• لا يتمنَّى أحدُكم الموتَ، ولا يَدْعُ به مِن قَبلِ أن يأتيَه، إنَّه إذا مات أحَدُكم انقَطَع عمَلُه، وإنَّه لا يَزيدُ المؤمِنَ عُمرُه إلَّا خيرًا.

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يُرشِدُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم النَّاسَ إلى عدمِ تَمنِّي الموتِ، فيقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لا يَتمنَّى أحدُكم الموتَ ولا يَدْعُ به من قَبْلِ أنْ يأتِيَه"، أيْ: لا يَطْلْبه ولا يَسألْه في دُعائه بسببٍ ضرٍّ وابْتِلاءٍ أصابَهُ؛ "إنَّه إذا ماتَ أحدُكم انْقَطَع عَمَلُه"، أيْ: إذا مات المرءُ تَوقَّفَ عَمَلُه في الدُّنيا، فلا زيادةَ في العملِ فإنْ كان مُحسِنًا فلَهُ إحسانُه، وإنْ كان مُسيئًا فلا مجالَ للتَّوبةِ بَعْدَ الموتِ، "وإنَّه لا يَزيدُ المؤمنَ عُمُرُه إلَّا خيرًا"، أيْ: إنَّ المؤمِنَ يَزدادُ بِطُولِ عُمُرِه خيرًا مِن الطَّاعاتِ وأعمالِ الإيمانِ، كما قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في حديثٍ آخَرَ: "خَيْرُكم مَن طال عُمْرُه وحَسُنَ عَمْلُه"؛ وعلى هذا فلا يَنْبغي للمؤمِنِ المُتزوِّدِ للآخِرةِ، والسَّاعي في ازديادِ ما يُثابُ عليه من العَملِ الصَّالِحِ أنْ يَتمنَّى ما يَمْنعُه من البِرِّ والسُّلوكِ لطريقِ اللهِ.
    وقَدْ وَرَدَ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: "إذا مات الإنسانُ انْقَطَع عنه عَمَلُه إلَّا مِن ثلاثةٍ: إلَّا مِن صَدقةٍ جاريةٍ، أو عِلْم يُنْتَفعُ به، أو وَلَدٍ صالَحٍ يَدْعو له".( )

    صحيح مسلم

    لا يتمنَّى أحدُكم الموتَ، ولا يَدْعُ به مِن قَبلِ أن يأتيَه، إنَّه إذا مات أحَدُكم انقَطَع عمَلُه، وإنَّه لا يَزيدُ المؤمِنَ عُمرُه إلَّا خيرًا.

    شرح الحديث

    في هذا الحَديثِ يُرشِدُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم النَّاسَ إلى عدمِ تَمنِّي الموتِ، فيقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لا يَتمنَّى أحدُكم الموتَ ولا يَدْعُ به من قَبْلِ أنْ يأتِيَه"، أيْ: لا يَطْلْبه ولا يَسألْه في دُعائه بسببٍ ضرٍّ وابْتِلاءٍ أصابَهُ؛ "إنَّه إذا ماتَ أحدُكم انْقَطَع عَمَلُه"، أيْ: إذا مات المرءُ تَوقَّفَ عَمَلُه في الدُّنيا، فلا زيادةَ في العملِ فإنْ كان مُحسِنًا فلَهُ إحسانُه، وإنْ كان مُسيئًا فلا مجالَ للتَّوبةِ بَعْدَ الموتِ، "وإنَّه لا يَزيدُ المؤمنَ عُمُرُه إلَّا خيرًا"، أيْ: إنَّ المؤمِنَ يَزدادُ بِطُولِ عُمُرِه خيرًا مِن الطَّاعاتِ وأعمالِ الإيمانِ، كما قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في حديثٍ آخَرَ: "خَيْرُكم مَن طال عُمْرُه وحَسُنَ عَمْلُه"؛ وعلى هذا فلا يَنْبغي للمؤمِنِ المُتزوِّدِ للآخِرةِ، والسَّاعي في ازديادِ ما يُثابُ عليه من العَملِ الصَّالِحِ أنْ يَتمنَّى ما يَمْنعُه من البِرِّ والسُّلوكِ لطريقِ اللهِ. وقَدْ وَرَدَ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: "إذا مات الإنسانُ انْقَطَع عنه عَمَلُه إلَّا مِن ثلاثةٍ: إلَّا مِن صَدقةٍ جاريةٍ، أو عِلْم يُنْتَفعُ به، أو وَلَدٍ صالَحٍ يَدْعو له".( )

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 37 مشاهدة 0 معاينة
  • إذا كان يومُ القيامةِ ، دفع اللهُ عزَّ وجلَّ إلى كلِّ مسلمٍ يهوديًّا أو نصرانيًّا . فيقولُ هذا فِكاكُك من النَّارِ

    شرح الحديث

    اللهُ سُبحانَه وتعالى يَمُنُّ على أَهلِ الإيمانِ في الدُّنيا والآخِرَةِ وتَمامِ ذَلكَ بِنَجاتِهم منَ النَّارِ ودُخولِهمُ الجنَّةَ. وفي هذا الحديثِ يَقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إذا كان يَومُ القِيامةِ، دَفعَ اللهُ عزَّ وجلَّ إِلى كُلِّ مُسلمٍ يَهوديًّا أو نصرانيًّا، فيَقولُ هَذا فِكاكُك مِنَ النَّارِ؛ وذلِك أنَّ اللهَ تعالى قدْ أَعدَّ لكُلِّ أحدٍ مِنَ النَّاسِ مَنزلًا في الجَنَّةِ ومَنزلًا في النَّارِ؛ فالمؤمِنُ إذا دَخلَ الجنَّةَ خَلَفَه الكافِرُ في النَّارِ، فإنَّه دَخلَها بسَببِ كُفرِه، وكان المؤمِنُ عُرضةً أنْ يَدخُلَ النَّارَ فَلمَّا نَجَّاه اللهُ مِن دُخولِها كانَ الكافِرُ فِكاكَه؛ لأنَّ اللهَ قَدَّر للنَّارِ عَددًا يَملؤُها، فإذا دَخلَها الكُفَّارُ كانوا في مَعنى الفِكاكِ للمُؤمنينَ.

