه أثناء هذه الغزوة، كما كان له أثره فى بعث الهمَّة والنشاط، وإنجاز المهمَّة قبل وصول عدوِّهم، فكان بذلك خير قائد
رسول الله القائد الحازم العادل
غرس رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أصحابه مبدأ الحزم، وكان النبي القمَّة فى هذه الصفة أيضًا؛ فلننظر إلى حزمه عندما نادى فى صحابته بعد انتهاء غزوة الأحزاب: أَنْ لاَ يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلاَّ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ
فكان قرارًا حازمًا من القائد لجنوده، فخرج الجميع لمواجهة مَنْ خان العهد وتعاون مع الأعداءرسول الله القائد العادل
أمَّا عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جنوده فقد ضرب فيه المثل الذى لا يُضَاهَى؛ ففى غزوة بدر كان رسول الله ينظِّم صفوف أصحابه وفى يده قدح يعدل به القوم، فمرَّ بسواد بن غزيَّة وهو مُسْتَنْتِل من الصفِّ، فطعنه فى بطنه بالقدح، وقال: اسْتَوِ يَا سَوَادُ
فقال: يا رسول الله، أوجعتنى، وقد بعثك الله بالحقِّ والعدل
وقال: فأَقِدْنِى
فكشف رسول الله عن بطنه
وقال: اسْتَقِدْ
فاعتنقه فقبَّل بطنه، فقال رسول الله: مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا يَا سَوَادُ؟ قال: يا رسول الله، حضر ما ترى، فأردتُ أن يكون آخرُ العهد بك أن يمسَّ جلدي جلدك
فدعا له رسول الله بخير
هكذا كانت تعاملات رسول الله مع جنوده، فكان بحقٍّ قائدًا إنسانًا فى كل موقف من مواقف حياته، وفى كل غزوة من غزواته
فكانت تعاملاته هذه سمة قياديَّة جديدة تستمدُّ عونها وتوفيقها من الله؛ حتى يتأسَّى بها مَنْ يأتى بعده من القادة إلى يوم الدين"
0 Комментарии 1 Поделились 847 Просмотры 0 предпросмотр -
محمد صلى الله عليه وسلم الأب
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيقاً حانياً على أولاده
يروى أنّه كان يحتضنهم ويقبلّهم ويهتمّ لأمرهم
يقول أنس بن مالك: ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله ، كان إبراهيم- ابن الرسول - مسترضعاً له فى عوالي المدينة، فكان ينطلق ونحن معه، فيدخل البيت فيأخذه فيقبّله ثمّ يرجع؟
نعم
يتكبد سيراً طويلاً من أجل أن يقبّل رضيعه ثمّ يرجع، أرأيتم إلى هذا الحنان
وروت أمّنا أمّ سلمة أنّ أبا العاص بن الربيع صهر رسول الله ، قد أسره المسلمون قبل أن يسلم، فدخل على زوجته السابقة زينب وطلب جوارها، فقبل النبي وفك أسره، وكان أبوها يقول عنها: ( هي خير بناتى، أصيبت فيّ ) فى إشارة إلى الأذى الذى لاقته أثناء هجرتها
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه كان إذا دخلت عليه السيدة فاطمة فى مجلسه قام فأخذ بيدها وقبّلها وأجلسها بقربه، وأنّه كان يحتضنها ويجلسها فى حجره
و هناك الكثير من الروايات التى تصف لنا تلطفه للحسن والحسين ، فقد كان يلاعبهما ويقبلهما فى البيت والمجلس والمسجد، ولقبهما بريحانتيه، وأحياناً كان يصلى فيركبان ظهره فيطيل سجوده حتى ينزلا، أويؤمّ الناس أويخطب فيدخلان عليه فيحملهما ويتابع ما كان فيه
و كان من شدة حبه و لهفته على أحفاده ما رواه عبد الله بن بردة عن ابيه قال : رأيت رسول الله يخطب ، فأقبل حسن و حسين رضي الله عنهما ، عليهما قميصان أحمران ، يعثران و يقومان ، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فأخذهما فوضعهما فى حجره ، فقال صدق الله : ( إنما أموالكم و أولادكم فتنة) ، رأيت هذين فلم أصبر ، ثم أخذ فى خطبته ، و كذلك كان حبه لبقية أحفاده فقد كان يُصلى و هو حامل أُمامة بنت ابنته زينت فإذا سجد وضعها ، و إذا قام حملها
روي عبد الله بن بردة عن أبيه قال :خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على المسلمين فى إحدى صلاتي العشي – الظهر أو العصر- و هو حامل أحد ابنيه : الحسن أو الحسين رضي الله عنهما ، فتقدم رسول الله فوضعه عند قدمه اليمني ، فسجد رسول الله سجدة أطالها ، قال أبى: فرفعت رأسى من بين الناس ، فإذا رسول الله ساجدا ، وهذا الغلام راكب على ظهره فعدت فسجدت فلما انصرف رسول الله ، قال الناس : يا رسول الله لقد سجدت فى صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها ، أفشئ أُمرت به ؟ أو كان يوحى إليك ؟ قال : كل ذلك لم يكن ، و لكن ابنى ارتحلنى ، فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته
و روي عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبَّل الحسن بن علي رضي الله عنهما و الأقرع بن حابس التميمى جالس ، فقال الأقرع : إنَّ لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا قط
فقال رسول الله من لا يَرحم لا يُرحم
أما عند وفاة إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد تجلت عظمته صلى الله عليه وسلم و ظهرت مشاعر الأب الجياشة تجاه ولده ، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ابنه إبراهيم رضي الله عنه وهو يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟ فقال: ((يا ابن عوف إنها رحمة)) ثم أتبعها بأخرى فقال: ((إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)) رواه البخاري
أيّ رحمة تلك وأي عطف؟ لقد كان صلى الله عليه وسلم يتقن التواصل اللفظى بالقول الحسن، والتواصل الجسدى بالتقبيل والعناق والاحتضان، والتواصل النفسى بالحنان والرحمة فقد كانت هكذا علاقة الأب بأبنائه و أحفادهمحمد صلى الله عليه وسلم الأب
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيقاً حانياً على أولاده
يروى أنّه كان يحتضنهم ويقبلّهم ويهتمّ لأمرهم
يقول أنس بن مالك: ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله ، كان إبراهيم- ابن الرسول - مسترضعاً له فى عوالي المدينة، فكان ينطلق ونحن معه، فيدخل البيت فيأخذه فيقبّله ثمّ يرجع؟
نعم
يتكبد سيراً طويلاً من أجل أن يقبّل رضيعه ثمّ يرجع، أرأيتم إلى هذا الحنان
وروت أمّنا أمّ سلمة أنّ أبا العاص بن الربيع صهر رسول الله ، قد أسره المسلمون قبل أن يسلم، فدخل على زوجته السابقة زينب وطلب جوارها، فقبل النبي وفك أسره، وكان أبوها يقول عنها: ( هي خير بناتى، أصيبت فيّ ) فى إشارة إلى الأذى الذى لاقته أثناء هجرتها
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه كان إذا دخلت عليه السيدة فاطمة فى مجلسه قام فأخذ بيدها وقبّلها وأجلسها بقربه، وأنّه كان يحتضنها ويجلسها فى حجره