    صحيح مسلم

    إذا كان يومُ القيامةِ ، دفع اللهُ عزَّ وجلَّ إلى كلِّ مسلمٍ يهوديًّا أو نصرانيًّا . فيقولُ هذا فِكاكُك من النَّارِ

    شرح الحديث

    اللهُ سُبحانَه وتعالى يَمُنُّ على أَهلِ الإيمانِ في الدُّنيا والآخِرَةِ وتَمامِ ذَلكَ بِنَجاتِهم منَ النَّارِ ودُخولِهمُ الجنَّةَ. وفي هذا الحديثِ يَقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إذا كان يَومُ القِيامةِ، دَفعَ اللهُ عزَّ وجلَّ إِلى كُلِّ مُسلمٍ يَهوديًّا أو نصرانيًّا، فيَقولُ هَذا فِكاكُك مِنَ النَّارِ؛ وذلِك أنَّ اللهَ تعالى قدْ أَعدَّ لكُلِّ أحدٍ مِنَ النَّاسِ مَنزلًا في الجَنَّةِ ومَنزلًا في النَّارِ؛ فالمؤمِنُ إذا دَخلَ الجنَّةَ خَلَفَه الكافِرُ في النَّارِ، فإنَّه دَخلَها بسَببِ كُفرِه، وكان المؤمِنُ عُرضةً أنْ يَدخُلَ النَّارَ فَلمَّا نَجَّاه اللهُ مِن دُخولِها كانَ الكافِرُ فِكاكَه؛ لأنَّ اللهَ قَدَّر للنَّارِ عَددًا يَملؤُها، فإذا دَخلَها الكُفَّارُ كانوا في مَعنى الفِكاكِ للمُؤمنينَ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 40 مشاهدة 0 معاينة
  • َيَجيءُ النَّاسُ يومَ القيامةِ ، ناسٌ من المسلمين ، بذنوبٍ أمثالِ الجبالِ . فيغفرُها اللهُ لهم . ويضعُها على اليهودِ والنَّصارَى . فيما أحسبُ أنا . قال أبو روحٍ : لا أدري ممَّن الشَّكُّ .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يَذكُرُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بَعضَ مواقِفِ الآخِرَةِ، فيقولُ: يَجيءُ النَّاسُ يَومَ القِيامةِ، والمَقصودُ ناسٌ من المسلِمينَ دونَ بَقيَّةِ النَّاسِ؛ لِذا قالَ بَعدَه: ناسٌ منَ المسلِمينَ. يَجيئونَ بذُنوبٍ أمثالِ الجِبالِ فيَغفرُها اللهُ لهم برَحمةٍ مِنه وفَضلٍ، ويَضعُها عَلى اليَهودِ والنَّصارَى، واللهُ سُبحانَه لا يَظلِمُ أحدًا ولا يُعذَّبُ عندَه أحدٌ بذَنبِ أَحدٍ؛ فلا تَزِرُ وازرةٌ وِزرَ أُخرى، ومَعنَى ذلكَ أنَّ اللهَ أعدَّ لكُلِّ أحدٍ منَ النَّاسِ مَنزِلًا في الجنَّةِ ومَنزلًا في النَّارِ، فالمُؤمنُ إذا دَخلَ الجنَّةَ خَلَفَه الكافِرُ في النَّارِ، فإنَّه دَخلَها بسَببِ كُفرِه، وكان المؤمِنُ عُرضةً أنْ يَدخُلَ النَّارَ، فلَمَّا نَجَّاه اللهُ مِن دُخولِها كانَ الكافِرُ فِكاكَه؛ لأنَّ اللهَ قَدَّرَ للنَّارِ عَددًا يَملَؤُها فإذا دَخَلَها الكُفَّارُ كانوا في مَعنَى الفِكاكِ للمُؤمِنينَ.
    وقَولُه: (فيما أحسَبُ أنا)، هَذا كَلامُ بَعضِ الرُّواةِ ولم يَعرِفْه رَوْحٌ؛ لِذا قال: لَا أَدري مِمَّنِ الشَّكُّ.

    صحيح مسلم

    َيَجيءُ النَّاسُ يومَ القيامةِ ، ناسٌ من المسلمين ، بذنوبٍ أمثالِ الجبالِ . فيغفرُها اللهُ لهم . ويضعُها على اليهودِ والنَّصارَى . فيما أحسبُ أنا . قال أبو روحٍ : لا أدري ممَّن الشَّكُّ .

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يَذكُرُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بَعضَ مواقِفِ الآخِرَةِ، فيقولُ: يَجيءُ النَّاسُ يَومَ القِيامةِ، والمَقصودُ ناسٌ من المسلِمينَ دونَ بَقيَّةِ النَّاسِ؛ لِذا قالَ بَعدَه: ناسٌ منَ المسلِمينَ. يَجيئونَ بذُنوبٍ أمثالِ الجِبالِ فيَغفرُها اللهُ لهم برَحمةٍ مِنه وفَضلٍ، ويَضعُها عَلى اليَهودِ والنَّصارَى، واللهُ سُبحانَه لا يَظلِمُ أحدًا ولا يُعذَّبُ عندَه أحدٌ بذَنبِ أَحدٍ؛ فلا تَزِرُ وازرةٌ وِزرَ أُخرى، ومَعنَى ذلكَ أنَّ اللهَ أعدَّ لكُلِّ أحدٍ منَ النَّاسِ مَنزِلًا في الجنَّةِ ومَنزلًا في النَّارِ، فالمُؤمنُ إذا دَخلَ الجنَّةَ خَلَفَه الكافِرُ في النَّارِ، فإنَّه دَخلَها بسَببِ كُفرِه، وكان المؤمِنُ عُرضةً أنْ يَدخُلَ النَّارَ، فلَمَّا نَجَّاه اللهُ مِن دُخولِها كانَ الكافِرُ فِكاكَه؛ لأنَّ اللهَ قَدَّرَ للنَّارِ عَددًا يَملَؤُها فإذا دَخَلَها الكُفَّارُ كانوا في مَعنَى الفِكاكِ للمُؤمِنينَ. وقَولُه: (فيما أحسَبُ أنا)، هَذا كَلامُ بَعضِ الرُّواةِ ولم يَعرِفْه رَوْحٌ؛ لِذا قال: لَا أَدري مِمَّنِ الشَّكُّ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 37 مشاهدة 0 معاينة
  • لا يموتُ رجلٌ مسلمٌ إلَّا أدخل اللهُ مكانَه النَّارَ يهوديًّا أو نصرانيًّا . قال فاستحلفه عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ باللهِ الَّذي لا إلهَ إلَّا هو ! ثلاثَ مرَّاتٍ أنَّ أباه حدَّثه عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . قال فحلف له . قال فلم يُحدِّثْني سعيدٌ أنَّه استحلفه . ولم يُنكِرْ على عونٍ قولَه .

    شرح الحديث

    في هذا الحديث يَحكي أبو بُردَةَ ابنُ الصَّحابيِّ الجليلِ أَبي مُوسى الأشعريِّ أنَّ أباه حَدَّثَه عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أنَّه قال: لا يَموتُ رَجلٌ مُسلمٌ إلَّا أَدخلَ اللهُ مَكانَه النَّارَ يَهوديًّا أو نَصرانيًّا، ومَعنى ذَلكَ أنَّ اللهَ أعدَّ لكُلِّ أَحدٍ منَ النَّاسِ مَنزِلًا في الجَنَّةِ ومَنزِلًا في النَّارِ، فالمؤمنُ إذا دَخلَ الجَنَّةَ خَلَفَه الكافِرُ في النَّارِ، فإنَّه دَخلَها بسَبَبِ كُفرِه، وكان المؤمِنُ عُرضةً أنْ يَدخُلَ النَّارَ فَلمَّا نَجَّاه اللهُ مِن دُخولِها كانَ الكافِرُ فِكاكَه؛ لأنَّ اللهَ قَدَّرَ للنَّارِ عَددًا يَمْلؤُها فإذا دَخلَها الكُفَّارُ كانوا في مَعنَى الفِكاكِ لِلمُؤمنينَ. فلَمَّا سَمِعَ ذلك عُمَرُ بنُ عَبدِ العَزيزِ مِن أَبي بُردَةَ بنِ أَبي مُوسى كأنَّه أَنكَرَ هذا، فأرادَ أنْ يَتأكَّدَ من صِحَّةِ الحديثِ فاستَحْلَفَه ثَلاثًا- أي: طلَبَ منه أنْ يَحلِفَ ثلاثَ مَرَّاتٍ- أنَّ رَسولَ اللهِ حدَّثَ أباه بِهذا، فحَلَفَ لَه أبو بُرْدَة.

    صحيح مسلم

    لا يموتُ رجلٌ مسلمٌ إلَّا أدخل اللهُ مكانَه النَّارَ يهوديًّا أو نصرانيًّا . قال فاستحلفه عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ باللهِ الَّذي لا إلهَ إلَّا هو ! ثلاثَ مرَّاتٍ أنَّ أباه حدَّثه عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . قال فحلف له . قال فلم يُحدِّثْني سعيدٌ أنَّه استحلفه . ولم يُنكِرْ على عونٍ قولَه .

    شرح الحديث

    في هذا الحديث يَحكي أبو بُردَةَ ابنُ الصَّحابيِّ الجليلِ أَبي مُوسى الأشعريِّ أنَّ أباه حَدَّثَه عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أنَّه قال: لا يَموتُ رَجلٌ مُسلمٌ إلَّا أَدخلَ اللهُ مَكانَه النَّارَ يَهوديًّا أو نَصرانيًّا، ومَعنى ذَلكَ أنَّ اللهَ أعدَّ لكُلِّ أَحدٍ منَ النَّاسِ مَنزِلًا في الجَنَّةِ ومَنزِلًا في النَّارِ، فالمؤمنُ إذا دَخلَ الجَنَّةَ خَلَفَه الكافِرُ في النَّارِ، فإنَّه دَخلَها بسَبَبِ كُفرِه، وكان المؤمِنُ عُرضةً أنْ يَدخُلَ النَّارَ فَلمَّا نَجَّاه اللهُ مِن دُخولِها كانَ الكافِرُ فِكاكَه؛ لأنَّ اللهَ قَدَّرَ للنَّارِ عَددًا يَمْلؤُها فإذا دَخلَها الكُفَّارُ كانوا في مَعنَى الفِكاكِ لِلمُؤمنينَ. فلَمَّا سَمِعَ ذلك عُمَرُ بنُ عَبدِ العَزيزِ مِن أَبي بُردَةَ بنِ أَبي مُوسى كأنَّه أَنكَرَ هذا، فأرادَ أنْ يَتأكَّدَ من صِحَّةِ الحديثِ فاستَحْلَفَه ثَلاثًا- أي: طلَبَ منه أنْ يَحلِفَ ثلاثَ مَرَّاتٍ- أنَّ رَسولَ اللهِ حدَّثَ أباه بِهذا، فحَلَفَ لَه أبو بُرْدَة.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 37 مشاهدة 0 معاينة
  • من يصعَدُ الثَّنيَّةَ ، ثنيَّةَ المِرارِ ، فإنَّه يُحَطُّ عنه ما حُطَّ عن بني إسرائيلَ . قال فكان أوَّلُ من صعِدها خَيْلُنا ، خَيْلُ بني الخزرجِ . ثمَّ تتامَّ النَّاسُ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : وكلُّكم مغفورٌ له ، إلَّا صاحبَ الجملِ الأحمرِ . فأتيناه فقلنا له : تعالَ : يستغفِرْ لك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . فقال : واللهِ ! لأن أجِدَ ضالَّتي أحبُّ إليَّ من أن يستغفِرَ لي صاحبُكم . قال وكان الرَّجلُ ينشُدُ ضالَّةً له .