و هناك الكثير من الروايات التى تصف لنا تلطفه للحسن والحسين ، فقد كان يلاعبهما ويقبلهما فى البيت والمجلس والمسجد، ولقبهما بريحانتيه، وأحياناً كان يصلى فيركبان ظهره فيطيل سجوده حتى ينزلا، أويؤمّ الناس أويخطب فيدخلان عليه فيحملهما ويتابع ما كان فيه
و كان من شدة حبه و لهفته على أحفاده ما رواه عبد الله بن بردة عن ابيه قال : رأيت رسول الله يخطب ، فأقبل حسن و حسين رضي الله عنهما ، عليهما قميصان أحمران ، يعثران و يقومان ، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فأخذهما فوضعهما فى حجره ، فقال صدق الله : ( إنما أموالكم و أولادكم فتنة) ، رأيت هذين فلم أصبر ، ثم أخذ فى خطبته ، و كذلك كان حبه لبقية أحفاده فقد كان يُصلى و هو حامل أُمامة بنت ابنته زينت فإذا سجد وضعها ، و إذا قام حملها
روي عبد الله بن بردة عن أبيه قال :خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على المسلمين فى إحدى صلاتي العشي – الظهر أو العصر- و هو حامل أحد ابنيه : الحسن أو الحسين رضي الله عنهما ، فتقدم رسول الله فوضعه عند قدمه اليمني ، فسجد رسول الله سجدة أطالها ، قال أبى: فرفعت رأسى من بين الناس ، فإذا رسول الله ساجدا ، وهذا الغلام راكب على ظهره فعدت فسجدت فلما انصرف رسول الله ، قال الناس : يا رسول الله لقد سجدت فى صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها ، أفشئ أُمرت به ؟ أو كان يوحى إليك ؟ قال : كل ذلك لم يكن ، و لكن ابنى ارتحلنى ، فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته
و روي عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبَّل الحسن بن علي رضي الله عنهما و الأقرع بن حابس التميمى جالس ، فقال الأقرع : إنَّ لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا قط
فقال رسول الله من لا يَرحم لا يُرحم
أما عند وفاة إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد تجلت عظمته صلى الله عليه وسلم و ظهرت مشاعر الأب الجياشة تجاه ولده ، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ابنه إبراهيم رضي الله عنه وهو يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟ فقال: ((يا ابن عوف إنها رحمة)) ثم أتبعها بأخرى فقال: ((إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)) رواه البخاري
أيّ رحمة تلك وأي عطف؟ لقد كان صلى الله عليه وسلم يتقن التواصل اللفظى بالقول الحسن، والتواصل الجسدى بالتقبيل والعناق والاحتضان، والتواصل النفسى بالحنان والرحمة فقد كانت هكذا علاقة الأب بأبنائه و أحفاده0 Комментарии 0 Поделились 183 Просмотры 0 предпросмотр -
محمد صلى الله عليه وسلم الصديق
كان صلى الله عليه وسلم يشارك أصحابه فى مأكلهم و مشربهم فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنت جالسًا فى دارى فمرَّ بى رسول الله فأشار إليَّ، فقمتُ إليه، فأخذ بيدى فانطلقنا، حتى أتى بعض حُجَرِ نسائه فدخل، ثم أذن لى فدخلتُ والحجاب عليها، فقال: هَلْ مِنْ غَدَاءٍ؟ فقالوا: نعم
فأتي بثلاثة أَقْرِصَةٍ فوضعن على نَبِيٍّ ، فأخذ رسول الله قرصًا فوضعه بين يديه، وأخذ قرصًا آخر فوضعه بين يديَّ، ثم أخذ الثالث فكسره باثنين، فجعل نصفه بين يديه ونصفه بين يدي، ثم قال: هَلْ مِنْ أُدُمٍ ؟ قالوا: لا، إلاَّ شيء من خلٍّ
قال: هَاتُوهُ، فَنِعْمَ الأُدُمُ هُوَ
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشارك أصحابه فى مزاحهم ولهوهم –ولكن لم يكن مزاح رسول الله إلاَّ حقًّا- فمزاح الأصحاب سبب من الأسباب الرئيسة فى التلاحم والقرب، ومن هذه المواقف الرائعة التى أُثرت عن رسول الله ما رواه أنس رضي الله عنه أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهرًا، كان يُهدى للنبي الهديَّة من البادية فيجهِّزه رسول الله إذا أراد أن يخرج، فقال النبي : إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ
وكان رسول الله يحبُّه، وكان رجلاً دميمًا، فأتاه النبي يومًا، وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال الرجل: أرسلنى، مَن هذا؟ فالتفت فعرف النبي
وجعل النبي يقول: مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟ فقال: يا رسول الله، إذًا والله تجدني كاسدًا
فقال النبي : لَكِنْ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ
أو قال: لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ أَنْتَ غَالٍ
فهكذا كان يتعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع نفسيَّة أصحابه فيُعلى من شأنهم، و يسعد لسعادتهم ويحزن لحزنهم
وفى أحلك لحظات المسلمين شدَّة وجدنا رسول الله مع أصحابه كواحد منهم، يعانى ممَّا يعانون، ويتألَّم ممَّا يتألَّمون، ويلتمس أي شيء يكون سببًا فى إشباعهم من الجوع، وإسعادهم من الحزن، فرغم جوع المسلمين فى الخندق، ورغم قلَّة الطعام الذى أعدَّه جابر بن عبد الله إلاَّ أنَّ رسول الله لم يأكل دون إشراك أصحابه معه؛ حيث نادى فى أصحابه قائلاً: يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ، إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُورًا، فَحَيَّ هَلاً بِكُمْ
كما نجد رسول الله يشارك أصحابه فى أزماتهم ومصائبهم مشاركة فعَّالة بتبشيرهم تارة بثواب ونعيم الله فى الآخرة، وبحلِّ مشاكلهم حلاًّ عمليًّا تارة أخرى؛ فها هو ذا يبشِّر عبد الله بن جحش عندما شكا له أن أبا سفيان قد أخذ دَارَهُم فى مكة بعد الهجرة وباعها، فقال له: أَلا تَرضَى يَا عَبْدَ اللهِ أَنْ يُعْطِيَكَ اللهُ بِهَا دَارًا خَيرًا مِنْهَا فِي الجنَّة؟ قال: بلى
قال: فَذَلِكَ لَكَ
ويأتى صحابى آخر قد أُصيب فى عهد الرسول فى ثمار ابتاعها فكثر دينه، فيقول رسول الله لأصحابه: تَصَدَّقُوا عَلَيْهِ
فَتَصَدَّقَ الناس عليه، فلم يَبْلُغْ ذلك وفاء دَيْنِهِ، فقال رسول الله لِغُرَمَائِهِ: خُذُوا مَا وَجَدْتُمْ، وَلَيْسَ لَكُمْ إِلاَّ ذَلِكَ
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نِعْمَ الصاحب لأصحابه؛ يقف معهم فى أفراحهم وأتراحهم، وفى قوَّتهم وضعفهم، فلم يتميَّز عنهم بمزيَّة، بل كان كواحد منهم فى المأكل والمشرب والملبس، وهو ما جعل كثير من المشركين يتعجَّبون لهذه الرابطة القويَّة التى جمعته بأصحابه، فقال أبو سفيان بن حرب قبل إسلامه: ما رأيتُ من الناس أحدًا يحبُّ أحدًا كحُبِّ أصحاب محمد محمدًا!!