    شرح الحديث

    قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن يَصعَدُ الثَّنيَّةَ، وهِي طَريقٌ بَينَ جَبَلينِ، وهَذه الثَّنيَّةُ ثَنيَّةُ المُرارِ عِندَ الحُديبِيَةِ، وسُمِّيَت بثَنِيَّةِ المُرارِ لأنَّها فيها شَجَرٌ مُرٌّ.
    وإنَّما حثَّهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على صُعودِها؛ لأنَّها عَقبةٌ شاقَّةٌ، وقد وَصلوا إليها ليلًا، حينَ أَراد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَكَّةَ فَرَغَّبهم في صُعودِها حتَّى تَذهَبَ عَنهمُ المشقَّةُ، فرَغَّبهم بقَولِه فيمَن صَعِدَها: فإنَّه يُحَطُّ عنه ما حُطَّ عنْ بَني إِسرائيلَ، أي: في قَولِ اللهِ تَعالى: {وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ}، أي: حُطَّ عنَّا ذُنوبَنا.
    يَقولُ جابرٌ: فكانَ أوَّلَ مَن صَعِدَها خَيلُنا خَيلُ بَني الخَزْرَجِ، وفي هذا المسابقَةُ في الخَيراتِ، حتَّى تَتامَّ النَّاسُ، أيِ: اكْتَمَلوا؛ فَقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فكُلُّكم مَغفورٌ لَه، إلَّا صاحبَ الجَملِ الأَحمَرِ؛ قيل: إنَّ هَذا الرجُلَ هُو الجَدُّ بنُ قَيسٍ المنافِقُ. فَذَهَبَ إليه الصَّحابةُ، فَقالوا لَه: تَعالَ يَستغفِرْ لك رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَقال: إنِّي لَأَنْ أَجِدَ ضالَّتِي أَحَبُّ إِليَّ مِن أن يَستغفِرَ لي صاحِبُكم، وكان الرَّجلُ يَنشُدُ ضالَّةً لَه، أي: كانتْ راحلَتُه قَد ضَلَّت في الصَّحراءِ، فكانَ يَطلُبُها ويَرفَعُ صَوتَه بذَلكَ، فَقال ذَلكَ وظَهَر ما كانَ في قَلبِه مِنَ النِّفاقِ.
    وفيه أنَّ اللهَ يُظهِرُ المنافِقينَ ويَفضَحُهم عَلى فَلتاتِ أَلسنَتِهم وصَفحاتِ وُجوهِهم.

    صحيح مسلم

    من يصعَدُ الثَّنيَّةَ ، ثنيَّةَ المِرارِ ، فإنَّه يُحَطُّ عنه ما حُطَّ عن بني إسرائيلَ . قال فكان أوَّلُ من صعِدها خَيْلُنا ، خَيْلُ بني الخزرجِ . ثمَّ تتامَّ النَّاسُ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : وكلُّكم مغفورٌ له ، إلَّا صاحبَ الجملِ الأحمرِ . فأتيناه فقلنا له : تعالَ : يستغفِرْ لك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . فقال : واللهِ ! لأن أجِدَ ضالَّتي أحبُّ إليَّ من أن يستغفِرَ لي صاحبُكم . قال وكان الرَّجلُ ينشُدُ ضالَّةً له .

    شرح الحديث

    قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن يَصعَدُ الثَّنيَّةَ، وهِي طَريقٌ بَينَ جَبَلينِ، وهَذه الثَّنيَّةُ ثَنيَّةُ المُرارِ عِندَ الحُديبِيَةِ، وسُمِّيَت بثَنِيَّةِ المُرارِ لأنَّها فيها شَجَرٌ مُرٌّ. وإنَّما حثَّهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على صُعودِها؛ لأنَّها عَقبةٌ شاقَّةٌ، وقد وَصلوا إليها ليلًا، حينَ أَراد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَكَّةَ فَرَغَّبهم في صُعودِها حتَّى تَذهَبَ عَنهمُ المشقَّةُ، فرَغَّبهم بقَولِه فيمَن صَعِدَها: فإنَّه يُحَطُّ عنه ما حُطَّ عنْ بَني إِسرائيلَ، أي: في قَولِ اللهِ تَعالى: {وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ}، أي: حُطَّ عنَّا ذُنوبَنا. يَقولُ جابرٌ: فكانَ أوَّلَ مَن صَعِدَها خَيلُنا خَيلُ بَني الخَزْرَجِ، وفي هذا المسابقَةُ في الخَيراتِ، حتَّى تَتامَّ النَّاسُ، أيِ: اكْتَمَلوا؛ فَقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فكُلُّكم مَغفورٌ لَه، إلَّا صاحبَ الجَملِ الأَحمَرِ؛ قيل: إنَّ هَذا الرجُلَ هُو الجَدُّ بنُ قَيسٍ المنافِقُ. فَذَهَبَ إليه الصَّحابةُ، فَقالوا لَه: تَعالَ يَستغفِرْ لك رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَقال: إنِّي لَأَنْ أَجِدَ ضالَّتِي أَحَبُّ إِليَّ مِن أن يَستغفِرَ لي صاحِبُكم، وكان الرَّجلُ يَنشُدُ ضالَّةً لَه، أي: كانتْ راحلَتُه قَد ضَلَّت في الصَّحراءِ، فكانَ يَطلُبُها ويَرفَعُ صَوتَه بذَلكَ، فَقال ذَلكَ وظَهَر ما كانَ في قَلبِه مِنَ النِّفاقِ. وفيه أنَّ اللهَ يُظهِرُ المنافِقينَ ويَفضَحُهم عَلى فَلتاتِ أَلسنَتِهم وصَفحاتِ وُجوهِهم.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 37 مشاهدة 0 معاينة
  • مثلُ المنافقِ كمثلِ الشَّاةِ العائرةِ بين الغنمَيْن . تعيرُ إلى هذه مرَّةً ، وإلى هذه مرَّةً . وفي روايةٍ : بمثلِه . غيرَ أنَّه قال : تكِرُّ في هذه مرَّةً ، وفي هذه مرَّةً