محمد صلى الله عليه وسلم الصديق
كان صلى الله عليه وسلم يشارك أصحابه فى مأكلهم و مشربهم فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنت جالسًا فى دارى فمرَّ بى رسول الله فأشار إليَّ، فقمتُ إليه، فأخذ بيدى فانطلقنا، حتى أتى بعض حُجَرِ نسائه فدخل، ثم أذن لى فدخلتُ والحجاب عليها، فقال: هَلْ مِنْ غَدَاءٍ؟ فقالوا: نعم
فأتي بثلاثة أَقْرِصَةٍ فوضعن على نَبِيٍّ ، فأخذ رسول الله قرصًا فوضعه بين يديه، وأخذ قرصًا آخر فوضعه بين يديَّ، ثم أخذ الثالث فكسره باثنين، فجعل نصفه بين يديه ونصفه بين يدي، ثم قال: هَلْ مِنْ أُدُمٍ ؟ قالوا: لا، إلاَّ شيء من خلٍّ
قال: هَاتُوهُ، فَنِعْمَ الأُدُمُ هُوَ
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشارك أصحابه فى مزاحهم ولهوهم –ولكن لم يكن مزاح رسول الله إلاَّ حقًّا- فمزاح الأصحاب سبب من الأسباب الرئيسة فى التلاحم والقرب، ومن هذه المواقف الرائعة التى أُثرت عن رسول الله ما رواه أنس رضي الله عنه أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهرًا، كان يُهدى للنبي الهديَّة من البادية فيجهِّزه رسول الله إذا أراد أن يخرج، فقال النبي : إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ
وكان رسول الله يحبُّه، وكان رجلاً دميمًا، فأتاه النبي يومًا، وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال الرجل: أرسلنى، مَن هذا؟ فالتفت فعرف النبي
وجعل النبي يقول: مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟ فقال: يا رسول الله، إذًا والله تجدني كاسدًا
فقال النبي : لَكِنْ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ
أو قال: لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ أَنْتَ غَالٍ
فهكذا كان يتعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع نفسيَّة أصحابه فيُعلى من شأنهم، و يسعد لسعادتهم ويحزن لحزنهم
وفى أحلك لحظات المسلمين شدَّة وجدنا رسول الله مع أصحابه كواحد منهم، يعانى ممَّا يعانون، ويتألَّم ممَّا يتألَّمون، ويلتمس أي شيء يكون سببًا فى إشباعهم من الجوع، وإسعادهم من الحزن، فرغم جوع المسلمين فى الخندق، ورغم قلَّة الطعام الذى أعدَّه جابر بن عبد الله إلاَّ أنَّ رسول الله لم يأكل دون إشراك أصحابه معه؛ حيث نادى فى أصحابه قائلاً: يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ، إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُورًا، فَحَيَّ هَلاً بِكُمْ
كما نجد رسول الله يشارك أصحابه فى أزماتهم ومصائبهم مشاركة فعَّالة بتبشيرهم تارة بثواب ونعيم الله فى الآخرة، وبحلِّ مشاكلهم حلاًّ عمليًّا تارة أخرى؛ فها هو ذا يبشِّر عبد الله بن جحش عندما شكا له أن أبا سفيان قد أخذ دَارَهُم فى مكة بعد الهجرة وباعها، فقال له: أَلا تَرضَى يَا عَبْدَ اللهِ أَنْ يُعْطِيَكَ اللهُ بِهَا دَارًا خَيرًا مِنْهَا فِي الجنَّة؟ قال: بلى
قال: فَذَلِكَ لَكَ
ويأتى صحابى آخر قد أُصيب فى عهد الرسول فى ثمار ابتاعها فكثر دينه، فيقول رسول الله لأصحابه: تَصَدَّقُوا عَلَيْهِ
فَتَصَدَّقَ الناس عليه، فلم يَبْلُغْ ذلك وفاء دَيْنِهِ، فقال رسول الله لِغُرَمَائِهِ: خُذُوا مَا وَجَدْتُمْ، وَلَيْسَ لَكُمْ إِلاَّ ذَلِكَ
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نِعْمَ الصاحب لأصحابه؛ يقف معهم فى أفراحهم وأتراحهم، وفى قوَّتهم وضعفهم، فلم يتميَّز عنهم بمزيَّة، بل كان كواحد منهم فى المأكل والمشرب والملبس، وهو ما جعل كثير من المشركين يتعجَّبون لهذه الرابطة القويَّة التى جمعته بأصحابه، فقال أبو سفيان بن حرب قبل إسلامه: ما رأيتُ من الناس أحدًا يحبُّ أحدًا كحُبِّ أصحاب محمد محمدًا!!
0 Комментарии 0 Поделились 211 Просмотры 0 предпросмотр -
رحمته مع غير المسلمين
كان حريصا علي هدايتهم
لقد أرسل الله تعالي رسوله صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من ظلمات الشرك و الكفر إلي أنوار التوحيد و الايمان ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يتمنى الهداية للناس جميعا ، بل كان حزينا أشد الحزن على غير المسلمين بسبب إعراضهم عن طريق الحق و الهداية و لذا قال له الله تعالى فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا
و على الرغم من قساوتهم و عنادهم إلا أن رسول الله أبى ان يدعوا عليهم ، فعلى الرغم مما كان يلاقيه الصحابة فى مكة من عذاب و اضطهاد من جانب مشركى مكة فقالوا لرسول الله ألا تدعو الله على المشركين فقال إنى لم أبعث لعانا و إنما بُعثتُ رحمة
فقد كان صلى الله عليه وسلم يدعوا للمشركين بالهداية بل كان يدعو لمن آذاه و عاداه ، فقد كان يدعو لأبى جهل و لعمر بن الخطاب قبل إسلامه و يقول اللهم أعز الإسلام باحب هذين الرجلين إليك : بأبى جهل و بعمر بن الخطاب
و كان يدعو دائما اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون
كان صلى الله عليه وسلم لا يُكره أحد على الدخول فى الإسلام
يقول الله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ، و يقول تعالى وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ، و امتثالا لقول الله تعالى كان رسول الله لا يكره أحدا ليدخل فى الإسلام ، و فى السيرة ما يؤكد ذلك ، فقد كان لرجل من الأنصار من بنى سالم بن عوف ابنان متنصران قبل مبعث النبي ، ثم قدما المدينة فى نفر من النصاري يحملون الزيت ، فلزمهما أبوهما ، و قال : لا أدعكما حتى تُسلما
فأبيا أن يسلما ، فاختصموا إلى رسول الله ، فقال : يا رسول الله ، أيدخل بعضى النار و أنا أنظر؟! فأنزل الله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ، فخلًّى سبيلهم
فأمر رسول الله والد الابنين المتنصرين و المخالفين له ولرسول الله فى العقيدة بأن يدعهما و ما يعتقدان ، و يخلى بينهما و ما يعبدان ، حتى و إن كان عليهما حق الطاعة ! كما اقر رسول الله الحرية الدينية كذلك فى أول دستور للمدينة ، و ذلك حينما اعترف لليهود بأنهم يشكلون مع المسلمين أمة واحدة
كان صلى الله عليه وسلم يشتري منهم