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يوضح النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَأنَ المُنافِقين وصِفاتِهم؛ حتَّى يَحذَرَهمُ النَّاسُ، فيَضرِبُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المَثَلَ للمُنافقِ بالشَّاةِ العائِرَةِ، أيِ: المُتردِّدةِ بَينَ غَنَميْنِ لا تَدري في أَيِّهِما تَدخُلُ، وكَذلك المُنافقُ يَكونُ مَتردِّدًا مُتذَبذبًا بَين هَؤلاءِ وهَؤلاءِ، فإذا كان مَع المُؤمنينَ أَظهَرَ الإيمانَ، وإذا كانَ مَع الكُفَّارِ كانَ مَعهم ظاهرًا وباطنًا. ومعنى: عائرةٍ، أي: انْفلَتَت وذَهبَت وصارَتْ مُتردِّدةً، فَلا تَدري أَيُّهما تَتبَعُ؛ تَعيرُ إلى هذه مَرَّةً وإلى هذه مَرَّةً، أي: تَعطِفُ على هِذه وعلى هَذه لا تَدري أيُّهما تَتبَعُ.
    وهذا الحديثُ يُبَيِّنُ أنَّ المُنافِقَ لَيس له أُسٌّ يَبنِي عليه ولا عَزيمةٌ يَثْبُتُ فيها، وإِنَّما يَكونُ حيثُ يَجِدُ هَواه ومَنْفَعتَه الدُّنيويَّةَ.

    صحيح مسلم

    مثلُ المنافقِ كمثلِ الشَّاةِ العائرةِ بين الغنمَيْن . تعيرُ إلى هذه مرَّةً ، وإلى هذه مرَّةً . وفي روايةٍ : بمثلِه . غيرَ أنَّه قال : تكِرُّ في هذه مرَّةً ، وفي هذه مرَّةً

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ يوضح النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَأنَ المُنافِقين وصِفاتِهم؛ حتَّى يَحذَرَهمُ النَّاسُ، فيَضرِبُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المَثَلَ للمُنافقِ بالشَّاةِ العائِرَةِ، أيِ: المُتردِّدةِ بَينَ غَنَميْنِ لا تَدري في أَيِّهِما تَدخُلُ، وكَذلك المُنافقُ يَكونُ مَتردِّدًا مُتذَبذبًا بَين هَؤلاءِ وهَؤلاءِ، فإذا كان مَع المُؤمنينَ أَظهَرَ الإيمانَ، وإذا كانَ مَع الكُفَّارِ كانَ مَعهم ظاهرًا وباطنًا. ومعنى: عائرةٍ، أي: انْفلَتَت وذَهبَت وصارَتْ مُتردِّدةً، فَلا تَدري أَيُّهما تَتبَعُ؛ تَعيرُ إلى هذه مَرَّةً وإلى هذه مَرَّةً، أي: تَعطِفُ على هِذه وعلى هَذه لا تَدري أيُّهما تَتبَعُ. وهذا الحديثُ يُبَيِّنُ أنَّ المُنافِقَ لَيس له أُسٌّ يَبنِي عليه ولا عَزيمةٌ يَثْبُتُ فيها، وإِنَّما يَكونُ حيثُ يَجِدُ هَواه ومَنْفَعتَه الدُّنيويَّةَ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 37 مشاهدة 0 معاينة
  • طَهورُ إناءِ أحدِكم ، إذا ولَغ فيه الكلبُ ، أن يغسِلَه سبعَ مرَّاتٍ . أُولاهنَّ بالتُّرابِ

    شرح الحديث

    نهَى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن اقْتِناء الكلابِ لغيرِ ضَرروةِ؛ لِما فيها من النَّجاساتِ، ولأنَّ الملائكةَ لا تَدخُلُ بيتًا في كلبٌ ولا صُورةٌ، وأَرْشَدَ النَّاسَ إلى كيفيَّةِ تَطْهيرِ الأواني إذا دنَّسها الكلبُ بلُعَابِه ولِسانِه، وهذا الحديثُ يُوضِّحُ ذلك؛ ففيه يقول النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "طَهُورُ إناءِ أحدِكم"، أيْ: تَطهيرُ الإناءِ وتنظيفُهُ وإزالةُ ما به من نَجاساتٍ، "إذا وَلَغَ فيه الكَلْبُ"، أيْ: إذا شَرِب منه الكَلْبُ بطَرَفِ لِسانِه، أو إذا أَدْخَل فمَه في الإناءِ، "أنْ يَغْسِلَه سَبْعَ مَرَّاتٍ أُوْلاهنَّ بالتُّرابِ"، أيْ: يُغْسَل الإناءُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُوْلاهنَّ يكون بوضِع الترابِ في الإناءِ وحِكِّه ودَلْكِه به، ثم يُغسَلُ بعد ذلك سِتَّ مراتٍ بالماءِ في كلِّ مَرَّةٍ يُدَلَّكُ جيدًا بالماءِ، ثُمَّ يُلْقى بالماءِ ويؤتَى بماءٍ جديدٍ وهكذا، وهذا العددُ من مرَّاتِ الغُسْلِ يُفعَل تعبُّدًا كما أَمَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أو لنَجاسةِ لُعابِ الكَلْبِ، وقد وَرَد أنَّ الغُسْلَ في التُّرابِ يَكونُ مرَّةً واحدةً دون اشْتِراطِ أنْ تكونَ في أوَّلِ مَرَّةٍ مِن غَسْلِ الإناءِ. ولا فَرْقَ بينَ أنواعِ الكِلابِ في ذلك، سواءٌ ما أُبِيحَ اقتناؤُه ككلبِ الصَّيد، أو لم يُبَحِ اقتناؤُه. ( )