كان يتعامل مع اليهود يشتري منهم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : اشتري رسول الله من يهودي طعاما بنسيئة و رهنه درعه
و النسيئة التأخير أي تأخير دفع الثمن إلي أجل
و عنها رضي الله عنها قالت : توفي النبي و درعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من شعير
كان صلى الله يهديهم و يقبل الهدايا منهم
قبل رسول الله هدية زينب بنت الحارث اليهودية امرأة سلام بن مشكم فى خيبر حيث أهدت له شاة مشوية إلا انها أرادت اأن تقتل رسول الله فوضعت بها السم و اكثرت فى ذراع الشاة لما عرفته أن الرسول صلى الله عليه وسلم يؤثرها
كما أهدى رسول الله مَلِك أيلة بُرداً ، و أيلة بلد معروف بين مصر و الشام
كان صلى الله عليه وسلم يأمر بصلة القريب وإن كان غير مسلم
فها هى أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنهما تقول : قَدِمت عليَّ أمى و هي مشركة فى عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله و مدتهم مع أبيها ، فاستفتت رسول الله فقالت : يا رسول الله إن أمى قدمت عليَّ و هي راغبة أفأصلها ؟ قال : نعم صِلِيهَا
عاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غير المسلمين و حرَّم خيانة عهدهم
قال الله تعالى لرسوله : إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا و لم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين
و عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، و إن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما
و عن ان ابي ليلي أن قيس بن سعد و سهيل بن حنيف رضي الله عنهما كانا بالقادسية ، فمرت بهما جنازة فقاما فقيل لهما : إنها من أهل الارض فقالا : إن رسول الله مرت به جنازة فقام ، فقيل : إنه يهودي فقال : أليست نفسا
و كان رسول الله ينهى أمته عن ظلم أي إنسان و لو كان كافرا قال صلى اللله عليه وسلم اتقوا دعوة المظلوم و إن كان كافرا فإنه ليس دونها حجاب
التعامل مع غير المسلمين بالعدل
كان تعامل رسول الله مع غير المسلمين تعاملا قائما على العدل ، من ذلك ما روي عن عبد الرحمن بن ابى بكر قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ثَلَاثِينَ وَمِائَةً فَقَالَ النَّبِيُّ هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ فَعُجِنَ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ أَبَيْعٌ أَمْ عَطِيَّةٌ أَوْ قَالَ أَمْ هِبَةٌ فَقَالَ لَا بَلْ بَيْعٌ فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً فَصُنِعَتْ وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ بِسَوَادِ الْبَطْنِ أَنْ يُشْوَى قَالَ وَايْمُ اللَّهِ مَا مِنْ الثَّلَاثِينَ وَمِائَةٍ إِلَّا حَزَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ حُزَّةً حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا إِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهُ وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَ لَهُ قَالَ وَجَعَلَ قَصْعَتَيْنِ فَأَكَلْنَا مِنْهُمَا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنَا وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ فَحَمَلْتُهُ عَلَى الْبَعِيرِ أَوْ كَمَا قَالَ
[مسلم، 2
56]
فهذا رسول الله فى فرقة من جيشه قوامها مائة و ثلاثون رجلا يحتاجون إلى طعام ، يمر بهم رجل مشرك بغنم ، فيشترى رسول الله منه شلة بثمنها ، و لم يتجه إلى اكراه هذا الرجل على إعطائهم الشاة بدون ثمن مع توافر القوة لدى رسول الله، ومع شدة احتياجهم ، و مع كفر الرجل و فساد عقيدته إنه العدل فى أرقي صوره
و هكذا ترك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الصور السمحة له مع غير المسلمين وهو ما سار عليه الصحابة رضي الله عنهم والتابعون من بعدهم
رحمته مع غير المسلمين
كان حريصا علي هدايتهم لقد أرسل الله تعالي رسوله صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من ظلمات الشرك و الكفر إلي أنوار التوحيد و الايمان ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يتمنى الهداية للناس جميعا ، بل كان حزينا أشد الحزن على غير المسلمين بسبب إعراضهم عن طريق الحق و الهداية و لذا قال له الله تعالى فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا
و على الرغم من قساوتهم و عنادهم إلا أن رسول الله أبى ان يدعوا عليهم ، فعلى الرغم مما كان يلاقيه الصحابة فى مكة من عذاب و اضطهاد من جانب مشركى مكة فقالوا لرسول الله ألا تدعو الله على المشركين فقال إنى لم أبعث لعانا و إنما بُعثتُ رحمة
فقد كان صلى الله عليه وسلم يدعوا للمشركين بالهداية بل كان يدعو لمن آذاه و عاداه ، فقد كان يدعو لأبى جهل و لعمر بن الخطاب قبل إسلامه و يقول اللهم أعز الإسلام باحب هذين الرجلين إليك : بأبى جهل و بعمر بن الخطاب و كان يدعو دائما اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون
كان صلى الله عليه وسلم لا يُكره أحد على الدخول فى الإسلام يقول الله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ، و يقول تعالى وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ، و امتثالا لقول الله تعالى كان رسول الله لا يكره أحدا ليدخل فى الإسلام ، و فى السيرة ما يؤكد ذلك ، فقد كان لرجل من الأنصار من بنى سالم بن عوف ابنان متنصران قبل مبعث النبي ، ثم قدما المدينة فى نفر من النصاري يحملون الزيت ، فلزمهما أبوهما ، و قال : لا أدعكما حتى تُسلما
فأبيا أن يسلما ، فاختصموا إلى رسول الله ، فقال : يا رسول الله ، أيدخل بعضى النار و أنا أنظر؟! فأنزل الله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ، فخلًّى سبيلهم
فأمر رسول الله والد الابنين المتنصرين و المخالفين له ولرسول الله فى العقيدة بأن يدعهما و ما يعتقدان ، و يخلى بينهما و ما يعبدان ، حتى و إن كان عليهما حق الطاعة ! كما اقر رسول الله الحرية الدينية كذلك فى أول دستور للمدينة ، و ذلك حينما اعترف لليهود بأنهم يشكلون مع المسلمين أمة واحدة
كان صلى الله عليه وسلم يشتري منهم كان يتعامل مع اليهود يشتري منهم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : اشتري رسول الله من يهودي طعاما بنسيئة و رهنه درعه