    صحيح مسلم

    طَهورُ إناءِ أحدِكم ، إذا ولَغ فيه الكلبُ ، أن يغسِلَه سبعَ مرَّاتٍ . أُولاهنَّ بالتُّرابِ

    شرح الحديث

    نهَى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن اقْتِناء الكلابِ لغيرِ ضَرروةِ؛ لِما فيها من النَّجاساتِ، ولأنَّ الملائكةَ لا تَدخُلُ بيتًا في كلبٌ ولا صُورةٌ، وأَرْشَدَ النَّاسَ إلى كيفيَّةِ تَطْهيرِ الأواني إذا دنَّسها الكلبُ بلُعَابِه ولِسانِه، وهذا الحديثُ يُوضِّحُ ذلك؛ ففيه يقول النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "طَهُورُ إناءِ أحدِكم"، أيْ: تَطهيرُ الإناءِ وتنظيفُهُ وإزالةُ ما به من نَجاساتٍ، "إذا وَلَغَ فيه الكَلْبُ"، أيْ: إذا شَرِب منه الكَلْبُ بطَرَفِ لِسانِه، أو إذا أَدْخَل فمَه في الإناءِ، "أنْ يَغْسِلَه سَبْعَ مَرَّاتٍ أُوْلاهنَّ بالتُّرابِ"، أيْ: يُغْسَل الإناءُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُوْلاهنَّ يكون بوضِع الترابِ في الإناءِ وحِكِّه ودَلْكِه به، ثم يُغسَلُ بعد ذلك سِتَّ مراتٍ بالماءِ في كلِّ مَرَّةٍ يُدَلَّكُ جيدًا بالماءِ، ثُمَّ يُلْقى بالماءِ ويؤتَى بماءٍ جديدٍ وهكذا، وهذا العددُ من مرَّاتِ الغُسْلِ يُفعَل تعبُّدًا كما أَمَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أو لنَجاسةِ لُعابِ الكَلْبِ، وقد وَرَد أنَّ الغُسْلَ في التُّرابِ يَكونُ مرَّةً واحدةً دون اشْتِراطِ أنْ تكونَ في أوَّلِ مَرَّةٍ مِن غَسْلِ الإناءِ. ولا فَرْقَ بينَ أنواعِ الكِلابِ في ذلك، سواءٌ ما أُبِيحَ اقتناؤُه ككلبِ الصَّيد، أو لم يُبَحِ اقتناؤُه. ( )

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 37 مشاهدة 0 معاينة
  • يؤتى بأنعمِ أَهلِ الدُّنيا من أَهلِ النَّارِ يومَ القيامةِ فيُصبغُ في النَّارِ صبغةً ثمَّ يقالُ يا ابنَ آدمَ هل رأيتَ خيرًا قطُّ هل مرَّ بِك نعيمٌ قطُّ فيقولُ لا واللَّهِ يا ربِّ ويؤتَى بأشدِّ النَّاسِ بؤسًا في الدُّنيا من أَهلِ الجنَّةِ فيُصبَغُ صبغةً في الجنَّةِ فيقالُ لهُ يا ابنَ آدمَ هل رأيتَ بؤسًا قطُّ هل مرَّ بِك شدَّةٌ قطُّ فيقولُ لا واللَّهِ يا ربِّ ما مرَّ بي بؤسٌ قطُّ ولا رأيتُ شدَّةً قطُّ

    شرح الحديث

    ما أَهْونَ الدُّنيا بِجِوارِ الآخِرَةِ! فَلا يُقاسُ فانٍ بِبَاقٍ.
    وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه يُؤتَى يَومَ القِيامَةِ بأَكثَرِ النَّاسِ كانَ يَنْعَمُ في الدُّنيا، وأَشدِّهم نَعيمًا في بَدنِه وثِيابِه وأَهلِه وسَكنِه ودابَّتِه وغَيرِ ذلك، ويَكونُ في الآخرَةِ مِن أهلِ النَّارِ فيُصبَغُ، أي: يُغمَسُ في النَّارِ غَمسةً واحدةً، ثُمَّ يُقالُ له بَعدَ هَذه الغَمْسةِ: هَل رَأيتَ خَيرًا قَطُّ؟ هَل مَرَّ بِك نَعيمٌ قَطُّ؟ فَيَقولُ: لا واللهِ يا رَبِّ، فتُنْسِيه تِلك الغَمسَةُ الواحدةُ كُلَّ نَعيمٍ ذاقَه في الدُّنيا، مهما طالَ عُمْرُه في نَعيمِ الدُّنيا، ومَهما تَمَتَّعَ بِملذَّاتِها، وشَهواتِها؛ فَكيفَ بِمَنْ هُو خالدٌ مُخلَّدٌ فيها أَبدَ الآبِدينَ؟!
    ويُؤتَى يَومَ القيامَةِ بأَشدِّ النَّاسِ بُؤسًا مِن أهلِ الدُّنيا، في بَدنِه وأَهلِه ومالِه وسَكنِه وغَيرِ ذلك، وهُو في الآخِرةِ مِن أهلِ الجنَّةِ، فيُغمَسُ في الجنَّةِ غَمسةً واحدةً، فيُقالُ له: يا ابنَ آدمَ، هلْ رَأيتَ بُؤسًا قَطُّ؟ هَل مَرَّ بكَ شِدَّةٌ قطُّ؟ فيَقولُ: لا واللهِ يا رَبِّ! ما مَرَّ بي بُؤسٌ قَطُّ ولا رَأيتُ شِدَّةً قطْ.
    في الحديثِ: شِدَّةُ غَبنِ مَن يُؤثِرُ القَليلَ الفانيَ على الكَثيرِ الباقي.
    وفيه: بَيانُ حَقارةِ الدُّنيا بالنِّسبةِ لِلآخِرةِ.

    صحيح مسلم

    يؤتى بأنعمِ أَهلِ الدُّنيا من أَهلِ النَّارِ يومَ القيامةِ فيُصبغُ في النَّارِ صبغةً ثمَّ يقالُ يا ابنَ آدمَ هل رأيتَ خيرًا قطُّ هل مرَّ بِك نعيمٌ قطُّ فيقولُ لا واللَّهِ يا ربِّ ويؤتَى بأشدِّ النَّاسِ بؤسًا في الدُّنيا من أَهلِ الجنَّةِ فيُصبَغُ صبغةً في الجنَّةِ فيقالُ لهُ يا ابنَ آدمَ هل رأيتَ بؤسًا قطُّ هل مرَّ بِك شدَّةٌ قطُّ فيقولُ لا واللَّهِ يا ربِّ ما مرَّ بي بؤسٌ قطُّ ولا رأيتُ شدَّةً قطُّ

    شرح الحديث

    ما أَهْونَ الدُّنيا بِجِوارِ الآخِرَةِ! فَلا يُقاسُ فانٍ بِبَاقٍ. وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه يُؤتَى يَومَ القِيامَةِ بأَكثَرِ النَّاسِ كانَ يَنْعَمُ في الدُّنيا، وأَشدِّهم نَعيمًا في بَدنِه وثِيابِه وأَهلِه وسَكنِه ودابَّتِه وغَيرِ ذلك، ويَكونُ في الآخرَةِ مِن أهلِ النَّارِ فيُصبَغُ، أي: يُغمَسُ في النَّارِ غَمسةً واحدةً، ثُمَّ يُقالُ له بَعدَ هَذه الغَمْسةِ: هَل رَأيتَ خَيرًا قَطُّ؟ هَل مَرَّ بِك نَعيمٌ قَطُّ؟ فَيَقولُ: لا واللهِ يا رَبِّ، فتُنْسِيه تِلك الغَمسَةُ الواحدةُ كُلَّ نَعيمٍ ذاقَه في الدُّنيا، مهما طالَ عُمْرُه في نَعيمِ الدُّنيا، ومَهما تَمَتَّعَ بِملذَّاتِها، وشَهواتِها؛ فَكيفَ بِمَنْ هُو خالدٌ مُخلَّدٌ فيها أَبدَ الآبِدينَ؟! ويُؤتَى يَومَ القيامَةِ بأَشدِّ النَّاسِ بُؤسًا مِن أهلِ الدُّنيا، في بَدنِه وأَهلِه ومالِه وسَكنِه وغَيرِ ذلك، وهُو في الآخِرةِ مِن أهلِ الجنَّةِ، فيُغمَسُ في الجنَّةِ غَمسةً واحدةً، فيُقالُ له: يا ابنَ آدمَ، هلْ رَأيتَ بُؤسًا قَطُّ؟ هَل مَرَّ بكَ شِدَّةٌ قطُّ؟ فيَقولُ: لا واللهِ يا رَبِّ! ما مَرَّ بي بُؤسٌ قَطُّ ولا رَأيتُ شِدَّةً قطْ. في الحديثِ: شِدَّةُ غَبنِ مَن يُؤثِرُ القَليلَ الفانيَ على الكَثيرِ الباقي. وفيه: بَيانُ حَقارةِ الدُّنيا بالنِّسبةِ لِلآخِرةِ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 37 مشاهدة 0 معاينة
  • إنَّ اللَّهَ لا يظلِمُ مؤمنًا حسنةً يُعطى بِها في الدُّنيا ويُجزى بِها في الآخرةِ . وأمَّا الكافرُ فيُطعَمُ بحسناتِ ما عمِلَ بِها للَّهِ في الدُّنيا . حتَّى إذا أفضى إلى الآخرةِ . لم يَكُنْ لهُ حسنةٌ يُجزَى بِها

    شرح الحديث

    يُبيِّنُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحديث عَظيمَ عَدلِ اللهِ سُبحانَه وأنَّه لا يَظلِمُ النَّاسَ شيئًا، وأنَّ اللهَ لا يَظلِمُ مُؤمنًا حَسنةً، أي: لا يَنقُصُ ثَوابَ حَسنةٍ عَمِلَها، فإنَّه يُعطى بِها في الدُّنيا، بأنْ يُوَسِّعَ عليه رِزقَه ويُرَغِّدَ عَيْشَه في الدُّنيا، مَع ما يُدَّخَرُ له في الآخِرَةِ؛ فَهُو أَحوَجُ ما يَكونُ لِثوابِ تِلك الحَسنةِ.
    وأمَّا الكافِرُ فيُطعَمُ بِحسناتِ ما عَمِلَ بِها للهِ في الدُّنيا، أي: بِما فَعَلَه مُتقرِّبًا بِه إلى اللهِ تَعالى مِمَّا لا تفتَقِرُ صِحَّتُه إلى النِّيَّةِ كصِلةِ الأَرحامِ والصَّدقةِ والضِّيافَةِ، فإنَّه لا يُقبَلُ منه؛ لأنَّه لا يَتوَفَّرُ لديه شَرْطُ قَبولِ العَمَلِ وهُو الإيمانُ باللهِ، ولكنَّ اللهَ لا يَظلِمُه عَمَلَه فيُكافِئَه عليه في الدُّنيا، فَيُطْعِمَه به حتَّى إذا أَفْضى إلى الآخِرَةِ لم يَكُنْ له حَسنةٌ يُجْزَى بِها.
    في الحديثِ: فَضلُ الإيمانِ، والتَّحذيرُ منَ الشِّركِ.