و النسيئة التأخير أي تأخير دفع الثمن إلي أجل
و عنها رضي الله عنها قالت : توفي النبي و درعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من شعير
كان صلى الله يهديهم و يقبل الهدايا منهم قبل رسول الله هدية زينب بنت الحارث اليهودية امرأة سلام بن مشكم فى خيبر حيث أهدت له شاة مشوية إلا انها أرادت اأن تقتل رسول الله فوضعت بها السم و اكثرت فى ذراع الشاة لما عرفته أن الرسول صلى الله عليه وسلم يؤثرها
كما أهدى رسول الله مَلِك أيلة بُرداً ، و أيلة بلد معروف بين مصر و الشام
كان صلى الله عليه وسلم يأمر بصلة القريب وإن كان غير مسلم فها هى أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنهما تقول : قَدِمت عليَّ أمى و هي مشركة فى عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله و مدتهم مع أبيها ، فاستفتت رسول الله فقالت : يا رسول الله إن أمى قدمت عليَّ و هي راغبة أفأصلها ؟ قال : نعم صِلِيهَا
عاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غير المسلمين و حرَّم خيانة عهدهم قال الله تعالى لرسوله : إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا و لم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين و عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، و إن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما
و عن ان ابي ليلي أن قيس بن سعد و سهيل بن حنيف رضي الله عنهما كانا بالقادسية ، فمرت بهما جنازة فقاما فقيل لهما : إنها من أهل الارض فقالا : إن رسول الله مرت به جنازة فقام ، فقيل : إنه يهودي فقال : أليست نفسا
و كان رسول الله ينهى أمته عن ظلم أي إنسان و لو كان كافرا قال صلى اللله عليه وسلم اتقوا دعوة المظلوم و إن كان كافرا فإنه ليس دونها حجاب
التعامل مع غير المسلمين بالعدل كان تعامل رسول الله مع غير المسلمين تعاملا قائما على العدل ، من ذلك ما روي عن عبد الرحمن بن ابى بكر قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ثَلَاثِينَ وَمِائَةً فَقَالَ النَّبِيُّ هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ فَعُجِنَ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ أَبَيْعٌ أَمْ عَطِيَّةٌ أَوْ قَالَ أَمْ هِبَةٌ فَقَالَ لَا بَلْ بَيْعٌ فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً فَصُنِعَتْ وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ بِسَوَادِ الْبَطْنِ أَنْ يُشْوَى قَالَ وَايْمُ اللَّهِ مَا مِنْ الثَّلَاثِينَ وَمِائَةٍ إِلَّا حَزَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ حُزَّةً حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا إِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهُ وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَ لَهُ قَالَ وَجَعَلَ قَصْعَتَيْنِ فَأَكَلْنَا مِنْهُمَا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنَا وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ فَحَمَلْتُهُ عَلَى الْبَعِيرِ أَوْ كَمَا قَالَ
[مسلم، 2
56]
فهذا رسول الله فى فرقة من جيشه قوامها مائة و ثلاثون رجلا يحتاجون إلى طعام ، يمر بهم رجل مشرك بغنم ، فيشترى رسول الله منه شلة بثمنها ، و لم يتجه إلى اكراه هذا الرجل على إعطائهم الشاة بدون ثمن مع توافر القوة لدى رسول الله، ومع شدة احتياجهم ، و مع كفر الرجل و فساد عقيدته إنه العدل فى أرقي صوره
و هكذا ترك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الصور السمحة له مع غير المسلمين وهو ما سار عليه الصحابة رضي الله عنهم والتابعون من بعدهم
0 Комментарии 0 Поделились 183 Просмотры 0 предпросмотр -
رحمته صلى الله عليه وسلم بالأسرى
رحمته بالأسرى
لقد أقرت المواثيق الدولية حقوق الأسرى و كان ذلك احتراما لإنسانية الإنسان ورحمة به
وقد غفل العالم أو تغافل عن أن هذه الرحمة التى جاءت بها تلك المواثيق، ما هي إلا نقطة فى بحر الرحمة التى غمر بها رسولنا الرحيم أسراه
فقد كان دائما يأمر بالرفق بالأسرى والإحسان إليهم وإكرامهم
و المتأمل فى السيرة النبوية يرى كيف كانت حياته صلى الله عليه وسلم زاخرة بالكثير من سماحته و رفقه بالأسرى
مظاهر الرحمة بالأسرى :
إطعام الأسرى
قال الله تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًاففى هذه الآية الكريمة يحثُّ الله تعالى عباده المؤمنين على الإحسان إلى أسراهم وإطعامهم ، ويعِدُهم بذلك النعيمَ فى الآخرة
قال ابن عباس رضي الله عنهما : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم غزوة بدر أن يُكرموا الأُسَارى، فكانوا يُقَدِّمُونهم على أنفسهم عند الغداء، ولم يكن الصحابة رضوان الله عليهم يقدمون للأسرى ما بقى من طعامهم بل كانوا ينتقون لهم أجود ما لديهم من طعام، ويجعلونهم يأكلونه عملاً بوصية رسول الله بهم
كسوة الأسرى
لم يقتصر المسلمون على إطعام أسراهم من المشركين؛ بل إنهم كانوا يُقدّمون لهم الملابس أيضًا، وهذا ثابت في الصحيح، فقد جعل البخاري –رحمه الله– بابًا في الصحيح سمّاه: باب الكسوة للأُسارى، وذكر فيه أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لَمَّا كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ أُتِيَ بِأُسَارَى وَأُتِيَ بِالْعَبَّاسِ وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ثَوْبٌ فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهُ قَمِيصًا فَوَجَدُوا قَمِيصَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ يَقْدُرُ عَلَيْهِ فَكَسَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهُ
توفير المأوى والمسكن للأسرى
كان المسلمون يجعلون الأسرى حتى يتمّ النظر فى شأنهم فى أحد مكانين إما المسجد وهو أشرف مكان عند المسلمين، وإما بيوت الصحابة رضي الله عنهم
و ذلك حتي يَرَوْا أخلاق المسلمين وعبادتهم لعلهم يتأثّرون بها، فيدخل الإيمان فى قلوبهم ، وقد حدث هذا بالفعل مع بعضهم كالصحابي ثمامة بن أثال رضي الله عنه