    صحيح مسلم

    إنَّ اللَّهَ لا يظلِمُ مؤمنًا حسنةً يُعطى بِها في الدُّنيا ويُجزى بِها في الآخرةِ . وأمَّا الكافرُ فيُطعَمُ بحسناتِ ما عمِلَ بِها للَّهِ في الدُّنيا . حتَّى إذا أفضى إلى الآخرةِ . لم يَكُنْ لهُ حسنةٌ يُجزَى بِها

    شرح الحديث

    يُبيِّنُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحديث عَظيمَ عَدلِ اللهِ سُبحانَه وأنَّه لا يَظلِمُ النَّاسَ شيئًا، وأنَّ اللهَ لا يَظلِمُ مُؤمنًا حَسنةً، أي: لا يَنقُصُ ثَوابَ حَسنةٍ عَمِلَها، فإنَّه يُعطى بِها في الدُّنيا، بأنْ يُوَسِّعَ عليه رِزقَه ويُرَغِّدَ عَيْشَه في الدُّنيا، مَع ما يُدَّخَرُ له في الآخِرَةِ؛ فَهُو أَحوَجُ ما يَكونُ لِثوابِ تِلك الحَسنةِ. وأمَّا الكافِرُ فيُطعَمُ بِحسناتِ ما عَمِلَ بِها للهِ في الدُّنيا، أي: بِما فَعَلَه مُتقرِّبًا بِه إلى اللهِ تَعالى مِمَّا لا تفتَقِرُ صِحَّتُه إلى النِّيَّةِ كصِلةِ الأَرحامِ والصَّدقةِ والضِّيافَةِ، فإنَّه لا يُقبَلُ منه؛ لأنَّه لا يَتوَفَّرُ لديه شَرْطُ قَبولِ العَمَلِ وهُو الإيمانُ باللهِ، ولكنَّ اللهَ لا يَظلِمُه عَمَلَه فيُكافِئَه عليه في الدُّنيا، فَيُطْعِمَه به حتَّى إذا أَفْضى إلى الآخِرَةِ لم يَكُنْ له حَسنةٌ يُجْزَى بِها. في الحديثِ: فَضلُ الإيمانِ، والتَّحذيرُ منَ الشِّركِ.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 37 مشاهدة 0 معاينة
  • إنَّ الشَّيطانَ قد أيِسَ أن يعبُدَه المصلُّونَ في جزيرةِ العربِ ولَكنْ في التَّحريشِ بينَهم

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ بيانُ أنَّ الشَّيطانَ قد أَيِسَ أنْ يَعبُدَه المصلُّونَ في جَزيرةِ العَربِ؛ فإنَّه لا يَجتمِعُ في العَبدِ الصَّلاةُ وعِبادةُ الشَّيطانِ، وقَد يَئِسَ الشَّيطانُ مِن أَهلِ الإيمانِ أن يَعبُدوه لَمَّا رَأى كَثرَتَهم وَانتشارَهُم في البِلادِ فأَيِسَ أنْ يَنْتَكِسَ الأَمْرُ ويَعودَ كَما كان النَّاسُ مِنْ قَبلُ لِعِبادةِ الأَصنامِ ويُستَبدَلُ دِينُ الإسلامِ ويُهدَمُ منَ الأَساسِ، ويَستَمِرُّ الشِّركُ ويَظهَرُ، ولكِنْ في التَّحريشِ بَينَهم، أي: إنَّه لم يَيْأسْ منَ التَّحريشِ بَينهم، والمعنى أنَّه يُوقعُ بَينهُمُ الخُصوماتِ والشَّحناءَ، والحُروبَ والفِتَنَ ونَحوَها.

    صحيح مسلم

    إنَّ الشَّيطانَ قد أيِسَ أن يعبُدَه المصلُّونَ في جزيرةِ العربِ ولَكنْ في التَّحريشِ بينَهم

    شرح الحديث

    في هذا الحديثِ بيانُ أنَّ الشَّيطانَ قد أَيِسَ أنْ يَعبُدَه المصلُّونَ في جَزيرةِ العَربِ؛ فإنَّه لا يَجتمِعُ في العَبدِ الصَّلاةُ وعِبادةُ الشَّيطانِ، وقَد يَئِسَ الشَّيطانُ مِن أَهلِ الإيمانِ أن يَعبُدوه لَمَّا رَأى كَثرَتَهم وَانتشارَهُم في البِلادِ فأَيِسَ أنْ يَنْتَكِسَ الأَمْرُ ويَعودَ كَما كان النَّاسُ مِنْ قَبلُ لِعِبادةِ الأَصنامِ ويُستَبدَلُ دِينُ الإسلامِ ويُهدَمُ منَ الأَساسِ، ويَستَمِرُّ الشِّركُ ويَظهَرُ، ولكِنْ في التَّحريشِ بَينَهم، أي: إنَّه لم يَيْأسْ منَ التَّحريشِ بَينهم، والمعنى أنَّه يُوقعُ بَينهُمُ الخُصوماتِ والشَّحناءَ، والحُروبَ والفِتَنَ ونَحوَها.

    صحيح مسلم
    0 التعليقات 0 المشاركات 39 مشاهدة 0 معاينة