وأما إبقاء الأسرى فى منازل الصحابة رضي الله عنهم فكان هذا إكرامًا كبيرًا من المسلمين لهؤلاء الأسرى؛ فعن الحسن البصري أن رسول الله كان يُؤتَى بالأسير فيدفعه إلى بعض المسلمين فيقول: أَحْسِنْ إليه فيكون عنده اليومين والثلاثة ، فَيُؤْثِرُهُ على نفسه
عدم التعرّض للأسرى بالأذى
ربَّى الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام رضي الله عنهم على الرحمة ، فقد روى جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ لا يَرْحَمْ النَّاسَ لا يَرْحَمْهُ اللَّهُ
فكان الصحابة رضوان الله عليهم نماذج عملية فى الرحمة ببنى البشر جميعًا مسلمين وغير مسلمين، وقد أنكر الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب غلامي قريش فى أحداث بدر فقال : إِذَا صَدَقَاكُمْ ضَرَبْتُمُوهُمَا، وَإِذَا كَذَبَاكُمْ تَرَكْتُمُوهُمَا،صَدَقَا وَاللهِ إِنَّهُمَا لِقُرَيْشمع أن هذين الغلامين اللذين ضُرِبَا من الجيش المعادى –جيش المشركين– ويمدَّان الجيش بالماء
بل إن شريعة الإسلام تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث تمنع تعذيب الأسير للإدلاء بمعلومات عن العدو، وقد قيل للإمام مالك: أَيُعذَّبُ الأسيرُ إن رُجِيَ أن يدلّ على عورة العدو؟ قال: ما سمعت بذلك
الرفق بالأسرى واللين معهم
من أخلاق الإسلام أيضًا فى التعامل مع الأسرى الرفقُ ولين الجانب، حتى يشعروا بالأمن والطمأنينة، وقد كان من أخلاق رسول الله أنّه كان يردُّ على استفسارات الأسرى، ولا يسأم أو يَمَلُّ من أسئلتهم، مما يُوحِى بسعة صدره، وعمق رحمة النبي التى شملت البشر جميعًا
احترام مشاعر الأسرى الإنسانية
إن الإسلام يرفع من قيمة البشر، ويحترم المشاعر الإنسانية احترامًا كبيرًا، سواء مع المسلمين أو مع غيرهم، وقد وجدنا تطبيقات عمليّة كثيرة لهذا الأمر فى حياة النبيّ ، ويظهر هذا الأمر بوضوح في أوقات الشدائد وبعد الحروب خاصّة، فنجد النبي يوجِّه أصحابه الكرام توجيهات إنسانية راقية فى شأن التعامل مع الأسرى من النساء والأطفال؛ فينهى عن التفريق بين الأم وطفلها؛ فعَنْ أبى أيوب الأنصاري رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
رحمته صلى الله عليه وسلم بالأسرى
رحمته بالأسرى لقد أقرت المواثيق الدولية حقوق الأسرى و كان ذلك احتراما لإنسانية الإنسان ورحمة به
وقد غفل العالم أو تغافل عن أن هذه الرحمة التى جاءت بها تلك المواثيق، ما هي إلا نقطة فى بحر الرحمة التى غمر بها رسولنا الرحيم أسراه
فقد كان دائما يأمر بالرفق بالأسرى والإحسان إليهم وإكرامهم
و المتأمل فى السيرة النبوية يرى كيف كانت حياته صلى الله عليه وسلم زاخرة بالكثير من سماحته و رفقه بالأسرى
مظاهر الرحمة بالأسرى : إطعام الأسرى قال الله تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًاففى هذه الآية الكريمة يحثُّ الله تعالى عباده المؤمنين على الإحسان إلى أسراهم وإطعامهم ، ويعِدُهم بذلك النعيمَ فى الآخرة
قال ابن عباس رضي الله عنهما : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم غزوة بدر أن يُكرموا الأُسَارى، فكانوا يُقَدِّمُونهم على أنفسهم عند الغداء، ولم يكن الصحابة رضوان الله عليهم يقدمون للأسرى ما بقى من طعامهم بل كانوا ينتقون لهم أجود ما لديهم من طعام، ويجعلونهم يأكلونه عملاً بوصية رسول الله بهم
كسوة الأسرى لم يقتصر المسلمون على إطعام أسراهم من المشركين؛ بل إنهم كانوا يُقدّمون لهم الملابس أيضًا، وهذا ثابت في الصحيح، فقد جعل البخاري –رحمه الله– بابًا في الصحيح سمّاه: باب الكسوة للأُسارى، وذكر فيه أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لَمَّا كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ أُتِيَ بِأُسَارَى وَأُتِيَ بِالْعَبَّاسِ وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ثَوْبٌ فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهُ قَمِيصًا فَوَجَدُوا قَمِيصَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ يَقْدُرُ عَلَيْهِ فَكَسَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهُ
توفير المأوى والمسكن للأسرى كان المسلمون يجعلون الأسرى حتى يتمّ النظر فى شأنهم فى أحد مكانين إما المسجد وهو أشرف مكان عند المسلمين، وإما بيوت الصحابة رضي الله عنهم
و ذلك حتي يَرَوْا أخلاق المسلمين وعبادتهم لعلهم يتأثّرون بها، فيدخل الإيمان فى قلوبهم ، وقد حدث هذا بالفعل مع بعضهم كالصحابي ثمامة بن أثال رضي الله عنه
وأما إبقاء الأسرى فى منازل الصحابة رضي الله عنهم فكان هذا إكرامًا كبيرًا من المسلمين لهؤلاء الأسرى؛ فعن الحسن البصري أن رسول الله كان يُؤتَى بالأسير فيدفعه إلى بعض المسلمين فيقول: أَحْسِنْ إليه فيكون عنده اليومين والثلاثة ، فَيُؤْثِرُهُ على نفسه
عدم التعرّض للأسرى بالأذى ربَّى الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام رضي الله عنهم على الرحمة ، فقد روى جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ لا يَرْحَمْ النَّاسَ لا يَرْحَمْهُ اللَّهُ
فكان الصحابة رضوان الله عليهم نماذج عملية فى الرحمة ببنى البشر جميعًا مسلمين وغير مسلمين، وقد أنكر الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب غلامي قريش فى أحداث بدر فقال : إِذَا صَدَقَاكُمْ ضَرَبْتُمُوهُمَا، وَإِذَا كَذَبَاكُمْ تَرَكْتُمُوهُمَا،صَدَقَا وَاللهِ إِنَّهُمَا لِقُرَيْشمع أن هذين الغلامين اللذين ضُرِبَا من الجيش المعادى –جيش المشركين– ويمدَّان الجيش بالماء
بل إن شريعة الإسلام تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث تمنع تعذيب الأسير للإدلاء بمعلومات عن العدو، وقد قيل للإمام مالك: أَيُعذَّبُ الأسيرُ إن رُجِيَ أن يدلّ على عورة العدو؟ قال: ما سمعت بذلك
الرفق بالأسرى واللين معهم من أخلاق الإسلام أيضًا فى التعامل مع الأسرى الرفقُ ولين الجانب، حتى يشعروا بالأمن والطمأنينة، وقد كان من أخلاق رسول الله أنّه كان يردُّ على استفسارات الأسرى، ولا يسأم أو يَمَلُّ من أسئلتهم، مما يُوحِى بسعة صدره، وعمق رحمة النبي التى شملت البشر جميعًا
احترام مشاعر الأسرى الإنسانية إن الإسلام يرفع من قيمة البشر، ويحترم المشاعر الإنسانية احترامًا كبيرًا، سواء مع المسلمين أو مع غيرهم، وقد وجدنا تطبيقات عمليّة كثيرة لهذا الأمر فى حياة النبيّ ، ويظهر هذا الأمر بوضوح في أوقات الشدائد وبعد الحروب خاصّة، فنجد النبي يوجِّه أصحابه الكرام توجيهات إنسانية راقية فى شأن التعامل مع الأسرى من النساء والأطفال؛ فينهى عن التفريق بين الأم وطفلها؛ فعَنْ أبى أيوب الأنصاري رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
0 Комментарии 0 Поделились 181 Просмотры 0 предпросмотр -
رحمته صلى الله عليه وسلم بالعابدين
كان للعبادة فى قلب الصحابة أهمية قصوى
فقد كانت لا تشغلهم أنفسهم ولا أموالهم عنها، بل كانوا هم من ينشغلون بالعبادة عن أنفسهم وأهليهم فى أوقات كثيرة
وذلك ما يجعلنا نضع أصابعنا على نوع جديد من الرحمة فى حياة النبي ، حيث كان يوجه ويرشد ويدفع بالناس فى طريق العبادة والجنة، ولكن برفق ودون إرهاق للذات
فقد كان أرحم بالمسلمين من رحمتهم بأنفسهم
يرحمهم حتى لا ترهقهم كثرة العبادة عن الحد، فترهق أجسادهم، وربما أنستهم بعض ما عليهم من واجبات، فإذا به يوجههم (رحمة كذلك) إلى من حولهم من أهلهم كأزواج وأبناء
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي قال: بلغني أنك تصوم النهار وتقوم الليل فلا تفعل فإن لجسدك عليك حقاً، صم وأفطر، صم من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صوم الدهر
قلت: يا رسول الله إن لى قوة
قال: صم صوم داود عليه السلام، صم يوماً وأفطر يوماً
فكان يقول: يا ليتنى أخذت بالرخصة
(رواه البخاري ومسلم)
هذه الرحمة التى قد لا يلتفت إليها العابد وهو فى ذروة إحساسه بالتمتع بلذة عبادته، يعلم النبي أنه ربما لا يطيقها فيما بعد، فيكون رحيما به ويوصيه بالرحمة بنفسه فى عبادته
تلك الرحمة بالعابدين ربما تمتد لتكون رحمة بمن يحيط بالعابدين
فربما لا يلتفت العابد إلى بعض الواجبات العائلية أو الشخصية حين ينشغل فى غمرة العبادات، فتأتي نسمات رحمة المصطفى لتعلمنا أجمل معانى الرحمة فى هذا المشهد الرائع:
عن أبي جحيفة قال: آخى رسول الله بين سلمان وأبى الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء مبتذلة (فى هيئة رثة) فقال لها: ما شأنك؟
فقالت: إن أخاك أبا الدرداء ليست له حاجة في الدنيا
قال: فلما جاء أبا الدرداء، قرّب طعامًا، فقال: كل فإنى صائم
قال: ما أنا بآكل حتى تأكل
قال: فأكل
فلما كان الليل، ذهب أبو الدرداء ليقوم، فقال له سلمان: نم
فنام
فلما كان من آخر الليل، قال له سلمان: قم الآن
فقاما فصليا
فقال إن لنفسك عليك حقًّا ولربك عليك حقًّا وإن لضيفك عليك حقًّا وإن لأهلك عليك حقًّا فأعط كل ذى حق حقه
فأتيا النبي فذكرا ذلك له فقال صدق سلمان
(رواه البخاري)
وفى مشهد آخر، تتجلي فيه عظمة رحمة النبي بالعابدين
نراه يدخل فيجد حبلاً ممدوداً بين ساريتين فيقول لمن هذا الحبل؟ قالوا: إنه لزينب، إن فترت - في الصلاة - تعلقت به
قال : حُـلُّـوه
ليُصل أحدكم نشاطه ، فإذا كسل أو فتر فليقعد
(رواه مسلم)
هكذا كان رحيما بالمسلمين وهم يتعبدون وهو الذى كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، فتقول له السيدة عائشة: يا رسول الله ! أتصنع هذا، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول: أفلا أكون عبدا شكورا؟ (رواه مسلم)
رحمته صلى الله عليه وسلم بالعابدين
كان للعبادة فى قلب الصحابة أهمية قصوى
فقد كانت لا تشغلهم أنفسهم ولا أموالهم عنها، بل كانوا هم من ينشغلون بالعبادة عن أنفسهم وأهليهم فى أوقات كثيرة
وذلك ما يجعلنا نضع أصابعنا على نوع جديد من الرحمة فى حياة النبي ، حيث كان يوجه ويرشد ويدفع بالناس فى طريق العبادة والجنة، ولكن برفق ودون إرهاق للذات
فقد كان أرحم بالمسلمين من رحمتهم بأنفسهم
يرحمهم حتى لا ترهقهم كثرة العبادة عن الحد، فترهق أجسادهم، وربما أنستهم بعض ما عليهم من واجبات، فإذا به يوجههم (رحمة كذلك) إلى من حولهم من أهلهم كأزواج وأبناء
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي قال: بلغني أنك تصوم النهار وتقوم الليل فلا تفعل فإن لجسدك عليك حقاً، صم وأفطر، صم من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صوم الدهر
قلت: يا رسول الله إن لى قوة
قال: صم صوم داود عليه السلام، صم يوماً وأفطر يوماً
فكان يقول: يا ليتنى أخذت بالرخصة
(رواه البخاري ومسلم)
هذه الرحمة التى قد لا يلتفت إليها العابد وهو فى ذروة إحساسه بالتمتع بلذة عبادته، يعلم النبي أنه ربما لا يطيقها فيما بعد، فيكون رحيما به ويوصيه بالرحمة بنفسه فى عبادته
تلك الرحمة بالعابدين ربما تمتد لتكون رحمة بمن يحيط بالعابدين
فربما لا يلتفت العابد إلى بعض الواجبات العائلية أو الشخصية حين ينشغل فى غمرة العبادات، فتأتي نسمات رحمة المصطفى لتعلمنا أجمل معانى الرحمة فى هذا المشهد الرائع:
عن أبي جحيفة قال: آخى رسول الله بين سلمان وأبى الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء مبتذلة (فى هيئة رثة) فقال لها: ما شأنك؟
فقالت: إن أخاك أبا الدرداء ليست له حاجة في الدنيا
قال: فلما جاء أبا الدرداء، قرّب طعامًا، فقال: كل فإنى صائم
قال: ما أنا بآكل حتى تأكل
قال: فأكل
فلما كان الليل، ذهب أبو الدرداء ليقوم، فقال له سلمان: نم
فنام
فلما كان من آخر الليل، قال له سلمان: قم الآن
فقاما فصليا
فقال إن لنفسك عليك حقًّا ولربك عليك حقًّا وإن لضيفك عليك حقًّا وإن لأهلك عليك حقًّا فأعط كل ذى حق حقه
فأتيا النبي فذكرا ذلك له فقال صدق سلمان
(رواه البخاري)
وفى مشهد آخر، تتجلي فيه عظمة رحمة النبي بالعابدين
نراه يدخل فيجد حبلاً ممدوداً بين ساريتين فيقول لمن هذا الحبل؟ قالوا: إنه لزينب، إن فترت - في الصلاة - تعلقت به
قال : حُـلُّـوه
ليُصل أحدكم نشاطه ، فإذا كسل أو فتر فليقعد
(رواه مسلم)
هكذا كان رحيما بالمسلمين وهم يتعبدون وهو الذى كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، فتقول له السيدة عائشة: يا رسول الله ! أتصنع هذا، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول: أفلا أكون عبدا شكورا؟ (رواه مسلم)
0 Комментарии 0 Поделились 187 Просмотры 0 предпросмотр -
غزوة تبوك
كان فتح مكة ايذانا بدخول الجزيرة العربية كلها فى الاسلام ، فقد أدرك العرب بعد فتح مكة و بعد إسلام قريش أنه لا مفر لهم من دخول الإسلام إن عاجلا أو آجلا ، فما هي إلا دورة العام حتى صارت جزيرة العرب موئل الإسلام و صار أهلها من العرب هم أهله و حماته
فلما ظهر الاسلام فى جزيرة العرب و أخذ يوحد كلمة العرب و يجمع صفوفهم تحت لوائه ، أيقن الروم أن خطرا يوشك أن يواقعهم فقد كانت لهم مصالح شتى بالجزيرة العربية و كانت الظروف فى الجزيرة العربية من قبل تساعد على بقاء هذه المصالح ، فقد كان العرب بطبيعة حياتهم قبائل متفرقة و لم تكن لهم و حدة جامعة تلم شملهم و تجمع كلمتهم ، و كانت كل قبيلة إنما يهمها أمر أفرادها أو أمر حلفائها ، و من هنا كانت كلمة العرب فى تفرق دائم و كان من صالح الروم أن يستمر هذا التفرق بين العرب ليستمر سلطانهم مبسوطا على اتباعهم منهم لذلك وجدوا أنه لابد من عمل سريع لدرء هذا الخطر الذى استفحل أمره ، و كانت دولة الروم فى عنفوانها و قوتها و لم يكن قد مضى على انتصارها على دولة الفرس غير بضع سنين و كان لديها القوة و العتاد ما تظن أنها قادرة به على تحطيم امة الاسلام ، من أجل ذلك أعد الروم عدتهم و أرادوا أن يهاجموا المسلمين فى عقر دارهم ليقطعوا دابرهم و يفرغوا منهم
و بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الروم قد جمعت جموعا كثيرة بالشام ، فدعا إلى تجهيز جيش قوي يصد غزو الروم
أحداث الغزوة
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن الظروف التى يمر بها صعبة ، وأن الأيام أيام قيظٍ وقحط
فبعث الرجال يحثون القبائل على الاشتراك فى الجيش ، وحث الأغنياء على أن يجودوا بمالهم ، فتبرع عثمان بن عفان بعشرة آلاف دينار وتسعمائة بعيرٍ ، ومائة فرس
كما تبرع أبو بكرٍ الصديق بكل ماله
وتبرع عبد الرحمن بن عوف بأربعين ألف دينار
وتبرعت النساء بحليهن وزينتهن من الذهب
و تحرك جيش المسلمين إلى تبوك في شهر رجب من العام التاسع بقيادة الرسول ، وكان عددهم ثلاثين ألفاً تقريباً
و أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم اللواء لأبي بكرٍ الصديق
وعسكر النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه في ثنية الوداع
وكان الحر شديداً للغاية ، وعانى المسلمون من عسرة الماء والزاد ، حتى اضطروا لذبح إبلهم وإخراج ما فى كروشها فيعصرونه ويشربونه
لذلك سميت الغزوة بغزوة العسرة
وقضى المسلمون فى تبوك حوالي عشرين يوماً ، ولكن لم يجدوا هناك أحداً من الروم الذين رجعوا من حيث أتوا ، حينما علموا بمسير الجيش المسلم الذي يؤثر الموت على الحياة
واستشار الرسول أصحابه فى مجاوزة تبوك إلى ما هو أبعد منها من ديار الشام
فأشار عليه الفاروق عمر بالعودة إلى المدينة
فاستحسن الرسول رأيه فصالح أهل تبوك، وأمّن حدوده بعقد معاهدات مع الإمارات التى تقع هناك، وقفل راجعًا إلى المدينة حامدين شاكرين
غزوة تبوك
كان فتح مكة ايذانا بدخول الجزيرة العربية كلها فى الاسلام ، فقد أدرك العرب بعد فتح مكة و بعد إسلام قريش أنه لا مفر لهم من دخول الإسلام إن عاجلا أو آجلا ، فما هي إلا دورة العام حتى صارت جزيرة العرب موئل الإسلام و صار أهلها من العرب هم أهله و حماته
فلما ظهر الاسلام فى جزيرة العرب و أخذ يوحد كلمة العرب و يجمع صفوفهم تحت لوائه ، أيقن الروم أن خطرا يوشك أن يواقعهم فقد كانت لهم مصالح شتى بالجزيرة العربية و كانت الظروف فى الجزيرة العربية من قبل تساعد على بقاء هذه المصالح ، فقد كان العرب بطبيعة حياتهم قبائل متفرقة و لم تكن لهم و حدة جامعة تلم شملهم و تجمع كلمتهم ، و كانت كل قبيلة إنما يهمها أمر أفرادها أو أمر حلفائها ، و من هنا كانت كلمة العرب فى تفرق دائم و كان من صالح الروم أن يستمر هذا التفرق بين العرب ليستمر سلطانهم مبسوطا على اتباعهم منهم لذلك وجدوا أنه لابد من عمل سريع لدرء هذا الخطر الذى استفحل أمره ، و كانت دولة الروم فى عنفوانها و قوتها و لم يكن قد مضى على انتصارها على دولة الفرس غير بضع سنين و كان لديها القوة و العتاد ما تظن أنها قادرة به على تحطيم امة الاسلام ، من أجل ذلك أعد الروم عدتهم و أرادوا أن يهاجموا المسلمين فى عقر دارهم ليقطعوا دابرهم و يفرغوا منهم
و بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الروم قد جمعت جموعا كثيرة بالشام ، فدعا إلى تجهيز جيش قوي يصد غزو الروم
أحداث الغزوة
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن الظروف التى يمر بها صعبة ، وأن الأيام أيام قيظٍ وقحط
فبعث الرجال يحثون القبائل على الاشتراك فى الجيش ، وحث الأغنياء على أن يجودوا بمالهم ، فتبرع عثمان بن عفان بعشرة آلاف دينار وتسعمائة بعيرٍ ، ومائة فرس
كما تبرع أبو بكرٍ الصديق بكل ماله
وتبرع عبد الرحمن بن عوف بأربعين ألف دينار
وتبرعت النساء بحليهن وزينتهن من الذهب
و تحرك جيش المسلمين إلى تبوك في شهر رجب من العام التاسع بقيادة الرسول ، وكان عددهم ثلاثين ألفاً تقريباً
و أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم اللواء لأبي بكرٍ الصديق
وعسكر النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه في ثنية الوداع
وكان الحر شديداً للغاية ، وعانى المسلمون من عسرة الماء والزاد ، حتى اضطروا لذبح إبلهم وإخراج ما فى كروشها فيعصرونه ويشربونه
لذلك سميت الغزوة بغزوة العسرة
وقضى المسلمون فى تبوك حوالي عشرين يوماً ، ولكن لم يجدوا هناك أحداً من الروم الذين رجعوا من حيث أتوا ، حينما علموا بمسير الجيش المسلم الذي يؤثر الموت على الحياة
واستشار الرسول أصحابه فى مجاوزة تبوك إلى ما هو أبعد منها من ديار الشام
فأشار عليه الفاروق عمر بالعودة إلى المدينة
فاستحسن الرسول رأيه فصالح أهل تبوك، وأمّن حدوده بعقد معاهدات مع الإمارات التى تقع هناك، وقفل راجعًا إلى المدينة حامدين شاكرين
0 Комментарии 0 Поделились 582 Просмотры 0 предпросмотр